Tuesday, June 24, 2008

القوة العظمى - 2

.

توهج نجم الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية القرن السابق , الا أن عظمتها تبلورت بشكل بارز بعد الحرب العالمية الثانية و انتصار الحلفاء على هتلر و اتباعه , و قد تدرجت قوة الولايات المتحدة في الصعود حتى انهيار الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات لتتوج أمريكا نفسها القوة العظمى المسيطرة على العالم بلا منافس فعلي
.
.

و قد كان من الطبيعي أن تبدأ الولايات المتحدة بالقيام بأعمال و اكتساب سلوكيات الدول العظمى السابقة من انتشار للقوات و القواعد العسكرية الى جني الضرائب من الدول الأخرى – بطريقة مباشرة أو غير مباشرة – و التحكم في ما يصح أو لا يصح للدول الأخرى , و أعتقد أن أغلب دول العالم رضخت للأمر الواقع و استسلمت للولايات المتحدة بمباركة مباشرة من الأمم المتحدة و توابعها
.
.

و من غير المستغرب أن نرى دول عظمى كالمملكة المتحدة و فرنسا تتعامل كالأخ الأصغر مع الولايات المتحدة , بل أن دولا أخرى كاليابان و ألمانيا تخضع للسيطرة و الشروط المارشلية الأمريكية بلا عناد أو مقاومة , و لا ننسى هنا ذكر التحرشات المباشرة للولايات المتحدة اتجاه العملاق الصيني و الكوري الشمالي , و بالطبع فان استعراض العضلات الامريكية كان واضحا في حربهم على الارهاب في أفغانستان و العراق و اخصاء ليبيا و النية الواضحة لتكرير العملية مع سوريا و ايران
.
.

و المثير للاهتمام هنا هو قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تسويق مشاريعها الاستعمارية تحت عناوين النوايا الحسنة مثل نشر الديموقراطية و محاربة الارهاب و تحرير الشعوب , على عكس عادة الدول العظمى السابقة التي كانت تعتمد على الخطاب الترهيبي و فرض القوة و التبشير بالأديان كسبب سامي بالنسبة لجيوشها . و هذا ما يجعلني أراقب باهتمام تصرفات الامبراطورية الأمريكية و اسلوبها الجديد في السيطرة على العالم حسب المفاهيم المقبولة دوليا في عصرنا الحالي , و بالرغم من عدم قبولي لأغلب ما تقوم به أمريكا على المستوى الشخصي الا أني اتقبلها من الناحية السياسية التاريخية فهي بالنهاية دولة عظمى لفترة زمنية بسيطة و عليها أن تستغل هذه الفترة لمضاعفة أرباحها بأي شكل من الأشكال

و لا أنسى هنا الاشارة الى أن الولايات المتحدة و بالرغم من البطش و الوحشية التي تتسم بها أحيانا الا أنها أكثر الدول العظمى احتراما لحقوق الانسان – أكرر بأنني أكتب هذه الجملة بمقارنتها مع الدول العظمى السابقة - كونها أتاحت لشعوب العالم الأخرى ممارسة معتقداتها الدينية و استخدام لغتها المحلية – في الغالب - بحرية و بدون اضطهاد

أعتقد أننا مطالبون أيضا بتسليط الضوء على الجانب الآخر من الصورة و دراسة طريقة تعامل بقية دول العالم مع الدولة العظمى , ما الذي يجعل دول كبرى تنصاع للدولة العظمى ؟ و ما الذي يجعل دول أخرى تتمرد عليها ؟ ما المصلحة التي يجنيها الحلفاء؟ و ما العقوبات الواقعة على الأعداء؟ كل هذه الأسئلة تجعلني أعود دائما للالتفات الى نفسي و بلدي و التفكير في موقعنا من الاعراب في هذا العالم و كيفية التعامل مع هذه الدولة العظمى و انعكاسات علاقتها بالآخرين على علاقتنا بها , و هذا سيكون موضوعي القادم

يتبع

21 comments:

Anonymous said...

و لا أنسى ( لا أرجوك إنسى ..دخيلك بس ) هنا الاشارة الى أن الولايات المتحدة و بالرغم من البطش و الوحشية التي تتسم بها أحيانا الا أنها أكثر الدول العظمى احتراما لحقوق الانسان ( بأمارة إيه ؟) – أكرر بأنني أكتب هذه الجملة بمقارنتها مع الدول العظمى السابقة - كونها أتاحت لشعوب العالم الأخرى ممارسة معتقداتها الدينية ( الإسلام الإرهابي ؟)و استخدام لغتها المحلية – في الغالب - بحرية و بدون اضطهاد


And the reason why ?

they dont give a **** about the rest of the world :I as long they get what they want .and when they dont ... they invade a.k.a ( LOL ) Operation Freedom ! :I


قال حقوق إنسان قال .. لاعنين خير الأفارقة و الآسيويين و المكسيكاوييييين هناك وهم مواطنين أمريكان ! فكيف بمن هم ليسوا كزلك ؟؟

مكثر لبن دوغ ..صح ؟ :)

Anonymous said...

عظمة الولايات المتحدة تفرض عليها ان لا تزوي بعيدا عن العالم حتى لا تسود الاضطرابات والحروب فيه
ولولا ذلك لرأيت الكبير يلتهم الصغير
ومن يدري لربما كنا المحافظة العراقية
19 للأبد

انا لا ابرئ امريكا من العيوب والنقص والديكتاتورية احيانا لكن العظمة دون منازع تفرض عليها التكشير عن انيابها في الازمات التي تتطلب ذلك

Lip Service said...
This comment has been removed by the author.
Blog 3amty said...

بروح أييب نفيش ورأرجع

متابعين

:)

Faisal said...

اتابع كتاباتك من زمان و لكن اول مرة اعلق
ننتظر البقية

Mohammad Al-Yousifi said...

الأخ المتنور باسجيل

بعيدا عن غبائي و ذكائك

ماني فاهم بالضبط شنو النقطة اللي حاولت تشرحها؟

على شنو معترض و شنو وجهة نظرك بالموضوع, كلامك غير واضح بالنسبة لي

شكرا

Eng_Q8 said...

مممممممممم

متابع :)

Manal said...

من المتابعين

والجملة هذي واقع نعيشة

(
و المثير للاهتمام هنا هو قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تسويق مشاريعها الاستعمارية تحت عناوين النوايا الحسنة مثل نشر الديموقراطية و محاربة الارهاب و تحرير الشعوب )

الله يعين

الزين said...

وياك على الخط

كمل .....

Amethyst said...

I like how you raised the question of what our country and our people stand.

Keep going!:)

Lip Service said...

تابع وكمل ...خلاص حقك علي ...بس قلت اللي قلته ..يا تفهمه من اول مرة ولا بكيفك مو مهم ..انطلق اخوي عبر عن رايك مالك شغل باللي قلته

Lip Service said...

علشان لا اعور راسك بسحب المقال

Maximilian said...

رغم الانشغال ، مازلت متابع

blacklight said...

الدول ليست القوى العظمى بشكل مباشر عزيزي بل الأشخاص هم أقرب لمفهوم القوى
العظمى من الدول بزمننا الحالي

ان كنت مهتما بهذه الأمور انصحك بمشاهدة هذا الفلم الوثائقي
http://www.endgamethemovie.com/
, لا اضمن مصداقية مؤلفه لكنه يحوي عددا لا بأس به من الحقائق.
تحياتي

Snow White said...
This comment has been removed by the author.
Snow White said...

عجبني موضوعك التاريخي :) قبل فترة قرأت موضوع عن مقال مهم نشر حديثاً في مجلة سياسية أميركية شهيرة..هي مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs)

والمقال منشور في عددها الأخير الصادر في مايو 2008 ويحمل العنوان التالي: "مستقبل القوة الأميركية" وتحته السؤال الآتي: هل تستطيع الولايات المتحدة أن تستمر في الحياة بنفس القوة بعد صعود قوى أخرى جديدة في العالم؟

والسؤال ليس جديداًولكنه لا يزال يلح على الأذهان ويزداد إلحاحه مع تفاقم المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة في الخارج والداخل

أعتقد أن الدولة العظمى تميل بعد بلوغها درجة معينة من القوة والسيطرة إلى أن تمد نفوذها إلى أبعد من طاقتها..أي إلى أبعد مما تستطيع الاحتفاظ به..إذ يفرض عليها هذا التوسع نفقات اقتصادية فضلاً عن بعض الأعباء السياسية والاجتماعية لا تقدر على مواجهتها..فإذا بها تنكمش وتضطر إلى تقليص نفوذها..ويحمل هذا الانكماش وتقليص النفوذ كل مظاهر الأفول وفقدان القوة.

Mozart said...

القوى العظمى في العالم لها وجهان مثل دكتور جيكل و مستر هايد , فهي قد تكون قوى خيرة مثل الذي حررتنا من الغزو و مثل الذي حررت العراقيين و اعطتهم حق المشاركة السياسية , و قد تكون قوى سلبية كما يشير أصحاب نظريات المؤامرة

لذلك أنا لا أتعامل مع القوى العظمى باسلوب المحبة أو الكراهية , بل أنظر لها من زاوية تبادل المصالح المشتركة . نحن بحاجه الى أمريكا لتحمينا و أمريكا بحاجة الى بترولنا , فما هي المشكلة ؟

أبو جيج يدور نعاله said...

موضوع شيق و توقيته ممتاز مع الضربة المرتقبة لإيران

why me said...

مساء الخير

انا بااااااااك ورجعت من يديد



الجزء الاول وايد حلو والثاني بعد

لا يوقف

Anonymous said...

not a bad post for a 13 .... :)

Mok said...

:)