رمز حب الوطن

أتذكر أن أول كتاب قرأته بعد الغزو كان كتاب للاديبة نورية السداني عن الشهيد البطل أحمد محمود قبازرد, تأثرت كثيرا بقصة الشهيد و حياته و بسالته في الدفاع عن وطنه حتى أصبح مثلي الأعلى بالوطنية و حب الكويت

الشهيد أحمد كما أذكر من القصة أب لثلاثة أبناء, ولدين و بنت, و كان مرتاح ماديا , و الأهم من كل ذلك أنه كان خارج الكويت في يوم الغزو. عندما وقع الغزو أسرع الشهيد في تأمين وضع أهله خارج الكويت و انطلق للسعودية حتى يدخل الكويت عن طريق البر

تنكر في زي راعي غنم و دخل الكويت, قاوم و استبسل الى أن أسروه و عذبوه و أخيرا قتله المجرمون امام باب بيته في منطقة الجابرية

أنا هنا لست في موقع الكلام و الاشادة بالشهيد , فهو أكبر مني و أكبر من مدونتي و أكبر من الانترنت بكبره, أنا هنا أحاول المقارنة بين موقف الشهيد أحمد قبازرد كمواطن كويتي و موقف كل من باع صوته من الناخبين و من اشترى الصوت من المرشحين و بين من عمل في هذا المجال من مندوبين

أحمد قبازرد كان يعلم أن موازين القوة لا تصب لصالحه أمام جبروت و طغيان الجيش العراقي الا أنه وقف و قاوم, لم يقل الديرة رايحة رايحة و الكل انحاش خل أنحاش وياهم

لم يقل شالفايدة أروح أقاوم اللي تبيه الحكومة راح تسويه

لم يقل والله عذروني امي مريضة و أبوي مسافر و عيالي صغار محتاج أقعد وياهم
لم يقل والله ما ياتني الأوامر العليا للتحرك و الدفاع عن وطني

أحمد كان عنده أهل و مصالح و حاجات و رغبة في الحياة و ناس يحبهم و ناس محتاجينه و مستقبل و طموحات الا أن كل هذه الأشياء لم تكن لها قيمة أمام الكويت و حبها المتغلغل في قلب هذا البطل

أحمد قبازرد دفع عمره و حياته و تيتم أبناءه من أجل الكويت, دفع الغالي من أجل الأغلى, ضحى بحياته ليضرب لنا مثال حي واقعي اسطوري في الوطنية و حب الكويت, حتى لا يترك عذرا لمن يأتي بعده و يقول والله الكل انحاش و الكل خان و الكل تعاون مع العراقيين

أدعو كل مواطن شريف عفيف يفتخر بكونه كويتي و يدعي انتمائه لهذه الأرض ان يضع صورة الشهيد احمد قبازرد و شهداء القرين الأبطال و الشهيدة أسرار القبندي و الشهيدة سناء الفودري و بقية شهداء المقاومة أمامه في يوم الانتخابات و يفكر و يفهم و يعرف أن هناك ناس ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن, فحرام ان تبيعه من أجل المال او المصالح او الخدمات أو المجاملات

صدقوني من السهل علينا ننخرط في تيار شراء الأصوات و التقلقس
من السهل علينا نغلّب مصالحنا الخاصة و نضبط علاقاتنا مع المتنفذين للحصول على المناقصات
من السهل علينا أن نقنع أنفسنا بان الديرة كلها ماشية جذي و الكل يبيع صوته و الكل حرامية و ماكو احد يستاهل
من السهل علينا التخاذل, من السهل علينا نرخص نفوسنا و نتنازل عن كرامتنا

لكننا اخترنا الطريق الأشرف, اخترنا طريق الشهيد أحمد و من معه, اخترنا الكويت و عزها و عزة شعبها و سيادتها

باقي على الانتخابات يومين, لن أقول لك من تختار, لكني سأقول لك من لا تختار

لا تختار من يشتري الأصوات
لا تختار من ينزل عليه فجأة الكرم الحاتمي قبل الانتخابات
لا تختار من ليست له كرامة امام خزة شيخ أو فلوس تاجر
لا تختار من ولائه لأشخاص و ليس للكويت

وطني الكويت سلمت للمجد
و على جبينك طالع السعد