كويت اصلاح كومباني - 4

يقوم سمو امير البلاد باختيار رئيس مجلس الوزراء الذي يقوم بدوره بتعيين السادة الوزراء و تحديد السياسة العامة للدولة و وضع خطة و رؤية طويلة المدى و خطط قصيرة المدى, و المفروض أن يقوم كل وزير بوضع خطة سنوية للأعمال و الخدمات التي ستقدمها وزارته و توضيح ما تحتاجه هذه الخطة من ميزانية سنوية

يقوم مجلس الوزراء بجمع الخطط السنوية لجميع الوزارات و تقديمها الى مجلس الأمة للدراسة و الموافقة على الميزانية العامة للدولة

طبعا هذه العملية تتم بطريقة – بيض مخلوط – في الكويت لأسباب كثيرة منها عدم جدية الوزراء و ايمانهم بالخطط التي يضعونها كون الوزير يعلم ان لقب وزير لن يستمر معه طويلا و أن شيئا من هذه الخطط لن يتحقق الاّ ان كانت أحد المطالب الشعبية المصاحبة لضغوط و حملات أعضاء مجلس الأمة

و من هنا تأتي عقلية الوزير الداجنة – ياية من كلمة دجاجة – و هدفها الاستماته في المحافظة على كرسيه لأطول فترة ممكنة و محاولة ترقيص – ياية من ترقيص فتحي كميل للاعبين منتخب استراليا – أعضاء المجلس و تحاشي التعرض للاستجواب

و لذلك فان رئيس مجلس الوزراء يحرص على اختيار وزراء وجوههم سمحة و تكسر الخاطر محاولا أن يستعطف أعضاء مجلس الأمة لعدم ممارسة هواية الاستجوابات ضد وزرائه

و الآن يجب علي توضيح أهم وسائل الحكومة في ترقيص المجلس و مقاومة الاستجوابات و التصويتات على القوانين اللي لا تحصل على مباركة حكومتنا الرشيدة

الوسيلة الأولى

اختيار وزراء يمونون أو ينتمون الى أكبر قدر ممكن من التكتلات النيابية حتى تضمن الحكومة تحييد نواب هذه الكتلة في حالة وجود استجواب ضد الوزير لا سمح الله

الوسيلة الثانية

تخليص المعاملات, تسعى الحكومة الى تخليص معاملات النواب الحكوميون لدعم شعبيتهم و ضمان فوزهم بعضوية المجلس و أيضا تخلص الحكومة معاملات النواب الشرسين لتحاشي بلطجتهم ضد وزراءها الكتاكيت

الوسيلة الثالثة

التنفيع و ما أدراك ما التنفيع, التنفيع له طرق عديدة أكثر من أن أحصرها كتعيين المقربين في مناصب حساسة أو تسفير الأقارب أو تغيير بعض القوانين البسيطة التي تساهم في كسب المال و الجاه على أعضاء مجلس الأمة المكافحين

مثلا توقيع استثناءات البناء التي ساهمت في كارثة منطقة النقرة و حولي و ساهمت في شعبية بعض النواب و الوزراء

أيضا تعتبر المناقصات الحكومية أحد أهم موارد التنفيع للأعضاء و الوزراء, و قد سمعنا و قرأنا كثيرا عن مشاريع النواب التنموية على طريقة البي أو تي الي نسمع عنها و ما نشوفها

الوسيلة الرابعة

العين الحمرة أو الترهيب و هي طريقة نادرة جدا تتلخص في محاولات تخريع النواب - كما يحدث الآن - بأن رئيس الحكومة سيطالب سمو الامير بحل المجلس لانعدام القدرة على التعاون بين السلطتين, و هذه الطريقة مفيدة جدا لاسكات النواب اللي مو ضامنين فوزهم بالانتخابات المقبلة

و تلجأ الحكومة عادة لهذه الوسائل عند الشدائد كأوقات التصويت على بعض القوانين المهمة أو في أوقات طرح الثقة من خلال الاستجوابات و نستطيع أن نقول أن حكوماتنا تنجح عادة في تخطي هذه الاختبارات

المقالة القادمة ستكون عن أعضاء مجلس الأمة الموقر

يتبع