من المعروف – دينيا – أن نبي الله عيسى عليه السلام كان صاحب رسالة سلام في تعاليمه لأتباعه , فالمعروف عنه شفاء المرضى و حث حوارييه على عدم رد الإساءة بالإساءة , بل أنه حتى لم يقاوم معتقليه أو يحاول الدفاع عن نفسه أمام الحاكم الروماني – في العقيدة المسيحية – لحماية نفسه من الموت , و هذا ما جعل أتباعه يلقبونه بالمخلص كونه ضحى بدمه من أجل تخليصهم من خطاياهم و عفو الاله – الأب – عنهم
الغريب في الثقافة المسيحية – المسالمة - أنها تركت كل المواقف و الصور السلمية التي مرّ بها يسوع لتختار لحظة الصلب و هي آخر لحظات – أو لقطات - حياته – حسب عقيدتهم – كرمز أبدي للمسيحيين الى هذا اليوم , و مع أن يسوع اختار بنفسه أن يعيد نظر الأعمى و أن يشفي المرضى في أكثر من موقف تم ذكره في الأناجيل الرسمية الا أن الثقافة المسيحية لم تختر أحد هذه المواقف لتستثمره كرمز للمسيحيين و الدين المسيحي , بل أنها قامت باختيار الصليب و هو العقاب الذي اختارته السلطة الرومانية ليسوع كرمز يضعونه فوق كنائسهم و يعلقونه في رقابهم الى يومنا هذا

و بغض النظر عن تفاصيل حقيقة صلب المسيح فعلينا الاعتراف بأن أتباع الدين المسيحي تمكنوا من تخليد هذه اللقطة بكل ما تحمله من رسائل و رموز الى يومنا هذا , و هنا أجد نفسي أنتقل الى لقطة رمزية أخرى حدثت في كربلاء سنة واحد و ستين للهجرة , عندما تمسك الامام الحسين عليه السلام بحقه في الحفاظ على دين جده رسول الله و عدم التسليم و مبايعة المجرم يزيد بن معاوية كولي أمر للمسلمين , فكيف يقوم بإضفاء صفة شرعية على حكم غير شرعي , و قد كان الحسين و من معه يعرفون أن لا نهاية لهذا الموقف الا المواجهة الحتمية مع جلاوزة السلطة , و التي كانت ستتوج بالتضحية بالنفس و الشهادة في سبيل التمسك بالمبدأ و تسجيل موقف ظل محفوظا و خالدا الى يومنا هذا
و بالرغم من بقاء ذكرى الحسين خالدة الى يومنا هذا , الا أن أغلب المسلمين انقسموا اتجاهها الى فريقين , فريق يغالي في استثمار هذا الموقف – أو اللقطة – و ينسج الأحداث الاسطورية و الطقوس المستوردة حول هذه الحادثة و ما حصل بها من تفاصيل , و فريق آخر يبالغ في تجاهل هذه الحادثة و طمس أحداثها لا لشيء الا نكاية بالفريق الأول . و من هنا بدأ الفريق الأول بالاهتمام و التركيز على القشور الظاهرية لحادثة الطف و ابتعدوا عن الدروس و القِيم الجوهرية لها , و على جبهة الفريق الثاني نجد أنهم خسروا فرصة لا تعوض لاستثمار هذه الحادثة و الاستفادة من دروسها التي لا ترسخ بوسيلة أفضل من التخليد و التذكير بالحسين عليه السلام
.
حياة الحسين مدرسة , و موته مدرسة , يرتاد فصولها الكثيرين , الا أن من ينجح في الاستفادة من دروسها و تطبيق قوانينها و مبادئها قلة قليلة للأسف , السلام على الحسين , و على علي بن الحسين , و على أصحاب الحسين , و على أخيه أبي الفضل العباس
انا لله و انا اليه راجعون
احسنت وعظم الله لك الاجر
ReplyDeleteأعظم الله لك الأجر
ReplyDeleteو الثواب
دمت و الأهل و الأحبة بأحسن الأحوال
مو متعود عليك تطرح امور دينيه
ReplyDeleteعظم الله لنا ولكم الأجر
ReplyDeleteوالعاقبة للمتقين
عظم الله اجرك
ReplyDeletecheers
ReplyDeleteالأمة بحاجة إلى هذه النماذج التي يُحتذى بها .. لتكون قدوة حقيقة وليس لمجرد التغني بالأمجاد .. والبكاء على الماضي
ReplyDeleteشكرا مطقوق على الطرح الجميل
طبعا انت عارف موقفي من الدين بشكل عام... لكني كما قلت من قبل، أعشق الروحانيات...ومن زمان وانا أقارن بين اللي حصل للحسين ويسوع
ReplyDeleteأعتقد أن الاثنين لم ينجحوا كسياسيين... لكنهم كانوا في غاية الجمال إنسانيا..والاثنين كانوا أكثر روحانية من محمد
الفرق هو أن صلب المسيح جاء تكفيرا عن ذنوب البشر فتحولت النظرية التي تقول بأن الإنسان يولد مذنبا إلى فرصة جديدة... وصار الإنسان يولد بلا خطايا بسبب المسيح
أما في قصة الحسين، فهناك إحساس دائم بالذنب
فتعود النظرية بأننا مولودون مذنبين ودم الحسين في رقبة كل أطياف المسلمين
غريبة التويست
وأنا مقتنعة بأن لولا التغيير الذي أدخلته ايران.. لكان الناس ينظر إلى الشيعية بشكل مختلف
آسفة على الطوالة
:-)
عظم الله لك الأجر و للمسلمين أجمع
ReplyDeleteالسلام
ReplyDeleteبو 10
خوش ملاحظة و قالولي اياها وايد
على الجنب اليمين في لنك اسمه عصارة أفكاري , تقدر تدخل و تشوف كم المواضيع الدينية اللي كنت كاتبها
و فيها كثير من المواضيع المتعلقة بالاسلام و الشيعة و السنة و هالامور
شكرا
أرفانا
انا صراحة كنت داش بالموضوع من ناحية و بعدين غيرتها , لكل أمة ملحمة , و كل الأمم تتمسك و تخلد ملاحمها
فجلجامش في العراق
و الأوديسي و الالياد في اليونان
و الاندياد في روما
و الشاهنامة في ايران
و للهند و الصين و مصر القديمة ملاحمها
أعتقد ان الملحمة بما فيها من خرافة و صدق تعكس ثقافة الشعوب و تشكل ملامحهم
و الحسين خير من يشكل ملامح و ثقافة المسلمين , لكن للأسف قلة الوعي و الثقافة و الانتشار السريع للدين جعل العادات المستوردة تطغى على لب الموضوع
شكرا مرة اخرى
عظم الله اجركم مرة اخرى
عظم الله أجركم انشالله والسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ما بفينا وبقي الليل والنهار انشالله
ReplyDelete3atham allah ajrik w ujoor ilmuslimeen w mu7ibeen ilimaam il7usain 3alaih isalam
ReplyDeleteعظم الله أجرك و خير الكلام ما قل و دل
ReplyDeleteو البشر بطبيعتهم يخلدون الأحداث الماساوية أكثر من غيرها...لأانع تأثيرها اشد وقعا
و حتى بالقرآن الكريم نجد بأن معظم قصص الرسل و الأنبياء تتكلم عن كوارث و مآسى و مذابح ...و الحكيم من يتعمق فيها و يطلع بالدروس بدل من الخوض فى مظاهرها و التفاعل معها بالمشاعر و الأحاسيس لا العقل و المنطق
عظم الله اجرك
ReplyDeleteحسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط.
رواه الترمذي في الجامع الصحيح ( سنن الترمذي ) ج 5 ص 617
فما حال من قتل الحسين ع؟
كل الانبياء و المرسلين حين سألوهم عن الأجر الذي يطلبونه جراء تضحياتهم و دعوتهم قالوا :
ReplyDelete[ وما اسالكم عليه من اجر ان اجري الا على رب العالمين ]
إلا نبي واحد ، قال :
[ قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ]
و كان نبينا الأعظم صلى الله عليه و آله
لماذا يا ترى طلب النبي الاكرم ص هذا الاجر ؟
لأن علم يقينا بجزاء هذه الأمة له بقتلها لقرباه ، كما وقف القوم في وجه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء و قالوا :
إنما نقاتلك بغضا منا لأبيك
.
.
ما هي ضابطة الأسطورية يا سيدي ؟
هل كل ما لا يعجبنا نصنفه بخانة الاسطورية لأننا فقط لا ندل على وجوده ؟
جان جاك روسو يقول : إن شعور القلب فوق منطق العقل
و الله سبحانه و تعالى يدل على هذا بقوله :
قد بينا الايات لقوم يوقنون
و اليقين فرع من شعور القلب الإطمئنان هذه القشور هي من تولد اليقين بصحة قيم و مبادئ الحسين عليه السلام
هي من تؤكد بان دعوته القائمة على الدين المبني على اللا محسوس بالمادة .. هي دعوة صحيحة تستحق الخلود
ثورة الحسين عليه السلام خلدتها و ابقتها بما فيها من مبادئ و قيم هذه الشعائر التي تحيي بها ذكرى المصاب
نجاح الاستفاده من ثورة الحسين عليه السلام يكمن باحيائها
و احيائها يكمن في هذه الممارسات
كلها أنوار تولدت من بعض كانت آثارها سطور من نور في افق التاريخ
.
.
عظم الله أجوركم
مع تباين العقول في تناول موضوع الحسين عليه السلام
ReplyDeleteلكن يتفق كل من سار على نهجه
أن أعماله
و طقوسه
ما هي الا وسيلة حب
تصدر بعفوية
أو من دون حاسية
مأجورين
!!
عظم الله أجركم
ReplyDeleteأحسنت
جمالية يسوع و لحظات وفاتة الأخيرة لا تقارن بأى حدث كان فهي بالتالي امتداد لمبادئ استمر عليها حتى فارقته المنيّه - كما ورد في الديانة المسيحية - .
ReplyDeleteربما التقليل من حادثة وفاة الحسين و الظلم الذي تعرض له كانت مغالاة × مغالاة كما اسلفت فحادثة رشق الرسول عليه السلام من قبل اطفال الطائف و حادثة اغتيال عمر بن الخطاب لا يقلان ألم بل لا يصلان الى ما حدث في كربلاء .
ربما انا ادين ابناء الطائفة الشيعية على تعلقهم بهذه الحادثه و المبالغه الكثيره بها الى حد الصراخ " ياللثارات يالحسين " .. الهي !
يعطيك العافية أخوي وعظم الله أجور جميع المسلمين ..
ReplyDeleteموضوعك جميل بس ودي أضيف شغلة بسيطة إذا تأذن لي ..
وهي إن المفروض اليوم نستفيد من الماضي ونتعظ منه للمستقبل ..
وإذا كان بيفرقنا شي المفروض نوقف له بالمرصاد ..
وشنو فايدة التاريخ أصلا إذا ما يفيد المستقبل ؟
موضوع مميز وربط جميل :)
إلى الأمام دائما ..
تحليل مميز ورائع
ReplyDeleteشكرا لك
وعظم الله لكم الاجر وزادكم عبرة من ماضي الامة ومآسيها وأفراحها
اشهد انك طاق مو مطقوق :)
أجرنا و أجرك.
ReplyDeleteما تعتقد إن الوقت قد حان للتجديد في الخطاب الحسيني؟
القدره على حشد الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم لاستذكار فاجعة أهل البيت عليهم السلام في كربلاء يجب ان توازيها الأهداف المرجوه من تخليد هذا الحدث و أبطاله. الحسين ليس مجرد دموع تنهمر حرقة على مصيبته في ساعة معينة و وقت معين لتنتهي الحالة بمجرد انتهاء الوقت و تغيير المكان لنعود الى حياتنا بمشاكلها و أخطائها و مصائبها و ذنوبها و كأن شئ لم يكن.
مطقوق ..
ReplyDeleteمقاربة ممتازة , لحدث عظيم .. أحسنتم ..!
حقا أجدت التشبيه , ونكأت جراحا قديمة , ليتهم عرفوا من هو الحسين وما هو الحسين قبل ان يقبلوه او يرفضوه ..!
دمت كريما ..
you keep on saying "5orafat" how about you freakin point them out!! and stop trying soo hard to appear balanced and open minded, its pathetic..
ReplyDeleteعظم الله اجرك
ReplyDeleteعظم الله أجرك
ReplyDeleteبعض الأمور يراها البعض قشور، ولكن لولاها لما عاشت هذه الحادثة حية وبهذه الحرارة ليومنا هذا!
قد نكون ممن لم يستفد من هذه التضحية بالشكل المطلوب ولكن على الأقل بهذه القشور استطعنا أن ننقل ما حدث الى الجيل التالي، وهكذا من جيل الى جيل حتى يأتي من يستفيد منها بالشكل المطلوب.
مجرد وجهة نظر...
موضوع جميل
عظم الله اجرك
ReplyDeleteموضوع قيم
نحن بحاجة لكثير من هذه المواضيع
التي تدعو للوحدة
حفظك الله
الهدف من احياء ذكرى عاشوراء "كما افهمها على الاقل" اخذ العظة والعبرة وتطبيقها في حياتنا والتضحية وقول الحــــــــــق جهارا ولو على نفسي دون "خوف" مادمت على حق
ReplyDeleteحبيت الربط والتسلسل جداً جميل
ReplyDeleteأهنيك
=].
مطقوق ترى المفروض انك ما تتفق مع راي اي احد يقلل من شأن نبينا الكريم صلى الله عليه و آله و سلم
ReplyDeleteالأخت
Arfana
تقول:
أعتقد أن الاثنين لم ينجحوا كسياسيين... لكنهم كانوا في غاية الجمال إنسانيا..والاثنين كانوا أكثر روحانية من محمد
==================================
معروف عندنا احنا الشيعة ان النبي محمد هو أفضل الأنبياء و هو أفضل من آل بيته الأطهار
و شكرا
فريق بالغ فى ثورة الحسين
ReplyDeleteوفريق تجاهل ثورة الحسين
نكاية بالفريق الاول
اعتقد انه تحليل منطقى ولا زال المسلمون يدفعون ثمن عدم تقيمهم لثورة الحسين ومشروعيتها مع الاسف
راية الحسين هى نفسها راية جده رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
و الحمدلله ليس هناك اى خلاف عليها
اما عن راية الصليب فقد كرسها المسيحيون على مر العصور
مع ان القرآن انكر صلب نبى الله عيسى و هي لا تشكل لنا شيئا نحن المسلمين
بوست مميز
من هنا بدأ الفريق الأول بالاهتمام و التركيز على القشور الظاهرية لحادثة الطف و ابتعدوا عن الدروس و القِيم الجوهرية لها , و على جبهة الفريق الثاني نجد أنهم خسروا فرصة لا تعوض لاستثمار هذه الحادثة و الاستفادة من دروسها التي لا ترسخ بوسيلة أفضل من التخليد و التذكير بالحسين عليه السلام
ReplyDeleteلا أتفق مع هذه الفقرة لتعميمها فليس كل من في الفريق الاول ركز على القشور الظاهرة الخالية من أي معنى فمنا من تربى على مدرسة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمة الله عليه فأين تكن من القشور وأنت تجاهد لتلاحق عظائم البحوث معه
on the other hand
ليس كل من في الفريق الثاني نسي أو غفل أو خسر فرصة النهل من مدرسة الحسين عليه السلام فمعرقتي لكثير من المعتدلين منهم ممن يقرأ عن الحسين عليه السلام ويستزيد من البحوث التي استقتها البشرية منه
مطقوق
خوش مقال
أميري حسين ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
علي وفاطمة والده
فهل تعلمون له من نظير
عظم الله لكم الأجر
وأثابكم بخير الجزاء
عظم الله اجركم باستشهاد سبط رسول الله صلى الله عليه واله
ReplyDeleteاللهم اجمعنا ولا تفرقنا
اللهم امين
و صحبه وسلم
ReplyDeleteأعتقد أن الاثنين لم ينجحوا""
ReplyDeleteكسياسيين... لكنهم كانوا في غاية الجمال إنسانيا..والاثنين كانوا أكثر روحانية من محمد""
Arfana
هالكلام ما يجوز يا اخوي هالكلام خطأ
ما اصير اتقارن بن البطل الحسين سلام الله عليه
و نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجميعين وسلم
فجميع آل بيت استدمو قوتهم من نبينا محمد صلى الله عليه وآلة وصحبه اجمعين وسلم