
تبدأ المادة الرابعة من دستور دولة الكويت بالنص الآتي
.
الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح
.
و من المتعارف عليه في الكويت تلقيب أي شخص ينتمي الى أسرة الصباح بلقب " شيخ " سواء كان ينحدر من ذرية الشيخ مبارك أم لا , و من الجدير بالذكر أن دستور دولة الكويت يتعامل مع هؤلاء الشيوخ كمواطنين كويتيين ليس لهم أي امتياز أو صلاحية أو واجب أو حق لا يتمتع به مواطن كويتي آخر , يُستثنى من ذلك أمير البلاد الذي تنص المادة الرابعة و الخمسين من الدستور على
.
الأمير رئيس الدولة , و ذاته مصونة لا تُمس
.
و بالرغم من عدم نص الدستور على تمييز الشيوخ عن بقية المواطنين الا أن العُرف العام و السياق التاريخي ميّز الشيوخ واقعيا ببعض الامتيازات كالحصول على راتب شهري اضافي يُصرف من الديوان الأميري و حصولهم على جواز سفر خاص يميزهم عن بقية المواطنين , و لم تُشكل هذه المميزات الاضافية مشكلة جدية على الساحة العامة
.
أما الميزة الكبرى للشيوخ عامة و المنحدرين من ذرية الشيخ مبارك الصباح بشكل خاص فهو دورهم المباشر و الرئيسي في عملية اختيار أمير البلاد و ولي عهده , و نذكر هنا ما ذكرته المادة الرابعة من الدستور في هذا الشأن
.
يُعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير , و يكون تعيينه بأمر أميري بناء على تزكية الأمير و مبايعة من مجلس الأمة
.
و في حالة عدم التعيين على النحو السابق تنص المادة الرابعة على
.
يزكي الأمير لولاية العهد ثلاثة على الأقل من الذرية المذكورة فيبايع المجلس أحدهم وليا للعهد
.
و من هنا نجد بأن تسمية ولي العهد تكون بشكل أو بآخر حق خالص لسمو الأمير , و بالطبع تسبق عملية الاختيار مقدمات كثيرة تلعب فيها العلاقات القوية بين المرشحين و بقية الشيوخ دور مميز لا يستهان به , فحاكم الدولة منهم , و ولي العهد منهم , و المتنفذين منهم يبدؤون بالاختيار و التزكية التي تتممها موافقة مجلس الأمة
.
بالطبع اجتمعت هذه المصالح المشتركة مع أعراف ما قبل الدستور في سيطرة الطبقة المتنفذة من الشيوخ على الكثير من المناصب المهمة في الدولة , و على رأسها منصب رئيس الوزراء الذي كان مرتبطا بولي العهد حتى السنوات الأخيرة من حكم الشيخ جابر الأحمد رحمه الله , نضيف على ذلك سيطرتهم على الوزارات السيادية كالخارجية و الداخلية و الدفاع والكثير من المناصب الأخرى
.
كانت هذه باختصار شديد لمحة سريعة عن من هم الشيوخ , و ما هو الدور المنوط بهم دستوريا , و ما هي المميزات التي حصلوا عليها عرفياً و سيطروا عليها تاريخياً
.
الهدف من هذا الموضوع ليس الانتقاد أو الاعتراض على وضع الشيوخ في الكويت , لكني سأحاول في هذه السلسلة – القصيرة – توضيح وجهة نظري في المأزق الذي تعيشه الكويت بسبب وضع الشيوخ و طريقة تفاعل الآخرين معهم
.
يتبع
بالفعل ، الأمور العرفيه والتاريخيه استبدلت بعض الأمور الغير مدرجه نصيا بالدستور ، وهذا ما حصل من البعض للإستحواذ على المناصب
ReplyDeleteبانتظار المزيد ، قواك الله
من العرف انتقل الى الواجب
ReplyDeleteاختصار للواقع المر الي نعيشه بسبتهم
السلام عليكم
ReplyDeleteمتابع , وفيه مثل يقول ان العرف اقوى من القانون , اتمنى ان يكون هذا المثل غير صحيح
زين اشعنده مال جريدة الشاهد يقول ملكنا الارض والبر والبحر؟
ReplyDeleteفاهم السالفة غلط
لعب أبناء الأسرة جميعا حتى أبناء المالك الصباح دور كبير بمبايعة الشيخ صباح وهذه نقلة كبيرة تدل على أن إختيار الأمير سيكون بمشورة جميع أبناء الأسرة بل وبعض العوائل أيضا ولكن بشرط أن يكون الإختيار من أبناء المغفور له الشيخ مبارك .
ReplyDeleteوأما الوزارات السيادية فقد خرجت لأول مرة من ذرية مبارك وزير الداخلية هو المثال الوحيد وأعتقد أننا سنرى غيره
صحيح أن مطالبات البعض قفزت بأن اختيار رئيس الحكومة يجب أن يكون من خارج الأسرة بينما لا زلنا نرى ان الوزارات السيادية كما تفضلت هي بعهده الشيوخ ... هل نستطيع أن نفسر ذلك أن بعض الوزارات ستبقى بعهده الأسرة ولكن رئاسة الوزراء ممكن أن تتغير ؟
وموضوع شيق سيفتح آفاق كثيرة للنقاش والتفكير
الخطوة الاولى في تصحيح التعامل بين المواطنين التقليديين والمواطنين من ابناء الاسرة هو ترك لقب شيخ وازالته تماما , على سبيل المثال البطاقة المدنية وفي الصحف اليومية الخ
ReplyDeleteهنالك امير وولي عهد وفول ستوب
متابع
ReplyDelete"الهدف من هذا الموضوع ليس الانتقاد أو الاعتراض على وضع الشيوخ "
ReplyDeleteولم لا؟
بانتظار التتمة
ردا على أستاذ حمام لو تسمحلي:
ReplyDeleteللفطنة الدبلوماسية والمصلحة الشخصية واهمهم دوام "عجلة" الحياة
الاعراف اذا لم يتم تقنينها لن تتم السيطره عليها بمرور الوقت
ReplyDeleteصباح الخير ابو سلمى
ReplyDeleteاشكرك على الموضوع لان مفيد وشيق بنفس الوقت بس عندي سؤال
هل في ماده بالدستور تنص على ان يكون رئيس الوزراء من العائله الحاكمه
ام هو عرف ؟
وبعد في شغله الي فهمته من كلامك ان اختيار ولي العهد يعود الي المجلس والامير بس يزكي اسماء واذا ماوافق عليه المجلس
مايصير ولي للعهد صح؟
I like Suspic's reply to Ostaz 7amam :)
ReplyDeleteراعي تنكر
ReplyDeleteمافي قانون يقول لازم اتحطله شيخ واتذكر حكم اصدر لمحمد عبدالقادر الجاسم وذكر فيه ان لقب شيخ لا يطلق على ابناء الاسره الحاكمه باستثناء الامير وولي العهد .. لكن الناس الي مشوا الكلمه
اسمه شيخ يعني يشيخ عليك يا مواطن
ReplyDeleteو الحكم اللي طلع كأنه غير موجود
لانه موجود بالبطاقة المدنية و جواز السفر الخاص الى اخره
فهو يشيخ عليك
هذا الواقع
شكرا على التفاعل
ReplyDeleteاذا هالمقدمة عجبتكم فأنا متفائل من الحلقتين القادمتين
سؤال الأخ تي كويت
لا طبعا الدستور ليس فيه أي مادة تحدد رئاسة الوزراء لأبناء الأسرة
بالنسبة لسؤال الأخ استاذ حمام
لم لا؟ بالطبع للجميع حق النقد و تحليل هالامور و لكن موضوعي الآن ليس النقد و قد نتعرض لها في المستقبل
شكرا و اتمنى الباجي يكون افضل
منطقة خطرة
ReplyDelete:)
وموضوع جميل
متابعينك
شوف يا طويل العمر
ReplyDeleteأهم سؤال لازم يُطرح هو:هل ما نعيش به نحن(دولة)؟
أنا أعتقد إن كل ما فعلناه بالأربعين سنة الماضية هو إعادة "مكيجة" الإمارة بمسميّات جديدة لا اكثر
موضوع شيق ياريت تتطرق لدور الشيوخ في عهد عبدالله السالم و ان كان هنالك دور و دورهم الآن بانتظار جديدكم
ReplyDeleteموضوع جدير للنقاش
ReplyDeleteولقب الشيخ فعلا لازم يقتصر على الامير
وولي العهد فقط
رئاسة مجلس الوزراء يجب ان تنتقل من الاسرة الحاكمة الى الشعب عن طريق الانتخابات المباشرة لاختيار الرئيس
الكثير من الاعراف الخاطئة يجب ان تلغى ، سنأتي على ذكرها في القادم من الايام
قواك الله ،، وبإنتظار المزيد
متابعة
ReplyDeleteلي عودة عقب زقارة-ما-بعد-الفطور... للتعليق
ReplyDeleteعدم تطبيق الحروف المثبتة بالدستور ماوقفت فقط على ماذكرت بل حتى على الشعب في امور كثيرة
ReplyDeleteوجخة نظرك وهدفك جدا واضح من دون ماتكتب الجملة الاخيرة
وطبعا بانتظار البقية :)