Monday, January 29, 2007

اهداء خاص

أنا هنا
____________________________________________
بعد قيام الأخ العزيز كويت ديمون بنشر صور قديمة لبعض الطلبة الكويتيين في الخارج تذكرت بأن لدي صور لمقابلة أجرتها جريدة ذي هاورد كاونتي تايمز الصادرة في ولاية ماريلاند الامريكية مع أحد الطلبة الكويتتيين هناك في العام ألف و تسعمائة و تسعة و ستين
و من هنا فاني اقوم بنشر صورة لهذه المقابلة كاهداء للأخ كويت ديمون و الأخ شرقاوي آملا أن تحوز على اعجابهم و اعجاب بقية القراء
طبعا قمت باخفاء اسم الطالب كوني لم أستأذن منه في نشر الصور

18-9-1969
من الأشياء الملاحظة هي أن الطلبة في السابق يعيدون رابعة ثانوي في أمريكا لتطوير اللغة و الاختلاط بالمجتمع الامريكي و أعتقد أن هذا النظام أفضل من النظام الحالي اللي يجبر الطالب على دخول معهد لغة و يحتك بطلبة من كوريا و فنزويلا و هم لا يساهمون في تطوير لغته

أيضا كان الطلبة يقيمون مع عوائل أمريكية و هذه لها فوائد لا تحصى من ناحية اللغة و تبادل الثقافات

و من الملاحظ ان جامعة الكويت لم تفتح بعد قسم الهندسة مما اضطر الطلبة للسفر

هم نلاحظ أن الصحفية تسمي المسلمين باسم المحمديين

و الملاحظة الكبرى هنا هو قصة القضية الفلسطينية و الكلام فيها لم يتغير و كأن المقابلة قبل يومين

و من الأشياء الطريفة هو الكلام عن أزمة المياه بالكويت في ذاك الزمان و بعد اربعين سنة تقريبا نعود الى نفس المشكلة و انقطاع المياه

و معلومة حلوة موجودة بالمقابلة و هي وجود مسجد في واشنطن من ذاك الوقت و اليوم أعتقد أن هناك مسجد أو أكثر في أغلب المناطق الأمريكية,طبعا لا أريد أن اقارن مع عدد الكنائس الموجودة في الكويت من ذاك اليوم و كم زاد عددها خلال نفس الفترة

شكرا جزيلا

Saturday, January 27, 2007

مالي خلق


حطيت الصورة
و كتبت كم سطر
بس حسيت ان مالي خلق أكمل
نتمنى حال أفضل للرياضة الكويتية و ناطرين جلسة عشرين فبراير
***
***
في هذا الجو الكئيب قزرت وقتي في التعبث بالسايد بار و اللنكات اللي حاطها
اذا في أحد وده أزيده أو مو عاجبه مكانه خل يقولي
بالكومنت أو الاي ميل
***
سلام يا حلوين

Tuesday, January 23, 2007

الرياضة , و ما أدراك ما الرياضة - أخيرا و ليس آخرا

تعمدت في المقالات السابقة الى عدم التركيز على دور اللاعب في المستوى الرياضي السيء لسبب بسيط و هو أن اللاعب يقع في خانة المخرجات أو النتائج و ليس في خانة المسببات, أعني اننا لو عالجنا مشاكل النظام الرياضي العام في الدولة فان وضع اللاعبين سينصلح تلقائيا

أيضا تعمدت في المقالات الى توضيح المشكلة من الأساس حتى يكون القاريء على دراية و وعي عن مواطن الخلل و لمسح الصورة العشوائية المتداولة في الدواوين و المنتديات العامة لمشاكل الرياضة

مشكلة الرياضة اليوم واضحة و تتلخص في ثلاث محاور أو مواطن رئيسية

وزارة الشؤون و الهيئة العامة للشباب و الرياضة

الأندية

الاتحادات
بالنسبة لوزارة الشؤون و الهيئة العامة للشباب و الرياضة فالحكومة هي المسؤولة عن تعيين من يدير هذه الأجهزة و لذلك فأكتفي بالقول أنه يجب تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب خلال الوقت المناسب

أما الاتحادات و الأندية فأمرهم بيدنا نحن , نعم نحن مواطنين دولة الكويت بأيدنا حل مشاكل الأندية الرياضية و بطبيعة الحال الاتحادات الرياضية – يتشكل الاتحاد من أعضاء منتدبين من الأندية الرياضية

كيف؟

المشكلة تبدأ من عند المواطن اللي يسجل عضوية في النادي و هو غير مهتم بهذا النادي و لا يكلف نفسه حتى دفع رسوم عضويته ذات المبلغ الزهيدأنا واحد منهم - و هو المواطن الذي يصوت لمجلس ادارة غير كفوء مما يؤدي الى أعضاء مجلس ادارة غير أكفاء ينتدبون أعضاء اتحادات غير أكفاء و مدراء ألعاب غير أكفاء يختارون لاعبين و مدربين غير أكفاء

طيب, شلون أجعل مجلس الادارة كفو ليرشح مندوبين كفو و يختار مدراء ألعاب و مدربين كفو؟

الحل بسيط و هو المتابعة و المحاسبة. من الذي يتابع و يحاسب؟ الجواب هو أنا و أنت و هو و هي, أي مجموعة المواطنين الأعضاء في الأندية الرياضية

و كيف نتابع و نحاسب؟

نتابع بحضور مباريات أنديتنا و متابعة نتائج الفرق و مستوى اللعبات و اللاعبين

ثم نحاسب مجلس الادارة بتقديم ملاحظاتنا و مناقشة اسلوب الادارة و مشاكل النادي و اذا وصلنا الى نتيجة بأن مجلس الادارة متخبط و لم يقم بواجبه فمن حقنا محاسبته عبر الجمعية العمومية و صناديق الاقتراع

طيّب, كيف نجعل المواطنين يتابعون و يحاسبون مجلس ادارة النادي؟

الجواب بسيط و هو باختصار أنني اليوم ليس لي أي اهتمام من بعيد أو قريب بأداء شركة المخازن العمومية لأنني شخصيا لا أملك و لا سهم في هذه الشركة

لكني مهتم و متابع جيد لأداء الشركة الأولى للوقود لأنني دافع فلوس و شاري أسهم الشركة و أداء مجلس الادارة سيؤثر مباشرة في ممتلاكتي الشخصية

لذلك فيجب علينا خلق ميكانيكية تجعل المواطنين - اعضاء الاندية الرياضية - مرتبطين مباشرة بأنديتهم مما يجعلهم ملزمين بالمتابعة و المراقبة مع عدم المجاملة لمجلس ادارة النادي

و الآن أنا أفكر كيف أجعل المواطن يحب ناديه و يتابع نشاطاته و نتائجه و يحاسب و لا يجامل مجلس الادارة في حالة التقصير؟ الجواب هو يجب علينا جعل المواطن يدفع مبلغ من المال نظير عضويته في النادي

لكن, هذا الحل متوفر الآن و المواطن مطالب بدفع مبلغ من المال – عشرة دنانير في السنة -مقابل عضويته في النادي!؟

ما الحل؟
الحل باختصار هو رفع قيمة اشتراك عضوية النادي بحيث تكون ذات قيمة أكبر للمواطن الراغب في عضوية النادي الرياضي, و سياسهم هذا التغيير بجلب أعضاء يحبون النادي فعلا و يتابعونه بالتوافق مع تقليل نسبة أعضاء التسجيل العشوائي المدفوعين من طرف القوائم الانتخابية, و قد توصلت الى أن القيمة المناسبة هي مئة و خمسين دينار كويتي بالسنة ,أي اربعمائة و خمسين دينار كويتي في الثلاث سنوات المطلوبة لاعطاء العضو حق التصويت في انتخابات النادي

ربما يعتقد البعض بأن هذا المبلغ كبير جدا و عضوية النادي ليست بالشيء المغري حتى يدفع له الأعضاء هذا المبلغ, أنا أتفق مع هذا الرأي لو كنا سنتعامل مع عضوية المئة و خمسين دينار بنفس طريقة عضوية العشرة دنانير

لكن اقتراحي هو تعويض مبلغ العضوية بخدمات و امتيازات كثيرة تجعل العضو يشعر بالراحة و الرضا عن قيمة اشتراكه, فالعشرة دنانير لا تعطيه الحق في أي شيء غير الترشيح و الانتخاب, أما المئة و خمسين دينار فنستطيع أن نقدم بها امتيازات كثيرة , مثل

دخول مباريات الفريق بنصف السعر مع حجز مكان مخصص في المقصورة للأعضاء

الاشتراك في نشاطات النادي كالدورات و النادي الصحي بسعر مخفض يصل الى النصف

الحصول على خصم من المحلات التجارية المستأجرة لمرافق النادي, كمطعم كبابجي في نادي كاظمة أو المسرحيات التي تعرض في نادي القادسية و غيرها الكثير

الأولوية في تأجير ملاعب النادي و مرافقه كملاعب الاسكواش و التنس و كرة القدم و المسابح في عطل نهاية الاسبوع و الفترات الصباحية, أيضا بأسعار مخفضة

الحصول على دعوات خاصة للمشاركة في حفلات التكريم لفرق النادي مع امكانية التصوير مع الكأس و اللاعبين

تخصيص مواقف خاصة لأعضاء النادي في المباريات

طبعا كل هذه الميزات لا تعني شيء لنوعية الأعضاء الموجودة حاليا لأنهم بالأساس لن يستخدموا أي امتياز من هذه الامتيازات, أما اذا كان العضو مشجع للنادي و يحضر مبارياته و يتردد على النادي فانه سيفضل عضوية المئة و خمسين دينار على عضوية العشرة الحالية

المشكلة الوحيدة هنا اننا سنشهد انخفاض كبير في أعداد الاعضاء المشتركين بالأندية و انا شخصيا أتوقع انخفاض بنسبة تسعين بالمئة في أعداد أعضاء الاندية , لكن نحن نبحث عن النوعية و ليست الكمية كما يقال

طبعا هذا مجرد اقتراح من بين الكثير الكثير من الاقتراحات المطروحة على الساحة و لكني رأيت أن رفع قيمة الاشتراك هو أقل الحلول جهدا من جانب الحكومة و وزارة الشؤون التي لن تحتاج الى وقت طويل للدراسة و البحث

في النهاية أحب أن أوضح أن مجلس الامة يقف أمام قرارات كبيرة لمحاولة انتشال الرياضة الكويتية من خيبتها الحالية للوصول الى مستوى مشرف يرضي الله و خلقه, نحن بانتظار اقتراحات المجلس في جلسة التاسع عشر من فبراير و اللي بالجدر يطلعه الملاس

انتهى

Sunday, January 21, 2007

الرياضة , و ما أدراك ما الرياضة - 4

تعرضت مسألة حضور الشيوخ على الساحة الرياضية للكثير من المناقشات و اختلاف وجهات النظر, فالبعض يعتقد أن وجود الشخصيات الاعتبارية في الوسط الرياضي يساهم في دعم الحركة الرياضية و تطويرها, أما البعض الآخر فقد تناول الموضوع من زاوية أخرى و هي أن تسلط الشيوخ على الرياضة أمر سلبي و يدخل الرياضة في صراعات غير رياضية تنهك الجسد الرياضي و تضره اكثر من ما تنفعه

شخصيا, ليست لي وجهة نظر أو رأي محدد حول هذا الشأن, و أعتقد أن المسألة تكمن في نوعية الشيخ كشخص أكثر من أن تكون حول الشيخ كاسم و مكانة اجتماعية

فمن المعروف أن الشيوخ يتمتعون بامكانية الوصول أو التواصل مع أصحاب القرار في الدولة بشكل سلس و مباشر بحكم علاقة القرابة, و هذه الميزة ممكن أن تساهم في دعم و تعزيز مكانة الرياضيين في الدولة لو استخدمت بالشكل المناسب. و نستطيع هنا أن نستذكر أيام قيادة الشهيد فهد الاحمد للرياضة و دعمه اللا محدود للرياضيين حتى أن بعض اللاعبين حصلوا على بيوت بعد أحد البطولات , و لا أعتقد أن هذا التكريم كان ممكن ان يحصل لو لم يكن الشهيد على رأس اتحاد كرة القدم آن ذاك

أيضا للشيوخ مكانة معنوية عند بقية أفراد الشعب تجعل الكثيرين يتحاشون رد طلباتهم - سواء من باب الفشيلة أو باب المصالح المشتركة - مما يساعد في خدمة الرياضة و الرياضيين, فعندما يحرز فريق بطولة و يتكلف الشيخ بالاتصال على المؤسسات و الشركات و أصحاب الثروة يصعب عليهم رد الشيخ و الاعتذار عن المساهمة في التكريم كسبا لوده, و هذه نقطة ايجابية

أيضا يتمتع بعض الشيوخ و رجال الأعمال بثروات طائلة تمكّنهم من المساهمة في دعم الرياضة و حل بعض المشاكل المادية كشراء بعض اللاعبين المحترفين أو بناء و تجديد المنشآت الرياضية و ارسال اللاعبين للعلاج في الخارج, و هنا نستذكر مثال حي على دعم الشيخ للرياضة و هو قيام الشيخ خالد البدر الصباح – رئيس اتحاد السباحة – بتكفل مصاريف ارسال بعض سباحين المنتخب الكويتي للدراسة في أمريكا و التدريب هناك و هو أحد أهم أسباب تسيد الكويت للسباحة الخليجية مع ملاحظة ضعف منافستهم الآسيوية و الاولمبية

الى هنا و نحن نتناول ايجابيات تواجد الشيوخ و الشخصيات الاعتبارية على الساحة الرياضية و أعتقد ان الوقت قد حان لذكر الآثار السلبية لهذا التواجد , خصوصا و نحن نشاهد أوضاعنا الرياضية التعيسة اليوم

أول هذه السلبيات هو لعب الشيخ دور سياسي بجانب دوره الرياضي مما يجعله أكثر عرضة الى حالة خلط اوراق السياسة بأوراق الرياضة لنحصل على نتيجة سيئة و هي تحكم أو تفضيل المصالح السياسية على الرياضة لتصبح الرياضة مسيسة و خادمة للنفوذ السياسي للشيخ فلان و علان

السلبية الثانية هي خصلة التسلط و الهيمنة التي يصاب بها أغلب الشيوخ, و خصوصا شيوخ الرياضة, فهم بالعادة لا يحبون أو لا يؤمنون بالرأي المعارض و يميلون غالبا الى اسكاته بدلا من سماعه و استيعابه , و مع مرور الوقت نجدهم قد أحاطوا أنفسهم بباقة من المتمصلحين اللي ما يعرفون غير كلمة الشيوخ أبخص و انشاءالله طال عمرك, و النتيجة طبعا قرارات ارتجالية و مزاجية و متخبطة اعفستنا و اعفست رياضتنا معاها

السلبية الثالثة هي الرغبة في المنصب مع عدم الرغبة في القيام بالتزامات هذا المنصب, فالشيوخ - عادة - يكونون هواة تجميع مناصب و كل ما زادت المناصب زاد معدل الراحة النفسية للشيخ, المشكلة هنا أنهم – عادة – لا يملكون العقلية العلمية أو الخبرة المهنية للقيام بسد احتياجات هذه المناصب , أضف الى ذلك أن الشيخ لا يلتفت الى المناصب العادية و لعابه لا يسيل الا على المناصب الحساسة , يعني يا رئيس أو نائب رئيس, غير هالكلام ما يمشي


أيضا هم يتعاملون مع هذه المناصب بطريقة حقي مقي, يعني اذا الأخ ما توفق بالسياسة و حصّل على منصب أفضل من منصبه الرياضي فمالكم أمل يترك منصبه الرياضي حتى و ان كان مقتنع تماما أنه لا يصلح لهذا المنصب, و الامثلة على ذلك كثيرة مثل تمسك الشيخ أحمد الفهد بعدة مناصب سوبر ديلوكس رياضية في عز انشغاله بأكثر من منصب سياسيي , أيضا نستذكر هنا تمسك الشيخ أحمد اليوسف بمنصبه رغم فشله الذريع فيه و وصول الكرة الكويتية الى الحضيض في عهده الميمون, بس أهم شي الشيخ لا يزعل و يتكدر, و
وسّع سدرك وسّع سدرك


السلبية الرابعة و الأهم هو تضارب المناصب أو الجمع بين المناصب المتضاربة – كونفلكت أوف انترست – و سيد هذه الأمثلة هو الشيخ طلال الفهد الصباح, فهو يشغل منصب نائب رئيس الهيئة العامة للشباب و الرياضة و هي الجهة المعنية بصرف ميزانيات الأندية و الاتحادات و المعسكرات و البطولات , و هي الجهة المراقبة لانتخابات الأندية و الفاصلة في خلافاتها في نفس الوقت الذي يشغل به منصب رئيس نادي القادسية الرياضي, فمن سيتجرأ على محاسبة أو مناكفة نادي القادسية بوجود الشيخ طلال على رأس الهيئة؟

و المشكلة هنا تتكرر و لكن بدرجة أقل مع اتحاد الكرة كون الشيخ أحمد اليوسف شقيق للشيخ خالد اليوسف رئيس نادي السالمية و والد الشيخ تركي اليوسف مدير الكرة بنادي السالمية, فمن يضمن حيادية اتحاد الكرة بالتعامل مع نادي
السالمية* أو القادسية؟


أعتقد أن آثار هذه المشكلة و انعكاساتها واضحة كالشمس على المستوى الرياضي و يستشعرها كل شخص متابع للساحة الرياضية , فنحن نتجرع نتائجها مع كل مشاركة خارجية تتعرض بها الرياضة الكويتية
للاهانة و الاذلال

خلاصة المقال هي أن تواجد الشيوخ في الرياضة يكون ايجابيا عندما يسخر الشيخ شيخته لخدمة الرياضة, و يكون تواجد الشيوخ سلبيا عندما يطمع الشيخ بامتصاص خدمات الرياضة و تسخيرها لتعزيز شيخته و نفوذه السياسي

في الختام أود أن أوضح انني هنا لا أعمم و لا أتهم أحد بأنه هو السبب الواحد الأوحد لدمار الرياضة في الكويت

ستتناول المقالة القادمة بعض الاقتراحات لحل مشكلة الرياضة في الكويت

يتبع

________________________________________
* طبق الاتحاد الكويتي لكرة القدم بعض العقوبات على نادي السالمية

Wednesday, January 17, 2007

الرياضة, و ما أدراك ما الرياضة - 3

تناولت المقالة السابقة الوضع التنظيمي المثالي للأندية و الاتحادات الرياضية, و بعيدا عن التنظيم السابق فان الواقع مختلف قليلا

فالواقع فرض عدم جدية وزراء الشؤون في متابعة و محاسبة القائمين على الرياضة الكويتيه لأسباب عديدة

أول هذه الأسباب هو انشغاله بأمور كثيرة كبقية جمعيات النفع العام و الجمعيات الخيرية و اتحاد الجمعيات التعاونية و الثروة الزراعية و الحيوانية و أمور كثيرة جدا ليس لها آخر

السبب الثاني هو أن وزير الشؤون عادة يتم انتقائه من فئة الوزراء ال احمد ربك, يعني الريال يحمد ربه انه لبسوه بشت و حطوه وزير, و ممكن يقضبونه الباب لو حط راسه براس أسياد الرياضة الكويتية

و من رحم هذا الوضع المريض أصبح رئيس الهيئة العامة للشباب و الرياضة هو المسؤول رقم واحد عن الرياضة في الكويت, فهو المكلف بمحاسبة و مراقبة و صرف ميزانيات الاتحادات و الاندية الرياضية,مع ملاحظة أن تعيين رئيس الهيئة تكون بمرسوم أميري

و المشكلة ليست في شخص المسؤول عن الرياضة, لكن المشكلة أن الطاسة ضايعة بين وزارة الشؤون و الهيئة و كل واحد يقطها على الثاني

أيضا أصبحنا أمام واقع مرير آخر و هو مخرجات انتاخابات مجالس ادارة الأندية, فهي أبعد ما تكون عن الديموقراطية و المهنية

الوضع الحاصل

لنفترض أن هناك قائمتين متنافستين على مجلس ادارة نادي أكس الرياضي

سيسعى رؤساء القائمتين الى ضم أكبر عدد ممكن من المضبطجية في قائمته, و المضبطجي هو شخص يتميز بعراضة الوجه و القدرة على التعرف على الناس و شؤونهم و أحوالهم من خلال زيارة الدواوين , و هم نفس الأشخاص الذين يعملون كمفاتيح انتخابية لمرشحين مجلس الأمة و هم أيضا نفس الأشخاص اللي يشترون بطاقات مدنية للاكتتابات و هم أيضا من يقوم بعمل دعاية لجلب أكبر عدد ممكن من الأعضاء لتسجيلهم في الاندية الرياضية لصالح القوائم المتنافسة

المشكلة هنا ليست في عدد الأعضاء المسجلين, لكنها في نوعية هؤلاء الأعضاء , فالمضبطجي يجلب أعضاء لا يعرفون أو يتابعون أو حتى يهتمون بالرياضة, و لا أبالغ ان قلت أن معظمهم لا يعرف موقع النادي و لا حتى لون الفانيلة التي يرتديها لاعبين الفريق, المهم هو أن يكون هذا العضو جاهزا يوم الانتخابات للحضور الى النادي و التصويت للقائمة التي سجلته و دفعت له اشتراك الثلاثين دينار

من هنا نعرف أن معظم انتخابات الأندية هي انتخابات محسومة مسبقا للقائمة اللي تدفع أكثر و مسجلة عدد أكبر من الأعضاء, و هذه العملية حاصلة في جميع الأندية بلا استثناء, و اذا تبون الصج هذه العملية ماشية حتى في انتخابات جمعيات النفع العام بس هذا مو موضوعنا

طبعا بعد فوز القائمة المبروكة يحين موعد رد الجميل, موعد توزيع المناصب و ترشيح الأعضاء المنتدبين من الأندية الى الاتحادات الرياضية, و هنا تحصل المهزلة, فرئيس النادي المنتصر يعرف جيدا أنه فاز بمجهودات المضبطجية , و اليوم هو مطالب برد الجميل من خلال تسليمهم المناصب الادارية و ترشيحهم لعضوية الاتحادات الرياضية

فأصبحنا نجد مدراء ألعاب لا يعرفون قوانين لعبتهم الرياضية , و أصبحنا نرى اداريين أخلاقهم الرياضية الله بالخير, و قمنا نشوف تدخلات في عمل المدرب في اختيار اللاعبين و تسللت الواسطة و المحسوبية و القبلية و الطائفية الى أعمق مراكز القرارات الفنية المتعلقة بالجهاز الفني

هذا غير أعضاء الاتحادات اللي كل همهم أن يقوموا بتضبيط معسكرات تدريبية في دول وناستها رخيصةعادة مصر و سوريا و أوربا الشرقية – للاستمتاع بالسياحة هناك و طز بالفريق و طز باللاعبين و المعسكر, فهو أولا و آخرا انسان ما له أي علاقة بالرياضة و ميزته الوحيده انه صاحب ديوانية معمورة و ربعه صوتوا لرئيس النادي الفلاني

و السؤال هو, هل سيتمكن أعضاء الأندية من محاسبة مجالس ادارات أنديتهم على مستوى الاداريين و المدربين؟ لا

هل سيحاسبونهم على مستوى مندوبين الأندية للاتحادات؟ لا

هل سيحاسبونهم على النتائج السيئة للفرق؟ لا

هل سيحاسبونهم على التفريط باللاعبين الجيدين؟ لا

هل يحق لأعضاء النادي المحاسبة؟

لا, لأنهم منذ البداية لم يدفعوا ثمن اشتراكاتهم و ليست لهم اي علاقة بالرياضة أو النادي الرياضي

المقالة القادمة ستتناول الشيوخ و الرياضة

يتبع

Monday, January 15, 2007

الرياضة , و ما أدراك ما الرياضة -2

في البداية يجب علي شرح تركيبة الرياضة و وضعها القانوني في دولة الكويت

تمارس الرياضة رسميا في ثمانية عشر نادي رياضيأربعة عشر نادي + النادي البحري + نادي الفتاة + نادي الصيد و الفروسية + نادي جيرمن المملوك لشركة المشاريع – و تقع هذه الأندية تحت حكم و سيطرة
الهيئة العامة للشباب و الرياضة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية و العمل

تتولى وزارة الشؤون و العمل مسؤولية صرف ميزانية الهيئة العامة للشباب و الرياضة و هي الجهة المسؤولة رسميا عن صرف ميزانية الاتحادات الرياضية و الأندية الرياضية

تتشكل مجالس ادارة الاتحادات الرياضية من أعضاء يتم ترشيحهم من قبل الأندية الرياضية, يعني كل نادي يرشح مندوب عنه في كل اتحاد رياضي

تتشكل مجالس ادارة الاندية الرياضية بنظام الانتخابات العامة الديموقراطية, يعني من حق اي مواطن كويتي حسن السير و السلوك أن يترشح لعضوية و رئاسة أي نادي رياضي في الكويت و تقام انتخابات عامة مرة كل ثلاث سنوات لاختيار مجلس ادارة النادي

عضوية الاندية الرياضية محددة منذ الستينات بمبلغ عشرة دنانير للسنة, يعني كل شخص يدفع عشرة دنانير في السنة للحصول على عضوية النادي الرياضي, مع العلم أن العضو لا يتمتع بأي امتيازات أو صلاحيات غير القدرة على المشاركة في الترشيح و التصويت في انتاخابات النادي


أعلم ان هذه المعلومات قد تبدو سخيفة و مملة للبعض , الا انها مهمة جدا و هي الأساس لحل جميع المشاكل الرياضية في الكويت فالرجاء استيعابها بشكل جيد

من هذه التركيبة نجد أن وزير الشؤون الاجتماعية و العمل هو المعني الأول بالرياضة في الكويت, و من بعده يأتي رئيس الهيئة العامة للشباب و الرياضة , و من بعده يأتي رؤساء الاندية الرياضية ثم رؤساء الاتحادات الرياضية

من هنا نجد أن الوضع المثالي للرياضة الكويتية هو كالتالي

يتقدم كل مواطن شريف بدفع مبلغ ثلاثين دينار كويتي للحصول على عضوية ناديه المفضل لثلاث سنوات متتالية

كون المواطن الشريف مشجع للنادي و متابع جيد لأنشطته و دافع ثمن عضويته فمن الطبيعي ان يصوت لمن يعتقد انه الأفضل لرئاسة مجلس ادارة النادي

يصل الشخص المناسب و الأفضل لرئاسة و عضوية مجلس ادارة النادي الرياضي

يساهم مجلس ادارة النادي بترشيح الرجل المناسب لعضوية الاتحادات الرياضية

تعمل الاتحادات الرياضية تحت مراقبة الأندية الرياضية و الهيئة العامة للشباب و الرياضة و وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل

طيب, اذا كانت المسألة بهذه البساطة اذا أين المشكلة؟ ليش الوضع الرياضي عندنا مو مترقع؟ و ما هو دور الشيوخ و ابناء الشهيد تحديدا في كل هذه المعمعة؟ و هل هم عنصر مساعد لدعم الرياضة أم أنهم من يتحمل هبوط المستوى
الرياضي في الدولة؟

يتبع
_______________________________________

كلمة شريف في هذا الموضوع تحتمل النسبية و ليست مطلقة

Saturday, January 13, 2007

الرياضة , و ما أدراك ما الرياضة

لا يخفى على القارىء الكريم أهمية الرياضة و الوعي الرياضي في المجتمع, فممارسة الرياضة لها علاقة مباشرة مع ازدهار الحالة الصحية للفرد و التقليل من فرص الاصابة ببعض الامراض المزمنة

أيضا لا يخفى عليكم علاقة التطور و الازدهار الرياضي في المجتمع و الرقي الحضاري لهذا المجتمع, فالرياضة و الفن و الأنشطة الثقافية بأنواعها تساهم بشكل مباشر في انفتاح و رقي المجتمع و تطوره الحضاري

و الكويت كدولة, كان لها اسم و تاريخ كبير في الرياضة الآسيوية و العربية في فترة السبعينات الى فترة الغزو العراقي الغاشم و ما تلاها من انحدار سحيق لكل شيء, و لا أبالغ بقولي كل شيء و من ضمنها المستوى الرياضي


كان الغزو شمّاعة و عذر حلو لكل اخفاقاتنا الرياضية و كان الناس بالعين الطعم و ساكتين الى أن بدأ الشعب يستوعب أن السالفة مصخت, و ما صارت هالغزو اللي علّقنا عليه كل فشلنا و اخفاقاتنا. طبعا العملية كانت ماشية حبة فوق و حبة تحت و كانت الناس ساكته لاعتقادها بأن اللي ماسك الرياضة و مسيطر عليها شخص فاهم و رياضي مخضرم و سوبر سبورت مان و هو الشيخ أحمد الفهد

و بعد توجه الشيخ أحمد الفهد للمجال السياسي بدأ الناس في التجرد من حالة الرهبة و أصبحنا نرى انتقادات متصاعدة للاتحادات الرياضية في الصحف و في بقية الأوساط المهتمة بالرياضة

و كلنا نذكر تواجد بعض الجماهير الكويتية المطالبة باستقالة رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد اليوسف امام مبنى الاتحاد بعد الخسارات المهينة للمنتخب في تصفيات كأس العالم الماضي و ما حصل بعدها من استقالة ثم بلع للاستقالة ثم تعيين لجنة فنية برئاسة عبدالله معيوف ثم هوشة على تلفزيون الراي و وسع سدرك و وسع سدرك و الخ الخ الخ الخ

و السؤال اللي يطرح نفسه, هل مشكلة الرياضة محصورة في وجود الشيخ احمد اليوسف و عيال عمه؟ أم أن المشكلة أكبر من الشيخ أحمد و لها جذور و اسباب كثيرة ؟

سأحاول الكشف عن اجابة هذا السؤال في المقالات القادمة

يتبع

Thursday, January 11, 2007

ماكو شغل

صراحة ما عندي شي أكتبه
و كالعادة في هذه الحالات أحاول تضييع الوقت ببعض الصور
***
تم التقاط هذه الصور في
مكة المكرمة
في حالة عدم ايجادكم الصور مسلية
أرجو اعادة النظر و التعاطف معي قليلا

مشكلة اللي مسوي تنزيلات و مو عارف شلون يقولها

يبا قول مسوي تنزيلات و فكنا

احذر و اطمئن شحقه؟

شدعوة هارفي نيكولز

مادري فهمتوا الصورة و الا أحتاج أشرح؟

اللي فهم تمام, و اللي ما فهم

الصورة عبارة عن وحدة شايلة كيس عليه صورة

بنكه و حاطته فوق راسها يعني البنكه تبرد عليها

و الحلو ان شخباري بنكه باناسونك!

صديقي في هذه السفرة كان هذا المصباح

أنصح الجميع بشرائه

من أحلى الصور

التقطتها في الطريق من مكة الى منى

و لاحظوا ان الكثير من الناس مفترشين

الرصيف و نايمين بالشارع

و هذه أحد الأسباب الرئيسية للزحمة

نتمنى ما نشوف هالظاهرة في المستقبل

محلات بدون اسم

أول ما شفته عبالي محل طايح حظه من اسمه

بس اكتشفت انه منتشر هناك و له قاعدة جماهيرية تنافس

فيلا مودا

ودي أصدق بس قوية


توقفنا في أحد المساجد للصلاة

و تفاجأت بهالبوستر معلق

علامات الكاهن و الساحر

طيب الساحر نعرفه بس الكاهن من وين نييبه؟

كل واحد يجيّك على روحه و يتأكد انه ما فيه هالعلامات

فندقنا كلش ما كانوا حرامية

يحاسبونك عالجملة

يعني أحسنلك تكتب بدون نقاط و فواصل

ظاهرة لفتت نظري

و هي أن الشباب الكويتي يميل الى لبس البنجابي في الحج

مادري من وين يايبين هالفنتق

لم أستغرب من مواقف معظم الدول

على اعدام صدام

لكني شعرت بالخجل و القرف عند

مقارنتي لموقف الكويت مع موقف اسرائيل

سياسة خارجية طيط ب طيط

Saturday, January 06, 2007

لبيك اللهم لبيك

أحاول في هذا المقال نقل تجربتي و صورتي الخاصة في الحج, ربما تختلف هذه الصورة عن غيري من الناس و رجال الدين, لذلك فأكرر أنها صورة أو نظرة خاصة تقبل الصحة و الخطأ بشكل نسبي

لم تكن حجة 2007 الأولى في حياتي, فقد وفقني الله لأداء فريضة الحج في السابق, الا أن حجتي هذه السنة كانت أكثر نضوجا و أعمق تأملا, فالحج فريضة دينية الا أنها تشمل أمور أخرى كالتاريخ و السياحة و الروحانية


ينقسم الحج الى عدة أقسام و أعمال لكل منها معنى خاص, أعتقد أن معظم هذه الأعمال هي اعادة تجسيد لأحداث تاريخية تمت في عهد أبو الأنبياء سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام, و هو ملقب بأبو الأنبياء كونهم أتوا من نسل ابنيه اسحاق و اسماعيل عليهم السلام, و يعتبر اسحاق هو الجد الأكبر لبني اسرائيل من اليهود و المسيح, بينما ينحدر الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم من نسل سيدنا اسماعيل عليه السلام

بالنسبة لنا فان الحج يبدأ من مطار الكويت حيث نرتدي ملابس الاحرام, و هي في الحقيقة ليست ملابس انما قطعتين من القماش – فوطة – نربط الأولى كازار و الثانية نلف بها الجزء الأعلى من الجسم , و للاحرام معاني كثيرة الا انه مثّل لي معنيين , الأول أن الجميع متساوين أمام الله فبالاحرام لا تعرف التمييز بين الغني و الفقير, العبد و السيد, المثقف و الجاهل, الجميع يتغطى بالاحرام و يتساوى مع البقية, المعنى الثاني هو أننا جميعا فقراء متواضعين خاشعين اذلاء أمام عظمة الرب و رهبته, فالاحرام هو أقل ما يمكن للانسان أن يغطي به جسده و يستر عورته و عندما يلبس الرجل هذا اللباس يشعر بضعفه و قلة حيلته أمام عظمة الخالق الذي نطمع بكسب رضاه و مغفرته

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألباب

يحرم الحجاج رسميا عند وصول الطائرة الى مناطق المواقيت - يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ - و هي المناطق التي يبدأ منها الحاج بالاحرام و ترديد التلبية و هي لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, ان الحمد, و النعمة , لك و الملك, لا شريك لك لبيك

و من هنا يبدأ القلب بالخفقان رهبة و خشوعا للخالق عز و جل, تشوف هالناس حوالينك لابسين نفس اللبس المتواضع و مسافرين لا لشيء الا رضا الرب
طبعا أول ما توصل مكة المكرمة يجب عليك التوجه الى الحرم المكي الشريف لأداء عمرة التمتع و هي تتلخص في طواف سبعة أشواط حول الكعبة ثم صلاة ركعتين و بعدها سعي سبع أشواط بين الصفا و المروة و أخيرا التقصير

هنا أود أن أشرح كل عمل من هذه الأعمال

فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ

الطواف حول الكعبة الشريفة لسبع أشواط و الصراحة انا لا أعرف الأصل التاريخي لهذا العمل, الا أنني أعتقد أنه موجود من قبل الاسلام عندما كانت الكعبة مركز تجمع الأصنام مما جعل مختلف الأمم تسافر اليها لتتعبد و من هنا أتت أهمية هذا المركز التجارية, ناس راحية و ناس ياية و حركة بيع و شراء نشيطة مما جعل أهل مكة تجار أغنياء يعني كانت مركز عبادة و تجارة

و كلنا نذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم ولد في عام الفيل, و هو العام الذي قرر فيه أبرهة النجاشي هدم الكعبة

أتوقع أن ابرهة و هو أحد ملوك الحبشة كان يشعر بالغيرة من الازدهار التجاري و الانتعاش الاقتصادي في مكة المكرمة و هذا ما دفعه للتفكير بوسيلة تجذب الناس الى الحبشة لتكون مركز تجاري سياحي ديني

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

و هنا قام النجاشي ببناء كعبة من الأحجار الثمينة و الذهب لكي يجذب المسافرين لها الا أن مشروعه لم يأتي بثماره المنشودة مما اضطره لاعداد العدة لغزو مكة و هدم الكعبة لاجبار الحجاج على زيارة الحبشة و تحقيق احلامه الا أن الله كان له بالمرصاد و القصة معروفة للجميع

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ,أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ,وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ,تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ,فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ


إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ

أما السعي بين الصفا و المروة فله قصة تاريخية معروفة و هي أن نبي الله ابراهيم عليه السلام قام بترك زوجته سارة في بلده و انتقل الى مكة برفقة زوجته هاجر و ابنه اسماعيل , و بعد الوصول الى مكة رحل ابراهيم منها و قدر ترك زوجته و ابنه وحيدين في هذا البلد

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ


و بعد تسلل العطش الى الطفل اسماعيل احتارت به امه و بدأت بالبحث عن المياه لترويه, و كانت ترى سراب الماء أو شيء من هذا القبيل عند تلة جبل الصفا فتوجهت لها, وفلم تجد الماء الذي تراءا لها عند المروة فتوجهت له و هكذا كانت تنتقل بين الصفا و المروة سبع مرات بحثا عن الماء لابنها الى أن فجّر الله تعالى لها بئر زمزم التي تنبض بالماء الى يومنا هذا

أما التقصير صراحة فلا أعرف قصته

بعد هذه الأعمال تكون قد تحللت من ثياب الاحرام و تستطيع لبس ما شئت الى أن تحرم مرة أخرى في يوم عرفة

لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ

من بعد عمرة التمتع تبدأ أعمال الحج بالاحرام مرة أخرى و الوقوف على جبل عرفة من الظهر الى مغيب الشمس ثم التوجه الى مزدلفة, و يقال أن دعاء المسلم مستجاب في عرفة لذلك نجد الكثيرين يوصوننا بالدعاء لهم في يوم عرفة و هو التاسع من ذي الحجة أي قبل العيد بيوم واحد

صراحة لا أعلم بالضبط مصدر عمل الوقوف في عرفة الا أنني أعتقد انها تعود أيضا الى عهد نبي الله ابراهيم عليه السلام أو الى عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم, في عرفة يستشعر الحاج أول منظر للحج من خلال رهبة المكان, تخيل نفسك تشوف مئات الآلاف من الناس لابسين أبيض و الكل واقف تحت أشعة الشمس يدعو و يتضرع و يعترف بذنوبه و يطلب الغفران و السماح من الله تعالى, تشعر برهبة و رغبة بالبكاء فالجو العام يساعد على الخشوع و التضرع

أنا شخصيا أحب هذا المكان و هذا اليوم بالذات و لا أبالغ أن قلت انني لا أشتاق في الحج الا الى هذه اليوم اللي أحاول أن استغله بقراءة القرءان و الدعاء و التندم و البكاء على مظالمي و أفعالي القبيحة

و عند مغيب الشمس في يوم عرفة يبدأ الحجاج بالتوجه الى منطقة أخرى تسمى المزدلفة للمبيت هناك, أعتقد و الله أعلم أيضا أنها أفعال منسوبة الى نبي الله ابراهيم عليه السلام, و ربما تكون مرتبطة بالأمر السماوي لسيدنا ابراهيم في تقديم ابنه اسماعيل كقربان لله سبحانه و تعالى, ففي المزدلفة يبدأ الحجاج بتجميع الحصيات المستعملة في العمل القادم و هو رمي الجمرات

طبعا المبيت في مزدلفة صعب جدا خصوصا و ان المكان يعتبر صحراء عارية و هي غير منظمة بتاتا مع الزحمة الشديدة و الجو البارد و تلوث الهواء بالديزل المنبثق من عوادم الباصات

و عند أذان الفجر و شروق الشمس تبدأ الجموع بالتحرك نحو منى لرمي الشيطان الأكبر بسبع حصيات, و القصة هنا معروفة و هي أنه عند توجه نبي الله ابراهيم بابنه اسماعيل عليهم السلام الى منى لنحره و تقديمه قربانا لله ظهر له ابليس ليحاول ثنيه عن أداء التكليف فبادره ابراهيم عليه السلام برجمه بسبع حصيات و في هذا المكان يتوجه المسلمون اليوم لرجم الشيطان الأكبر بسبع حصيات

و بعد الرجم يرفع الله التكليف عن ابراهيم عليه السلام و يستبدل اسماعيل بكبش أو ذبح عظيم كما ذكر في القرءان الكريم - وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ – و من هنا تأتي قصة الأضحية التي يجب على كل حاج ان يذبحها و تعتبر مناسبة احتفال المسلمين بالعيد الاضحى, و هي مناسبة سعيدة لعفو الله عن ذبح سيدنا اسماعيل عليه السلام و استبداله بذبح كبش كبديل

و بعد الذبح يسلم الحاج رأسه للحلاق حتى يحلق له رأسه و تختلف الفتاوى في هذا الشأن بين ضرورة الحلق أو التقصير

وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ

و بعد التضحية و الحلق يحلل الحاج من الاحرام و لا يتبقى له سوى المبيت في منى و اعادة للرجم و الطواف و السعي و قد شرحنا هذه الأعمال في المقال


بعد الانتهاء من الحج قمنا بزيارة قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم في المدينة المنورة, طبعا المدينة أقل زحمة و أشرح من مكة المكرمة و جوها غير ملوث, و بعد زيارة النبي توجهنا لزيارة مقبرة البقيع التي يقال أنها تحوي أجساد أكثر من عشرة آلاف صحابي و زوجات النبي و ابنه ابراهيم و الكثير الكثير من أحفاده الأئمة

أيضا قمنا بزيارة مسجد قباء الذي نزلت به الآية

لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ


و زيارة جبل الرماة في أحد و هي المعركة الشهيرة التي هزم فيها خالد بن الوليد المسلمين بعد أن عجز الرماة عن مقاومة اغراء الاستيلاء على غنائم الحرب فتركوا مكانهم للأعداء و نزلت به الآية

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ

طبعا واضح من الصور أن الحج كان مزدحم جدا و هذه الزحمة هي ما يجعل أعمال الحج صعبة و تحتاج الى طولة بال و صبر و تحمل, خصوصا في اماكن التدافع و الاحتكاك الجسدي المباشر كالطواف و السعي و رمي الجمرات

و هني أحب أختم هذا الموضوع على وعد بكتابة موضوع آخر فيه صور أخرى أقدر آخذ راحتي فيه أكثر

فهموها عاد

Friday, January 05, 2007

حج مبرور و ذنب مغفور

أعيادكم مباركة
سنة سعيدة انشاءالله
مبروك عليكم اعدام المجرم
نستأنف نشاطنا خلال أيام قليلة انشاءالله