Sunday, May 25, 2008

منوعات بايته


>
>
>
>


بما اني مسافر في الغد


.


ما حبيت أروح بدون لا أهديكم


.


هالبوست المنوع


.


طبعا أغلب الصور بايته من أيام الانتخابات و ما قبل الانتخابات


.


و لكن مافي مانع نحطها من مبدأ تبرأة الذمة


.


قبل لا ندخل بالموضوع المهم أحب أعلق على تعليق الأخ موزارت في الموضوع السابق و اللي قال فيه


.


Mozart said...
أهم شي ان مطقوق يعطينا محاضرة عن الفقر و أهو بالشاليه


.


و السؤال للأخ موزارت , اذا كتب غازي القصيبي عن واحد رشيق فهل من الضروري أن يكون رشيقا؟


.


و اذا كتب باولو كويلو عن شلة المجانين فهل ضروري يكون مجنون؟


.


مادري ليش مو عاجبتك روحتي للشاليه ؟


.


يعني اذا أنا بالشاليه لازم أكتب عن البحر و الحر ؟


.


و بالأخير الشاليه شاليه واحد من الربع و أنا كنت مجرد ضيف


.


.


عموما


.


ندخل الآن في موضوعنا المهم


.


على بركة الله نبدأ


.


.






.


الانتخابات كوم


.


و هوشة المذيعين كوم تاني


.


كل واحد بياكل الجو


.


.



انزين اسجنهم



.



حطهم بجزيرة ما فيها أبواب



.



لازم قطع روس؟ الظاهر حايشين واحد من الأهل



.



.


طويل و عريض و يمتلك كل المقومات الجمالية


.


مع شوية تدريبات ممكن ندخله فرعية في الانتخابات القادمة


.




.


الدكتور الهارفاردي محمد الصباح يقول


.


شعللها شعللها ... ولعها ولعها


.


الظاهر متخرج من فرع هارفارد اللي بالدقي


.


.



الخنفور مستعجل على خدمة الكويت



.



الله يكثر من أمثالك يا نائبنا العزيز



.



الشرطة قاموا يصوتون؟



.



.



شكلها بايعة صوت زوجها و مو معطته المقسوم



.



أو



.



ان الحجية بايعة بنص السعر



.



.



ما ألومهم



.



.



و أنا أقول الفراريات زايدة بالكويت



.



طاحوا من عيني كل اللي عندهم فراري



.



أول ما تشوفون واحد راكب فراري قولوله



.



الكويت مو للبيع



.



.



يقولك واحد خبطته سيارة



.



روحه طلعت



.



خبطتها طيارة



.



و مااااااااااااات؟



.



أبي أعرف الارهاب شلون صاير؟



.



.



هوشة الدلالين



.



الظاهر على عمولة أحد صفقات صاهود



.



.



اعلان لجريدة الدار



.



و يقولون الدار لأهل الدار



.



و رازين بالصدر وحدة سفور و أثنين مقترين



.



و واحد شكله مثقف



.



و هووووب



.



أم حجاب أخضر بو حنج



.



و هوووم تاني مرة



.



الأخ المعمم



.



ماني خابر محافظة قم انضمت للدائرة الأولى ؟



.



.


و يقولون مافيه خلافات بين أفراد الأسرة ؟!؟


.


شوفوا حسام الصباح مسكين شصار فيه


.


ين من كثر الخلافات


.




.



يا معودين



.



صبيان شيوخ احسن من صبيان تجار



.



.



الاعلامي رقم واحد بالكويت



.



يتهم الصحف الكويتية بانها مليئة



.



بالزبالة



.



تعال اصفط يمنا , مالك الا المدونات



.



.



رحالة السلام الروماني



.



مسكين ياي الكويت عباله



.



ابو الرياضيين الشيخ أحمد الفهد بيستقبله



.



و بيسكنه بفندق خمس نجوم على حساب المجلس الأولمبي الآسيوي



.



ما يدري أن القيادة الرياضية عندنا كاشته بالسلام و مجابلة



.



المزايين



.



و خودا هافز عشان الدار لا يقولون تجالهلنا أهل الدار



.

Wednesday, May 21, 2008

فقر الثراء

.
.


في مطار القاهرة الدولي , وقف المهندس صبري عطية أمام موظف الحجز منتظرا الانتهاء من اجراءات الحجز و استلام بطاقة الدخول , ابتسم موظف الحجز من خلف الكاونتر و قال , سيد صبري , أخبار سيئة

رد صبري بشيء من اللا مبالاة و قال ماذا؟

الموظف : همم , يبدو ان الطائرة مكتملة العدد و لا أجد لك مقعدا

صبري : و لكني أكدت حجزي قبل يومين و موظفة الشركة أكدت مكاني في الطائرة

الموظف : نعم نعم أخ صبري و لكن أعتقد أن موظفة الهاتف أخطأت في تأكيد حجزك و الطائرة كاملة أمامي

صبري : عالج الموضوع لو سمحت , الخطأ وقع من طرفكم و أنا مضطر للوصول الى الكويت الليلة

الموظف : يمكنك الانتظار خمسة عشر دقيقة هناك , قد يتغيب أحد الركاب

صبري : لا بأس

بعد عشرين دقيقة

الموظف : سيد صبري , سيد صبري , هل لك بالتفضل هنا لو سمحت

قام صبري و توجه للكاونتر مرة أخرى

الموظف : خبر سعيد , لقد تغيب أحد ركاب الدرجة الاولى و سوف تأخذ مكانه بدون دفع أي فروقات اضافية

صبري : شكرا شكرا عزيزي , انها المرة الأولى في حياتي لركوب الدرجة الاولى , شكرا عزيزي

الموظف : رحلة موفقة , الى اللقاء

دخل صبري الطائرة متبعا تعليمات المضيفة للجلوس في مقعده الواثر على الدرجة الاولى , كان مقعده يطل على الممر و كان على المقعد المجاور رجل خليجي قارب الستين من عمره و قد بانت عليه ملامح الشموخ و الأنفة , حتى أنه لم يرد السلام على صديقنا المسكين

كان الرجل صامتا و لم يترك مجالا لفتح أي حوار مع صبري , و هذا ما جعل صبري يخلد للنوم , بعد فترة بسيطة من الاقلاع حاول الرجل الخروج من مقعده الا انه اصطدم بصبري و أيقظه معتذرا تحت حجة الذهاب الى دورة المياه

و بعدها بقليل اضطر مرة أخرى للدخول الى مقعده و الاعتذار لصبري على هذا الازعاج , الا أن صبري لم يكن منزعجا أبدا و كان يتعامل مع أي تفاعل في الدرجة الاولى باستمتاع شديد , سؤال المضيفة المتكرر ان كان بحاجة الى شيء , اختلاس النظرات للجالسين حوله , العبث بأزرار المقعد و ما تحويه من خيارات و هلم جر

التفت الرجل الصامت الى صبري و سأله ما اسمك؟

صبري : صبري عطية , رئيس قسم الصيانة في مصنع البسكوته للحلويات , من معي يا سيد ؟

الرجل الصامت : أنا رابح الأخذان من الكويت

صبري مندهشا : هل تقصد رابح آخذ الأخذان ؟ صاحب محلات الأخذان للمواد الغذائية ؟

رابح : آه , نعم نعم أنا احد ملاك هذه المحلات , برافو

صبري : أهلا أهلا يا سعادة البيه , آسف جدا لم أتعرف عليك بالبداية , انه لشرف عظيم ان أجلس بجانبك على هذه الرحلة

رابح : لا داعي لهذه المجاملات يا صبري , هل كنت تقضي اجازتك في مصر؟

صبري : نعم يا سيدي , كنت هنا لحضور حفل زفاف ابنتي على ابن اختي , و أنت هل كنت في اجازة ؟

رابح : تستطيع أن تقول ذلك , و لكني كنت بحاجة للقيام ببعض الأعمال

صبري : هل تملكون محلات أغذية في مصر أيضا؟

رابح : ليس تماما و لكن لنا بعض الأملاك و حصص في بعض الشركات

صبري : ماشاءالله ماشاءالله , الله يزيد و يبارك , و يرزقنا كما رزقكم

رابح : أجمعين , تحب الفلوس يا صبري؟

صبري : و من لا يحب الفلوس يا سيدي , أنت تعرف الأحوال و تعلم أنني متغرب من أجل تحويش مبلغ يضمن لأسرتي العيش الكريم هنا , و الآن تزوجت ابنتي و أحتاج للمزيد من المال للتجهيز

رابح : الله يعينك يا صبري , أتمنى أن يستحق العريس كل ما تفعله من أجله

صبري : حسّونه ؟ انه ابن اختي و لم أكن أتخيل ابنتي تتزوج انسان غيره

رابح : بس انت مو خايف يكون متزوجها مصلحة ؟

صبري : مصلحة ماذا ؟ حسّونه شغّيل و يكسب الكثير من عمله , و ابنتي لا تملك ما يستحق التمصلح من أجله

رابح : هممم , الله يوفقهم , أنا لم أكلم ابنتي منذ ثلاث سنوات بسبب زواجها من شخص لم اوافق عليه

صبري : أستغفر الله يا سيدي , و لماذا لم توافق عليه ؟

رابح : مستواه الاجتماعي لا يتناسب معنا , و أعتقد أنه تزوجها من باب المصلحة و استغلال نفوذ العائلة

صبري : آسف جدا لسماع ذلك , ألم تحاول اقناعها بأسباب رفضك ؟

رابح : حاولت , و لكنها كانت تحبه و فضلت قطيعتنا على التخلي عنه

صبري : ثلاثة سنوات ؟ ألا تشتاق لها ؟

رابح : نعم أشتاق و اتألم لعدم رؤيتها و لكن ماذا أفعل , هي من فضّلت هذا المغفل علينا

صبري : ربنا كريم يا استاذ رابح و أعتقد أنها ستعود لكم في يوم من الأيام

رابح : أتمنى ذلك , هل وجدتم شقة مناسبة للمعاريس؟

صبري : في الحقيقة أسعار الشقق نار هذه الأيام و قد اقترحت ابنتي أن تسكن في بيتنا حاليا الى أن تجد شقة بسعر مناسب , خاصة و أني أعيش في الكويت و البيت شبه فاضي , هل تعرف أين نجد شقة بأسعار مناسبة ؟

رابح : في الحقيقة نحن نملك ستة عمارات في منطقة المعادي , سأسأل عن وجود شقة فاضية في أحداها و سأراعيك في السعر قبل أن نبيعها

صبري : متشكر كثير يا استاذ رابح , سمعت أن أسعار العقار ترتفع هذه الأيام و لا أنصحك ببيع هذه العمارات

رابح : أعرف أعرف , و لكني في الحقيقة مضطر للبيع , فالعمارات من أملاك الوالد رحمه الله , و بعد وفاته حصل انشقاق بين الورثة و اتفقنا على تصفية أملاكنا هنا , و رحلتي هذه كانت من أجل هذا الغرض

صبري : آسف جدا لسماع ذلك , و لكن كيف تختلفون و أنتم أخوة ؟ و ثروتكم كافية للجميع؟

رابح : آه يا صبري , هذا موضوع يطول شرحه , لكن باختصار عندما يتوفر المال , يبدأ الانسان بالتفكير في كيفية صرف و توظيف هذا المال و يبدأ في التخطيط لمستقبله على هذا الأساس , و بما أننا مختلفين في التفكير , فلكل منا خطته الخاصة في كيفية صرف ماله , و هذا ما جعل الخلافات تظهر على السطح و بدأ البعض بالتشكيك في ذمة الآخرين و اسلوب ادارتهم للأملاك و من هنا نشأت الخلافات التي لم تنتهي الا في المحاكم و الاضطرار الى التصفية , طبعا التصفية فككت المال و المودة بيننا الآن

صبري : شيء محزن في الحقيقة , لا أعرف ماذا أقول

في هذه الأثناء قامت المضيفة بالمرور على المسافرين تسألهم عن اختيارهم لوجبة العشاء , و قد طلب رابح طبق سمك السلمون مع خضار السوتيه , و لكن صبري لم يطلب شيئا

رابح : حاول أن تجرّب وجبة السمك فهي لذيذة , ألست جائعا؟

صبري : أنني جائع , و لكني في الحقيقة لم أتوقع الجلوس في الدرجة الأولى و قد ارتبطت بموعد على العشاء مع بعض الأصدقاء في الكويت

رابح : ممتاز , عشاء مع الأصدقاء , و ما هو مكانكم المفضل للعشاء؟

صبري : عادة نتعشى في أحد مقاهي منطقة حولي , و لكني لا أعرف أين سيعزمني الأصدقاء اليوم , الطعام مهم و لكن جمعة الأصحاب أهم بالنسبة لي , خصوصا و أني كنت بعيدا عنهم في الاسبوعين الماضيين

رابح : أنت محق يا صبري , أنا شخصيا لا أتذكر آخر مرة تناولت فيها الطعام مع الأصدقاء , ربما كان ذلك قبل عشرين سنة

صبري : عشرين سنة ! هل اختلفتم على الميراث أيضا ؟ ها ها اني أمزح

رابح : أعلم أنك تمزح , لا أبالغ ان قلت بأني لا أملك أي صديق حقيقي , فمنذ أن بدأت بالعمل و ازدياد مسؤولياتي و انشغالاتي بدأ الأصدقاء بنسياني , و لا يتذكرني احد منهم الا عند الحاجة و المصلحة , لا أتذكر أن أحدا منهم هاتفني للسلام بدون أن يطلب مني خدمة , و لا أذكر أن احدهم دعاني للعشاء بلا عرض فكرة او فرصة للاستثمار و العمل , و الأسوأ من هؤلاء من يطاردك أينما كنت و لا يعرف كيف يطلب منك , فهو يخجل من الطلب و ينتظر منك السؤال


صبري : و هل تسأله عن طلبه ؟

رابح : ها , نعم نعم أسأله عن طلبه و أعطيه اياه فورا حتى اتخلص منه

صبري : أنت تبالغ اليس كذلك ؟

رابح : أبالغ ؟ أبالغ ؟ صدقني أنا لا أبالغ , أنا لا أتهم أصدقائي بعدم محبتي لشخصي , و لكني متأكد من ان أموالي تغطي على شخصي و تجعل من يعرفني يهمل شخصي و يهتم أكثر في مصالحه معي , أو مع أموالي , طبعا الناس مختلفون في اسلوب الطلب , هناك المحترم و هناك الوقح , هناك من يطلب بأدب و هناك من لا يعرف آداب الطلب , تخيل أن هناك من يطلب منك خدمة في عزاء أحد أقاربك ؟ تخيل أن هناك من لا يخجل من اتهامك بالبخل عندما ترفض له طلب ؟ لا أعرف كيف يفكر هؤلاء , هم يتعاملون معك كآلة سحب آلي بلا هموم أو مشاعر

صبري : واضح أنك لا تبالغ , و لكن ألا تعتقد بأن الأفضل أن يكون الناس بحاجتك على أن تكون انت من تحتاجهم ؟

رابح : ربما كنت أفكر بهذا الشيء في السابق , أما الآن فلم أعد أرى الفرق بين الاثنان , أحيانا تعتاد على حاجة الناس لك الى درجة تجعلك في حاجة لحاجتهم لك و لا تستطيع التخلص منها

صبري : لم أفهم مقصدك يا رابح ؟ كلامك فيه شيء من الفلسفة ؟

رابح : ليست فلسفة , قصدت أن الانسان عندما يعتاد على وضع معين و بيئة معينة يصعب عليه بعد ذلك التأقلم على غيرها , خاصة عندما يكون محط أنظار و اهتمام الجميع , فمن اعتاد على الدعوات لافتتاح المعارض لا يتقبل عدم دعوته لأحدها , و من اعتاد على ديوانه عامرا لا يستطيع تخيله خاليا , و من اعتاد على ركوب الدرجة الأولى يستحيل أن يتقبل الدرجة السياحية , فاحذر يا صديقي من التعود عليها

صبري : ها ها ها , لا تخف من هذه الناحية , فأنا لا أركب الطائرة الا مرة واحدة في السنة , ماذا عنك , هل تسافر كثيرا ؟

رابح : نعم , أعتقد أني أسافر كثيرا , بل أجزم أني أكون مسافرا حتى و ان كنت نائما على سريري في الكويت

صبري : لم أفهم ؟

رابح : سأحاول أن أفهمك , هل سمعت عن أزمة الرهن العقاري في أمريكا ؟

صبري : نعم , لا أعرف التفاصيل و لكني سمعت عنها

رابح : هل سمعت عن أزمة اضراب سائقي الشاحنات في ايطاليا؟

صبري : لم أسمع بها , ما الحكاية ؟

رابح : هل كان لك أي اهتمام بزلزال الصين ؟ أو الثلوج التي عطلت القطارات هناك ؟ أو تسونامي؟

صبري : نعم , حزنت كثيرا من أجلهم

رابح : هل تأثرت كثيرا لأزمة دارفور و ما يحدث في زيمبابوي؟

صبري : لا تحرجني أكثر من ذلك , تأثرت و لكن ليس كثيرا

رابح : يا عزيزي يا صبري , لكل حدث سياسي أو كارثة بيئية أثر مباشر على الموارد في العالم , و لهذه الموارد أثر مباشر على معدلات العرض و الطلب , و لهذه أثر مباشر على أسعار العملات و الفائدة و و و و , و النتيجة هي أنني اتأثر ماليا بكل هذه الأخبار , فاستثماراتي تمتد من الصين الى امريكا , و من أوربا الى أفريقيا , و هذا يجعلني أعيش بحالة قلق دائم اتجاه ما يحدث حول العالم كون أي حدث غير متوقع ممكن أن يؤثر على وضعي المالي

صبري : ألا تنام ؟

رابح : أنام , و لكني لا أنام مرتاحا

صبري : كل هذا خوفا من الخسارة ؟

رابح : ليست الخسارة , و لكني أفكر كثيرا في مصير هذه الثروة , ماذا سيحدث بها من بعدي ؟ هل ستكون نعمة و يحسن أبنائي استغلالها ؟ أم أنها ستتحول الى نقمة و تكون سببا في تعاستهم ؟ هل سيهدمون ما بنيت أم أنهم سيبذرون المال على التفاهات ؟ كل هذه الأفكار تؤرق منامي

صبري : استاذ رابح , هل أفهم من كل ما قلته أن الفقر أفضل من الثراء ؟

رابح : لم أقصد ذلك أبدا , و لكني أردت أن أجعلك ترى الجانب الذي لا يراه الآخرون من حياة الثراء , أردت أن أعلمك بان لكل شيء ثمن , و أن ثمن التمتع بالثروة و القوة ليس أفضل كثيرا من ثمن العيش فقيرا

المال يا صبري متعة من متع الحياة , الا ان الانسان يجب أن يعرف تماما كيفية التعامل معه , كيف يجمعه , و كيف يصرفه , و الى أي مدى هو مستعد للتضحية من أجله , هل أنت مستعد للعمل عشرين ساعة في اليوم ؟ هل تستطيع التنازل عن كرامتك و مبادئك أحيانا من أجله ؟ هل هو أهم من علاقاتك الاجتماعية و العائلية ؟ يجب أن تفكر في كل هذه الامور قبل الدخول في دين الثراء

صمت صبري بعد انتهاء رابح من الحديث و أغمض الاثنان عيناهما على صوت المضيفة و هي تأمر الركاب بربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار الكويت الدولي

Monday, May 19, 2008

بانت فيلجا

.

في البداية أود أن أبارك للخمسين نائبا الحائزين على ثقة ناخبيهم و نقول هارد لك لمن لم يحالفه الحظ داعيين المولى عز و جل أن يفكروا مئة مرة قبل خوض تجربة الانتخابات في المرات القادمة حتى لا يخسروا المزيد من الأموال و الوقت

أنا سعيد

نعم , و بغض النظر عن النتائج الا أني سعيد جدا , فقد كنت من ضمن العاملين في أحد اللجان أمس و بصراحة كنت جالس و مبتسم طوال الوقت – رايق على قولة مندوب حدس – لأني بالفعل كنت أعيش عرس ديموقراطي و أنا أرى هذا التنظيم الرائع من قوات الأمن و التعامل الراقي بين الناخب و المرشح و القضاة و رجال الأمن , نعم لم تعجبني النتائج الا أني شعرت في الأمس أننا شعب يتصرف برقي رغم ما تعانيه عقولنا من بساطة أو تخلف سياسي طبيعي لمن يعيش في موقعنا الجغرافي و يعاني من ترسباتنا التاريخية

النتائج

بالرغم من خيبة الأمل الكبيرة اتجاه نتائج أول انتخابات تقام على نظام الخمس دوائر الا أنني أتقبلها بصدر رحب , ففي السابق كنا نتهم الدوائر الخمسة و عشرين بأنها السبب الحقيقي وراء تزوير ارادة الشعب و ترك المجال أمام الفاسدين للفوز ببعض المعاملات و شراء الأصوات , الآن أستطيع أن اقول بانت فيلجا

نعم , أول حسنة للدوائر الخمس هي أنها أتاحت لنا المجال لفهم و قراءة الصورة الحقيقية للمجتمع الكويتي بشكل عام و تفكير الناخب الكويتي بشكل خاص , فالواضح من هذه الانتخابات أن الناخب الكويتي اليوم بعيد جدا عن الفكر السياسي المحترف بالرغم من ممارسته المشاركة السياسية منذ أكثر من أربعين عاما

فالناخب – و المرشح – الكويتي لا زال يتعامل مع السياسية بتفكيره الفردي البسيط , فهو لا يستوعب فكرة التفريق بين شخص المرشح و توجهاته السياسية , أيضا الناخب الكويتي لا يستسيغ فكرة التجمعات أو الأحزاب السياسية و لا زال يصوّت من منطلق عائلي , قبلي , طائفي البعيد جدا عن أي توجه – أو فكر – سياسي , تخيلوا أنني رأيت تناقضات صدّق أو لا تصدّق في بعض أوراق الاقتراع , شلون واحد يصوّت حق أسيل و وليد الطبطبائي؟ شلون واحد يصوّت للسعدون و جمال العمر ؟ كلش مو راكبة . بالطبع أنا لا أوجه الملامة للناخب كونه لم يجد أمامه مرشحين ذووا توجهات سياسية محترمة تستحق التأييد , و ان وجد التوجه فمن المستحيل أن يجد من يلتزم به فعليا

الدائرة الأولى

نتائج الدائرة الأولى وضّحت أمامي الكثير , فالبرغم من علمي المسبق لفوز من أربعة الى ستة شيعة فيها الا أن ما أثار اهتمامي هو فوز عاشور بالمركز الأول محلقا بعيدا عن زملائه في القائمة و فوز عبدالصمد و لاري و جوهر بدون رفيقهم الرابع جابر بهبهاني مما يؤكد ما ذكرته سابقا بأن الناخب الكويتي بعيد جدا عن فكرة الالتزام بالقوائم و هو يصوت بشكل فردي , أيضا يتضح أمامي افتقار الطائفة الشيعية لمرشحين أصحاب طرح وطني بعيدا عن المذهبية , فالواضح هنا أن الناخب الشيعي لا يطرب الا على لحن مظلومية الشيعة التي ساعدت الأحداث المصاحبة للتأبين على ازدهارها

و المفاجأة السعيدة هي فوز المرشح حسين الحريتي بعيدا عن فرعية العوازم و نتمنى أن نجد أبناء القبائل ينتخبون مثل هذه الكفاءات بعيدا عن فرعياتهم و نتائجها اللي ما تبشر بالخير

الدائرة الثانية

نتائج الدائرة الثانية كانت متوقعة و أبرز ما شهدته هذه الدائرة هو انتقال عملية شراء الأصوات من الشكل القديم لقصص تدخل الحكومة و سامسونايت البنك المركزي الى قصص جديدة أبطالها أصحاب المليارات و كرمهم الحاتمي المفاجيء على أهالي منطقة صليبخات السعيدة و لا عزاء للمرشح منصور محارب

مفاجأة هذه الدائرة هو فوز محمد العبدالجادر و هو أحد الأشخاص الي نتوسم فيهم الخير و أطلب منه أن يثبت نفسه في المجلس القادم و أن لا يغيب كثيرا تحت أجنحة زملائه

الدائرة الثالثة

أعتقد أن الدائرة الثالثة هي دائرة صراع الجبابرة و كانت نتائجها مليئة بالرسائل المتفجرة لعدد لا بأس به من المرشحين , ففوز المرشح المستقل صالح الملا بالمركز الخامس رسالة تهديد شديدة اللهجة للتيارات السياسية لاعلامهم بأن قواعد اللعبة تغيرت , أيضا خسارة جمال العمر رسالة مباشرة لمرشحين شراء الأصوات تؤكد لهم بان هذا الاسلوب لم يعد مجديا و يا ليتك يا جمال منسحب كما فعل وليد العصيمي و غيره من النواب السابقين اللي عرفوا ان هوا الخمس يلعب ضدهم هالمرة

مفاجآت هذه الدائرة كثيرة و أهمها حصول أحمد السعدون على المركز التاسع و أتمنى عليه أن يفهم هذه الرسالة و يجعل ختام حياته السياسية مسك و لا يحرجنا بالترشح مرة أخرى

أيضا حصول أسيل العوضي على المركز الحادي عشر يشكل رسالة مباشرة للتحالف بالاستمرار في دعمها و استثمارها للانتخابات القادمة و سأتطرق بعد قليل أكثر للتحالف و حدس

الدائرة الرابعة و الخامسة

نتائج الدائرة الرابعة و الخامسة خارج منطقة تغطيتي كوني لا أعرف هل ألوم الناخبين على اختيارهم أم أتعاطف معهم لأن هذه النتائج أفضل الأسوأ , أبرز مفاجآت الدائرة الخامسة هو فوز المرشح عصام الدبوس رغم البهذلة و الاتهامات التي وجهت له و لأفراد حملته الانتخابية بشراء الأصوات , واضح ان هرمون الوطنية يعاني من فقر شديد في تلك الدائرة

رسالة الى حدس

أعتقد أن هذه الانتخابات كانت الأعنف على الحركة الدستورية الاسلامية و قد اعادتها النتائج المتواضعة الى الأرض بعد أن كان كوادرها يحلقون بعيدا في عالم حدس للعجائب متغنين بانهم الاكثر تنظيما و الاكثر استعدادا و الأكثر مقدرة على التعامل السياسي

فالنتائج تقول أن حدس خسرت أربعة من فرسانها البواسل و هم محمد البصيري نائب رئيس المجلس السابق و المعجزة خضير العنزي و المعجزة الحلقة الثانية دعيج الشمري و أخيرا و ليس آخرا رجل الأعمال المحترم جمال الكندري , أيضا لا ننسى هنا المركز المتقهقر للمخضرم ناصر الصانع مع تزامن هذه الخسارات لصعود صاروخي لمرشحين السلف و السؤال هو لماذا؟

اذا كان التوجه الاسلامي هو الدارج عند الشعب فلماذا اختيار السلف و ليس الاخوان؟

الجواب في اعتقادي واضح و هو الأداء الزئبقي لمرشحين حدس في المجالس السابقة و محاولاتهم الحثيثة لاستغلال كل ربع فرصة لمساومة الحكومة و التربح من ورائها مما جعلنا لا نذكر موقف واحد واضح لحدس اتجاه أي قضية بارزة على الساحة ؟ و هذا بالطبع لا ينفع مع توافر البديل الأفضل للاسلاميين و هم مرشحوا السلف ذووا المواقف الواضحة نسبيا اضافة الى أننا حتى اللحظة لم نسمع عن شغف مرشحي السلف بالتجارة و تأسيس الشركات لكسب الملايين كما فعل نواب حدس الأفاضل , طبعا هذا باستثناء فهد الخنة و أعتقد ان السلف تداركوا الموقف سريعا بابعاده مما عزز من مصداقيتهم امام مريديهم

أيضا ساهم غياب التوجه الواضح و الفكر المنظم عن حدس مما جعلهم يضطرون لتسليم رقبة مبادئهم – ان وجدت – الى الفكر القبلي و اعتمادهم الكبير على شعبية مرشحيهم قبليا بالتبادل مع شعبيتهم فكريا , و بالطبع خطورة هذا الاعتماد واضحة بعد هذه الانتخابات مع تراجع شعبية مرشحيها قبليا و قد رأينا أن اقوى نتيجة لحدس كانت للنائب جمعان الحربش و لا أعتقد أن لحدس دور في شعبيته و مركزه المتقدم

النتيجة ثلاثة بالسالب

رسالة الى التحالف

مع احترامي و حبي لكم و لمرشحيكم و شبابكم و غروركم الفكري الا أنكم مطالبون بمواجهة أنفسكم و الاعتراف بأنكم لم تقدموا لناخبيكم أفضل الحلول الممكنة , نعم نجحتم في الدائرة الثانية و قد كان هذا النجاح متوقعا مع وجود قاعدة محمد الصقر و علي الراشد الا أن عدم وصول أي من مرشحيكم في الدوائر الأخرى يجب أن لا يمر مرور الكرام

لن اتحدث هنا عن الدائرة الأولى لعوامل خارجية كثيرة الا انني مضطر للاشارة الى نتائج الدائرة الثالثة و الخلطة الغير موفقة لقائمة التحالف فيها , ففيصل الشايع لم يكن نجما لامعا في المجلس السابق ليشكل عنصر الخبرة و الدعم لخالد الخالد و أسيل العوضي , أيضا يعلم الجميع أن أرضية ملعب الدائرة الثالثة ليس الأنسب لخالد الخالد الذي لم أشعر دخوله و انسجامه في جو الانتخابات مع غياب حقيقي للحملة الدعائية المحترفة و التي قد تساعد المرشح على ترويج نفسه أمام الناخب و هذا ما لم يتوفر للقائمة في الدائرة الثالثة , بصراحة لم أشعر بحضور مرشحين التحالف كقائمة مترابطة و منسجمة ذات رسالة قوية , رغم التحسن الملحوظ في الأيام الأخيرة مع طرح فكرة تخلي الحكومة عن 5 بالمئة من اراضي الدولة لصالح بناء مدن جديدة و أيضا هذا الاقتراح لم يسوّق بطريقة صحيحة

أما بالنسبة للبرنسيسة تو الدكتورة أسيل العوضي فيكفيها فخرا المشاركة للمرة الاولى و حصولها على عدد أصوات لم يحصل عليه المخضرمين و احتلالها للمركز الحادي عشر , و أعتقد أنها التحالف مطالب بالتركيز عليها للمستقبل و البحث عن مرشحين آخرين أكثر انسجاما معها و مع المجتمع , خصوصا مع استمرار الناخب الكويتي في التصويت على من يرتاح له نفسيا و ليس سياسيا

أخيرا و ليس آخرا أعتقد أن الوقت قد حان لتخلي التحالف عن قوقعته داخل مناطق ما قبل الدائري الرابع و الانفتاح على الكويت بجميع مناطقها و جميع طبقاتها الاجتماعية لتتوفر لديهم قراءة أفضل للواقع و معرفة انتقاء الحصان الرابح في المرات القادمة

نعم الجملة الأخيرة نغزة عن صالح الملا

النتيجة هي الاحتفاظ بثلاثة مقاعد كان من الممكن ان تكون اربعة او خمسة بقليل من التركيز

بانت فيلجا , ماذا بعد ؟

أعتقد أن النجم الحقيقي خلال فترة الانتخابات السابقة هو الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي نجح نسبيا في تغيير صورة الحكومة و استعادتها جزءا من احترامها المفقود منذ سنين , أيضا أوجه هنا رسالة خاصة للشيخ ناصر بأنك اليوم تواجه مجلس قبلي النكهة و سلفي الرائحة فيجب عليك اختيار الحكومة القادمة بحذر شديد , تحتاج الى حكومة منسجمة مع ما تعلنه من أهداف , حكومة جادة و ملتزمة في أهدافها و تسعى الى تحقيقها و هذا ما لم يتوفر في حكومتك السابقة المخترقة أو المخرّقة من كل جهة

لا أرتجي أي تغيير في أداء المجلس القادم و ليس أمامي الا انتظار تشكيل مجلس الوزراء القادم حتى تكتمل صورة مستقبل الكويت الغير مشرق الى الآن

مضطرين
للتفاؤل

Tuesday, May 13, 2008

عظّم الله أجر الكويت

.
.
انا لله و انا اليه راجعون
.
.
الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح
.
.
في ذمة الله
.
.
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
.
.
عظم الله أجركم

Monday, May 12, 2008

الادارة , أزمة بلد - 3


.
انتهينا في المقالة السابقة الى سؤال مهم و هو ما الذي ينقص الحكومة لتطبيق القانون – بنجاح – و بدون أزمات ؟
.
أعتقد أن الأغلبية تتجه الى توجيه أصابع الاتهام لطرف أو لآخر و تعليق الشماعة على عناصر الفساد و الرغبة في اذلال الشعب و غيرها من الأسباب المتعارف عليها , الا أنني بصراحة لا أريد الجنوح نحو التشكيك بالنيات و تأطير المشكلة داخل برواز الخير و الشر

المشكلة في الحقيقة أكثر تعقيدا مما نتصور و هي ليست في ذمة الحكومة أو المجلس او المخالفين , الجميع في الحقيقة يشترك في خلق هذه المشكلة و لكن بداية – أكرر بداية – الحل أراها تقع على عاتق الحكومة

فجميع خيوط اللعبة تعود الى بكرة الحكومة و هي الطرف المأهل فعلا لاستلام زمام الأمور في هذه الحالات , فهي من تملك السلطة و هي من تملك المال و هي من تملك جيوش المستشارين الداخليين و هي أيضا من تمتلك العناصر البشرية التي تستطيع فرض هذه القوانين و تستطيع توفير المبالغ اللازمة لتعيين مستشارين عالميين يعينونها في حل المشاكل , و قد فعلت ذلك في السابق عندما استعانت بالبنك الدولي لاعادة تقييم المرتبات و شركة ماكنزي لدراسة لجنة السوق

الخطوة الأولى في حل المشاكل تكمن في وجود النية الصادقة و الحقيقية في اصلاح الوضع عند السيد رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح – في حال استمراره - أكرر بأن هذه النية يجب أن تكون حقيقية و صادقة و ليست نية بو ربع يلتزم بها يوم و ينساها سنة

الخطوة الثانية هي اعتراف الحكومة من قمتها الى أخمص قدميها بأنها جزء رئيسي في المشكلة و خلعها ثوب العذارة و اتهام النواب و المواطنين بأنهم الطرف الملام في تجاوز القانون و اعاقة عملية الاصلاح

الخطوة الثالثة هي القيام بعملية مسح شاملة لكافة قوانين الدولة – المحزرة – و اعادة دراستها كلمة كلمة و جملة جملة و فقرة فقرة و من ثم معرفة مناطق الخلل التي تمتليء بها هذه القوانين التي أكل عليها الدهر و شرب , ثم يتم تجديد ما يحتاج الى تجديد و تعديل ما يحتاج الى تعديل و توضيح ما يحتاج الى توضيح و الغاء ما يحتاج الى الغاء لتتناسب مع روح العصر و تتطابق مع أهدافها الأساسية و ليس أهدافها الحرفية

الخطوة الرابعة هي دراسة شاملة – أيضا – للقوانين و الوسائل الحديثة المساعدة على تطبيقها , يعني اذا المعاملة تحتاج الى توقيعين فيجب الغاء الأربعة تواقيع الاضافية , اذا المعاملة تحتاج الى صورة جنسية فليس من الضروري أن يحضر المواطن صورة شهادة الميلاد و البطاقة المدنية و مصاصة بنت اخته و هلم جر, فلماذا تصعيب تطبيق القانون على المواطن و تطويل الاجراءات العقيمة

الخطوة الخامسة هي اعادة الحكومة تصميم مرافقها و مبانيها بطريقة تتناسب مع هذه القوانين الجديدة و الروح الجديدة الهادفة الى تسهيل قيام المواطنين بانجاز معاملاتهم بطريقة لا تجعله أسير الواسطة و النواب

الخطوة السادسة تكمن في وضع الحكومة خطة تدريجية لتطبيق هذه القوانين خطوة بخطوة , فالبداية تكون باعطاء فرصة ثلاثة أشهر لمسؤوليها الكبار كالوزراء و وكلاء الوزارات و نواب الوكلاء لتطبيق هذه القوانين و التخلص من جميع مخالفاتهم , و من يتخلف عن ذلك يقضبونه الباب

بعد ثلاثة أشهر تضع الحكومة ثلاثة أشهر أخرى لتطبيق القوانين على من سيشرف على تطبيق القانون كرجال الشرطة و الجيش و غيرها من الأجهزة التي ستدخل في احتكاك مباشر مع المواطنين أثناء تطبيق القانون و عقاب المواطن على المخالفات , فليس من المعقول أن يخالف موظف البلدية صاحب ديوانية مخالفة و هو بالأساس صاحب ديوانية مخالفة , أو أن يخالف رجل الأمن مواطن لا يربط الحزام و هو لا يربطه

بعد مرور ستة أشهر كاملة و تأكد رئيس الحكومة من نظافة أجهزته من وزراء و كبار مسؤولين تبدأ الحكومة بحملة اعلامية مدروسة باحتراف لتوجيه و توعية المواطنين الى ضرورة اصلاح ما قاموا بتخريبه و ازالة تعدياتهم , و يفترض أن تستمر هذه الحملة لثلاث أشهر كاملة و من ثمة تبدأ أجهزة الحكومة – النظيفة – في تطبيق القانون على المواطنين المخالفين بدون احراج أو خوف من توجيه أصابع الاتهام لهم بتطبيق قوانين هم أول من يخالفها

أكرر بأن الحملة الاعلامية التوعوية و التوجيهية هي من أهم العناصر المفقودة , طبعا الحملة يجب أن تكون أكثر احترافا من حملات ابراء الذمة و التنفيع التي اعتادت الحكومة على تمويلها مثل الكويتي أنفع و ترشيد و غيرها , فالحملة ليست شعار أو ستيكر نعلقه مع دعاء الركوب على سياراتنا , الحملة يجب أن تكون جادة و متعمقة في مخاطبة المواطن و توجيهه و تستطيع الحكومة الاستعانة بشركات عالمية للقيام بالمهمة

أعتقد شخصيا بأن أي مواطن – صالح أو طالح – لن يلجأ لاحراج نفسه واذلالها تحت رحمة أي نائب أو متنفذ ان توفرت له قوانين واضحة و صريحة و مقنعة و سهلة التطبيق و تطبق على الجميع بدون استثناء , أعرف تماما أن كتابة هذا الموضوع أسهل بكثير من التطبيق و أن هذه العملية قد تستغرق من ثلاث الى خمس سنوات على الأقل الا أننا اليوم نعاني من كارثة تتفاقم آثارها يوما بعد يوم و شهر بعد شهر فالدقائق محسوبة علينا و أن نبدأ متأخرا أفضل من التطمش و التحلطم اللا نهائي

لذلك أعتقد أن من واجب رئيس الوزراء القادم التحرك بأسرع وقت ممكن للقيام باللازم

النية الحقيقية

الرؤية المستقبلية

التطبيق الصحيح

انتهى

Friday, May 09, 2008

الادارة , أزمة بلد 2

ملاحظة قبل الدخول في صلب الموضوع

الهدف من هذه المقالة ليس فشّة خلئ على قولة العزيز محمد الوشيحي , الهدف منها هو وضع النقاط على الحروف و توضيح مناطق الخلل و محاولة اكتشاف حلول فرضية لها, أقول ذلك بعد ملاحظة غلبة طابع التحلطم على أغلب التعليقات في المقالة السابقة
.
.
.

حاولت في المقالة السابقة تسليط الضوء على تجربتي البسيطة مع انجاز معاملة تحويل ملكية سيارة في أحد الدوائر الحكومية , اليوم سأتناول الموضوع من زاوية أخرى

من فيكم يعرف العامل المشترك في القضايا التالية
.
أزمة تسديد فاتورة الكهرباء و تراكمها على المواطنين

أزمة تجنيس البدون

أزمة ازالة التعديات على أملاك الدولة المسماة تجاوزا أزمة الدواوين المخالفة

العامل المشترك في جميع هذه الأزمات – غير أنها أزمات – هو سوء ادارة الحكومة لها , و لا أبالغ ان قلت بأن الحكومة هي من حوّلت هذه المشكلات – نعم مشكلات - الى أزمات لها بداية و ليس لها نهاية , كيف؟

حاولت الحكومة تطبيق القانون في جميع هذه الأزمات الا أنها لم تحصد غير المزيد من النقمة و الحقد و الاصرار على التمرد من قبل الطرف الآخر , فنحن لم نسمع عن أي تطور في معدل تسديد المواطنين لفواتير الكهرباء بعد خصم الحكومة مبلغ الفين دينار من المديونية

أيضا لا يختلف اثنان على فشل الحكومة في ادارة ملف البدون الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم

و بالطبع لا زال أصحاب الديوانيات المتعدية على أملاك الدولة يملؤون الدنيا صراخا بالتهديد و الوعيد و المطالبة بمبالغ تعوضهم عن ما صرفوه على ديوانياتهم العامرة من فنايل القهوة و مطّارات الشاي

و السؤال الذي يطرح نفسه الآن , الحكومة عبيطة و الا بتستعبط ؟ لماذا تفشل الحكومة في معالجة المشاكل حتى و ان كانت على حق و تطبق القانون؟ لماذا ينتقد مواطن صالح – الى الآن – الحكومة على تطبيق القانون ؟ أين الخلل؟ هل هو في القانون ؟ أم في تطبيقه ؟ أم في من يخالفه ؟

أعتقد أن جذور المشكلة تبدأ مع تراخي الدولة – متعمدة – في تطبيق القانون , فالدولة هي من يرصد هذه المخالفات في اليوم الأول و اليوم الثاني و الشهر الثالث و السنة الخامسة ولا تكلف نفسها بمخالفة هذا التجواز أو حتى لفت نظر القائم عليه

و بعد مرور فترة زمنية على المخالفة و تيقن صاحبها من مرور و مباركة أجهزة الدولة بجميع أشكالها و انواعها على مخالفته يبدأ الشعور بالارتياح يتسلل الى قلبه و يعتقد أن مخالفته لا تعدو كونها حق من حقوقه المكتسبة – ما ألومه – و الا فما سبب سكوت الأجهزة الحكومية عنه ؟

طبعا مع تراكم الشهور و السنوات و احتكاك المخالفين بزملائهم في التعدي على القانون و تبادل الخبرات العلمية و العملية في فن التعدي على الدولة يبدأ الشخص المخالف بالشعور بأنه رغم مخالفته الا أنه أحسن من غيره , فهو تعدى على 100 متر بينما جاره يتعدى على ألف متر , هو مطنش دفع 4 آلاف دينار بينما زميله في العمل مطنش دفع عشرة آلاف , فخل الحكومة تحمد ربها اني شايف غيري و ساكت و راضي بالمخالفات الصغيرة اللي عندي , لو أنا ما عندي وطنية جان سويت مثل غيري

الجميل في الموضوع أنه و طبقا لعاداتنا و تقاليدنا فان هذه المشاعر تنتقل كالانفلونزا من شخص الى آخر الى أن تصل المخالفات الى مرحلة اللاعودة , فتقف الحكومة أمام طريقين , أما أن تلغي القانون و تخشه تحت الزولية , أو انها تضطر – مرغما اخاك لا بطل – الى تطبيق القانون بغض النظر عن التكلفة

و الواضح أمامي من خلال متابعتي لتصرفات الحكومة و تعاملها مع الازمات هو أن الحكومة غير متضايقة فعلا من انتشار المخالفات و التعديات و لكنها مضطرة لتطبيق القانون من باب ابراء الذمة أمام ضغوطات الآخرين , و من هنا نجد أن الحكومة عادة ما تتعامل مع هذه الأزمات بمياعة و خجل في البداية من خلال استخدام التصريحات الغامضة و الغير حاسمة اتجاه هذه المخالفات , أيضا تتفنن الحكومة في ايجاد بدائل ترقيعية كتكتيك تدريجي للوصول الى المواجهة الحقيقية

و لكنها في نهاية الأمر تضطر اظظظ طرارا الى تطبيق القانون بطريقة القافز الى الجحيم و بصورة كارثية تجعل من يراقب الوضع تلوع جبده و يقول عمره ما تبخر , تبخر و احترق . صارلج يا حكومة سنين مطنشة المخالفات و اليوم لابسة البلسوت و البريهة و ياية تصلحين خمال السنوات الغابرة؟

طبعا لا أحتاج الى شرح ما يمكن أن يحدث عند المواجهة بين الحكومة اللي توها قاعدة من النوم و المواطن الصالح اللي قضى عمره كله يجتهد في ارتكاب المخالفات و التعدي على الدولة , النتيجة بطبيعة الحال ستكون تصادم عنيف – مادي و معنوي – بين الطرفين مما يعيق عملية تطبيق القانون و يجعلها شبه مستحيلة

و السؤال الذي يطرح نفسه الآن , ما الذي ينقص الحكومة للنجاح في تطبيق القانون؟

يتبع

Tuesday, May 06, 2008

الادارة , أزمة بلد



قبل أسابيع قليلة اضطررت الى بيع سيارتي القديمة الى أحد الأشخاص , و عملية تحويل السيارة عادة لا تأخذ أكثر من خمس دقائق في أي دولة متحضرة , الا أنها في الكويت دوّختني السبع دوخات

ففي البداية أرسلت المندوب لتخليص المعاملة و لكنهم طلبوا منه حضور المالك الأصلي , توجهت الى تنفيذ الأحكام في الجابرية و دفعت مخالفاتي , بعدها ارسلوني الى خدمة المواطن في الروضة و عندما توجهت الى هناك قالولي اذهب الى مرور العاصمة لأن رقم السيارة على العاصمة , في مرور العاصمة وجهوني للذهاب الى مرور الفروانية لأن الشاري ساكن في محافظة الفروانية

و في ادارة مرور الفروانية رأيت العجب العجاب , فالجو العام في الادارة لا يختلف كثيرا عن أجواء سوق الحراج أو شبرة الخضار , مبنى كئيب يفتقر لأبسط معايير الراحة و الأناقة مع غياب شبه تام لللوحات الارشادية التي توضح للمراجعين أنواع الخدمات المقدمة في هذا المبنى و الى أين يتوجه كل مراجع لانجاز معاملته , طبعا لا أنسى هنا شكر الادارة على استبدال اللوحات الارشادية بملصقات دينية جميلة تتحدث عن عقاب القبر و جزاء من يسب الصحابة

و بما أن المعلومات الارشادية مفقودة فتضطر الى سؤال كل من تطيح عينه بعينك عن مكان تحويل الملكيات و هات يا فتاوي و اقتراحات , واحد يقولك هني و الثاني يقولك هناك , بعد تجربة الوقوف هني و هناك تكتشف أن المعاملة مو هني و لا هناك و لكنها تنجز عند الموظف الجالس على تلك الطاولة الغاطسة بين أمواج المتجمهرين

تتجه اليها و تتجمهر حالك حال العالم لا طابور و لا دور و لا احم و لا دستور , تدز مرسي و تخطّر مزعل و تقول آسف حق عاشور و توصل بالأخير الى موظف كتكوت ينظر لك باستهزاء – لا تحسد عليه – و يقولك شعندك؟

تكلمه بكل أدب و تقوله أخوي بغيت أحوّل السيارة وين أروح؟ يقولك حط الورقة على الطاولة , سألته خلاص؟ أمشي ؟ طالعني بنظرة أخرى مع ثلاثة أرباع ضحكة و قالي انت حمار ؟ بس بدون لا ينطقها

المهم اللورد جمع أوراق المتجمهرين و هو يدخن سيجارته بكل برود و قام من على عرشه ليتوجه الى غرفة تخليص المعاملات تاركا المتجمهرين وراءه يتساءل كل منهم عن معاملته

بعد نصف ساعة يخرج علينا اللورد دي مونت كريستو بالمعاملات و ينادي الجميع للتجمهر بهدوء أمامه من غير زيطة و شوشرة , و تبدأ الانجازات على بركة الله

تاكسي النور

حميد عبدالستار عبدالله

حمد جمعان

خالد محمود

تاكسي العاصفة
....
تاكسي العاصفة
...
تاكسي العاصفة
...
محمد يوسف مكي

رضا موسى أحمد

و هكذا بدأ اللورد بمناداة أصحاب المعاملات المنتهية ليسلم كل شخص معاملته و لكني لم أكن من العشرة المبشرين بتخليص معاملتي في هذه الجولة و اضطررت للأنتظار الى الجولة القادمة

و تأتي الجولة القادمة و نفس العملية الى ثالث أو رابع جولة لأجد اسمي يخرج من فم اللورد فأقفز أمامه لاستلام المعاملة ليقول لي .. مخالفة

اصبت هنا بخيبة أمل و بدأت سؤال كل من هب و دب شنو يعني مخالفة ؟ فقال لي أحد الجماهير يزاه الله خير أنني يجب أن أتوجه الى الطابق الثاني لدفع مخالفاتي و من ثم العودة بالمعاملة الى اللورد

و بالفعل صعدت فوق و دفعت مخالفتي عند موظفة جميلة تلبس حجاب فلنتينو مزركش – يعني فؤاد الهاشم – و عدت الى الأسفل لأصارع المتجمهرين مرة أخرى لتتكرر العملية السابقة مع بعض الاختلافات الطفيفة

و في نهاية القصة خرج علينا اللورد و تفضل بالنطق السامي و تسليمي معاملتي منتهية بعد ساعتين و نصف من الانتظار و البهدلة الفكاهية , أقول بهدلة لأنني اكتشفت عمق الأزمة الادارية التي تعيشها أغلب أجهزة الدولة

طول عمري أنتقد الكويتيين و أردد أننا شعب نعشق كسر القانون و الواسطة , الا أنني اكتشفت الآن بان شعبنا راقي و محترم و أن حكومتنا و أجهزتها هم من يدفع الناس دفعا الى عدم احترام القانون و كسره من خلال ردائة المستوى الاداري في مختلف الأجهزة الحكومية , أضف عليها النفسيات الطيبة لموظفي الحكومة التي لا تشجع أحد على التعامل معهم باستثناء أم حجاب مزركش

يتبع
___________________________________
بعت السيارة بألف دينار

Saturday, May 03, 2008

بعيدا عن بعيدا

.


أيا يهوه يهودا

أيا ئلوهم اسرائيل

أيا أب الناصري

أيا الله المسلمين

أيا رب العالمين

اني أحبك

***

بعيدا عن ملائكتك

بعيدا عن أديانك

بعيدا عن أنبيائك

و انجيلك و قرءانك

اني أحبك

***

بعيدا عن ثمرة شجرتك

و عن حمل سفينتك

و عن سلام نارك

و عن غيابت جبّك

و عن طور جبلك

و عن جذع نخلتك

و عن سفر براقك

اني أحبك

***

بعيدا عن عفوك

بعيدا عن عقابك

و نعمتك و كربك

و جنتك و نارك

اني أحبك

***

أيا رب البداية

و ما قبل البداية

و خاتم النهاية

و ما بعد النهاية

اني أحبك

***

أيا رب الألوان

أيا رب الألحان

أيا رب اللذة و الأطعام

أيا رب الأماكن و الأزمان

اني أحبك

***

أيا رب الطير و الأجرام

أيا رب النمل و الحيتان

أيا رب العشب و الوديان

أيا رب القمم و القيعان

اني أحبك

***

بعيدا عن من آمن بك

و من كفر بك

و من يبحث عنك

و من هرب منك

اني أحبك

***

بعيدا عن نفسي

و عن عقلي الساهي

و عن جسدي البادي

و عن نظري القصير
.
و عن سمعي الثقيل
.
و عن قلبي الكسير

اني أحبك

و

اني أحبك

اني أحبك