Wednesday, March 31, 2010
ألف مبروك
Tuesday, March 23, 2010
غازي
لكن حتى لو كان الخبر غير صحيح فهو يستحق منا الإشارة
في زمن الإنترنت و القنوات الفضائية من الصعب جدا ان يتجه الانسان للقراءة ، فالمتعة و الإثارة التي توفرها غرف الدردشة و برامج الفضائيات المثيرة من الصعب ان تنافسها هواية اولذ فاشن كالقراءة
لذلك انصح دائما من يسألني عن كيفية البداية بالقراءة بهذه النصيحة
" روح المكتبة و اشتر كل كتب جبران و روايات غازي القصيبي "
فأنا واثق من ان كتب جبران و غازي كفيلة بجعل حب القراءة يسري كالدم في الشرايين ، فجبران هو الأب الذي يعيد تأسيس المفاهيم و القيم التي فشل الأهل و المجتمع في إطعامها لك في سني الصغر
أما غازي فهو صديقك الذي يشاركك نفس الهموم و الأفكار إلا انه يتفوق عليك في التشخيص و التطبيب بأسلوب بسيط سهل الهضم
فيا غازي لا يهمني بقاءك من رحبلك ، فأنت تعيش معي إلى ان يحين موعد لحاقي بك ، شكرا لك يا صديقي ، يا معلمي ، يا مضحكي ، و يا مبكيني في هده اللحظة
اللهم نسالك شفائه العاجل ، أو الرحمة ان كان قد قرر الرحيل
أمين
-
أرجو المعذرة على عدم انتظام هذه القطعة ، فلاول مرة اكتب من خلال جهاز البلاك بري
Saturday, March 20, 2010
فصول الأباء
.
لم أستسلم أمام هذه الإنفلونزا و قررت التحايل على رئيسي في العمل – عمي – للقيام بـ رحلة عمل + وناسة الى لندن و زيورخ لحضور معرض بازل الدولي للساعات و المجوهرات , و بالفعل بدأت فاعلية المضادات الحيوية بالظهور فور ركوبي الطائرة المتوجهة الى لندن و هذا ما يجعلني لا أشتاق للكويت و لا أشتاق لأهلها و لا أشتاق بالتبعية لهذه المدونة , و قبل أن يغضب أحدكم فـ سأكون شاكر و ممتن لكم على عدم اشتياقكم , فالقلوب عند بعضها
.
بعد هذه المقدمة أود الكتابة عن موقف حصل لي في الأمس و أنا أستقل القطار المتوجه من مدينة بازل الى زيورخ , فبعد يوم طويل و متعب في المعرض توجهت الى محطة القطار , و فور وصولي للمحطة قمت بشراء صمونة جبن سلايس و برتزل بالزبدة ثم سارعت للقطار حتى أتمكن من الحصول على موقع استراتيجي يوفر لي رحلة هادئة , و بالفعل سارت الأمور حسب الخطة , بل أن الأفضل من ذلك كان اختيار حسناء سويسرية شمحوطة للجلوس في المقعد المقابل
.
قبل أن أكمل القصة أنا بحاجة الى توجيه تحية تقدير و احترام للشعب السويسري الصديق , خصوصا البنات السويسريات حيث أنهم شعب ودود و يوزع الابتسامات و السلامات ببلاش , طبعا ساقتني الشمحوطة بإبتسامة فرديت عليها بأفضل منها لكني كويتي مقرود و يوعان ففضلت الأكل على تعزيز العلاقات بين الشعبين الصديقين , و قبل القضاء على برتزل الزبدة إزداد الزحام في بالقطار و كل راكب أخلى المقعد الذي بجانبه حتى يسمح للقادمين الجدد بالجلوس , و هكذا جاء يشمئيل و زوجته للجلوس جنبي و جنب الشمحوطة
.
.
بعد الإنتهاء من البرتزل و التشطيب عليه بقطعة شوكالاطه سوداء أخرجت كتابي و أقلامي لأبدا بالقراءة , و من سوء الحظ فالكتاب الذي كنت أقرأه هو كتاب فصول الآباء , و هو ترجمة لأحد الأجزاء الرئيسية من التلمود , و التلمود لغير المتخصصين هو التفسير و الشرح الشفوي للتوراة , و هو يتكون من قسمين , القسم الأول هو الميشنا و هي تفسير التوراة , و القسم الثاني هو الجامورا و هو شرح مطول للميشنا
.
بطبيعة الحال أصيب الزوجان بالذهول عند رؤية هذا الكتاب , فقام الزوج على الفور بالحديث معي باللغة الألمانية و لكنني أخبرته بأني لا أفهم الألمانية , هنا تحدث مع زوجته لتتدخل لترجمة ما يريد أن يقوله , فسألتني هل تمانع في الإجابة على أسئلة زوجي ؟ بالطبع لم أمانع , فكانت المحاورة عبارة عن مباراة بيني و بينه , هو يسأل و زوجته تترجم و أنا أجاوب و زوجته تترجم له و الشمحوطة قاعدة تتبوسم و تسوقني بالنظرات اللي خبري خبركم
.
.
يشمئيل من أنت ؟ و من أين ؟ و لماذا تقرأ هذا الكتاب؟
.
صاحبكم أنا من الكويت , و أنا دارس و باحث في مجال الأديان , و بطبيعة الحال فالديانة اليهودية ذات أهمية خاصة لي , لهذا أنا أدرس هذا الكتاب
.
يشمئيل نحن مستغربون لأننا للمرة الأولى نعلم بأن هناك ترجمة عربية لـ كتبنا المقدسة ؟
.
صاحبكم أعلم ذلك , فالعرب ينظرون لليهود – بشكل عام – كأعداء و هذا ما جعلهم يهملون دراسة دينهم و تعاليمهم , لكن و من خلال متابعتي أعتقد أن الوضع بدأ بالتحسن , و الكثير من الكتاب العرب بدأوا في دراسة و ترجمة التراث اليهودي المكتوب
.
يشمئيل هل من الممكن أن تخبرنا ما هي المقاطع التي تثير اهتمامك و نراك تُعلّمها بالخطوط و التظليل؟
.
.
صاحبكم في الحقيقة أنا أظلل المقاطع التي أجد أنها تتشابه أو تتعارض مع ما لدينا من تعاليم إسلامية , فأنا أقارن بين الأديان و أكثر ما يثير انتباهي هي مناطق التقاطع من تشابهات و اختلافات بينها
.
يشمئيل و ماذا ترى هنا ؟
.
صاحبكم نحن أنتم , و أنتم نحن , ثم ابتسمت للشمحوطة
.
يشمئيل و ما الإستفادة من معرفة ذلك ؟
.
صاحبكم المعرفة بحد ذاتها فائدة , لكن ما يؤسفني هو أن الشعور بالكراهية اتجاه الآخر تجعلنا في أغلب الأحيان نتجاهله و لا نكلف أنفسنا بالإستفادة منه , أنا لا أستطيع منع الطرفين من الكراهية , لكن على الأقل أحاول أن أفهم ماذا أكره ؟ و أعرف من أكره ؟ ما هي معتقداته ؟ و ما هي دوافعه ؟ ما هي نقاط ضعفه ؟ و بماذا يتفوق علي ؟
.
يشمئيل و هل تستطيع أن تكره بعد قراءتك لـ كتبنا و دراستك لـ تاريخنا ؟
.
صاحبكم سأكون صريح معكم , بعد الإنتهاء من كل كتاب أشعر بأن هذا الكتاب أصبح جزء مني , فأنا أشعر بأن جزء مني مسلم و جزء آخر مسيحي و قطعة مني يهودية و قطعة أخرى بوذية , و لا أشعر بالغربة مع الهندوسية و لا بالإغتراب عن الزرادشتية
.
ثم بدأت أنا أسألهم بعض الأسئلة التي أحتفظ بها لنفسي الى أن وصل القطار الى زيورخ فتبادلنا السلام و ذهب كل في طريقه , و عند باب المحطة ودعتني الشمحوطة و قبل أن تسنح لي الفرصة غاصت في أحضان حبيبها الذي كان نسخة مخلوطة بين جورج كلوني و بو خرشد
.
على العموم , اودعكم بامانة الله حتى العودة الى كويتستان