Saturday, December 27, 2008

إيّاك و اليأس من المحفظة . . !

دخلت بورصة الكويت للأوراق الورقية عام 2008 بقوة و بدأ المؤشر تداولاته حول منطقة الـ 12500 نقطة , و قد استمرت البورصة بأداء رقصاتها الرائعة الى أن تجاوز المؤشر حاجز الـ 15600 نقطة في الشهر السادس و الذي شهد وصول غيمة الأزمة الاقتصادية العالمية الى سماء الكويت لتهب معها الرياح الجنوبية على المؤشر
.
.
و في البداية لم تأخذ الحكومة الرياح الجنوبية على محمل الجد و اعتبرتها كالعادة سحابة صيف و ستعدي من فوق اقتصادنا المتين و المتختخ , و قد قامت حكومتنا الرشيدة مشكورة بارتداء صروال سوبرمان و تقديم المليارات لانقاذ سيتي بنك و ميريل لنش الأمريكيتين من الافلاس في الشهر السابع

طبعا هذه المساهمة النبيلة لم تزد الطين الّا بلة , فقد استمر سوق الكويت للأوراق الورقية بالتنازل يوما بعد يوم الى الـ 9600 نقطة في شهر أكتوبر المبارك , و هنا بدأ المتداولون بخلع دشاديشهم و تعليقها أمام باب البورصة , يوم يعرضون زولية للبيع , و اليوم اللي بعده تم عرض بشتختة حسينوه للبيع , و ختموها ببيع أقفاص عصافير الحب لا لشيء الا لفت نظر الحكومة للتدخل و ايقاف التداول
.


.
.

و صدق أو لا تصدق فقد تحقق حلم المتداولين بإصدار حكم محكمة – الإحم – بإيقاف التداول في شهر نوفمبر الغير مبارك لتبدأ الحكومة بتجفيس الأكمام و ارتداء خوذة الانقاذ من خلال تجميع استثماراتها المتناثرة حول العالم في محفظة واحدة و هي بالطبع المحفظة المليارية
.
و بالطبع دبّت روح التفاؤل من جديد في أرواح جثث ضحايا البورصة و بدأ الجميع في نشر تحليلاته و آرائه و توصياته و تحذيراته و توسلاته و تقعيداته و تقويماته و تنزيلاته و ترفيعاته للكيفية التي تجب على المحفظة المليارية التداول بها , هل تخُم السوق بالخمس ؟ أم الأفضل أن تنتقي الأسهم بالشوكة و السكينة ؟ هل تشتري الأسهم مع جرس البداية ؟ أم تنتظر جرس النهاية؟
.
و دقت طبول المحفظة , و بدأ العد التنازلي لدخولها السوق , و احتبس المتداولين أنفاسهم , نفس عميق , شهيق , زفير , زفير , شهيق , المحفظة داشة
.
.
و دشت المحفظة يوم الأربعاء لينخفض المؤشر عشرين نقطة , لكن المحفظة لم تيأس و دخلت يوم الخميس , لينخفض المؤشر مئة و ستين نقطة و يقفل السوق بابه على الـ 8400 نقطة , و نحن الآن غير متفائلين بدخولها في القادم من الأيام

لذلك فأرى أن من واجبي توجيه النصح الى المتداولين الأعزاء , بورصتكم ما منها فايدة , تظاهرتوا و نزلت , وقفتوا التداول و نزلت , ضخيتوا فيها المحفظة و هم انزلت , لم يبقى أمامكم الا طريق واحد , و هو طريق الادمان على العقاقير و المخدرات التي قد تساهم في نسيانكم لما يحدث و تقبلكم الخسارة بروح رياضية
.


Wednesday, December 24, 2008

إلجمهم يا بو صباح

.

الى سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح المحترم

أعلم يا سيدي الكريم أنك اليوم مشغول بالكثير من الهموم و المشاكل التي قد يكون لها أول و بالتأكيد ليس لها آخر , فقد علق سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح على صدرك وسام الثقة الخامس لرئاسة و تشكيل حكومة دولة الكويت القادمة , و نحن نعلم يا سيدي كم الضغوطات و الحسابات الدقيقة التي تزدحم اليوم على طاولتك من أجل تشكيل هذه الحكومة

أيضا نحن خير من يعلم عن ما يتربص بك من قضايا محلية ساخنة و متغيرات خارجية متسارعة تضعك في مواجهة أهوال لا تُحسد عليها , فأزمة اقتصادية تعصف في شمالك , و تهديدات باستجوابات مسبّقة تهبّ من يمينك , و نيران عداوات تشتعل من تحتك , و تحالفات هشة تسقط عليك من فوقك , بإختصار و بلا إطالة , اليوم ليس يومك , و ليس من الحكمة أن أزيد مشاكلك , و لكن القدر , هو من سيجعلك تسمح لي بمخاطبتك , و تسمح لنفسك – انشاءالله – بلجم نفاق جيادك

يا بو صباح , لم أشأ اليوم في اضافة المزيد من الهموم على قلبك , و لكن لساني عاجز عن الصمت أمام من يسعى لتلويث اسمك , و من يحاول عبثا أن يربط قاذوراته بثيابك , أعلم يا سيدي أنك بعيد عنهم , و هم يلاحقونك , تتهرب من تملقاتهم , و لا يزدادون الا التصاقا بك , فأنت أنت بهم و ما بهم , و هم لا شيء بأنفسهم , و غُبار هواء ان اصبحوا حولك

لقد اعتقد المفلسون في الأمس ان اسمك اصل في احدى شركاتهم , يتاجرون به مع مشتقات مصالحهم المشبوهة , هم يعتقدون – واهمين – أن المضاربة على سمعتك هي من سترفع أسهمهم عندك , و هي من ستفتح أمامهم باب تفريخ الثروات من جديد , بعد أن كُشفت عورات تلاعباتهم أمام الجميع , و لم يعد لهم شأن في الساحة الاقتصادية , خالص ... خالص ... خالص

لقد عادوا في الأمس الى جذورهم , و استخدموا اسلوب الابتزاز الرخيص ضدك أولا , و ضدنا ثانيا , فقد استعرضوا في مقالتهم الموبوؤة كل القضايا المثارة عليك , و كأنهم يلوّحون بها أمامك , ثم بدأوا بدق أوتادهم المسمومة حول خيمتك , و جعلوا من شباب هذا البلد أعداء لك , يتآمرون عليك و يتلقون الأموال للنيل منك , و بعدها أسقطوا عامود هيبتك و علو مقامك , عندما البسوك ثوب الضعيف المتقهقر المنعزل المستجدي للعطف , و الغارق الذي ينادي بقية الغارقين لإنقاذه , لينتهي ابتزازهم بلوحة سيريالية قبيحة , رسموا فيها أسدا يتقاتل مع أشباله , و فأرا خسيسا يحشر نفسه بينهما , ينتشي فرحاً من نشبة مخلب , و يتقافز مصفقا لغرسة ناب

نعم يا سيدي , عليك اليوم أن تعيد الأمور الى نصابها , و أن تضع حدا قاطعا لعنان خيال الفئران , فالأسد و إن اختلف مع أشباله , يظلّ هو منبعهم و هم امتداده , و ليس للفئران مكانا في العرين , خاصة و أن بعض هذه الفئران مليئة بالأوباء المعدية التي لا نقبل لها أن تصيبك , أو أن تكون بمحيطك , فالرجاء كل الرجاء , ضع حدا لهذا العبث , فحاجتك لهم لا شيء , و حاجتهم لك كل شيء , سنكون معك , و بجانبك , و من خلفك , لنلجم أئمة النفاق

حفظ الله الكويت و شعبها من كل فتنة

Saturday, December 20, 2008

يا داو ما دخلك شر

قبل عدة أسابيع فوجئنا بظهور أزمة جديدة على سطح الساحة السياسية الكويتية و هي أزمة صفقة انشاء شركة كي داو المملوكة مناصفة بين شركة داو كيميكال الأمريكية و شركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية و المملوكة بالكامل لشركة البترول الكويتية المملوكة لحكومة دولة الكويت

و لأكن صريحا معكم لم أهتم كثيرا للموضوع في بداية الأمر كوني استنتجت مبكرا ان السالفة تصفية حسابات بين الحرامية و أنها متجهة الى الطمطمة بعد اعادة توزيع الحصص بنسب ترضي – و تُسكت – الجميع , لكن و كما يقال كثرة الدق تفك اللحام , و كثرة اللغط حول الصفقة جعلني أحاول البحث في خلفيات الموضوع , و عجبا ما رأيت

حاولت في بداية البحث عن شركة داو لمعرفة تاريخها و نشاطاتها , و قد اكتشفت أنها شركة عملاقة و عريقة يمتد تاريخها الى أكثر من مئة عام , أيضا تعمل هذه الشركة في نشاطات عديدة كالزراعة و الغذاء و النقل و البناء و الصحة و الماء و الأثاث و النفط و الغاز و البتروكيماويات

و بعد القليل من البحث في موقع ياهو فاينانس استطعت الحصول على كم معقول من المعلومات عن هذه الشركة , في البداية أعرض لكم رسم يوضح أداء سهم شركة داو خلال السنتين الماضيتين
.
.
نلاحظ من خلال الرسم الاتجاه السلبي للسهم خلال السنتين الماضيتين , فقد كان تداول السهم يراوح الأربعين دولارا و وصل قبل أيام قليلة الى 16 دولار , و من ثم بدأ بالصعود ليستقر بجانب العشرين دولارا بعد الاعلان عن صفقة الشركة مع الكويت

و قد أثار هذا الهبوط في سعر السهم الكثير من التساؤلات , و هذا ما جعلني أبحث في أرباح الشركة في الثلاث سنوات الماضية
.
.
أيضا كما تلاحظون فإن أرباح الشركة تتجه جنوبا خلال السنوات الثلاث الماضية , و بالمقارنة مع القطاع الذي تعمل به اكتشفت أن أداءها أقل ربحية من أداء منافساتها
.

.
هنا بدأت بالشك في هذه الشركة و فضلت الاطلاع على كبار المساهمين فيها
.

.
أعترف هنا أن أسماء كبار المساهمين في الشركة جعلتني أطمئن قليلا على وضع الشركة كونها مملوكة من كبرى الشركات الاستثمارية في العالم و هذا ما زادني حيرة حول هذه الشركة و مدى جدوة مشاركتها في مشروع ضخم تصل تكلفته الى 17 مليار دولار , و هنا لم يتبقى أمامي الا اللجوء الى آخر معيار لتحديد وضع الشركة و هو تقييم المحللين لها
.
.
و نصائحهم للمستثمرين عنها
.
.
و كما نشاهد هنا فإن أغلب المحللين أعادوا تقييم الشركة بشكل سلبي , الا أنهم لم ينصحوا ببيع أسهم الشركة , كان تركيزهم الأكبر على الاحتفاظ بأسمهما مع بعض النصائح المحفزة على الشراء

بعد اكتمال الصورة العامة للشركة بدأت بالبحث عن مشروعها مع الكويت , و هنا كانت الصدمة

المشروع عبارة عن تأسيس شركة جديدة تحت اسم كي داو و التي ستصبح من أكبر الشركات البتروكيماوية في العالم , و هنا نحتاج الى متابعة هذه المقابلة مع المدير التنفيذي لشركة داو حتى نعرف تفاصيل أكبر عن الصفقة

.



.



.

.

كما رأيتم بأعينكم و سمعتم بآذانكم , يقول الرجل و بشكل واضح أن نشاط البتروكيماويات يشكل ثلث الى ربع قيمة شركة داو , و قد اتفق مع الكويت على دفع مبلغ 17 مليار دولار لانشاء الشركة الجديدة , علما بأن القيمة السوقية الكاملة لشركة داو بجميع أفرعها اليوم تساوي 17 مليار دولار , و هذا ما جعل المذيع يصرح على الهواء " أرجو أن لا يسمع الكويتيون ما قلته " ثم يتكلم عن الطرف الكويتي و هو يسخر " هل هم أغبياء يريدون تبديد أموالهم في الهواء ؟ "

بصراحة لم أتحمل رؤية كل من هب و دب يشمت في الكويت و غباء – أو حرمنة – أصحاب القرار فيها , هذا المدير التنفيذي تظهر على وجهه بوادر النصب و معرفته الجيدة بتخليص الصفقات العملاقة مع المسؤولين الخليجيين , فكما تسمعونه يقول أنه في جولة خليجية للكويت و السعودية و الامارات لعقد صفقات مماثلة , و أعتقد هنا أنه لم يصدق اكتشاف هذا الكنز من المغفلين - أو الحرامية - الذين سيسعى لبيعهم فروع شركته المتعثرة , أيضا من المفيد معرفة عضويته في مجلس ادارة سيتي بنك الذي استطاع اقناع المسؤولين في الكويت و ابو ظبي بضخ المليارات في البنك الذي يتعرض لخسائر كبيرة بسبب أزمة الائتمان الأمريكية

أنا هنا لا أحاول الاستذكاء و رسم صورة خيالية حول الموضوع و اتهام الأبرياء , و لا أستطيع توجيه أصابع الاتهام مباشرة لرئيس الحكومة و وزير النفط بالفساد و الانتفاع من الصفقة , و لكني أستطيع أن أحملهم مسؤولية عدم الشفافية و تبديد أموال الدولة و تنفيع الآخرين , فالمشروع باختصار هو عبارة عن شراء سلعة قيمتها السوقية مئة دينار بسعر ثلاثمئة دينار
.
و بما أن الحكومة مستقيلة أصلا , فيا داو ما دخلك شر

Thursday, December 18, 2008

سقوط الأسماء

. .

منذ بداية الأزمة الاقتصادية العالمية و نحن نُصدم يوما بعد يوم بسقوط اسم كبير بعد اسم أكبر , و بالرغم من كوني أحد أشد المنتقدين شراسة لما كان يحصل في عالم المال و الاستثمار من عمليات نصب و احتيال يقع ضحيتها الآلاف من الأبرياء , الا أنني لم أحلم يوما برؤية هذه الأسماء العملاقة بجانب قوائم الشركات المفلسة أو الواقفة على حافة الانهيار

ليمان بروذرز , سيتي بانك , مارلينش , يو بي أس , جينرال موترز , فاني مي , فريدي ماك و غيرها الكثير من الأسماء التي يطلق عليها صفة الـ توو بيج تو فايل أو أكبر من أن تسقط سقطت بالفعل سقطات مدوية اهتز لها العالم بأسره , و مع سقوط هذه الأسماء سقط كل – تقريبا - ما تعلمته خلال سنوات الدراسة و القراءة عن عالم الاستثمار من قوانين و مباديء خُلقت و تبلورت على أيدي عباقرة الرأسمالية و نظام الاقتصاد المفتوح

ما يحدث اليوم في عالم الاستثمار هو صدمة أكبر بكثير من أن يستوعبها العقل , تخيل أن تكتشف اليوم أن حاتم الطائي كان بخيلا الى درجة المجعصة , أو تكتشف أن قيس بن الملوّح كان سرسريا يخون ليلى العامرية كل يوم مع خادمتها جمانة , نعم فهذه الأسماء هي آلهة الاستثمار و النجاح , هي من تحدد الحلال و الحرام في عالم المال , هي من تملك مفاتيح جنة الأرباح و جهنم الخسائر , هي من كانت تنزل علينا نواميسها و أنبياءها الذين كانوا يتفننون بعرض معجزات أرباحهم أمامنا و نحن لا نملك إلا التسبيح بحمدهم أو التضرع لقبولنا في جناتهم

.

.

اكتشفنا قبل يومين سقوط أحد أكبر الأسماء في عالم الاستثمار و هو اسم بيرنارد مادوف , الذي أدى سقوطه الى كشف المزيد من العورات بين البنوك و مدراء صناديق التحوط حول العالم , و تأتي صدمتي هنا في أن مادوف كان بجانب تميزه في عالم الاستثمار أحد أكبر الداعمين للأعمال الخيرية سواء في مجال التعليم أو في مجال الصحة و غيرها الكثير من المجالات , أيضا هو لم يكن ظاهرة مؤقته في عالم الاستثمار , فهو من عيال بطنها , يهودي مولود في نيويورك و أسس شركته في بداية الستينات و لم تكن بوادر النصب تظهر عليه الى أن وقع فاس الخمسين مليار براس مستثمريه التعساء

بالرغم من أنني لم أكن غنياً بما فيه الكفاية لأستثمر أموالي مع مادوف إلا أن سقوطه جعلني أعيش تحت الكثير من الهواجس المرعبة , فإن كان أكبرها و أسمنها طلع نصّاب و متهم بالاحتيال , فكيف سنثق بمن هم أقل منه سمعة و عراقة ؟ و إن كانت الأيام قد تجرأت على كشف صاحب الخمسين مليار , هل ستتردد من كشف الآخرين ؟ هل سنستمر في اكتشاف الفضيحة تلو الأخرى الى أواخر عام 2009؟ و من سيبقى على الساحة بعد ذلك ؟ و ما هي الانعكاسات المباشرة و الغير مباشرة لتبخر هذه المليارات في الهواء الطلق؟ كم وظيفة ستُفقد ؟ و كم شخص سيُطرد من مسكنه ؟ و كم طفل سيعجز والديه من سداد تكاليف دراسته ؟

أعتقد أننا اليوم تجاوزنا مرحلة الشماته في الآخرين و علينا الوقوف أمام أنفسنا و مراجعة أفكارنا و أهدافنا و محفزاتنا على الحياة ؟ نعم أنا عاشق – سابق – للرأسمالية و عدو قديم للاشتراكية الا أنني لا أرى مفر آخر للعالم غير اختراع نظام عالمي جديد ذو مفاهيم و أهداف و قيم جديدة تعيد برمجة الانسان من جديد , فقد أعمى الطمع أعيننا و أصمّت لهفة المال آذاننا , حتى وصلنا الى هذه الحالة المزرية

العالم يحتاج أن يتغير

___________________________________

من المفارقات أن يكون مادوف خريج جامعة هوفسترا , و هي الجامعة التي تخرجت منها , أيضا هو أحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة , يا عيب الشوم

Monday, December 15, 2008

رامبو الداخلية

نستمتع بمتابعة هذا المشهد الحربي بين جون رامبو و عدوه الضابط ويل تيسل
.



.


كلما تابعت هذه المشاهد القتالية في الأفلام يتبادر الى ذهني العديد من الأسئلة , فما هو ذنب
صاحب الدراجة النارية الذي ضربه البطل ليسرق دراجته و يهرب بها ؟ و ما هو ذنب سائق السيارة الملتزم بالقانون و الذي تعرض لحادث مميت نتيجة لتعدي البطل على قوانين المرور و اختراقه للاشارة الحمراء؟ و ما هو ذنب صاحب متجر الأسلحة ؟ و صاحب محطة البنزين ؟ حتى تحترق مصالحهم نتيجة حرب لا ناقة لهم بها و لا جمل؟

الا أن ما يهم المخرج هو أن يتمكن البطل من هزيمة أعداؤه , حتى و ان كان سيحتفل بهذا النصر المؤزر على جثث الأبرياء و مصالحهم , فالجمهور عاوز كده

و بما أننا في الكويت ننتظر تشكيل حكومة جديدة , قد تتغير فيها وجوه بعض الوزراء , أعتقد ان من واجبي اليوم لفت نظر سمو رئيس الوزراء المقبل الى أحد أهم أعضاء فريقه السابق , و الذي قد يكون لسوء الحظ أحد أعضاء فريقه القادم , ألا و هو نجم الساحة الكبير , وزير تصريحات الصفحة الأولى , الشيخ جابر الخالد الصباح , وزير الداخلية الأسبق

.

.

فالشيخ جابر الخالد رجل تتقطر من وجهه علامات الاخلاص و الصدق و التضحية من أجل الوطن , و أنا لا أشك للحظة في ذمته المالية أو ذممه الأخرى , فهو وزير هب ريح – عيني عليه باردة – يملك الجرأة و الشجاعة في اتخاذ مواقف لا يجرؤ غيره على اتخاذها , إلاّ اننا لا نستطيع غض البصر عن عيوبه اللي ما
تشيلها البعارين

فمنصب وزير الداخلية يحتاج الى رجل قادر على تحمل هذه المسؤولية , رجل مهني محترف في الموازنة ما بين الحفاظ على أمن الوطن و المواطنين و المحافظة على سرية المعلومات , بالاضافة الى القدرة على تطوير خدمات وزارة الداخلية و اسلوب تعامل رجال الأمن مع المواطنين , خصوصا و أننا نعلم ما أصاب صورة و سمعة رجال الداخلية من دمار أدى الى عدم التفريق بينهم و بين الحرامية و خارقي القانون

أما الشيخ جابر الخالد , فهو متأثر جدا بفيلم رامبو و طريقة تعامله مع الأمور , نعم هو يقفز دائما لتحمل المسؤولية , و لكنه يجعلنا نتحسر و نعض أصابع الندم على تحمله لهذه المسؤولية , فهو يصلح الخطأ بعشرة أخطاء , على سبيل المثال نتذكر تعامله مع
تأبين مغنية و تصريحاته السخيفة و المتضاربة في الصحف اتجاه المؤبنين , و النتيجة هي حكم المحكمة ببراءتهم جميعا و تحميل الدولة اثم مطاردتهم و ارهابهم بلا سبب أو تهمة حقيقية , بل أنه قام بتلفيق التهم لهم بالانقلاب على نظام الدولة , و قد كان رد رئيس الوزراء عليه بتوزير أحدهم

أما التكحيلة الثانية التي عماها الشيخ رامبو , فهي طريقة تعامله العشوائي مع قضية الانتخابات الفرعية , تصريحات و دوريات و هليكوبترات و اعتداء على رجال الأمن بالأحذية و الحجارة , و شنو النتيجة ؟ ماميش سلامة عمركم

لم نجد أي تهمة أو دليل فعلي على وجود هذه الانتخابات , بل الأنكى من ذلك أن جميع من شارك و نظّم و فاز في هذه الانتخابات نوابا يسرحون و يمرحون اليوم في قاعة عبدالله السالم , بل أن
اثنان منهم كانا السبب الرئيسي في استقالة الحكومة

أيضا لا نستطيع هنا تفويت اسلوب تعامل وزير الداخلية مع أهم قضية تتسبب اليوم في احراج الكويت دوليا و هي قضية
اضرابات العمال – البنغال – نتيجة تعرضهم للظلم و العيش تحت ظروف أقل ما يقال عنها لا انسانية , بداية من العمل و السكن و عدم الحصول على رواتبهم – مخصومة أصلا – خلال شهور , و عندما انفجر هؤلاء و قاموا ببعض أعمال الشغب للتعبير عن غضبهم جاء رامبو و رجاله ليخلط الحابل بالنابل و يجمع مئات البنغال في بكشة واحدة و يرسلهم على أوّل طائرة ون واي تكيت الى بنغلادش

أيضا هنا لم نسمع عن أي محاكمات أو اجراءات ادارية – قانونية - منظمة للتعامل مع هذه القضية و المتهمين فيها

لا أعلم ان ان كنت قد تمكنت من توضيح وجهة نظري في السيد وزير الداخلية أم أنكم تحتاجون الى المزيد من الأمثلة ؟ سأكون كريما معكم و سأذكركم بتعامله و تصريحاته المخجلة اتجاه قضية التجنيس , فقد أصبحت الهوية الوطنية ميدانا للتلاعب و التبربس تحت أنظار - أو اشراف - الشيخ جابر الخالد , بل أن الأسوأ من السيء هو ردة فعله على تهديدات
النائب أحمد المليفي و قيامه بسحب الجنسية من بعض هؤلاء ! هكذا تعطى الجنسية و تصدر المراسيم و يتم سحب الجنسية بلا ادنى شعور بالخجل أو تحمل مسؤولية الخطأ اتجاه هذه القضية

أخيرا و ليس آخرا أود أن أذكر سمو رئيس مجلس الوزراء – القادم بالب-صة القوية التي وجهها له وزير الداخلية السابق عندما تنحش من تحمل مسؤولية السماح
للفالي بدخول بالبلاد و أخبر النائب الطبطبائي بأنه أزال القيد الأمني خضوعا لأوامر عليا , و كانت هذه هي الشرارة المباركة لأول استجواب تاريخي يوجه الى سمو رئيس مجلس الوزراء , و المضحك هنا أن رامبو استمر في عشوائيته و قام بتسفير الفالي بعدها خوفا من النواب المستجوبون

الشيخ العزيز جابر الخالد , أقسم بالله أني لا أحمل اتجاهك أي مشاعر سلبية أو ضغينة , فأنا حالي من حالك أعشق متابعة أفلام رامبو , و لا أمانع من مصاحبتك لحضور هذه الأفلام في سينما
الأفنيوز في المستقبل القريب انشاءالله , الا أنني أمانع و أعارض و أشجب و أستنكر تنصيب شخصك – الكريم – كوزير قادم للداخلية , تمارس عبثك في اصلاح الخطأ بعشرة أخطاء

Wednesday, December 10, 2008

شفيك تخزّ ؟ ! ؟

.
بلد صغير

عدد سكان بسيط

الازدحام

المشاكل اليومية في البيت و العمل

الارهاق

أماكن الطلعة محدودة

بلاغة الشف

تتعاون كل هذه الأسباب على تحويل المواطن الكويتي الى مخلوق خزّاز يعيش على تنفس هواء الخز و التبحلق بالآخرين , فالكويتي – و الكويتية – يخزّك بالشارع و في أماكن العمل و في المجمعات التجارية و في المطاعم و حتى لو تصادف وجودك معه على نفس الأصنصير في مطار الخرطوم تجده يترك كل الموجودين و يتفرغ لخزّك , لا سلام لا كلام , فقط يخزّك , طبعا ستبدأ بالشك في نفسك و لسان حالك يقول خير انشاءالله؟ بايق حلال أبوك ؟ يدّك خاطب يدّتي سنة الطواعين و رافضته ؟

أنا شخصيا أعترف – بل أفتخر – بأنني خزّاز درجة أولى و قد تمرنت على يد أمهر الخزّازين المحترفين منذ نعومة أظافري , و المشكلة الآن أني بدأت أشعر بالقلق على نفسي من كثرة قراءة الأخبار اليومية المتعلقة بالخز و المشاكل الناتجة عنه

فهذا خبر عن طلاق زوج من زوجته بسبب خزّها لشخص آخر و هناك خبر آخر عن عشرين مراهق يطعنون زميل لهم بسبب خزة عابرة و غيرها الكثير من الأخبار المضحكة و المبكية التي تبرز الآثار السلبية الناتجة عن ظاهرة الخز , و بصراحة بدأت منذ سنتين بمحاولات جادة للتخلص – أو التخفيف – من عادة الخز , باختصار جرّبت كل الأدوية و التمارين المساعدة على التخفيف من هذه العادة و لكن بلا فائدة , حتى أنني أصبحت ألبس النظارة السوداء ليلا و نهارا لمنع الناس من ملاحظة نظراتي الخارقة

في الأسابيع الماضية قررت توجيه دعوات لعقد الجمعية العمومية لأعضاء جمعية خزني و أخزِك الخيرية و بدأنا بنقاش جذور المشكلة و التفكير بالحلول المقترحة لها , و قد توصلنا الى أن المشكلة ليست في الخزّاز – بطبيعة الحال – و لكنها في المخزوز , فلو تقبل كل مخزوز الخزّة بروح رياضية و صدر رحب لما حصلت كل هذه الكوارث , فما الضرر من أن يبادل المخزوز خزّازه بإبتسامة و كلمة الله بالخير؟

لماذا أصبحت ثقة المخزوزين بأنفسهم معدومة الى الحد الذي تجعلهم يقلبون الدنيا رأسا على عقب لمجرد تعرضهم الى خزّة عالطاير؟ لماذا يسارع المخزوز في ايجاد التفسيرات السلبية للخزة و لا يفسح المجال لأي سبب ايجابي ؟ قد يكون الخزّاز معجب بقصة شعرك أو قد يكون جائعا و سال لعابه على منظر زنودك – الراهية - من تحت أكمام الشيفون؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم , احمل أخاك على سبعين محملا من الخير و اليوم أصبحنا نحمل الآخرين على سبعين محملا من الشر و نبحث عن المشاكل بالتفق

فلذلك أطالب جمعية ركاز أو أي جمعية أخرى تملك الوقت و المال لتجميد حملات بدّلها و ثابت بأخلاقي و التفرغ لحملة جديدة بعنوان " الله بالخير " تهدف الى مكافحة مشاكل الخز و نشر روح التسامح و السلام بين الخاز و المخزوز

Wednesday, December 03, 2008

برافو أخلاق

.
قبل عدة سنوات نزلت عند نصيحة أحد الأصدقاء و قمت بقراءة كتاب فريكنومكس للكاتب المشهور ستيفن ليفيت , و قد أغراني صديقي بقراءة الكتاب تحت عذر أن طريقة تفكيري و تحليلي للمشاكل – عشتو - تتشابه نوعا ما مع طريقة تحليل هذا الكاتب , فهو يتبع مدرسة التحليل الغير مباشر بمعنى أنه يبحث عن العوامل المباشرة و الغير مباشرة من جميع جوانب المشكلة و لا يكتفي بأوضح الأسباب أو أقلها حاجة للتفكير و التعمق

و بالرغم من أني نسيت أغلب ما قرأته في هذا الكتاب – الكبر شين – الا أنني لا زلت أتذكر أحد أهم الأمثلة التي طرحها الكاتب و هي ملاحظة انخفاض جرائم الأحداث في الولايات المتحدة في منتصف التسعينات , و كانت السلطات الأمنية في الدولة ترجع سبب هذا الانخفاض الى بعض الاجراءات الناجحة التي قامت بها كتشديد ضوابط بيع و تملك الأسلحة

طبعا كاتبنا الفذ لم يقتنع بهذه الأسباب و بدأ بالبحث و التحري عن الأسباب الحقيقية وراء الانخفاض الملحوظ في معدل جرائم الأحداث و توصل الى أن السبب الرئيسي في ذلك لم يكن له علاقة ببيع و تملك الأسلحة أو الاجراءات الأمنية المشددة من السلطات الأمنية , فالسبب الرئيسي يعود الى بداية السبعينات عندما خاضت احدى الفتيات معركة قضائية للحصول على حقها في اجهاض جنينها الذي لم تكن ترغب في ولادته , و قد كان فوزها بهذه القضية سابقة فتحت المجال أمام فتيات الولايات المتحدة بالاجهاض قانونيا إن كانت لا ترغب في الجنين

و تعتمد نظرية ليفيت على أن قيام الكثير من الفتيات المراهقات – الحوامل – بالتخلص من الأطفال الغير مرغوب فيهم كان السبب الرئيسي في تقليل عدد الأطفال الغير مرغوب فيهم و هم في العادة أغلب من يرتكب الجرائم في سنين المراهقة بسبب عدم حصولهم على الجرعة الكافية من الرعاية و التربية السليمة

طيّب , و احنا شكو؟

ناخذ بريك اعلاني تتسلون فيه بهذا الفيديو و نعود لكم

حدث هذا المشهد الطريف قبل ثلاث سنوات و قد قمت في حينها بكتابة مقالة أستنكر فيها قيام الشيخ طلال برعاية و حماية هذا اللاعب و تخفيف العقوبة المقررة عليه من الاتحاد الآسيوي لكرة السلة

و قد لاحظ الجميع ارتفاع معدل العنف – و درجته – في الملاعب الكويتية خلال السنوات الأخيرة , حتى أننا رأينا مجموعة من جماهير العربي يتهجمون على الحكم عطاالله جطلي في أول مباراة لفريقهم في الدوري العام , و قد كانت خسارة الفريق واحد صفر من نادي كاظمة و هذه نتيجة عادية لا تستحق كل هذا الغضب المفتعل , و الأسوأ من ذلك أن الحكم أعطى العربي 17 دقيقة وقت اضافي الا أن هذا لم يشفع له أمام بعض الجماهير الثائرة

و في الأيام السابقة شهدت الملاعب اهانة و تعدي خارق على الحكمين حميد عرب و سلمان الميل و هذا ما جعل الأول يهرب من المباراة و اعتزال التحكيم و لجأ الثاني الى القضاء للحصول على التعويض , أنا شخصيا أعتقد أن على جميع حكام الكويت التضامن مع زملاءهم و الامتناع عن تحكيم أي مباراة الى أن يقوم المعنيون باعادة ترميم هيبة الحكم و شطب كل لاعب و اداري – زبوط – يتطاول على الحكام و يتجرأ على اهانتهم

أيضا علينا جميعا البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا العنف المتزايد في الملاعب , أنا أدعي دائما بأني- كنت – رياضي مخضرم و أستطيع بسهولة أن أقول بأن ما نشاهده من عنف لا علاقة له لا بالحكم و لا بالمباراة و لا بالرياضة , أعتقد أن الأسباب الحقيقية أعمق من ذلك بكثير , و لا أبالغ ان قلت بأن زيادة حالات الطلاق و التفكك الأسري و التسيب الواضح – في التربية - عند الجيل الجديد من الآباء و الأمهات له علاقة مباشرة بما نشاهده اليوم من استسهال للاعتداء على الآخرين و استخدام العنف كوسيلة مفضلة للتعبير عن الغضب

ترى لو كان ستيفن ليفيت عندنا و أراد أن يحلل الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة ماذا سيكتب ؟ هل سيتكلم عن ادخال اللاعبين في الصراعات السياسية بين رؤساء الأندية ؟ هل سيتحدث عن أثر حالة التجميد العام للقانون في هذا البلد ؟ هل سيتكلم عن علاقة التدين المصطنع و اتصاله بجذور هذه المشلكة ؟ هل سيرجع المشكلة الى التفكك الأسري و الغياب الواضح للقدوة الحسنة أمام المراهقين ؟ حقيقة لا أعلم , و لكني أعلم تماما بأننا نعاني من مشكلة خطيرة , قد تكون سببا في انهيار دولة الكويت , و ازدهار غابتها

Saturday, November 29, 2008

سياسة السماء - 6

.

في 28 – 11 – 2007 انتهيت من نشر سلسلة مقالات بعنوان سياسة السماء , و كعادة المواضيع المتعلقة بالصراعات الفكرية شهدت تلك السلسلة كم لا بأس به من الردود الايجابية و السلبية , لقراءة هذه السلسلة يرجى النقر على الروابط التالية

الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة و الأخيرة – في حينه – و التي انتهيت فيها الى النتيجة التالية

الدولة الاسلامية لا تتفق مع الدين الاسلامي حتى تكون متفقة مع الليبرالية و العلمانية و الديموقراطية

طبعا هذه النتيجة و الهجوم العنيف على فكرة الدولة الاسلامية حفّز المتحمسين لها للقيام بهجوم معاكس للدفاع عن فكرة قيام الدولة الاسلامية و كان أشرس المدافعين عنها الأخ الطارق في تعليقه التالي على الموضوع

28/11/07 12:40 PM, al_tariq2009 said
الحمد لله على السلامة خلصت السلسلة :)يا عزيزي بو سلمى مواضيعك احتوت خلط متنوع يصك على اقدعها خلطة مكسرات عند الرفاعي :)خلط التاريخ بالمصطلحات بالتفسير بالأفكار عفسه والله ، بس خلني أقولك شي وارجو ان تركز معاي :الكلام الي ذكرته في مقالاتك الخمس أنا ابدا مو مستغرب منه ، لأني سمعت كثير ممن يدعي انه ليبرالي او علماني او حتى معارض للفكرة الاسلامية يقول مثل ما تقول
.
لا هم بعد يزيدون شويه ويقولون انزين هم راح نييب جواري وعبيد ونخلي الفلوس في صرة من الدنانير بدال الورق الى اخر هالكلام من تصور للدولة الإسلامية الي ما نعرفها إلا منكم انتم ومن مصدر ثاني هو الأفلام المصرية في بدايات القرن الماضي
.
انا ازعم أنني ممن يحمل الفكرة الإسلامية وينادي بقيام دولة الإسلام لكنني ليس عندي ولا عند من حولي تلك الدولة المثالية والحلم الوردي الذي تتهمنا به وأننا نريد تطبيقه
.
وليس عندنا شيء اسمه الشريعة الاسلامية هو المصدر الوحيد للتشريع
.
وليس عندنا فكرة ان التاريخ الاسلامي كان مليئا بالتقدم والازدهار والسلام والوئام وخال من المشاكل ولاضطهاد والحروب والتسيب الأخلاقي
.
ولم نقل يوما أن تطبيق قوانين الإسلام هي الوصفة السحرية لنهوض الدولة الإسلامية
.
ولا نرى أن اغلاق السينمات ومنع دور العبادة للطوائف الأخرى ولا الافطار في رمضان ولا فرض الحجاب واللباس المعين ..الخ من القوانين التي ستطبقها دولتنا الاسلامية
.
يكفي هذا فقط لتكتشف ويكتشف الزملاء انك تتحدث عن فكرة اسلامية من نسج خيالك ومما تسمع من ترديد لمثل هذا الكلام من العلمانيين والليبراليين ومن الافلام والمسلسلات المصرية التي تصور الدولة الاسلامية
.
ربما ستجد يوما في مدونتي ما يرد على هذا الخيال الذي تتصورونه وتسمونه( فكرة الإسلاميين للدولة الإسلامية ) قلت لك في تعليق سابق وأقول لك وللزملاء الذين يرون رأيك الآن ، هناك فجوة بين تصوركم الخيالي لما يطرحه الإسلاميون لفكرة الدولة الإسلامية عندهم وبين حقيقة ما يطرحه الإسلاميون من فكرة الدولة الإسلامية بعيدا عن خيالكم وتصوراتكم المغلوطة
.
تحياتي

بعد قراءة تعليق الأخ الطارق رديت عليه في تعليقي بالآتي

سامحني شوي على خيالي السينمائي و حاول انك تطول بالك معاي و تشرحلي حبة حبة اذا الدولة الاسلامية اللي سعادتك متحمس لتطبيقها بعيدة كل البعد عن صورتنا لها , ممكن تقربلنا الصورة و تشرحلنا ما هي الدولة اللي تطمح لتحقيقها؟
.
نوّرنا الله ينور عليك
.
شكرا

فرد الزميل الطارق على تعليقي بالتالي

At 29/11/07 1:11 AM, al_tariq2009 said
ان شاء الله يا عزيزي بوسلمى ، راح ابين لك وللزملاء ماهية الدولة الإسلامية التي نسعى لقيامها .وهذا وعد لكن احتاج بعض الوقت لذلك
.
تحياتي ، وشكرا على مجهودك

فرديت عليه بالآتي

لك الوقت و نحن في الانتظار لكن الى ذاك الحين فلا تلومنا على أفكارنا و خيالاتنا عموما , قررت ان أكتب بوست ملحق بهذه السلسلة من أجلك عطني يومين بس
.
شكرا

بالطبع لم أكتب ملحق على ذلك الموضوع خلال يومين لأني استوعبت أن كتابة مقالة عن نظام الدولة الاسلامية سيستنزف من الزميل – الطارق – وقت يزيد عن يومين و من الأفضل أن انتظر موضوعه عن الدولة الاسلامية حتى يكون النقاش أكثر موضوعية , الا أن الانتظار طال , و لم نحصل على الجواب الشافي و الشرح الكافي لنموذج الدولة الدينية التي يتبناها شباب الصحوة المتحمسين

و المستغرب هنا أن يحلم و يردد الكثير من شباب الصحوة شعار الاسلام هو الحل و الحماس الكبير لفكرة تطبيق الشريعة و تحويل الكويت الى دولة اسلامية بالرغم من أنهم لا يملكون رؤية جاهزة و واضحة لهذه الدولة الاسلامية , و ليس أدل على ذلك الا عدم اخراج الطارق لمشروع الدولة الاسلامية من الفلاش ميموري و نقله الى الهارد درايف و عرضه على مدونته , فإن كانت كتابة مقال عن الدولة الاسلامية تأخذ كل هذا الوقت فكم ستحتاجون لتطبيقها ؟ و السؤال الأهم هو ما الفائدة – الملموسة – من التحول الى هذه الدولة ؟

أعتقد شخصيا بأن المتحمسين لهذه الفكرة يسوّقون لمنتج لا يعرفونه لأنهم لم يلمسوه الا في المنام و أحلام اليقظة , عموما أنا ملزم اليوم بكتابة ردي الذي حبسته في عقلي الباطن سنة كاملة من أجل الالتزام بالموضوعية و عدم مواجهة تهمة التأثر بالأفلام المصرية التي لا أنكر عشقي لها

قبل الدخول في صلب الموضوع أود أن أنوّه بأن الزميل الطارق أخ عزيز و كانت لنا تجارب كثيرة معا و أنا شخصيا أحترمه و أقدر استقباله لي في ديوانه العامر و هناك موعد قريب انشاءالله لللقاء فيرجى عدم فهم الموضوع على أنه مباراة بين العربي و القادسية

عزيزي الطارق

عندما كتبت الحلقة الخامسة من سياسة السماء و تهكمت على صورة هيكل الدولة الاسلامية المنشودة لم أكن في حينها تحت تأثير المسكرات و المخدرات و خلطة مكسرات الرفاعي , و لم أكن من المتولعين بأفلام حسن الامام و إخراجها المتقن , و لكني يا عزيزي كنت – و لا أزال - مواطن كويتي – تعيس – عاش في الكويت في الفترة الواقعة بين بداية الثمانينات الى أن يأخذ ربك أمانته

و الأمثلة التي ذكرتها لأفكار و أهداف السياسيين الاسلاميين لم تكن نكتة أس أم أس – حتى و إن كانت تبدو كذلك – بل هي مستوحاة مباشرة من ما رأيناه على أرض الواقع من أفكار و مشاريع يتبناها السياسيين الاسلاميين في مجلس الأمة و اقتراحات لجنة استكمال تطبيق الشريعة و هي محطة التفريخ الرئيسية لترقيعات أسلمة قوانين الدولة

فمن الذي قاتل لحرمان المرأة من ممارسة حقها السياسي ؟ و من الذي حشد لاقرار قانون منع الاختلاط في الجامعة و المدارس الخاصة ؟ و من الذي أتحفنا بقانون اللباس المحتشم؟ و من الذي أفتى بقانون منع النساء من العمل بعد الثامنة مساء؟ و من الذي أعاد اختراع الزكاة الدسكاونت الشرعية و جعلها 1% ؟ هل هم نواب مجلس الأمة الكويتي الذين يشاركونك في حلم تطبيق الشريعة الاسلامية أم أنهم كومبارس مسلسل لا اله الا الله؟

هل هذه هي القوانين التي ستجعل الكويت في مصاف الدول المتقدمة ؟ أين التقدم و التطور في هذه القوانين ؟ و ما هي القيمة المضافة للدولة الاسلامية المزعومة ؟ سأعرض عليك الآن بعض مقترحات لجنة استكمال تطبيق الشريعة و بعض اقتراحات نواب الصحوة الاسلامية أرجو أن تشرحلي مكامن القيمة المضافة و التنمية المرجوة منها

لجنة استكمال تطبيق الشريعة
.
وافقت اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على اقتراح مشروع الكيبل ، ومن أبرز المقترحات المتضمنة فيه ما يلي
.
يجب أن تكون هناك جهة حكومية تشرف على هذا النظام
أن يتم تشفير بعض القنوات الرئيسية
أن يكون هناك بديل وهو نظام الكيبل وأن يكون بسعر رمزي وبتكلفة بسيطة
منع استيراد قطع الغيار بالنسبة للأقمار القديمة

هذا أحد مشاريع اللجنة و هذه البقية
.
العمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بتشكيل فريق عمل من ذوي الخبرة والاختصاص لتحديد الخطوط العامة لصياغة مشروع منهج التربية الإسلامية في مرحلة رياض الأطفال

تقديم مقترح لوزارة التربية بالتوجه الإسلامي لمحتوى مادة التربية الموسيقية سواء على مستوى الأهداف أو الخطة الدراسية ، تضم اقتراحا بعدم إلزام الطلاب بشراء الآلات الموسيقية ، وأن يكون حضور الحصص اختياريا مع إلزام الطلاب بحضور الأنشطة الأخرى المقامة في الوقت غير الموسيقية مع مراعاة هذا التنسيق عند إعداد جدول اليوم الدراسي لتلبية هذا المطلب

تحديد الضوابط الإسلامية والشروط المناسبة واللازمة لمادة التربية البدنية (الرياضية) المقررة على جميع الطلبة والطالبات بالمراحل الثلاث (نظام الفصلين) ونظام المقررات ، بما يحقق التوازن ومراعاة حدود الله تعالى في مجال اللباس الرياضي لكل من الولد والبنت

رفع مقترح لإعادة النظر في مادة وكتاب الفلسفة المقرر على طلبة وطالبات الصف الرابع الثانوي أدبي ، لما يتضمنه من مخالفات شرعية ، والاتفاق على اختيار بديل مناسب يراعي مستوى الطالب في مثل هذه المرحلة التي يدرس فيها الكتاب

اقتراحات نواب مجلس الأمة الأفاضل
.
تكثيف عدد البرامج التلفزيونية الدينية والثقافية على القناتين
الرابعة والخامسة

أن تعطل الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات في الأسبوع الأخير من شهر رمضان

إنشاء قناة تلفزيونية تبث فضائيا تكون مهمتها الأساسية غرس القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع ونشر الثقافة والتعليم والترفيه الهادف ورفع راية الاعتدال والوسطية من خلال إبراز محاسن وسماحة الدين الإسلامي

السماح للمرأة التي ترتدي غطاء الوجه او النقاب بقيادة السيارة واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في كشف واثبات الهوية الشخصية عند الحاجة لذلك

اعتماد الرقم العربي الأصيل في جميع استخدامات مؤسسات الدولة وعدم استخدام الرقم الإفرنجي

منع بيع وتركيب الأقمار الفضائية التي تسمح ببث القنوات الإباحية والمخلة بالآداب العامة ، وما يخدش الحياء العام ، وعدم السماح بالإعلان عنها عبر الصحف وإصدار قرار بمن يخالف ذلك يتعرض للمسائلة القانونية

نقل فعاليات مسرح كيفان ( مسرح التحرير ) إلى جهة أخرى واستبدال نشاط المبنى بإقامة معرض دائم لبطولات الشهداء والمقاومة الكويتية إبان احتلال نظام صدام البائد للكويت

إلزام المجمعات التجارية المغلقة بإذاعة الأذان لكل صلاة خلال أوقات عملها من خلال السماعات الداخلية، وتوفير مكان مناسب لأداء الصلاة داخل المجمعات التجارية

تخفيض عقوبة السجين إلى نصف المدة المقررة في حالة حفظه لكتاب الله

إغلاق الأسواق والمحلات والمطاعم خلال فترة أداء صلاة الجمعة

إنشاء لجنة ثلاثية من وزارة الداخلية ووزارة الإعلام ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل يكون لها عدة اختصاصات من ضمنها متابعة الحفلات العامة والمهرجان، ومراقبة صالات الترفيه للإنترنت ومحلات البلياردو والمقاهي

أن تقوم وزارة الإعلام بإعادة هيكلة البرامج بإذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت وذلك بزيادة فترات تلاوة القرآن الكريم لكبار الشيوخ القراء بحيث تكون فترة التلاوة لا تقل عن 75% من البرامج المبثوثة مع تقليل الفترات المخصصة للمقابلات والأحاديث والأناشيد

قيام وزارة الداخلية بإصدار قرار يلزم الفنادق والمراكز الصحية والترفيهية بفصل النساء عن الرجال وذلك في أماكن السباحة وصالات التمارين الرياضية بتخصيص مرافق خاصة لكل جنس أو بتقسيم الأوقات بين الجنسين منعأ للاختلاط في داخل المرافق الأمر الذي يخالف للأحكام التشريعية الإسلامية وينافي الذوق العام التي نص عليهما الدستور

قطع العلاقات الدبلوماسية مع مملكة الدنمارك فورا

فتح مكبرات الصوت الخارجية أثناء تأدية جميع الصلوات في المساجد

تلتزم الجامعات الخاصة بأن تضع ضمن مناهجها تدريس المواد التالية - الحضارة الإسلامية - اللغة العربية - تاريخ الكويت السياسي وتدرس هذه المواد باللغة العربية، ويجوز أن تدرس مادتا الحضارة الإسلامية وتاريخ الكويت السياسي بالإنجليزية لغير الناطقين العربية ويتم تدريس هذه المواد وفقا للمناهج المعتمدة في جامعة الكويت

السماح لمن يرغب من العسكريين في الجيش بإعفاء اللحية تمسكا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

حظر عمل الرجال في محلات بيع الملابس النسائية وإيقاع العقوبات الرادعة على كل من يخالف ذلك

أن يقدم تلفزيون إذاعة الكويت برامج بعرض فيها نماذج من المشاركين الفائزين في مسابقات القرآن الكريم المحلية والخارجية

يقتصر العمل في المراكز الطبية بجميع أقسامها الخاصة بأمراض النساء والتوليد على طبيبات وممرضات من النساء فقط

إلزام المجمعات التجارية ذات المساحات الواسعة بإقامة مصليات منفصلة (رجال، نساء) وبسعة مناسبة وضوابط تتلاءم مع أداء هذه الفريضة

تحويل البنك الصناعي إلى بنك صناعي إسلامي يتعامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء

تركيب أجهزة التشويش على أجهزة الهواتف النقالة لمنع إزعاج المصلين أثناء الصلوات والمحاضرات والندوات التي تنظم داخل المساجد

العمل على تنقية جميع استثمارات الدولة من كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية

إلزام المؤسسة العامة للرعاية السكنية بإنشاء مقر لدور تحفيظ القرآن للرجال والنساء في كل منطقة تنشأ حديثا ، كما هو الحال بإنشاء المخفر والمستوصف والمدارس والمساجد


و الآن , ممكن تقصّر على صوت الأناشيد الحماسية و تقولي هل أفكاري المذكورة في المقال هي المستوحاه من الأفلام أم اقتراحات هذه اللجنة و النواب الأفاضل ؟ هل تلومني و تلوم زملائي العلمانيين و الليبراليين على صورتنا الخيالية عن الدولة الاسلامية بعد قراءة هذه المقترحات – اترك عنك القوانين ؟

و دام احنا فيها , ممكن أحد – مو شرط الأخ الطارق – يشرحلي شنو علاقة قطع غيار الرسيفرات و اعتماد الأرقام العربية بالاسلام ؟ ممكن أعرف أي من هذه المقترحات لا تتعلق بالايمان و المعتقد الشخصي للأفراد , هل من يريد – فعلا – أن يحفظ القرآن سيعجز عن حفظه ان لم يكن هناك مركز تحفيظ بجانب مسكنه ؟ هل من يريد أن يصلي – فعلا – لا يستطيع مقاومة الأسواق في أوقات الصلاة ؟ هل من يذهب الى المسجد و يريد أن يصلي خاشعا – فعلا – يحتاج لجهاز تشويش على موباله ؟

مرّت سنة على سياسة السماء , و لا زلت أحتفظ بوجهة نظري

الاسلام السياسي هو العدو الأول للدين الاسلامي

انتهى
_________________________________
ملاحظة مهمة النواب الأفاضل لهم الكثير من المقترحات و القوانين الجيدة و لكني انتقيت هنا فقط ما يخدم الموضوع من حيث التوجه الى أسلمة المجتمع – المسلم - أساسا

Wednesday, November 26, 2008

على هامش الحطام

.

أتمنى أن لا أكون صادقا و أن لا تتحول الكويت في القريب العاجل الى حطام دولة فتيّة عاشت لفترة تاريخية بسيطة و تألقت في فترة زمنية أقصر , لا أقول قولي هذا و أنا أبتسم أو غاضب و لكني للأسف أكتب ما أكتب و أنا واقع تحت سيطرة الشعور بالخوف من المستقبل و الأسى على الحاضر

قبل الدخول في صلب الصلب أود أن أعبر عن شكري و امتناني
لفرسان الاستجواب الثلاثة و خاصة النائبين الفاضلين محمد هايف و الدكتور وليد الطبطبائي , أيضا أود أن أعتذر لكما عن كل إساءة أو تشكيك في ذمتكم أو محاولات التقليل من شأنكم , فأنتم بالنسبة لي أشرف النواب ذمة و أنظفهم ضميرا

نعم أيها المنصدمون , أنا ليبرالي و شيعي و لكني لا أشك للحظة بصدق و نظافة يد هايف و طبطبائي , فهم على الأقل أصحاب أهداف معلنة و معروفة و قد انتخبهم الناس على هذا الأساس و من أجل هذا الهدف , و هذا بالضبط ما قاموا به , حاربوا بشراسة لحماية عرض رسول الله و الدفاع عن الصحابة و لو كان ثمن هذا الدفاع الشرس هو جر الكويت الى فتنة طائفية و فوضى سياسية تدخل الجميع في نفق لا تنيره حتى كشافات
ستاد جابر الدولي

بعد الاشادة بالمستجوبين أود أن أتوجه بالعتب اللطيف للنائب الفاضل حسين القلاف على طرحه اللا عقلاني و اثارته للعديد من علامات الاستفهام على نقل تصريح الأمير السبعتعش و على مطالباته العشوائية بحل المجلس حل غير دستوري كما أسماه , أيضا نتوجه بالعتب اللطيف لخمطة القنوات الفضائحية بقيادة قناة سكوب تي في على الانحطاط الواضح في اسلوب التعامل مع هذا الاستجواب بطريقة أساءت لرئيس مجلس الوزراء و أثارت الشكوك حوله أكثر من اساءتها للمستجوبين الأفاضل

بعد الاشادة و العتب, أتوجه بالحديث الى أهم أطراف الاستجواب و هو حكومة دولة – أو حطام دولة – الكويت الرشيدة برئاسة
الشيخ ناصر المحمد الصباح , هذا الرجل المؤدب المهذب المحترم و الذي و بالرغم من أخطائه الكثيرة الا أنني لم أجد حتى الآن كويتي واحد يكرهه أو لا يحترمه على المستوى الشخصي , و نحن نقولها بصدق و بدون تزلف لسنا بحاجة اليه

يا سمو الرئيس , أسعد الله أيامك و أعانك على حفظ الأمانة , خصوصا و أن أمانتك عزيزة و حبيبة على قلوبنا جميعا و هي دولتنا الكويت و مصالح شعبها المخلص , أعرف يا سمو الرئيس أنك تعرف ما لا نعرف و ترى ما لا نرى من الأحداث المؤثرة التي تسعى أنت و رجالك الأفاضل على حجزها خلف الستار و عدم كشفها أمام العوام حتى لا تعم الفوضى أو يتسرب اليأس الى العروق

لكن يا سيدي الكريم أنا اليوم مضطر الى مصارحتك , رغم معرفتي بعدم تفضيلك اسلوب المصارحة و المكاشفة الذي من أجله رفضت لأكثر من مرة الدفاع عن وجهة نظرك و تركت الساحة لخصومك برفع رايات النصر المؤزر عليك حتى و ان كان الحق في مخباتك و الباطل على رؤوسهم

سمو الرئيس , حط ايدك بايدي و خلنا نرجع كم سنة للخلف , هل تتذكر سالفة الجلد الصحراوي ؟ خل نعديها و نتذكر الأحداث الارهابية لأسود الجزيرة ؟ مو مقتنع؟ طيب نعديها و نسترجع ذكريات أجمل الأحداث الارهابية من تفجير فيلكا الى درازن الشباب الكويتي اليافع المسافر الى تورا بورا و الرمادي لمحاربة الكفار , لنترك هؤلاء البؤساء و نسترجع ذكرى تأسيس تجمع ثوابت الأمة , و قيامه أشكره عشكرة بمراقبة الحسينيات , لنسترجع معا مظاهرات شباب الصحوة لمنع مقابلات سوبر ستار و ستار أكاديمي , ألم تكن هذه المؤشرات كافية للفت نظرك ؟ أو استجلاب اهتمامك بأن هناك مرض يحتاج الى علاج ؟

الم يتضح لك يا سمو الرئيس أن هناك فئة متنامية من أبناء الشعب لا تؤمن أو تلتزم بالدستور و القانون الكويتي؟ بل هي تؤمن و تلتزم بفهمها الخاص للشريعة الاسلامية – من حقها - و الأسوأ من ذلك أن أفراد هذه الفئة بدؤا منذ وقت طويل بممارسة – حقهم – في تطبيق فهمهم للشريعة على الآخرين سواء كان ذلك تحت مظلة القانون أو فوق القانون

فهل تستطيع أن تعلن لنا عن طريقة معالجتك لهذه المشكلة ؟ و الواضح هنا للأسف أنك و حكومتك و وزرائك وقفتم كالمتفرج على ممارسات هذه الفئة و لم تبذلوا الجهد المطلوب لإيقافها عند حدها و منعها من التمادي في إيذاء الآخرين , بل الأسوأ من ذلك قيامكم بوضع البلد و حقوق مواطنيه على طبق من فضة لتقديمه الى هذه الفئة التي مارست بلطجتها و تعدياتها بلا رادع أو وازع , و أنتم تختبؤون خلف ستار الحياء و الخجل خوفا من المواجهة المحتومة , و لله الحمد فقد أتى اليوم الذي شبعت فيه بطونهم من لحوم المواطنين ليكشّروا عن أنيابهم اتجاهك أنت و حكومتك , و يسيل لعابهم على الرغبة في أخذك أخذ عزيز مقتدر

و جاءت ساعة الحسم و استبشر الناس خيرا باضطرارك أخيرا الى مواجهة هذه الفئة و استعادة كرامة القانون الا أنك و للأسف فضلت ممارسة عادتك الغير حميدة بالصمت و الهرب مرة أخرى و لم تستطع مواجهتهم بل أنك رفعت راية الاستسلام أمامهم و علقت على صدورهم نياشين النصر العظيم و فتحت أمامهم الضوء الأخضر لممارسة المزيد و المزيد من الانتهاكات و التعديات على الآخرين

سمو الرئيس , مع كل حبي و تقديري لك , و اعتزازي بك , كفيت و وفيت , و مسامحينك على القصور و العطور و البخور , الكويت اليوم ليست بحاجة لك , فهي بحاجة الى فارس مغوار و عقل جبار , يقاتل بشراسة في سبيل تطبيق القانون و حفظ كرامة الوطن و الدفاع عن حقوق المواطنين , و أنت يا سيدي كنت سيد المتنازلين , تنازلت عن حقك في الدفاع عن نفسك , و حقك في قيادة البلد و تطبيق القانون , و حقك في الاستحواذ على ثقة و حب شعبك , أنصحك
سيدي بالانسحاب و ترك الساحة لتعيس آخر يجرب حظه في اعادة الروح الى هذا الحطام

Saturday, November 22, 2008

دقيقة واحدة فقط

.
.
دقيقة واحدة فقط , أقضيها كل يوم أمام هذه الأسماء
.
منهم من أعرفه , و منهم من لم أعرفه
.
كانوا في الأمس بيننا , شأنهم من شأننا , يخططون لليوم , و للشهر القادم , و السنة القادمة
.
و لكن القدر اختارهم , ليختم أمسهم بنقطة النهاية , و يترك أمسنا عابرا
.
هل وصلوا الى نهاية البداية ؟ أم أنها بداية النهاية ؟
.
كم هي مخيفة هذه الدقيقة
.
كم هي عميقة هذه الدقيقة
.
كم هي هادئة هذه الدقيقة
.
كم هي صارخة هذه الدقيقة
.
هذه الدقيقة , علمتني التواضع , علمتني الصبر , علمتني التريث
.
دقيقة واحدة فقط , أقضيها كل يوم أمام هذه الأسماء
.
إنا لله و إنا اليه راجعون
.
اللهم ارحمهم و ارحمنا يا أرحم الراحمين
.
.
.
.

Saturday, November 15, 2008

أهم من الفلوس

المال والبنون زينة الحياة الدنيا
.
لا يختلف أحد على أن الانسان بشكل عام له شغف و حب خاص لتحصيل الأموال و زيادتها , فكلما أمّن الانسان مرحلة من مراحل الأمان الاقتصادي تنتقل طموحاته الى المرحلة التي تليها من الحاجات و الكماليات التي تتطلب المزيد من الأموال , و من هنا نجد أن أغلب الناس لا يشبعون أو يتوقفون عن حب المال و جمعه حتى و ان كانت أموالهم كافية لحياتهم و حياة أجيالهم اللاحقة , باختصار , حب المال و جمعه غريزة انسانية لا يستثنى منها الا القلة
.
.
و على العكس من ذلك فإن نقص المال أو خسارته يترك آثار سلبية كثيرة على الانسان , و تنقسم هذه الآثار الى نوعين تقريبا , الأول هو الأثر الاقتصادي المباشر من خلال عجز الشخص عن القدرة على تأمين حاجاته و كمالياته السابقة , كأن يترك بيته الواسع و ينتقل الى بيت أصغر, أو أن يبيع سيارته الفارهة و يلجأ الى تأجير سيارة متواضعة , و من الملاحظ هنا أن رصد هذه الآثار و التعامل معها يكون سهلا اذا ما قورنت بالآثار النفسية و الاجتماعية التي قد لا تظهر على السطح بشكل مباشر, و هذا هو موضوع المقال
.
أعتقد شخصيا بأن الآثار النفسية و الاجتماعية للأزمة الاقتصادية الحالية ستكون أعمق بكثير من الآثار الاقتصادية , و قد تواجه دول العالم بشكل عام و الكويت بشكل خاص مصاعب كثيرة في رصد و متابعة و معالجة هذه الآثار بسبب اختبائها تحت الغطاء حينا , و ظهورها على المدى الطويل أحيانا أخرى
.
.
فقد عاش العالم – و الكويت خصوصا – سنواته الأخيرة مقدسا المقاييس المادية لتقييم الانسان بالاضافة الى الاهتمام المبالغ فيه بالمظاهر و الكماليات مما أصاب الكثيرين بمرض الهوس في المظاهر على حساب المخابر . و المشكلة – لا أستثني نفسي منها – ليست في تقييم الآخرين على حسب مظهرهم فقط , بل في تقييم الانسان لنفسه حسب مظهره , و أنا عندما أستخدم كلمة مظهر لا أقصد الملبس فقط , و لكني أشير الى الملبس و السيارة و المنزل و ما يمتلكه الشخص من كماليات و أين يقضي فترات اجازته

أعتقد أن مرض تقديس المظاهر الذي تغلغل فينا في الفترة الأخيرة سيلد مرض آخر في ظل الأزمة الاقتصادية و خسارة الكثير من الأشخاص لممتلكاتهم و هو مرض التعايش مع المجتمع بالمستوى الاقتصادي الجديد في ظل المستوى الاجتماعي القديم, و هذا مرض يعاني منه بوضوح نجوم الفن و الرياضة بعد الاعتزال و أفول نجمهم و أهميتهم الجماهيرية و المادية
.
.
قد تكون حالة الانكار أو الكذب المرضي هي أبرز الحالات التي قد نشاهدها في القريب العاجل نتيجة لعدم قدرة الكثير من العائلات على تقبل وضعهم المادي الجديد مما سيضطرهم الى محاولة تغطية خساراتهم بمضاعفة الانفاق عبر الاستدانة للحفاظ على الصورة الاجتماعية المخملية , و هذا ما سيجعلهم يغوصون في بحر الديون لينتهي بهم الحال إما الى السجن أو الى الطب النفسي

و لا أبالغ ان توقعت اصابة الكثيرين ممن خسروا أموالهم بالحزن الشديد و الاكتئاب الحاد و الانطواء بعيدا نتيجة عدم قدرتهم على مواجهة نظرات ملامة الأصدقاء و شماتة الأعداء , فعند خسارة الانسان لماله سينطبق عليه المثل " لي طاح الجمل , اكثرت سكاكينه" خصوصا ان كانت كثرة الأموال هي القيمة الوحيدة لهذا الجمل
.
.
و المؤسف هنا أن هذه الآثار ستمتد الى عائلات المتعثرين ماديا و خصوصا فئة الشباب و المراهقين , فالشاب – و الفتاة – يعتمد و في هذه المرحلة بشكل كبير على وضع والده الاجتماعي و الاقتصادي و فقدان الوالد لمكانته السابقة سيؤثر سلبيا على نفسية الأبناء و قد تكون الآثار أكثر حدة و تتحول الى أمراض مدمرة لشخصية و مستقبل هذا الشاب أو الفتاة, على سبيل المثال و ليس الحصر قد يتعرض هذا الشاب للتحرشات – الاستهزاء - بسبب خسارة والده مما سيحوله الى انسان مهزوز ضعيف الشخصية و يولد عنده حالة حقد – أو انتقام – على المجتمع , أو أن تتعرض الفتاة للمعايرة و الاحتقار مما سيدفعها لمحاولة تعويض هذه الضغوط من خلال اللجوء الى العنف أو القيام ببعض الأفعال الجريئة
.
أعتقد شخصيا أن على الحكومة أو المجلس – أن لم يحل – الاهتمام بهذا الجانب بالاضافة الى الجانب الاقتصادي و الاستعداد لهذه الآثار – الأمراض - النفسية و الاجتماعية الناتجة عن هذه الأزمة بالاستعانة بالأطباء النفسيين و علماء الاجتماع لوضع الآليات و الوسائل المناسبة لتخفيف هذه الآثار , خصوصا في المدارس و بين فئة المراهقين , فالدمار المالي يعوّض و لكن الدمار النفسي يصعب ترميمه

Sunday, November 09, 2008

الدستور

.
.
نظام الحكم في الكويت ديموقراطي , السيادة فيه للأمة
.
الذكرى السادسة و الأربعين للدستور
.
يوم الثلاثاء
.
11-11
..
الساعة الخامسة مساء
ساحة الارادة
.
فقرات و أنشطة مناسبة لجميع أفراد الأسرة
.

Wednesday, November 05, 2008

Thank You America

.
زارني قبل ثلاث سنوات صديق أمريكي من أصول آسيوية , و هذا الصديق يقوم بالعمل في الحملات الانتخابية الموجهة لمسلمي ولايته بالاضافة الى عمله الأساسي في العقار , و أذكر جيدا حديثنا في السيارة عن ما يقوم به بوش من حماقات أدخلت العالم في جو عدائي شامل أصبح من المستحيل فيه تنفس هواء السلام و الأمان

عندها بادرت بالسؤال , من تتوقع أن يكون الرئيس الأمريكي القادم ؟ أجابني بثقة و قال باراك أوباما , أذكر جيدا أني خجلت من نفسي كوني لم أسمع بهذا الاسم من قبل فحاولت مسايرته علّي أستنتج ملامح هذا الشخص من خلال حديث هذا الصديق , طبعا انصب الحديث كله في استحالة فوز أوباما كونه أمريكي أسود – كما يسمونهم – ينحدر من جذور أفريقية
.
.
و منذ ذلك الحين و بداية الحملة الانتخابية بشكل رسمي و أنا أسمع هذه المتقارنة , أوباما أسود , الأسود أوباما في كل مرة نتكلم فيها عن الانتخابات الأمريكية . و قد راهن الكثير من المحللين السياسيين – ربع القهوة – بأن الأمريكي سيظل أمريكي و يستحيل أن يتخلى عن العنصرية المزروعة فيه من مئات السنين و يصّوت لرئيس أسود , و أن أغلب هؤلاء البيض سيغيّرون رأيهم أمام صناديق الاقتراع و سيصوتون للأبيض لدخول البيت الأبيض , فما يصح الا الصحيح
.
أعتقد أن فوز أوباما على هيلاري كلينتون كان أصعب بكثير من فوزه اليوم على مكين و قد تنبأت – اي والله تنبأت – بعد ذلك الفوز بأن من استطاع أن يتغدى بكلينتون سيكون من السهل عليه أن يتعشى بماكين , و بالفعل هذا ما سطّره الناخب الأمريكي البارحة , لقد أعطانا الأمريكان – كما يفعلون دائما – درسا كبيرا في الديموقراطية سنندم ان لم نستفد منه
.
.
اليوم , رغم تفاؤلي الحذر بفوز أوباما إلا أنه لا يهمني كثيرا , فعقلي يرفض أن يتفاعل مع الشعارات ان لم تترجم الى أفعال , ما يهمني في فوزه هو ما لم يقم هو بفعله , بل فعله الناخب الأمريكي البسيط , الذي اختار أن يتسامى على تاريخه العريق من العبودية و العنصرية و النظرة المتعالية المتشككة اتجاه القادمين من أصول أفريقية ليغمض عينيه على الماضي و يصوّت لأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية باراك حسين أوباما

شكرا لك يا أمريكا و شكرا لك أيها الناخب الأمريكي , فقد أعطيتم العالم درسا كبيرا أتمنى أن نستفيد منه في الكويت خصوصا , درس بأن الانسان يتطور , و عندما يتطور يتغير , و عندما يتغير يغيّر من أفكاره و طموحاته و سلوكياته و اختياراته , نعم الانسان قادر على التغيير , فمتى سيتمكن الكويتيين من تغيير أفكارهم و طموحاتهم و سلوكياتهم و اختياراتهم؟
.
.
متى سيرفض أبناء القبيلة المشاركة في الانتخابات الفرعية – المجرّمة دستوريا – و التصويت للأكفأ حتى و ان لم ينتمي للقبيلة ؟ متى سيختار الشيعي المرشح الكويتي – الوطني – من دون التفكير في الحسبة المذهبية و المرجعية ؟ متى سيخرج أبناء بطنها من بطنها و يصوّتون للأفضل بغض النظر عن تاريخ طرد جدّه من موطنه الأصلي و الاضطرار للهجرة للكويت ؟

و الأهم من كل ذلك , متى ستختار السلطة رجال دولة يفكرون بطريقة الكويت , الشعب , أنا بدلا من رجال يفكرون بطريقة أنا , أنا , الكرسي ,أنا ؟
. .
Thank You America
You did it
I hope we’re next