في البداية نشاهد هذا المقطع للتعقيب الشديد اللهجة الذي ألحقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على حديث الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز .
. لا أخفي عليكم هنا أني من غير المتابعين للتفاصيل الدقيقة لما يحدث على الساحة الفلسطينية و لذلك فلن أحاول ممارسة عادتي في الإفتاء حول الموضوع , لكني أعترف أيضا بأني شعرت بالفخر – قليلا – بعد مشاهدة حديث السيد أردوغان في المؤتمر و اُعجبت بالاسلوب القوي و المباشر الذي تحدث به , اضافة الى عدم رضاه بالمقاطعة التي ترك بعدها المسرح بمن فيه
ما لفت نظري أيضا هو قوة ردود الفعل الشعبية و الاعلامية على ما حصل , خصوصا من الجماهير العربية التي رأت في أردوغان بطل قومي جديد رد اليهم جزء من كرامتهم المهدورة و هو ما عجز عن فعله قادة الدول العربية منذ عقود طويلة
و عندما سمعت كلمة الرئيس التركي لفت انتباهي اعتارضه الشديد على مدير النقاش الذي أتاح للرئيس الاسرائيليخمسة و عشرين دقيقة من الحديث و لم يتح له أكثر من دقيقة واحدة , و هذا ما جعلني أبحث في اليوتيوب عن كلمة الرئيس الاسرائيلي حتى أعرف ما الذي قاله ليثير غضب أردوغان , و لكن للأسف لم أجد حديثه مدبلجا للغة العربية فالعرب كالعادة لا يهمهم سماع – أو معرفة – رأي أعداؤهم
و بعد البحث مرة أخرى استطعت الحصول على تسجيل النص الكامل لحديث شمعون بيريز و لكن باللغة الانجليزية فقط .
.
.
. طبعا أنا لست معجبا – أو مقتنعا – بمنطق السيد بيريز , الا أنني أعتقد بأنه سيجد آذان تستمع اليه و عقول تتفهم منطقه حول العالم , و علينا نحن العرب بشكل عام و الفلسطينيين بشكل خاص الاستماع بتمعن لما يقوله هذا الرجل , فاذا كنا نطمح في الانتصار على أعداءنا علينا معرفة نقاط قوتهم و ضعفهم , و فهم كيفية دفاعهم عن أنفسهم
.
أتمنى أن أستمع الى خطاب عربي يحمل نفس قوة المنطق و الحجة , بدون الجرعات الاضافية من الشعارات الثورية و الأفيهات الرنانة , فالعالم يستمع الى الطرفين , و لا ينظر للموضوع من نافذتنا الخاصة
عند الساعة الثانية عشرة و النصف أفتح تلفزيوني المكتبي لأتابع برنامج المؤشر على تلفزيون الكويت , طبعا ان طلعلي المذيع ولد السمحان أغير المحطة الى العربية أو السي أن بي سي , أما ان طلعتلي هالوردة الحلوة أسكر باب المكتب و أقعد أتابع أحداث التداول بحماس و نشاط ليس له مثيل
و دائما ما أستمتع بتحليلات الأخ عايد العنزي و تفاعلاته مع مؤشر السوق , يوم زعلان و مو حالق , يوم النفسية تمام و يصارخ من التفاؤل , يوم يكسر الخاطر و يتشكى , و طبعا لا أملك الا أن أتأثر به و أتأثر معه
اليوم و أنا أسمع تحليلات عايد تفاجأت بأن الأخ متفائل ! على شنو متفائل يا عايد ؟ يقول أنه قرأ خبر في جريدة الوهج الألكترونية يقول أن وزير المالية متنقص للسوق خمسة مليار دينار , خمسة مليار مرة وحدة ؟ و من جريدة الوهج ؟ عيل شلون القبس و الراي و الوطن كاتبين أن كابتن شمالي ينفي تخصيص الحكومة خمسة مليار دينار؟
أعتقد أن ثلاثة أرباع مشاكلنا في الكويت سببها فشل جميع حكوماتنا السابقة و اللاحقة في التعامل بشكل شفاف و واضح مع وسائل الاعلام و التصريحات التي تترك مسافة كبيرة لللعب بها من قِبل الصحافة التي تحاول كل واحدة منها تفسير التصريح على حسب مزاج مصالحها
للأسف تصريحات وزراءنا تنقسم الى قسمين , الأول مو شايف خير و مستعد يصير طرزان جدام الميكرفونات و يبربر بما لا يفقه على قولة سمو الأمير سلطان , فتخرج لنا تصريحات على شاكلة شعللها ولعها و أبوس خشم الواوا , أما القسم الثاني من الوزراء فهم من النوع اللي أردى من أمه , يصبصب عرق و يتأتيء و ينحصر و تدمِع عيونه و يكسر خاطرك حتى أنك تشعر بالشفقة عليه و تقول الله لا يبلينا
و الى أن تعاد برمجة أصحاب المعالي , عيِّد يا عايد عيِّد
منذ فترة ليست بقصيرة و أنا أفكر بالجدل الدائر حول موضوع كشف هويات المدونين و السؤال المطروح دائما هو هل من العدالة أن ينتقد مجهول الهوية معلوم الهوية ؟ و كيف سيأخذ الآخر حقه في حالة وقوع الضرر؟
بصراحة ليس لي رأي قاطع في هذه المسألة , فأنا كنت مدون مجهول الهوية في يوم من الأيام و أعرف متعة الكتابة بلا تبعات كيف تكون , أيضا من الناحية الأخرى أعرف حرقة من يُطعن فيه أمام الناس و لا يمتلك القدرة على رد الطعنة بالطعنة أو حتى الدفاع عن نفسه
باختصار شديد أعتقد أن المسألة تعود بالنهاية الى المُدون نفسه , فان كانت أغلب كتاباته تدور في محيط أحداث حياته اليومية و شؤونه الخاصة و ليس فيها اتهامات أو هجوم على أُناس محددين فهو غير مطالب بالكشف عن اسمه , أما ان كان من كُتاب الشأن العام و الذين يتعرضون بالنقد القاسي أو التجريح بشكل يومي للآخرين فأعتقد أن من الأفضل أن يكشف هذا المدون – طوعا - عن هويته
المسألة بالنسبة لي ليست مسألة حرية تعبير عن رأي أو تقبل النقد , و لكنها مسألة عدالة معركة و تحمل مسؤولية أفعال , فكما نحارب من أجل حريتنا في التعبير علينا صيانة حق الآخرين في الدفاع عن أنفسهم و معرفة خصومهم
يظل هذا رأي غير قاطع في مسألة مثيرة للجدل حول العالم بأسره و ليس عندنا في الكويت فقط , الى ذلك الحين , أتمنى من الجميع معاملة الآخرين كما يودون أن يعاملهم الآخرين , فكما تُدين تُدان
بدأت في الفترة الأخيرة أشعر بالملل من المدونات بشكل عام و مدونتي المسكينة بشكل خاص , لا أعرف كيف أصف الشعور و لكني لم أعد أملك الرغبة في الكتابة , نعم الأفكار و الأحداث كثيرة الا أنني كلما بدأت بكتابة موضوع أُصاب بالملل فأتوقف عن الكتابة , و المشكلة الأكبر هي أنني بدأت أرى أغلب المواضيع تافهة , فالتشكيل الحكومي تافه , و المؤتمر بكل ما صاحبه من أحداث تافه , و تخروعة الداخلية للمدونين تافهة , و صياح النواب على البورصة تافه , فليس هناك ما يستحق الكتابة عنه , أو حتى التعليق عليه
لقد فتحت هذه الصفحة لكتابة موضوع مطول عن خطة فريق المحافظ لانقاذ شركات البورصة – المفلسة – و لكني لا أعرف لماذا بدأت أشعر بتفاهتي و تفاهة الموضوع بلا سبب , لا أعرف ماذا أفعل , هل أحتاج الى اجازة من التدوين ؟ أم أنني أعطيت كل ما أملك و أحتاج الى البحث عن هواية أخرى أعيد اكتشاف نفسي من خلالها ؟ هل أتقدم للهيئة العامة للمدونين بطلب حفل اعتزال , يمدحني فيه عشرات المعلقين لترتفع معنوياتي فأشعر بالأهمية و أقرر العودة الى الأضواء؟ أم أتخذ القرار الصعب و أمسح المدونة بعبوة تي أن تي ناسفة لا تُبقى بعدها مدحا او ذم ؟
أجل أجل , حتى هذه الكلمات لم تنجح في الهروب من قفص التفاهة و أنا أفكر الآن بعدم نشرها لأنها بلا هدف , فما الذي سيستفيده القاريء من هذه الكلمات؟ هل سيشعر بالأهمية لأنني أطلب منه رأيا في مشكلتي ؟ أم أنني أنا من يستجدي الشعور المزيف بالأهمية من خلال إشراك نصف سكان المدونات بخصوصياتي ؟ هل من العيب أن يسعى الانسان للشعور بالأهمية ؟ و ما هو الممتع بالشعور بالأهمية عند الغرباء؟ لماذا لا أكتفي بأهميتي المحلية داخل عائلتي الصغيرة ؟
لا أخفي عليكم أنني أشعر بالمتعة كلما عدت الى قراءة مواضيعي القديمة , ليس لأنها الأفضل , لكنها تذكرني بنشاطي و حماسي للكتابة , لا أعرف أين ذهب هذا الحماس ؟ أو أين خمد هذا النشاط ؟ هل أحتاج الى معرفة سبب هذه الحالة من الملل و التفاهة ؟ و لكن لماذا أبحث عن السبب و أنا أستطيع اختلاقه ؟ ضيق الوقت قد يكون سببا مقنعا , أو عدم الشعور بتحقيق انجاز ؟ آه , هل الكتابة بحد ذاتها انجاز ؟ لا أعلم
تبا لهذا الموضوع التافه , أربع فقرات من الكتابة بلا هدف , أرجوكم , سأفتح باب التعليق و لكن بلا نصائح , فنصائحكم مملة و تافهة بالنسبة لي , عقلي مشغول الآن بما هو أتفه من تعليقاتكم , لا تسألوني بأي حق أكلمكم بهذا الاسلوب التافه ؟ كان بودي أن أشكركم على شيء و لكني لا أجد ما تستحقون الشكر عليه
سأنشر هذا الموضوع الآن , و سأمسحه لاحقا , سأبقى صامتا الى أن أملّ من الملل , أو يملُ مني الملل
يعتقد الكثير من الأهل و الأصدقاء أني أحاول استفزازهم عندما أعلن أمامهم اعتقادي – الشخصي – باستحالة حل القضية الفلسطينية , فأغلب المحيطين بي من المتحمسين قوميا و المؤمنين فعلا بأن الحق سيعود لأهله و أن الله سينصر الفلسطينيين و العرب على اليهود الكفار و لو بعد حين
في الحقيقة أنا لا أتعمد السير عكس التيار و مخالفة الآخرين , الا أن مشكلتي الوحيدة هي أنني لا أملك الجينات العربية الخارقة التي يستطيع من خلالها الانسان وضع حرف أكس كبير على العقل و المنطق و التمادي في انكار الواقع المعاصر و تقمص شخصية العربي المسلم الذي يعيش في زمن الفتوحات الاسلامية و الانتصارات الخالدة
. قد يظن البعض أنني أتلذذ في تحبيط الأمة و التهبيط من عزيمة شبابها , الا أنني لو حاولت بذل قصارى جهدي في التحبيط لن أتمكن من التفوق على الواقع المحبِط أساسا , فعندما نطمح كعرب و مسلمين الحصول على نتيجة ايجابية لحل القضية الفلسطينية علينا في البداية غمد سيف ابن الوليد و خلع خوذة الأيوبي و العودة الى واقعنا الحالي الذي تختلف ظروفه جوهريا عن ظروف السابقين الفاتحين , فالحصول على نتيجة ايجابية لا يمكن حدوثه بدون الانتباه لخمسة محاور أساسية .
. المحور الأول فلسطين
يتكون هذا المحور من الفلسطينيين المقيمين – المقاومين - في فلسطين و الذين انقسموا في الفترة الأخيرة الى فريقين رئيسيين , فتح و حماس , و فتح مفتوحة عالآخر لعملية السلام و هي تبذل قصارى جهدها في تقدم هذه العملية , أما حماس , فهي متحمسة جدا للمقاومة العسكرية و تعطيل تقدم عملية السلام بكل ما أوتيت من قوة حيث أنها لا زالت ترفض الاعتراف باسرائيل
. و الحمدلله أن حماس اليوم مشغولة بإسرائيل في غزة , فالعادة تشتغلحماس بفتح و فتح بحماس , قتل و أسر و تكفير و اهانة و تخوين في السر و العلن
.
. المحور الثاني دول الجوار . تتقاطع حدود فلسطين – اسرائيل – مع اربعة دول عربية , مصر , الأردن , سوريا و لبنان .
.
و قد دخلت جميع هذه الدول في حروب سابقة مع اسرائيل الا أن الهزائم المتكررة و النكسات الشديدة جعلت مصر تبادر الى عملية السلام و الاعتراف بإسرائيل في السبعينات , و تبعتها المملكة الأردنية الهاشمية في هذا الاعتراف , أما سوريا فهي لا زالت تخجل من الاقدام على هذه الخطوة , و لكنها في نفس الوقت دولة تحتل اسرائيل جزء من أراضيها , الا أن هذا الاحتلال أصبح أمرا واقعا يتهادن فيه الطرفين منذ أكثر من ثلاثين عاما
.
.
أما لبنان , فهي الدولة الوحيدة الناشطة حدوديا مع اسرائيل , و الكل يعلم أن سبب هذا النشاط هو وجود حزب الله في جنوب لبنان و مناوشاته المستمرة مع اسرائيل , و التي لا ينكر أحد تأثيرها النسبي على المستوى السياسي و العسكري
المحور الثالث الدول العربية
أما الدول العربية الغير مجاورة لفلسطين – اسرائيل – فهي تتراوح ما بين دول تعترف باسرائيل و تتبادل معها العلاقات الدبلوماسية و التجارية و دول أخرى ترفض الاعتراف العلني باسرائيل و لا زالت متحمسة للقضاء عليها , و لكن كيف؟
بالطبع بدعم مقاومة الشعب الفلسطيني البطل في عدم الاستسلام للعدو الاسرائيلي من خلال عقد المؤتمرات و ارسال البطانيات و الأدوية و الكثير الكثير من الأموال التي تنقسم الى قسمين , القسم الأصغر يذهب الى الشعب الفلسطيني , أما القسم الأكبر فيذهب مباشرة الى أرصدة القيادات السياسية للشعب الفلسطيني و هذه ليست عادة دخيلة أو بدعة , فالرئيس المقاوم المرحوم ياسر عرفات انتقل الى جوار ربه تاركا خلفه ثروة تقدر بالمليارات
أيضا لا أستطيع تجاهل الدور المهم الذي تقوم به الشعوب العربية الحرة الأبية في حشد المظاهرات العملاقة لتمارس بدورها قصف العدو الاسرائيلي بالخطابات الرنانة و الهتافات المزلزلة مع اضافة فقرات حرق الأعلام الامريكية و الاسرائيلية المحببة للجميع , و التي أُضيفت اليها مؤخرا فقرة رفع القنادر لترفع معها آلام الشعب الفلسطيني المقاوم عن كاهله
و حتى لا نقلل من شأن الجهود العربية علينا أن لا نغفل مدى الحرص الذي يعيره العربان للقضية الفلسطينية حتى أنهم بدؤوا بالتقاتل و التناحر من أجل استضافة مؤتمرات اللمة من أجل مساندة شعبنا المنكوب في فلسطين , و بالفعل أتت هذه المؤتمرات بنتائجها المرجوة , مزيدا من العداءات و التشرذم بين الدول العربية الشقيقة , و ما بين قمة الكويت و الدوحة , ضاعت الطاسة العربية و ضيعت القضية معها
المحور الرابع المجتمع الدولي
المجتمع الدولي جزاه الله خير ما قصّر , فهو يحتقر العرب في كل شيء الا مواقفهم من القضية الفلسطينية , فالعرب متخلفون و لكنهم متقدمون جدا في التعامل مع القضية الفلسطينة , و العرب فوضويون الا انهم منظمين جدا في التعامل مع القضية الفلسطينية , و العرب عدائيون الا أنهم مسالمين جدا في التعامل مع القضية الفلسطينية , و من هذا المنطلق أصبح المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة عروبيٌ من الدرجة الأولى , فهم أيضا قلوبهم تتفطر ألما من أجل الفلسطينيين الا أنهم لا يملكون الا أن يكونوا متقدمين و منظمين و مسالمين في شجب و استنكار الأعمال الارهابية لاسرائيل
المحور الخامس اسرائيل و أمريكا
بعد استعراض الأربعة محاور التي قد – قد – تخدم الحل العربي للقضية الفلسطينية دعونا ننتقل الى الجانب الآخر من القضية و تسليط الضوء على جبهة العدو الصهيوني الاسرائيلي
لا أعتقد أني بحاجة الى ذكر قوة اسرائيل العسكرية , و أيضا لن أتكلم عن قوتها الاعلامية , و يعلم الجميع عن قوتها الاقتصادية , و لا يخفى على أحد قوتها السياسية , فكل ذلك لا يهمني , ما يهمني هنا هو قوة اسرائيل الهائلة في السيطرة على القرار الأمريكي
.
.
فلا أعتقد أن هناك من ينكر سيطرة أمريكا على العالم بشكل عام و الدول العربية بشكل خاص , فثقافة العالم أمريكية , و اقتصاد العالم أمريكي , و عملة العالم دولار , و أسلحة العالم أمريكية , و حماية الدول المهددة أمريكية , بل أن سياراتنا و كمبيوتراتنا و ملابسنا و طعامنا و حتى فرشة أسناننا و شامبوواتنا أمريكية , حتى و ان لم تكن ميد إن يو أس ايه فهي أمريكية , فأين المفر و الى أين المصير؟
كيف سيتحرك الحصان العربي الأصيل عكس اتجاه الجوكي الأمريكي الماهر؟
. الخلاصة
.
.
نحن اليوم لا نعيش في زمن المعجزات لنتأمل حل القضية الفلسطينية بطريقة ميتافيزيقية , فالواقع يفرض نفسه , الفلسطينيين منقسمين , و دول الجوار تعترف و تهادن اسرائيل , و العالم العربي لن يفعل شيئا غير الصراخ و تبادل الاتهامات , و المجتمع الدولي لن يعاقب اسرائيل ماديا و لا معنويا , و أمريكا تحرص على اسرائيل أكثر من حرصها على نصف ولاياتها المتحدة و هي تسيطر على العالم بشكل عام و العالم العربي بشكل خاص , نعم هذا هو الواقع , و علينا التعامل معه
فليس هناك حل للقضية بدون وحدة فلسطينية حقيقية و ليس هناك حل للقضية بدون موقف موحد لدول الجوار و ليس هناك حل للقضية بدون موقف عربي موحد و ليس هناك حل للقضية بدون دعم كامل من المجتمع الدولي و لن يكون هناك حل للقضية و أمريكا تسيطر علينا و على العالم أجمع . آسف , و لكنهاالحقيقة
لأن التعليقات بدأت في جر الموضوع الى منطقة بعيدة جدا - جدا - عن المنطقة التي كنت ارغب في الوصول اليها , الموضوع كان باختصار محاولة للفت نظر الأخوة المدونين الى عدة نقاط , أهمها
.
حساسية المواضيع الدينية و خصوصا التي تتعلق بطقوس الديانات الأخرى التي يجب علينا التعامل معها بطريقة لا يساء فهمها , خصوصا و أننا نعيش في زمن الاحتقان الديني
.
أغلب الديانات تتشابه في الخطوط و التقاطعات العريضة
.
طقوس أغلب الأديان تظهر بشكل غريب و مضحك لغير التابعين لهذا الدين أو ذاك
.
الآن
.
أعتذر مرة أخرى للأخت كويت على استخدام موضوعها و عنوانه في موضوعي السابق
.
الموضوع و جميع التعليقات عليه محفوظة عندي , ان كان هناك من يرغب بنشر تعليقه فأنا مستعد لنشر التعليق هنا أو ارساله له عبر الايميل كي ينشره في أي مكان آخر
فتبدأ الصغيرة بسرد قصتها اليومية المليئة بالأحداث الخيالية من معارك مع الخالات الى مطاردات شرطة أو التعرض لحوادث و دخول المستشفى و غيرها الكثير من الأحداث المثيرة , و المهم هنا أن محور الشر الأوحد في جميع هذه القصص هو ابن خالتها علاوي نوتي , فهو العدو الأول و الأخير لسلمى , و يجب علينا الانتقام منه
للعلم فقط , علاوي النوتي لم يتجاوز عمره السنة و النصف , و هو الى الآن ما يدري وين الله قاطّه , و لكن خيال الطفلة التي لم ترى من هذا العالم الا بيوت الأهل و الأصدقاء عاجز عن ايجاد عدو آخر أو سبب آخر للمشاكل غير ابن خالتها المسكين , فهو منافسها الأول في كل شيء , من اهتمام الأهل الى مزاحمتها على الألعاب
و لأكن صريحا معكم فقد شعرت بالقلق منذ بداية ملاحظتي قيام ابنتي باختلاق القصص الخيالية , خصوصا و هي في هذه السن المبكرة , فكان عليّ أن أمارس دوري كأب و أجد حلا لهذه المشكلة , هل يجب علي كبح جماح خيالاتها و توضيح الأمور لها غصبا عنها حتى تستوعب ان ابن خالتها ليس له علاقة بالمصائب التي تحدث في حياتها ؟ أم الأفضل أن أجاريها بهذا الخيال الى أن يبدأ عقلها بالنضوج و استيعاب الأمور بشكل أفضل , و حينها ستكتشف أوتوماتيكيا براءة عليوي بأثر رجعي؟
بعد سؤال الخبراء عن هذه الحالة أخبروني بأن ظاهرة اختلاق القصص و الأحداث الخيالية طبيعية جدا للأطفال في هذا العمر , بل أنها تدل أحيانا على تمتع عقل الطفل بقدرة جيدة على الابداع و الأفضل لي أن أترك لخيالها العنان الى أن تكبر و يتطور عقلها تدريجيا ليستطيع استيعاب الأحداث و تركيب النتائج على الأسباب
أتمنى بالفعل أن تكبر سلمى و يكبر عقلها معها – انشاءالله - ليستوعب كل هذه الأحداث و التعقيدات التي تحيط بنا من كل جانب , فقد لاحظت و بشكل واضح عدم قدرة عقول كل الأطفال على التطور و النمو ليخرجوا من قوقعة محور الشر الأوحد , فالكثير من كبار اليوم – أطفال الماضي – لا زالوا يختبرون العالم الواسع من خلال نافذة طفولتهم الضيقة , فمحور الخير بالنسبة لهم واحد , كان و ما زال و سيبقى , و محور الشر الأوحد أيضا واحد , كان و ما زال و سيبقى الى الأبد , فكل الخير منا و كل الشر منهم
و هنا لا أحاول أن ألصق هذه التهمة بطرف دون آخر , فالجميع يتشارك فيها , العرب يتهمون الغرب – جهة من الجهات الأربع – بالتسبب في جميع مصائبهم , و الليبراليين يتهمون الاسلاميين – تسميات تجاوزية – بجميع مشاكلهم , و السنة يتهمون الشيعة , و الشيعة يتهمون الوهابية , و البدو يتهمون الحضر و هكذا الى ما لا نهاية , عدو واحد , صديق واحد , بغض النظر عن ما يحدث حول العالم , بغض النظر عن ما نُحدثه نحن في العالم
أدعوكم جميعا لمحاولة – و لو محاولة – رؤية الأمور من منظور آخر , مختلف عن ما اعتدتم عليه , مرة واحدة فقط ستكفي لتذوق طعم لذة التفكير بشكل مختلف , فالعقول لا تتطور ان لم تجبروها على التفكير بشكل متجدد , و البصيرة لا حاجة لها ان اعتادت على المشي في نفس الطريق
طلب مني أحد الأصدقاء نشر هذه المقالة , و قد نشرتها له بلا أي تعليق من جهتي مع التشديد على أنها لا تعبر عن رأيي الشخصي حتى و ان كنت أتفق مع بعض ما جاء فيها , لكم الحكم . حينما بدأت أقرأ لفؤاد الهاشم في بادئ الأمر، كان كثيراً ما يدور حديثه، عن الجميلات، والمذيعات..والراقصات، وبالرغم من وجود خطوات قصيرة بينه وبين قبره، فما زال يسعبل وهو يتحدث عن نهله ..وطليقة عمرو ذياب..سمية الخشاب.. وكل ذات فستان قصير مخلع . ولم أكن رأيته من قبل، فرسمته في عقلي بجمال يوسف.. جيمس بوند أو على الأقل فحولة رشدي أباظة . إلى أن زرت مرة معرض الكتاب، ورأيت كائناً غريباً.. فسبّح لساني من ذلك المنظر الغريب، وألتفتّ إلى صاحبي – لا شعورياً- ألوي رقبته ليرى معي ذلك المنظر الغريب... فأشرت إليه وقلت لصاحبي . أنظر .. مخلوق غريب.. له وجه هامور وجسم دب قطبي.. إلا أنه أقصر بشوية . أنفجر صاحبي ضاحكاً وهو يقول . يا غبي .. هذا فؤاد الهاشم . وبلا شعور ردد لساني ذلك الدعاء" الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به.. وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا".. وكدت أرفع السماعة على أحد العاملين في معهد الأبحاث، لكي يأخذو هذا المخلوق الهجين (هامور + دب) ، ويصنعوا منه الصخلة دوللي الثانية.. فيدخل التاريخ من أبوابه . ساعتها أدركت من أين جاءت عقدة النقص في هذا المخلوق ، فهو لا يكف عن الحديث عن سفراته ، ولا سيجاره، ولا يتوقف عن الشحاطة بالأسماء التي قابلها، ولا يرتاح إلا حين يتفشخر بالدول التي زارها.. ولا يكف عن التغزل بأي ظل أنثى تبتسم في وجه !! يا للمسكين ! وتفهمت من ساعاتها ظروفه النفسية الصعبة.. وقد قيل لي أنه بلغ حداً من الدمامة أنه ما من أنثى ترضى تعيش معه.. فأي أنثى تستطيع أن تستيقظ صباحاً لترى وجه الهامور يزبد ويرغى من بقايا السيجار والتتن.. وشيئ مما يشربه كل مساء !! ثم تستطيع البقاء معه ، إلا أن وحدة مجنونة قد تأثرت كثيراً بقصة " الحسناء والوحش " وأرجو منك يا قارئي العزيز أن تتفهم لقافته في زيارة ديوانية الوطن كلما أستقبلوا ضيفاً فيه رائحة أنووثة , أو عذابه الذي يبان من تعليقاته على كل مذيعة .. ممثلة..فنانة ( أي شيئ فيه تاء التأنيث ) فرج الله عليك يا فؤاد . ولكي تفهم شخصيته أكثر وأكثر.. فيجب أن تعلم بإن الله أودع ثلاثة أرباع لقافة البشر فينا نحن الكويتين.. ثم أودع ثلاثة أرباع لقافة الكويتين في هذا المخلوق المسمى بفؤاد الهاشم.. فهو يفهم في كل شيء.. وهو الشريف النظيف في كل شيئ.. وهو صاحب الحلول لكل مشكلة.. فلو واجهت البلد أزمة دستورية.. ستجد أول من يتصدى لها هو الهامور.. وإذا واجهتك مشكلة في المواسير أو البواسير.. فعند الهامور الحل , لذا فهو يتحدث عن الآخرين دائماً كأنهم كومة زبالة.. يجب أن تولع فيهم النار . وأنا أتفهم عقد النقص واللقافة التي فيه.. لذا لا ألومه ولا أعتب عليه فيما يكتب.. ولكن . ولأول مرة في التاريخ أعجز عن فهم الهامور.. وأرجو ان أجد لديك قاريئ الكريم ما يكفي من اللقافة لتوضيح موقفه الأخير من الحصار على غزة.. ففي الوقت الذي انتفض فيه الملايين من تطوان (في المغرب) إلى ضواحي شواطي ماليزيا الساحرة للتنديد بهذه الحرب، وطلب وقفها، وتشجيع المجاهدين، والمقاومين على صد هذا الهجوم... طلع الهامور بنظرية "خالف تعرف" .. وأخذ يسب حماس ويشتمهم بطريقة مضحكة ولا موضوعية.. فمرة تراه زعلاناً لإن قيادياً في حماس متزوج من أربعة ( وهو المسكين مو لاقي أحد يرضى فيه ).. وفي أخرى ينتفض الهامور لأن حماس نددت باسرائيل.. ثم يعقد مقارنات مضحكة بين عبدالناصر و صدام حسين و خالد المشعل !! حيث يصر الهامور على وجه الشبه بينهم؟؟ . والغريب أن الهامور في هذه الأمور لا يقدم حلولاً .. بل يكتفي بالشتم والسب كأن حماس " ماكله فلوس أمه ".. فهو لم يصرح بالأستسلام.. ولم يطلب أيقاف المقاومة.. بل يكتفي الهامور بطبعه في السب والشتم.. والتصيد على حماس . الغريب أن الهامور يعلم أكثر مني بأن أسرائيل لها حلم من النيل إلى الفرات . ويشاهد أكثر مني نوافير الدماء التي ملأت صحفنا وشاشاتنا . وهو أعلم مني بإن ثقافة الإستسلام ، تعني بأن تمتد يد أسرائيل إلى الأرض التي تليها . ومع ذلك، فهو لم يتفوه بكلمه ضد أعمامه في أسرائيل.. واكتفى بمهاجة حماس بكل حماس . بعد كل هذه الشيبات وهذا العمر.. لم يبق فيه شيئ من العطف .. أو العقل
. يرى أمامه صراعاً يدور بين مسلم ويهودي.. ويرى كيف أن المسلم يقاتل حتى آخر قطرة دم ، فيكتفي بشتم المسلم ! أي براء وولاء .. أي عروبة وأنتماء !! أين مفاهيم الرجولة التي عرفناها جميعا . لو لم يكن في العمر إلا ساعة...فعلم حياتك كيف نكرم موتنا . كيف يمكن لهذا المتوحش أن يتوسد مخدته القطنية ولحافه الدافئ وينام ليلاً.. إلا بأن يذهب عقله بطريقته الخاصة . وأنا هنا أناشد الهامور .. أن يكتفي بنهلة سلامة ..طليقة عمرو ذياب .. وراقصات شارع الهرم.. ومن على شاكلتهم.. ويترك مواضيع الكفاح والمقاومة وأمور الرجال .. للرجال . أما أنت يا قارئي الكريم، هل أجد عندك توضيحاً، لما يفعله الهامور؟؟
من المعروف – دينيا – أن نبي الله عيسى عليه السلام كان صاحب رسالة سلام في تعاليمه لأتباعه , فالمعروف عنه شفاء المرضى و حث حوارييه على عدم رد الإساءة بالإساءة , بل أنه حتى لم يقاوم معتقليه أو يحاول الدفاع عن نفسه أمام الحاكم الروماني – في العقيدة المسيحية – لحماية نفسه من الموت , و هذا ما جعل أتباعه يلقبونه بالمخلص كونه ضحى بدمه من أجل تخليصهم من خطاياهم و عفو الاله – الأب – عنهم
الغريب في الثقافة المسيحية – المسالمة - أنها تركت كل المواقف و الصور السلمية التي مرّ بها يسوع لتختار لحظة الصلب و هي آخر لحظات – أو لقطات - حياته – حسب عقيدتهم – كرمز أبدي للمسيحيين الى هذا اليوم , و مع أن يسوع اختار بنفسه أن يعيد نظر الأعمى و أن يشفي المرضى في أكثر من موقف تم ذكره في الأناجيل الرسمية الا أن الثقافة المسيحية لم تختر أحد هذه المواقف لتستثمره كرمز للمسيحيين و الدين المسيحي , بل أنها قامت باختيار الصليب و هو العقاب الذي اختارته السلطة الرومانية ليسوع كرمز يضعونه فوق كنائسهم و يعلقونه في رقابهم الى يومنا هذا
.
أعتقد شخصيا بأن اختيار الصليب أو لقطة الصلب كرمز للدين و اتباعه تمت لعدة أسباب , فمن ناحية تعبر لقطة الصلب عن خلاصة المباديء و الأخلاق التي رسخها يسوع و هي نقطة الذروة التي سيستثمرها أتباع المسيح للانطلاق منها لنشر الدين بعد وفاة المؤسس , و من ناحية أخرى فإن لقطة تضحية المسيح بحياته في صورة اسطورية سهلت على أتباعه ترويج فكرة تضحية الرب بإبنه من أجل تخليص الناس من خطاياهم , و هذه هي رسالة الحب و السلام التي يعتمد عليها أتباع الدين المسيحي , أيضا لا ينكر أحدا قوة التعبير الرمزي للصليب عند أتباع المعتقدات الأخرى
و بغض النظر عن تفاصيل حقيقة صلب المسيح فعلينا الاعتراف بأن أتباع الدين المسيحي تمكنوا من تخليد هذه اللقطة بكل ما تحمله من رسائل و رموز الى يومنا هذا , و هنا أجد نفسي أنتقل الى لقطة رمزية أخرى حدثت في كربلاء سنة واحد و ستين للهجرة , عندما تمسك الامام الحسين عليه السلام بحقه في الحفاظ على دين جده رسول الله و عدم التسليم و مبايعة المجرم يزيد بن معاوية كولي أمر للمسلمين , فكيف يقوم بإضفاء صفة شرعية على حكم غير شرعي , و قد كان الحسين و من معه يعرفون أن لا نهاية لهذا الموقف الا المواجهة الحتمية مع جلاوزة السلطة , و التي كانت ستتوج بالتضحية بالنفس و الشهادة في سبيل التمسك بالمبدأ و تسجيل موقف ظل محفوظا و خالدا الى يومنا هذا
و بالرغم من بقاء ذكرى الحسين خالدة الى يومنا هذا , الا أن أغلب المسلمين انقسموا اتجاهها الى فريقين , فريق يغالي في استثمار هذا الموقف – أو اللقطة – و ينسج الأحداث الاسطورية و الطقوس المستوردة حول هذه الحادثة و ما حصل بها من تفاصيل , و فريق آخر يبالغ في تجاهل هذه الحادثة و طمس أحداثها لا لشيء الا نكاية بالفريق الأول . و من هنا بدأ الفريق الأول بالاهتمام و التركيز على القشور الظاهرية لحادثة الطف و ابتعدوا عن الدروس و القِيم الجوهرية لها , و على جبهة الفريق الثاني نجد أنهم خسروا فرصة لا تعوض لاستثمار هذه الحادثة و الاستفادة من دروسها التي لا ترسخ بوسيلة أفضل من التخليد و التذكير بالحسين عليه السلام . حياة الحسين مدرسة , و موته مدرسة , يرتاد فصولها الكثيرين , الا أن من ينجح في الاستفادة من دروسها و تطبيق قوانينها و مبادئها قلة قليلة للأسف , السلام على الحسين , و على علي بن الحسين , و على أصحاب الحسين , و على أخيه أبي الفضل العباس
في البداية أود أن اعترف بأني كنت أحد مراهقين جيل الغزو العراقي الغاشم و ما رأيته في تلك الأيام ليس من السهل عليّ تجاوزه أو نسيانه , و كل ما أستطيع أن أفعله الآن هو محاولة تناسيه من خلال تعاطي إبر العروبة و الاسلام المخدرة
قبل عدة أيام احتفلت دولة اسرائيل – المحتلة - بمرور ستين عاما على تأسيسها , و كلنا يعلم عن كم الجرائم التي ارتكبتها هذه الدولة و كم القوانين الدولية التي خرقتها خلال الستين سنة الماضية , و لاأعتقد أن أي كائن حي يتمتع بنعمة العقل و البصيرة يستطيع أن لا يتأثر بما يراه من قتل و تدمير و تهجير تمارسه هذه الدولة بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل
و من هنا فإننا نتفق جميعا – أتمنى – على ادانة دولة اسرائيل بتهمة الاجرام و الارهاب , و لكننا في الوقت نفسه نتفق بأن هذه الدولة المجرمة تتمتع بقوة عسكرية و سياسية و اقتصادية و علمية و اعلامية لا تجاريها فيها جميع الدول العربية ان تفرقت أو اجتمعت , و لا دليل على ذلك خير من الهزائم التاريخية الثلاث التي منيت فيها الجيوش العربية في حروبها معها , و هذا ما أضطر أغلب الدول العربية المجاورة للتصالح و التهادن مع اسرائيل حقنا لدماء شعوبها و منعا لاستنزاف طاقاتها .
. و بالرغم من هذه التصالحات السياسية و الواقعية على الجبهة الأردنية و المصرية , و مهادنات المدى الطويل على الجبهة السورية بالاضافة الى تبادل العلاقات الدبلوماسية و التجارية مع أغلب الدول العربية الأخرى الا أن الآلة الاعلامية العربية – المفلسة – أصرّت على الاستمرار في حالة انكار الواقع و جيّشت قدراتها - الفقيرة - في تغييب الجماهير العربية عن الواقع من خلال ترديد اسم دولة العدو و الاحتلال الصهيوني حتى أصبحت الشعوب العربية تعيش في حالة حرب دائمة مع اسرائيل
و بالنسبة للمجتمع الدولي – و لإسرائيل – فلا مشكلة في ذلك , فالكل يعلم بأن حالة التعبأة الدائمة و الاستنفار الاعلامي للاستهلاك المحلي فقط , و هو لم و لن يتطور الى مواقف سياسية ملموسة , فالدول العربية و أنظمتها الحاكمة أذكى – أو أجبن – بكثير من تحدي أمريكا و بنت خالتها اسرائيل , و الضحية الفعلية الوحيدة لهذا الاعلام الهش هو الشعب الفلسطيني المنكوب , فهم لا زالوا يتأوهون و يصرخون وينكم يا عرب ؟ أين أنتم يا جنود المسلمون ؟
طبعا الاعلام العربي و السياسيين العرب لا يستطيعون تجاهل صرخات اخوانهم في غزة , و لذلك هم يسارعون الى رد التحية بأحسن منها , فالرد على الصرخة بصرخة أعلى منها , و الرد على حرق البيوت بحرق أعلام أمريكا و اسرائيل , و الرد على قتل المئات لا يأتي بأفضل من رفع الآلاف من القنادر العفنة , و هكذا تسبح الشعوب العربية في بحر من التناقضات التي تساهم بالتأكيد في تبرأة ذمتهم من ناحية , الا أنها لن تجعل صباح غزة أفضل حالاً من ليلها .
. نعم يا أهل غزة , اسرائيل هي عدوكم الأول , الا أن أحلام الفزعة العربية القادمة هي عدوكم الثاني بلا منازع , و من هنا فإني أنصحكم بالاستيقاظ من هذا الحلم الوردي و مواجهة واقعكم المرير , فبطانيات العرب لن تحميكم من صواريخ اسرائيل , و أموال العرب – بعد اقتطاع الكومسيون – لن تطعم أطفالكم و تسد جوعهم , حل مشكلتكم ليس بأيدينا نحن و لكنه بالتأكيد بأيديكم
اسرائيل العدوة , و أمريكا سيدة العالم – و سيدة العرب – هما من يملكان خيوط الحل و العقد في مصيبتكم , فالأولى تسيطر عليكم عسكريا , و الثانية تحميها كما تحمي اللبوة أشبالها , و ليس في غابة العالم حيوان يملك الجرأة على التحرش بالأم و طفلتها , هذا هو الواقع , و عليكم استيعابه و التعامل معه , فالاستقلال و الحرية كنز غالي الثمن , الا أن أرواح الأربعمئة و ستين شهيد لا تقدر بثمن , و ليس حالنا اليوم أفضل من حالكم , فكلنا في النهاية نفتقد الاستقلال التام بشكل أو بآخر , و الرابح هو من يتمكن مِن الحياة بأعلى درجة من الاستقلال , و أقل قدر من الخسائر