Saturday, December 27, 2008

إيّاك و اليأس من المحفظة . . !

دخلت بورصة الكويت للأوراق الورقية عام 2008 بقوة و بدأ المؤشر تداولاته حول منطقة الـ 12500 نقطة , و قد استمرت البورصة بأداء رقصاتها الرائعة الى أن تجاوز المؤشر حاجز الـ 15600 نقطة في الشهر السادس و الذي شهد وصول غيمة الأزمة الاقتصادية العالمية الى سماء الكويت لتهب معها الرياح الجنوبية على المؤشر
.
.
و في البداية لم تأخذ الحكومة الرياح الجنوبية على محمل الجد و اعتبرتها كالعادة سحابة صيف و ستعدي من فوق اقتصادنا المتين و المتختخ , و قد قامت حكومتنا الرشيدة مشكورة بارتداء صروال سوبرمان و تقديم المليارات لانقاذ سيتي بنك و ميريل لنش الأمريكيتين من الافلاس في الشهر السابع

طبعا هذه المساهمة النبيلة لم تزد الطين الّا بلة , فقد استمر سوق الكويت للأوراق الورقية بالتنازل يوما بعد يوم الى الـ 9600 نقطة في شهر أكتوبر المبارك , و هنا بدأ المتداولون بخلع دشاديشهم و تعليقها أمام باب البورصة , يوم يعرضون زولية للبيع , و اليوم اللي بعده تم عرض بشتختة حسينوه للبيع , و ختموها ببيع أقفاص عصافير الحب لا لشيء الا لفت نظر الحكومة للتدخل و ايقاف التداول
.


.
.

و صدق أو لا تصدق فقد تحقق حلم المتداولين بإصدار حكم محكمة – الإحم – بإيقاف التداول في شهر نوفمبر الغير مبارك لتبدأ الحكومة بتجفيس الأكمام و ارتداء خوذة الانقاذ من خلال تجميع استثماراتها المتناثرة حول العالم في محفظة واحدة و هي بالطبع المحفظة المليارية
.
و بالطبع دبّت روح التفاؤل من جديد في أرواح جثث ضحايا البورصة و بدأ الجميع في نشر تحليلاته و آرائه و توصياته و تحذيراته و توسلاته و تقعيداته و تقويماته و تنزيلاته و ترفيعاته للكيفية التي تجب على المحفظة المليارية التداول بها , هل تخُم السوق بالخمس ؟ أم الأفضل أن تنتقي الأسهم بالشوكة و السكينة ؟ هل تشتري الأسهم مع جرس البداية ؟ أم تنتظر جرس النهاية؟
.
و دقت طبول المحفظة , و بدأ العد التنازلي لدخولها السوق , و احتبس المتداولين أنفاسهم , نفس عميق , شهيق , زفير , زفير , شهيق , المحفظة داشة
.
.
و دشت المحفظة يوم الأربعاء لينخفض المؤشر عشرين نقطة , لكن المحفظة لم تيأس و دخلت يوم الخميس , لينخفض المؤشر مئة و ستين نقطة و يقفل السوق بابه على الـ 8400 نقطة , و نحن الآن غير متفائلين بدخولها في القادم من الأيام

لذلك فأرى أن من واجبي توجيه النصح الى المتداولين الأعزاء , بورصتكم ما منها فايدة , تظاهرتوا و نزلت , وقفتوا التداول و نزلت , ضخيتوا فيها المحفظة و هم انزلت , لم يبقى أمامكم الا طريق واحد , و هو طريق الادمان على العقاقير و المخدرات التي قد تساهم في نسيانكم لما يحدث و تقبلكم الخسارة بروح رياضية
.


Wednesday, December 24, 2008

إلجمهم يا بو صباح

.

الى سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح المحترم

أعلم يا سيدي الكريم أنك اليوم مشغول بالكثير من الهموم و المشاكل التي قد يكون لها أول و بالتأكيد ليس لها آخر , فقد علق سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح على صدرك وسام الثقة الخامس لرئاسة و تشكيل حكومة دولة الكويت القادمة , و نحن نعلم يا سيدي كم الضغوطات و الحسابات الدقيقة التي تزدحم اليوم على طاولتك من أجل تشكيل هذه الحكومة

أيضا نحن خير من يعلم عن ما يتربص بك من قضايا محلية ساخنة و متغيرات خارجية متسارعة تضعك في مواجهة أهوال لا تُحسد عليها , فأزمة اقتصادية تعصف في شمالك , و تهديدات باستجوابات مسبّقة تهبّ من يمينك , و نيران عداوات تشتعل من تحتك , و تحالفات هشة تسقط عليك من فوقك , بإختصار و بلا إطالة , اليوم ليس يومك , و ليس من الحكمة أن أزيد مشاكلك , و لكن القدر , هو من سيجعلك تسمح لي بمخاطبتك , و تسمح لنفسك – انشاءالله – بلجم نفاق جيادك

يا بو صباح , لم أشأ اليوم في اضافة المزيد من الهموم على قلبك , و لكن لساني عاجز عن الصمت أمام من يسعى لتلويث اسمك , و من يحاول عبثا أن يربط قاذوراته بثيابك , أعلم يا سيدي أنك بعيد عنهم , و هم يلاحقونك , تتهرب من تملقاتهم , و لا يزدادون الا التصاقا بك , فأنت أنت بهم و ما بهم , و هم لا شيء بأنفسهم , و غُبار هواء ان اصبحوا حولك

لقد اعتقد المفلسون في الأمس ان اسمك اصل في احدى شركاتهم , يتاجرون به مع مشتقات مصالحهم المشبوهة , هم يعتقدون – واهمين – أن المضاربة على سمعتك هي من سترفع أسهمهم عندك , و هي من ستفتح أمامهم باب تفريخ الثروات من جديد , بعد أن كُشفت عورات تلاعباتهم أمام الجميع , و لم يعد لهم شأن في الساحة الاقتصادية , خالص ... خالص ... خالص

لقد عادوا في الأمس الى جذورهم , و استخدموا اسلوب الابتزاز الرخيص ضدك أولا , و ضدنا ثانيا , فقد استعرضوا في مقالتهم الموبوؤة كل القضايا المثارة عليك , و كأنهم يلوّحون بها أمامك , ثم بدأوا بدق أوتادهم المسمومة حول خيمتك , و جعلوا من شباب هذا البلد أعداء لك , يتآمرون عليك و يتلقون الأموال للنيل منك , و بعدها أسقطوا عامود هيبتك و علو مقامك , عندما البسوك ثوب الضعيف المتقهقر المنعزل المستجدي للعطف , و الغارق الذي ينادي بقية الغارقين لإنقاذه , لينتهي ابتزازهم بلوحة سيريالية قبيحة , رسموا فيها أسدا يتقاتل مع أشباله , و فأرا خسيسا يحشر نفسه بينهما , ينتشي فرحاً من نشبة مخلب , و يتقافز مصفقا لغرسة ناب

نعم يا سيدي , عليك اليوم أن تعيد الأمور الى نصابها , و أن تضع حدا قاطعا لعنان خيال الفئران , فالأسد و إن اختلف مع أشباله , يظلّ هو منبعهم و هم امتداده , و ليس للفئران مكانا في العرين , خاصة و أن بعض هذه الفئران مليئة بالأوباء المعدية التي لا نقبل لها أن تصيبك , أو أن تكون بمحيطك , فالرجاء كل الرجاء , ضع حدا لهذا العبث , فحاجتك لهم لا شيء , و حاجتهم لك كل شيء , سنكون معك , و بجانبك , و من خلفك , لنلجم أئمة النفاق

حفظ الله الكويت و شعبها من كل فتنة

Saturday, December 20, 2008

يا داو ما دخلك شر

قبل عدة أسابيع فوجئنا بظهور أزمة جديدة على سطح الساحة السياسية الكويتية و هي أزمة صفقة انشاء شركة كي داو المملوكة مناصفة بين شركة داو كيميكال الأمريكية و شركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية و المملوكة بالكامل لشركة البترول الكويتية المملوكة لحكومة دولة الكويت

و لأكن صريحا معكم لم أهتم كثيرا للموضوع في بداية الأمر كوني استنتجت مبكرا ان السالفة تصفية حسابات بين الحرامية و أنها متجهة الى الطمطمة بعد اعادة توزيع الحصص بنسب ترضي – و تُسكت – الجميع , لكن و كما يقال كثرة الدق تفك اللحام , و كثرة اللغط حول الصفقة جعلني أحاول البحث في خلفيات الموضوع , و عجبا ما رأيت

حاولت في بداية البحث عن شركة داو لمعرفة تاريخها و نشاطاتها , و قد اكتشفت أنها شركة عملاقة و عريقة يمتد تاريخها الى أكثر من مئة عام , أيضا تعمل هذه الشركة في نشاطات عديدة كالزراعة و الغذاء و النقل و البناء و الصحة و الماء و الأثاث و النفط و الغاز و البتروكيماويات

و بعد القليل من البحث في موقع ياهو فاينانس استطعت الحصول على كم معقول من المعلومات عن هذه الشركة , في البداية أعرض لكم رسم يوضح أداء سهم شركة داو خلال السنتين الماضيتين
.
.
نلاحظ من خلال الرسم الاتجاه السلبي للسهم خلال السنتين الماضيتين , فقد كان تداول السهم يراوح الأربعين دولارا و وصل قبل أيام قليلة الى 16 دولار , و من ثم بدأ بالصعود ليستقر بجانب العشرين دولارا بعد الاعلان عن صفقة الشركة مع الكويت

و قد أثار هذا الهبوط في سعر السهم الكثير من التساؤلات , و هذا ما جعلني أبحث في أرباح الشركة في الثلاث سنوات الماضية
.
.
أيضا كما تلاحظون فإن أرباح الشركة تتجه جنوبا خلال السنوات الثلاث الماضية , و بالمقارنة مع القطاع الذي تعمل به اكتشفت أن أداءها أقل ربحية من أداء منافساتها
.

.
هنا بدأت بالشك في هذه الشركة و فضلت الاطلاع على كبار المساهمين فيها
.

.
أعترف هنا أن أسماء كبار المساهمين في الشركة جعلتني أطمئن قليلا على وضع الشركة كونها مملوكة من كبرى الشركات الاستثمارية في العالم و هذا ما زادني حيرة حول هذه الشركة و مدى جدوة مشاركتها في مشروع ضخم تصل تكلفته الى 17 مليار دولار , و هنا لم يتبقى أمامي الا اللجوء الى آخر معيار لتحديد وضع الشركة و هو تقييم المحللين لها
.
.
و نصائحهم للمستثمرين عنها
.
.
و كما نشاهد هنا فإن أغلب المحللين أعادوا تقييم الشركة بشكل سلبي , الا أنهم لم ينصحوا ببيع أسهم الشركة , كان تركيزهم الأكبر على الاحتفاظ بأسمهما مع بعض النصائح المحفزة على الشراء

بعد اكتمال الصورة العامة للشركة بدأت بالبحث عن مشروعها مع الكويت , و هنا كانت الصدمة

المشروع عبارة عن تأسيس شركة جديدة تحت اسم كي داو و التي ستصبح من أكبر الشركات البتروكيماوية في العالم , و هنا نحتاج الى متابعة هذه المقابلة مع المدير التنفيذي لشركة داو حتى نعرف تفاصيل أكبر عن الصفقة

.



.



.

.

كما رأيتم بأعينكم و سمعتم بآذانكم , يقول الرجل و بشكل واضح أن نشاط البتروكيماويات يشكل ثلث الى ربع قيمة شركة داو , و قد اتفق مع الكويت على دفع مبلغ 17 مليار دولار لانشاء الشركة الجديدة , علما بأن القيمة السوقية الكاملة لشركة داو بجميع أفرعها اليوم تساوي 17 مليار دولار , و هذا ما جعل المذيع يصرح على الهواء " أرجو أن لا يسمع الكويتيون ما قلته " ثم يتكلم عن الطرف الكويتي و هو يسخر " هل هم أغبياء يريدون تبديد أموالهم في الهواء ؟ "

بصراحة لم أتحمل رؤية كل من هب و دب يشمت في الكويت و غباء – أو حرمنة – أصحاب القرار فيها , هذا المدير التنفيذي تظهر على وجهه بوادر النصب و معرفته الجيدة بتخليص الصفقات العملاقة مع المسؤولين الخليجيين , فكما تسمعونه يقول أنه في جولة خليجية للكويت و السعودية و الامارات لعقد صفقات مماثلة , و أعتقد هنا أنه لم يصدق اكتشاف هذا الكنز من المغفلين - أو الحرامية - الذين سيسعى لبيعهم فروع شركته المتعثرة , أيضا من المفيد معرفة عضويته في مجلس ادارة سيتي بنك الذي استطاع اقناع المسؤولين في الكويت و ابو ظبي بضخ المليارات في البنك الذي يتعرض لخسائر كبيرة بسبب أزمة الائتمان الأمريكية

أنا هنا لا أحاول الاستذكاء و رسم صورة خيالية حول الموضوع و اتهام الأبرياء , و لا أستطيع توجيه أصابع الاتهام مباشرة لرئيس الحكومة و وزير النفط بالفساد و الانتفاع من الصفقة , و لكني أستطيع أن أحملهم مسؤولية عدم الشفافية و تبديد أموال الدولة و تنفيع الآخرين , فالمشروع باختصار هو عبارة عن شراء سلعة قيمتها السوقية مئة دينار بسعر ثلاثمئة دينار
.
و بما أن الحكومة مستقيلة أصلا , فيا داو ما دخلك شر

Thursday, December 18, 2008

سقوط الأسماء

. .

منذ بداية الأزمة الاقتصادية العالمية و نحن نُصدم يوما بعد يوم بسقوط اسم كبير بعد اسم أكبر , و بالرغم من كوني أحد أشد المنتقدين شراسة لما كان يحصل في عالم المال و الاستثمار من عمليات نصب و احتيال يقع ضحيتها الآلاف من الأبرياء , الا أنني لم أحلم يوما برؤية هذه الأسماء العملاقة بجانب قوائم الشركات المفلسة أو الواقفة على حافة الانهيار

ليمان بروذرز , سيتي بانك , مارلينش , يو بي أس , جينرال موترز , فاني مي , فريدي ماك و غيرها الكثير من الأسماء التي يطلق عليها صفة الـ توو بيج تو فايل أو أكبر من أن تسقط سقطت بالفعل سقطات مدوية اهتز لها العالم بأسره , و مع سقوط هذه الأسماء سقط كل – تقريبا - ما تعلمته خلال سنوات الدراسة و القراءة عن عالم الاستثمار من قوانين و مباديء خُلقت و تبلورت على أيدي عباقرة الرأسمالية و نظام الاقتصاد المفتوح

ما يحدث اليوم في عالم الاستثمار هو صدمة أكبر بكثير من أن يستوعبها العقل , تخيل أن تكتشف اليوم أن حاتم الطائي كان بخيلا الى درجة المجعصة , أو تكتشف أن قيس بن الملوّح كان سرسريا يخون ليلى العامرية كل يوم مع خادمتها جمانة , نعم فهذه الأسماء هي آلهة الاستثمار و النجاح , هي من تحدد الحلال و الحرام في عالم المال , هي من تملك مفاتيح جنة الأرباح و جهنم الخسائر , هي من كانت تنزل علينا نواميسها و أنبياءها الذين كانوا يتفننون بعرض معجزات أرباحهم أمامنا و نحن لا نملك إلا التسبيح بحمدهم أو التضرع لقبولنا في جناتهم

.

.

اكتشفنا قبل يومين سقوط أحد أكبر الأسماء في عالم الاستثمار و هو اسم بيرنارد مادوف , الذي أدى سقوطه الى كشف المزيد من العورات بين البنوك و مدراء صناديق التحوط حول العالم , و تأتي صدمتي هنا في أن مادوف كان بجانب تميزه في عالم الاستثمار أحد أكبر الداعمين للأعمال الخيرية سواء في مجال التعليم أو في مجال الصحة و غيرها الكثير من المجالات , أيضا هو لم يكن ظاهرة مؤقته في عالم الاستثمار , فهو من عيال بطنها , يهودي مولود في نيويورك و أسس شركته في بداية الستينات و لم تكن بوادر النصب تظهر عليه الى أن وقع فاس الخمسين مليار براس مستثمريه التعساء

بالرغم من أنني لم أكن غنياً بما فيه الكفاية لأستثمر أموالي مع مادوف إلا أن سقوطه جعلني أعيش تحت الكثير من الهواجس المرعبة , فإن كان أكبرها و أسمنها طلع نصّاب و متهم بالاحتيال , فكيف سنثق بمن هم أقل منه سمعة و عراقة ؟ و إن كانت الأيام قد تجرأت على كشف صاحب الخمسين مليار , هل ستتردد من كشف الآخرين ؟ هل سنستمر في اكتشاف الفضيحة تلو الأخرى الى أواخر عام 2009؟ و من سيبقى على الساحة بعد ذلك ؟ و ما هي الانعكاسات المباشرة و الغير مباشرة لتبخر هذه المليارات في الهواء الطلق؟ كم وظيفة ستُفقد ؟ و كم شخص سيُطرد من مسكنه ؟ و كم طفل سيعجز والديه من سداد تكاليف دراسته ؟

أعتقد أننا اليوم تجاوزنا مرحلة الشماته في الآخرين و علينا الوقوف أمام أنفسنا و مراجعة أفكارنا و أهدافنا و محفزاتنا على الحياة ؟ نعم أنا عاشق – سابق – للرأسمالية و عدو قديم للاشتراكية الا أنني لا أرى مفر آخر للعالم غير اختراع نظام عالمي جديد ذو مفاهيم و أهداف و قيم جديدة تعيد برمجة الانسان من جديد , فقد أعمى الطمع أعيننا و أصمّت لهفة المال آذاننا , حتى وصلنا الى هذه الحالة المزرية

العالم يحتاج أن يتغير

___________________________________

من المفارقات أن يكون مادوف خريج جامعة هوفسترا , و هي الجامعة التي تخرجت منها , أيضا هو أحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة , يا عيب الشوم

Monday, December 15, 2008

رامبو الداخلية

نستمتع بمتابعة هذا المشهد الحربي بين جون رامبو و عدوه الضابط ويل تيسل
.



.


كلما تابعت هذه المشاهد القتالية في الأفلام يتبادر الى ذهني العديد من الأسئلة , فما هو ذنب
صاحب الدراجة النارية الذي ضربه البطل ليسرق دراجته و يهرب بها ؟ و ما هو ذنب سائق السيارة الملتزم بالقانون و الذي تعرض لحادث مميت نتيجة لتعدي البطل على قوانين المرور و اختراقه للاشارة الحمراء؟ و ما هو ذنب صاحب متجر الأسلحة ؟ و صاحب محطة البنزين ؟ حتى تحترق مصالحهم نتيجة حرب لا ناقة لهم بها و لا جمل؟

الا أن ما يهم المخرج هو أن يتمكن البطل من هزيمة أعداؤه , حتى و ان كان سيحتفل بهذا النصر المؤزر على جثث الأبرياء و مصالحهم , فالجمهور عاوز كده

و بما أننا في الكويت ننتظر تشكيل حكومة جديدة , قد تتغير فيها وجوه بعض الوزراء , أعتقد ان من واجبي اليوم لفت نظر سمو رئيس الوزراء المقبل الى أحد أهم أعضاء فريقه السابق , و الذي قد يكون لسوء الحظ أحد أعضاء فريقه القادم , ألا و هو نجم الساحة الكبير , وزير تصريحات الصفحة الأولى , الشيخ جابر الخالد الصباح , وزير الداخلية الأسبق

.

.

فالشيخ جابر الخالد رجل تتقطر من وجهه علامات الاخلاص و الصدق و التضحية من أجل الوطن , و أنا لا أشك للحظة في ذمته المالية أو ذممه الأخرى , فهو وزير هب ريح – عيني عليه باردة – يملك الجرأة و الشجاعة في اتخاذ مواقف لا يجرؤ غيره على اتخاذها , إلاّ اننا لا نستطيع غض البصر عن عيوبه اللي ما
تشيلها البعارين

فمنصب وزير الداخلية يحتاج الى رجل قادر على تحمل هذه المسؤولية , رجل مهني محترف في الموازنة ما بين الحفاظ على أمن الوطن و المواطنين و المحافظة على سرية المعلومات , بالاضافة الى القدرة على تطوير خدمات وزارة الداخلية و اسلوب تعامل رجال الأمن مع المواطنين , خصوصا و أننا نعلم ما أصاب صورة و سمعة رجال الداخلية من دمار أدى الى عدم التفريق بينهم و بين الحرامية و خارقي القانون

أما الشيخ جابر الخالد , فهو متأثر جدا بفيلم رامبو و طريقة تعامله مع الأمور , نعم هو يقفز دائما لتحمل المسؤولية , و لكنه يجعلنا نتحسر و نعض أصابع الندم على تحمله لهذه المسؤولية , فهو يصلح الخطأ بعشرة أخطاء , على سبيل المثال نتذكر تعامله مع
تأبين مغنية و تصريحاته السخيفة و المتضاربة في الصحف اتجاه المؤبنين , و النتيجة هي حكم المحكمة ببراءتهم جميعا و تحميل الدولة اثم مطاردتهم و ارهابهم بلا سبب أو تهمة حقيقية , بل أنه قام بتلفيق التهم لهم بالانقلاب على نظام الدولة , و قد كان رد رئيس الوزراء عليه بتوزير أحدهم

أما التكحيلة الثانية التي عماها الشيخ رامبو , فهي طريقة تعامله العشوائي مع قضية الانتخابات الفرعية , تصريحات و دوريات و هليكوبترات و اعتداء على رجال الأمن بالأحذية و الحجارة , و شنو النتيجة ؟ ماميش سلامة عمركم

لم نجد أي تهمة أو دليل فعلي على وجود هذه الانتخابات , بل الأنكى من ذلك أن جميع من شارك و نظّم و فاز في هذه الانتخابات نوابا يسرحون و يمرحون اليوم في قاعة عبدالله السالم , بل أن
اثنان منهم كانا السبب الرئيسي في استقالة الحكومة

أيضا لا نستطيع هنا تفويت اسلوب تعامل وزير الداخلية مع أهم قضية تتسبب اليوم في احراج الكويت دوليا و هي قضية
اضرابات العمال – البنغال – نتيجة تعرضهم للظلم و العيش تحت ظروف أقل ما يقال عنها لا انسانية , بداية من العمل و السكن و عدم الحصول على رواتبهم – مخصومة أصلا – خلال شهور , و عندما انفجر هؤلاء و قاموا ببعض أعمال الشغب للتعبير عن غضبهم جاء رامبو و رجاله ليخلط الحابل بالنابل و يجمع مئات البنغال في بكشة واحدة و يرسلهم على أوّل طائرة ون واي تكيت الى بنغلادش

أيضا هنا لم نسمع عن أي محاكمات أو اجراءات ادارية – قانونية - منظمة للتعامل مع هذه القضية و المتهمين فيها

لا أعلم ان ان كنت قد تمكنت من توضيح وجهة نظري في السيد وزير الداخلية أم أنكم تحتاجون الى المزيد من الأمثلة ؟ سأكون كريما معكم و سأذكركم بتعامله و تصريحاته المخجلة اتجاه قضية التجنيس , فقد أصبحت الهوية الوطنية ميدانا للتلاعب و التبربس تحت أنظار - أو اشراف - الشيخ جابر الخالد , بل أن الأسوأ من السيء هو ردة فعله على تهديدات
النائب أحمد المليفي و قيامه بسحب الجنسية من بعض هؤلاء ! هكذا تعطى الجنسية و تصدر المراسيم و يتم سحب الجنسية بلا ادنى شعور بالخجل أو تحمل مسؤولية الخطأ اتجاه هذه القضية

أخيرا و ليس آخرا أود أن أذكر سمو رئيس مجلس الوزراء – القادم بالب-صة القوية التي وجهها له وزير الداخلية السابق عندما تنحش من تحمل مسؤولية السماح
للفالي بدخول بالبلاد و أخبر النائب الطبطبائي بأنه أزال القيد الأمني خضوعا لأوامر عليا , و كانت هذه هي الشرارة المباركة لأول استجواب تاريخي يوجه الى سمو رئيس مجلس الوزراء , و المضحك هنا أن رامبو استمر في عشوائيته و قام بتسفير الفالي بعدها خوفا من النواب المستجوبون

الشيخ العزيز جابر الخالد , أقسم بالله أني لا أحمل اتجاهك أي مشاعر سلبية أو ضغينة , فأنا حالي من حالك أعشق متابعة أفلام رامبو , و لا أمانع من مصاحبتك لحضور هذه الأفلام في سينما
الأفنيوز في المستقبل القريب انشاءالله , الا أنني أمانع و أعارض و أشجب و أستنكر تنصيب شخصك – الكريم – كوزير قادم للداخلية , تمارس عبثك في اصلاح الخطأ بعشرة أخطاء

Wednesday, December 10, 2008

شفيك تخزّ ؟ ! ؟

.
بلد صغير

عدد سكان بسيط

الازدحام

المشاكل اليومية في البيت و العمل

الارهاق

أماكن الطلعة محدودة

بلاغة الشف

تتعاون كل هذه الأسباب على تحويل المواطن الكويتي الى مخلوق خزّاز يعيش على تنفس هواء الخز و التبحلق بالآخرين , فالكويتي – و الكويتية – يخزّك بالشارع و في أماكن العمل و في المجمعات التجارية و في المطاعم و حتى لو تصادف وجودك معه على نفس الأصنصير في مطار الخرطوم تجده يترك كل الموجودين و يتفرغ لخزّك , لا سلام لا كلام , فقط يخزّك , طبعا ستبدأ بالشك في نفسك و لسان حالك يقول خير انشاءالله؟ بايق حلال أبوك ؟ يدّك خاطب يدّتي سنة الطواعين و رافضته ؟

أنا شخصيا أعترف – بل أفتخر – بأنني خزّاز درجة أولى و قد تمرنت على يد أمهر الخزّازين المحترفين منذ نعومة أظافري , و المشكلة الآن أني بدأت أشعر بالقلق على نفسي من كثرة قراءة الأخبار اليومية المتعلقة بالخز و المشاكل الناتجة عنه

فهذا خبر عن طلاق زوج من زوجته بسبب خزّها لشخص آخر و هناك خبر آخر عن عشرين مراهق يطعنون زميل لهم بسبب خزة عابرة و غيرها الكثير من الأخبار المضحكة و المبكية التي تبرز الآثار السلبية الناتجة عن ظاهرة الخز , و بصراحة بدأت منذ سنتين بمحاولات جادة للتخلص – أو التخفيف – من عادة الخز , باختصار جرّبت كل الأدوية و التمارين المساعدة على التخفيف من هذه العادة و لكن بلا فائدة , حتى أنني أصبحت ألبس النظارة السوداء ليلا و نهارا لمنع الناس من ملاحظة نظراتي الخارقة

في الأسابيع الماضية قررت توجيه دعوات لعقد الجمعية العمومية لأعضاء جمعية خزني و أخزِك الخيرية و بدأنا بنقاش جذور المشكلة و التفكير بالحلول المقترحة لها , و قد توصلنا الى أن المشكلة ليست في الخزّاز – بطبيعة الحال – و لكنها في المخزوز , فلو تقبل كل مخزوز الخزّة بروح رياضية و صدر رحب لما حصلت كل هذه الكوارث , فما الضرر من أن يبادل المخزوز خزّازه بإبتسامة و كلمة الله بالخير؟

لماذا أصبحت ثقة المخزوزين بأنفسهم معدومة الى الحد الذي تجعلهم يقلبون الدنيا رأسا على عقب لمجرد تعرضهم الى خزّة عالطاير؟ لماذا يسارع المخزوز في ايجاد التفسيرات السلبية للخزة و لا يفسح المجال لأي سبب ايجابي ؟ قد يكون الخزّاز معجب بقصة شعرك أو قد يكون جائعا و سال لعابه على منظر زنودك – الراهية - من تحت أكمام الشيفون؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم , احمل أخاك على سبعين محملا من الخير و اليوم أصبحنا نحمل الآخرين على سبعين محملا من الشر و نبحث عن المشاكل بالتفق

فلذلك أطالب جمعية ركاز أو أي جمعية أخرى تملك الوقت و المال لتجميد حملات بدّلها و ثابت بأخلاقي و التفرغ لحملة جديدة بعنوان " الله بالخير " تهدف الى مكافحة مشاكل الخز و نشر روح التسامح و السلام بين الخاز و المخزوز

Wednesday, December 03, 2008

برافو أخلاق

.
قبل عدة سنوات نزلت عند نصيحة أحد الأصدقاء و قمت بقراءة كتاب فريكنومكس للكاتب المشهور ستيفن ليفيت , و قد أغراني صديقي بقراءة الكتاب تحت عذر أن طريقة تفكيري و تحليلي للمشاكل – عشتو - تتشابه نوعا ما مع طريقة تحليل هذا الكاتب , فهو يتبع مدرسة التحليل الغير مباشر بمعنى أنه يبحث عن العوامل المباشرة و الغير مباشرة من جميع جوانب المشكلة و لا يكتفي بأوضح الأسباب أو أقلها حاجة للتفكير و التعمق

و بالرغم من أني نسيت أغلب ما قرأته في هذا الكتاب – الكبر شين – الا أنني لا زلت أتذكر أحد أهم الأمثلة التي طرحها الكاتب و هي ملاحظة انخفاض جرائم الأحداث في الولايات المتحدة في منتصف التسعينات , و كانت السلطات الأمنية في الدولة ترجع سبب هذا الانخفاض الى بعض الاجراءات الناجحة التي قامت بها كتشديد ضوابط بيع و تملك الأسلحة

طبعا كاتبنا الفذ لم يقتنع بهذه الأسباب و بدأ بالبحث و التحري عن الأسباب الحقيقية وراء الانخفاض الملحوظ في معدل جرائم الأحداث و توصل الى أن السبب الرئيسي في ذلك لم يكن له علاقة ببيع و تملك الأسلحة أو الاجراءات الأمنية المشددة من السلطات الأمنية , فالسبب الرئيسي يعود الى بداية السبعينات عندما خاضت احدى الفتيات معركة قضائية للحصول على حقها في اجهاض جنينها الذي لم تكن ترغب في ولادته , و قد كان فوزها بهذه القضية سابقة فتحت المجال أمام فتيات الولايات المتحدة بالاجهاض قانونيا إن كانت لا ترغب في الجنين

و تعتمد نظرية ليفيت على أن قيام الكثير من الفتيات المراهقات – الحوامل – بالتخلص من الأطفال الغير مرغوب فيهم كان السبب الرئيسي في تقليل عدد الأطفال الغير مرغوب فيهم و هم في العادة أغلب من يرتكب الجرائم في سنين المراهقة بسبب عدم حصولهم على الجرعة الكافية من الرعاية و التربية السليمة

طيّب , و احنا شكو؟

ناخذ بريك اعلاني تتسلون فيه بهذا الفيديو و نعود لكم

حدث هذا المشهد الطريف قبل ثلاث سنوات و قد قمت في حينها بكتابة مقالة أستنكر فيها قيام الشيخ طلال برعاية و حماية هذا اللاعب و تخفيف العقوبة المقررة عليه من الاتحاد الآسيوي لكرة السلة

و قد لاحظ الجميع ارتفاع معدل العنف – و درجته – في الملاعب الكويتية خلال السنوات الأخيرة , حتى أننا رأينا مجموعة من جماهير العربي يتهجمون على الحكم عطاالله جطلي في أول مباراة لفريقهم في الدوري العام , و قد كانت خسارة الفريق واحد صفر من نادي كاظمة و هذه نتيجة عادية لا تستحق كل هذا الغضب المفتعل , و الأسوأ من ذلك أن الحكم أعطى العربي 17 دقيقة وقت اضافي الا أن هذا لم يشفع له أمام بعض الجماهير الثائرة

و في الأيام السابقة شهدت الملاعب اهانة و تعدي خارق على الحكمين حميد عرب و سلمان الميل و هذا ما جعل الأول يهرب من المباراة و اعتزال التحكيم و لجأ الثاني الى القضاء للحصول على التعويض , أنا شخصيا أعتقد أن على جميع حكام الكويت التضامن مع زملاءهم و الامتناع عن تحكيم أي مباراة الى أن يقوم المعنيون باعادة ترميم هيبة الحكم و شطب كل لاعب و اداري – زبوط – يتطاول على الحكام و يتجرأ على اهانتهم

أيضا علينا جميعا البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا العنف المتزايد في الملاعب , أنا أدعي دائما بأني- كنت – رياضي مخضرم و أستطيع بسهولة أن أقول بأن ما نشاهده من عنف لا علاقة له لا بالحكم و لا بالمباراة و لا بالرياضة , أعتقد أن الأسباب الحقيقية أعمق من ذلك بكثير , و لا أبالغ ان قلت بأن زيادة حالات الطلاق و التفكك الأسري و التسيب الواضح – في التربية - عند الجيل الجديد من الآباء و الأمهات له علاقة مباشرة بما نشاهده اليوم من استسهال للاعتداء على الآخرين و استخدام العنف كوسيلة مفضلة للتعبير عن الغضب

ترى لو كان ستيفن ليفيت عندنا و أراد أن يحلل الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة ماذا سيكتب ؟ هل سيتكلم عن ادخال اللاعبين في الصراعات السياسية بين رؤساء الأندية ؟ هل سيتحدث عن أثر حالة التجميد العام للقانون في هذا البلد ؟ هل سيتكلم عن علاقة التدين المصطنع و اتصاله بجذور هذه المشلكة ؟ هل سيرجع المشكلة الى التفكك الأسري و الغياب الواضح للقدوة الحسنة أمام المراهقين ؟ حقيقة لا أعلم , و لكني أعلم تماما بأننا نعاني من مشكلة خطيرة , قد تكون سببا في انهيار دولة الكويت , و ازدهار غابتها