Saturday, October 31, 2009

امازون كندل

يعتزم بعض الأصدقاء القيام بتحرك رمزي اليوم أمام معرض الكتاب اعتراضا على الرقابة السخيفة المفروضة على بعض الكتب
.
.
أنا شخصيا تعديت مرحلة الاكتراث بالرقابة منذ سنوات طويلة حيث أنني أقوم بشراء كل ما احتاجه – و زيادة – من كتب عند السفر أو من خلال الأنترنت , و بالرغم من الكلفة العالية للشحن الا أنني منسجم تماما مع هذه الطريقة و أصبحت عادة موسمية عندي
.
في الفترة الأخيرة بدأت أسمع عن اختراع جديد يسمى أمازون كندل , فهذا الكندل جهاز صغير و خفيف يشبه في ملامحه أجهزة الهواتف النقالة كالـ آي فون مع فارق صغير بالحجم , و من خلاله تستطيع أن تقتني و تقرأ الكتب
. .
و بالرغم من علاقتي السيئة بالتكنلوجيا الا أنني أفكر جديا في استخدام هذا الجهاز , فالجهاز يُباع بسعر 259 دولار – تقريبا 70 دينار كويتي – و هو خفيف الوزن و صغير الحجم تستطيع حمله في أي مكان و أي زمان
.
أيضا يتميز الجهاز بمساحة تخزين تتسع لـ 1500 كتاب الكتروني , و تستطيع من خلاله قراءة الكتاب و تدوين ملاحظاتك عليه و البحث داخل الكتاب مع امكانية تكبير الخط و قاموس فوري للكلمات
.
.
و الميزة الأكبر في الجهاز أن الكتب تُباع من خلاله بأسعار أقل من شراء الكتب الورقية , أيضا سيوفر عليك الجهاز تكاليف الشحن و التخزين حيث أن الكتاب سيصلك خلال دقيقة واحدة فقط من طلبه , و بالطبع لن تحتاج الى مساحة كبيرة للتخزين حيث أن كل كتبك ستكون مخزنة في هذا الجهاز الصغير
.





.
أما سلبيات هذه الجهاز فهي – نظريا – محدودية العناوين المتاحة فيه , فحاليا تحتوي مكتبة أمازون للكتب الألكترونية على 300 ألف عنوان , و هي أقل بكثير من عدد الكتب التقليدية , أيضا لن تتمكن من قراءة الكتب العربية في هذا الجهاز , و لا تنسى هنا أنك فعليا لا تشتري الكتاب نفسه و لكنك تحمله ألكترونيا مما يجعلك عرضة لخطر سرقة الجهاز أو تلفه لأي سبب
.
و أبرز السلبيات بالنسبة لي على الأقل هو عدم التمكن من ملامسة الكتاب و تحسس أوراقه و الاحتفاظ به و اهدائه و توريثه مما يفقد الكتاب سحره المعتاد
.
أرجو مِن مَن لديه خبرة فعلية في عالم الكندل و الكتب الألكترونية أن ينصحنا في مميزات و سلبيات هذه
التجربة , و هل يعمل الكندل بسهولة في الكويت أم لا ؟
.
شكرا

Wednesday, October 28, 2009

جويهل أمريكا

.
يترقب الكثيرين هذه الأيام بداية البث المباشر لقناة السور الفضائية و التي يملكها مرشح مجلس الأمة السابق محمد الجويهل , و قد اكتسب الجويهل شهرته و شعبيته – للأسف – من خلال العزف على وتر موضوع مزدوجي الجنسية
.
بالطبع أنا لست من المتحمسين لأصحاب الجناسي المزدوجة و أعرف الكثير عن المشاكل التي يتسبب بها هؤلاء الا أن هذه المشكلة و غيرها من المشاكل الحساسة كقضية البدون لا تُحل بإسلوب الجويهل
.
فالجميع يتفق على أن ازدواج الجنسية خطر على الكويت و على بلد الجنسية الأخرى , الا أننا نعلم أيضا أن هذه القضية تخص نسبة كبيرة من الكويتيين و لها جذور تاريخية ليس المذنب الوحيد فيها الشخص الحاصل على الجنسية , فهناك حكومة تعلم بأنه مواطن لدولة أخرى و لكنها أصرت على تجنيسه , و أنا شخصيا لو عُرِض علي الحصول على جنسيتين مع الامتيازات المادية و المعنوية فلن أرفض , خصوصا ان كان ذلك بلا مشاكل قانونية و بعلم تام من الجهات الحكومية
.
الهدف من هذا الموضوع ليس الحديث عن مشكلة ازدواج الجنسية فهذه مشكلة معقدة لا يستطيع مُخيخي على حلها , أما الهدف من هذا الموضوع فهو التركيز على الشعبية الكبيرة لطرح محمد جويهل و الذي يغمز و يلمز و يتشفى بشكل غير مباشر من البدو أو من يسمون أنفسهم أبناء القبائل , فبالرغم من المخارج الكثيرة للرد على هذه التهمة الا أننا نرى بوضوح تعمده المتكرر للتقليل من شأن هذه الفئة , و هذا ما أكسبه شعبية كبيرة عند 3500 شخص ممن يختزلون مشاكل الكويت كلها في البدو أو ابناء القبائل
.
.




.
.




.
.
و الغريب في الأمر هنا أن هذا الطرح المبني على أساس العنصرية لا يجد له آذان صاغية في الكويت فقط , بل أنه أصبح سلعة رابحة في البلدان المتقدمة و على رأسها الولايات المتحدة , فالمذيع الشهير جلين بيك و المشهور بتعليقاته الاستفزازية يحقق شعبية كبيرة في بلاده , بل أنه يتقاضى مبلغ و قدره 23 مليون دولار كأجر سنوي مقابل برامجه كما يذكر موقع الويكبيديا
.
و السؤال الذي أردده على نفسي هل السبب في انتشار هذا الطرح هو شُح الموارد و الصراع العرقي عليها ؟ أم أنه رد فعل عكسي على عنصرية سابقة ؟ أم أنه هروب الى الأمام من حل المشاكل المعقدة بطريقة سليمة من خلال إلقائها على كبش الفداء الآخر في المجتمع ؟
.
لا أعلم عن ذلك , و لكني متيقن بأن لكل فعل رد فعل , و عندما تُترك الأفعال و ردودها بيد سقط القوم فلا أحد سيأمن العاقبة في المستقبل , و النار لا تُميز أي الخيوط تُشعل من بين قماش الخيمة , الموضوع يحتاج الى دراسة و علاج متأني , أدعو الجميع الى عدم المساهمة في اشعال هذه الفتنة و الانجراف في هذه النقاشات العقيمة
.
اللهم احفظ الكويت بمن فيها

Monday, October 19, 2009

بغداد أم الكويت

اليوم بالصدفة و أنا أقرأ أحد الكتب
.
وجدت هذه الفقرة
.
و هي منقولة من كتاب الكامل في التاريخ
.
لإبن أثير الجرزي
.
عن فتنة الحنابلة في بغداد
.
سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة هجرية
.
.
اقرؤوها جيدا
.
و قارنوا بينها و بين ما نعيش فيه اليوم
.
قويت شوكة الحنابلة
.
يكبسون على دور القواد و العامة , يعني يتدخلون بخصوصيات الناس
.
و ان وجدوا نبيذا أراقوه , يطبقون فهمهم للنهي عن المنكر بالقوة
.
و ان وجدوا مغنية ضربوها , يعتدون على الناس
.
اعترضوا في البيع و الشراء , يدخلون الدين في غير شأنه
.
اعترضوا على مشي الرجال مع النساء و الصبيان , يعني سوء الظن و اتهام الناس
.
ضربوه و حملوه الى صاحب الشرطة و شهدوا عليه , شهادة الزور
.
فهل نحن نتكلم عن
.
بغداد 323 هجري
.
أم
.
كويت 2009
.
؟
.

Wednesday, October 14, 2009

هايف , كشف التسلل - 2

.
انهينا المقالة السابقة في بيان سبب تحمسنا المفرط لفوز النائب الفاضل محمد هايف المطيري بعضوية مجلس الأمة , فهو من سينزع ورقة التوت عن التيارات المستغلة للدين كاشفا عوراتها أمام جماهيرها أولا , و الغير شاعرين بخطورة مساوماتها ثانيا
.
أما السبب الحقيقي لتشجيعي سؤال النائب هايف و رد ادارة الفتوى عليه فهو ايماني المطلق بقانون نيوتن القائل بأن لكل فعل رد فعل يساويه في القوة و يعاكسه في الاتجاه , فقوانين الأسلمة السابقة كانت تتسم بالميوعة و الضبابية مما يعطي المجال للفاعل و المفعول به عدم الالتزام بها , لذلك كان الشعب لا يكترث بها و لا يتحرك بجدية لإظهار رفضه لها و لمن يسعى لتطبيقها , أما اسلوب النائب هايف في اللجوء الى الفتاوى الشرعية فهو اسلوب مباشر لا يحتمل الميوعة , لذلك سيضطر الشعب لرفض الالتزام بها بشكل مباشر و من دون ميوعة أيضا , فالكويتيون قد يتقبلون بعض القوانين تحت عذر المحافظة على الثوابت , الا أنهم لن يقبلوا أبدا وصاية أحد على ملابس و تربية بناتهم
.
.
و بالعودة الى الفتوى نجد أن سؤال النائب هايف شمل بشكل لا يقبل للشك المرأة الكويتية المسلمة سواء كانت مرشحة أو ناخبة أو عضواً أو وزيراً , و هنا نركز على كلمة ناخبة , مما يعني شمول الفتوى لمئات الآلاف من المواطنات المشاركات في العملية الانتخابية و عدم قصورها على نائبتين و وزيرة , و بالتالي فإن الفتوى تتعلق بزوجتي و أختك و والدتي و ابنتك , و ليست مقتصرة على أسيل و رولا و موضي , فهل سنقبل وصاية هايف و وزارة الأوقاف على أخلاقنا و شؤوننا الخاصة ؟
.
ان العالم اليوم يتغير من حولنا من حيث لا نشعر , أو من حيث لا يشعر النائب محمد هايف و رفاقه , ففي السابق كنا نطلق على العالم صفة القرية الصغيرة , أما اليوم فقد أصبح هذا العالم كالبيت الصغير داخل هذه القرية , الكل يتأثر بالكل و الكل يتابع و يتفاعل مع ما يحدث داخل حدود الآخرين , فالأنترنت و القنوات الفضائية و وسائل النقل الرخيصة تساهم في نقل الانسان و المعلومات و الخبرات و الأحداث حول العالم بشكل غير مسبوق , و الكويت دولة صغيرة ذات تاريخ و عمق ثقافي متواضع نسبيا عند المقارنة بدول الجوار كالحضارة الفارسية و حضارة بلاد الرافدين و حضارة شبه الجزيرة العربية , لذلك نجد أن قابليتها للتأثر أكبر من قدرتها على التأثير
.
و عند القاء نظرة سريعة على ما يجري حولنا في هذه المحاور الثلاثة نجد أن العراق تنفس للتو صعداء الحرية و الديموقراطية , و هو يتمخض في تفاعلات محمومة تختلط فيها الديموقراطية بدماء شهداء العمليات الارهابية التي يُتهم بتنفيذها المتشددين دينيا , و عند النظر الى ايران نجد أنها أيضا تعيش في نشاط ديموقراطي و أجواء محمومة نتيجة الانتخابات الأخيرة و التهديدات الأمريكية المستمرة في توجيه ضربة عسكرية لمفاعلها النووي , أما المملكة العربية السعودية فهي تشن حرب علنية ضد ارهاب المتشددين دينيا بالاضافة الى التوجه الواضح للملك عبدالله نحو الانفتاح من خلال اعطاء المرأة السعودية المزيد من الحريات و المناصب القيادية و افتتاح الجامعة الجديدة التي سيكون فيها التعليم مشترك
.
.
و لا ننسى هنا القوة الخارجية الأكثر تأثيرا على الكويت و العالم و هي الوصاية و الضغوطات الأمريكية المستمرة , فأمريكا تسيطر على العراق , و أمريكا تلوح بضرب ايران , و لأمريكا مصالح ليس لها أول و لا آخر مع دول الخليج الأخرى , و علينا عدم توقع تغافلها عن ما يحدث في الكويت على المستوى السياسي و الديموقراطي , فالكويت هي القاعدة الأمريكية الأهم و الأكثر استقرارا في المنطقة , و أمريكا لن تفرط بهذا الاستقرار لأجل عنتر و عبلة التيارات الاسلامية المتشددة
.
و بغض النظر عن الوضع الاقليمي و الظروف الخارجية نعود أدراجنا الى الداخل و نلقي نظرة سريعة على مستجدات الساحة , ذكرنا في المقال السابق أن هوس الأسلمة ساهم في تكاثر و نمو نفوذ التيارات الدينية , و قد استغلت هذه التيارات هذه السنوات الذهبية في تمرير كل ما يخطر على بالها من قوانين سطحية أضرّت أكثر من ما أفادت , و بذلك استهلكت هذه التيارات رصيدها التشريعي الى أن وصلت الى مرحلة الافلاس , فلم يعد لديها ما تقدمه سوى المزيد من المفرقعات الهوائية
.
و على نفس النهج الاستهلاكي استغل رموز هذه التيارات تلك السنوات الذهبية في تضخيم ثرواتهم الخاصة عبر الحصول على مناقصات و مشاريع بعشرات الملايين , و هذا ما وسّع الفجوة بين هذه القيادات و جماهيرها الشابة , أيضا ساهم هذا الشغف وراء المال في تبديل صورة المتدين – الظاهري – في أعين العامة , فاللحية كانت تفرض سابقا الهيبة و الوقار على صاحبها , الا أن الجيل الجديد من المراهقين أصبح يصنف اللحية كأهم اكسسوارات النصب و الاحتيال و التكسب السريع , و قد ساعدت الوسائل الاعلامية في ذلك
.
و بذكر وسائل الاعلام نأتي الى أهم عوامل تفتيت النفوذ السياسي للتيارات الدينية و هو الأنترنت و القنوات الفضائية , فقبول الناس بالوصاية الدينية كان مقروناً بحاجتهم الدائمة لاستشارة رجل الدين في كل شاردة و واردة , الا أن الأنترنت يتطور يوما بعد يوم ليغطي احتياجات الناس من معلومات في كافة مجالات الحياة الدينية و غيرها , أيضا تساهم القنوات الفضائية بشكل غير مباشر في تعرف المجتمعات على الثقافات الأخرى , و بالتالي تقبلهم التدريجي لها , فمن منا لم يشاهد والدته تمسح دموعها و هي تتابع برنامج أوبرا وينفري الشهير
.
.
الخلاصة هي أن جميع العوامل تسير في الاتجاه المعاكس للمفاهيم و العادات التي تساعد التيارات السياسية الدينية في السيطرة على المجتمع , فـ هوس الأسلمة التشريعية أعلن افلاسه , و نظرة العوام لرجال الدين لم تعد مقدسة كالسابق , و الخلافات الداخلية تنهش بلحوم هذه التيارات , و على الجانب الآخر استُبدلت موضة الأسلمة المفلسة بموضة الحرية المُدعمة اقليميا و عالميا , أيضا تساهم التكنلوجيا في تقريب الشعوب و لم تعد الأذن المحلية تستسيغ الدعاء على اليهود و النصارى بعد صلوات المساجد , و هكذا فإن النائب الفاضل محمد هايف يقدم للمجتمع خدمة جليلة في تسريع عملية رفع الحرج عن الشعب و التمرد على وصاية هذه التيارات و التخلص منها , و هذا ما يجعلني باختصار أحبه
.
انتهى

Monday, October 12, 2009

هايف , كشف التسلل - 1

.
استهجن بعض الأصدقاء ردة فعلي المتفائلة على نجاح النائب الفاضل محمد هايف المطيري في انتخابات مجلس الأمة الماضية , و استهجن نفس الأصدقاء و بشدة ردة فعلي السوبر متفائلة تعليقا على رد ادارة الفتوى في وزارة الأوقاف على سؤال النائب حول مدى التزام النائبات بالمادة الأولى من قانون الانتخابات و التي تنص على شرط الالتزام بالقواعد و الأحكام الشرعية للمرأة عند المشاركة السياسية , و خصوصا في التوزير و الانتخاب و الترشيح , و قد كان رد الادارة بالآتي
.
يجب على المرأة المسلمة عند ظهورها أمام الرجال الأجانب عنها الالتزام بالحجاب الشرعي , و هو ما يستر عامة بدنها سوى الوجه و الكفين , و يشترط فيه أن لا يشف حتى لا يرى منه شيء من البدن , و ألا يكون ضيقا يصف تفاصيل البدن , و أن لا يكون لافتا لنظر الرجال اليها
.
و قد طالبني أحد هؤلاء الأصدقاء بشرح وجهة نظري – المتفائلة – في الموضوع على طريقة ضحكنا معاك يالحبيب , و بالرغم من أن الموضوع يطول شرحه الا أنني سأختصر الشرح في حلقتين و لن أحول الموضوع الى مسلسل رمضاني كالعادة
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا
.
من طبيعة البشر أن يجنحوا نحو التدين عند التعرض للأزمات و المصائب , و بالعودة الى تاريخ الكويت القريب نجد أن شعب الكويت تعرض لعدة مصائب منذ بداية الثمانينات , كانت الأزمة الأولى في سوق المناخ ثم انعكاسات الحرب العراقية الايرانية و أخيرا ختام حقبة الثمانينات بالغزو العراقي الغاشم الذي استمر لسبعة شهور لم تمر على الكويت أمرّ و أشد منها
.
و بطبيعة الحال خرج الكويتيون من هذه الأزمات و هم يتساءلون عن سبب تعرضهم لهذه الكوارث ؟ و كان الجواب الطبيعي أن سبب تعرضهم لهذه الكوارث هو ابتعادهم عن الله و انشاغلهم بالدنيا عن الآخرة , و قد ترسخت هذه النظرية في أذهان شرائح كبيرة من المجتمع مما جعلهم يحاولون التقرب الى الله لكسب رضاه من خلال عودتهم الى الدين و التزامهم به
.
و بسبب الفقر الثقافي و الكسل الفكري المتجذر عند غالبية أبناء الشعب تحولت محاولاتهم للتقرب الى الله الى هوس التدين الظاهري و التسابق المحموم على نشر كل شيء اسلامي , فالاقتصاد اسلامي و الاعلام اسلامي و الجامعة إسلامية و الملابس إسلامية و حتى الحفلات الغنائية لم تسلم من فيروس الأسلمة , و نتيجة لهذه الفوضى الفكرية بدأت تطفو على السطح تجمعات سياسية تقتات و تعيش على استغلال هذا الهوس العام بكل ما هو اسلامي
.
و قد اكتسبت هذه التجمعات الاستغلالية الثقة في بداية الأمر فحصلت على تأييد شعبي كبير لتمرير قوانينها المسماة زورا و بهتانا اسلامية , و لكن أساس نجاحها كان بلا شك اتقانها للعبة السياسة التي تتطلب اجادة فن المساومة و المقايضة للوصول الى أنصاف الحلول
.
فهم يريدون انجاز قانون يحمل صفة الزكاة الاسلامية بأي شكل من الأشكال , فكان الطلب 2 و نص بالمية و عند عدم قدرتهم على ذلك قبلوا بالواحد بالمئة الغير اسلامية و أكتفوا بإطلاق لقب الزكاة عليها , أيضا يطالبون بمنع اقامة الحفلات الغنائية و عند عدم القدرة على ذلك دسّوا ضوابطهم في القانون حتى يسبغوا عليه الصفة الاسلامية , و هم كما يعلم الجميع ضد حصول المرأة على حقوقها السياسية من الأساس و عند عدم قدرتهم على الوقوف في وجه هذا الحق اشترطوا فيه الالتزام بالـ " زي " الشرعي للمرأة حين تمارس هذا الحق
.
و بهذا أصبحت هذه الفئة تتقن فن المساومة و الابتزاز السياسي أفضل من ابليس نفسه , فأغرقوا البلد بقوانين هشة ليست قابلة للتطبيق الا أنها - و على خرابها - كافية لإرضاء غرور جماهيرهم الساذجة المتعطشة لكل ما يحمل ماركة إسلامي , و الطريف في الأمر أن ازدياد انتشار هذه القوانين السخيفة بدأ يكشف الغطاء شيئا فشيئا عن قيادات هذه التجمعات أمام جماهيرهم , فالقوانين مبهمة و غير قابلة للتطبيق , و عند محاولة تطبيقها يصطدمون بمساحة المزاجية فيها , و هذا ما جعلهم يتناسونها و لا يتذكرونها الا في أوقات الحاجة كالمواسم الانتخابية و فترات حاجتهم لإبتزاز الحكومة
.
.
و هكذا تشرذمت البلاد و قوانينها تحت رحمة هذه العصبة , الى أن انقشعت الغبرة عن النائب الفاضل محمد هايف , هذا الفارس القادم من عصور الظلام لتطبيق فهمه للاسلام حرفيا على البلاد , فلا تلاعب سياسي و لا مساومات و لا ابتزازات , فـ هايف لا يهمه مستقبله السياسي و لا يهمه تحالفه مع الآخرين , فهو لا يسعى للمكاسب المادية و لا يمثل حركة سياسية تتجار في الدين من أجل بعض المناصب القيادية
.
و هكذا كشف هايف تسلل التيارات السياسية الاستغلامية , فهو كالبلدوزر قادم بقوة و لن يفوت أي فرصة للأسلمة , مما أوقع الاخونجية و السلفجية في مأزق , فهم ان تخاذلوا في نصرته سيخسرون جماهيرهم الساذجة المتعطشة للاسلامبيري , و ان نصروه سيخسرون فرصة المساومة على المكاسب السياسية و سيصبحون متطرفين إقصائيين في نظر أتباع المذهب الوسطي المحافظ
.
يتبع

Friday, October 09, 2009

لأجلك سيدتي

.
مرض خبيث آلم الكثير من الأعزاء
.
أتمنى لكم الصحة و العافية
.