.
اليوم الصبح قمت من النوم على صوت رنّة البي بي فأمسكت به لأرى ما الخبر؟
.
كان الخبر عبارة عن نكته من نكت الأخ عزيزي هذا نصها
.
عزيزي اليِني , بخصوص تمشي بين الناس و محّد يشوفك , داش أوفلاين مثلاً ؟
.
أعلم بأن هذه النكتة تُصنف تحت خانة النكت المليقة عند الكثيرين , لكن بصراحة كانت مضحكة جدا بالنسبة لي , لذلك و من باب عُضويتي في إتحاد إرسم إبتسامة على وجه أخيك المسلم قمت بإرسال النكته إلى جميع أعضاء قائمتي البي بي ية بمن فيهم صديقي حمدي المرسل الأصلي للنكته
.
بعد خمس دقائق رد علي حمدي غاضبا
.
حمدي , شكو دازلي النكته ؟ نسيت إني أنا دازها لك قبل شوي ؟
.
أنا , لا ما نسيت , بس النكته ئـ تضحك
.
حمدي , أوكي بس أنا إللي دازها لك , يعني أعرفها , شكو دازها لي
.
أنا , مايخالف , بس إذا كانت النكته حلوة و ئـ تضحك , ليش تمانع من إنك تقرأها مرة ثانية ؟
.
حمدي , شفيك ما تفهم ؟ أقولك أنا إللي مألفها , أكيد ما راح تضحكني للمرة الثانية
.
أنا , إي بس إذا النكته كانت جيدة , المفروض ما تقل درجة حلاوتها من المرّة الثانية
.
حمدي , لا يبا يا إبن الـ طــوط طـــــــــــــوط طـــــــــــــوط
.
ما يهمني هنا هو ليس مشكلتي مع الأخ عزيزي أو الأخ حمدي , إهتمامي بشكل خاص في طبيعة الإنسان الحديث و سرعة خسارته للإحساس بالمتعة , و السؤال هنا , هل نحن نستمتع بالشيء ؟ أم أننا نستمتع بالأسبقية فقط ؟ و لو كٌنا نستمتع بالشيء نفسه فلماذا تقل درجة متعتنا فيه في المرة الثانية و الثالثة ؟
.
مثال واضح على ذلك مباريات كأس العالم , فعندما كنت في لبنان كان البعض مستعد لدفع 50 دولاراً لمتابعة المباراة على الهواء مباشرة في السوليدير , لكن نفس الشخص سيشعر بالضجر و الملل لو طلبنا منه مشاهدة هذه المباراة في اليوم التالي ,و سؤالي هو هل يستمتع هذا الشخص فعلاً بـ كرة القدم ؟ أم أن ما جعله شغوف بمتابعة المباراة هو لذة الأسبقية في معرفة من سيفوز ؟
.
أعرف الكثير من الأصدقاء ممن لهم القدرة على قراءة نفس الكتاب لخمس أو ست مرات مع إحساسهم بالمتعة ذاتها , أو آخرين يشاهدون نفس الفيلم لـ عشرين مرة و يستمتعون به في كل مرة , و هذا ما أشعر به عند مشاهدة بعض الأعمال الخالدة كـ درب الزلق و مسرحية فرسان المناخ , و هذا يقودني للتساؤل حول جودة العمل و هل تلعب هذه الجودة في بقاء أثر العمل بالرغم من إستهلاك أسبقيته ؟
.
ليس لي إجابات جاهزة على هذه التساؤلات , لكني أعتقد أن هذا الموضوع بحاجة الى البحث و الدراسة , فلو عرفنا مفاتيح شعورنا بالمتعة و السعادة لـ تمكنّا من السيطرة عليها و مقاومة المشاعر المعاكسة كالحزن و الكآبة , هل سنتمكن من ذلك يوماً ؟ لا أعلم