Wednesday, July 28, 2010

عزيزي


.

اليوم الصبح قمت من النوم على صوت رنّة البي بي فأمسكت به لأرى ما الخبر؟
.
كان الخبر عبارة عن نكته من نكت الأخ عزيزي هذا نصها
.
عزيزي اليِني , بخصوص تمشي بين الناس و محّد يشوفك , داش أوفلاين مثلاً ؟
.
أعلم بأن هذه النكتة تُصنف تحت خانة النكت المليقة عند الكثيرين , لكن بصراحة كانت مضحكة جدا بالنسبة لي , لذلك و من باب عُضويتي في إتحاد إرسم إبتسامة على وجه أخيك المسلم قمت بإرسال النكته إلى جميع أعضاء قائمتي البي بي ية بمن فيهم صديقي حمدي المرسل الأصلي للنكته
.
بعد خمس دقائق رد علي حمدي غاضبا
.
حمدي , شكو دازلي النكته ؟ نسيت إني أنا دازها لك قبل شوي ؟
.
أنا , لا ما نسيت , بس النكته ئـ تضحك
.
حمدي , أوكي بس أنا إللي دازها لك , يعني أعرفها , شكو دازها لي
.
أنا , مايخالف , بس إذا كانت النكته حلوة و ئـ تضحك , ليش تمانع من إنك تقرأها مرة ثانية ؟
.
حمدي , شفيك ما تفهم ؟ أقولك أنا إللي مألفها , أكيد ما راح تضحكني للمرة الثانية
.
أنا , إي بس إذا النكته كانت جيدة , المفروض ما تقل درجة حلاوتها من المرّة الثانية
.
حمدي , لا يبا يا إبن الـ طــوط طـــــــــــــوط طـــــــــــــوط
.
ما يهمني هنا هو ليس مشكلتي مع الأخ عزيزي أو الأخ حمدي , إهتمامي بشكل خاص في طبيعة الإنسان الحديث و سرعة خسارته للإحساس بالمتعة , و السؤال هنا , هل نحن نستمتع بالشيء ؟ أم أننا نستمتع بالأسبقية فقط ؟ و لو كٌنا نستمتع بالشيء نفسه فلماذا تقل درجة متعتنا فيه في المرة الثانية و الثالثة ؟
.
مثال واضح على ذلك مباريات كأس العالم , فعندما كنت في لبنان كان البعض مستعد لدفع 50 دولاراً لمتابعة المباراة على الهواء مباشرة في السوليدير , لكن نفس الشخص سيشعر بالضجر و الملل لو طلبنا منه مشاهدة هذه المباراة في اليوم التالي ,و سؤالي هو هل يستمتع هذا الشخص فعلاً بـ كرة القدم ؟ أم أن ما جعله شغوف بمتابعة المباراة هو لذة الأسبقية في معرفة من سيفوز ؟
.
أعرف الكثير من الأصدقاء ممن لهم القدرة على قراءة نفس الكتاب لخمس أو ست مرات مع إحساسهم بالمتعة ذاتها , أو آخرين يشاهدون نفس الفيلم لـ عشرين مرة و يستمتعون به في كل مرة , و هذا ما أشعر به عند مشاهدة بعض الأعمال الخالدة كـ درب الزلق و مسرحية فرسان المناخ , و هذا يقودني للتساؤل حول جودة العمل و هل تلعب هذه الجودة في بقاء أثر العمل بالرغم من إستهلاك أسبقيته ؟
.
ليس لي إجابات جاهزة على هذه التساؤلات , لكني أعتقد أن هذا الموضوع بحاجة الى البحث و الدراسة , فلو عرفنا مفاتيح شعورنا بالمتعة و السعادة لـ تمكنّا من السيطرة عليها و مقاومة المشاعر المعاكسة كالحزن و الكآبة , هل سنتمكن من ذلك يوماً ؟ لا أعلم

Monday, July 19, 2010

طاخ طيخ 5

.
قبل سنة من اليوم كتبت الجملة التالية
.
شكرا جزيلا على المتابعة و أتمنى أن أعيش لأكتب في مناسبة عيد الميلاد الخامس لـ طاخ طيخ
.
و ها أنا الآن أحقق أمنيتي في الحياة و الكتابة عن عيد ميلاد خامس لـ مدونة طاخ طيخ ,الغريب في الأمر هو عودتي الدائمة لطرح نفس التساؤلات في كل سنة , لماذا أُدوِّن ؟ ما مليت ؟ أليس من الأفضل التوجه للكتابة في الصحف ؟ و بصراحة ليس لي إجابة محددة على هذه الأسئلة , فأنا في نهاية الأمر كويتي ماشي عـ البركة , و حالي في ذلك لا يختلف عن حال حكومتنا الرشيدة و مجلسنا الموقر , فبعد إعادة النظر في الموضوع , أشعر بأن الحياة عـ البركة أفضل بكثير من تخطيط الـ طــــيط
.
لنفكر في الموضوع قليلاً , ما هو التخطيط ؟ أعتقد أن التخطيط هو أن تجلس بـ جدية و تبدأ بتحديد أهدافك المستقبلية القريبة و البعيدة ثم تقوم بتحديد الوقت الذي ستحتاجه لتحقيق هذه الأهداف لتتضح لك صورة المستقبل و الموارد التي ستحتاجها للوصول الى هذا الهدف , هذا هو تخطيط الـ طــــيط من منظوري الخاص
.
لكن , ماذا لو عبست لك الأقدار و وقفت في طريق حصولك على الموارد و لم تستطع أن تحقق أهدافك في الوقت المحدد ؟ ماذا لو دفعتك التجارب الجديدة لـ تغيير أهدافك من الأساس ؟ كيف ستشعر إتجاه نفسك ؟ هل ستشعر بالفخر لأنك فشلت في تحقيق أهدافك ؟ أم أنك ستشعر بالغباء بأثر رجعي لأنك وضعت أهداف لا تتناسب مع الموارد المُتاحة منذ البداية ؟ أنا شخصيا سأشعر بالضجر و الرغبة في تناول البيدزا عند التأكد من عدم قدرتي على تحقيق أهدافي المزموعة , لذلك قررت الصلاة على النبي و الإقتداء بـ هدي حكومتنا الرشيدة في السير عـ البركة , فـ البركة بلا خطة أفضل من خطة بلا بركة
.
أيضا للمشي على البركة فوائد أخرى , فالماشي على البركة إنسان منفتح على كل الإحتمالات , هو لا يغضب عند سماع خبر حزين لأنه لم يخطط للأفضل , و هو سيفرح دبل إكسترا للأخبار السعيدة لأنه لم يتوقعها من الأساس , و هكذا يسير بالبركة و يتعامل مع كل لحظة من حياته بـ لحظتها , لا تسألني عن المستقبل و لا تؤنب ضميري على الماضي
.
قد يتساءل البعض عن سبب طرحي لهذا الموضوع في هذا اليوم بالذات ؟ الجواب هو أنني أتذكر الآن ما كنت أخطط لتحقيقه عند دخولي عالم التدوين , و تلك الخطط لا تقترب الى ما أنا فيه اليوم , لذلك قررت أن لا أقع في فخ التخطيط بعد الآن , أنا لا أعلم أين سأكون في الغد , و لا أعلم إن كنت سأكتب موضوع إنشائي آخر بمناسبة طاخ طيخ 6 , و لا يهمني ذلك كثيراً , فأنا قانع بما حققته حتى الآن , و لن آسف على مستقبل أقل جودة من الماضي , فـ لكل زمان دولة و رجال
.
نعم يا طاخ طيخ , أنتِ أنا و لكني لست أنت , فأنتِ مرآة أفكاري لكن أفكاري تتغير , يحبّك البعض و هو يكرهني , و يحترمني البعض و هو يحتقرك , هذه هي متعة أن أكون أنا أنا و أن تكوني أنتي أنت , فـ على بركة الرب إنطلقي و أطفئي شموع سنواتك الخمسِ , ثم إشكري مَن مرَّ مِن هنا , و إطلُبي السماح مِن مَن لم يجد ضالّته بكِ , ودِّعي من رحل , و استقبلي أبناء المستقبل , و لا تجزعي من الأيام , فنحن من الأيام أتينا و إلى الأيام سيكون المعاد , كل عام و أنتِ بخير , و الخير يأتي حتى و إن لم تدل ثيابه على ذلك , هكذا أنا و هكذا أتمنى أن تكونيِ
.
شكرا للجميع على الدعم و التواصل , نراكم على البركة في القادم من الأيام

Monday, July 12, 2010

اليوم خمر و غدا أمر

.
ألف مبروك
.
قبول إستئناف الدفاع و الإفراج الفوري عن خالد الفضالة
.
.
إستقبال خالد في مقر التحالف الليلة 8:30 مساء
.
سنكتب لاحقاً عن الموضوع

Sunday, July 04, 2010

إنا لله و إنا اليه راجعون

.
إنا لله و إنا اليه راجعون
.
إنتقل الى رحمة الله تعالي السيد محمد حسين فضل الله , تاركا خلفه الأمة الإسلامية بشكل عام و أبناء الطائفة الشيعية بشكل خاص في فراغ كبير سيتركه الراحل من بعده , و بالرغم من عدم حماسي لفكرة التقليد و مُعتقد ولاية الفقيه إلا أني كنت دائما أكشف للمؤمنين بهذه الأفكار أن أقرب المراجع الى قلبي و عقلي هو الفقيد الراحل , و قد يعتقد البعض بأني أقول ذلك من باب المجاملة و العُرف النَعَوي , لكن لي رأي آخر
.
أقول بأن الفقيد سيترك خلفه فراغا كبيرا كونه أحد أهم علماء الحقبة المعاصرة مِن مَن تجرأ على إستخدام العقل و المنطق الفكري في تحليل و تفسير الدين الإسلامي و تاريخه , و للأسف فقد أكسبته هذه الجُرأة – الفكرية - الكثير من العداوات و الإعتداءات المؤذية , فـ بطبيعة الحال لم تقبل المدارس التقليدية تعدي عقل فضل الله المُجدد على مُسلّماتهم التاريخية
.


.
و بغض النظر عن علم الفقيد في مختلف مجالات الفكر فإن أهم إسهاماته التجديدية كان في إعادة النظر بالسِياق التاريخي لمرحلة وفاة الرسول و الخلافة , لا سيِّما قضية الخلاف بين الصحابة و أهل بيت الرسول و هي القضية الأساسية التي ترتكز عليها حالة العداء الدائم بين الشيعة و السنة , أيضا كان للفقيد دور بارز في تجديد وسائل الإستدلال على التقويم القمري من خلال إتباع الحسابات الفلكية العلمية لتحديد بداية شهر رمضان و الأعياد , و الكل يعلم ما تسببه هذه الأمور من حساسيات بدأت بين أتباع المذاهب المختلفة لتنتهي بين أبناء المذهب الواحد
.
لا يهمني هنا إختلاف البعض و إتفاقهم مع آراء الفقيد , لكن هَمي اليوم هو حاجة الإسلام الماسة الى رجال دين مُجددين يسيرون على خُطى السيد فضل الله في التقريب بين المذاهب و تغليب العقل و المنطق على النقل المُقدس , نعم لقد خسرت الأُمة الإسلامية و الشيعية عالِما , مُفكراً , مجاهدا , ليس من السهل تعويضه , إلا أنه قام بـ زرع بذرة التجديد و ترك مهمة الإعتناء بها للأجيال القادمة

.

إنا لله و إنا أليه راجعون

Thursday, July 01, 2010

وين إذنك يا جُحا ؟

.
في شهر يونيو 2006 كتبت موضوع بسيط عنوانه خالد الفضالة , وجهت من خلاله الشكر و التقدير للأخ و الصديق خالد على ما قام به من جهود في حملة نبيها خمس , و الحقيقة أن معرفتي بـ خالد تعود الى شهر نوفمبر 2000 عندما كان يرأس قائمة الوحدة الطلابية التي خاضت انتخابات اتحاد الطلبة في امريكا و استطاعت بعد ذلك التاريخ بسنوات قليلة الفوز بتلك الانتخابات الى يومنا هذا
.
الهدف من الفقرة السابقة توضيح نقطة مهمة و هي معزتي الشخصية للأخ و الصديق خالد , أيضا أنا أقف معه قلبا و قالباً كـ أمين عام للتحالف الوطني الديموقراطي لكن . . و لا بُد هنا من لكن
.
لكن أنا أستغرب من الطريقة التي يتعامل فيها الأخوة المدونين و الكُتاب مع الحكم الصادر ضد الأخ خالد في القضية المرفوعة ضده من قِبل رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد , فالواضح أمامي أن 99% من التعليقات الساخطة و الآهات المتحسرة تم توجيهها الى رئيس الوزراء مع أن الشيخ ناصر ليس له علاقة – رسمياً – بالحكم الصادر
.
فـ كل ما فعله رئيس الوزراء - أو محاميه السيف – كـ متضرر هو اللجوء للقضاء لمخاصمة من يعتقد بأنه سبب له الضرر , و وجه هذه التهمة للأخ خالد و الذي – يفترض – أنه حصل على الفرصة الكافية للدفاع عن نفسه و رد التهمة الموجهة اليه , و في نهاية الأمر قرر القاضي بأن الضرر قد وقع بالفعل من المتهم على المتضرر و لذلك حكم عليه بالعقوبة المنصوص عليها دستوريا و هي السجن و الغرامة المالية
.
نعم أنا هنا أتعاطف مع صديقي و سأذهب الى مقر التحالف الديموقراطي فور وصولي للكويت لدعمه و تشجيعه لكن هذا لا يعني بشكل من الأشكال أن أقوم بـ نسف مبدأ اللجوء الى القضاء و الإحتكام بأمره , نعم مرة أخرى حرية الرأي مقدسة بالنسبة لنا و لا نقبل المساس بها لكن أيضا ليس من حقنا مصادرة حق من يعتقد بأنه متضرر من اللجوء للقضاء , و ليس من حقنا مرة أخرى مصادرة حق القضاة في إصدار الأحكام
.
يجب على الجميع التعامل مع القضية بـ تجرد تام , بعيدا عن العلاقات الشخصية و الأهواء النفسية , رئيس الوزراء كـ شخص لم يخرج عن المألوف , فهو لم يرسل فداويته – و ما أكثرهم – لضرب أحد أو مضايقته في أهله , لكنه سلك المسلك الحضاري الذي سـ يسلكه أي واحد فينا حين التعرض للضرر من الآخرين , لذلك أنا أستغرب تصويره كـ شخص دكتاتوري و ظالم , فإن كان هناك ظلم فالمسؤول عنه هو السلطة القضائية و القوانين التشريعية , الأولى مسؤولة عن القاضي و حياديته و حِرفيته , أما الثانية فهي الواجب المُهمل لأعضاء مجلس الأمة الموقر , و السؤال هنا أين هؤلاء الأعضاء من العمل التشريعي المحترم؟ أين هم من قوانين الروبية و القوانين الغير دستورية ؟ أين هم من اجتماعات اللجان المتخصصة ؟ أليس هذا أَوَلى من عقد التجمعات و الاعتصامات و الصراخ على قدر الألم ؟
.
و قبل أن تتسابق أصابع الإتهام بالإنبطاحية أقول بأنني لست ضد التجمعات و الإعتصامات , فـ رصيدي منها يصك على رصيد عباس الشعبي , لكن علينا أن نعترف بأن بعض هذه الاعتصامات شكلت بيئة خصبة للممارسات و الدعوات المنحرفة , و قد تكون الأحكام الأخيرة المتشددة إشارة لـ خطباء هذه التجمعات في تهذيب نفوسهم قبل ألسنتهم و الفصل بين الدفاع عن وجهة نظرهم و التعدي على حقوق و كرامات الآخرين
.
أكرر مرة أخرى بأني ضد عقوبة السجن لمن يعبر عن رأيه و لكن التشريع من أعمال مجلس الأمة , و أكرر بأن ثقتي ليست في أفضل حالاتها اتجاه حيادية القضاء و لكن هذه مهمة السلطة القضائية , و أكرر بأني مقاتل شرس عن حق المتضرر في الإختصام للقضاء و هذا ما فعله رئيس الوزراء , و أكرر في النهاية بأن قلبي و عقلي و كل عواطفي تقف قلبا و قالبا مع العزيز خالد الفضالة و لا زلت أتوقع له مستقبل سياسي باهر و أكرر هنا ما كتبته في 2006 , لك الشكر و التقدير يا خالد , و يا جبل لا يهزك ريح