Saturday, November 29, 2008

سياسة السماء - 6

.

في 28 – 11 – 2007 انتهيت من نشر سلسلة مقالات بعنوان سياسة السماء , و كعادة المواضيع المتعلقة بالصراعات الفكرية شهدت تلك السلسلة كم لا بأس به من الردود الايجابية و السلبية , لقراءة هذه السلسلة يرجى النقر على الروابط التالية

الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
الحلقة الخامسة و الأخيرة – في حينه – و التي انتهيت فيها الى النتيجة التالية

الدولة الاسلامية لا تتفق مع الدين الاسلامي حتى تكون متفقة مع الليبرالية و العلمانية و الديموقراطية

طبعا هذه النتيجة و الهجوم العنيف على فكرة الدولة الاسلامية حفّز المتحمسين لها للقيام بهجوم معاكس للدفاع عن فكرة قيام الدولة الاسلامية و كان أشرس المدافعين عنها الأخ الطارق في تعليقه التالي على الموضوع

28/11/07 12:40 PM, al_tariq2009 said
الحمد لله على السلامة خلصت السلسلة :)يا عزيزي بو سلمى مواضيعك احتوت خلط متنوع يصك على اقدعها خلطة مكسرات عند الرفاعي :)خلط التاريخ بالمصطلحات بالتفسير بالأفكار عفسه والله ، بس خلني أقولك شي وارجو ان تركز معاي :الكلام الي ذكرته في مقالاتك الخمس أنا ابدا مو مستغرب منه ، لأني سمعت كثير ممن يدعي انه ليبرالي او علماني او حتى معارض للفكرة الاسلامية يقول مثل ما تقول
.
لا هم بعد يزيدون شويه ويقولون انزين هم راح نييب جواري وعبيد ونخلي الفلوس في صرة من الدنانير بدال الورق الى اخر هالكلام من تصور للدولة الإسلامية الي ما نعرفها إلا منكم انتم ومن مصدر ثاني هو الأفلام المصرية في بدايات القرن الماضي
.
انا ازعم أنني ممن يحمل الفكرة الإسلامية وينادي بقيام دولة الإسلام لكنني ليس عندي ولا عند من حولي تلك الدولة المثالية والحلم الوردي الذي تتهمنا به وأننا نريد تطبيقه
.
وليس عندنا شيء اسمه الشريعة الاسلامية هو المصدر الوحيد للتشريع
.
وليس عندنا فكرة ان التاريخ الاسلامي كان مليئا بالتقدم والازدهار والسلام والوئام وخال من المشاكل ولاضطهاد والحروب والتسيب الأخلاقي
.
ولم نقل يوما أن تطبيق قوانين الإسلام هي الوصفة السحرية لنهوض الدولة الإسلامية
.
ولا نرى أن اغلاق السينمات ومنع دور العبادة للطوائف الأخرى ولا الافطار في رمضان ولا فرض الحجاب واللباس المعين ..الخ من القوانين التي ستطبقها دولتنا الاسلامية
.
يكفي هذا فقط لتكتشف ويكتشف الزملاء انك تتحدث عن فكرة اسلامية من نسج خيالك ومما تسمع من ترديد لمثل هذا الكلام من العلمانيين والليبراليين ومن الافلام والمسلسلات المصرية التي تصور الدولة الاسلامية
.
ربما ستجد يوما في مدونتي ما يرد على هذا الخيال الذي تتصورونه وتسمونه( فكرة الإسلاميين للدولة الإسلامية ) قلت لك في تعليق سابق وأقول لك وللزملاء الذين يرون رأيك الآن ، هناك فجوة بين تصوركم الخيالي لما يطرحه الإسلاميون لفكرة الدولة الإسلامية عندهم وبين حقيقة ما يطرحه الإسلاميون من فكرة الدولة الإسلامية بعيدا عن خيالكم وتصوراتكم المغلوطة
.
تحياتي

بعد قراءة تعليق الأخ الطارق رديت عليه في تعليقي بالآتي

سامحني شوي على خيالي السينمائي و حاول انك تطول بالك معاي و تشرحلي حبة حبة اذا الدولة الاسلامية اللي سعادتك متحمس لتطبيقها بعيدة كل البعد عن صورتنا لها , ممكن تقربلنا الصورة و تشرحلنا ما هي الدولة اللي تطمح لتحقيقها؟
.
نوّرنا الله ينور عليك
.
شكرا

فرد الزميل الطارق على تعليقي بالتالي

At 29/11/07 1:11 AM, al_tariq2009 said
ان شاء الله يا عزيزي بوسلمى ، راح ابين لك وللزملاء ماهية الدولة الإسلامية التي نسعى لقيامها .وهذا وعد لكن احتاج بعض الوقت لذلك
.
تحياتي ، وشكرا على مجهودك

فرديت عليه بالآتي

لك الوقت و نحن في الانتظار لكن الى ذاك الحين فلا تلومنا على أفكارنا و خيالاتنا عموما , قررت ان أكتب بوست ملحق بهذه السلسلة من أجلك عطني يومين بس
.
شكرا

بالطبع لم أكتب ملحق على ذلك الموضوع خلال يومين لأني استوعبت أن كتابة مقالة عن نظام الدولة الاسلامية سيستنزف من الزميل – الطارق – وقت يزيد عن يومين و من الأفضل أن انتظر موضوعه عن الدولة الاسلامية حتى يكون النقاش أكثر موضوعية , الا أن الانتظار طال , و لم نحصل على الجواب الشافي و الشرح الكافي لنموذج الدولة الدينية التي يتبناها شباب الصحوة المتحمسين

و المستغرب هنا أن يحلم و يردد الكثير من شباب الصحوة شعار الاسلام هو الحل و الحماس الكبير لفكرة تطبيق الشريعة و تحويل الكويت الى دولة اسلامية بالرغم من أنهم لا يملكون رؤية جاهزة و واضحة لهذه الدولة الاسلامية , و ليس أدل على ذلك الا عدم اخراج الطارق لمشروع الدولة الاسلامية من الفلاش ميموري و نقله الى الهارد درايف و عرضه على مدونته , فإن كانت كتابة مقال عن الدولة الاسلامية تأخذ كل هذا الوقت فكم ستحتاجون لتطبيقها ؟ و السؤال الأهم هو ما الفائدة – الملموسة – من التحول الى هذه الدولة ؟

أعتقد شخصيا بأن المتحمسين لهذه الفكرة يسوّقون لمنتج لا يعرفونه لأنهم لم يلمسوه الا في المنام و أحلام اليقظة , عموما أنا ملزم اليوم بكتابة ردي الذي حبسته في عقلي الباطن سنة كاملة من أجل الالتزام بالموضوعية و عدم مواجهة تهمة التأثر بالأفلام المصرية التي لا أنكر عشقي لها

قبل الدخول في صلب الموضوع أود أن أنوّه بأن الزميل الطارق أخ عزيز و كانت لنا تجارب كثيرة معا و أنا شخصيا أحترمه و أقدر استقباله لي في ديوانه العامر و هناك موعد قريب انشاءالله لللقاء فيرجى عدم فهم الموضوع على أنه مباراة بين العربي و القادسية

عزيزي الطارق

عندما كتبت الحلقة الخامسة من سياسة السماء و تهكمت على صورة هيكل الدولة الاسلامية المنشودة لم أكن في حينها تحت تأثير المسكرات و المخدرات و خلطة مكسرات الرفاعي , و لم أكن من المتولعين بأفلام حسن الامام و إخراجها المتقن , و لكني يا عزيزي كنت – و لا أزال - مواطن كويتي – تعيس – عاش في الكويت في الفترة الواقعة بين بداية الثمانينات الى أن يأخذ ربك أمانته

و الأمثلة التي ذكرتها لأفكار و أهداف السياسيين الاسلاميين لم تكن نكتة أس أم أس – حتى و إن كانت تبدو كذلك – بل هي مستوحاة مباشرة من ما رأيناه على أرض الواقع من أفكار و مشاريع يتبناها السياسيين الاسلاميين في مجلس الأمة و اقتراحات لجنة استكمال تطبيق الشريعة و هي محطة التفريخ الرئيسية لترقيعات أسلمة قوانين الدولة

فمن الذي قاتل لحرمان المرأة من ممارسة حقها السياسي ؟ و من الذي حشد لاقرار قانون منع الاختلاط في الجامعة و المدارس الخاصة ؟ و من الذي أتحفنا بقانون اللباس المحتشم؟ و من الذي أفتى بقانون منع النساء من العمل بعد الثامنة مساء؟ و من الذي أعاد اختراع الزكاة الدسكاونت الشرعية و جعلها 1% ؟ هل هم نواب مجلس الأمة الكويتي الذين يشاركونك في حلم تطبيق الشريعة الاسلامية أم أنهم كومبارس مسلسل لا اله الا الله؟

هل هذه هي القوانين التي ستجعل الكويت في مصاف الدول المتقدمة ؟ أين التقدم و التطور في هذه القوانين ؟ و ما هي القيمة المضافة للدولة الاسلامية المزعومة ؟ سأعرض عليك الآن بعض مقترحات لجنة استكمال تطبيق الشريعة و بعض اقتراحات نواب الصحوة الاسلامية أرجو أن تشرحلي مكامن القيمة المضافة و التنمية المرجوة منها

لجنة استكمال تطبيق الشريعة
.
وافقت اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على اقتراح مشروع الكيبل ، ومن أبرز المقترحات المتضمنة فيه ما يلي
.
يجب أن تكون هناك جهة حكومية تشرف على هذا النظام
أن يتم تشفير بعض القنوات الرئيسية
أن يكون هناك بديل وهو نظام الكيبل وأن يكون بسعر رمزي وبتكلفة بسيطة
منع استيراد قطع الغيار بالنسبة للأقمار القديمة

هذا أحد مشاريع اللجنة و هذه البقية
.
العمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بتشكيل فريق عمل من ذوي الخبرة والاختصاص لتحديد الخطوط العامة لصياغة مشروع منهج التربية الإسلامية في مرحلة رياض الأطفال

تقديم مقترح لوزارة التربية بالتوجه الإسلامي لمحتوى مادة التربية الموسيقية سواء على مستوى الأهداف أو الخطة الدراسية ، تضم اقتراحا بعدم إلزام الطلاب بشراء الآلات الموسيقية ، وأن يكون حضور الحصص اختياريا مع إلزام الطلاب بحضور الأنشطة الأخرى المقامة في الوقت غير الموسيقية مع مراعاة هذا التنسيق عند إعداد جدول اليوم الدراسي لتلبية هذا المطلب

تحديد الضوابط الإسلامية والشروط المناسبة واللازمة لمادة التربية البدنية (الرياضية) المقررة على جميع الطلبة والطالبات بالمراحل الثلاث (نظام الفصلين) ونظام المقررات ، بما يحقق التوازن ومراعاة حدود الله تعالى في مجال اللباس الرياضي لكل من الولد والبنت

رفع مقترح لإعادة النظر في مادة وكتاب الفلسفة المقرر على طلبة وطالبات الصف الرابع الثانوي أدبي ، لما يتضمنه من مخالفات شرعية ، والاتفاق على اختيار بديل مناسب يراعي مستوى الطالب في مثل هذه المرحلة التي يدرس فيها الكتاب

اقتراحات نواب مجلس الأمة الأفاضل
.
تكثيف عدد البرامج التلفزيونية الدينية والثقافية على القناتين
الرابعة والخامسة

أن تعطل الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات في الأسبوع الأخير من شهر رمضان

إنشاء قناة تلفزيونية تبث فضائيا تكون مهمتها الأساسية غرس القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع ونشر الثقافة والتعليم والترفيه الهادف ورفع راية الاعتدال والوسطية من خلال إبراز محاسن وسماحة الدين الإسلامي

السماح للمرأة التي ترتدي غطاء الوجه او النقاب بقيادة السيارة واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في كشف واثبات الهوية الشخصية عند الحاجة لذلك

اعتماد الرقم العربي الأصيل في جميع استخدامات مؤسسات الدولة وعدم استخدام الرقم الإفرنجي

منع بيع وتركيب الأقمار الفضائية التي تسمح ببث القنوات الإباحية والمخلة بالآداب العامة ، وما يخدش الحياء العام ، وعدم السماح بالإعلان عنها عبر الصحف وإصدار قرار بمن يخالف ذلك يتعرض للمسائلة القانونية

نقل فعاليات مسرح كيفان ( مسرح التحرير ) إلى جهة أخرى واستبدال نشاط المبنى بإقامة معرض دائم لبطولات الشهداء والمقاومة الكويتية إبان احتلال نظام صدام البائد للكويت

إلزام المجمعات التجارية المغلقة بإذاعة الأذان لكل صلاة خلال أوقات عملها من خلال السماعات الداخلية، وتوفير مكان مناسب لأداء الصلاة داخل المجمعات التجارية

تخفيض عقوبة السجين إلى نصف المدة المقررة في حالة حفظه لكتاب الله

إغلاق الأسواق والمحلات والمطاعم خلال فترة أداء صلاة الجمعة

إنشاء لجنة ثلاثية من وزارة الداخلية ووزارة الإعلام ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل يكون لها عدة اختصاصات من ضمنها متابعة الحفلات العامة والمهرجان، ومراقبة صالات الترفيه للإنترنت ومحلات البلياردو والمقاهي

أن تقوم وزارة الإعلام بإعادة هيكلة البرامج بإذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت وذلك بزيادة فترات تلاوة القرآن الكريم لكبار الشيوخ القراء بحيث تكون فترة التلاوة لا تقل عن 75% من البرامج المبثوثة مع تقليل الفترات المخصصة للمقابلات والأحاديث والأناشيد

قيام وزارة الداخلية بإصدار قرار يلزم الفنادق والمراكز الصحية والترفيهية بفصل النساء عن الرجال وذلك في أماكن السباحة وصالات التمارين الرياضية بتخصيص مرافق خاصة لكل جنس أو بتقسيم الأوقات بين الجنسين منعأ للاختلاط في داخل المرافق الأمر الذي يخالف للأحكام التشريعية الإسلامية وينافي الذوق العام التي نص عليهما الدستور

قطع العلاقات الدبلوماسية مع مملكة الدنمارك فورا

فتح مكبرات الصوت الخارجية أثناء تأدية جميع الصلوات في المساجد

تلتزم الجامعات الخاصة بأن تضع ضمن مناهجها تدريس المواد التالية - الحضارة الإسلامية - اللغة العربية - تاريخ الكويت السياسي وتدرس هذه المواد باللغة العربية، ويجوز أن تدرس مادتا الحضارة الإسلامية وتاريخ الكويت السياسي بالإنجليزية لغير الناطقين العربية ويتم تدريس هذه المواد وفقا للمناهج المعتمدة في جامعة الكويت

السماح لمن يرغب من العسكريين في الجيش بإعفاء اللحية تمسكا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

حظر عمل الرجال في محلات بيع الملابس النسائية وإيقاع العقوبات الرادعة على كل من يخالف ذلك

أن يقدم تلفزيون إذاعة الكويت برامج بعرض فيها نماذج من المشاركين الفائزين في مسابقات القرآن الكريم المحلية والخارجية

يقتصر العمل في المراكز الطبية بجميع أقسامها الخاصة بأمراض النساء والتوليد على طبيبات وممرضات من النساء فقط

إلزام المجمعات التجارية ذات المساحات الواسعة بإقامة مصليات منفصلة (رجال، نساء) وبسعة مناسبة وضوابط تتلاءم مع أداء هذه الفريضة

تحويل البنك الصناعي إلى بنك صناعي إسلامي يتعامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء

تركيب أجهزة التشويش على أجهزة الهواتف النقالة لمنع إزعاج المصلين أثناء الصلوات والمحاضرات والندوات التي تنظم داخل المساجد

العمل على تنقية جميع استثمارات الدولة من كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية

إلزام المؤسسة العامة للرعاية السكنية بإنشاء مقر لدور تحفيظ القرآن للرجال والنساء في كل منطقة تنشأ حديثا ، كما هو الحال بإنشاء المخفر والمستوصف والمدارس والمساجد


و الآن , ممكن تقصّر على صوت الأناشيد الحماسية و تقولي هل أفكاري المذكورة في المقال هي المستوحاه من الأفلام أم اقتراحات هذه اللجنة و النواب الأفاضل ؟ هل تلومني و تلوم زملائي العلمانيين و الليبراليين على صورتنا الخيالية عن الدولة الاسلامية بعد قراءة هذه المقترحات – اترك عنك القوانين ؟

و دام احنا فيها , ممكن أحد – مو شرط الأخ الطارق – يشرحلي شنو علاقة قطع غيار الرسيفرات و اعتماد الأرقام العربية بالاسلام ؟ ممكن أعرف أي من هذه المقترحات لا تتعلق بالايمان و المعتقد الشخصي للأفراد , هل من يريد – فعلا – أن يحفظ القرآن سيعجز عن حفظه ان لم يكن هناك مركز تحفيظ بجانب مسكنه ؟ هل من يريد أن يصلي – فعلا – لا يستطيع مقاومة الأسواق في أوقات الصلاة ؟ هل من يذهب الى المسجد و يريد أن يصلي خاشعا – فعلا – يحتاج لجهاز تشويش على موباله ؟

مرّت سنة على سياسة السماء , و لا زلت أحتفظ بوجهة نظري

الاسلام السياسي هو العدو الأول للدين الاسلامي

انتهى
_________________________________
ملاحظة مهمة النواب الأفاضل لهم الكثير من المقترحات و القوانين الجيدة و لكني انتقيت هنا فقط ما يخدم الموضوع من حيث التوجه الى أسلمة المجتمع – المسلم - أساسا

Wednesday, November 26, 2008

على هامش الحطام

.

أتمنى أن لا أكون صادقا و أن لا تتحول الكويت في القريب العاجل الى حطام دولة فتيّة عاشت لفترة تاريخية بسيطة و تألقت في فترة زمنية أقصر , لا أقول قولي هذا و أنا أبتسم أو غاضب و لكني للأسف أكتب ما أكتب و أنا واقع تحت سيطرة الشعور بالخوف من المستقبل و الأسى على الحاضر

قبل الدخول في صلب الصلب أود أن أعبر عن شكري و امتناني
لفرسان الاستجواب الثلاثة و خاصة النائبين الفاضلين محمد هايف و الدكتور وليد الطبطبائي , أيضا أود أن أعتذر لكما عن كل إساءة أو تشكيك في ذمتكم أو محاولات التقليل من شأنكم , فأنتم بالنسبة لي أشرف النواب ذمة و أنظفهم ضميرا

نعم أيها المنصدمون , أنا ليبرالي و شيعي و لكني لا أشك للحظة بصدق و نظافة يد هايف و طبطبائي , فهم على الأقل أصحاب أهداف معلنة و معروفة و قد انتخبهم الناس على هذا الأساس و من أجل هذا الهدف , و هذا بالضبط ما قاموا به , حاربوا بشراسة لحماية عرض رسول الله و الدفاع عن الصحابة و لو كان ثمن هذا الدفاع الشرس هو جر الكويت الى فتنة طائفية و فوضى سياسية تدخل الجميع في نفق لا تنيره حتى كشافات
ستاد جابر الدولي

بعد الاشادة بالمستجوبين أود أن أتوجه بالعتب اللطيف للنائب الفاضل حسين القلاف على طرحه اللا عقلاني و اثارته للعديد من علامات الاستفهام على نقل تصريح الأمير السبعتعش و على مطالباته العشوائية بحل المجلس حل غير دستوري كما أسماه , أيضا نتوجه بالعتب اللطيف لخمطة القنوات الفضائحية بقيادة قناة سكوب تي في على الانحطاط الواضح في اسلوب التعامل مع هذا الاستجواب بطريقة أساءت لرئيس مجلس الوزراء و أثارت الشكوك حوله أكثر من اساءتها للمستجوبين الأفاضل

بعد الاشادة و العتب, أتوجه بالحديث الى أهم أطراف الاستجواب و هو حكومة دولة – أو حطام دولة – الكويت الرشيدة برئاسة
الشيخ ناصر المحمد الصباح , هذا الرجل المؤدب المهذب المحترم و الذي و بالرغم من أخطائه الكثيرة الا أنني لم أجد حتى الآن كويتي واحد يكرهه أو لا يحترمه على المستوى الشخصي , و نحن نقولها بصدق و بدون تزلف لسنا بحاجة اليه

يا سمو الرئيس , أسعد الله أيامك و أعانك على حفظ الأمانة , خصوصا و أن أمانتك عزيزة و حبيبة على قلوبنا جميعا و هي دولتنا الكويت و مصالح شعبها المخلص , أعرف يا سمو الرئيس أنك تعرف ما لا نعرف و ترى ما لا نرى من الأحداث المؤثرة التي تسعى أنت و رجالك الأفاضل على حجزها خلف الستار و عدم كشفها أمام العوام حتى لا تعم الفوضى أو يتسرب اليأس الى العروق

لكن يا سيدي الكريم أنا اليوم مضطر الى مصارحتك , رغم معرفتي بعدم تفضيلك اسلوب المصارحة و المكاشفة الذي من أجله رفضت لأكثر من مرة الدفاع عن وجهة نظرك و تركت الساحة لخصومك برفع رايات النصر المؤزر عليك حتى و ان كان الحق في مخباتك و الباطل على رؤوسهم

سمو الرئيس , حط ايدك بايدي و خلنا نرجع كم سنة للخلف , هل تتذكر سالفة الجلد الصحراوي ؟ خل نعديها و نتذكر الأحداث الارهابية لأسود الجزيرة ؟ مو مقتنع؟ طيب نعديها و نسترجع ذكريات أجمل الأحداث الارهابية من تفجير فيلكا الى درازن الشباب الكويتي اليافع المسافر الى تورا بورا و الرمادي لمحاربة الكفار , لنترك هؤلاء البؤساء و نسترجع ذكرى تأسيس تجمع ثوابت الأمة , و قيامه أشكره عشكرة بمراقبة الحسينيات , لنسترجع معا مظاهرات شباب الصحوة لمنع مقابلات سوبر ستار و ستار أكاديمي , ألم تكن هذه المؤشرات كافية للفت نظرك ؟ أو استجلاب اهتمامك بأن هناك مرض يحتاج الى علاج ؟

الم يتضح لك يا سمو الرئيس أن هناك فئة متنامية من أبناء الشعب لا تؤمن أو تلتزم بالدستور و القانون الكويتي؟ بل هي تؤمن و تلتزم بفهمها الخاص للشريعة الاسلامية – من حقها - و الأسوأ من ذلك أن أفراد هذه الفئة بدؤا منذ وقت طويل بممارسة – حقهم – في تطبيق فهمهم للشريعة على الآخرين سواء كان ذلك تحت مظلة القانون أو فوق القانون

فهل تستطيع أن تعلن لنا عن طريقة معالجتك لهذه المشكلة ؟ و الواضح هنا للأسف أنك و حكومتك و وزرائك وقفتم كالمتفرج على ممارسات هذه الفئة و لم تبذلوا الجهد المطلوب لإيقافها عند حدها و منعها من التمادي في إيذاء الآخرين , بل الأسوأ من ذلك قيامكم بوضع البلد و حقوق مواطنيه على طبق من فضة لتقديمه الى هذه الفئة التي مارست بلطجتها و تعدياتها بلا رادع أو وازع , و أنتم تختبؤون خلف ستار الحياء و الخجل خوفا من المواجهة المحتومة , و لله الحمد فقد أتى اليوم الذي شبعت فيه بطونهم من لحوم المواطنين ليكشّروا عن أنيابهم اتجاهك أنت و حكومتك , و يسيل لعابهم على الرغبة في أخذك أخذ عزيز مقتدر

و جاءت ساعة الحسم و استبشر الناس خيرا باضطرارك أخيرا الى مواجهة هذه الفئة و استعادة كرامة القانون الا أنك و للأسف فضلت ممارسة عادتك الغير حميدة بالصمت و الهرب مرة أخرى و لم تستطع مواجهتهم بل أنك رفعت راية الاستسلام أمامهم و علقت على صدورهم نياشين النصر العظيم و فتحت أمامهم الضوء الأخضر لممارسة المزيد و المزيد من الانتهاكات و التعديات على الآخرين

سمو الرئيس , مع كل حبي و تقديري لك , و اعتزازي بك , كفيت و وفيت , و مسامحينك على القصور و العطور و البخور , الكويت اليوم ليست بحاجة لك , فهي بحاجة الى فارس مغوار و عقل جبار , يقاتل بشراسة في سبيل تطبيق القانون و حفظ كرامة الوطن و الدفاع عن حقوق المواطنين , و أنت يا سيدي كنت سيد المتنازلين , تنازلت عن حقك في الدفاع عن نفسك , و حقك في قيادة البلد و تطبيق القانون , و حقك في الاستحواذ على ثقة و حب شعبك , أنصحك
سيدي بالانسحاب و ترك الساحة لتعيس آخر يجرب حظه في اعادة الروح الى هذا الحطام

Saturday, November 22, 2008

دقيقة واحدة فقط

.
.
دقيقة واحدة فقط , أقضيها كل يوم أمام هذه الأسماء
.
منهم من أعرفه , و منهم من لم أعرفه
.
كانوا في الأمس بيننا , شأنهم من شأننا , يخططون لليوم , و للشهر القادم , و السنة القادمة
.
و لكن القدر اختارهم , ليختم أمسهم بنقطة النهاية , و يترك أمسنا عابرا
.
هل وصلوا الى نهاية البداية ؟ أم أنها بداية النهاية ؟
.
كم هي مخيفة هذه الدقيقة
.
كم هي عميقة هذه الدقيقة
.
كم هي هادئة هذه الدقيقة
.
كم هي صارخة هذه الدقيقة
.
هذه الدقيقة , علمتني التواضع , علمتني الصبر , علمتني التريث
.
دقيقة واحدة فقط , أقضيها كل يوم أمام هذه الأسماء
.
إنا لله و إنا اليه راجعون
.
اللهم ارحمهم و ارحمنا يا أرحم الراحمين
.
.
.
.

Saturday, November 15, 2008

أهم من الفلوس

المال والبنون زينة الحياة الدنيا
.
لا يختلف أحد على أن الانسان بشكل عام له شغف و حب خاص لتحصيل الأموال و زيادتها , فكلما أمّن الانسان مرحلة من مراحل الأمان الاقتصادي تنتقل طموحاته الى المرحلة التي تليها من الحاجات و الكماليات التي تتطلب المزيد من الأموال , و من هنا نجد أن أغلب الناس لا يشبعون أو يتوقفون عن حب المال و جمعه حتى و ان كانت أموالهم كافية لحياتهم و حياة أجيالهم اللاحقة , باختصار , حب المال و جمعه غريزة انسانية لا يستثنى منها الا القلة
.
.
و على العكس من ذلك فإن نقص المال أو خسارته يترك آثار سلبية كثيرة على الانسان , و تنقسم هذه الآثار الى نوعين تقريبا , الأول هو الأثر الاقتصادي المباشر من خلال عجز الشخص عن القدرة على تأمين حاجاته و كمالياته السابقة , كأن يترك بيته الواسع و ينتقل الى بيت أصغر, أو أن يبيع سيارته الفارهة و يلجأ الى تأجير سيارة متواضعة , و من الملاحظ هنا أن رصد هذه الآثار و التعامل معها يكون سهلا اذا ما قورنت بالآثار النفسية و الاجتماعية التي قد لا تظهر على السطح بشكل مباشر, و هذا هو موضوع المقال
.
أعتقد شخصيا بأن الآثار النفسية و الاجتماعية للأزمة الاقتصادية الحالية ستكون أعمق بكثير من الآثار الاقتصادية , و قد تواجه دول العالم بشكل عام و الكويت بشكل خاص مصاعب كثيرة في رصد و متابعة و معالجة هذه الآثار بسبب اختبائها تحت الغطاء حينا , و ظهورها على المدى الطويل أحيانا أخرى
.
.
فقد عاش العالم – و الكويت خصوصا – سنواته الأخيرة مقدسا المقاييس المادية لتقييم الانسان بالاضافة الى الاهتمام المبالغ فيه بالمظاهر و الكماليات مما أصاب الكثيرين بمرض الهوس في المظاهر على حساب المخابر . و المشكلة – لا أستثني نفسي منها – ليست في تقييم الآخرين على حسب مظهرهم فقط , بل في تقييم الانسان لنفسه حسب مظهره , و أنا عندما أستخدم كلمة مظهر لا أقصد الملبس فقط , و لكني أشير الى الملبس و السيارة و المنزل و ما يمتلكه الشخص من كماليات و أين يقضي فترات اجازته

أعتقد أن مرض تقديس المظاهر الذي تغلغل فينا في الفترة الأخيرة سيلد مرض آخر في ظل الأزمة الاقتصادية و خسارة الكثير من الأشخاص لممتلكاتهم و هو مرض التعايش مع المجتمع بالمستوى الاقتصادي الجديد في ظل المستوى الاجتماعي القديم, و هذا مرض يعاني منه بوضوح نجوم الفن و الرياضة بعد الاعتزال و أفول نجمهم و أهميتهم الجماهيرية و المادية
.
.
قد تكون حالة الانكار أو الكذب المرضي هي أبرز الحالات التي قد نشاهدها في القريب العاجل نتيجة لعدم قدرة الكثير من العائلات على تقبل وضعهم المادي الجديد مما سيضطرهم الى محاولة تغطية خساراتهم بمضاعفة الانفاق عبر الاستدانة للحفاظ على الصورة الاجتماعية المخملية , و هذا ما سيجعلهم يغوصون في بحر الديون لينتهي بهم الحال إما الى السجن أو الى الطب النفسي

و لا أبالغ ان توقعت اصابة الكثيرين ممن خسروا أموالهم بالحزن الشديد و الاكتئاب الحاد و الانطواء بعيدا نتيجة عدم قدرتهم على مواجهة نظرات ملامة الأصدقاء و شماتة الأعداء , فعند خسارة الانسان لماله سينطبق عليه المثل " لي طاح الجمل , اكثرت سكاكينه" خصوصا ان كانت كثرة الأموال هي القيمة الوحيدة لهذا الجمل
.
.
و المؤسف هنا أن هذه الآثار ستمتد الى عائلات المتعثرين ماديا و خصوصا فئة الشباب و المراهقين , فالشاب – و الفتاة – يعتمد و في هذه المرحلة بشكل كبير على وضع والده الاجتماعي و الاقتصادي و فقدان الوالد لمكانته السابقة سيؤثر سلبيا على نفسية الأبناء و قد تكون الآثار أكثر حدة و تتحول الى أمراض مدمرة لشخصية و مستقبل هذا الشاب أو الفتاة, على سبيل المثال و ليس الحصر قد يتعرض هذا الشاب للتحرشات – الاستهزاء - بسبب خسارة والده مما سيحوله الى انسان مهزوز ضعيف الشخصية و يولد عنده حالة حقد – أو انتقام – على المجتمع , أو أن تتعرض الفتاة للمعايرة و الاحتقار مما سيدفعها لمحاولة تعويض هذه الضغوط من خلال اللجوء الى العنف أو القيام ببعض الأفعال الجريئة
.
أعتقد شخصيا أن على الحكومة أو المجلس – أن لم يحل – الاهتمام بهذا الجانب بالاضافة الى الجانب الاقتصادي و الاستعداد لهذه الآثار – الأمراض - النفسية و الاجتماعية الناتجة عن هذه الأزمة بالاستعانة بالأطباء النفسيين و علماء الاجتماع لوضع الآليات و الوسائل المناسبة لتخفيف هذه الآثار , خصوصا في المدارس و بين فئة المراهقين , فالدمار المالي يعوّض و لكن الدمار النفسي يصعب ترميمه

Sunday, November 09, 2008

الدستور

.
.
نظام الحكم في الكويت ديموقراطي , السيادة فيه للأمة
.
الذكرى السادسة و الأربعين للدستور
.
يوم الثلاثاء
.
11-11
..
الساعة الخامسة مساء
ساحة الارادة
.
فقرات و أنشطة مناسبة لجميع أفراد الأسرة
.

Wednesday, November 05, 2008

Thank You America

.
زارني قبل ثلاث سنوات صديق أمريكي من أصول آسيوية , و هذا الصديق يقوم بالعمل في الحملات الانتخابية الموجهة لمسلمي ولايته بالاضافة الى عمله الأساسي في العقار , و أذكر جيدا حديثنا في السيارة عن ما يقوم به بوش من حماقات أدخلت العالم في جو عدائي شامل أصبح من المستحيل فيه تنفس هواء السلام و الأمان

عندها بادرت بالسؤال , من تتوقع أن يكون الرئيس الأمريكي القادم ؟ أجابني بثقة و قال باراك أوباما , أذكر جيدا أني خجلت من نفسي كوني لم أسمع بهذا الاسم من قبل فحاولت مسايرته علّي أستنتج ملامح هذا الشخص من خلال حديث هذا الصديق , طبعا انصب الحديث كله في استحالة فوز أوباما كونه أمريكي أسود – كما يسمونهم – ينحدر من جذور أفريقية
.
.
و منذ ذلك الحين و بداية الحملة الانتخابية بشكل رسمي و أنا أسمع هذه المتقارنة , أوباما أسود , الأسود أوباما في كل مرة نتكلم فيها عن الانتخابات الأمريكية . و قد راهن الكثير من المحللين السياسيين – ربع القهوة – بأن الأمريكي سيظل أمريكي و يستحيل أن يتخلى عن العنصرية المزروعة فيه من مئات السنين و يصّوت لرئيس أسود , و أن أغلب هؤلاء البيض سيغيّرون رأيهم أمام صناديق الاقتراع و سيصوتون للأبيض لدخول البيت الأبيض , فما يصح الا الصحيح
.
أعتقد أن فوز أوباما على هيلاري كلينتون كان أصعب بكثير من فوزه اليوم على مكين و قد تنبأت – اي والله تنبأت – بعد ذلك الفوز بأن من استطاع أن يتغدى بكلينتون سيكون من السهل عليه أن يتعشى بماكين , و بالفعل هذا ما سطّره الناخب الأمريكي البارحة , لقد أعطانا الأمريكان – كما يفعلون دائما – درسا كبيرا في الديموقراطية سنندم ان لم نستفد منه
.
.
اليوم , رغم تفاؤلي الحذر بفوز أوباما إلا أنه لا يهمني كثيرا , فعقلي يرفض أن يتفاعل مع الشعارات ان لم تترجم الى أفعال , ما يهمني في فوزه هو ما لم يقم هو بفعله , بل فعله الناخب الأمريكي البسيط , الذي اختار أن يتسامى على تاريخه العريق من العبودية و العنصرية و النظرة المتعالية المتشككة اتجاه القادمين من أصول أفريقية ليغمض عينيه على الماضي و يصوّت لأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية باراك حسين أوباما

شكرا لك يا أمريكا و شكرا لك أيها الناخب الأمريكي , فقد أعطيتم العالم درسا كبيرا أتمنى أن نستفيد منه في الكويت خصوصا , درس بأن الانسان يتطور , و عندما يتطور يتغير , و عندما يتغير يغيّر من أفكاره و طموحاته و سلوكياته و اختياراته , نعم الانسان قادر على التغيير , فمتى سيتمكن الكويتيين من تغيير أفكارهم و طموحاتهم و سلوكياتهم و اختياراتهم؟
.
.
متى سيرفض أبناء القبيلة المشاركة في الانتخابات الفرعية – المجرّمة دستوريا – و التصويت للأكفأ حتى و ان لم ينتمي للقبيلة ؟ متى سيختار الشيعي المرشح الكويتي – الوطني – من دون التفكير في الحسبة المذهبية و المرجعية ؟ متى سيخرج أبناء بطنها من بطنها و يصوّتون للأفضل بغض النظر عن تاريخ طرد جدّه من موطنه الأصلي و الاضطرار للهجرة للكويت ؟

و الأهم من كل ذلك , متى ستختار السلطة رجال دولة يفكرون بطريقة الكويت , الشعب , أنا بدلا من رجال يفكرون بطريقة أنا , أنا , الكرسي ,أنا ؟
. .
Thank You America
You did it
I hope we’re next

Tuesday, November 04, 2008

فساد

. كلمة نستخدمها كثيرا
.
و نتأثر بها كثيرا
.
لم أجد لها معنى واضح
.
أفيدوني أفادكم الله
.
..
و هل تعتبر نفسك انسان
.
فاسد
.
؟

Sunday, November 02, 2008

تمشّط ؟

.

اليوم و أنا أشوف كشّتي بالمنظرة

.

تذكرت المشط

.

حبيت أستفسر هل أنا الوحيد اللي نسيته من خمس سنوات

.

أو أن هناك مخلوقات لا زالت تستعمله

.

؟