Tuesday, July 19, 2011

طاخ طيخ 6


جاء التاسع عشر من يوليو المقدس , يوم ميلاد طاخ طيخ , و من عادتي في هذه المناسبة أن آتي هنا لإلقاء خطابي السنوي الذي أتحدث فيه عن حبي لهذه المدونة و هوسي بالتدوين الذي يمنعني من التوقف عن الكتابة و البحث عن مجال آخر لتفريغ شحناتي النووية . . لكن


.
لكن خطابي هذه السنة مختلف , فأنا آتي هنا لأعتذر , أعتذر لـ طاخ طيخ و قراءها , أعتذر عن إبتعادي عنها و إهمالها خلال الأسابيع و الأشهر السابقة


.
كتبت في مثل هذا اليوم من العام 2009 متساءلاً عن سبب مقنع يبعدني عن المدونة


.
"اذا لماذا التوقف ؟ قد يكون السبب تحقيق حلمي القديم المتجدد بكتابة الكتب و الروايات المتخصصة حول بعض ما تعلمته من هذه الحياة , كالكتابة عن تطوير الذات و التاريخ و الأديان و علاقة الماضي بالحاضر مع ما يمكن أن يحصل في المستقبل , فهذه المواضيع هي ما يشغل بالي و ما يجعلني أعجز عن النوم قبل أذان الفجر بشكل شبه يومي , لكن مالذي يمنع من كتابة الكتب مع ابقاء المدونة على قيد الحياة ؟"


.
و هذا بالفعل ما حصل , فبعد كتابة سلسلة مقال . . إلى الأرض و نشر الجزء الأول منها في هذه المدونة لازمني إحساس مُر بأن هذا المقال أو المشروع لم يحصل على الإهتمام المتوقع هنا , لم يحصل على إهتمام القراء كما أنه لم يحصل على إهتمامي الشخصي به , لذلك كنت أمام خيارين من هذا المشروع


.
الخيار الأول هو التوقف عن إكمال السلسلة و العودة إلى حياتي الطبيعية في كتابة المقالات و التعليق على الأحداث اليومية , أما الخيار الثاني فهو الإستمرار بالمشروع لكن بإسلوب أكثر إحترافية من حيث تدعيم المقال بكم أكبر من المصادر و المعلومات و التحليلات


.
و بعد تفكير عميق و إستعراض واسع للخيارات المطروحة قررت المضي قدماً مع الخيار الثاني , سلسلة مقال إلى الأرض تتحدث عن تاريخ الكويت السياسي منذ نشأة الدولة إلى وقتنا الحاضر , و بالعودة إلى الفقرة أعلاه أجد نفسي معترفاً بأن حلمي هو الكتابة عن "علاقة الماضي بالحاضر مع ما يمكن أن يحصل في المستقبل", بل أنني أعترف أيضا بأن التفكير في هذا الموضوع يشغل بالي إلى ساعات الفجر الأولى , و أود هنا تبشيركم بأن الحال لم يتغير منذ 2009 إلى 2011
, بل أن الحالة تفاقمت و بدأت تؤثر على نشاطاتي الأخرى


.
و السؤال الذي طرحته على نفسي في 2009 , ما المانع من الإستمرار في مشروع مقال إلى الأرض و الكتابة في المدونة ؟ الحقيقة أنني في ذلك الوقت لم أكن أستوعب حجم العمل و المجهود الذي يبذله مؤلف الكتاب و إختلافه عن ما يبذله كاتب المقالات اليومية , فالمقال اليومي يعتمد بشكل أكبر على الإسلوب الأدبي للكاتب و كيفية إيصاله للمعلومة بشكل مختصر و مفيد و مؤثر , أما تأليف الكتب فالمساحة فيه ليس لها نفس الأولوية , و الأهم فيها دقة المعلومات و تدعيمها بالشكل المناسب , و هذه العملية تأخذ من الكاتب الجهد الأكبر , فيجب عليه أن يدعم كل معلومة بمصدر , و أحيانا عليه أن يقتبس من هذه المصادر و يحرص على عدم تشويه هذه الإقتباسات , و كل ذلك يستهلك نسبة كبيرة من الطاقة الفكرية و الوقتية للكاتب


.
لقد بدأت بإعادة كتابة السلسلة في الأشهر الأخيرة من العام الماضي , و اليوم وصلت إلى مرحلة لا بأس بها من العمل , و أعتقد بأني سأحتاج إلى 12 شهر أخرى لإتمام العمل بالشكل الذي أطمح إليه , في الحقيقة كنت أحاول جاهداً أن لا أتحدث عن هذا المشروع , و لم أفصح عنه إلا بعد الإطمئنان إلى أن ما بين يدي حاليا يصلح للنشر حتى و إن قررت التوقف , و هذه الفكرة – نشر العمل على أجزاء – تراودني أحياناً , لكني حتى هذه اللحظة متمسك بالتصور الأشمل للمشروع


.
أتمنى فعلا أن أحيا إلى العام القادم و آتي إلى هذا المكان معلناً عن الإنتهاء من مشروع مقال إلى الأرض , و أتمنى أيضا نجاح هذا المشروع و تلمس القراء العذر لإنقطاعي عن طاخ طيخ بسببه , فنحن نقول من طوّل الغيبات جاب الغنايم , و أنا واثق من أن الغنيمة هذه المرة تستحق الغيبة , لا أريد المبالغة فالوقت لا زال مبكراً عليها , لكني و من خلال خبرة 6 سنوات مع هذه المدونة و قراءها , على ثقة بأن العمل سيحوز على إعجابهم و قد يغير الكثير من أفكارهم و مسلماتهم , فهذا ما حاولت القيام به على مدى السنوات السابقة


.
أعتذر مرة أخرى عن الإنقطاع عن هذه الساحة , و أشكر جميع من صرخ في أذني أو كتب لي عبر الإيميل أو تويتر مطالبا بعودتي لهذه المدونة , سأترك هذه المدونة في حالة ستاند باي أو إستعداد , فقد يأتي ما يستحق الكتابة من الأحداث اليومية , و في نفس الوقت سأسهر إلى ساعات الفجر الأولى لأنجز العمل الذي بدأته , و أتمنى أن أوفق في ذلك


.
إلى اللقاء الذي أتمنى أن يكون قريباً
.
شكرا للجميع