في البداية أحب أن أأكد على أن جميع التساؤلات و التحليلات في هذا الموضوع لم يقصد منها بشكل من الأشكال الانتقاص من الذات الالهية و الدين الاسلامي لا سمح الله. أنا مسلم و مؤمن بالله و الرسول محمد خاتم الانبياء عليه أفضل الصلاة و السلام فالرجاء عدم المزايدة على ذلك. المطروح أمامكم مجرد أفكار و تساؤلات محبوسة في رأسي أحببت أن أفرج عنها و أن أضعها للقراء الكرام للمشاركة.
الله سبحانه و تعالى بدأ الخلق البشري بسيدنا آدم عليه السلام, و منذ ذلك الحين فقد حرص الاله على ارسال آلاف الرسل و الانبياء الى شعوب الأرض لقيادتهم الى الطريق السليم و النهج القويم.
تميز هؤلاء الرسل و الأنبياء بميزات كثيرة لا تتوفر في غيرهم الا ما ندر, أول و أهم هذه الميزات هي العصمة من ارتكاب الأنجاس و المعاصي. فالرسول لا يخطأ منذ ان يولد الى أن ينتقل الى جوار ربه, هذه العصمة ساهمت بشكل كبير في ميل الناس لهم و تطويع النفوس للاصغاء اليهم و الايمان برسالتهم.
الميزة الثانية هي تدعيم هؤلاء الأنبياء بكرامات و معجزات عظيمة يصعب على العقل البشري مقاومتها. فمنهم من كان يكلم المخلوقات الاخرى و له الامرة على الجن, و منهم من كان يحيي الموتى و يشفي المرضى. أيضا هناك من كان يفسر الرؤيا و من كان يشق له البحر, فللمعجزات الالهية دور كبير في ايصال الرسالة و تعزيز ايمان الناس بالاله و رسوله, فهي ركن أساسي في مسيرة الأديان السماوية و لا نستطيع تهميشها.
الميزة الثالثة هي سمو و رقي الرسالة التي يكلف بها النبي, فقد حرص الله على أن تكون جميع أديانه و رسالاته سامية عادلة كاملة لا تشوبها أي شائبة. و هذا الكمال و السمو كان له الفضل في تسهيل مهمة النبي في ايصال الرسالة و ارساء قواعدها في نفوس الناس و عقولهم. فجميع الأديان تنهى عن الكذب و السرقة و الخيانة, و تأمر بالتوحيد و الصلاة و فعل الخير.
و قد تجلت حكمة الخالق و تدبيره عندما حرص على تجهيز جميع أنبيائه و رسله بهذه الميزات الثلاث. قد يختلفون بالشكل و اللون و الرسالة و الشعب المرسلين اليه, لكنهم جميعا اناس معصومون ذوا أخلاق كريمة و طبيعة سمحة. جميعهم مدعمين بالمعجزات الخارقة , و جميعهم اتوا بأديان و رسالات عادلة ذات تعاليم راقية يصعب على كل ذي فطرة سليمة رفضها و عدم الايمان بها.
اخوتي القراء, لنربط ما ذكرناه سابقا على وضعنا الحالي.
تخيل أنك تقابلت مع شخص صاحب أخلاق عالية, انسان لم ترى أو تسمع منه الا الخير, فمن الطبيعي أن تعجب به على الأقل. و بعد فترة من مراقبتك له رأيت أن لهذا المخلوق كرامات و معجزات عديدة, من المؤكد هنا بأنك سوف تزداد اعجابا و اهتماما بهذا الشخص. مع مرور الأيام بدأ هذا الشخص باسداء النصائح و التعليمات المفيدة لك و لمن حولك. أيضا ساهم هذا الشخص في حل الكثير من المشاكل الخاصة و العامة لكل من يلجأ اليه (كما فعل الرسول في حادثة الحجر الأسود و كما شارك نبي الله يوسف في تقويم الوضع الاقتصادي في مصر
الآن ترسخ في ذهنك أن هذا الانسان يسعى الى الخير و هو مدعم بقوة سماوية خارقة, و أخيرا هو يملك من العلم و الحكمة ما لم يتوفر لغيره مما يجعله قادرا على اقناع الناس بحلوله و نصائحه.
السؤال الافتراضي الآن, لو لم نكن مسلمين و نؤمن بأن الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم هو خاتم الأنبياء و الرسل, هل كنا سنؤمن برسالة هذا الشخص عند اعلانه عنها و أنه رسول من الله؟