Tuesday, August 02, 2011

مقال . . إلى من "على" الأرض

تمر علينا اليوم الذكرى الحادي و العشرين للغزو العراقي الغاشم , و أعتقد شخصياً بأن المشكلة هي في مرور المناسبة علينا و ليس مرورنا نحن عليها , فالغزو بكل ما فيه من خيبات أمل و آلام يظل مناسبة نادرة في تاريخ الشعوب , مناسبة تتيح للأمم التخلي عن كل موروثاتها البالية و وضع اللبنة الأولى لبداية جديدة , بداية جديدة نحو الأفضل طبعا , لكن للأسف , نحن لم نكن من هذه الأمم التي تتعمد المرور على تجاربها المصيرية لتتعلم منها , ترصد الأخطاء لتتحاشى تكرارها , و تُعين مواطن النجاح حتى تستثمرها و تطورها

تمر عليَّ هذه المناسبة و قلبي يعتصر ألماً , و الألم لم يعد يغالبني بسبب ذاكرتي اللعينة , و ما تفيظ به من صور و مشاهد لتلك الأيام العصيبة , لكن ألمي الحالي على ما أراه من واقع بشع في بلدي , و لكي لا أكون ظالماً فبلدي ليس المُدان بآلامي , بل أجزم أنه يشاركني الألم مما تقوم به – بعض - مجاميع القرود و المهرجين الذين يعيشون على أرضه , كائنات ممسوخة بكل صفة سيئة , فلم أعد قادر على العيش بينهم , و لم أعد راغباً في التعامل معهم , و المشكلة أن إنتشار هذه الصفات لم تترك أحداً , فالقريب قبل البعيد , و الصديق قبل العدو , فلم أعد أفرق بين الجاهل و المتعلم , الأبله و المتفهم , الصادق و الكاذب , فهم جميعاً يزعجوني بالنعيق و النهيق , هذا ينعق بـ لن أنسى , و الآخر ينهق بالسباب و الشتائم التي لا تستثني أحداً في المجموعة الشمسية

لا أدعي هنا الفضيلة , فعيوبي كثيرة , لكني أعرف عيوبي , أو أحاول معرفتها على أقل تقدير , قد لا أنجح دائماً في تقويمها , إلا أنني أحاول , أما ما أراه في هذا البلد فهو جنون ما بعد العظمة , جنون تفوق على جنون البقر , فأصبح المصاب به يعاني من خلل قاتل في الراصدات المرئية و السمعية , خلل في قدرة المخ على التفكير و التحليل , و العقل على الإستنتاج و التدبير , و الأفواه على حسن اللفظ و التخريج , و السؤال الذي أطرحه عليهم و على نفسي , طيب بعد أن سَبَبتَ العالم بما فيه , و بما أنك لم تنسى , هل تعتقد أن عدم النسيان بحد ذاته إنجاز تضيفه إلى بقية إنجازاتك الوهمية لتطلق شعارك البائس كويتي و أفتخر ؟ ما هي فائدة عدم النسيان إن كنت تكرر نفس الأخطاء ؟ بل أنك إرتكبتها في المرة الأولى بداعي السذاجة و حسن النية , لكنك اليوم تكررها مع سبق الإصرار و الترصد , فأنت تعلم , أو يجب أن تعلم بنتائج أفعالك و أبعادها

من خلال قراءتي المستمرة للتاريخ يتكرر مروري على الغزو بشكل شبه دائم , و عند مروري عليه أقف متسائلاً مع نفسي عن السبب ؟ لماذا حدث ؟ و كيف حدث بالشكل الذي رأيناه ؟ إنهيار كامل و شامل للدولة خلال سويعات قليلة , فالحقيقة المُرة هي أن كل ما نسمعه أحياناً من بطولات ما هي إلا أفعال إرتجالية , لم يخطط لها فاعلها , و لم يتوقعها الآخرين منه , هي فقط ردود أفعال تخضع لقوانين الأمر الواقع , فأنت إما قاتل أو مقتول , لن أكون ظالماً أو قاسياً هنا , فأنا أيضا أخضع لقوانين الأمر الواقع , و هذه القوانين تجبرني على القبول بأني في نهاية الأمر واحد منكم , و هذه مشكلة وجودية لا أنكرها

أنا أيضاً مثلكم لم أنسى , بل أنني عدت إلى التاريخ لأكتشف بأن الأطماع الخارجية في الكويت وُجدت بوجودها , فالدولة العثمانية طمعت و صدها مبارك بحماية بريطانيا في 1899 , و الدويش طمع فطارت فوقه الطائرات البريطانية في 1920 , و طمع غازي في الثلاثينات فلم نهتز لوجود بريطانيا , أما قاسم فقد طمع في 1961 فوجد القوات البريطانيا في الكويت بعد أقل من 24 ساعة , إلى أن جاءت خطيئة الحكم بقذف الكويت في أتون القومية و عدم عقد معاهدة حماية مع أي دولى عظمى بعد خروج بريطانيا من الخليج في 1971 , فكانت النتيجة صامتة 1973 و إعتداءات الثمانينات ثم الغزو في تسعين , و من سخريات القدر أن التحرير جاء على يد قوة أمريكا العظمى

هنا يجب علينا إستيعاب الدرس الأول , و هو أننا دولة صغيرة – جداً – ليس لها القدرة على حماية إستقلالها في أوقات الجد بلا حماية دولة عظمى , و السؤال هنا , من هي الدول العظمى ؟

إن شرعية الكويت الدولية لم تأتي إلا بإعتراف الأمم المتحدة فيها عام 1963 , و قد جاء تحرير الكويت بقرار من مجلس الأمن في 1991 , و الدول العظمى هي الدول التي تمتلك القدرة على إصدار مثل هذه القرارات من مجلس الأمن , أو نقضه إن شاءت , و هي دول الفيتو , أمريكا و بريطانيا و فرنسا و الصين و روسيا , و السؤال هنا كيف تتقرب نتفة مثل الكويت إلى هذه الدول الكبرى ؟

الإجابة هي أن لكل دولة من هذه الدول مفاتيحها , فمنها من يكتفي بالعقود النفطية و منها من تعتمد سياسته الخارجية على الرأي العام المحلي و ما تقوم به مجموعات الضغط المؤثرة , أيضا لكل من هذه المجاميع مفاتيحها , فمنها من يتعاطف معنا فقط لأننا دولة – ديموقراطية – في وسط دكتاتوري , و هؤلاء سيتاعطفون معنا أكثر حين يعلمون أن المرأة عندنا تمارس حقوقها السياسية و الإنسانية كالرجل , أما المجاميع الأخرى فقد يكون ثمن مواقفها بعض العقود التجارية و الإستثمارية , و السؤال هنا هل ما نقوم به من ممارسات تساهم في خدمة قضايانا في الخارج ؟

هل ما نمارسه من عنصرية إتجاه الوافدين يسهم في تعاطف دولهم معنا ؟ أتكلم هنا عن الممارسات الشعبية و الحكومية على حد سواء , فـ ما أخس من المربوط إلا المفتلت , هل سيضغط الشعب الأمريكي على حكومته للدفاع عنا بعد أن أبَّن بعضنا عدو أمريكا الأول بن لادن ؟ هل سيقف الشعب البريطاني معنا بعد أن رفضنا تخصيص موقع بديل للكنيسة ؟ هل تعتقدون أن الصين و روسيا سيضحون بتحالفهم مع دولة كبرى مثل إيران من أجل هايفنا و طبطبائينا ؟ ألا تعلمون بأن تردد الكثير من الدول الكبرى في مساندة ثورات الربيع العربي ناتج عن خوفهم من وصول التيارات السلفية و الإخوانية للسلطة ؟

أعلم أنكم لم تنسوا الغزو , لكن أين أنتم مما يدور حول العالم ؟ أنظروا جيداً إلى قائمة الدول المشاركة – عسكرياً – في تحرير هذه الأرض , هل تعتقدون أن حكومتنا أو حكومات مجلس التعاون قادرة على حشد كل هؤلاء ؟ بالطبع لا , فنحن و هم لم نكن في يوم من الأيام أكثر من برميل نفط و دفتر شيكات , و هذا و ذاك لن يدوما لنا للأبد , فمن سيضحي بأبناءه من أجلنا حين ذاك ؟

من سيرسل إبنه للدفاع عن شرف ضمير أمتنا ؟ بل أن السؤال الأهم هل نستحق نحن كشعب تعاطف الآخرين معنا ؟ ألسنا نحن من نمقت بعضنا بعضاً ؟ ألسنا نحن من نجتهد في إهانة طوائفنا و فئاتنا ؟ ألسنا نحن من نحشر أنوفنا فيما لا يخصنا ؟ نحرض هذه الحكومة على شعبها , و نشعل ذاك الشعب ضد حكومته , و كأننا نضمن أمننا و أماننا ؟

ألم تشعروا بكم الأسى و البؤس في خطابات أميرنا لنا ؟ تطالبونه بإحترامكم و أنتم لم تحترموه أمام العالم ؟ ألا تعرفون بأن المسائلة الأخيرة لرئيس الوزراء تُصنف خيانة في عالم السياسة ؟ فأنتم كمن يستجوب سعد العبدالله لأنه لم يقبل بالتنازل عن نصف بوبيان أو قبول الوصاية العراقية , و المبكي هنا أنكم وجدتم 18 خائـ . . باً يؤيدكم في مخططاتكم التعيسة , تثيرون الفوضى , و تقودون أسراب المراهقين وراءكم لأهداف لا تعرفون أبعادها , بطولات مزيفة و تقليد فاشل للسابقين , و بما أنكم لم تنسوا فمن المؤكد أنكم تتذكرون شعار صدام في الأيام الأولى من إحتلاله , لا أقول هنا بأن تلك الأحداث هي من دفعته للدخول , لكنها بالتأكيد كانت من ضمن المعادلة

أشعر بألم شديد في طبلة أذني من صرخات لن ننسى 2 8 , لن ننسى 2 8 , لن ننسى 2 8 , و هذا حق من حقوقكم , لكن أتوسل إليكم فكروا قليلاً , في الأخطاء التي نرتكبها يومياً و التي قد تساهم في تكرار 2 8 , أو تساهم في عدم قدرتنا على النجاة بأرضنا لو تكررت تهديدات 2 8 , كفوا عن الصراخ . . الزعيق . . الإزعاج , و ليعرف كل منا حجمه على الأرض , و حجمه خارج الأرض , و حجمه . . . تحت الأرض

اللهم إرحم شهداءنا الأبرار و أسكنهم فسيح جناتك

.

صور الشهداء من تصميم ضرار الفضالة

Tuesday, July 19, 2011

طاخ طيخ 6


جاء التاسع عشر من يوليو المقدس , يوم ميلاد طاخ طيخ , و من عادتي في هذه المناسبة أن آتي هنا لإلقاء خطابي السنوي الذي أتحدث فيه عن حبي لهذه المدونة و هوسي بالتدوين الذي يمنعني من التوقف عن الكتابة و البحث عن مجال آخر لتفريغ شحناتي النووية . . لكن


.
لكن خطابي هذه السنة مختلف , فأنا آتي هنا لأعتذر , أعتذر لـ طاخ طيخ و قراءها , أعتذر عن إبتعادي عنها و إهمالها خلال الأسابيع و الأشهر السابقة


.
كتبت في مثل هذا اليوم من العام 2009 متساءلاً عن سبب مقنع يبعدني عن المدونة


.
"اذا لماذا التوقف ؟ قد يكون السبب تحقيق حلمي القديم المتجدد بكتابة الكتب و الروايات المتخصصة حول بعض ما تعلمته من هذه الحياة , كالكتابة عن تطوير الذات و التاريخ و الأديان و علاقة الماضي بالحاضر مع ما يمكن أن يحصل في المستقبل , فهذه المواضيع هي ما يشغل بالي و ما يجعلني أعجز عن النوم قبل أذان الفجر بشكل شبه يومي , لكن مالذي يمنع من كتابة الكتب مع ابقاء المدونة على قيد الحياة ؟"


.
و هذا بالفعل ما حصل , فبعد كتابة سلسلة مقال . . إلى الأرض و نشر الجزء الأول منها في هذه المدونة لازمني إحساس مُر بأن هذا المقال أو المشروع لم يحصل على الإهتمام المتوقع هنا , لم يحصل على إهتمام القراء كما أنه لم يحصل على إهتمامي الشخصي به , لذلك كنت أمام خيارين من هذا المشروع


.
الخيار الأول هو التوقف عن إكمال السلسلة و العودة إلى حياتي الطبيعية في كتابة المقالات و التعليق على الأحداث اليومية , أما الخيار الثاني فهو الإستمرار بالمشروع لكن بإسلوب أكثر إحترافية من حيث تدعيم المقال بكم أكبر من المصادر و المعلومات و التحليلات


.
و بعد تفكير عميق و إستعراض واسع للخيارات المطروحة قررت المضي قدماً مع الخيار الثاني , سلسلة مقال إلى الأرض تتحدث عن تاريخ الكويت السياسي منذ نشأة الدولة إلى وقتنا الحاضر , و بالعودة إلى الفقرة أعلاه أجد نفسي معترفاً بأن حلمي هو الكتابة عن "علاقة الماضي بالحاضر مع ما يمكن أن يحصل في المستقبل", بل أنني أعترف أيضا بأن التفكير في هذا الموضوع يشغل بالي إلى ساعات الفجر الأولى , و أود هنا تبشيركم بأن الحال لم يتغير منذ 2009 إلى 2011
, بل أن الحالة تفاقمت و بدأت تؤثر على نشاطاتي الأخرى


.
و السؤال الذي طرحته على نفسي في 2009 , ما المانع من الإستمرار في مشروع مقال إلى الأرض و الكتابة في المدونة ؟ الحقيقة أنني في ذلك الوقت لم أكن أستوعب حجم العمل و المجهود الذي يبذله مؤلف الكتاب و إختلافه عن ما يبذله كاتب المقالات اليومية , فالمقال اليومي يعتمد بشكل أكبر على الإسلوب الأدبي للكاتب و كيفية إيصاله للمعلومة بشكل مختصر و مفيد و مؤثر , أما تأليف الكتب فالمساحة فيه ليس لها نفس الأولوية , و الأهم فيها دقة المعلومات و تدعيمها بالشكل المناسب , و هذه العملية تأخذ من الكاتب الجهد الأكبر , فيجب عليه أن يدعم كل معلومة بمصدر , و أحيانا عليه أن يقتبس من هذه المصادر و يحرص على عدم تشويه هذه الإقتباسات , و كل ذلك يستهلك نسبة كبيرة من الطاقة الفكرية و الوقتية للكاتب


.
لقد بدأت بإعادة كتابة السلسلة في الأشهر الأخيرة من العام الماضي , و اليوم وصلت إلى مرحلة لا بأس بها من العمل , و أعتقد بأني سأحتاج إلى 12 شهر أخرى لإتمام العمل بالشكل الذي أطمح إليه , في الحقيقة كنت أحاول جاهداً أن لا أتحدث عن هذا المشروع , و لم أفصح عنه إلا بعد الإطمئنان إلى أن ما بين يدي حاليا يصلح للنشر حتى و إن قررت التوقف , و هذه الفكرة – نشر العمل على أجزاء – تراودني أحياناً , لكني حتى هذه اللحظة متمسك بالتصور الأشمل للمشروع


.
أتمنى فعلا أن أحيا إلى العام القادم و آتي إلى هذا المكان معلناً عن الإنتهاء من مشروع مقال إلى الأرض , و أتمنى أيضا نجاح هذا المشروع و تلمس القراء العذر لإنقطاعي عن طاخ طيخ بسببه , فنحن نقول من طوّل الغيبات جاب الغنايم , و أنا واثق من أن الغنيمة هذه المرة تستحق الغيبة , لا أريد المبالغة فالوقت لا زال مبكراً عليها , لكني و من خلال خبرة 6 سنوات مع هذه المدونة و قراءها , على ثقة بأن العمل سيحوز على إعجابهم و قد يغير الكثير من أفكارهم و مسلماتهم , فهذا ما حاولت القيام به على مدى السنوات السابقة


.
أعتذر مرة أخرى عن الإنقطاع عن هذه الساحة , و أشكر جميع من صرخ في أذني أو كتب لي عبر الإيميل أو تويتر مطالبا بعودتي لهذه المدونة , سأترك هذه المدونة في حالة ستاند باي أو إستعداد , فقد يأتي ما يستحق الكتابة من الأحداث اليومية , و في نفس الوقت سأسهر إلى ساعات الفجر الأولى لأنجز العمل الذي بدأته , و أتمنى أن أوفق في ذلك


.
إلى اللقاء الذي أتمنى أن يكون قريباً
.
شكرا للجميع


Sunday, June 05, 2011

و في الليلة الظلماء تظهر . . الوثيقة !

قبل الدخول في موضوع هذا المقال أود التوضيح بأن الوضع السياسي و المناخي و الفكري في الكويت أصبح خانقاً و لا يشجع على الكتابة , لذلك سأكتب هذا الموضوع من باب مليء وقت الفراغ و التسلية و أرجو أن لا يُؤخذ على محمل الجد , فهو يعتمد على شكوك و ظنون بنيتها على قاعدة "نظرية المؤامرة" و ليس لها أي دليل أو مستمسك مادي
.
بالرغم من الأحداث الدولية و الإقليمية المتفجرة حولنا إلا أن الحدث الأبرز محلياً خلال العام 2011 كان أحداث جلسة الثلاثاء الماضي , فمفاجآت تلك الجلسة جعلتني أقف على الميزان سبع مرات للتأكد من أني أنا أنا و هذاك مو أنا , أقول ذلك ليس بسبب كشف الستار عن صراع الأسرة أو كما أسماه عدنان عبدالصمد – ما قبل التأبين – حكومة تستجوب حكومة , فالحكومة كانت دائما تستجوب حكومة منذ بداية الحياة الديموقراطية الحديثة في الكويت عام 1963
.

.
المفاجأة كانت بسقوط سراويل نوابنا الأفاضل و الكشف عن عوراتهم الـ إع إف , هؤلاء النواب الذين سدوا آذاننا بصرخات "إلا الداستور" قبل أشهر معدودات ليأتوا اليوم و يسلبوا الوزراء لقبهم المحبب و يصبحوا هم "حطب الدامة" في يد أقطاب الصباح ناصر , و الصباح أحمد , و على طاري الأقطاب فقد كشفت أحداث الثلاثاء عن عمق الحفرة التي سقطت فيها الكويت حكومة و شعباً , فبعد سنوات و سنوات من تصوير الشيخ أحمد الفهد بالداهية الخطير و السياسي المثير و الفارس الذي يسبح و يطير إكتشفنا أن راعي الحرشة فضّل النحشة على حرشة الأعداء و دق المسامير التي تُثبِّتهم على صلبانهم
.



.
و النحشة هنا لا تعود على شكوته للخرافي بقوله "سبّوني و ضربوني" و عدم صعوده للمنصة و رده على عادل الصرخاوي , فأنا لا أصدر أحكامي على البروفات التمثيلية , لكن إهتمامي ينصب على الجرائم الموثقة , و جريمة النحشة هنا كانت في مذكرته للـ لجنة التشريعية , و التي لو قرأها ميسي لـ ترك برشلونة و تفرغ للعمل في كنتاكي الشامية و عفا الله مانشستر شر القتال
.

.
فالسياسي المحنك يرمي بأن إستجوابه من الألِف إلى الياء غير دستوري لأنه لا يحترم قرارات سمو الأمير بإعادة توزير الفهد ! و السؤال الذي يطرح نفسه هنا من أي بقالة دستورية وجدت هذه الحُجة ؟ و هل تأكدت شخصياً من شهادة من سوّغ لك إستخدامها ؟ ألا تعلم بأني لو كنت نائباً لإستجوب وزير التربية الذي صادق على شهادة الخبير الدستوري الذي صاغ لك هذه المذكرة ؟
.


.
و بما أن اللعب أصبح على المكشوف و إتفق نوابنا الأفاضل على كتابة أرقام حساباتهم فوق مؤخراتهم الـ إع إف , أجد أن من واجبي الحديث عن الخبير الدستوري الآخر عباس الشعبي و تابعه مسلم البراك , و أنا هنا لا أحكم على إجتماعهم بالصفاة و قيادة المسيرات الفوضوية , فكما قلت سابقاً أنا لا أحكم على البروفات التمثيلية , لكن الجريمة هنا هي الوثيقة – العفوية – التي أعلن عنها الثنائي عباس و شركاءه للمطالبة بإبتعاد أو رحيل , أو عزل أو نفي أو قتل سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد و نائبه الشيخ أحمد الفهد
.


.
و قد حاولت التعامل مع الوثيقة كـ نشيدة و لم تطربني , و حاولت التعامل معها كـ نكتة فلم تُضحكني , لذلك وجدت نفسي مضطراً للبحث عن المستفيد من رحيل ناصر و أحمد على نفس الرحلة , فلم أجد غير صاحب الإعلام الطاهر مالك "قناة مباشر" زميلنا في تويتر الشيخ فهد سالم العلي حفظه الله و رعاه في منامه و مرعاه , لكن متابعتي لتغريدات الرجل و هي بالمناسبة ليست بروفات تمثيلية جعلتني أتأكد من بُعده عن السياسة و تركيزه الأكبر على العزايم و العشوات فقررت البحث عن مستفيد آخر , مستفيد لم تعجبه الأوضاع المحلية فترك الجمل بما حمل , إلا أن الوثيقة "العفوية" ستضع عن الجمل ما حمل , فـ يخف وزنه , و يزداد ثمنه , و يستدل على دربه , فيترك ناصر على شاطيء شويخ , و يسير إلى ناصر على شاطيء البدع , و من يعلم , فقد تُبدع البدع في المفاجآت السعيدة , مفاجآت تسعد البلاد و العباد من الخالدية إلى قرطبة , و من صباح الناصر إلى الجهراء
.


.
أكرر مرة أخرى بأنها مجرد ظنون بلا دليل , و لم البحث عن دليل لإقناع من يشعثر الأرض و يلطم الخد و يتسلق أعمدة الإنارة و يوقع على وثيقة "عفوية" بلا هدف و لا دليل
..!.

Friday, May 20, 2011

إرتجال مِن مَن لم يعتد الإرتجال

منذ البارحة و أنا أتلقى الأسئلة من بعض الأصدقاء و القراء عبر التويتر و الرسائل الخاصة حول موضوع التجمع المقام حالياً في ساحة الصفاة تحت عنوان "جمعة الدستور" , ما هو رأيك في التجمع ؟ هل ستشارك ؟ لماذا نعم و لم لا ؟




و بالرغم من عدم معرفتي بتفاصيله حيث أنني مبتعد عن الشأن السياسي منذ فترة إلا أن الفكرة العامة للتجمع واضحة بالنسبة لي , إختيار يوم الجمعة و تحديد "جمعة" في عنوان التجمع هو محاولة للربط بين "جُمعتنا" و بقية الـ"جُمعات" التي قام بها الشباب العربي في تونس و مصر و اليمن و البحرين و ليبيا و سوريا , و لأكن صريحاً معكم أقول بأن هذا الربط يجعلني لا أتحمس لمثل هذه التجمعات , فأنا من المؤمنين بمقولة "الحاجة أم الإختراع", و الواضح هنا أن الحاجة غير متوفرة لإختراع "جمعة الدستور" , لكن الإختراع أتى كـ تقليد مستورد من تجارب خارجية ألهبت حماسة الشباب الذي شعر بـ النقص لعدم نجاحه في تحقيق إنجاز كبير بالكويت رغم الحماس و النشاط الملحوظ منذ منتصف 2010




أما العنصر الثاني في عنوان التجمع فهو "الدستور" المغلوب على أمره بلا جرم أو ذنب , فعنصر الدستور - كـ إسم فقط - رأيناه بارزاً في الكثير من المناسبات و التجمعات و التكتلات السابقة كحملة إلا الدستور و تجمع نواب إلا الدستور و قد كتبنا سابقاً بأن هؤلاء النواب و أتباعهم آخر من يحق له المطالبة بتطبيق الدستور كأشخاص و أفعال , فالدستور الذي تتباكون عليه فيه الكثير من المواد الأهم من الإستجواب و مجلس الأمة و قد تم إنتهاكها منكم و من عرّابيكم بدم بارد و لم نرى منكم "هشة" للدفاع عنه , لذلك أعتقد أن إستخدام كلمة الدستور هنا جاءت كـ رشة الملح على الطبق الماصخ لجعله قابلاً للهضم




و من هنا فحكمي على التجمع بأنه نسخة جديدة من حملات قديمة و مستهلكة كحملة إرحل و كافي و السور الخامس و إلا الدستور الخ الخ الخ , مع العلم بأن أكثر هذه الحملات صراحة هي أولها و هي حملة إرحل , ليس لشيء إلا صدقها مع نفسها و جماهيرها في مطالبتها بـ رحيل رئيس الوزراء , أما بقية الحملات فهي مجرد محاولات لـ تلغيم حملة إرحل لجعلها أكثر قدرة على إجتذاب الجماهير , و من خلال طلاتي على التويتر أستطيع أن أقول بأن القائمين على كل هذه الحملات هم نفس المجموعة من الشباب




الملاحظة الأخرى على هذا التجمع هو نوعية العناصر التي ستتسيد الخطاب فيه و المتوقع أن يكونوا خليط من أعضاء مجلس الأمة كالبراك و الطبطبائي و الحربش بالإضافة إلى الناشطين السياسيين كالهيلم و الديين و إحتمال وجود الخنة مما يجعل هذا التجمع فاقد للأفكار الجديدة و الحلول المبتكرة حيث أن مزامير هؤلاء فقدت ألحانها من كثرة التكرار الممل في كل تجمع يحدث في كل بيت بيت , دار دار , زنقة زنقة , ساحة ساحة , فما الجديد الذي سيأتي به مسلم البراك صاحب نظرية الصراخ على قدر الألم ؟ و ما الإبتكار الذي سيأتي به مؤسس التيار التقدمي في الكويت بعد أربعين سنة من قراءة الفاتحة على قبره ؟




الواضح أمامي أن هذه التجمعات يقوم بها أشخاص بلا هدف سياسي حقيقي غير كثرة الظهور و البقاء في وجدان الناخبين حتى إذا حانت لحظة الإقتراع يفتح كل منهم صحيفة أعماله المليئة بالنشاطات الجهادية ضد السلطة فتكون له الأولوية له في إستحقاق الصوت




أما بالنسبة للـ"كارثة" الدستورية التي تستحق أن يكون لها جمعة دستور و هي تصويت النواب على تأجيل إستجواب رئيس الوزراء فالقصة لا تعدو كونها حلقة جديدة من حلقات المسلسل الكرتوني توم و جيري بين ناصر المحمد - و بكشته - و مجموعة نواب الإنتخابات المبكرة على الطرف الآخر , جيري يريد البقاء بالمنصب و الهروب من توم و توم يريد تخريب طموحات جيري المستقبلية عبر مواصلة إنهاكه حتى تخور قواه ساعة الصفر




للأسف أرى الكويت تمر بأسوأ مراحلها و أنا دارس و قاريء لتاريخ الكويت , و أعرف جيدا تاريخنا السياسي قبل النفط و بعده , قبل الغزو و بعده , في الـ 38 و الـ 67 و الـ 76 و الـ 86 , أقولها بمرارة ما بعدها مرارة , هذه أسوأ مرحلة في تاريخ الكويت , ليس بسبب قلة المصادر و لا بسبب تردي الخدمات و عدم تطبيق الدستور , لكن بسبب الجهل و الجهالة التي تتمرغ بها نسبة كبيرة من أبناء هذا الوطن بكل فئاته و مستوى أهميته , عوائل و حكام , نواب و وزراء , ناشطين و خاملين




لم يعرفوا و لم يستفيدوا من الثورات العربية غير إستخدام يوم الجمعة ليجعلوه جمعة الدستور يتخربشون به مع "جيري" , أليس بينكم من يفكر بما يحصل حول العالم من إنهيارات مالية و أنظمة سياسية ؟ ألم تتابعوا في الأمس خطاب أوباما و تستوعبوا حجم التغيرات الضخمة القادمة إلى المنطقة ؟ ألم تتأكدوا بعد من ضحالة فكر هايفكم و حربشكم و قلافكم و مطوعكم و طبطبائيكم ؟




يجرُّونكم خلفهم كالقطيع في تفاهاتهم بلا وعي أو فهم حول المخاطر المحيطة بهذا الوطن من داخل البلاد و خارجها , يختلفون في كل شيء و أي شيء و لا يتفقون إلا في التصويت على الزيادات و الكوادر كدّر الله أيامهم , مشاكل المواطن الكويتي ليست في وجود السفير السوري و إستقبال وزير إيراني , مشاكل المواطن الكويتي في البيروقراطية الحكومية و سوء التعليم و الرعاية الصحية , مشاكلنا في الخلل الأمني و الفجوات التشريعية , مشكلتنا في أزمة مياه و غذاء قادمة و تنويع فاشل للدخل , مشكلتنا في علاقة سيئة مع الجيران و إعتماد كلي على ترسانة دفاع خارجية , مشكلتنا أكبر من دستورية إستجواب و دستورية تحويله لمحكمة الدستور , مشكلتنا فيك أيها الإنسان الكويتي الجاهل بجهلك , النائم بصحوتك , الفوضوي بنظامك , البائس بسعادتك , المزدوج بكل معاييرك




إن كنت من أنصار دستور 62 و الواهمين المطالبين بتطبيقه فتجمع "جمعة الدستور" ليس مكانك , أما إن كنت من المطالبين بإقصاء ناصر المحمد و حل المجلس من أجل إنتخابات مبكرة فساحة الصفاة مكانك , إذهب إلى هناك و إستمع إلى صرخات بقدر الألم , إلا أنك لن تسمع صرخات الأرض التي تقف عليها و هي تشمئز من الأقدار التي جعلت شاكلتنا من سكانها




إصرخوا كما تريدون , أما أنا فليس لي إلا الصمت

Saturday, May 14, 2011

84-9

الإستهتار و الدِّعة


.


من الأمراض المزمنة التي أصابت القيادة السياسية في الكويت بالثمانينات


.


و المشكلة الأكبر عندما تقترن هذه الأمراض بمرض أخطر منها


.


و هو كثرة الكلام و علو الصوت الغير مقرون


.


بالعمل و القدرة عليه


.


و قد إنكشفت ورقة التوت في 2 - 8 - 90


.


عندما إتضح حجم الفقاعة التي كنا نعيش فيها


.

























Friday, April 15, 2011

84-8

ما أشبه الليلة بالبارحة

.

لا حاجة لي بالتعليق

.

أترككم مع 1984

.








Saturday, April 09, 2011

84-7

إفتتاح المدينة الترفيهية

.

و مسلسل مدينة الرياح

.

و دقت الساعة و الشاطر حسن

.

أحمد مطر و ناجي العلي

.








Tuesday, April 05, 2011

84-6

آسف على التأخير

.

لكني كنت مسافر و بعيد عن الأجواء السياسية في الكويت

.

لا أعرف من أين أبدأ هذه السلسلة

.

لا أعرف أيضا كيف أرتب و أصنف القصاصات و الأخبار

.

أصنفها حسب الموضوع؟

.

أم حسب التاريخ؟

.

هل أعلق عليها لتوضيح أهميتها ؟

.

أم أترك للقاريء فرصة التمعن في الخبر و إسقاطه على ما يشاء؟

.

قراري الأخرير هو أني سأحاول قدر الإمكان عدم التعليق على الأخبار

.

و سأحاول قدر الإمكان تصنيف القصاصات على حسب الموضوع

.

و بما أن الحديث اليوم يدور حول مخططات شبكة التجسس الإيرانية

.

بتفجير المصالح الأمريكية سنبدأ بموضوع

.

تفجير السفارة الأمريكية و السفارة الفرنسية

.

Tuesday, March 29, 2011

# ثمانينات

خلال الأسابيع السابقة تلقيت عدة رسائل في التويتر تسألني عن "وضع" هذه المدونة , هل هي نائمة فـ نوقظها ؟ أم أنها ميته فـ نترحم على شبابها ؟ الجواب الدائم كان أنها ليست نائمة و لا ميته و لكنها تنتظرني على أحر من الجمر للكتابة و كلما مررت بجانبها أجدها تتقافز نحوي و تبتسم بعتب و تسألني فينك يا راجل , إنت لِسّه عايش ؟

.

لذلك , أجد اليوم أن من واجبي توضيح سبب الغياب لها و لكم حتى تعذروني , السبب هو أني و منذ كتابة سلسلة مقال . . إلى الأرض أصبحت مدمناً للقراءة و البحث في السياسة حتى أتمكن من إكمال السلسلة بالشكل الذي أطمح إليه , و المشكلة في القراءة و البحث أنها تستهلك من الإنسان وقته و صحته و سعادته أحياناً , لكن ماذا أفعل و أنا عرجي عِرج مقاول إيراني عنيد إذا أراد أن ينجز شيء لا يتركه حتى ينتهي

.

و لكي يستوعب القراء حجم البحث الذي أعكف عليه أضع أمامكم نبذة بسيطة منه و هو صورة لأحد القوائم التي قمت بها و التي توضح معلومات عن الدول المؤثرة في العالم و علاقة كل منها بالأخرى , الصورة الأولى كما ترون عن روسيا

.

.

الصورة الثانية فيها ثلاثة دول

.

.

الصورة الثالثة أوضح

.

.

الصورة الرابعة توضح حجم العمل و البحث و عدد الدول التي تغطيها هذه الصفحة

.

.

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا متى سأترجم كل هذه المعلومات إلى مقالات منشورة في هذه المدونة ؟

.

الجواب هو أنني سأحتاج إلى مزيداً من الوقت ليظهر العمل بالشكل المطلوب و أعدكم بأنه سيكون مثمر إنشاءالله

.

السؤال الآخر هو هل سأترك المدونة في حالة موت إكلينيكي إلى حين الإنتهاء من العمل ؟

.

الجواب هو لا , قبل أيام قليلة بدأ شباب التويتر بعمل هاش تاق عن التسعينات و قد لاقت هذه التجربة شعبية كبيرة بين المغردين مما جعلني أتشجع لإكمال عملي المؤجل منذ 2008 و هو نشر صور جرائد الثمانينات , لذلك قررت أن أشغل المدونة بصور الثمانينات إلى حين العودة من جديد , لن أعيد نشر ما نشرته سابقاً لذلك على من فاتته السلسلة أن يعود إليها في إرشيف ديسمبر 2007 إلى مارس 2008 و بهذا ستكون بدايتنا الجديدة مع أحداث عام 1984

.

شكرا للجميع و إلى اللقاء

.

Sunday, March 20, 2011

هبّت هبوب الجنّة وين إنت يا باغيها

.
حذرني بعض الأصدقاء من كتابة هذه المقالة بسبب الوضع المشحون طائفياً في المنطقة بشكل عام و الكويت بشكل خاص , و لأكون صادقاً معكم فإن التردد تسلل إلى نفسي إلا أنني في نهاية المطاف قررت الكتابة , إتخاذي لهذا القرار جاء أولا بسبب ثقتي في قدرتي على الكتابة الموضوعية , و ثانيا بسبب ثقتي في النضج السياسي لقراء هذه المدونة
.
تتجه أنظار العالم اليوم إلى ليبيا و طبول الحرب تتقارع هناك بسبب القرار الدولي في توجيه ضربة عسكرية لقوات القذافي في حال إقترابها من بنغازي و إعتدائها على الثُوار , أما نحن في الخليج فأنظارنا تتجه إلى البحرين و ما يجري على أرضها من فتنة أكلت الأجساد و النفوس , لن أخوض اليوم بتفاصيل الصراع في البحرين بين المعارضة – الثائرة – و السُلطة الحاكمة , فالتوتر في البحرين مستمر منذ وقت طويل و من الممكن تلخيص أسبابه – المعلنة - في النقاط التالية التي آخذها مباشرة من تقرير الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان لـ سنة 2009
.

.
مراقبة الإنترنت و المدونات و غرف المحادثة
.
منع الحكومة للتجمعات السياسية و المواضيع السياسية في دور العبادة و الجامعات و المدارس و المؤسسات الحكومية
.
منع قيام الطائفة الشيعية بالمآتم و المناسبات الدينية و السياسية بلا ترخيص من الحكومة
.
التعامل بعنف مع المتظاهرين من خلال رميهم بالرصاص المطاطي و غيره
.
عدم الشفافية العدالة في توزيع الأراضي بين الشيعة و سنة
.
مراقبة الحكومة للشيعة الذين يذهبون إلى إيران للدراسة في الحوزات الدينية
.
التمييز الإجتماعي ضد المواطنين الشيعة
.
تفضيل السنة في الوظائف الحكومية الرفيعة و الوظائف المتعلقة بالأمن , و تشكيل الشيعة لأقل من 1% من القوات المسلحة
.
تلقي الشيعة في القطاع الخاص رواتب منخفضة و إحتلالهم للوظائف الوضيعة
.
تجاوز الحكومة قوانين التجنيس و تسهيلها تجنيس مواطنين سُنة من دول الجوار بغرض التغيير الديموغرافي للتحكم بالإنتخابات – إدعاء للمعارضة
.
تغيير الدوائر الإنتخابية لضمان التحكم بنتيجة الإنتخابات
.
وجود أقلية شيعية في المناصب العليا بالرغم من تشكيلهم للأغلبية السكانية في البحرين , مثال على ذلك وجود 4 وزراء شيعة من مجموع 23 وزيراً
.
تجنيس الحكومة للعرب العاملين في القوة الأمنية بالرغم من عدم وجودهم في البلاد لـ 15 سنة , و ذلك غير متاح للشيعة الذين قضوا أكثر من 15 سنة في البحرين
.

لقراءة التقرير باللغة الإنجليزية
.
لقراءة التقرير باللغة العربية
.
من الواضح أن التحرك الأخير في البحرين مدفوع من عدة عوامل خارجية و داخلية , العامل الداخلي هو وجود أغلبية سكان شيعية تحكمها أقلية سنية و هذا سبب كافي لإحساس هذه الأغلبية بالظلم , أضف إلى ذلك وجود هذا الظلم فعليا على أرض الواقع من خلال التقارير الدولية و مشاهداتنا المباشرة , أما العوامل الخارجية فهي نجاح الثورة التونسية و المصرية في إسقاط الأنظمة الحاكمة هناك مما شجّع المعارضة البحرينية على السير في هذا الطريق , أضِف إلى ذلك عامل خارجي آخر و هو التنافس الإقليمي بين السعودية و إيران على مراكز النفوذ في البحرين
.

.
عند الحديث عن التنافس الإقليمي علينا توضيح توازنات النظام العالمي بشكل عام و الذي تنفرز فيه الدول إلى ثلاثة كيانات رئيسية و هي
.
الدول العظمى ذات نفوذ عالمي
دول عظمى ذات نفوذ إقليمي
دول صغيرة تتأثر و لا تُؤثر بالخارج
.
أعتقد أن الأحداث العالمية تجعل الجميع يتفق معي في إطلاق صفة الدولة العظمى على الولايات المتحدة و روسيا و الإتحاد الأوربي و الصين , أما الدول العظمى الإقليمية في الشرق الأوسط فهي مصر و تركيا و إيران و السعودية , و من المهم هنا توضيح المسار العام لكل منها
.
مصر
.
دولة عُظمى إقليميا من خلال تأثيرها الثقافي و الفكري على العالم العربي بشكل عام , أيضا مصر هي الدولة الأكبر من حيث عدد السكان و تصدير الأيدي العاملة , و هي حليفة لأمريكا لها موقع متميز تجاور فيه إسرائيل و السودان و السعودية و غيرها من الدول المهمة , و قد لعبت مصر دور محوري كبير في مفاوضات السلام بين العرب و إسرائيل إلا أنها بعد الثورة الأخيرة و إسقاط النظام السياسي هناك ستحتاج إلى سنة كاملة على أقل تقدير للعودة إلى دورها الإقليمي المعتاد
.

.
تركيا
.
دولة عُظمى إقليميا لها طموح كبير لتنظم إلى الدول العظمى عالميا من خلال إستغلال تاريخ الإمبراطورية العثمانية و موقعها الجغرافي المهم كحلقة وصل بين الشرق و الغرب , و هي عضو مؤثر في حلف الناتو و حليف إستراتيجي للولايات المتحدة و إسرائيل مع نزعة إستقلالية واضحة منذ وصول حزب العدالة و السلام – الإسلامي – إلى سدة الحكم , و من المهم هنا الإنتباه إلى تغير الأولويات التركية من الإنضمام إلى الإتحاد الأوربي إلى التراخي في هذا المسار و التركيز بشكل أكبر على لعب دور المدافع عن حقوق المسلمين و العرب للتمكن من لعب دور الجسر بين الشرق و الغرب
.
إيران
.
دولة عُظمى إقليميا لها تاريخ عريق لآلاف السنين و هي تتميز بالثروة النفطية و الغاز الطبيعي و الكثافة السكانية العالية و الموقع الجغرافي الحساس سواء على الخليج في الجنوب أو مجاورتها لعدة دول مهمة مثل روسيا و جمهورياتها المنفصلة و تركيا و باكستان و أفغانستان , أيضا تعتبر إيران نفسها راعية للمذهب الشيعي من خلال تسييسه بمنهج ولاية الفقيه و إمتداد نفوذها في العراق و سوريا مع الدعم المباشر لحزب الله في لبنان و حماس في فلسطين , إيران حليف – غير إستراتيجي - للصين و روسيا و منافس مباشر للنفوذ الأمريكي في المنطقة
.
المملكة العربية السعودية
.
دولة عُظمى إقليميا من خلال إنتاجها الضخم للنفط و قيادتها للعالم الإسلامي – السُني – بوصفها أرض الحرمين مكة و المدينة و تصديرها للفكر السلفي الوهابي إلى الأقطار المحيطة , أيضا المملكة تُعتبر من أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة و هي تلعب العديد من الأدوار من خلال دعم جهات سياسية في الكثير من الدول كـ لبنان و العراق و اليمن و باكستان
.
و لا يخفى على أحد هنا حالة التنافس التي تعيشها هذه الدول الإقليمية لبسط نفوذها على الدول الصغيرة في المنطقة , و مع إستبعاد مصر مؤقتاً ينحصر الصراع في المنطقة بين النفوذ التركي و الإيراني و السعودي , و من الصعب هنا الإتفاق على نقطة بداية هذا الصراع إلا أن إهتمامنا سينصب على السنوات القليلة الماضية , لذلك سأحدد مناطق الصراع بثلاثة محاور رئيسية
.
المحور الأول , الصراع التركي السعودي
.
يعود التنافس التركي "العثماني" السعودي على قيادة العالم الإسلامي السني إلى الأيام الأخيرة من عمر الخلافة العثمانية , و قد كان سقوط دولة الخلافة العثمانية و تحول تركيا إلى العلمانية سبب رئيسي في فتح المجال أمام قائد جديد للعالم الإسلامي السني , و قد كان التنافس على هذه القيادة بين إبن سعود في نجد و الشريف حسين بن علي في الحجاز , و قد إنتصر إبن سعود على الشريف ليُنصب نفسه قائداً للإسلام السني في العالم مع مساهمة البترودولار في إنتشار مذهبه الوهابي بين السنة
.
منذ وصول حزب العدالة و السلام – الإسلامي – لسدة الحكم في تركيا و هو يحاول إعادة تأسيس نفسه كقائد للعالم الإسلامي السني , فحزب العدالة و السلام يطرح نفسه كبديل حضاري ديموقراطي أمام الوهابية السعودية ذات الفكر المتحجر , و قد نجح أوردغان بتحقيق هذا الهدف من خلال مواقفه المشرفة "شعبياً" في مؤتمر دافوس و أسطول الحرية حتى أنه أصبح اليوم بطل قومي للمسلمين بشكل عام و السُنة بشكل خاص , أما القيادة السعودية فقد إبتعدت عن نبض الشارع و إقتصر نفوذها على ضخ الأموال هنا و هناك
.
المحور الثاني , الصراع التركي الإيراني
.
التنافس التركي الإيراني أقدم بكثير من التنافس التركي السعودي كون تركيا و إيران دول عظمى يمتد تاريخها لآلاف السنين , و قد إحتدم هذا التنافس بين الدولة العثمانية السُنية و الدولة الصفوية الشيعية , ثم تحسنت العلاقات عندما تحولت تركيا إلى العلمانية و لحق بها رضا شاه إيران في هذا المجال , ثم عادت العلاقة إلى الفتور بعد الثورة الإسلامية – الشيعية – و إنشغال إيران بالحرب العراقية الإيرانية
.
و قد شكل إنهيار الإتحاد السوفييتي فرصة جديدة للعب كل من إيران و تركيا لدور أكثر نشاطا في إقليم بحر قزوين , و قد تميزت علاقة البلدين بالودية و التعاون منذ وصول حزب العدالة و السلام إلى الحكم , فتركيا تطمح لتكون مركز تجمع الغاز في المنطقة و إيران تمتلك ثاني أكبر إحتياطي للغاز في العالم , أيضا تركيا تساهم في الوساطة بين إسرائيل و سوريا حليفة إيران الدائمة , و نجد هنا أن البلدين يشعران بالراحة في تقاسم الجماهير السنية و الشيعية في العالم
.
المحور الثالث , الصراع الإيراني السعودي
.
نستطيع أن نتعامل مع الصراع الإيراني السعودي بمنظور آخر و هو صراع الفرس و العرب , أو صراع السنة و الشيعة , فالتنافس بين دفتي الخليج لا نستطيع حصرها في هذه المقالة , إلا أن الثابت هو إشتعال هذا الصراع بعد الثورة الإيرانية التي شكلت خطرا على السعودية لسببين , السبب الأول هو ثورة الشعب على الأسرة الحاكمة مما يهدد كيانات الأُسر الحاكمة في الخليج بشكل عام , السبب الثاني هو شيعية هذه الثورة مما يجعلها خصم مباشر لـ سُنية السعودية و دول الخليج , لهذا بدأت المعركة مبكراً بين الدولتين من خلا الأحداث الآتية
.
دعم السعودية للعراق في حربه مع إيران
.


.
دعم السعودية لأياد علاوي و دعم إيران للمالكي في العراق
.
دعم السعودية للحريري و دعم إيران لحزب الله في لبنان
.
دعم السعودية لفتح و دعم إيران لحماس في فلسطين
.
محاولة السعودية و الإمارات التأثير على علاقة الصين بإيران من خلال إغرائها بالنفط و التجارة
.
دعم السعودية حكومة البحرين من خلال إرسال قوات درع الجزيرة و دعم إيران للمعارضة من خلال قناة العالم و تصريحات القيادة الإيرانية و أمين عام حزب الله
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين الكويت من كل ذلك ؟
.
الكويت , و بسبب تكوينها السكاني 30% مواطنين 70% وافدين و تكوينها الطائفي 30% شيعة و 70% سنة و موقعها الجغرافي المجاور لإيران الشيعية و العراق ذو الأغلبية الشيعية و السعودية السنية يجعلها لا تتمتع بـ حيِّز كبير من الحرية في إتخاذ مواقفها الإقليمية , فالكويت جرّبت نيران الصراعات الإقليمية من تفجيرات و خطف طائرات بسبب موقفها الداعم للعراق في حربه مع إيران , السياسة الكويتية بشكل عام تتبع السياسة السعودية في القضايا الخارجية إلا أن قضية البحرين تختلف , فالواضح أمامنا اليوم هو ضعف القدرات السياسية – و ليست المالية – للسعودية في قيادة المنطقة
.

.
فقد خسرت السعودية معركتها ضد إيران في الإنتخابات العراقية بنجاح المالكي على علاوي , و خسرت السعودية معركتها في لبنان بخروج الحريري من الحكومة , بل أن السعودية إتخذت قرارات معاكسة للتيار العالمي في إستقبالها للرئيس التونسي السابق بن علي و هو المطلوب للعدالة في بلاده , و لا ننسى هنا موقف السعودية الداعم للرئيس المصري حسني مبارك و عرضها للدعم المالي المضاعف في حال توقف الولايات المتحدة عن دعمه , يتم كل ذلك في الوقت الذي تخصص إيران و مرشدها الأعلى علي خامنئي خطبة الجمعة و باللغة العربية لدعم ثوار ميدان التحرير
.

.
كل هذه المؤشرات تجعل الكويت تتحفظ و لا تغامر في الزج بنفسها في أتون الصراع الإقليمي , خصوصا و هي تحتفل بمرور 50 عام على الإستقلال و يتمتع أميرها الحالي بالإحترام الدولي و الإقليمي الذي رأينا ثماره في الوساطة بين أبو ظبي و مسقط , و الواضح أن سموه يفضل القيام بدور تصالحي سلمي بين اطراف الصراع في البحرين , فقد أرسل سموه وفداً شعبياً – شيعياً – للإلتقاء بالمعارضة البحرينية و ولي عهد البحرين , أيضا أعلن سمو الأمير عدم مساهمة الكويت بقوات درع الجزيرة العسكرية و تفضيله المساهمة السلمية من خلال إرسال وفد طبي عملاق للبحرين
.

.

ليس من المستغرب - بالنسبة لي - إثارة مواقف الكويت المستقلة إمتعاض بعض الأطراف الخارجية كـ إيران أو السعودية , لكن المثير في الأمر أن تُزعج مواقف سمو الأمير الحكيمة أطراف داخلية كـ تجمع ثوابت الأمة و نوابه الذين أعلنوا تقديم إستجواب لرئيس مجلس الوزراء بسبب عدم مشاركة الكويت في قوة درع الجزيرة , و المفارقة هنا أن المعارضة الكويتية التي طابلت قبل أيام بإسقاط الحكومة الكويتية تقف اليوم ضد المعارضة البحرينية التي تطالب هي أيضا بإسقاط الحكومة البحرينية
.

.
و السؤال هنا حسب أي معيار يعطي وليد الطبطائي لنفسه الشرعية في "التعافر" مع رجال القوات الخاصة في الصليبخات و لا يعطي نفس الحق لزميله المعارض البحريني في دوار اللؤلؤة ؟ و إن كان دكتور وليد يطالب المعارضة البحرينية بالإمتثال لأوامر ولي أمرهم الملك حمد آل خليفة لماذا لا يُطبق نفس المبدأ على نفسه و يمتثل لأوامر ولي أمره سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ؟ ما هذا التناقض و الإزدواجية التي يتمرغ فيها الطبطبائي و رهطه ؟ أم أنهم صادقين في ما يدعون إليه من طاعة ولي الأمر , إلا أن لهم ولي أمر آخر غير سمو الأمير؟ ولي أمر يعدهم بالجنة و يصيح فيهم
.
إبراهيم يا عمود الدين , محمد يا رسول الله , هبّت هبوب الجنّة , وين أنت يا باغيها*
.

____________________________

*صيحة الإخوان في حرب الجهراء على الكويت