Wednesday, October 31, 2007

ما أشبه اليوم بالبارحة

قبل 21 سنة
.
و في العام 86
.
و بقيادة العميد عبدالعزيز المخلد
.
تربع المنتخب الوطني الكويتي على عرش كأس الخليج
.
بل أنه أنهى البطولة قبل انتهائها الرسمي بأربعة أيام
.
حين دك حصون الفرق الأخرى و مزق شباكها
.
.
قبلها بقليل
.
و بعد انتخابات الاتحاد
.
انظروا ماذا حدث

.
ركّز على البرقيات و التلكسات
.





.
نعم , نزل رئيس المجلس من كرسيه
.




.
أمن دولة
.

















سيادة دولة






.
مجهول مجهول
.
معلوم معلوم
.




.
الأسماء تتكرر
.
و الأفعال تتكرر
.
كيف نسكت؟
.
مسكينة يالكويت


الطلاق


لا يختلف اثنان على أن الطلاق كنتيجة يقع بسبب فشل علاقة الزواج أو عجز الزوجين عن اكمال حياتهم في الاطار الزوجي , و من هنا يجب علينا معرفة أساسيات الزواج و أسباب نجاحه و فشله , أيضا يجب علينا الاعتراف بأن استمرارية الزواج ليست دليلا قاطعا على نجاحه , فالطلاق أحيانا يكون نعمة لأطراف الزواج الغير ناجح و فرصة جيدة لهم لاعادة ترتيب حياتهم و توجيهها بالطريق الذي يرضيهم و يريحهم

أعتقد أن قرار الزواج يعتبر من اهم القرارات التي يتخذها الانسان في حياته , فالزواج هو عقد انشاء شركة – ذات مسؤولية لا محدودة – بين الرجل و المرأة لاكمال مشوار الحياة و مواصلة انتاج الأطفال كمساهمة في الابقاء على الجنس البشري و حمايته من الانقراض, و تزداد قدسية و أهمية هذه العلاقة عند النظر اليها من الجانب الديني الاجتماعي الذي ساهم في وضع بروتوكولات خاصة لتوزيع الأدوار بين الزوجين , أيضا كان للدين كلمة في تحديد آلية التخارج من هذه الشركة سواء كانت من طرف الرجل أو المرأة و قد أطلق على هذه الآلية مسمى الطلاق

و بالرغم من زخم التفاعلات السلبية المرتبطة بهذه الكلمة الا أنني أشعر بالظلم الكبير في نظرة المجتمع لمن قرر انهاء علاقته الزوجية من الجنسين , طبعا تتضاعف كمية الظلم و الغبن على المرأة في مجتمعاتنا الشرقية لأسباب كثيرة أغلبها ترتبط بالفكر الجاهلي المتخلف, و أنا هنا أسجل اعتراضي على هذه النظرة الاتهامية للمطلقين و معاملتهم كمن ارتكب جرما لا يغتفر , فهم بكل بساطة أناس محترمين قرروا تأسيس شركة و لكنهم فشلوا في ضمان استمرار نجاح هذه الشركة مما اضطرهم الى اعادة النظر في أوضاعهم و اختيار ايقاف هذه الشراكة للبحث عن فرص أخرى أكثر نجاحا

و قد نجحت هذه النظرة القاسية للمطلقين في كبح جماح الأزواج – و الزوجات بشكل خاص – في تجاهل خيار الطلاق و أجبرتهم – في السابق – على تفضيل خيار الاستمرار في هذه الشراكة رغم ما تسببه لهم من خسارة ودمار نفسي لا يحتمل , الا أن الانسان – كعادته – تمرد على هذه النظرة و أصبح اليوم أكثر تمسكا بخياراته و سعادته مما جعله لا يتردد كثيرا في انهاء الشراكة الخاسرة طمعا في حياة أفضل و أسعد

و من المهم هنا أن لا يجرفنا الدفاع عن حق الأزواج في الطلاق لنسيان آثاره الاجتماعية السلبية باعتباره أحد الأسباب الرئيسية في انتاج أطفال محطمين نفسيا يعيشون في تعاسة مدمرة يصعب على المجتمع ردمها و اعادة التوازن لها , فللأسف يقع أغلب الشركاء – الأزواج – في فخ الكبرياء و الصراعات مما يجعلهم يتجاهلون آثارها على مستقبل الأبناء و تشكيل ملامح حياتهم القادمة

و عند العودة الى تعريف الشراكة و مبادئها فاننا نركز اهتمامنا على مرحلتين , المرحلة الأولى هي فترة ما قبل الدخول في الشراكة – الزواج – و ما يصاحبها من أسباب و دراسة و بحث الطرفين عن الزواج , و المرحلة الثانية هي فترة ما بعد الزواج و ما يصاحبها من صعوبات في التأقلم – في البداية – و مشاعر الملل و الرتابة مما يؤدي الى ضعف هذه الشراكة و من ثم فشلها

مرحلة ما قبل الزواج

أعتقد أن مرحلة ما قبل الزواج تعتبر من أهم المراحل في حياة أزواج المستقبل , ففي هذه المرحلة يبدأ الشباب في التفكير بجدية في ترك حياة العزوبية و الدخول في نفق الزواج المظلم , أقول مظلم لأنه مجهول بالنسبة لأغلب الشباب و هم يحتاجون الى توعية كثيفة لانارة هذا النفق, أول عناصر هذه التوعية هي تعريف كلمة الحب و التفريق بين حب العشاق الذي تروج له الأفلام و حب الأزواج و هو حب من نوع آخر يختلف تماما عن حب العشاق و للأسف تهملمه وسائل الاعلام و تتقاعس عن ابراز جمالياته و متعته

أيضا تقف عادات المجتمع و تقاليده حجر عثرة أمام المقبلين على الزواج من خلال فرض حواجز صارمة تعيق الشباب من دراسة الطرف الآخر و تحجب عنه التمكن من رؤية ما يحتاج لرؤيته في الطرف الآخر مما يؤدي الى اتخاذ القرار الخطأ و الشعور بالصدمة بعد الزواج مما يؤدي الى الاحساس بالظلم و الغبن كونه أقدم على قرار مصيري من دون فرصة كافية لدراسة الطرف الآخر

أنا هنا لا أدعو للاباحية و لكني أنصدم من منع بعض الأسر – و منهم أسرتي – اتاحة فرصة كافية أمام الشاب و الفتاة للتعرف على بعضهم البعض و دراسة كل طرف لأطباع و عيوب الطرف الآخر , فالشباب أطباعهم مختلفة , هناك من يقدس أكل البيت و هناك من يستمتع بأكل المطاعم و هناك من يوسوس في تربية الأبناء و تعليمهم و هناك من يعيش بنظام صارم و هناك من تعشق الفوضوية , أنا هنا لا أحدد طبع سيء و طبع جيد و لكني أعتقد أن من حق الشاب و الشابة معرفة أطباع الطرف الآخر لتحديد مدى ملائمتهم لهذه الأطباع

قد يقول البعض بأن الكثير من حالات الزواج الحالية تسبقها علاقة غرامية بين الشاب و الفتاة و هم يعرفون بعضهم جيدا من خلال هذه العلاقات فلماذا يحصل الطلاق؟ أعتقد أن علاقة الزواج بحد ذاتها تختلف عن العلاقات الغرامية قبل الزواج و نجاح أطراف العلاقة الغرامية لا يعني بالضرورة نجاحهم كأزواج, فالعلاقة الغرامية عوّدت الطرفين على اسلوب تعامل معيّن قد يصعب عليهم تغييره بعد الزواج

مرحلة ما بعد الزواج

بعد مراسيم الزواج يبدأ الزوجين في الممارسة الفعلية للشراكة و المشكلة تكمن هنا في تعامل كل طرف مع الزواج , فللأسف نحن نعيش في مجتمع يفتقر لوسائل التعليم الضرورية – العملية – مما يجعل كل طرف يتصرف مع الزواج من خلال ما تعلمه من والديه أو المقربين اليه , فتجد الزوج يمتعض لاختلاف زوجته عن نموذج الزوجة التي تعود عليها كوالدته و اخواته , أيضا تنصدم الزوجة باختلاف من تزوجته عن والدها و دلاله

تتسم المرحلة الأولى للزواج بتتابع الاكتشافات الجديدة مما يتطلب قدرة خارقة على التأقلم من الطرفين كونهم ينتقلون من عالم الى عالم آخر يحملهم مسؤوليات جديدة لم يعتادوا عليها , و من أهم أسباب ضجر الأزواج الجدد هو الاحساس بالرقابة الدائمة – لا شعوريا - على كل حركة و تصرف يقومون به , فالفتاة لم تتعود نظرة التفحص الاختبارية و المحاسبة على أقل زلة او خطأ, و الشاب لم يتعود الشك و الريبة اتجاه تصرفاته

أيضا تشكل مهام غرفة النوم و بروتوكولاتها مشكلة عنيدة تواجه الزوجين , فللأسف نحن نعاني من ثقافة جنسية ذات مصادر محدودة و متواضعة لا تتعدى توصيات الأهل و بعض الأفلام الخلاعية مما يجعلنا عاجزين عن التعبير و التكيف و رفع الحرج في التعامل مع الطرف الآخر , لا أريد التعمق بهذه النقطة كونها تحتاج الى شرح مفصل لا يتسع له المقال

و من المتفق عليه أن تدخل الأهل في مشاكل الأزواج يعتبر أول خطوات استفحال المشاكل و الأزمات بين الزوجين , أنا هنا لا ألوم الأهل كوني أعرف مدى صعوبة عدم التطوع لمساعدة الأبناء في حل مشاكلهم المؤلمة , الا أن الزوج عادة لا يستسيغ نشر غسيله أمام أهل الزوجة و لا يتقبل النصائح الأبوية من غير والديه مما يولد لديه شعور داخلي في العناد و محاولة الاصرار على رأيه لاثبات حقه في القيادة كونه ريّال البيت و هذا ما يعجل تلاحق المشاكل الى أن تتحول الحبة الى قبة و يكون الطلاق هو الخيار الأقل دمارا للطرفين

و لا ننسى في الختام ذكر أحد أهم عوامل الطلاق و هو الشعور بالملل و الرتابة من الحياة الزوجية خصوصا و أن هذا الشعور يتزامن عادة مع وجود مشاكل مادية و معنوية متراكمة تؤدي في النهاية الى يأس الزوجين من العلاقة و تفضيل الابتعاد على المواصلة

أعترف بأنني تسرعت في كتابة هذا الموضوع و حاولت قدر الامكان الاختصار حتى لا أضطر الى تجزأته كالعادة , أعتقد أننا بحاجة ماسة الى دراسة مشكلة الطلاق و العمل على تأسيس مناهج دراسية علمية – و عملية – تهيء الأزواج الجدد لما هو قادم و تساعدهم في التغلب على مشاكل الزواج بشكل عام و البسيطة منها بشكل خاص

Monday, October 29, 2007

54%


.
.
ما هي الأسباب؟
.
أسمع منكم و سأكتب ما لدي لاحقا
.
شكرا

Friday, October 26, 2007

الكذب و ما أدراك ما الكذب



سأكتب اليوم عن أحد المواضيع الحساسة و المهمة للجميع , فمن منا لم يكذب أو وقع ضحية للكذب؟ أنا هنا لا أتكلم عن كذب الطفل عند انكاره شخبطته على الحائط خوفا من عقاب أمه , و لا أتكلم عن كذب المراهق الذي يقسم بأنه لم يخرج من البيت و يكسر زجاج سيارة الجار بالكرة خوفا من تجحش الوالد , أنا هنا أتكلم عن مرض الكذب و هو مرض نفسي يحتاج صاحبه الى خيال واسع و ذكاء – خبث – حاد يمكنه من خلق عالم موازي لهذا العالم يتسيد فيه دور البطولة المطلقة و يلعب بقية الناس أدوار الكومبارس من حوله

اكتشفت هذا المرض للمرة الأولى عندما توسعت دائرة معارفي بين الطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة الأمريكية , فهذا طالب فاشل لم ينهي الكلية – لم يقبل في الجامعة – و يدعي انتهائه من الماجستير و هو بانتظار قبول رسالة الدكتوراه , و تلك فتاة بسيطة تدعي أن جدها هو من أسس البنك الوطني و لحم اكتاف أهل الكويت – بمن فيهم أنا – من خيره, عالم جميل و خيال واسع و أحداث لا تصدق يعيش من خلالها هؤلاء الكذابون

و قد أصبح الأنترنت و برامج الدردشة ميدان تدريبي لصقل مواهب هؤلاء الكذّابين و تطوير لياقتهم العقلية و اللسانية في تأليف الكذبات و ترتيب الأحداث , و المشكلة هنا ليست في الكذب بحد ذاته فليس من الحكمة أن تفصح عن معلوماتك الشخصية في عالم الأنترنت , لكن المشكلة الحقيقية هي في جرأة هؤلاء الكذابين الذين يحاولون دائما نقل العلاقة من ميدانهم التدريبي الى الحياة الواقعية من خلال التعرف على الضحايا و استكمال عملية النصب عليهم

و من خلال خبرتي الطويلة في عالم الأنترنت تمكنت من دراسة نفسيات و خطوات هؤلاء الكذابين , ففي البداية يخترع لنفسه شخصية أسطورية تمتزج فيها شجاعة عنترة بثروة الوليد بن طلال على وسامة جورج كلوني , ثم يبدأ بالتعرف على ضحاياه الى أن تتطور العلاقة , و بعد تطور العلاقة و وصولها الى مرحلة الذروة الأنترنتيه تأتي ساعة الصفر و هي مرحلة نقل العلاقة من الأنترنت الى الواقع

في هذه المرحلة تختلف سلوكيات الكذابين اختلاف جذري يعتمد على درجة ثقتهم في أنفسهم و قدراتهم الواقعية على مواصلة المسلسل, فمنهم من يتقي الله في نفسه و يعترف أمام الضحية بأنه لم يصدق في البداية لأسباب أمنية – لا يريد كشف هويته – و أنه يريد العلاقة الواقعية بشخصيته و ظروفه - الحقيقية , و منهم من لا تسمح له كرامته و كبريائه بالاعتراف بالكذب فيلجأ الى خطة صفر صفر سبعة و هي احالة الشخصية الوهمية للتقاعد و ادخال شخصيته الحقيقية في الصورة , يعني يقولك والله أنا مريض و بسافر ريو ديجانيرو للقيام بعملية احتمال نجاحها ضئيل جدا بس هذا ايميل ولد عمي أو أعز أصدقائيالشخصية الحقيقية – تقدر تكلمه و تسأله عني و أنا مكلمه عنك , و بهذه الطريقة يضرب الكذاب عصفورين بحجر, فهو لم يعترف بالكذب و استطاع ادخال شخصيته الحقيقية في الفورمة

أما أخطر أنواع الكذابين و اكثرهم تعقيدا فهو من تصل ثقته بنفسه و استهتاره بضحيته الى نقل شخصيته الوهمية من ميدان الانترنت الى العلاقة الواقعية , يضطر الكاذب الى هذا الخيار عادة نتيجة لأهمية الضحية بالنسبة له , فهو هنا يفضل الدخول في مغامرة الاستمرار بالكذب على مغامرة كشف الحقيقة و خسارة علاقته بالضحية للأبد , و هنا يضطرالنصّاب الى القيام بمعسكر ترقيعي يغطي من خلاله كذباته و معلوماته المتضاربة , و تستمر هذه العملية الى أن تبدأ الضحية باكتشاف تضارب المعلومات و اكتشاف الحقيقة المرة ليسدل من خلالها الستار على المشهد الأخير للمسرحية

قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
.
أول عقوبة الكاذب أن صدقه يرد عليه
.
و قال ابرهام لنكولن
.
قد تخدع كل الناس لبعض الوقت, أو تخدع بعض الناس لكل الوقت, و لكنك لن تتمكن من خداع كل الناس لكل الوقت
.
هل تعرضتم لمواقف طريفة مع الكذب؟ لكم التعليق

Monday, October 22, 2007

حكم الصباح ... الى أين ؟ - 4

وصلنا في المقالة السابقة الى استنتاج خطير و هو أن أحد أهم أسباب تأجيل و تردد السلطة في حسم مسألة ترتيب بيت الحكم تكمن في فقر كفاءة المرشحين لهذا المنصب , و لهذا فانني للأسف لا اتوقع أي تغيير في اسلوب ادارة الدولة خلال عهد الشيخ نواف – أطال الله في عمره – و فترة ما بعد الشيخ نواف , فالاسلوب سيظل تقليدي أو أولد فاشن

و رغم عدم تفاؤلي بالمدى القصير الا أنني أعتقد أن من حق الكويت كدولة و من حق الشعب الكويتي مطالبة الأسرة الحاكمة بتأهيل أجيالهم القادمة بطريقةعلمية و عملية - تجعلهم أكفاء لقيادة الدولة سواء من منصب الامارة أو من خلال الوزارات و المناصب العامة الأخرى

و الآن اسمحوا لي أن أطلب منكم تذكيري بانجازات الوزراء من أبناء الأسرة منذ تحرير الكويت الى اليوم؟ هل تميز أي منهم بأي ميزة ايجابية في ادارة وزارته؟ هل أزاح ستار مواقفهم عن قدرات فائقة لأحد منهم؟ هل تتذكرون استجواب وزير الصحة السابق الشيخ أحمد العبدالله و تأتأته في ردوده و قلة حيلته أمام مستجوبيه؟ هل تذكرون الشيخ علي الجراح و تصريحه التعيس عن المتهم الخامس بعد أيام قليلة من طلب رئيس الحكومة النواب عدم التأزيم؟ هل تذكرون مواقف الشيخ أحمد الفهد من الدوائر الخمس و تجاوزاته السوبر في كل المناصب المناط بها؟

هل أنا بحاجة لسرد أسماء بقية شباب الأسرة و أدائهم الهزيل و تصرفاتهم اللا مسؤولة في المناصب العامة من وزارة و اتحادات رياضية و مؤسسات عامة و خاصة؟ هل هؤلاء فعلا مؤهلون لاستلام المناصب العامة و تمثيل الأسرة الحاكمة فيها؟

أنا هنا لا أحاول التقليل من شأن من ذكرت أسمائهم و لا أحاول التشكيك بنواياهم - هذا موضوع سياسي آخر لي فيه وجهات نظري الخاصة - لكنني بصراحة لا ألومهم على ضعف قدراتهم العملية و ركاكة تصرفاتهم العامة فهم لم يعدّوا اعداد مناسب لاستلام المناصب العامة و القيادية

و من هنا فانني اتقدم باقتراح الى الديوان الأميري بانشاء مدرسة داخلية لاعداد القادة , و تكون مهمة هذه المدرسة اعداد و تأهيل شباب الأسرة الراغبين في التدرج باستلام المناصب العامة و أن تكون القناة الرسمية الوحيدة التي يتمكن من خلالها شباب الأسرة الدخول الى معترك الحياة العامة, فمهمة المدرسة ليس التقليل من أعداد أبناء الأسرة و تصعيب المشوار عليهم , انما الهدف منها
تحسين نوعية القياديين منهم




و تتميز هذه المدرسة بالنقاط التالية

أولا , تعمل المدرسة تحت اشراف مجلس ادارة مكون من مجموعة منتخبة من الشيوخ المعروفين بالخبرة و التجربة في الحياة العامة, و يترأس سمو الأمير مجلس الادارة الذي يمتلك الحق في قبول أو رفض أو طرد أي طالب يسعى للانضمام اليها

وجود سمو الامير على رأس المدرسة يمنع أي محاولة للتضبيط أو التلاعب و الواسطات للانضمام اليها

ثانيا , تخضع المدرسة لمعايير قبول دقيقة جدا و أهمها أن يكون الطالب قد تجاوز مرحلة الرابع المتوسط و هو يتمتع بتحصيل علمي جيد – أو جيد جدا – و أن يتسم بالجدية بشكل عام



ثالثا, تعمل المدرسة بنظام الدورات المكثفة و ليس نظام الدراسة اليومية

أي أنها لن تعيق التزام الطالب بتحصيله العلمي الطبيعي و عمله اليومي

رابعا, تراعي المدرسة التدريج في المناهج بما يتناسب مع سن الطالب و استيعابه

خامسا, تخضع الدورات الى معايير صارمة في نجاح أو رسوب الطالب و هو ما يعني حرمان الطالب الراسب من الانتقال الى المرحلة المقبلة

سادسا, الاستعانة بمدرسين و أساتذة – وطنيين - مبدعين في مجالاتهم و متمكنين من موادهم و غير مجاملين في تقييماتهم

سابعا, يعتبر اجتياز هذه الدورات بمثابة شهادة تأهيلية للطالب, و المدرسة غير مسؤولة عن البحث للطالب عن منصب أو عمل يقوم به , مع وجود خيار الترشيح للمناصب الشاغرة مع التشديد على أنه غير ملزم

ثامنا, تنقسم مراحل المدرسة الى أربع مراحل أساسية , و تعتبر كل مرحلة مؤهلة للطالب لاستلام مناصب متناسبة مع هذه المرحلة

المرحلة الأولى – عشر سنوات تتزامن مع المرحلة الثانوية و الجامعية – يحصل فيها الطالب على معلومات عامة مكثفة تؤهله للقيام بالأعمال المتوسطة



المرحلة الثانية – عشر سنوات و هي مرحلة ما بعد الجامعة و أول السلم الوظيفي – يحصل فيها الطالب على دورات تطوير الذات بشكل مكثف تجعله يتأقلم مع المناصب العامة الى درجة وكيل وزارة






المرحلة الثالثة – ست سنوات – في هذه المرحلة يكون الطالب مستعدا لأن يكون رجل دولة و فيها تتكثف الدورات التي تؤهله للوصول و التعامل مع منصب وزير من بروتوكولات و تعاملات مع مجلس الامة و الوزراء و التمثيل الخارجي للدولة







المرحلة الرابعة – ليس لها مدة محددة – و هي مرحلة لا يصل اليها الا من هو مؤهل لاستلام منصب رئيس وزراء فما فوق من أمير و ولي عهد, و فيها يتعلم الطالب أساليب الحكم و أساليب ادارة الحكومات و تشكيلها




وجود مثل هذه المدرسة سيكون بمثابة البذرة الأولى لانتقال آل الصباح من مرحلة الحكم الفطري البدائي الذي يعتمد على المجهودات الشخصية الى مرحلة الحكم النظامي المؤسسي الأكثر ضمانا للاستمرار و التطور بشكل دائم, اليوم نبحث بالدربيل عن شخص متميز و ذو قدرات خارقة بين شباب الأسرة فلا نجد , و من وجدناهم و جربناهم خيّبوا آمالنا مما جعل الكثيرين يدعون الى اعطاء فرصة للشعب في رئاسة الوزراء و تشكيل الحكومة, أنا شخصيا أتمنى من الأسرة بذل مجهود معقول في اعداد أجيالهم القادمة و من بعد ذلك نستطيع الحكم عليهم

.
كانت هذه نهاية
سلسلة حكم الصباح ... الى أين؟ أتمنى حقيقة أن أكون قد وفقت في تقديم موضوع يستحق القراءة و يضيف للقراء فائدة و نسأل الله تعالى التوفيق و السداد , نتمنى فعلا أن نرى الكويت تتجاوز هذا القاع و تبدأ في النهوض مرة أخرى لتحجز لها مقعدا بين الدول المتفوقة

انتهى



Saturday, October 20, 2007

حكم الصباح...الى أين؟ - 3

حاولنا في المقالة السابقة توضيح خطورة ترك الأمور في ملعب الأقدار تتلاعب بها كيفما تشاء, يحدث ذلك في ظل وجود حالة مستمرة من التنافس السلبي بين من يعتقد بأنه مرشح لاستلام مقاليد الحكم في البلاد , و السؤال المطروح هنا هو, هل أنا و أنت و محمد عبدالقادر الجاسم العباقرة الوحيدين في الكويت من خلال استشعارنا لهذه المشكلة ؟ هل جميع أفراد الأسرة الحاكمة نائمون في العسل و لا يرون خطورة في هذا الوضع؟ و ان كانوا مثلنا يشعرون بالخطر فمالذي ينتظرونه؟ لماذا لا يبادرون الى اصلاح و ترتيب شؤون بيتنا و بيتهم؟

أعتقد شخصيا بأن كبار الأسرة على دراية و استيعاب كامل للمشكلة , خاصة و أن أحداث أزمة الحكم لا تزال حية ترزق في الذاكرة , و آمل أن لا أكون مخطئا بأنهم جميعا مستاؤون مما حصل و هم يتمنون عدم تكرار هذه الأزمة مع الانتقالات القادمة لمحكم الامارة , و رغم هذه الأمنيات و النوايا الا أن الجرح لم يلتئم بعد و هم عاجزون عن الاجماع على توحيد الكلمة و نسيان الماضي للتركيز و التخطيط للمستقبل , فكل طرف لا زال متربصا بالأطراف الأخرى مع وجود عوامل كثيرة تجعلهم يفضلون التأجيل في حسم الأمور على على التعجيل فيها

معادلة الفروع

رغم أني لا اؤمن بنظرية فرع السالم و فرع الأحمد الا أن هناك من نجح في ترويج هذه النظرية و اصباغ الصفة الرسمية عليها , و قد شاءت الأقدار أن يكون الشيخ جابر الأحمد و الشيخ صباح الأحمد و الشيخ نواف الأحمد من فرع الأحمد مما يولد ضغط شديد عليهم للتنازل عن المنصب لفرع السالم بعد الشيخ نواف كي يعود التوازن للمعادلة و لا يتهم أبناء الأحمد بالاستئثار في السلطة و حصرها في ذرية الأحمد بعد ان كانت في
ذرية الشيخ مبارك الكبير

و المشكلة تكمن هنا في ضعف التواجد و الحضور السياسي و الاجتماعي لأبناء فرع السالم مقارنة بأبناء الأحمد مما سيسلبهم نفوذهم و شعبيتهم تدريجيا حين الوصول الى مرحلة ما بعد الشيخ نواف أطال الله في عمره

أعتقد أن كبار الأسرة – من الفرعين - على استيعاب تام لهذه النقطة الا أن الفجوة الحاصلة تجعلهم مترددين في طرح الموضوع للنقاش المباشر و محاولة الوصول الى حلول وسطى ترضي جميع الأطراف , و هنا لا أنسى ذكر ازدياد تعقيد المعادلة بدخول فرع الحمد و العبدالله على خط التنافس

التاريخ

يلجأ الانسان عادة – شعوريا أو لا شعوريا - للذاكرة و المخزون التاريخي عندما يتعرض الى موقف يحتاج الى اتخاذ قرار عاجل في شأنه , و من خلال استعراض التاريخ القريب و البعيد للأسرة الحاكمة فاننا نجدها دائما تفضل ترك الأمور للأقدار حرصا على تقليل الخسائر الآنية – القصيرة المدى - على اتخاذ القرارات الحاسمة و المبادرة للسيطرة على خسائر المدى البعيد و التي تكون عادة أكثر كلفة من الخسائر الآنية

و هذا ما يجعلنا لا نستغرب لجوء القيادة الحالية الى اسلوب تأجيل الحسم كونها لا تجد في مخزونها التاريخي اسلوبا آخر لحل الأمور و حسم المواقف الحرجة , و أبلغ مثال يذكر في هذه النقطة هو عدم حسم السلطة للأمور قبل الغزو العراقي الغاشم مما تسبب في تقديم الكويت لقمة شهية هنية الى الطاغية المجرم صدام حسين رغم كل التحذيرات و الاعلام الحمراء التي رفعها الأمريكان و قادة الجيش الكويتي للسلطة آن ذاك

التوازنات الشعبية

للشعب الكويتي دور أساسي و مؤثر جدا في عملية ترجيح كفة طرف على الآخر , أنا هنا لا أروج احترام السلطة الدائم لرغبات الشعب الا أن الشعب الكويتي نجح تاريخيا في فرض رأيه و الدخول كرقم صعب في معادلة اختيار الحاكم , نذكر من هذه المواقف تأثير الشعب من خلال البرلمان في تنصيب الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد عام الفين و سته



و من هنا فان كبار الأسرة اليوم يرصدون بحذر شديد ردود الأفعال الشعبية اتجاه جيل الشباب من أبناء الأسرة – المرشحين للحكم – و ربما تأتي عملية تأجيل الاعلان عن المرشحين انتظارا لتلقي اشارات شعبية واضحة تتفق على اسم أو أسماء معينة , أو أن تكون السلطة مستقرة على اختيار أسماء لا تحظى بالشعبية – حاليا - مما يجعلها تتريث في اعلان اختياراتها الى أن يجتهد المرشح في كسب الموافقة و الاجماع الشعبي – شهد شهر رمضان المبارك منافسة قوية في اقامة الغبقات السياسية للتدليل على الشعبية التي يحظى بها المرشحين للسلطة

الأوضاع الدولية و التدخلات الخارجية

لا أملك الدليل القاطع على وجود تدخلات خارجية في عملية اختيار الحاكم الا أن من قرأ مذكرات الدكتور أحمد الخطيب و ردود الدكتورة سعاد الصباح عليه يستنتج قوة تأثير الأطراف الخارجية في عملية اختيار الحاكم و أقتبس من الدكتورة سعاد هذه الجملة

و الخلاصة , أن الشيخ عبدالله المبارك لم يكن الشخص الذي يرتاح الانكليز له, لاستقلاله برأيه و اعتزازه بنفسه , لذلك فقد حرصوا على ابعاده عن السلطة قبل حصول الكويت على الاستقلال
.

و من خلال هذه الجملة و غيرها الكثير من الأحداث نكتشف أن اهتمام الدول العظمى كان كبيرا في عملية اختيار حاكم الكويت, رغم أننا هنا نتكلم عن فترة الستينات و الخمسينات و نحن نعرف أن دور الكويت اليوم أهم بكثير من دورها في تلك الفترة خصوصا و أنها تمتلك الموقع الاستراتيجي و ثاني أكبر احتياط نفط في العالم الذي تزداد حاجته للبترول يوما بعد يوم

لذلك فنحن نتوقع ضرورة حصول المرشح للحكم على القبول الدولي و الدعم الاقليمي , و أنا لا أتوقع وجود معارضة دولية على أي من الأسماء المطروحة

عدم تفوق أي مرشح

نأتي هنا على آخر أسباب تأجيل حسم الأسرة لمسألة الحكم و هي الغياب الواضح للمرشح الأمثل و انحسار صفة الكفاءة العملية عن جميع المرشحين لهذا المنصب, فبالرغم من وجود الأسماء و استيفائها للشروط العامة للحكم الا أن الجميع يعرف أن هذه الأسماء تفتقر للسجل المشرف عمليا للتأهل لهذا المنصب

هناك من يملك العقل و لكنه يفتقر للشجاعة و هناك من يمتلك الشجاعة لكنه يفتقر للذمة و هناك من يملك الذمة و لكنه يفتقر لللسان و هناك من يمتلك اللسان و لكنه يفتقر للعقل الخ الخ الخ

باختصار شديد , المشكلة ليست في الكمية و لكنها في النوعية , الأسماء موجودة و متوفرة , لكن النوعيات – المجربة – رديئة و لا تبشر بالخير

المقالة القادمة , طيّب و شنو الحل؟

يتبع

Thursday, October 18, 2007

حكم الصباح ...الى أين؟ - 2

قد يتساءل البعض و يقول الله لا يغير علينا و لماذا تحاولون دائما اثارة المواضيع الحساسة و اختلاق الأزمات , حتى لو فرضنا عدم اتضاح الرؤية في الأسرة الحاكمة فلا ضرر من ذلك و الأسرة أثبتت قدرتها على تجاوز هذا النوع من المشاكل فلا تكبرون السالفة

نرد على هذا الطرح بأننا لا نرى مشكلة حقيقية في وجود تنافس بين بعض الشيوخ للوصول الى منصب الامارة , فالتنافس على المناصب أمر مشروع و موجود في أغلب المناصب العامة و الخاصة , لكن مشكلتنا الرئيسية هي في الاتجاه و البعد السلبي لهذا التنافس

ففي الحالات الطبيعية يتنافس المرشحون على المنصب من خلال تقديم أفضل ما لديهم و الابداع في مناصبهم الحالية حتى يظهروا أفضليتهم على بقية المنافسين , كأن يحقق شخص أكبر الأرباح أو يقلل آخر الخسائر و يبدأ الثالث بمشاريع جديدة متطورة و هذا هو التنافس المحمود على المنصب كونه يظهر ايجابيات كل مرشح و نقاط قوته التي سيعتمد عليها في الوصول الى المنصب, أما التنافس السلبي – و هو الحاصل لدينا – فهو ينتج عادة عن عجز المتنافسين على التفكير و الابداع في العمل مما يضعهم أمام خيار الزامي و هو الانشغال بالطعن في أهلية المرشحين الآخرين و اظهار سلبياتهم على حساب العمل الجدي و تحقيق الانجازات الايجابية

فقد شهدت – و ستشهد - الساحة السياسية محاولات أكثر من منافس للطعن في النوايا و التقليل من شأن المنافسين الآخرين من خلال حياكة المؤامرات و نشر الغسيل و تصيّد الأخطاء , فهم كالبائع الذي لا يستطيع بيع سلعته و اظهار ايجابياتها الا من خلال اظهار عيوب و نقاط ضعف سلع البائعين الآخرين و ان لم يجد عيوبا فانه مستعد لفعل المستحيل حتى يختلق للآخرين عيوبا يصوّب لها رصاصاته الماكرة

و المشكلة الحقيقية في هذا التنافس السلبي هو آثاره المدمرة على صورة الأسرة الحاكمة بشكل عام و على الأطراف المتنافسة بشكل خاص مما يؤثر مباشرة على هيبة و احترام و شعبية الأسرة بين الأوساط الشعبية , فعندما يستمريء أبناء الأسرة اطلاق الاتهامات و الألقاب – التعلوقات – على بعضهم البعض يصبح من السهل انتقال هذه الذبذبات الى عامة الشعب الذين يتداولون هذه الاتهامات و الألقاب مع اضافة بعض البهارات عليها حتى يرتبط اسم الشيخ و سمعته بهذه الاتهامات و الألقاب, و السؤال هنا كيف سيتعامل الناس مع هذا الشيخ أو ذاك ان أصبح أميرا في المستقبل و هم من اعتادوا على نعته و اتهامه لسنوات طويلة؟

و اليوم نسمع أصوات تصرخ و تئن من تقهقر هيبة الأسرة الحاكمة و انحدار شعبيتها الى مستويات دنيا محاولين بذلك الصاق هذه التهمة بمجلس الأمة , مع ان السبب الحقيقي لانحسار الهيبة و الشعبية عن الأسرة هو أفعال و مواقف – بعض – أبنائها المشينة و المهينة, فهم من يتعمد كسر القوانين جهارا نهارا على مرئى و مسمع من الناس و هم من أسّس ثقافة شراء الذمم و صرّح علانية بعدائه للدستور و اشراك الأمة في السلطة و هذه كلها أفعال تساهم في النزيف الحاد للشعبية و الهيبة التي تطمع به الأسرة

أيضا تكمن خطورة هذه المنافسة – الغير شريفة – بأنها لا تخضع لمعايير زمنية محددة تنتهي بها متيحة للناس فرصة للنسيان, فالصراع مستمر الى أجل غير مسمى و محكوم بنداء الطبيعة و ظروف المرض و الوفاة – لا سمح الله – لأصحاب المناصب الحالية و هو ما يعني استمرار المتنافسين في حالة الاستنفار الدائم خشية من أن تأتي ساعة الصفر بغته و هو غير مستعد للانقضاض على فريسته الثمينة

كل هذه الأسباب السابقة تجعلنا لا نتفائل و نطمئن كثيرا لمقولة الله لا يغير علينا و أن المنافسة على المنصب لن تضر البلد

المقالة القادمة , شناطرين؟

يتبع

Wednesday, October 17, 2007

حكم الصباح ... الى أين؟ - 1


يستطيع المتابع للوضع السياسي في البلاد ملاحظة حالة التخبط و الضياع المحيطة في أوساط الأسرة الحاكمة بسهولة تامة , و تعاني الأسرة من هذه الحالة منذ زمن بعيد رغم أنها نجحت – الى حد ما – في دفن آثار هذا التخبط و عدم ظهوره للعامة من خلال وجود أسماء كبيرة لامعة - أو أقطاب الأسرة - كالمرحوم الشيخ جابر الأحمد و الشيخ سالم صباح السالم و الشيخ سعد و الشيخ سالم العلي و أميرنا الحالي الشيخ صباح الأحمد حفظه الله الذين استطاعوا السيطرة على خلافاتهم و حلّها بعيدا عن الأجهزة الاعلامية و المتطفلين من عامة الشعب

و قد رفعت وفاة الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - الستار أمام عامة الشعب لمشاهدة أسوأ عرض مسرحي مرّ على تاريخ البلاد تحت عنوان صراع بيت الحكم و هو العرض الزاخر بحالات خروج عن النص و تخبط الممثلين و فوضى عارمة في الاخراج, و لم يتمكن الطاقم الفني للمسرحية من السيطرة عليها الا بتدخل مجلس الأمة الذي حسم الموضوع بالتصويت على عزل الشيخ سعد العبدالله – شافاه الله – و تنصيب الشيخ صباح الأحمد أميرا للدولة

و منذ ذلك الحين و الأوساط السياسية منشغلة في التفكير و التحليل لما ينتظر البلاد من أحداث مستقبلية في ظل هذه الحالة الفوضوية , و أكثر الأسئلة المطروحة تتعلق بتكهنات وضع مؤسسة الحكم في البلاد في فترة ما بعد الشيخ نواف الأحمد – أطال الله في عمره – كون التنافس بين شباب الأسرة واضح في هذا المجال و هو يتأرجح بين الهدوء حينا و الحدة في أحيان أخرى

كوني أحد المهتمين بالشأن السياسي في الكويت فقد قمت – لقافة – بالبحث و التحري في الموضوع لمعرفة امكانية وجود خطة متفق عليها لتلك المرحلة أو سيناريو محدد للأسماء المطروحة, و أطمّنكم يا جماعة الخير بأن محملنا ماشي سمّاري و هناك شبه اتفاق - رسمي - على عدم الاتفاق بين أقطاب الأسرة الحاكمة في تحديد أسماء المرشحين لحكم البلاد في المستقبل

و بعد تفكير متعمق في هذه الحالة البويهمية التي تعيشها الأسرة الحاكمة وجدت نفسي أصل الى مفترق طرق خطير جدا , الطريق الأول هو الاتجاه الدارج في توجيه أصابع الاتهام القاسية الى أقطاب و رموز الأسرة الحاكمة و اتهامها بالتخاذل و التخبط في ادارة الدولة مع تتويجها بطلا على منصة ضياع البلد و انحداره , أما الطريق الثاني فهو التعامل مع الأسرة الحاكمة بشيء من الاحترام لتاريخها الطويل – نسبيا – في حكم البلاد و خبراتها المتراكمة في التعامل مع الأوضاع الحرجة المستمرة التي مرّت على الكويت طوال السنوات السابقة

و بما أن أغلب الكتاب يتجهون – فطريا - الى الطريق الأول فقد ارتأيت أن أسلك الطريق الثاني و أحاول تحليل أوضاع الأسرة الحاكمة و تفهم أسباب حالة التخبط الموجودة مع طرح بعض الحلول لهذه المشكلة

قبل الدخول الى لب الموضوع أحتاج التوضيح بأنني مؤمن بأن التحليل الناجح يعتمد على عدة عناصر رئيسية أذكر منها التالي

أولا , يجب على المحلل التعامل مع الموضوع بحيادية و عدم الانزلاق وراء أهوائه الشخصية في التحيز لطرف ضد طرف آخر

ثانيا, يجب على المحلل احترام ذكاء و خبرة أطراف التحليل و عدم القفز – فرحا – الى استنتاج غباء و بساطة تفكير الآخرين و أنهم لا يعرفون ما يعرف و لا يفهمون ما يفهم

ثالثا, احترام القاريء من خلال الطرح الموضوعي الواضح في التعامل مع البحث و عدم اللجوء الى أساليب النغزات و التصيد في الماء العكر لتوجيه رأي القاريء باتجاه معيّن
.

يتبع

Wednesday, October 10, 2007

واسطة سماوية

قبل فترة بسيطة نشرت هذا الموضوع و فيه تعليق على اعلان حملة بدلها
و قد أثار هذه التعليق استياء و استهجان بعض القراء كونهم اعتقدوا - مخطئين - هجومي على الاعلان بمثابة هجوم على الاسلام و المسلمين
و في دفاعي عن نقدي للاعلان أوضحت لهم أسباب هذه النقد و هو أني أقف ضد محاولات التيارات الاسلامية بتحويل الدين الى مادة ملموسة يتاجرون بها
الدين و الحسنات و السيئات و التوبة و الخشوع و الضمير كلها أشياء معنوية لا ملموسة و من المستحيل على الانسان أن يقوم باحتسابها و تحديدها و تعليبها
قبل أيام نشرت الوطن تغطية اعلامية - جزاهم الله خير - عن حملة بدلها و افتخرت بوصول رقم المبدلين الى الف و مية مبدل - الفال لنا - و أرفقت الخبر بصورة الملا محمد العوضي و الملا الجبيلان يرشون بعضهم بعطر جديد يحمل عنوان الحملة و هو بمثابة عربون تبديل للمهتدون الجدد


يا جماعة الخير شقاعد تسوون بالدين؟

هل فعلا بدّل الله سيئات هؤلاء الالف و مئة الى حسنات و تاب عليهم؟

هل يضمن العوضي و الجبيلان التزام هؤلاء المبدلجية بالتبديل؟ و هل يضمنون قبول النداء ؟

هل استأنف جبريل - عليه السلام - نشاطه بالتواصل مع شيوخ ركاز ليوحي لهم من سيدخل الجنة و من سيدخل جهنم و منو بدلت سيئاته و من لم تبدل؟

أتمنى أن لا أرى حملة اشخطها خلال الشهور القادمة , الظاهر الجماعة واسطتهم السماوية قوية

Saturday, October 06, 2007

القراءة - 3

تناولنا في المقالة السابقة فوائد القراءة و سأخصص هذه المقالة لاجابة سؤال مهم و هو ما سبب انخفاض شعبية القراءة في الوطن العربي بشكل عام و بين الشباب في الخصوص؟

أعتقد أن هناك أسباب كثيرة أدّت الى اهمال و عزوف شبابنا عن القراءة, و تختلف هذه الأسباب بين الجديد و القديم , بعضها يسهل علاجه و البعض الآخر لا يمكن علاجه , و هنا سأحاول اختصارها ب

السبب الأول, الثقافة الشفوية

نحن للأسف نتبع الثقافة الشفوية و هي السائدة في العالم العربي منذ القدم , فالعرب كانوا يعتمدون على الحفظ و الذاكرة في الكثير من معاملاتهم , و من الملحوظ أن أغلب الحضارات الأخرى استخدمت اسلوب التدوين و التسجيل على الحوائط و أنواع الأوراق كالفراعنة و البابليين و الآزتكس و الرومان الا أن الحضارة العربية لم تدوّن تاريخها على شيء, فاليوم يعرف العلماء أسماء المهندسين الذين ساهموا في تصميم الهرم الاول و الثاني و الثالث و أسماء بعض العمال و كم استغرق البناء و غيرها من المعلومات الدقيقة و لكننا نجهل تفاصيل تاريخ الجزيرة العربية لفترة ما قبل الاسلام رغم أقدمية حضارة الفراعنة بآلاف السنين
.
.

و المؤسف في ذلك أن تاريخ العرب يعرّف بالأشعار أحيانا و بملوك الفرس أحيانا أخرى , يعني تقرأ عن معركة معينة فتجد دلالتها بشعر فلان بن فلنتان اللي أنشد بيتين شعر ببطولة الفارس فلان في المعركة الفلانية و تكون هذه القصيدة هي تأريخ لهذه المعركة مع سهولة تحيز الشاعر لطرف على الآخر و نزوح الشعراء عادة الى المبالغة و المجاز في ما ينظمون و النتيجة هي أحداث تاريخية هشة تفتقد للدقة و الأدلة الملموسة , أيضا استعان عرب الجاهلية بتاريخ الفرس في التدليل على تاريخهم , فتجدهم يدلونك على توقيت هذه المعركة بالاشارة الى ملك الفرس في تلك الحقبة , و المضحك هنا أن ملوك الفرس أسماؤهم متشابهة و مكررة, يعني عادي تلقون اسم الملك بهرام بن بهرام بن بهرام بن سابور

عاد تعال فجّج عشان تعرف الحادثة وقعت بعهد أي بهرام فيهم

أيضا تلاحظون أجدادنا يفتخرون بأنهم كانوا يتعاملون بالتجارة على الثقة و الكلمة بدون توثيق , طبعا هم يفتخرون بهذه الصفة من ناحية الأمانة و الثقة و ليس التخلف بعدم التوثيق, و يعتبر التاريخ الهجري و التدوين القرآني من أهم الأعمال التي ساهمت في نقل ثقافة الجزيرة الشفوية الى نوع من أنواع الثقافة المكتوبة



السبب الثاني, غياب القدوة

تشير الكثير من الدراسات الى الارتباط المباشر بين هوايات الطفل و ما يراه من هوايات أبويه , فالأب المدخن فرصته أكبر في اتجاه ابنه للتدخين , و الأب المطرب فرصته أكبر في انجاب طفل يحب الطرب , و الأب الرياضي فرصة ابنه أكبر في التوجه للرياضة و القراءة ليست استثناء عن القاعدة , ففرصة الطفل في حب القراءة تزداد ان كان أبويه قارئين


السبب الثالث, قلة المكتبات و اهمالها

بالرغم من وجود مكتبات عامة في الكثير من مناطق الكويت الا أنني لم أسمع في حياتي عن شخص يذهب لهذه المكتبات لاستعارة الكتب , انا شخصيا لم أدخل أي مكتبة عامة في الكويت منذ أن كنت في المرحلة الثانوية , و أذكر أن جو المكتبة العامة كان كئيب جدا, أيضا لا نتجاهل بيئة مكتبات المدارس الطاردة و الغير جاذبة للطلبة

في الجامعات الأمريكية تعتبر المكتبات مركز الجامعة و قلبها النابض و لا أبالغ ان قلت أنها المكان المفضل للطلبة هناك , فكنا نذهب للمكتبة للدراسة و البحث و حل الواجبات و استخدام الأنترنت – بو بلاش – و الأكل و المغازل أحيانا , المكتبة كانت تفتح اربعة و عشرين ساعة و فيها وسائل مغرية للطالب على عكس مكتباتنا التي لم تنجح في اغراء شيء غير الغبارو الحشرات




السبب الرابع, فقر انتاج المكتبة العربية

فقر انتاج المكتبة العربية و قلة التنويع فيها , للتدليل على هذه النقطة أنصحكم بزيارة موقع أمازون و البحث عن أي موضوع ثم التوجه الى موقع النيل و الفرات أو كتابي و البحث عن نفس الموضوع و ستعرفون ما أعني هنا

فالسواد الأعظم من الكتب العربية ينحصر في الروايات و الكتب الاسلامية ثم كتب الطبخ و غيرها من المواضيع التافهة و هي تفتقر الى الكتب الجيدة في مجالات مهمة و حيوية كثيرة مثل الهندسة و التجارة و التمويل و الطب و غيرها الكثير الكثير من المواضيع العصرية التي تزخر بها المكتبات الغربية

و هنا أود أن أوجه تحية خاصة لمكتبة جرير و غيرها من المكتبات العربية التي تجاهد في ترجمة الكتب الأجنبية و ايصالها للقاريء العربي , أعترف بأني لا أحب قراءة الكتب المترجمة و لكنه أضعف الايمان للكثير من شبابنا

السبب الخامس, البدائل الأكثر اغراء

بالرغم من استمتاعي الشخصي في القراءة الا أنني لا أنكر صعوبتها أحيانا و عدم ترجيح كفتها أمام كفة البدائل المغرية كالتلفزيون و السينما و الانترنت و الخروج الى المطاعم و المقاهي و الديوانيات و غيرها الكثير من الأنشطة المغرية التي تساهم بشكل غير مباشر في ابتعاد الناس عن القراءة

و أعتقد أن الطريقة المثلى لتشجيع الناس على القراءة ترتكز على ثلاث أركان أساسية , الأسرة و المدرسة و الدولة

فالأسرة مطالبة بتشجيع أبنائها على القراءة من خلال خلق بيئة صديقة للكتاب كوجود مكتبة منزلية صغيرة و حرص الأبوين على القراءة و أن يراهم أطفالهم بهذه الحالة حتى تترسخ هذه الصورة في أذهانهم , أيضا تستطيع الأسرة مكافأة الطفل على القراءة كأن يوعد الأب ابنه بشراء لعبة او اصطحاب الطفل الى المسرح او المباراة ان استطاع قراءة كتاب معين

أما المدرسة فهي أيضا تتحمل جزء كبير من المسؤولية , فمن المفترض أن تبدأ منهاجنا الدراسية باكرا في تعريف التلاميذ على المكتبة و حثهم على القراءة الخارجية من خلال تخصيص درجات معينة لأداء الأبحاث و تلخيص الكتب الخارجية و غيرها من النشاطات التي تساهم في جعل الكتاب جزء لا يتجزأ من حياة التلميذ كالقلم و المسطرة و البراية

و لا أنسى هنا قيام وزارة التربية باعادة صيانة و فرش و هيكلة مكتبات المدارس و دراسة وضعها , الأمر ليس بالصعب فباستطاعتهم زيارة المدارس الخاصة و يشوفون مكتباتهم و طرقهم في تحبيب الطالب بالمكتبة و الكتاب

طبعا دور الدولة – الحكومة – كبير جدا في هذا الموضوع , فواجب الدولة هو دعم و نشر ثقافة القراءة و الكتابة من خلال التشجيع و اقامة المسابقات و الحملات و رصد الجوائز و تشجيع الكتاب ماديا و معنويا و فتح المجال أمام الكتب المختلفة

دور الحكومة كبير و أستطيع أن أكتب عشرين سطر آخر من الاقتراحات لكن للأسف أنا يائس من حكوماتنا و أعضاءنا لذلك فلا أجد معنى لما أكتبه

أختم هذه السلسلة بأن الشيء الوحيد الذي ندمت عليه في هذه المرحلة من حياتي هو عدم أهتمامي بالقراءة في سن مبكرة

انتهى

Wednesday, October 03, 2007

القراءة - 2

تناولت في المقالة السابقة قصة دخولي عالم القراءة الممتع, و قد كانت بداياتي مع الكتب القصيرة ذات اللغة السهلة , و من أهم مميزات القراءة أنها تجعلك تكتشف مناطق جديدة مع كل كتاب و كل صفحة فعندما بدأت بقراءة كتب الاستثمار كنت أقرأ المباديء العامة , ثم فتحت لي باب الاستثمار في الصناديق و منها تعمقت في صناديق القوائم – اندكس – ثم الى أنواعها المتعددة , و ينطبق هذا المثال على جميع المواضيع كتطوير الذات و الرياضة و العلاقات و الأديان و الفلسفة و التاريخ , فأنت تبدأ بالعام ثم تتخصص تدريجيا

باختصار القراءة بحر ليس له قاع و سماء ليس لها سقف

و للقراءة فوائد لا تعد و لا تحصى منها المعروف و منها المجهول أو الغير ملحوظ لذلك سأحاول في هذه المقالة التركيز على بعض فوائد القراءة التي لا ينتبه اليها القراء في العادة

أول فائدة من فوائد القراءة هي كسب معلومات جديدة و الحصول على ثقافة واسعة تحقق لك التميز بين أقرانك و تجعلك ملم في الكثير من المواضيع المهمة و العامة

ثاني فوائد القراءة هو تطوير القدرة على استخدام الكلمات و تحسين اللغة في الكتابة او المحادثة

ثالث فوائد القراءة هو تدعيم أفكارك بمراجع تعطيك عمق أكبر عند طرح وجهة نظرك في الحوارات و المناقشات , قبل القراءة كنت من هواة اكتشاف النظريات و لكني لم اكن أدعمها بمراجع تجعل النظرية ذات قيمة , و من امتع لحظات حياتي عندما أقرأ كتاب لكاتب كبير و أجده يأتي على ذكر فكرة سبق لي أن فكرت فيها , هذا الاحساس يجعلني أعرف أنني على الطريق الصحيح

الفائدة الرابعة هي تطوير اسلوب الكتابة و طريقة ترتيب الأفكار و تقسيمها بشكل سلس و يسير على القاريء, و أنا أدين للقراءة في تطوير اسلوب كتابتي في هذه المدونة

و الآن سانتقل الى الفوائد الغير معروفة و هي الأهم بالنسبة لي

لن أكون ظالما ان قلت بأننا نعيش اليوم في بيئة قاتلة للابداع و لا تساعد على الحوارات البناءة , فأساليب و نوعية النقاشات التي نجدها في عالمنا هي أقرب الى القتال منها الى النقاش البناء , و لذلك فان أغلب نقاشاتنا تنتهي بمعارك مدمرة عقليا أو نفسيا و هذا سبب رئيسي في تكرر نقاشاتنا العقيمة لعشرات بل مئات السنين

ألا تتفقون معي بأننا عادة لا نعطي الطرف الآخر الفرصة الكاملة – العادلة – لشرح وجهة نظره في النقاش؟ و ان أعطيناه فرصة الحديث فاننا لا نعطي أنفسنا فرصة الانصات و فهم حديثة بشكل مرضي حتى نشكّل مواقفنا اتجاهه

للقراءة الفضل الكبير في تعليمي فن الاستماع و فهم الطرف الآخر بلا اجحاف أو مقاطعة , فعندما تمسك الكتاب و تبدأ بالقراءة تدخل نفسك لا شعوريا الى نقاش من طرف واحد , فالكاتب يتحدث اليك و يناقشك و انت ملزم بأن تستمع اليه و تفهم وجهة نظره كاملة الى أن يقرر هو و ليس أنت متى يتوقف عن الشرح و الكلام , هذا النقاش الممتد الى مئات الصفحات أحيانا يجعل القاريء يبرمج نفسه على لجم حاجته الملحة للمقاطعة و اجبار نفسه على الاستماع من البداية حتى النهاية بدون مقاطعة حتى و ان اختلفت وجهة نظره عن وجهة نظر الكاتب

موضوعي السابق عن زواج المتعة يعتبر مثال واضح على هذه النقطة , فلو كان الحوار بيني و بينكم وجها لوجه لكان الكثير منكم قاطعني منذ البداية ليفسد عليّ حقي في التعبير و شرح وجهة نظري , لكن كتابة الموضوع أعطتني فرصة شرح وجهة نظري بشكل يرضيني و أعطتكم فرصة قراءة المقال كاملا و معرفة رأيي بشكل واضح انعكس على آرائكم القيمة حول الموضوع مما أثرى النقاش و جعل الطرفين سعيدين بنتيجته

أيضا القراءة تفتح لك باب مصادقة العظماء , يسألني الكثير من الأصدقاء سر عزوفي عن ارتياد الديوانيات و الملتقيات الاجتماعية كونهم لا يعلمون بأني أحد رواد أقوى ديوانية في العالم , نعم أنا لا أبالغ ان قلت أنها أفضل ديوانية في العالم, ففي ديوانيتي يجلس جبران خليل جبران عن الشعر و الفلسفة متحدثا و الى جانبه وارن بافيت يخبرنا عن مبادئه الاستثمارية و يستمع اليه ميكافيللي الذي انهى للتو نظرياته السياسية و بجانبه الدكتور غازي القصيبي يعد رواية جديدة من رواياته الممتعة و غيرهم الكثير الكثير من عظماء التاريخ كل يحاول جاهدا تلخيص خبراته و عصارة حياته ليقدمها لي في كتاب ثمين يقربني منه و يقربه مني

الممتع في ذلك هو أنك لن تضطر الى تضييع الوقت بالأحاديث الجانبية و الثرثرة الفارغة مع هؤلاء العظماء , فأنت تكتشف كل منهم في مجاله الذي أبدع به, فأنت تتعرف على فكر بيكاسو في الرسم و فكر بيتهوفن في الموسيقى و فكر بيتر لينش في الاستثمار و فكر سن تزو في الحرب , و هنا نلاحظ أن القراءة توهبك القدرة على احياء الأموات من خلال قراءة كتبهم و معرفة ظروف حياتهم و أفكارهم , فهل تدلوني على ديوانية يزورها الأموات العظام؟

هذه هي فوائد القراءة و هؤلاء هم بعض رواد ديوانيتي الجميلة
الدكتور غازي القصيبي
شاعر و سياسي و أديب و وزير حالي و سفير سابق للمملكة العربية السعودية

جون جراي

أحد أشهر الكتاب في مجال العلاقات بين الجنسين


جبران خليل جبران

فيلسوف و شاعر و أديب ليس له مثيل

باولو كويلو

أديب برازيلي حطم الأرقام القياسية في عدد قراء رواياته



وارن بافيت

صاحب شركة بيركشاير هاثوي و ثاني أغنى رجل في العالم

بيتر لينش
مدير صندوق ماجلان لشكرة فيديلتي و هو من أعظم مدراء الصناديق في العالم

نيكولو ميكافيللي

مستشار سياسي من فلورانس و مؤلف كتاب الأمير

سن تزو

أحد قادة الجيوش الصينية و خبير الاستراتيجيات الحربية صاحب كتاب فن الحرب


كارين أرمسترونج

باحثة تاريخية في علم الأديان و الحضارات و لها العديد من المؤلفات في هذا المجال



جون بوقل

مؤسس شركة فانجارد لادارة الصناديق الاستثمارية و أحد أغنى الرجال في العالم

.

هؤلاء أصدقائي و رواد ديوانيتي , فمن هم رواد ديوانيتكم؟

.

يتبع

Monday, October 01, 2007

القراءة - 1


عندما أجلس وحيدا تأخذني الذاكرة الى أيام الطفولة و المراهقة , و أكثر ما أتذكره عن تلك الأيام محاولات والدي أطال الله في عمره تشجيعي على القراءة , كانت محاولات الوالد تتراوح بين الزف و الزجر أحيانا و بين التشجيع و المسايسة أحيانا أخرى , لا زلت أتذكر أحد الكتب التي أشتراها الوالد و كان عن الفلك , كان الوالد مستانس بالكتاب و متفائل فيه و كتبلي عليه اهداء و لكن للأسف لم يكن حظ الكتاب أفضل من سابقيه و كان نصيبه الجلوس على عرش الرف المغبر في مكتبتي المهجورة

و بالرغم من كوني هاوي قراءة دوريات كالمجلات و الجرايد الا أن حماسي ينكمش بسرعة عند رؤية الكتب و كنت لا أستوعب فكرة شراء الكتاب و الصبر على صفحاته المملة , كيف أقرأ كتاب جاف , صامت , ثقيل و أترك وسائل التسلية المحيطة بي من كل حدب و صوب , كيف أترك التلفزيون بقنواته و الأنترنت بمحادثاته لأتسمر أمام هذا الصنم المسمى ..... كتاب

استمرت معي هذه الحالة خلال مرحلة الدراسة الجامعية و بالرغم من استمرار الوالد بالالحاح عليّ لتجربة القراءة الا أن عذري الجاهز كان لمحاولاته بالمرصاد, و هو أنني مشغول بكتب الدراسة و ما عندي وقت أحك راسي , فشلون تبيني أقرأ كتب خارجية ؟ و بعد انتهائي من الجامعة و التخرج بدأت بلملمة أشلائي و أشيائي و الاستعداد للعودة الى أرض الوطن, خلال هذه الفترة كنت كثير السرحان و التفكير برحلتي الدراسية و المستقبل , أين سأعمل؟ كيف سأتأقلم مع الكويت مرة أخرى؟ هل سأتزوج؟ و من بين أمواج الأفكار تسربت اليّ فكرة مرعبة , و هي أن تحصيلي العلمي سيقف عند هذا الحد, و أنني ان لم أجد طريقة للاستمرار في التعلم و التطوير سأجد عقلي متجمدا بعلم طالب الجامعة بعد عشر أو عشرين سنة و هذا آخر ما أريده لنفسي

و من هنا جائتني فكرة جهنمية و هي محاولة القراءة, نعم كان الأمر صعب الا أنني لم أجد خيار آخر أمامي فتوجهت الى مول المنطقة و دخلت المكتبة ثم اتجهت مباشرة الى رف كتب البزنس و تركت عيناي تتجول بين عناوين الكتب لاختيار ما يناسبني منها , و بالرغم من كوني طالب متخرج من جامعة أمريكية الا أن لغتي الانجليزية كانت ضعيفة للغاية , لذلك كان عليّ تفحص الكتب بجدية حتى أتأكد من أن الكتاب قصير و سهل القراءة , و بعد عدة جولات على رف البزنس قمت باختيار ثلاث كتب صغيرة و سهلة للكاتب جيفري فوكس و قررت بداية القراءة فور ركوبي طائرة العودة الى الوطن



كان عنوان الكتاب الأول كيف تصبح مديرا تنفيذيا و قد انتهيت من قراءته خلال أيام , لا أخفيكم سرا بأن الانتهاء من قراءة كتاب يصاحبه شعور ممتع يمتزج ما بين المتعة و الراحة و الرضا , هذا الشعور هو ما دفعني لقراءة الكتاب التالي و الذي بعده و بعده الى أن وصلت الى مرحلة الادمان على القراءة , أعترف بأن مشاغل الحياة من عمل و زواج و انشطة اجتماعية تعيقني أحيانا من القراءة الا أنني أحاول دائما اختلاس الوقت للانغماس في أحضان كتبي المفيدة و الممتعة

يتبع