حاولت و حاولت و حاولت الكتابة عن ما حدث في لبنان و لكني فشلت في كتابة موضوع يستحق القراءة و أنا هنا أعترف بفشلي
ربما لا تكون مهاراتي الكتابية هي السبب الوحيد لهذا الفشل, فالموضوع معقد و له جوانب تاريخية و سياسية مهمة من الصعب تجاهلها, فتجاهل هذه الجوانب سيتقل الصورة ناقصة للقاريء. المشكلة الأكبر هي ذكر كل هذه الجوانب و التفاصيل سيشتت الكاتب و القارىء معا
الزبدة أني لن أكتب في هذا الموضوع فقد مللت النقاشات العقيمة السقيمة و أفضل الآن التوجه الى المستقبل و الكتابة في مواضيع أقل تعقيدا و اختلافا و تعصبا
عدم الكتابة المفصلة عن الموضوع لم تمنعني من التعقيب على بعض الملاحظات التي لفتت نظري خلال هذه الحرب
حزب الله
رغم الاختلاف المثير حول نوايا و أهداف حزب الله من عملية خطف الجنود الا أنه استطاع أن يكسب احترام أعدائه قبل أصدقائه على كفائته في ادارة المعركة و التعامل معها مع ما يملك من امكانيات بسيطة , أنا شخصيا تفاجأت بقدرة الحزب على مقاومة الجيش الاسرائيلي و تكبيده خسائر لا يستهان بها كضرب السفن و اسقاط المروحية
لست دمويا و لا أتحمس للحرب الا أنني استحسنت كسر اسطورة الجيش الاسرائيلي, لن أكتب المزيد عن حزب الله لأن اتهامات التعصب و التطبيل جاهزة عند الشباب
اسرائيل
أثبتت أسرائيل أنها ليست أفضل حالا من أغلب دول العالم الثالث عقليا, و ما يميزها عنهم هو الدعم الامريكي و الترسانة المسلحة العملاقة فقط
فاسرائيل تعاملت مع الأحداث بهمجية و وحشية و تعجرف لم أرى له مثيل قط, المشكلة أنهم لا يتركون مجالا ليتعاطف معهم أحد
أذكر مرة كنت أشاهد مقابلة على البي بي سي مع سفير اسرائيل في الأمم المتحدة و سألته المذيعة, لماذا ترتكبون كل هذه المجازر و الدمار من أجل جنديين؟ رد عليها السفير قائلا, وطنك بريطانيا فعلت أسوأ مما نفعل من أجل مجموعة من الخراف
بالله هذا جواب سفير و الا جزار؟
أمريكا
الموقف الأمريكي كالعادة بوش ببوش, متحيز و متغطرس و متعنطز مع اسرائيل ضد العرب
للأسف الامريكان صارلهم خمس سنين عافسين العالم بدون أي نتيجة , فبن لادن و القاعدة لا تزال تمارس نشاطها البناء, و في العراق كل يوم يقتل العشرات و الله يستر من القادم, المشكلة ان هناك عباقرة سياسيين عندنا يستنفرون للدفاع عن أمريكا بحجة انها حررتنا و لولاها لكنا الآن في سجون صدام
يعطيكم العافية على منطقكم الوطني
الأمم المتحدة و المجتمع الدولي
موقف الأمم المتحدة و المجتمع الدولي يذكرني بأغنية الفنانة سعاد حسين
أنا المسيكينة أنا
أنا اللي باعوني انا
دينار باعوني
واروح للملا علي و أقّله يا ملا علي
دينار باعوني
الأخ كوفي حنان, بدلة و حرس و سيارة مغيمة عالفاضي, القوات الاسرائيلية قتلت أربعة من قواته و هو مستحي يدين العملية
ماقول الا مالت عليك و على اللي حطك
الشعب اللبناني
رغم أني لا أحبذ تعظيم الأشخاص و أسطرتهم ( جعلهم كالأساطير) الا أنني لا أخفي تأثري بصور المواطنين اللبنانيين (من الشيعة في الغالب ) الصامدين و المتحدين للعدوان الاسرائيلي , خصوصا المتضررين منهم ماديا و جسديا
تلفزيون المنارتلفزيون المنار كان مثالا نموذجيا للاعلام الحربي, بدءا من نقل الخبر بمصداقية الى تكثيف المقاطع و الاغاني الحماسية التي تساهم في ادخال المشاهد في جو الحرب و التعاطف مع المقاومة , رغم تحفظي على استقبال مصطفى بكري و عبدالباري عطوان في أول أيام الحربي
تلفزيون المستقبل
اقتصر دور تلفزيون المستقبل على ثلاثة محاور
الأول هو تلميع سعد الحريري و غث المشاهدين بجميع تحركاته المهمة
الثاني هو مهاجمة سوريا و حربها الهمجية على لبنان ( نعم سوريا و ليست اسرائيل) هه
الثالث هم كسر خواطر المشاهدين لجمع التبرعات بطريقة مقززة الصراحة, و لا كأنه لبنان في حرب
و قد اتضحت الصورة مع زيارة الفنانين المصريين للبنان, المنار بثت رسائل الفنانين الداعمة للمقاومة و الصمود في وجه العدوان بينما تلفزيون المستقبل بث رسائل لنفس الفنانين تدعو العرب للتبرع بأي شيء للبنان و أطفال لبنان
بيضتوها الصراحة
الزعيم وليد بيك جنبلاط
الزعيم الأراجوز وليد الجنبلاط يحاول أن يستر صلعته بتربية و تطويل كشته , كالمهرج يتقافز من موقف الى آخر, فهو اليوم ضد سوريا و قبل كم سنة كان حبيب سوريا و قبلها كان ضد سوريا لاقتناعه بأن النظام السوري هو من اغتال والده كمال جنبلاط
و هو يحاول أن يغطي صلعته التاريخية السوداء (مجازر و قتل على الهوية ) بكشته و مواقفه الحالية من المطالبة بالالتزام بالطائف و 14 أذار
أنا شخصيا ضد النظام السوري و أفعاله في لبنان, الا أنني أيضا ضد جنبلاط و جعجع و حبيقة و جميل و بري و عون و كل المجرمين المشاركين في الحرب الأهلية
النائب سعد الحريري
يذكرني بمصطلح الطفل المعجزة, شكله رجل ناضج مع تحفظي على الجل و الشنب الا أنه يتكلم و يتصرف بعقلية الأطفال الدلوع المليق
لا اسلوب و لا منطق و لا فكر و لا نظرة ثاقبة ما عنده غير كلمتين
بدنا سوريا تشيل ايدها من لبنان , بدنا الحئيئة و بدنا و بدنا
و أخيرا يحاول أن يتكسب بشكل مبتذل بالدبلوماسية المقاومة
موقف الحكومات العربية
مصر و الأردن: الله يلعن القروض اللي صاكة حلوجكم
السعودية: موقف متخاذل في البداية الا انها سارعت بتصحيحه مع مرور الوقت
الكويت: أنظر للأعلى (أعتقد أن مواقف الكويت الخارجية من أغبى المواقف بالعالم, فنحن اكثر من يدفع و أقل من يجني, للأسف موقف الامارات بوزير شاب أفضل من موقفنا بدكتوراه من هارفرد) ماكو شخصية
قطر: مع كرهي الشديد للبعثي حمد بن جاسم الا أنه أثبت حنكته السياسية
قطر موقفها مشرف مع لبنان من خلال قناة الجزيرة و مساهمتها في تعديل الاقتراح الامريكي الفرنسي في مجلس الامن, و في نفس الوقت موقفها مشرف مع اسرائيل و امريكا عبر نقل الأسلحة و فتح المكتب التجاري الاسرائيلي
و تظل قطر محبوبة من الجميع
التبرع للبنان
لبنان كان و لا يزال وطن من لا وطن له
عبر التاريخ كان لبنان يستقبل كل هارب من وطنه, كل غريب في وطنه , كل مضطهد في وطنه
تبرعوا لأنفسكم بتبرعكم للبنان اليوم, فربما يكون لبنان وطنك القادم
لن أنصحكم بالتبرع عبر مجموعة وفاء أو الهلال الأحمر أو جمعية الاصلاح فالخيار لكم وحدكم و كل فيه الخير و البركة
في النهاية أحب أن أهدي هذه اليمكة لجميع الصحف و الكتاب الذين جندوا أنفسهم للدفاع و خلق الأعذار و التغطية على أفعال دولة اسرائيل الشقيقة, فعلا أثبتوا حسكم الوطني العالي
كلمة أخيرة للسيد فؤاد الهاشم المحترم
لبس الحفاظة يمنع تسرب البلل و انتشار الرائحة الكريهة و هو فعل لا يعيب الانسان ان كان يحتاجه, أما فصخ الحفاظة و كشف العورات و نشر القاذورات و الروائح الكريهة فهو الفعل المشين الذي لا يليق بانسان ناضج في مثل مكانتكم المرموقة
لذلك انصحك ببامبرز المطور, و اسأل مجرب و لا تسأل طبيب