الحدث الأول هو نشر صحيفة دنيماركية لكاركتيرات تسخر أو تنتقد شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و آله و سلم, طبعا جماعتنا أقاموا الدنيا و لم يقعدوها فهناك من سحب سفيره و هناك من سحب البضائع الدنيماركية من الأسواق و هناك من قدم شكوى للحكومة الدينماركية و هلم جر.
السؤال هو لماذا كل هذا التشنج و الهستيريا أمام كل فعل شبه فردي في أي مكان بالعالم؟ الى متى سنعلن الحروب لأفعال صبيانية من بعض النكرات كحرق لقرآن أو كاركتير لرسول ؟
أنا شخصيا لدي غيرة شديدة على ديني و كتابي و رسولي و وطني, لكن ردة فعلي على مثل هذه الأفعال المشينة لا تتجاوز الشعور بالازدراء لمن قام بها و القرف من جهلهم و غبائهم و سوء تصرفهم
أعتقد أن ردة الفعل المناسبة هي حل الامور على المستوى الدبلوماسي بدون الضجة و التهديد و التشنج فالشركات الدنماركية ليست هي من قام بالسب و الاعتداء فلماذا نعاقبها على ذنب لم تقترفه؟
تخيلوا لو أن رسام الكاركتير في جريدة محلية رسم كاركتيرا فيه اهانة لاحدى الشخصيات أو الدول المجاورة, فهل سأكون راضيا لو أن مصالحي كرجل أعمال مع هذه الدولة قطعت كرد فعل على ما رسمه ذلك المهووس؟
ثم أن الرسول محمد صلى الله عليه و على آله وسلم شخصية تاريخية عملاقة استحقت كل التقدير و الاحترام من عقلاء هذا العالم و جهابذته من كافة الشعوب و الأديان فلن تضره سبة من أحمق أو كاركتيرمن جاهل, فمن سب أو سخر من شخصية النبي هو بالحقيقة يسخر من نفسه و من ضحالة تفكيره
صراحة أعلم أن اسرائيل دولة عدوة و من الواجب علينا مقاطعتها بشتى الطرق لكن من السذاجة و الغباء أن ننسحب من بطولات دولية بهذا الحجم لمجرد اضطرارنا للعب أمامها. فالمشاركة في البطولة الدولية مكسب كبير للرياضة الكويتية, منها نكتسب الخبرة و السمعة الدولية و التطور الفني و حرام علينا أن ننسف كل ذلك لاثبات رفضنا الاعتراف باسرائيل. خاصة في المجال الرياضي لأن الخاسر الوحيد هو الرياضة الكويتية التي فقدت الكثير من الفرص العالمية و الخبرات الدولية لأسباب تافهة
فأمريكا و ايران في حالة حرب كلامية و جفاء دائم من التسعة و سبعين الى الآن و مع ذلك لعب المنتخب الأمريكي و الايراني مباراة كرة قدم في كأس العالم 98 و فازت ايران و أكملت المشوار. هناك فرق كبير بين حربك و كرهك للعدو و بين عدم اعترافك بوجود ذلك العدو و الهروب من أمامه و تسهيل مهمته في الابداع و الوصول لأهدافه
في النهاية احب أن أوضح ان اسلوب المقاطعات هو اسلوب سياسي منظم له استراتيجيات و أهداف و آثار مدروسة. لكن للأسف نحن نستعمل هذا الاسلوب بطريقة عشوائية لا تنفعنا و لا تضر عدونا بشكل من الأشكال. الذكاء و الحكمة ليس في خوض جميع المعارك, بل في انتقاء المعارك التي تخدم قضيتنا و تحقق لنا خطوة للأمام.