Thursday, April 30, 2009

الليبرالية المتكَوته . . . مِشكِل - 5

.
نستكمل في هذا الجزء طرح اقتراحات لحل بقية المشاكل التي تواجه انتشار الفكر الليبرالي في الكويت
.
.
المشكلة الرابعة عجز التيارات الليبرالية عن استقطاب الشباب و التفريخ المنظم
.
.

أعتقد أن أحد أهم أسباب نجاح التيارات السياسية الدينية في الكويت قدرتها الهائلة على استيعاب و تفريخ و تجنيد و ادارة أعداد كبيرة من الموارد البشرية , فهذه التيارات عرفت أسرار النجاح منذ نشوءها و آمنت بأن الاهتمام بالعنصر البشري هو أحد أهم مفاتيح هذه الأسرار

أعترف هنا بأني معجب بالفعل بقدرة هذه التيارات على اجتذاب الشباب – و الشابات – في أعمار مبكرة من خلال نظام متقن يتشرب فيه الشاب أفكار و مباديء التيار رشفة برشفة , فهم يجذبون الأطفال و المراهقين لممارسة الأنشطة الرياضية و الثقافية , ثم يتم ادخال بعض المبادي الآيدلوجية الى المنهج الى أن يكبر الشاب على أساس قوي يؤهله لاستيعاب أفكاره الحزبية , و كيفية تحويلها الى أهداف سياسية

على الطرف الآخر نجد أن أحد أهم اسباب فشل التيارات الليبرالية المتكوته في الانتشار هو عجزها التام عن اجتذاب الكوادر الشبابية , فهذه التيارات ترى نفسها كالعروس التي تنتظر استماتة عريسها – الشاب - حتى تعطف عليه بابتسامة ود أو نظرة احترام , و بالطبع لن تقبل العروس بعريس لم يصل الى المرحلة الجامعية , يتم كل هذا في الوقت الذي تعمل فيه ماكنة تفريخ التيارات الدينية على جذب المئات من الشباب في أعمار مبكرة

و المشكلة الأكبر هي عدم استعداد التيارات الليبرالية لاستقبال هؤلاء المنتسبين الجدد و عدم قدرتها على صقلهم ثقافيا و فكريا و ليبرالياً , فأغلبهم يعيشون بعيدا عن الفكر الليبرالي و لا يفقهون شيئا سوا التناحر على الانتخابات الطلابية

أعتقد بأن على التيارات الليبرالية المتكوته أن تعود الى الأساس و تبدأ في وضع خطة – أو خطط – جدية لجذب الشباب اليافع ذوي الأعمار المتوسطة للانضمام اليها و الايمان بأفكارها – الصحيحة – , طبعا هذا لن يتم بالاسلوب الحالي المرتكز على الحملات و الندوات الانتخابية السياسية , فالشباب يميلون أكثر نحو الأنشطة الاجتماعية و الرياضية و الثقافية التي يستطيعون من خلالها تفجير طاقاتهم و ممارسة هواياتهم , و لكم في لوياك خير مثال

طبعا على التيارات الليبرالية الاستفادة و التركيز بشكل مكثف على طلبة المدارس الخاصة – كنقطة بداية - كونهم يعيشون في بيئة دراسية صحية لم تتلوث بعد بالمناهج الحكومية المتخلفة , أيضا تساهم بيئة المدارس الخاصة على اعتماد الطالب على نفسه في اعداد بحوثه و التعود على القراءة الخارجية التي أعتقد أنها أحد أهم مفاتيح ايمان الانسان بحرية الفكر و الاختيار

انا هنا لا احاول التهبيط و التقليل من شأن طلبة المدارس الحكومية , فأنا – للأسف – واحد منهم , و لكن المقصود هنا أن طالب القطاع الخاص يعيش في بيئة متكاملة تساعده على الابداع عند بذل الجهد القليل , أما طالب مدارس الحكومة فعليه أن يجاهد ضد البيئة و ضد النظام التعليمي المتهردق و ضد المدرسين السيئين ليصنع من نفسه انسان قادر على الابداع و العطاء و المنافسة
.
الشباب . . . الشباب

.
.
المشكلة الخامسة غياب الرموز
.
.
لنوضح في البداية المقصود بالرموز – أو القادة – و الدور الذي نتوقعه منهم

عندما أتكلم عن القائد فإنني اتكلم عن من يملك الخبرة , التجربة , الحكمة , و القرار السليم في الأوقات الصعبة , أنا هنا أتكلم عن صمام الأمان و المرجعية الفكرية و القدرة على توحيد الصفوف و تحديد الأولويات عندما تتشتت الأنظار و تزوغ الأبصار

أما دور القائد فهو دور الأب الروحي و القدوة الحسنة لبقية المؤمنين بفكر هذا التيار , خصوصا الأعضاء الشباب الذين يحتاجون دائما الى من يوجههم للطريق السليم و يجاوب على تسؤلاتهم عند الحاجة , لذلك فعلى القائد أن يعي هذا الأمر جيدا و يعرف أن الأنظار موجهة اليه في كل ما يقول و كل ما يفعل , و بالطبع هذا يحمله مسؤولية كبيرة لا يقدر على حملها الا القلة

على الجانب الآخر , على القائد أن يكون صاحب عين فاحصة يستطيع من خلالها اكتشاف قادة المستقبل , و من ثم تبنيهم و نقل خبرته و معرفته اليهم , أيضا عليه أن يحسن فن الاخراج المسرحي – السياسي – و يعرف جيدا متى يدخل المسرح السياسي و متى يخرج منه , بالتأكيد عليه أن يبرمج خروجه ليتزامن مع دخول الممثل الجديد للمسرح , و عليه أحيانا أن يساهم في صنع بطولة القادم الجديد و تهيئة الجمهور و المسرح لاستقباله

و بالرغم من توافر الأسماء الكبيرة في سماء الليبرالية المتكوتة الا أن أغلب هذه الأسماء – للأسف – فشلت في ترميز نفسها و تخلت عن دورها القيادي بسبب بعض التصرفات الشخصية و عدم اهتمامها الفعلي في اجتذاب الشباب و انارة الطريق لهم , فنحن اليوم لا نرى القادة و لا نسمع عن نشاطاتهم الا في الانتخابات و أوقات الاحتقان السياسي , أيضا نحن لا نحتك بهم الا من خلال الندوات و من وراء المايكرفونات و هذا ما أوجد حالة من الفتور الواضح في العلاقة ما بين قادة التيار الليبرالي و شباب هذا التيار

أعتقد أن حل هذه المشكلة يكمن في اقتناع الرموز – أو القادة – باتباع سياسة حاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيجر , بدلا من التمسك بسياسة سلفستر ستالون , فشوارزنيجر عرف كيف يُحول نفسه من بطل لأفلام الأكشن الى بطل أفلام عائلية , و من ثم قام بترميز نفسه سياسيا الى أن تمكن من الفوز بمنصب حاكم كاليفورنيا , أما ستالون , فهو اليوم في منتصف الستينات و لا يزال يمثل أدوار الأكشن التي كان يؤديها قبل ثلاثين سنة

اليوم , يحتاج التيار الليبرالي الى رموز تعرف مكانها الصحيح و تمارس دور القيادة بالشكل المطلوب , تواصلوا مع الشباب , اجذبوهم اليكم , انقلوا لهم خبراتكم , حاوروهم و صححوا افكارهم , حاوروهم مرة أخرى و صححوا افكاركم , فأنا لا أخفي عليكم الأثر المعنوي لمشاهدة الخطيب و النيباري و غيرهم في الصفوف الأولى لدعم المرشحين الشباب
.
.
المشكلة السادسة الفشل في اثبات الوجود امام التيار الديني
.
.
أعتقد أن الضربة القاضية التي أدت الى خسارة التيار الليبرالي المتكوت لما تبقى له من شعبية هي فشله الذريع في التصدي للهجمات الدينية المتكوته , و أهم اسباب هذا الفشل هو استسلامه أمام سلاح الاحراج الأخلاقي الذي أحسن التيار الديني استخدامه , فالتيار الاسلامي - بالتحالف مع السلطة - تمكن من استغلال حالة الجهل العام و التدني الثقافي لتمرير قوانين سخيفة يختلط فيها حابل التشكيك الديني بنابل الطعن الأخلاقي بدون أي مقاومة تذكر

و قد تخاذل التيار الليبرالي في مقاومة هذه الهجمات حتى أنه أصبح اليوم ينافس التيار الديني في اقرار هذه القوانين , و كلنا نتذكر التصويت على قانون ساعات عمل المرأة و قانون معاقبة المتشبهين بالجنس الآخر , فالليبرواسلاميون فشلوا في ايصال وجهة نظرهم الليبرالية للشارع , فنحن لسنا دعاة انحلال أخلاقي و تفسخ اجتماعي , لكننا نُقدس حقوق الانسان الشخصية في ممارسة حريته الكاملة في التفكير و التعبير و الاختيار , أيضا نحن لا نقبل بقوانين تنتهك المساواة و تمارس التمييز ضد فئة من فئات المجتمع , و بالطبع نحن نرفض القوانين التي تسمح بالتطبيق المزاجي و الانتقائي

على التيار الليبرالي اليوم أن يجدد دمائه , و يتسلح بروح المبادرة و عدم الاكتفاء بالدفاع و المقاومة , علينا ان نعود الى قوانين الاحراج الأخلاقي و ايجاد مناطق مخالفتها للدستور , و من ثم اللجوء الى المحكمة الدستورية للبت في مدى دستورية هذه القوانين القمعية , علينا أن نبادر في اختيار أرض و ظروف المعركة , و لا ننتظر فرض الآخرين معاركهم علينا
.
عندها فقط , سنفتخر بوجود تيار ليبرالي فاعل , يحارب بشجاعة للدفاع عن حقوق الانسان , يبادر لطرح الحلول الناجعة لمشاكلنا المزمنة , يساهم في تقدم مجتمع عصر الأنترنت و الفضائيات
.
أعلم جيدا أن توقيت هذه السلسلة لم يكون الأفضل كون الجميع مشغول حاليا بالأنتخابات , لكني أتمنى أن يعود الانتخابيون لقراءتها في المستقبل , علها تساهم في اصلاح ما يمكن اصلاحه
.
اتمنى التوفيق للجميع

انتهى

Monday, April 27, 2009

الليبرالية المتكَوته . . . مِشكِل - 4

.
.
.
بعد شرح أسباب قناعتنا الشخصية بضرورة اعادة انتشار القيم الليبرالية في المجتمع و التطرق الى أهم العقبات التي تواجه هذا الهدف سنخصص هذه المقالة لطرح بعض الاقتراحات التي أعلم أنها لن تكون الحل السحري للمشكلة , و لكن أتمنى أن تكون خطوة على بداية الطريق , و المجال بالطبع مفتوح لاقتراحات كل مهتم بالموضوع

سأحاول هنا معالجة المشاكل التي طرحتها في الموضوع السابق فقط , مع عدم حصر مشاكل الفكر الليبرالي بها , هنا سأكتب المشكلة و الحقها باقتراحاتي , مع العلم انني سأقسم هذا الموضوع الى جزئين
.
.
المشكلة الأولى اتساع الفجوة بين المباديء العالمية الرئيسية للليبرالية و التطبيق الكويتي لها
.
.
أنا شخصيا لا أعترض على عملية تكويت الليبرالية أو أي منهج فكري آخر , فمن حق أي مجتمع أن يُطوع الأفكار بشكل تتناسب فيه مع بيئته و ثقافته المحلية , لكن علينا أن نقوم بهذه العملية بأمانة و صدق بحيث نحفظ قِيم هذا المنهج الفكري و لا نفرغه من محتواه

و أول خطوة في هذه العملية تتم عبر استعراض القيم الأساسية للفكر الليبرالي , ثم معرفة سلبيات و ايجابيات كل قيمة من هذه القيم , و من بعد ذلك نستطيع اختيار ما يناسبنا و لا يناسبنا منها , و بهذه الطريقة ستكون الصورة أوضح امامنا و نستطيع من خلالها تطويع القيم التي نعتقد انها لا تناسبنا و نشكلها بطريقة تصلح لنا

الخطوة الثانية بالطبع هي الايمان بهذه القيم و ممارستها بالشكل الصحيح في حياتنا اليومية حتى نكون قدوة للآخرين فيها , أعرف أن الزين ما يكمل و لكن على الأقل لنحاول أن نقدم أفضل ما لدينا , لنحاول أن نُبيّن للآخرين سبب ايماننا بالفكر الليبرالي و ما كسبناه على المستوى الانساني نتيجة ممارستنا لهذه القيم , لنجعل الآخرين يتلمسون احترامنا الفعلي لحقهم في الفكر و حقهم في الاختيار , و نبين احترامنا لأفكارهم حتى و ان اختلفنا معهم , لنمارس عملية الاغتسال النفسي عبر معاملة الناس سواسية , و عدم تفضيل شخص على آخر سواء من ناحية الدين أو العِرق أو اللون أو الجنس , خصوصا و نحن نتعامل مع الفئات المستضعفة

إصدق مع نفسك , يصدقك الناس
.
.
المشكلة الثانية تغليب الخلافات التفصيلية على الاتفاقات العامة
.
.
أعتقد أن أهم ما يميز الفكر الليبرالي عن الفكر الديني هو مساحة الحرية الكبيرة للتفكير و الاختيار , و هذا بالطبع جعلنا نقع في مأزق عدم وجود تعريف رسمي واحد للليبرالية , أيضا عنصر الحرية التامة أدخلنا في مأزق آخر و هو حرية كل شخص بممارسة الليبرالية بطريقته الخاصة , و هذا ما جعل المناهج الليبرالية تتعدد بتعدد المؤمنين فيها , فالفكر الليبرالي لا يحتمل ثقافة التلقين العامودي المزدهرة في الأوساط الثقافية الدينية , فالليبرالية ليس فيها مفتي أو مرجع أو إمام يحدد لأتباعه السراط المستقيم و يفرقها عن البدع و الضلالة

بالطبع هذا الانفتاح الكبير ساهم في تنوع الفكر الليبرالي و لكنه في نفس الوقت فتح مجال الاختلافات بين المفكرين الليبراليين , و مع كثرة هذه الاختلافات يتحول بعضها الى خلافات , و من خلافات فكرية تحول بعضها الى خلافات شخصية , و بالطبع تحولت هذه الخلافات الشخصية الى حروب عسكرية سياسية يطعن فيها كل طرف بالطرف الآخر , و المشكلة الأكبر أن المختلفين يتناسون الاتفاقات العامة بينهم و يتفرغون لعرض خلافاتهم التفصيلية على صفحات الجرائد و وسائل الاعلام الأخرى

بالطبع أنا لا أدعو هنا الى طمطمة الخلافات و دفنها تحت السجاد , لكنني أدعو الى الاختلاف مع مراعاة أننا متفقون على الخطوط العريضة و عدم شخصنة هذه الخلافات و حشر الشباب فيها لينتهي بنا الأمر الى تقسيم أنفسنا الى شلة فلان و مجموعة فلنتان , لنتذكر مرة أخرى أحد أهم قيم الليبرالية و هو احترام الرأي الآخر

الخلافات على التفاصيل ستكون موجودة , و ستزداد بطبيعة الحال في مواسم الانتخابات أو في تفسير القضايا الشعبية , الا أنها يجب ان تقف عند هذا الحد , و لا تتعداه لتكون نقطة نهاية للاحترام و التعاون المشترك في المستقبل
.
.
المشكلة الثالثة فشل الفكر الليبرالي في اجتذاب شرائح كبيرة من المجتمع
.
.
لنعترف في البداية أن المجتمع الكويتي – الصغير – مبتلى بمرض مزمن و هو هوس التقسيمات العِرقية , و لنعترف أيضا أن اهمال الأطباء معالجة هذا المرض أدت الى استفحاله و انتقال أعراضه الى الجميع , بمن فيهم أشد المتمسكين بمباديء الوحدة الوطنية , فكثرة الدق تفك اللحام

و قد ابتلينا في الكويت بأحد اغبى هذه التقسيمات و هو فرز المواطنين الى فئة البدو – أبناء القبائل – و الحضر , و ساهمت الكثير من التراكمات الاجتماعية و التاريخية و الاعلامية – و السياسية – الى ترسيخ روح العداء و عدم الثقة بين الفريقين , طبعا ترويج هذه الفكرة و ازدهارها لم يكن اعتباطا أو استعباطا , فهناك الكثير من المستفيدين و المسترزقين من هذه التفرقة

و وسط هذه الحالة الواضحة من عدم الثقة و كن الحقد اتجاه الآخرين بالاضافة الى فوضى الالقاب و المسميات تشكلت أمامنا خطوط سلوكية تتحكم في اتباع الفريقين , فالبدو يشعرون بالظلم مقارنة بالحضر , و الحضر ينظرون للبدو كـ طاريء يهدد كيان الدولة , و لكل طرف عشرات الأمثلة التي تؤيد وجهة نظره اتجاه الطرف الآخر

و بما أن أغلب الليبراليين المتكوتين ينتمون الى فئة الحضر , فقد أصبحت السمة العامة هي أن الليبراية ضد البدو و غير صالحة لهم , و قد اقتنع الفريقين بهذه الفكرة , فلا الليبراليين حاولوا ايصال الليبرالية لأبناء القبائل و توضيح مميزاتها لهم , و لا أبناء القبائل حاولوا مناقشة الأفكار الليبرالية و فحص ما لها و ما عليها

و للأمانة التاريخية أعترف أمامكم بأني فكرت كثيرا في هذا الوضع و الحلول المتوقعة له الا أنني شخصيا لم اقتنع بأفكاري و أحسست أنها لن تكون واقعية , فالشق عود و الكلام الانشائي لن ينفع للتقدم خطوة الى الأمام , لكن علينا كمصلحين أن نعمل بالحكمة القائلة أن تشعل شمعة خيرا من أن تلعن الظلام , لذلك أعتقد بأن علينا كـ ليبراليين أن نبادر للتعمق في الجسد القبلي و فهمه على حقيقته و واقعه بما فيه من ايجابيات و سلبيات , أيضا علينا البحث عن آذان تصغي لنا في هذا الجسد , لتكون البذرة التي ستنمو و تصبح شجرة المستقبل

أكرر مرة أخرى بأن موضوع فرز المواطنين الى بدو و حضر و من ثم تقسيم كل منهما الى أقسام أصغر يحتاج الى وقفة جادة و كتابة متعمقة قد نقوم بها في المستقبل , أما اليوم فالصورة لا تبشر بخير , و ؤأكد هنا بأنني أتكلم عن الطرفين و ليس طرف واحد

يتبع

Thursday, April 23, 2009

الليبرالية المتكَوته . . . مِشكِل - 3

.
في البداية أود أن أوضح بأنني لا أدعي امتلاك كل المعرفة حول الأحوال الداخلية للتجمعات الليبرالية , فأنا لست عضوا رسميا في أي منها كما أسلفت , الا أنني صاحب خبرة و احتكاك بسيط بهذه التجمعات و تربطني صداقة و أخوّة بالكثير من أعضاءها

بعد المقدمة و مناقشة الأسباب التي تجعلني مؤمن بضرورة اعادة نشر الفكر و القيم الليبرالية في المجتمع نصل الى استعراض أهم المشاكل التي تواجه هذا الهدف , و أعتقد شخصيا أن أول هذه المشاكل هي ابتعاد الممارسة الواقعية للليبراليين – المتكوتين - عن المباديء الليبرالية الأساسية لصالح اقترابهم المبتذل لعادات و تقاليد و ثوابت الشخصية الكويتية الكلاسيكية , نعم انا لا أتوقع تبني المجتمع للأفكار الخارجية بدون اضافة بعض الرتوش المحلية عليها , الا أن هذا لا يجب أن يتجاوز الحدود الدُنيا و يتحول الى دودة تنخر في صلب هذه الفكرة و تفرغها من محتواها الأصلي

عند احتكاكي بمن يُطلقون على أنفسهم تسمية ليبراليين وجدت أنهم خوش شباب , كويتيين حليوين و سنعين , الا أن لقب ليبرالي لا ينطبق عليهم , فهم أقرب الى عدم التدين – أو التأسلم – منهم الى الليبرالية , فللأسف الايمان الكامل بالمباديء الأساسية ضائع و مفقود , فلا ايمان كامل بحرية التفكير , و لا تعصب كامل لحرية الاختيار , و نادراً ما نلتمس احترام الرأي الآخر , و حدث و لا حرج ان تكلمنا عن الايمان بالمساواة , أنا لا أدعي هنا عدم ايمانهم بهذه المباديء بشكل مطلق , الا أنها تخضع للمزاجية و الانتقائية في كثير من الأحيان , مما يُضعف مصداقيتهم و يكثر من مقاضيبهم

المشكلة الثانية التي تواجه الفكر الليبرالي المتكوِّت هي انتقال جرثومة تغليب الاختلافات التفصيلية على الاتفاقات الرئيسية , و هذه المشكلة بالذات تتكرر مع جميع التجمعات الفكرية , فالاسلاميين المتكوتين أصبحوا اليوم مستعدين لنشر غسيل بعضهم البعض بسبب الاختلاف حول بعض القضايا التفصيلية , بالرغم من اتفاقهم الواضح على الخطوط العريضة , و عند الانتقال الى المجاميع الليبرالية لا نجدهم شذوذ عن القاعدة , فهم أيضا يختلفون حول التفاصيل كتعريف معنى و نطاق الحرية الفكرية , هل الحرية مطلقة ؟ أم أنها محدودة ؟ و الى أين يمتد هامش الحرية في الاختيار و التعبير؟ فأين تقع حدود حريتك ؟ و أين تبدأ حدود منطقة حرية الآخرين ؟ نعم من حق الجميع أن يختلفوا حول هذه التفاصيل , فقد اختلف عليها قبلهم أعظم الفلاسفة و المفكرين كـ لوك و هوبس و هيوم و غيرهم الكثير , لكن هذا لا يعني الاهمال الواضح لابراز مناطق الاتفاق الرئيسية و تعزيز ترسيخها في فكر المجتمع
.
ننتقل الى المشكلة الثالثة و التي أعتقد أنها تمت في بداية عملية تكويت الفكر الليبرالي , فقد ساهم مستقبلوا الفكر الليبرالي الأوائل في تكويته على مقاساتهم الخاصة , الا أن مرور الزمن و تبدل الأحوال الجوية جعل المستقبلين الأوائل – الحضر تجاوزاً - أقلية شعبية مقارنة بالأكثرية القبلية – تسمية تجاوزية أيضا – و لنعترف هنا بأن الفكر الليبرالي فشل في التغلغل داخل أحشاء الجسد القبلي , أو أن العكس صحيح , و هو أن ليبراليين القبائل فشلوا في تقليم أظافر الليبرالية لتتناسب مع طبيعة أبناء القبائل الثقافية و البيئية , و هذا ما أدى الى انتشار صورة مشوّهة للليبرالية كفكر احتكاري لأبناء الحضر و المناطق الداخلية – تسميات تجاوزية – لتختلط الأوراق و ينفر أبناء القبائل منه قبل أن يعرفوه , و يعادوه قبل أن يسمعوه , و قد تم كل ذلك في الوقت الذي تسربت فيها التيارات الدينية في شرايين الجسد القبلي بكل سهولة و يسر , ليجد الليبراليون أنفسهم قلة ضعيفة في مواجهة تحالف وطيد و قوي يتشكل من فكر سياسي ديني بمساندة و دعم قبلي تحت مظلة دعم و مباركة حكومية
.
بالطبع أنا لا أنكر وجود نجوم من أبناء القبائل في سماء الليبرالية الا أنهم يظلون قلة قليلة نسبيا اذا ما قورِنوا بتاريخ الوجود الليبرالي و الأعداد الضخمة لأبناء القبائل

أما المشكلة الرابعة للتيار الليبرالي المتكوِّت فهي مشكلة جفاف منابع التفريخ أو الريكروتمنت , فمن خلال احتكاكي بالتجمعات الليبرالية لاحظت عدم بذلهم للجهد الكافي في احتضان الشباب و المراهقين ذوي الأعمار المبكرة , فهم لا يبادرون للوصول الى الشباب , بل ينتظرون الشاب – الدايخ – المتخرج حديثا من المدرسة ليدخل الجامعة , و هناك يتم استقباله بالأحضان من قبل كوادر التيارات الدينية , و بعد أن ينفر منهم صاحبنا لعدم انسجامه معهم يتوجه بنفسه للانضمام الى القوائم الطلابية المنافسة و التي نطلق عليها تجاوزا ليبرالية , و في أغلب الاحيان ينخرط هؤلاء الشباب بالمنافسات الانتخابية بما فيها من عمليات غسيل مخ مكثفة و تناحر حاد مع بقية القوائم بدون أن يتعلم فعلياً معنى الليبرالية و أساساتها .

و نجد هنا أن التيارات الدينية تتفوق مرة أخرى على التيارات الليبرالية في عمليات التفريخ أو التجنيد ان صح التعبير , فهم يتحركون بشكل منهجي منتظم في عملية الريكروتمنت المبكرة للشباب في سن صغيرة , فنجد أنهم يحسنون دمج النشاطات الترفيهية بعمليات التعبأة الفكرية السياسية , ليصل شبابهم الى المرحلة الجامعية جاهزين لخدمة التيار بولاء ثابت لا يتزحزح
.
نصل هنا الى المشكلة الخامسة للتيار الليبرالي المتكوِّت و هي مشكلة الغياب الحقيقي للرموز و القيادات التي يتطلع لها الشباب كمثل أعلى أو رمز , نعم أنا أعترف بوجود الكثير من الرموز التي تصلح لأن تكون نموذجا مثاليا للقيادة و القدوة كالدكتور الخطيب و النيباري و الجوعان و الوسمي و غيرهم الكثيرين ممن أعتقد فعلا أنهم قادرون على سد هذه الحاجة مع القليل من الجهد و العمل
.
نعم الأسماء موجودة و نطلب من الله أن يرزقهم بالعمر المديد الا أنني أعتقد بأن طُرق تواصلهم مع جيل الشباب تقليدية و تتسم بالجمود , فنحن لا نراهم الا في المناسبات العامة و الندوات الانتخابية و التي يغلب عليها الجو المشحون الذي لا يساعد على مد جسور المودة و الحميمية بين المتحدث و المتلقي
.
أما المشكلة السادسة و الأهم في هذه السلسلة فهي فشل التيارات الليبرالية المتكوته في تسويق و ترويج و نشر رؤيتها السياسية و أفكارها الليبرالية في المجتمع , فبعد دخول التيار الديني أرض المعركة سارع الليبراليون للتصدي لهم , فتجهزوا بارتداء الدروع و توجهوا الى الحرب بلا سيوف , و هناك تفاجؤوا بأن الدروع لا تكفي للانتصار , فالمحارب الناجح يحتاج الى السيف و الدرع للفوز على خصمه , و هذا ما أدى الى تكرار مشاهدة الناس للسيناريو الممل , هجمة دينية شرسة , محاولة صد ليبرالية خجولة , الاسلاميون يزدادون شراسة , و الليبراليون يزدادون خجلا , الجمهور الديني يزداد ولاء و تمسكا بفريقه , و جمهور الليبراليين يزداد تفككا و يأسا من أداء فريقه الممل
.
من وجهة نظري الشخصية هذه أهم المشاكل التي تعترض نجاح التيارات الليبرالية المتكوته في النجاح , أرجو أن يتقبل الأخوة هذه الملاحظات و تتسع قلوبهم لهذا النقد الذي أتمنى أن يساهم في انارة طريق المستقبل و بداية التصحيح , سأحاول في المقالة القادمة تقديم بعض الاقتراحات التي قد تساهم في حل هذه المشاكل

يتبع

Tuesday, April 21, 2009

الليبرالية المتكَوته . . . مِشكِل -2

.
سأكون صريحا معكم , لأول مرة أضطر الى تغيير ترتيب المواضيع و أعفسها بعد بداية النشر , و لكنني تلمست اهتمام الأخوة القراء بالموضوع و أيضا احسست بضرورة حشر هذه المقالة قبل الانتقال الى المقالة الثالثة و التي سأخصصها لطرح أهم مشاكل الفكر و التيار الليبرالي المتكوت

أعتقد أننا نحتاج الى مناقشة بعض الأسئلة المهمة قبل الخوض في مشاكل الليبرالية و طرح الحلول لها , و أول هذه الأسئلة هو لماذا نُريد – أو أريد – النجاح للفكر الليبرالي في الكويت ؟

لا أود هنا الحديث بصيغة الجمع حتى لا أضخم من حجم أفكاري الخاصة , الا أنني متأكد من حالة الضجر التي يشعر بها الكثيرين اتجاه الاضمحلال المستمر للمفاهيم و القِيَم الليبرالية على الساحة السياسية و الاجتماعية الكويتية , حتى و ان كانوا لا يعلمون أنا ما يفقدونه هي قيم ليبرالية , فالحجر على حق التفكير و التعبير و الاختيار أصبحت سمة أساسية من سمات المجتمع الكويتي في الألفية الثالثة , أيضا أصبح مجتمعنا يستسهل الجنوح نحو كيل الاتهامات و الاستمتاع بالتجريح كوسيلة للتعبير عن احترامهم للرأي الآخر , و بالطبع لا يخفى على كل ذي بصيرة تغلغل العنصرية الدينية و العرقية و الاجتماعية و الثقافية و الفكرية في نفوس ابناء هذا الشعب الصغير

نعم أنا لا أطمح الى المثالية , و لكنني أيضا لا أستطيع القبول بهذا الانهيار الواضح في المباديء و الاخلاق العامة , خصوصا و أننا جميعا سقطنا في هذا الفخ , فقد شاركت جميع فئات المجتمع بكل تصنيفاته في هذا الانهيار بمن فيهم من يطلقون على انفسهم صفة الليبرالية , أنا هنا لا أمارس جلد الذات أو التلذذ بمذاق الانتقاد من أجل الانتقاد , و لكني أعتقد فعلا بحاجتنا الى الوقوف لبرهة من الزمن و اعادة ترتيب الأوراق

فالليبرالية التي أفهمها هي حق الانسان في التفكير و الاختيار و احترام الآخرين و المساواة , و قد تتوافر هذه القيم في المناهج الفكرية الأخرى , عندها سأكون سعيدا لاطلاق صفة الليبرالية – كمدح - على حاملها , فإن كان المسلم يؤمن بها فسأسميه - مسلم - ليبرالي , و ان كان القبلي يمارسها فسأسميه - قبلي - ليبرالي , و ان كان الاشتراكي يطبقها فسأسميه - اشتراكي - ليبرالي , الليبرالية باختصار ليست محتكرة على دين او عِرق او فئة معينة , فكلنا نستطيع أن نكون ليبراليين عندما نؤمن بهذه القيم الجميلة , والتي أعتقد بأن انتشارها و زيادة المؤمنين فيها ستطور المجتمع بشكل عام و الممارسة السياسية بشكل خاص

أرجو أن لا يفهم البعض موضوعي هذا كمحاولة لنشر الليبرالية السياسية , فمجلس الأمة و السياسة آخر همومي الآن , فالليبراليون سيظلون أقلية سياسية مهما بذلوا من جهد و محاولات مستميته , كيف يوصل مجتمع أغلب ناخبيه عنصريين نوابا ليبراليين ؟ هذا بالطبع مستحيل , سواء كانت الدوائر خمسا أو مئة , ما أبحث عنه هو وسائل انتشار الفكر الليبرالي على المستوى الاجتماعي , فإن تم ذلك ستنتقل العدوى تلقائياً الى الاعلام و السياسة

أما السؤال الثاني فهو ببساطة من المعني بنشر الفكر الليبرالي في المجتمع ؟

و الجواب على هذا السؤال هو الحكومة , فالحكومة هي من تستطيع ترسيخ مفاهيم احترام الرأي الآخر و حرية الفكر في أبناء المجتمع من خلال امتلاكها لوسائل الاعلام و سيطرتها على القطاع التعليمي في البلاد , أيضا هي القادرة على زرع مفهوم المساواة في عقول الناس من خلال تطبيق القانون على الجميع و عدم التمييز في اعطاء الامتيازات بين ابناء الشعب الواحد

هذه ليست نكته , بل انها الحقيقة , و لكننا جميعا نعلم بأن حرية الفكر و المساواة هما آخر ما تهتم به حكوماتنا الرشيدة , بل انها المستفيد الأكبر من وجود هذه الثغرات , و لذلك نحن مضطرين للبحث عن بديل آخر نستطيع تحميله – غصب – مهمة نشر الفكر الليبرالي في المجتمع , و هذا البديل هو التيارات السياسية الليبرالية او الوطنية او المدنية او سمِّها ما شئت , من تحالف وطني ديموقراطي الى المنبر , و كل التجمعات البِتيت بينهما

أما كيف ؟ فهذا ما سنتطرق له في المقال الأخير من هذه السلسلة

نصل هنا الى السؤال الثالث و هو لماذا الآن ؟ اليس الوقت متأخراً ؟ أم انه مبكرا؟

أنا شخصيا مؤمن بنظرية التطور الزمني التسلسلي , بمعنى أن المجتمع يتطور عبر مراحل متسلسلة , فهو لا يستطيع الوصول من المرحلة - أ - الى المرحلة - ج - بدون المرور على المرحلة - ب - , و الشعب الكويتي لن يستطيع الوصول الى مرحلة تقبل المفاهيم الليبرالية بدون المرور على مرحلة التطرف الديني المنسجم تماما مع مفاهيم الحجر على الآراء و التمييز بين الناس على أساس معتقداتهم الدينية , و لنا في عصر النهضة الأوربية أبلغ مثال

أعتقد شخصيا بأن المجتمع الكويتي وصل اليوم الى أقصى حالات اليأس و البؤس اتجاه أوضاعه العامة و الخاصة , و عندما يصل المجتمع الى هذه الحالة تزداد فرص تقبله للتغيير و تجريب الأفكار الجديدة , و لكن هذا التغيير لن يحدث بدون تحرك جدي و منظم و مدروس من قبل التيارات الليبرالية المتكوته

أيضا نستطيع بسهولة رصد عدة عوامل أخرى أعتقد أنها ستسهل المهمة على الفكر الليبرالي للانتشار , و هذه العوامل تبدأ من انحسار الهالة الدينية التي كان يختبيء خلفها رموز التيار الديني السياسي , ففي السابق كان تأثير مظاهر الورع و التقوى كبيرا في نفوس الناس , أما اليوم لا نجد أي تردد عندهم في الربط ما بين مظاهر التدين باستغلال الدين و المتاجرة به

العامل الآخر هو اشتداد و انتشار الصراعات و الخلافات العلنية بين التيارات الاسلامية السياسية المتكوته , فنحن اليوم نشهد حروب الفتاوى الدينية بين أبناء المدرسة الواحدة , بل أنها امتدت الى أبناء الفصل الواحد , و الجميل في الأمر أن أغلب هذه الخلافات تتعلق بالأمور المادية البحته , كموضوع اسقاط القروض و قانون الاستقرار المالي و غيرها من المواضيع التي جعلت العامة تتساءل عن علاقة الدين بهذه الأمور الدنيوية

على الطرف الآخر نجد أن انتشار مدارس التعليم الخاص و ازدياد عدد طلابها عنصر آخر يساعد على انتشار الفكر و القيم الليبرالية في المجتمع , فهذه المدارس تحث طلابها على القراءة و الاطلاع و البحث , و هذه هي الخلطة السرية للحصول على انسان متفتح يفكر بحرية و يتقبل الرأي الآخر بصدر رحب

و على المستوى الخارجي فإن الحرب الأمريكية على الارهاب ساهمت بشكل كبير في تغيير نظرة الناس للتيارات الدينية و دفع الحكومات المحلية لاعادة هيكلة هذه المؤسسات و مراقبة مصادر تمويلها و الكشف عن أنشطتها
.
أما العامل الأخير , و اللاعب الأهم في معادلة مساعدة الليبرالية على الانتشار هو عامل الانترنت و الستلايت , فهذه الأدوات يسَّرت على الجميع الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية بسرعة فائقة , أيضا ساعد الانترنت و الستلايت على سهولة الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى و تفهم معتقداتهم و أفكارهم , و هذا ما عزز قدرة الجيل الجديد على التأثير و التأثر بالآخرين و التعلم من تجاربهم

الخلاصة أن عوامل كثيرة تتغير من حولنا و علينا عدم تفويت الفرصة هذه المرة للعودة الى الأضواء بالشكل المناسب هذه المرة , في المقالة القادمة سنطرح أهم مشاكل الليبرالية , و من بعدها الاقتراحات و الحلول

يتبع

Sunday, April 19, 2009

الليبرالية المتكَوته . . . مِشكِل -1

.
بالرغم من كوني أحد المتعصبين ليبراليا الا أنني لا أزال أفاجيء نفسي بعدم تسجيل اسمي كعضو رسمي في أحد التجمعات – أو الأحزاب – الليبرالية الكويتية , و كلما سألت نفسي لما لا تُسجل ؟ أجد السؤال يرتد اليّ مرة أخرى و يقول و لماذا أسجل؟ من هنا بدأت في مراقبة حال التجمعات الليبرالية و استعراض أوضاعها العامة التي – للأسف – ما تسر لا عدو و لا صديج

الليبرالية الكويتية . . . مِشكِل , سلسلة مكونة من أربعة - يمكن أكثر - مقالات أحاول من خلالها طرح وجهة نظري المتواضعة حول حالة الفكر الليبرالي بشكل عام , و التجمعات الليبرالية السياسية بشكل خاص , أرجو أن لا يفسر البعض ما سأقوله كهجوم على فلان و فلنتان أو على المجموعة الفلانية و التجمع الفلاني , فقد غسلت نفسي من التلذذ بهذه المهاترات منذ زمن بعيد

قبل الدخول في الموضوع علينا استعراض المعنى المتعارف عليه – عالمياً - لكلمة ليبرالية , و الذي يتمركز حول أربعة محاور أساسية و هي , حرية التفكير , حرية الاختيار , احترام الرأي و الرأي الآخر , المساواة , نعم , قد تطول أو تقصر تعريفات الليبرالية و قد تختلف تطبيقاتها بين المجال الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الفكري و الديني الا أنها جميعا تدور حول تقديس مفهوم حق الانسان في الحرية

عندما وصل الفكر الليبرالي مطار الكويت الدولي قامت السلطات الكويتية باصطحابه الى غرفة التحقيق لتُجرده هناك من الكثير من ممتلكاته الشخصية , و بعد التأديب و التهذيب و التكويت قامت السلطات باطلاق سراحه ليخرج الى جموع مستقبليه بنفس الشكل , و لكن بمضمون مختلف , فقد تخلى عن شراسته في الدفاع عن الكثير من آراءه الشخصية , و أصبح يتشابه – أو يتشبه – بمستقبليه الكويتيين في الكثير من عاداتهم و تقاليدهم الموروثة

و عند خروجه من بوابة القادمين كان في استقباله الكثير من القوميين المعتقين بمرافقة بعض رجال الأعمال و بعض النافرين من التسلط الديني بالاضافة الى قلة قليلة من المفكرين المؤمنين أصلا به و بأفكاره و تصرفاته , و قد استحسن أغلب الحضور النيو لوك الجديد لضيفهم القادم من الخارج , فقد أصبح الآن أسهل على العين المحلية و أكثر قابلية للتطبيق من السابق

من هنا بدأ الأحباب و الأصدقاء بالتكاثر حول القادم الجديد , و كعادة الكويتيين بدأوا باطلاق المسميات الجديدة عليه من باب الترويج و الدلع , فتارة يسمونه بالفكر التقدمي و تارة أخرى يطلقون عليه صفة الوطني حتى كاد أن ينسى اسمه و هويته الحقيقية , فقد تحول خلال فترة زمنية بسيطة من فكر ليبرالي رصين الى فكر ليبرالي متكوِّت مع اضافة بعض بهارات المطبخ المحلي , فهو يؤمن بثلاثة أرباع حرية تفكير , و نصف حرية اختيار , و رُبع احترام الرأي الآخر , و رشّة مساواة , و بالرغم من هذا التشويه , الا أن الجميع كان يشعر بالسعادة , فالأهم هو المحافظة على اسم الليبرالية , بغض النظر عن المحتوى

مع مرور الوقت , دخلت المنطقة بشكل عام و الكويت بشكل خاص في عدة أزمات كالحرب العراقية الايرانية , و أزمة المناخ , و من ثم الغزو العراقي الغاشم للكويت و حرب الخليج الجزء الأول و الثاني , و كعادة البشر تاريخيا , لجأ الناس للإختباء تحت عباءة الدين لحماية أنفسهم من هذه الأزمات , فالأزمات عقاب من الرب , و العقاب من غضب الرب , و غضب الرب بالتأكيد نتيجة ابتعاد الناس عنه و نسيانهم للقيام بواجباتهم الدينية , و الحل الأمثل لاطفاء غضبه هو الغطس في بحر المظاهر الدينية السطحية و التفنن في استعراضها , و هذا ما أدى لبروز تيار الاسلام السياسي في مواجهة تيارنا الليبرالي المتكوِّت

و قد رد اسلاميونا تحية ليبراليونا بأحسن منها , فقد قاموا هم الآخرين بتكويت – و تسييس - دين الاسلام ليخرجوا علينا بمخلوق مشوّه ذو وجه قبيح , و نفس دنيئة يطلق عليه تسمية تيار الاسلام السياسي المتكوِّت , و هكذا حافظ هذا التيار القِشري على شكل الورع الخارجي مع فراغ اهليجي في المحتوى , فقد تفرغ سادتهم لتشريع الفوائد البنكية و تأسيس الشركات الاسلامية و أسلمة الاسلام نفسه و التقرب من السلطة من خلال مبدأ الصديق وقت الضيق , الى أن جاءت ساعة الصفر ليدخلوا في مواجهة مباشرة مع التيار الليبرالي المتكوِّت عبر اقرار قانون منع الاختلاط في جامعة الكويت عام 96

و من هنا بدأت المواجهات بين الفريقين بتكتيك واضح و صريح , رفعة سلفية , كبسة إخوانية , صدّة ليبرالية , صفارة حكومية تنهي الجولة لصالح الاسلام المتكوِّت ثلاثة مرات مقابل مرة واحدة لصالح الليبرالية المتكَوته , و بالطبع كانت النتيجة فوز ساحق للفريق الاسلاماوي كونه الأفضل في استغلال عوامل الطقس القبلية , و التمويل الجماهيري , و التعاطف الديني , مع تطبيق متقن لخطة المدرب في مهاجمة نقاط الضعف الاخلاقية للخصم , و هذا ما أدى الى تسجيله للأهداف بالجملة في مرمى الليبراليين كهدف منع الاختلاط و اللباس المحتشم و ضوابط الحفلات و منع الكتب و التشبه بالجنس و قانون الزكاة و عمل المرأة مقابل هجمة مرتدة واحدة للفريق الليبرالي – بمساعدة الحَكَم و الجمهور - استطاع من خلالها تسجيل هدفه اليتيم و هو اقرار الحقوق السياسية للمرأة

و الآن , ما هي مشكلة الفريق الليبرالي المتكوِّت ؟ و لماذا يفشل في الفوز ؟ هذا ما سنحاول توضيحه في المقال القادم

يتبع

Tuesday, April 14, 2009

روايات

.
قبل أيام قليلة كنت أتمشى في فيرجن مارينا مول و وقعت عيني على ركن الروايات الكويتية فلفت نظري بعض الأسماء و الأغلفة , ترددت قليلا في الشراء كوني لست من هواة الروايات الا أنني تجرأت على شراء أربعة منها و هي حسب ترتيب القراءة
.
رواية فانيلا لوليد الجاسم
.
رواية الصالحية لهيثم بودي
.
رواية موستيك لوليد الرجيب
.
رواية الدروازة لهيثم بودي و لكنني لم أقرأها حتى الآن
.
ما جذبني لشراء رواية فانيلا هو الانتقادات الحادة التي سمعتها عن الرواية , فقد استهجن الكثير من الأصدقاء حصر الكاتب شخصيات الرواية في قوالب صارخة تسيء بعضها الى الصورة الواقعية للانسان الكويتي
.
أما رواية الصالحية فبصراحة تامة قمت بشراءها بسبب صورة الغلاف الدافئة و التي أصابتني بمقتل , فبالرغم من أني لم أعاصر كويت الستينات الا أنني أعشق تلك الفترة و ينشغل عقلي دائما في الخيال و التأمل عند المرور في شوارع منطقة الصالحية و شارع فهد السالم بالذات , حتى أنني أحيانا أدخل العمارات القديمة و أتخيلها جديدة في فترة الستينات و كيف أنها كانت تحفة معمارية فنية في زمنها
.
أما قرار شراء رواية موستيك فقد كان بناء على قراءتي لمقالة يعلق فيها الكاتب محمد مساعد الصالح على الرواية , أيضا لا أنسى الاشارة الى أن كاتبها مدون و روائي محترف منذ زمن طويل
.
أعترف هنا بأني مقصر أو جاهل بالأصح بتاريخ الأدب و الفن الكويتي , لا أعرف السبب حقيقة لهذا الجهل الا أنني أفضل ان أحمل ذنبه لوسائل الاعلام و المدارس الحكومية , فأنا لا أتذكر دراستنا لنصوص كتبها أدباء كويتيون أيام الدراسة , ربما نصوص قليلة لفهد العسكر و سعاد الصباح الا أنني لا أتذكر تركيز المناهج عليها
.
ما يميز هذه الكتابات هو ملامستها الشخصية و التاريخية للقاريء , فالحديث فيها يدور في أماكن نعرفها و نعيش فيها , و الأحداث الخلفية لهذه الروايات هي جزء أساسي من تاريخنا الشخصي , بالاضافة الى الشخصيات التي نشعر معها بالألفة و المودة نتيجة التشابه الكبير بينها و بين أشخاص نعرفهم في حياتنا الواقعية
.
لن أحاول هنا نقد الروايات بشكل محترف لسبب مهم و هو أني جاهل تماما في أسس النقد الروائي , و لكنني أيضا محتار في الطريقة التي يجب أن أنظر لها للرواية , فهل من حقي أن انتقد وليد الجاسم لأنه شوّه صورة الكويتيين؟ أم علي أن احذر الناس من قراءة موستيك لأنها تحتوي على أحداث ذات طابع مخل بالآداب الرسمية ؟ أم أن الأفضل هو قراءة هذه الروايات بصورة متجردة و محاولة التأمل في كيفية تركيب الكاتب للشخصيات و ربط خيوط أحداث الرواية مع محاولات بسيطة للتلصص على من يقصد بهذه الشخصية أو تلك؟
.
أنا شخصيا أضع لنفسي بعض المعايير التي تجعلني أقيم الرواية من خلالها و هي كالتالي
.
هل استمتعت بقراءة هذه الرواية أم أنها كانت مملة ؟
.
هل استفدت بمعرفة بعض المعلومات التاريخية أو الجغرافية لم أكن أعرفها من هذه الرواية أم لا؟
.
هل الرواية مكتوبة بشكل جيد أتعلم منه اساليب الكتابة أم أنها رديئة الكتابة ؟
.
حسب هذه المعايير فإنني استمتعت بجميع الروايات أعلاه و قد استفدت بشكل كبير من رواية موستيك و الصالحية من حيث المعلومات التاريخية و للأمانة أعتقد أن الثلاثة روايات مكتوبة بشكل جيد مع احترافية واضحة للكاتب وليد الرجيب
.
يبقى لي تعليق أخير على مسألة الأحداث الجنسية في الروايات و الكاركتر ستيريو تايب أو القوالب الشخصية لشخصيات الرواية فتعليقي هو أن الكاتب حر في ما يكتب , و ليس مطلوبا منه أن يصمم شخصيات روايته حسب المواصفات الواقعية , فمن كتب قصص سوبرمان لم يرى رجل لابس صروال أحمر و يطير , و من كتب سبايدر مان لا أعتقد انه رأى رجل مقنع يتأرجح في الهواء بين مباني نيويورك
.
الكاتب صاحب خيال و يحق له أن يعتمد على خياله في رسم صور شخصيات روايته و الأحداث التي تمر بهم و طريقة تصرفهم خلال هذه الأحداث , فمن حق الكاتب أن يجعل الأخ يتحرش جنسيا بأخته ان اراد , كما أن من حقه أن يجعل الشرطي مجرما ان اتجه به خياله بهذا الاتجاه , و علينا نحن القراء أن لا ننزعج أو نحمل الأمور أكبر مما تحتمل لوجود كويتي فاسد أو كويتية منحلة أخلاقيا في هذه الرواية أو تلك
.
شكرا

Saturday, April 11, 2009

الأزمة الاقتصادية ترمي ظلالها على الرياضة الكويتية

.
تحديث خطير
.
قرر جماهير نادي القادسية الرياضي
.
.
.
و قد طالب الجماهير المدرب محمد ابراهيم
.
بتغيير نوعية الخرزة التي يستعملها
.
فقد اتضح انها صنع صيني تقليد درجة أولى
.
و ليس لها مميزات الخرزة النجفية الأصلية
.
تم
***


يعلن


.


سكراب أمغرة


.


و


.


النادي العربي الرياضي


.


.


للجمهور الكريم


.


عن المزاد العلني


.


لتصفية قطع غيار نادي رياضي


.


.


موقع استراتيجي


.


مجمعات تجارية


.


مسرح مؤجر


.


مجلس ادارة ذو نفوذ


.


استعمال خفيف


.


البيع لأعلى سعر


.


.


من المالك مباشرة


.


ممنوع تدخل الوسطاء


.


للاستعلام يرجى الاتصال


.


على شركة فيمتو التجارية

Thursday, April 09, 2009

شباب التجمعات السياسية , صح النوم

.
لا ينكر أي متابع لبطولات كأس الخليج بصمات حارس مرمى منتخب البحرين الاسطورة حمود سلطان على كرة القدم الخليجية بشكل عام , و البحرينية بشكل خاص , فهو أكثر اللاعبين مشاركة في البطولات الخليجية و هو الحاصل على جائزة أفضل حارس مرمى في ثلاثة بطولات تقع أولها في منتصف السبعينات و كانت آخرها في التسعينات

الا أن ما يفوت الكثيرين هو دور الكابتن حمود سلطان في حرق فرصة جيلين أو أكثر من حراس المرمى البحرينيين الذين لم تسنح لهم الفرصة لتمثيل منتخب بلادهم في ظل تمسك بو سلطان بمهمة حراسة مرمى الأحمر لأكثر من عقدين متتاليين

منذ الانتخابات الماضية و أنا ألاحظ تكرار ظاهرة الاسطورة حمود سلطان على الساحة السياسية الكويتية , فبالرغم من أني لا أملك الحق في تقدير مدى قدرة أي مرشح على العطاء للبلد من ناحية الخبرة السياسية أو المرحلة العمرية الا أنني أُصاب بحالة تشنج قولوني عند قراءة أسماء بعض مرشحين التجمعات السياسية

قد ألتمس العذر لمرشح مستقل ستيني أو مرشح قبلي سبعيني أو مرشح تجاري بينهما, فهؤلاء ليس لهم ماضي عميق أو مشروع مستقبل بعيدا عن نطاقهم الشخصي الضيق , أما مرشحين ما يُسمى بالتجمعات السياسية - و الفكرية - فالمفترض أن يكونوا جزء من تجمع يشمل تحت مظلته الكثير من الأشخاص الذين يتبنون جميعا نفس الأهداف و الرؤى السياسية , و بالتأكيد فإن هؤلاء الأشخاص ينتمون الى أجيال مختلفة , فمن المستغرب حقيقة أن نرى نفس الوجوه و نفس الأسماء تتصارع على الترشيح لأكثر من ثلاثين سنة متواصلة !؟

و المشكلة الأكبر أن أول ما يتباكى عليه هؤلاء عند اعتلائهم المنابر هو جيل الشباب , فيرددون شعارات مستقبل شبابنا , و تعليم عيالنا , و مصير أولادنا و بناتنا , يا أخي أي شباب و أي مستقبل تتكلم عنه اذا كنت و أمثالك متمسكين بالكراسي و قامتين شباب تجمعاتكم البائسة بالحيا؟ ما الذي ستحققونه لشباب دولة الكويت ان لم تستطيعوا تخريج مرشحين شباب من تحت عباءة تجمعاتكم المعتقة؟

و الغريب في الأمر هو رؤية الوجه الآخر من العملة و هم شباب هذه التجمعات الذين قبلوا بممارسة دور لاعب الاحتياط جيلاً بعد جيل بدون أن يتجرأ احدهم على الهمس بكلمة يعطيك العافية , كفيت و وفيت في أذن أعضاء الحرس القديم , فما هي قيمة وجودك في هذه التجمعات السياسية لعشرة و عشرين سنة و أنت لا تزال فرحاً بلبس ثوب التابع؟ و بعد أن قضيت سنواتك الاربعين على دكة الاحتياط متى ستتجرأ على التحول الى قائد ؟

نعم , كنت و سأظل أحترم نضال الأسطورة حمود سلطان كرمز لكرة القدم البحرينية , الا أنني لا أستطيع اخفاء امتعاضي من أنانيته النرجسية , فالقدرة على خلق الخليفة الناجح جزء لا يتجزأ من بقاء الاسطورة , و استمرار توهجها

Monday, April 06, 2009

لو كنت رئيس الوزراء القادم

.
باختصار و بدون مقدمات , لو رن هاتفي النقال بعد ثلاثة دقائق من الآن و ظهرت على شاشته سطرة الأرقام اللي تخرع من طقة 99999*909 أو 6767676*76 أو 55555*055 و قررت أن أرد على المكالمة بعد أن قمت ببلع ريجي و مسح لاين العرق الذي ارتسم على جبهتي

ألو

ألو

مطقوق؟

اي طال عمرك , من معاي؟

معاك طال عمره

آمر طال عمرك , بلوجي مضايقك ؟ تبيني أمسحه ؟ أو أحوله بلوج متخصص في تقييم مطاعم الأفينيوز فيز تو و مقارنتها بمطاعم فيز ون؟

والله ماخذ مقلب بعمرك انت و بلوجك , شايفني فاضي أجابل بلوجك ؟

محشوم طال عمرك , آمر , تدلل , شتبي ؟

بعد التشاور مع الأقطاب تم اختيارك لمنصب رئيس الوزراء القادم , و الأقطاب يبونك تجهز لستة الوزراء للحكومة القادمة , موافق؟

طال عمرك ممكن تعطيني كم يوم أفكر بالموضوع ؟

صدق من قال , إن اكرمت اللئيم تمردا , الأقطاب اذا اتفقوا على قرار محد له حق يتفقق فيه , بكرة نبيك تجي الديوان للتوقيع على العقد , و حاول انك إتغتِّر

أبشر طال عمرك , تصدق عاد اني فكرت عالسريع و يسعدني و يشرفني أن اوافق على تكليف سموكم لي بهذا المنصب و الذي اعتبره تكليف و ليس تشريـــــــــ

طوط .....طوط...... طوط...... طوط

في اليوم التالي سأتوجه الى ديوان طال عمره و سأوقع على عقد العمل كرئيس قادم لمجلس الوزراء

و سيكون أول عمل أقوم به هو زيارة دواوين الأقطاب و الجلوس مع كل قطب على حدة لتلقي النصائح القطبية و محاولة معرفة الأسماء التي يقترحها كل قطب لتعيينهم كوزراء في حكومتي القرقيعانية

بالطبع فإن هذه القائمة القطبية ستشمل العديد من الوزراء السابقين و المستشارين الحاليين و سمو مدراء مكاتب و سُواق سموهم , بالاضافة الى باقة مفلترة من الأقارب و زملاء الدراسة الذين تمكنوا من الفوز بالمركز الأول في بطولة كأس سموه للفداوية , و أعتقد أن هذه القائمة ستحتوي على 20 الى 30 شنبا مصبوغا مع اضافة أربع حجابات و تنورتين

و بما أني انسان يحترم و يقدر العلم و العلماء فسأحرص على احترام نظرية التجاذب القطبي و سأطوي هذه القائمة و أحتفظ بها تحت وسادتي الخالية , ثم أبدأ في اليوم التالي باستدعاء عشرة موظفين من مختلف الوظائف و الدرجات من كل وزارة

بعدها سأُسلم لكل منهم ورقة و أجعله يكتب لي فيها أسماء أفضل ثلاثة موظفين في الوزارة من حيث الخبرة و الاجتهاد و الجدية و الالتزام في العمل و النزاهة لأضمهم الى قائمتي الخاصة كمرشحين للوزارة

و من هنا فإنني سأحصل على قائمة مكونة من ثلاثين اسما لكل وزارة , لأبدأ بعدها بطلب ملف عمل كل اسم ورد في هذه القائمة لمراجعة تاريخه العملي و مؤهلاته العلمية و العملية , بعد ذلك سأبدأ في شخل هذه الأسماء مع التركيز على الاسماء المكررة و تصفية القائمة حتى أصل الى تقليص القائمة لعشرة أسماء لكل وزارة

بعد الوصول الى هذه الأسماء سأبدأ بتخصيص يوم كامل لمقابلة كل عشرة مرشحين لكل وزارة , و سترتكز المقابلة على ثلاثة محاور

المحور الأول شنو اللي مو عاجبك بالوزارة ؟

المحور الثاني لو كان القرار بإيدك شنو تقدر تغير خلال ثلاثة الى ستة أشهر؟

المحور الثالث شنو تقدر تحقق خلال الخمس سنوات القادمة ؟

و بعد المقابلات سأبدأ بتقييم اجابة كل مرشح على الأسئلة و دراسة مدى واقعيتها أو جدوتها الفعلية للدولة , أيضا سأحاول تقييم شخصيات المرشحين و قياس مدى قدرتهم على الدفاع عن وجهة نظرهم و مهاراتهم القيادية و الادارية , و على هذا الأساس سأقوم باختيار ثلاثة أسماء لكل وزارة , و ستكون هذه قائمتي الذهبية , منها سأختار الوزراء و مساعديهم

بعد اختيار القائمة الذهبية سأعود الى صوابي و أعود الى وسادتي الخالية لأخرج من تحتها قائمة مرشحين الأقطاب للوزارة و سأقوم باستدعاء كل منهم لمقابلة شخصية أحاول من خلالها تكرار نفس الأسئلة التي سألتها لمرشحين القائمة الذهبية و مقارنة طريقة اجابتهم عنها

أعتقد شخصيا بأن من عشرة الى عشرين بالمئة من مرشحين الأقطاب سيتفوقون على مرشحين القائمة الذهبية في الاجابة بشكل لائق على اسئلة المقابلة الشخصية , خصوصا و أنني سأعاود طرح بعض اقتراحات مرشحين القائمة الذهبية على مرشحين الأقطاب

و بعد تصفية قائمة مرشحين الأقطاب سأطلب من سمو مدير مكتب سموه طلب موعد لمقابلة طال عمره لعرض الأسماء المقترحة , و عند لقاء سموه سأحاول أن أشرح له طريقتي في اختيار الوزراء و سأقوم بعرض كل الأسماء عليه من القائمتين و سأستمع لرأي سموه و تحفظاته على بعض الأسماء ان كان هناك تحفظ

بالطبع سأحاول اقناعه بأن مرشحين القائمة الذهبية هم الأفضل لعدة عوامل , أولها أن كل منهم خبير في شؤون وزارته و سيستطيع مباشرة عمله من اليوم الأول لتعيينه , على عكس الوزير القطبي الذي في العادة يحتاج الى وقت طويل لصبغ شنبه ثم التفرغ لمعرفة شؤون وزارته و ادارتها بشكل سطحي مما سيجعله عرضة لسيطرة وكلائه عليه أو محاربتهم له و حياكة المؤامرات حوله , أيضا سيُكاكي الوزير القطبي أمام استجوابات أعضاء مجلس الأمة , كيف لا يٌكاكي و هو لا يفقه شيء في عمل وزارته على عكس وزير القائمة الذهبية , فهو عارف البير و غطاه في شؤون الوزارة و يستطيع الرد على أي سؤال أو استجواب يخص عمله

أيضا سيتميز وزراء القائمة الذهبية بعدم الانتماء الواضح لأي تجمع سياسي محدد أو عدم دخولهم للوزارة بعداوات مبرمجة مسبقا تجعله عرضة للاستهداف السياسي

أتمنى بعد ذلك أن يقبل طال عمره بالأسماء المقترحة و يسمح لي بإعلان التشكيلة الوزارية الذهبية , هذه طريقة اختياري للوزراء , و سأخبركم لاحقا بما سأفعله فور صدور مرسوم اختياري لرئاسة الحكومة و من أين سأبدأ

يتبع

Thursday, April 02, 2009

مجلس 2009

بينما كنت سارحا في مباراة منتخب مصر مع منتخب زامبيا الاسبوع الماضي فاجأني أحد كبار الديوان بسؤال من تحت الحزام
.
شنو توقعاتك حق مجلس 2009؟
.
فأجبته بدون تفكير , مجلس 2009 راح يكون مثل اللي قبله و اللي قبل اللي قبله و اللي بعده
.
فَعَفَسَ سائلي وجهه و قال , أفأ , انت توِك شباب , شفيك متشائم؟
.
قلت له والله يا حجي مو متشائم , بس شوف المباراة جدامك
.
هالفريق ما يعرف يلعب الا خطة دفاعية وحدة و هي 10-0-0
.
.
فبالتأكيد أن أي فريق يلعب جدامه راح يلعب هجوم 0-0-10 سواء كان مجلس 2008
.
.
أو مجلس 2009
.
.
أو حتى مجلس 2130
.
.
طالعني الحجي بنظرة عتب و قال أنا اترخص
.
طبعا أنا تعومست و عافت نفسي اكمال المباراة
.
عطلة نهاية اسبوع سعيدة
.
و نتمنى التوفيق للفريقين
.