Sunday, December 27, 2009

قلوب الناس معك , و سيوفهم مع أمية

.
إهدأ , ثم إغمض عينيك قليلا , تنفس ثلاثة مرات , ثم افتح عينيك و ابدأ بالقراءة , تمعن بكل حرف و كلمة من هذا الدعاء , فهو والله خفيف في اللسان و ثقيل على الميزان
.
.

اَللّهُمَّ اجْعَلْني اَخْشاكَ كَأُنّي أَراكَ
وَأَسْعِدْني بِتَقواكَ
وَلا تُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ
وَخِرْ لي في قَضآئِكَ
وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ
حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ
وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ
اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ في نَفْسي
وَالْيَقينَ في قَلْبي
وَالإخْلاصَ في عَمَلي
وَالنُّورَ في بَصَري
وَالْبَصيرَةَ في ديني
.
ثم يخاطب الرب و يقول
.
يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْف هُوَ إِلاّ هُوَ
يا مَنْ لا يَعْلَمُ ماهُوَ إِلاّ هُوَ
يا مَنْ لا يَعْلَمُهُ إِلاّ هُوَ
يا مَنْ كَبَسَ الأرْضَ عَلَى الْمآءِ
وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ
يا مَنْ لَهُ أَكْرَمُ الأسْمآءِ
.
و يستمر في المناجاة فيقول
.
يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْري فَلَمْ يَحْرِمْني
وَعَظُمَتْ خَطيَئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني
وَرَآني عَلَى الْمَعاصي فَلَمْ يَشْهَرْني
يا مَنْ حَفِظَني في صِغَري
يا مَنْ رَزَقَني في كِبَري
يا مَنْ أياديهِ عِنْدي لا تُحْصى وَنِعَمُهُ لا تُجازى
يا مَنْ عارَضَني بِالْخَيْرِ والإحْسانِ
وَعارَضْتُهُ بِالاْساءة وَالْعِصْيانِ
يا مَنْ هَداني بالإِيمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الإمْتِنانِ
يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفاني
وَعُرْياناً فَكَساني
وَجائِعاً فَأَشْبَعَني
وَعَطْشاناً فَأَرْواني
وَذليلاً فَـ أعَزَّني
وَجاهِلاً فَعَرَّفَني
وَ وَحيداً فَكَثَّرَني
وَغائِباً فـ رَدَّني
وَمُقِلاًّ فَأغْناني
وَمُنْتَصِراً فَـ نَصَرَني
وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْني
وَأمْسَكْتُ عَنْ جَميعِ ذلِكَ فَـ ابْتَدَاَني
فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ
.
ثم يتساءل و يقول
.
فَبِأَيِّ شيءٍ اَسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلايَ
أَبِسَمْعي ؟ أَمْ بِبَصَري ؟ أْم بِلِساني ؟ أَمْ بِيَدي ؟ أَمْ بِرِجْلي ؟
أَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندي ؟ وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ ؟
فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَليَّ
يا مَنْ سَتَرَني مِنَ الاْباءِ وَالأمَّهاتِ أَنْ يَزجُرُوني
وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالإخْوانِ أَنْ يُعَيِّرُوني
وَمِنَ السَّلاطينِ اَنْ يُعاقِبُوني
وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلايَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّي إذاً ما أَنْظَرُوني
وَلـ رَفَضُوني وَ قَطَعُوني
فَها أَنَا ذا يا اِلهي بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدي
خاضِعٌ ذَليلٌ
حَصيرٌ حَقيرٌ
لا ذُو بَرآئة فَـ أَعْتَذِرَ
وَلا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ
وَلا حُجَّةٍ فَأَحْتَجّ بِها
.
تُنسب هذه الكلمات للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب , قالها في يوم عرفة سنة 60 للهجرة , قبل مقتله بأسابيع قليلة , و من يتمعن في ظاهر الكلام و يتعمق في بواطنه يتيقن بأنه لا يصدر إلا من شخص ليس كبقية البشر , شخص يشّع نور المعرفة و العرفان من فكره و فمه , ليضيء به عقول الآخرين وأفئدتهم , بل أن كلمات هذا الدعاء تضع بكل مترفّع , و ترفع كل يائس ساقط
.
و للأسف الشديد فإن التاريخ لا يقف على الحياد أمام سيرة العظماء , فيُصرّ على إظهار بعض خصالهم على حساب الخصال الأخرى , و هذا ما جعل الغالبية تختزل حياة الإمام الحسين في يوم الطف عند استشهاده مما جاء على حساب اضاءات أخرى في حياته النورانية , فالحسين قبل أن يكون سيد الشهداء كان سيد العُباد , و قبل أن يكون سيد العُباد هو سيد الزُهّاد , و لم يصبح زاهدا الا لأنه سيد العلماء , و سيادة العلماء رافقت سيادته على المتصوفين و الفلاسفة , و الدعاء السابق خير دليل على ذلك
.
ففي هذا الدعاء يذوب الحسين في العرفان بلا تكلف أو ابتذال , تأتي كلماته كـ قطرات المطر المتوجهة من الأرض الى السماء مناجية رب الأكوان , مستسلمة لمشيئته , راضية بأقداره , معترفة بربوبيته و مُعظِمة لسلطاته و سلطانه , و هذا أعز ما يحتاج اليه من أشغلت الدنيا فكره , و أغمشت ملذات الحياة ببصيرته , فالحسين هنا ينبه الغافل و يجردنا من كل الهالات و الأغطية التي نختبيء وراءها , هنا الحسين يُنقي أنفسنا و يعيد ترتيبنا من الداخل و الخارج لنتوجه بكل ما فينا من طاقات مبعثرة الى وجهة واحدة , و هي الإعتراف بالله و التسليم اليه
.
و برغم التركيز الكثيف الذي يوليه المسلمين شيعة و سنة لشخصية الإمام الحسين و حادثة الطف الا أنني أجدهم مقصرين في اكتشاف الأسرار الكامنة لهذه الشخصية , فالفريق الأول يبالغ في إحياء ذكرى الإمام بممارسة الطقوس المبتذلة , و هي البعيدة كل البُعد عن عرفان صاحب المناسبة , أما الفريق الثاني فـ يتعامل مع الحسين كما لو كان حرف من بين الحروف لا يتميز عن الآخرين بشيء , فجُل اهتمامهم به يُختزل في التساؤل شمعنه فُلان ؟ فـ فُلان أفضل من علّان , و علّان أسوأ من علنتان
.
و بهذا أعتقد أننا حصرنا هذه الشخصية في نطاق خلافاتنا المذهبية السخيفة , و ضيعنا من بين أيدينا فرصة تحويل الحسين الى شخصية عالمية خالدة , تستفيد منها كافة الشعوب و الأمم , فالمفاهيم التي رسخها الحسين لا تقل عن قيمة ما أنجزه يسوع الناصري و سقراط الإغريق و كونفوشيوس الصين , فالإمام الحسين هو خُلاصة ما جاء قبله , و نقطة انطلاقة جديدة لما جاء بعده
.
السلام على الحسين
و على علي بن الحسين
و على أصحاب الحسين
و على أخيه أبو الفضل العباس
.
عظم الله أجركم

Friday, December 25, 2009

مو من هالعالم

.

من خلال متابعتي لما يحدث حول العالم – المحيط – في وسائل الاعلام و الفيس بوك يأتيني شعور غريب بأني مو عايش بالدنيا , يعني أحس ان الناس مهتمين بأشياء و أنا غير مهتم بها بطاطاً بتاتاً , أشعر بأني أعيش في عالم آخر , هم في وادي و أنا في وادي , على سبيل المثال
.
عندما يستذبح الآخرين على متابعة مباريات الدوري الأوربي و أنا لا أفعل , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما تشتد الحرب بين فريق البلاك بيري و أتباع الـ آي فون , و أنا لا أزال أستخدم النوكيا , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يتحول الآخرين الى مُزارعين في الفيس بوك , بينما لا أعرف حتى الآن قواعد هذه اللعبة , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يهتم الآخرين بتحليل ما قاله الجويهل أو فؤاد الرفاعي , و أنا لا أشعر بأني معني بالموضوع , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما ينضم الآخرين لمجموعة ماني سني و لا شيعي .. و لا بدوي و لا حضري .. انا كويتي .. و أنا لا أشترك معهم , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يجتمع الآلاف في العقيلة و غيرهم في الرميثية بينما يكون أقصى اهتمامي أن لا تصلني الفطاير باردة , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يتحمس البعض لإسقاط رئيس الوزراء و يرد عليهم الآخرين بالتطبيل له , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يُصرح وزير الاعلام بنيته في مراقبة المدونات و لا أرد بغير كلمة طـــــــــــــيط , أشعر بأني مو من هالعالم
.
عندما يسهر النواب في المجلس الى منتصف الليل لمعالجة قانون اسقاط القروض و فوائدها و يكون جُل اهتمامي أسعار المنازل في فان كوفر , أشعر بأني مو من هالعالم
.
بالطبع لا أدعي هنا أن عالمي أفضل من عالمهم , لكني فقط غير قادر على الاهتمام بما يهتم به الآخرين و عجزت عن جذبهم للاهتمام بما أهتم به من مواضيع تافهة , تمنياتي للجميع بسنة سعيدة جديدة و عيد ميلاد مجيد , هنيئا لكم بعالمكم و الله يوفقني بـ عالمي
.

Wednesday, December 23, 2009

ميزاني معلّق


.
أحيانا , يكون من الصعب على الانسان تكوين رأي واضح حول بعض الأمور , و تأتي الصعوبة عادة بسبب تداخل العديد من العوامل في معادلة تكوين الرأي كعدم وضوح الرؤية و التعرض للضغوطات المختلفة و أخيرا و ليس آخرا عدم وجود حافز واقعي لتكوين الرأي , أي أن رأيك بالموضوع لن يغير شيئا , أو أن التغيير الذي ستحدثه لن يجعل الأمور أكثر ايجابية
.
أعتقد أن الوضع السياسي العام في الكويت يدخل في الخانة السابقة , و هي عدم وضوح الرؤية و بالتالي صعوبة تكوين رأي واضح لما يحدث على الساحة , فالأوراق مخلوطة من الأساس و يعاد خلطها بشكل مستمر , الاصلاحي انقلب فاسد و الوطني ينقلب عنصري و الكاسر للقانون يصبح مدافعا عنه و هكذا دواليك مما يصيب العقل بالجمود و الاستسلام أو التسليم لأحد الأطراف
.
و للتغلب على هذه المواقف – البايخة – أحاول دائما تصور ميزان وهمي داخل عقلي و استخدامه لوزن الأمور بشكل مبسط كي تتضح الرؤية , و ميزاني اليوم تتساوى كفتيه أمام الكثير من الأحداث الحالية , فالحكومة برئيسها و وزرائها سيئين و لكن نوابنا أسوأ , و أنا لا أقبل على نفسي الوقوف بالجانب الأسوأ فقط لأن الطرف الآخر سيء , و بذلك أفضل عدم الانحياز لأي طرف الى أن تتضح الصورة
.
بالتوفيق

Saturday, December 19, 2009

شيوخنا الأعزاء , ضيعتونا معاكم

.
بالرغم من اختلافنا مع الكثير من قرارات الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله الا أنني شخصيا أشعر بالحنين اليه في الكثير من المواقف الصعبة التي تمر على الكويت , خصوصا هذه الأيام و أنا أسمع مفردات لم يكن هناك من يتجرأ على طرحها خلال حقبة الطيب بو فهد
.
فأيام بو فهد و أخيه بو مبارك لم نكن نسمع أو نشاهد تسابق الشيوخ على الظهور الاعلامي و المناسبات الاجتماعية المتواضعة , فـ بو فهد كان القائد الوالد لأبناء الأسرة قبل أن يكون قائدا و والدا للشعب , فكل شيخ كان يعرف ما يصح له عمله و ما لا يصح , و من يخرج عن الاطار العام يُنبذ و لا يسمع عنه أحد
.
كانت فترة بو فهد من الفترات النشطة و العصيبة سياسيا على الكويت , ففيها تم الاستقلال و توقيع عقد الدستور و حُل مجلس الأمة أكثر من مرة و تعرضت فيه الكويت لأزمات اقتصادية و سياسية و تهديدات متكررة الى أن وقع الغزو العراقي و بعده التحرير , لكننا لم نسمع في يوم أو نشعر بأن شيخنا بو فهد يستجدي أو يستعطي الشعب لإصباغ الهيبة و الصفة القانونية على وجوده و وجود أسرته , كان تفاعل الناس مع بو فهد عفوي صادق شفاف بلا الحاجة للبهرجة و الاستعانة بسقط القوم و حُثالة المجتمع
.
بو فهد كان طيب , و قوي , و اللي بقلبه على لسانه , لذلك اختلف معه الكثيرين , الا أنهم أحبوه و احترموه بلا هدايا النفاق و التزلف , فالمسافة بينه و بين شعبه كانت قريبة , و لا يحتاج لخدمات المنافقين و المهرجين للتقرب الى الناس و اقناعهم بأنه شيخ و من ذرية مبارك
.
لا أعرف في الحقيقة ما العمل و أين الأمل مع ما نشاهده هذه الأيام من تسابق محموم نحو الهاوية , فكِبار القوم استصغروا أنفسهم عبر الاستعانة باللاشيء , و اللا أشياء أصبحت الأبواق الرسمية للدفاع عن حُكام الديرة , فـ ضاع القرار و ضاع الاستقرار من بين أيدينا , فنحن اليوم لا نعرف من ننتقد و كيف ننتقده , هل ننحدر بإنتقاداتنا كما انحدرتم بأفعالكم ؟ أم نجعل انتقاداتنا خفيفة لطيفة بما يتماشى مع الوضع الاجتماعي لشخوصكم ؟
.
شيوخنا الأعزاء , أقسم بالله أنكم ضايعين و ضيعتوا الديرة و ضيعتونا معاكم , فهل بالجويهل و نبيل الفضل تكافؤون شعبكم على وقوفه الدائم معكم ؟ و هل جزاء أهل الكويت تشييخ الدمبكجية و الطقاقات عليهم ؟ هل سكتنا عن طعن أحد بأعراضكم لتطعنون بشرف المواطنين و أعراضهم ؟ أرجوكم أجيبوني , هل تقبلون بما قيل خلال الأسابيع الأربعة الماضية على قناة سكوب و السور ؟ هل هذا هو نهجكم الجديد و تبشيراتكم المشؤومة ؟
.
للمرة الأخيرة نقول , شيوخنا الأعزاء , حُكامنا الأفاضل , عودوا الى رُشدكم , و لا تجعلوا طيش المطاشيش ينسف ما تبقى لكم من حُب و احترام في قلوب أبناءكم , فالنهاية حُفرة و كفن و لن يبقى لأي منا غير السمعة الطيبة و الذكرى العطرة , و من عاش على العفن لن يموت على النقاء
.
رحمة الله عليك يا بو فهد , من بعدك ما شفنا طِيبة
.


Wednesday, December 16, 2009

والله عيب


.
يوم الأحد الماضي دخلت ديوان العائلة فاستقبلني أحد الأقارب و قالي " طافتك ندوة طارق حجي أمس " فما كان مني الا نفخ الخد و مد البوز استنكارا لخيانة هذا القريب الذي لم يخبرني عن تلك الندوة قبلها و أتى ليأجج في قلبي نار الغيرة بعدها , لكن الرجل تدارك الوضع و طمأنني بأن هناك مفاجأة أخرى في نهاية هذا الأسبوع و هو استقبال مركز الحوار للثقافة ( تنوير ) للمفكر الأستاذ دكتور نصر حامد أبو زيد في ندوتين يوم الأربعاء و الخميس
.
و بالرغم من عدم قراءتي لأي من كتب و أبحاث الدكتور أبو زيد الا أنني برمجت جدولي الاسبوعي على حضور ندوة يوم الأربعاء – اليوم - و التي كانت بعنوان " الإصلاح الديني في دولة الدستور " كوني أعرف طراطيش قصة الدكتور أبو زيد و حكم المحكمة بتطليق زوجته منه و هجرته الى هولندا مما يعني أن الندوة ستكون مليئة بالاثارة و الثراء الفكري الذي نفتقره في هذه البيئة الفقيرة
.
في الأمس تفاجأت برسائل أس أم أس تخبرني بقيام سلطات أمن مطار الكويت التعيس برفض دخول الدكتور أبو زيد للبلاد نزولا عند رغبة بعض أعضاء مجلس أمة التخلف و من ثم ترحيله على نفس الطائرة التي جاء بها , و هكذا تختتم الكويت عام 2009 بقرار أحمق لوزير أحمق خضع لرغبات نائب أكثر منه حمقا , فمن العيب على دولة أن تمنح تأشيرة دخول لشخص و من ثم تمنع دخوله , و من العيب على دولة أن تتعامل مع حامل الأستاذية و الدكتوراه كحامل وباء انفلوزنزا الخنازير , و من العيب أن نتعامل مع 2009 كما كنا نتعامل من 1970 زز
.
قد يتساءل البعض عن سبب انفعالي اتجاه هذا الموضوع , خصوصا و أنني لست من قراء و معجبي الدكتور أبو زيد , و الجواب هو أنني لست معنيا بالأستاذ قدر احساسي بالعار و الخجل من ما حدث بإسم بلدي الكويت , فالمتخلفين محسوبين علينا شركاء بالوطن , و هم محسوبين علينا مسؤولين عن أمن هذا الوطن , و الأسوأ من كل ذلك أنهم شركاؤنا بالزمن , فهل يعقل أن يعتقد البعض – في 2009 - بأن الفكر عنصر مادي ينتقل عبر المطارات و يمر من موظفي الجوازات ؟ ألا يعلم الحمقى عن تكنلوجيا الكتاب الألكتروني ؟ ألم يسمع هؤلاء بالعم غوغل و العم يوتيوب ؟
.
على العموم , الندوة ستُعقد , في نفس المكان , في نفس الزمان , و سيتم فيها مناقشة أفكار الأستاذ أبو زيد و ما تعرض له في بلد التخلف , سيحاضر في الندوة الدكتور أحمد البغدادي , الدكتورة ابتهال الخطيب , الاستاذ عبدالله النيباري , الأخ خالد الفضالة
.
اليوم الأربعاء
.
السابعة مساء
.
الجمعية الثقافية النسائية – الخالدية بالقرب من كلية العلوم
.

.

.

.

.

نراكم

Tuesday, December 15, 2009

علي الراشد . . . لست الضحية الوحيدة

.
لست من هواة تخصيص أو تفصيل المقالات على مقاس أشخاص محددين , لكن الواضح أمامي هو تعطش سوق القراء لهذه النوعية من المقالات , خصوصا التي تتحدث عن موضوع اقتراحات أو أفكار النائب علي الراشد حول تنقيح الدستور بما يساهم في تصعيب أو تشذيب تقديم الاستجوابات و طرح الثقة في الوزراء , و كالعادة تناول الكثير من الكتاب هذا الموضوع بدءً من خدود علي الراشد الى الدخول في دستورية أو عدم دستورية هذه الاقتراحات , أتمنى أن تكون هذه المقالة مختلفة
.
لو سألني أحدهم عن طموحاتي قبل عشرة سنوات لأجبته بأني أريد أن أكون عضو مجلس أمة , و لو سألني من يعجبك من النواب لأجبته على الفور مشاري العنجري , علي الراشد , أحمد المليفي , حسن جوهر , فهؤلاء الأربعة كانوا – و ربما لا زالوا – مثالا للنزاهة و العقلانية و الطرح المتزن الذي كنت من أحد جماهيره
.
و قد استمر اعجابي بـ علي الراشد الى ما بعد نبيها خمسة و مشاركته الفعالة فيها و في تعديل القوانين الرياضية الى أن جاءت الصدمة بإستقالة علي الراشد من التحالف الوطني الديموقراطي في العام 2008, و المعروف حول سبب هذه الاستقالة أن قيادات التحالف – السابقة – أخفت عن الراشد عقدها لبعض الصفقات التكتيكية حول انتخابات مناصب النواب مما تسبب في إفشال ترشيح الراشد لمنصب نائب الرئيس , و هذا ما اعتبره الراشد – و آخرين – خيانة لا تغتفر تسببت في استقالته أو طلاقه البائن من التحالف و نوابه و اللي يمونون عليهم
.
و منذ ذلك الحين و نحن نتابع أغرب عملية ميوتيشن – طفرة – في عالم السياسة , فالراشد 2009 تحول الى نائب مِسخ لا علاقة له بالراشد 2007 و ما قبل , نعم , الشاصي الخارجي لم يتغير لكن الاقتراحات أو ما يسميها الأفكار بصوت عالي و المواقف و درجات حدتها تغيرت بشكل يصعب على المرء تصديقه , الشكل شكل علي و الأفكار أفكار دميثير , الصوت صوت علي و الكلام كلام القلاف , أنا هنا لا أتكلم عن نوعية الأفكار أو أهدافها , نحن نتكلم عن قاضي سابق يمدح و يمجد عوير و زوير من الوزراء الذين لم ينجزوا شيئا , فما الذي حصل يا ترى ؟
.
تحليلي الشخصي هو أن علي الراشد تعرض لصدمة عصبية بعد خيانة التحالف له في مجلس 2008 , و قد غيّرت هذه الصدمة قناعات الراشد اتجاه العمل السياسي , فقد اكتشف فجأة بأن رفاق الكفاح و رموز العمل " الوطني " لا يعدون كونهم شوية تُجار سياسة و بيّاعين حكي , فما يُقال أمام الجماهير المتحمسة شيء , و ما يحدث خلف الكواليس شيء آخر , فالمباديء و القيم التي يطرب لها الجمهور للاستهلاك الانتخابي فقط , أما المواقف الحقيقية فهي تخضع لقوانين الصفقات التجارية , فيدني و أفيدك , حِك ظهري و أحِك بطنك , و بطبيعة الحال فإن الحكومة هي شاهبندر هذا السوق , و أكثر التجار ربحا هم من يتعاملون معها فوق الطاولة و تحتها
.
أعتقد شخصيا بأن طعنة انتخابات نائب الرئيس قد أصابت علي الراشد في كرامته , و جرح الكرامة ليس من السهل أن يندمل , هذا ما جعل الراشد يُصر و يُصمم على ترميم كرامته المهدورة بتحقيق منصب أعلى من المنصب الذي خسره , لذلك فهو اليوم يطمح للفوز بمنصب رئيس مجلس الأمة القادم , خصوصا مع تلميح الخرافي بحاجته للراحة , و للتنافس على هذا المنصب بدون الحاجة لأصدقاء الأمس – الخونة – عليه أن يؤمِّن تصويت الحكومة و أتباعها لصالحه , و هذا ما يجعله اليوم يسير على هذا النهج المستغرب
.
المؤسف في الأمر أن علي الراشد ليس الضحية الوحيدة لردة فعل الصدمة و خيبة الأمل , فهذا الشعور منتشر بين الكثير من الشباب المتحمس , و هذا ما يقلقني حقا على مستقبل البلد , فالواقع مُر , و نهاية النفق لا ترى بالعين المجردة , فنحن نعيش تحت رحمة حكومة تعيسة , و نواب أتعس , و نظام عام مستهلك , فإلى أين المصير و الى أين المفر؟
.

Saturday, December 12, 2009

سيادة الأمة و ذرية مبارك

في البداية أود الاعتذار لكم عن عدم الكتابة عن الاستجوابات بعد حدوثها مباشرة و السبب في ذلك يعود الى شعوري بالعار نتيجة عدم صحة تحليلاتي البطيخية حول طلب الحكومة تأجيل الاستجوابات و من ثم حل المجلس بعد قمة مجلس التعاون الخليجي , و بهذا أعدكم بأنني سأبدأ بمراجعة حساباتي جيدا في المرات القادمة و لن أسمح لتحليلات أصحاب مقاهي أسواق القرين بالتأثير على رأيي
.

.
أعتقد أن علينا جميعا تهنئة الديموقراطية الكويتية على تجاوز أحد أهم المايل ستونز المعطلة للحياة السياسية في السابق و هي نقطة استجواب رئيس الوزراء , فهذه النقطة كانت صخرة عنيدة تسببت في حل مجلس الأمة أو استقالة الحكومة مما كان يستهلك الكثير من الطاقات و المصادر , أما اليوم فقد تجاوزنا هذه المرحلة و على الجميع التعامل مع الواقع الجديد و هو أن منصب رئيس الوزراء يخضع للمحاسبة حاله في ذلك حال بقية الوزراء , و من هنا فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لسمو الأمير و سمو رئيس الوزراء على هذه الشجاعة و تفضيل هذا الخيار على غيره من الخيارات المعتادة
.
و مع تجاوز هذه الصخرة العنيدة نتجاوز عدة صخرات أصغر كـ صخرة تصوير الاستجواب كحدث الموسم و تحويله الى حدث عادي في جلسة عادية لا تتوقف الحياة عنده , فمواجهة استجواب أسهل بكثير من مواجهة أربعة استجوابات في جلسة واحدة , و مواجهة استجواب وزير مِهَني أسهل بكثير من مواجهة ثلاثة استجوابات لوزراء سوبر ديلوكس بمن فيهم سمو الرئيس
.

.
أيضا سيساهم فشل النواب – بإستثناء البراك - في تحقيق مكاسب حقيقية من هذه الاستجوابات في تقليل درجة اندفاعهم لتقديمها خصوصا و أنها قد تتسبب في احراجهم و اظهار افلاسهم و ضعف حجتهم كما حدث مع الوعلان و بو رمية حسب ما سمعنا , فالوعلان دخل الجلسة نائب و خرج منها مقاول , و بورمية لم يحقق شيء يذكر غير تعويضات شهداء الأديرع و هو هدف متواضع كان يمكن تحقيقه من خلال آليات المجلس دون اللجوء للاستجواب
.
أما الفائدة الكبرى لجلسة الثلاثاء فهي و بدون تحيز خروج الفريقين بلا اصابات بليغة , ففريق المجلس سجل هدف مهم جدا و هو كسر الحاجز النفسي لصعود رئيس الوزراء للمنصة , و هذه مرحلة ضرورية لتطور الحياة السياسية في الكويت , أما الفريق الحكومي فقد حقق هدف مهم و هو تسجيل سابقة بصعود سمو الرئيس للمنصة مما أكسبه سمعة و دعاية جيدة في الأوساط الداخلية و الخارجية , لكن الهدف المحقق الأهم للحكومة هو ضمانها عدم حصول مقدمي طلب عدم التعاون على الأغلبية البرلمانية مما سيحفظ ماء وجهها و يعزز اطمئنانها في المرحلة المقبلة
.
على الجانب الآخر فإن أحداث الأسابيع السابقة كشفت لنا عن عدة سلبيات لا يمكن تجاوزها , فعلى الجانب النيابي تظهر الفوضى و التخبط و التعسف و الشخصانية في تقديم الاستجوابات التي أتفق مع النائب القلاف في اطلاق صفة الإسهال عليها , اربعة استجوابات لمواضيع هامشية ليس لها طعم أو رائحة
.

.
أيضا يكشف لنا الجانب النيابي عن وجهه البشع من خلال الطنطنة و الهياط الاعلامي على الفاضي و المليان , فالنائب المسلم أصبح كالنشرة الجوية نراه في كل جريدة و في كل ندوة و في كل محطة يتحدث عن استجوابه المرتقب و قضية الشيكات الخطيرة , و المفاجأة هي أن النائب لم يُظهر أي شيك في جلسة الاستجواب و اكتفى بتسريبها عبر الأنترنت , و السؤال المطروح للنائب الفاضل فيصل المسلم , لماذا أظهرت صورة الشيك قبل الجلسة و لم تُظهره في الجلسة ؟ و لماذا أظهرت اسم رئيس الوزراء و لم تُظهر اسم المستفيد في نفس الوقت ؟ و لماذا أظهرت اسمه في الشيك المسرب للأنترنت قبل الاستجواب بيوم واحد ؟ و ما هو ردك على ادعاء القويعان بأن الشيك لا يخصه ؟ و الأهم من كل ذلك ما الذي استفاده الشعب الكويتي من كل هذا الابتزاز و المراوغة ؟
.
أما الجانب الحكومي أو بالأصح جانب سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد فالموضوع مختلف , فالشيخ ناصر مُطالب بالاجابة عن طبيعة علاقته بالمدعو بو مهدي صاحب قناتي سكوب و العدالة , و ان كانت هناك علاقة حميمة بين الاثنين فهل يقبل الشيخ ناصر بالعهر الاعلامي الذي قامت به هذه القنوات للدفاع عنه ؟ هل الأفكار المطروحة في هذه القنوات تُعبر عن ما يجول في خاطر الشيخ ناصر؟ هل ترى يا بو صباح استجوابك على انه رفض لحكم آل صباح بشكل عام ؟ هل تُردد في جلساتك الخاصة مع آمو مامود بأننا – الكويتيين – لا نريد مجلس الأمة ؟ اعلم يا بو صباح بأن طرح قنوات حبيب قلبك تسيء لك أكثر من ما تنفعك , تقلل من شأنك أكثر من ما ترفعك , فنحن شعب أخرس الكواولة في الغزو و لا نمانع من اخراسهم بعده
.



.
أعتقد أن على القيادة السياسية في البلاد و على رأسها سمو الأمير الوقوف بجدية أمام ما يُطرح في هذه القنوات من أفكار و إهانات و سِباب في حق أهل الكويت بشكل عام و نواب الأمة بشكل خاص , فالمطالبة العلنية بحل مجلس الأمة لا تختلف بأي شكل عن المطالبة العلنية بالانقلاب على حكم آل صباح , حكم الأمة و ذرية مبارك متلازمين في الدستور و اسقاط أي منهم يُهيء لإسقاط الآخر
.
اللهم إني بلّغت , اللهم فإشهد

Wednesday, December 09, 2009

العهد الجديد

ألف ألف مبروك على شعب الكويَّت الوفي
.
انتصر الحق و زهق الباطل
.
عدّت الاستجوابات بلا اصابات في الجانب الحكومي
.
و تمكن صقور المجلس من تحويل جلسة استجواب سمو الريِّس الى سرية
.
و احتفل جميع الشرفاء مع قناة سكوب و العدالة الأماجد
.
أهلا وسهلا بكم في العهد الحيدري الجديد
.



.



.



.



.

الكويت 2010
.
.

.

برعاية مكتب الوايد شريف - فرع هانيلولو

Sunday, December 06, 2009

Kings Maker

صارلي فترة أطَقطِق بـ مُخي
.
جميع الاحتمالات الناتجة عن الوضع السياسي العام في البلد
.
و للأسف كل الاحتمالات تشير الى
.
وجود تغييرات جذرية و كبيرة
.
خلال الأسابيع القادمة
.
تحليلي الشخصي - أكرر الشخصي
.
هو أن سمو رئيس مجلس الوزراء سيطلب تأجيل الاستجواب اسبوعين
.
الى ما بعد انتهاء المؤتمر
.
و عندها سيتم حل مجلس الأمة
.
أكرر هذا تحليل شخصي و احتمال كبير يكون خطأ
.
بس هذا اللي طلعلي بدربيل مرعوب
.
.
و دام احنا فيها
.
قامت جريدة القبس في بداية هذا العام
.
بـ نشر وثائق
.
من الأرشيف البريطاني الوطني للعام 78
.
أنشر لكم هنا بعض الفقرات المهمة منه بدون تعليق
.
.


.
.
و على من يريد قراءة التفاصيل مراجعة
.
أرشيف القبس ليوم 16,17,18 يناير 2009
.
الله يستر

Tuesday, December 01, 2009

4 X 4

بما أن الكثير من المدونات الشقيقة و الصديقة معزلة اليوم فالمنطق الاقتصادي يقول أن العرض سيكون أقل بكثير من الطلب , و هذا سيؤدي الى ارتفاع قيمة – سعر – المعروض , لذلك سأستغل الوضع و أكتب مقالة طويلة , فليس أمامكم خيار آخر و الجود من الماجود
.
أعتقد بأن الكويت – الدولة و الشعب – تمر اليوم بمرحلة معقدة جدا حيث تتشابك الخيوط السياسية بطريقة يصعب علي أي كان تفكيكها , فالدولة تُعاني المُر و العلقم من الفشل الإداري على مستوى الحكومة بشكل عام و رئيسها بشكل خاص , نعم أنا أعترف أن سمو رئيس الوزراء فشل في ادارة الدولة و تحقيق الانجازات و المشاريع التي نطمح لها , و لكني أعترف أيضا بأنه ليس البُرغي الوحيد المفتلت في هذه الماكينة العملاقة , فالأعطال و الخلل أصابت أغلب براغي الماكينة , بل أن الصدأ تمكن من بعض أجزائها الرئيسية
.
أقول قولي هذا كي لا يُفهم من كلامي أي تأييد أو إعجاب بإسلوب ادارة رئيس الوزراء للدولة , أيضا لا أود أن يفهم من هذا المقال خرقي للعهد التدويني في اعتبار هذا اليوم مناسبة للتضامن مع المدونات المنسحبة , بل بالعكس من ذلك أشعر بالفخر من هذه الفزعة التدوينية , لكني ببساطة ممتنع عن المشاركة في الحملات المنظمة بسبب مَيلي الفطري نحو الاستقلالية و تحفظي على بعض النقاط
.
في الفترة الأخيرة تلقيت العديد من التساؤلات عن رأيي بما يحدث حولنا من استجوابات و حملات و غيرها من الأمور و السبب في عدم تعليقي عليها ؟ هل أنت مع أو ضد ؟ معارض أو مؤيد ؟ ليش ساكت ؟ خايف من شي؟
.
سأحاول الاجابة على كل هذه النقاط بالطريقة التي أراها و أعلم أنها ليست الأفضل أو الأمثل , لكني باختصار اتعامل مع الأمور ضمن ما يتوفر لدي من معلومات بسيطة , و لنبدأ هنا بالتعليق على موضوع الاستجوابات
.
قبل التعليق على الاستجواب علينا التركيز على أننا نتحدث عن أربع استجوابات مع الخامس ستاند باي , و هنا أركز على الكمية و ليس النوعية , فمن وجهة نظري الشخصية أداة الاستجواب حق خالص للنواب و على الوزراء بمن فيهم رئيسهم الصعود للمنصة و الاجابة عن الأسئلة و الدفاع عن سياساتهم – إن وُجدت - , لكني أعتقد ان نوابنا الأفاضل لم يحسنوا استعمال هذا الحق , بل أنهم تعمدوا و تعودوا على تشويه هذه الأداة الرقابية من خلال شخصنتها و طغيان الصبغة الانتقامية عليها
.
فأنا لا أستطيع تجاهل عامل التوقيت و الكثرة , الكل يعلم بأن الكويت ستسضيف مؤتمر كبير خلال الأيام القادمة , لماذا لم يراعي النواب ذلك ؟ خصوصا و أن قضاياهم أغلبها بايته , نعم هي مواضيع مهمة لكنها غير مُلحة , فالشيك طاف عليه الحول , و تضليل وزير الداخلية يستطيع الانتظار , و ملف علاج الدفاع بالخارج أيضا قديم , و فساد البلدية متراكم من أيام الفراعنة , فما هي الظروف المُلحة على تقديم الاستجوابات الآن؟ قبل المؤتمر , و أجهزة الدولة مستنفرة لخروج المؤتمر بالشكل المطلوب؟
.
و سؤالي الآخر هو هل الشيك و المصاريف هو العيب الوحيد لرئيس الوزراء ؟ و هل عيب وزير الداخلية الوحيد تضليل النواب في بوقة الخمسة ملايين ؟ ألم يجد بو حمود خلل في وزارة الداخلية غير الفايف مليون و كسور؟ و نفس الأمر ينطبق على الدفاع و البلدية ؟ لماذا أشعر بالسطحية السياسية في استجواباتنا ؟ و لماذا أشعر بكسل النواب في الجانب التشريعي – السنع – لاصلاح الخلل الكبير في وزارات الدولة ؟ و بالرغم من ذلك فأنا مؤيد لجميع الاستجوابات و أطالب الحكومة بمواجهتها و اللي بالجدر يطلعه الملاس
.
الموضوع الثاني هو موضوع الحريات و نبدأه باحتجاز الجاسم لرفضه دفع الكفالة المالية , و لا يخفى على أي متابع للحرب القائمة بين الجاسم و الشيخ ناصر أن الجاسم كان يتوقع لجوء المعسكر الآخر للتصفية الجسدية و هذا ما كتبه بالضبط في مقاله لنبحث عن المستفيد المنشور في موقع ميزان تاريخ 19 أوكتوبر , و من غير المتوقع أن لا يقوم الجاسم و فريقه بالاستعداد لهذه المرحلة , و قد تكون خطوة انشاء الجاسم لمدونة خواطر جزء من هذا الاستعداد , خصوصا مع مشاركة زميله الكاتب بو فهد , و اللي أتوقع شخصيا أنه الأستاذ أحمد الديين
.


أتعاطف شخصيا مع الجاسم أكثر من تعاطفي مع سكوب و العدالة و الدار , لكني أعتقد بأن محمود حيدر و ملحقاته نجحوا في سحب الجاسم الى ملعبهم , و هو الملعب الذي لم يجيد الجاسم اللعب فيه , فأمام انحطاط لغة النقد و السخرية التي يمارسها معسكر حيدر لم يجد الجاسم بُد من استخدام نفس الاسلوب , و لكنه يعلم مسبقا أن بو شيخة لن يتألم من مقالاته , و هذا ما جعله يستخدم اسلوب الحرب بالوكالة ضد الشيخ ناصر المحمد , فكلما زاد هجوم حيدر قروب على الجاسم نجد أن خطاب الجاسم يزداد شراسة ضد الشيخ ناصر , حتى أننا نسينا كتابات الجاسم التحليلية الراقية و لم نعد نفرق بينه و بين فؤاد الهاشم و نبيل الفضل
.
أعتقد شخصيا أن خطأ الجاسم الأكبر تجسد في احراج القيادة السياسية للبلاد مع الأشقاء في السعودية و الأصدقاء في أمريكا من خلال التلميح المباشر الى استسلام الشيخ ناصر المحمد لأجندة الاستخبارات الايرانية و التي جاءت في مقالة ناصر السابع عشر بتاريخ 19 نوفمبر , و أمام هذه الاتهامات لم يسلك الشيخ ناصر طريق التصفية الجسدية أو التهديد بها , و كل ما فعله هو اللجوء للقضاء و هو لا يُلام في ذلك

.

.

أما الموضوع الثالث و المتعلق بالحرية أيضا فهو موضوع تهديد جهاز أمن الدولة لبعض المدونين و الذي جاء الرد عليه اليوم بقيام عدد كبير من المدونات بالتوقف عن التدوين ليوم واحد تضامنا مع زملاءهم المهددين , و قد بحثت و تباحثت مع الكثير من الأطراف حول هذا الموضوع و لم أترك بابا الا و طرقته لمعرفة تفاصيل القصة و النتيجة باختصار هي أن جهاز أمن الدولة يراقب – أو يتابع – المدونات بشكل سلبي و يجمع معلومات – شخصية – عن القائمين عليها , لكن الجهاز حتى الآن لم يفعل أكثر من ذلك بشكل رسمي , أما عمليات التهديد التي نسمع عنها فإنها لم تتم عن طريق أمن الدولة مباشرة , بل أن أغلبها يحمل الطابع الشخصي عبر طرف ثالث
.
و لمن لم يفهم الفقرة السابقة أقول بأنني بعد نشر أي مقالة عن الشيوخ أو الشيخ أحمد الفهد أتلقى اتصالات من بعض الأصدقاء يحذرونني فيها من أمن الدولة و تأتي في الغالب على شكل " دير بالك " " يودونك ورا الشمس " " لا تسوي روحك تشي جيفارا " " ديرتهم و كيفهم , انت شكو ؟ " الا أن أغلب هؤلاء الأصدقاء ليس لهم علاقة لا بأمن الدولة و لا بأمن فريجنا , بل أن أغلبهم من محبين الشيخ أحمد الفهد و النائب السابق جمال العمر , و هم لا زالوا يفكرون بعقلية الشيوخ أبخص

.

نعم جهاز أمن الدولة له سُمعة سيئة , و نعم علينا الوقوف مع زملاءنا في الحق , الا أن الكويت اليوم لم تصل الى مرحلة الدولة البوليسية و الحجر على الحريات , أقول قولي هذا من خلال ما توفر لدي من معلومات , و قد يخفى عليّ بعضها فأعتذر مقدما عن ذلك
.
.

أما الموضوع الرابع فهو موقفي من حملة ارحل .. نستحق الأفضل , لن أتكلم بتفاصيل عن الحملة و لكني باختصار أشعر بالغموض اتجاهها , فإختيار رئيس الوزراء هو حق خالص لسمو الأمير و الحملة لم تحدد – بالضبط – المُخاطَب في رسالتها , فهل هي مناشدة لسمو الأمير في إقالة رئيس الوزراء؟ أم هي طلب لرئيس الوزراء للاستقالة ؟ أم أن هدفها الضغط على النواب لتفعيل المادة 102 و التي تنص على
.
لا يتولى رئيس مجلس الوزراء اي وزارة ، ولا يطرح في مجلس الامة موضوع الثقة به . ومع ذلك اذا رأى مجلس الامة بالطريقة المنصوص عليها في المادة السابقة عدم امكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء ، رفع الامر إلى رئيس الدولة ، وللامير في هذه الحالة ان يعفي رئيس مجلس الوزراء ويعين وزارة جديدة ، او ان يحل مجلس الامة . وفي حال الحل ، اذا قرر المجلس الجديد بذات الاغلبية عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء المذكور اعتبر معتزلا منصبه من تاريخ قرار المجلس في هذا الشأن ، وتشكل وزارة جديدة
.

.
في الحقيقة لا أعلم و ليس الهدف من هذا الموضوع الدخول في تفاصيل الحملة خصوصا و أنها أُشبعت نقاشا في المدونات خلال الأسابيع الماضية , لكني بإختصار شديد أقف منها بالحياد , و وجدت هذا الحياد فرصة جيدة لترويج بعض المفاهيم الايجابية و هي أن ليس من العيب أن يتحير الانسان حول بعض القضايا , و ليس من العيب أن يطول صمته الى أن يحدد موقفه , فنحن للأسف أعتدنا على التفاخر بالأسبقية في تحديد المواقف و كأننا نعيش في سباق من الأول بغض النظر عن العقلانية و الحكمة في موقفه , أنا هنا لا أتكلم عن حملة ارحل بالذات و لكني أتحدث بشكل عام
.
في نهاية الموضوع أود التوجه بالشكر للأخوة فرناس و عاجل و حمد و الطارق و حلم جميل و أنتر كويت و بلوق عمتي و شقران و فريج سعود و أكزومبي و جميع المدونين و المدونات المختلفين و المتفقات المراقبين و المراقبات على نقاشاتهم المثرية حول المواضيع السابقة , أتمنى للجميع كل خير و سعادة

Wednesday, November 25, 2009

ذاته ليست مصونة و ذاتك ليست فوق القانون

.

في البداية أود أن أوضح بأنني أعتبر محمد عبدالقادر الجاسم من أفضل الكُتاب السياسيين في الكويت , بل أنني أعترف أمامكم بأنه أحد أهم عوامل رفع سقف حرية التعبير في الكويت و أعتقد أن له أثر مباشر و غير مباشر على المدونين و اسلوبهم في تناول المواضيع السياسية
.
و بالرغم من هذا الاعجاب و العلاقة الطيبة – المحدودة – التي تجمعني به من خلال مشاركته في ندوة المدونات الا أنني لا أتفق معه و مع من فزع له في موضوع رفضه لدفع الكفالة و استمرار حبسه في النيابة على أثر القضايا المرفوعة ضده من سمو رئيس الوزراء
.
أقول قولي هذا و أنا أعلم بأنني أسبح ضد تيار المؤيدين لموقف الجاسم و المطالبين بالافراج عنه معتبرين حبسه تعدي صارخ على حرية التعبير , لكني أرى بأن حرية التعبير تأتي جنبا الى جنب مع تحمل مسؤولية هذه الحرية , و اختصام المتضررين للقضاء أحد أهم أركان تحمل هذه المسؤولية , فمن حق المتضرر اللجوء للقضاء , و من حق الناشر أن يدافع عن نفسه أمام القضاء , بغض النظر عن شخص الناشر و المتضرر و تأييدنا من عدمه اتجاه أي منهم
.
فرئيس الوزراء استخدم حقه باللجوء للقضاء عندما شعر بالضرر من مقالات و خطابات محمد الجاسم , و النيابة العامة في هذه الحالة تؤدي دورها في استدعاء المتهم و التحقيق معه , و من الطبيعي أن تطالب النيابة بدفع كفالة مالية نظير اطلاق سراح المتهم , أما بالنسبة لتعلق القضية بحرية التعبير و غيرها من المباديء التي ننادي بها فهذا لا يعني بأن المتهم معفي فيها من دفع الكفالة المالية , فكلنا يتذكر هنا قضية التأبين و قضية الطاحوس و بو رمية التي تم القبض فيها على نواب سابقين في مجلس الأمة و أساتذة جامعيين و تم اجبارهم على دفع الكفالة للخروج من الحبس , و انتهت أغلب هذه القضايا بتصنيفها في خانة ممارسة حرية التعبير
.
نعم أنا أطالب بحرية التعبير , و نعم أعتقد أن رئيس الوزراء بالغ في كثرة القضايا المرفوعة ضد خصومه السياسيين من الكتاب و غيرهم , لكن النظام و القانون يجب أن يُحترم و علينا أن لا نستخدم معايير المزاجية و الفزعة لترسيخ مبدأ الاستثناءات في تطبيقه , فاليوم الجاسم هو من يريد تسجيل موقف سياسي من خلال رفضه دفع الكفالة , و هذا حقه , لكن من حق النيابة العامة أن تستمر في احتجازه مقابل هذا الرفض
.
أيضا تُجدر الإشارة هنا بأن الجاسم قام برفع قضايا مقابلة على حليف رئيس الوزراء الاعلامي محمود حيدر , و سيأتي دور هذا الآخر في التحقيق بهذه القضايا و منها سنرصد كيفية تعامل النيابة العامة معه, فإن تم الإفراج عنه من دون الكفالة المالية سيحق لنا أن ننتفض ضد ازدواج المعايير في تطبيق القانون و نطربق عاليها واطيها , أما اليوم فلا أرى داعي لإثارة الموضوع كتعدي على مبدأ حرية التعبير , فالقانون يُطبق على الجميع
.
أكرر بأني أحترم وجهة نظر أهل الفزعة و لكني أقول ما يمليه علي ضميري اتجاه الكويت و احترام القانون المهدور فيها
.

Monday, November 23, 2009

بين حرية التعبير و حرية التأزيم

قبل الدخول في الموضوع أرجو متابعة هذا المقطع الظريف
.


حاولت قدر الامكان تجاهل الحرب الاعلامية بين مصر و الجزائر اعتقادا مني بأن بعد نهاية المباراة و تأهل الجزائر لكأس العالم ستعود المياه الى مجاريها تدريجيا و سينشغل كل منا بحياته الخاصة , الا أن الأحداث جاءت على عكس التوقعات, فنيران الحرب تزداد اشتعالا يوما بعد يوم , خصوصا من الجانب المصري , أو ربما نعتقد ذلك بسبب اطلاعنا الأكبر على الاعلام المصري مقارنة بالاعلام الجزائري المجهول لدينا
.
لا أعلم في الحقيقة كيف يتحول كل هؤلاء الاعلاميين " المثقفين " و أصحاب المكانة " المرموقة " الى فريق ردح - نخب أول - تتنافس فيه ألسنتهم مع السكاكين حدة و مع البواليع قذارة , فالإهانات انصبت على شعب بالمجمل , و الطعن أصاب التاريخ بمقتل , و العلاقات تتمزق في العلن , و الجميع يعقد نونته و يرخي حزامه للمشاركة في المعركة على مذهب الامام اللي يحب النبي يضرب
.
ليس من المهم عندي الأضرار الاستراتيجية المستقبلية لهذه الحرب, لكن ما يضج مضجعي هو كيف نستطيع السيطرة على هذا الفلتان الاعلامي و نحن من أشد المناصرين لمبدأ حرية الرأي و التعبير , فمنذ انتشار القنوات الفضائية الفارغة ازدهرت مفاهيم الاعلام الشعبي , أو مشاركة أفراد الشعب " أياً كانوا " بالمنتج الاعلامي , فأنجح البرامج اليوم تعتمد على شريط المسجات و المكالمات الهاتفية الخارجة عن السيطرة , فأي شخص يستطيع أن يتصل و يتقيأ بما يريد بلا مانع أو رادع الا قطع الاتصال بعد وقوع الضرر
.

.
و من سوء الحظ فإن أكثر من مدمني الاتصال على هذه البرامج لا يتمتعون بأقل مستويات الذرابة و الثقافة المطلوبة لعرض دُررهم المكنونة على الهواء مباشرة , فمن خلال متابعتي المتقطعة لهذه البرامج أجد أن مصطلحات ازدراء الآخرين و العنصرية سوقها ماشي ما بين المتصل و المذيع , ففي كل مكالمة نجد ذكر الوافدين و جنسياتهم بطريقة أقرب ما تكون الى ذكر الحيوانات – مكرم القاريء – و فصائلها , فالمصري و الهندي و البنغالي و الفلبيني مفردات لا يلحقها أو يسبقها غير التحقير و الاستهزاء
.
و السؤال الذي يتبادر الى ذهني دائما هو ما موقف المشاهدين من الوافدين – و المواطنين – من هذه الاهانات العلنية ؟ و ماذا ستكون ردة فعل القنوات الاعلامية في تلك الدول اتجاه الكويت عندما يحل عليها الدور و تُسلط الأضواء على هذه السلوكيات ؟ هل سيستطيع بو عيدة و جيرمن حفظ كرامة الكويت و الكويتيين أمام هجوم اعلام هذه الدول ؟ و هل ستتمكن دبلوماسية صندوق التنمية من ارجاع حق الكويتيين في حال الاعتداء عليهم و على مصالحهم في هذه الدول ؟ و السؤال الأهم في هذا المجال أيهما أوجب , كفالة حرية الرأي أم صيانة مصالح الدولة و المواطنين؟

Friday, November 20, 2009

بروفة

.
بما أننا مقبلين على موسم ساخن من الاستجوابات
.
أعتقد أن من واجبي
.
اهداء هذا المقطع
.
للسادة الوزراء
.
و الأخوة النواب
.
و السيد رئيس مجلس الأمة
.
.


.
انشاءالله تبيضونها
.
بالاسلوب الراقي
.
و الروح الرياضية
.
و احترام لوائح المجلس
.
بالتوفيق
.
______________________
.
.
خاصة النائبة الباكية رولا دشتي

Wednesday, November 18, 2009

و من قالك تسحب ؟

.

سـ أتوسم المصداقية و تحري الدقة من الأخ ابراهيم المليفي و صحيفة القبس في نقل هذا العنوان من بين طيات حديث النائب الفاضل فيصل المسلم خلال الكلمة التي القاها في تجمع ارحل . . نستحق الأفضل , و الغريب في العنوان أن النائب مسلم يقايض رئيس الوزراء للكشف عن اسماء المستفيدين من شيكاته مقابل سحب الاستجواب
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو من طلب من النائب المسلم سحب الاستجواب؟ خصوصا و أن كل تصريحات الحكومة توحي بأنها ستواجه الاستجواب بالطرق الدستورية و لم يطالب أحدهم بسحبه ؟ بل السؤال الأهم هل أصبح الاستجواب و التلويح به شُخشيخة بيد نوابنا الأفاضل يلعبون بها علينا ؟ هل قرار الاستجواب جاء بعد دراسة مستفيضة لمخالفة جسيمة تستحق المساءلة أم أنه علامة من علامات البلوغ يستخدمها النائب ليقول لنا أنا هنا ؟
.
أنا شخصيا مقتنع تماما بأن أي شيك أو خدمة خاصة يقدمها رئيس الوزراء أو وزرائه للنواب هي رشوة واضحة وضوح الهلال ثاني أيام العيد , و مقتنع أيضا بأن الاستجواب في هذا الموضوع واجب لا غبار عليه , بغض النظر عن الأعذار الترقيعية حول العمل الخيري و الفرق بين شيك الحساب الشخصي و المال العام
.
لكن في نفس الوقت أشعر بالغثيان من نوعيات نواب مجلس الأمة المنقسمة الى فريقين , فريق انبطاحي مرتشي و فريق إبتزازي مُساوِم , فكل شيء عنده قابل للمساومة , فما الذي سيتغير في حالة كشف رئيس الوزراء عن أسماء المستفيدين من شيكاته ؟ هل ستتحول شبهة البلنتي الى ضربة ركنية ؟ أم أن الحكم سيمدد الوقت بدل الضائع لحسن سلوك الفريقين ؟
.
في الحقيقة لم أعد أعرف ما الذي يجري في الكويت , فالوضع السياسي زفت , و الوضع الاقتصادي زفت , و الوضع الرياضي زفت زفت , كل شيء يتدهور في هذا البلد الا الفساد , فهو الشيء الوحيد المزدهر لدينا , و خيرنا ماشاءالله مغطي العالم , يوم في أمريكا , و يوم في العراق , و قريبا في الهند
.
ما نقول الا عمار يا كويت

Tuesday, November 17, 2009

انا لله و انا اليه راجعون


.
حسبي الله و نعم الوكيل
.
اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله
.
مولاي سهِّل علينا
.
انا لله و انا اليه راجعون
.
آيداد بيداد
.
قلبيّ
.
فلوسيّ
.
تعبيّ
.
شقاي
.
كله راح
.
ليش تسوون فينا جذي؟

Thursday, November 12, 2009

للضرورة فقط


.
سأتوقف اليوم عن الكتابة في المواضيع الانشائية التي لا يجني منها القاريء أي نفع أو فائدة , لذلك قررت أن أخصص هذا الموضوع للتركيز على أحد أهم مهارات الحياة و فن التعامل مع التحديات اليومية في الكويت و هو فن اعطاء الرشوة , و قبل الدخول في صُلب الموضوع أود التعبير عن استيائي الشديد للانحدار السحيق الذي وصلنا اليه في مجال احترافية اعطاء الرشوة و ترقيعها و الذي كشفت عنه حادثة الشيك الموقع بإسم سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر للنائب الفاضل نون دال و المعروفة باسم شيك المسلم
.
فمن يتابع تفاصيل هذه القضية لا يملك الا أن يتحسر على أيام الآباء و الأجداد المؤسسين لفن الرشوة أو المعروف في عصرهم الذهبي باسم "دهان السيور" , فالجيل السابق من الكويتيين دهانين سيور محترفين و لا يستطيع اكتشافهم حتى الجن الأزرق , أما اليوم , فللأسف نرى أن رئيس أهم جهاز بالدولة يفشل في تطبيق أدنى مستويات الأمن و السلامة في دهان السيور , فالداهن و بكل سذاجة يوقع على شيك بميتين ألف دينار يُسحب من رصيده مباشرة و يودع برصيد النائب المدهون , ما اقول الا سوَّد الله وجيهكم مثل ما سودتوا وجيهنا و فشلتونا بين العِربان , حتى رشوة مثل الأوادم ما تعرفون ترشون , لا بالتنمية فالحين و لا بالفساد نافعين؟
.
و من حرصي الشديد على الأجيال القادمة فأجد أن من واجبي تحذيرهم من اهمال قواعد الأمن و السلامة في هذا النشاط و اعطاءهم بعض المباديء الأساسية التي لا نسأل عليها أجر أو معروف غير الدعاء و الرحمة
.
اخواني أخواتي شباب و شابات الكويت , أجيالنا القادمة , لا يخفى عليكم أن الانسان يتعرض أحيانا لبعض الظروف الصعبة التي لا تتسهل الا بدفع مبلغ صغير لا يضر و لكنه ينفع , فكما يقول المثل الشهير " هِين فلوسك و لا تهين نفوسك " , فالرشوة أو الاكرامية أو الهدية أو الحلاوة أو التضبيطة كلها أسماء مختلفة لأداة واحدة هدفها اختصار الجهد و الوقت و عدم الاضرار بالمصالح , و المشكلة الوحيدة هنا هو أن القانون المتناقض – الله يسامحه – يحرم استخدام هذه الأداة و لكنه في نفس الوقت يُجبرك على استخدامها للقفز على تعقيداته اللا نهائية
.
و لذلك فإن عليك أن تستخدم هذه الأداة مع الحرص الشديد على عدم ترك أثر , و من هنا فإن نصيحتي الأولى هي عدم استخدام أي وثائق رسمية عند التعامل مع هذه الأداة , فالكاش هو الأداة المثالية للرشوة , و يستحسن أن يتم سحبه و ايداعه على عدة دفعات صغيرة في أوقات غير منتظمة حتى لا تثير الشبهة
.
أما في حالة ضخامة المبلغ المطلوب و خطورة حمله و تحويله الى الكاش فعليك استخدام وسيلة الحسابات الخارجية , يعني ببساطة تفتحلك حساب في بنك عربي أو خليجي و يفتح المستفيد حساب آخر في بنك خارجي آخر و يتم التحويل من هذه الحسابات , فلا من شاف و لا من دِري
.
أما في حالة الحاجة المستعجلة لاستخدام المال في الكويت و عدم امكانية سحب الكاش فعليك أن تلجأ الى اسلوب الشَل أكاونت , أو الحسابات التضليلية , يعني تحول الأموال و على عدة دفعات الى أبنائك أو زوجاتهم و هم يحولونها على عدة دفعات على حساب زوجة المستفيد أو ابنائه , و يا دار ما دخلك شر
.
أما في حالة عدم الثقة بالأهل و الأصدقاء و الحاجة الملحة للمال فيوصي خبراء غسيل الأموال باجراء عمليات بيع و شراء وهمية يتم من خلالها التعامل بالتحف الثمينة من سجاد أو لوحات فنية أو بعض القطع الأثرية , و هكذا نجد أن عملية دهان السيور سهلة و بسيطة و الاتزام بها لا يكلف الا القليل , في حين أن اهمال هذه النصائح قد يؤدي الى اكتشافها و من ثم التعرض للفضيحة و التشهير الغير ضرورية كما حصل مع طويل العمر
.
أرجو من الله أن اكون قد وُفقت في رد جزء من جميل الكويت و خدمة شبابها المعطاء , و قبل الختام لا يسعني الا نصح الشباب بعدم الافراط في استخدام هذه الوسيلة , فكل شي يزيد عن حده ينقلب ضده , و كما يقول الآباء دهان السيور للضرورة فقط
.
و الله ولي التوفيق

Monday, November 09, 2009

تقزيرة

.
لا يختلف اثنان على أن الغزو العراقي الغاشم هو أكبر كارثة حلت على الكويت خلال السنوات المائة الأخيرة , و بغض النظر عن الخسائر المادية أعتقد أن الخسارة الأكبر للكويت و الكويتيين هي فقدانهم جزء كبير من الاحساس بالوطن , أو التعامل بنوع من الاستقرار و الاطمئنان مع مفهوم الوطن , فقد شكّل ضياع البلد خلال أقل من 24 ساعة صدمة كبيرة لأبناء هذا الشعب أفقدتهم الثقة بالقيادة و الادارة العامة للدولة
.
و بطبيعة الحال رسخت هذه التجربة و ما صاحبها من تشريد و هروب من الوطن شعور عميق في وجدان المواطن الكويتي بأن الكويت دولة غير دائمة , دولة من السهل فقدانها و عليه – المواطن – أن يؤمِّن مستقبله في الخارج تحسبا لتكرار ما حدث في الغزو أو أي ظروف مستقبلية صعبة , و هكذا بدأ الكل يعيش على هذه الأرض تحت شعار من صادها عشّى عياله , أي أن عليك أن تشفط كل ما تقدر عليه من كوب الكويت لتضعه في كوب " الخارج " الذي ستحتاج اليه في المستقبل
.
و من هذا المنطلق بدأ الجميع بالاجتهاد و العمل على تأمين المستقبل , فموظف البلدية البسيط يتعاطى رشوة بعشرات الدنانير في حين أن قيمة هذه الرشوة قد تصل الى مئات الملايين للموظفين الكبار من أصحاب المعالي و السمو و السيادة , و هذا ما تسبب في بعض الصدامات بين هؤلاء المجتهدين , فالموارد محدودة في نهاية الأمر , و ان كنت ستُفوِّت الفرصة فغيرك لن يُفوتها
.
و هكذا أهمل الجميع زراعة الكويت و توجهوا بكل وجدانهم و طاقاتهم نحو الـ " الخارج " فنحن ندرس في الخارج و
.
علاجنا في الخارج
.
أعمالنا في الخارج
.
استثماراتنا في الخارج
.
احتفالنا بأعيادنا الوطنية في الخارج
.
عطلتنا الدينية في الخارج
.
اجازتنا الصيفية في الخارج
.
أسعد ذكرياتنا في الخارج
.
تسوقنا في الخارج
.
سرسرتنا في الخارج
.
أدبنا و ذرابتنا ما تطلع الا بالخارج
.
التزامنا في القانون و النظام لا نحرص عليه الا بالخارج
.
بل أن روحنا الوطنية و تلاحمنا الشعبي لا يظهر لنا الا في الخارج , فنحن نعيش في الكويت و كأننا مرغمون على ذلك , نعيش بحزن و تذمر و كآبة ننتظر الفرج بحلول أي عطلة يوم واحد + ويك ئند للهروب الى أقرب بلد عربي أو خليجي لتعود الينا هناك البسمة و النشاط و الحيوية
.
أنا هنا لا أدعي بأن السفر و الترحال جديد على أهل الكويت لكن الجديد هنا هو اللهفة المبالغ فيها على السفر , بل أن حكومة دولة الكويت الغير رشيدة تحولت الى مكتب سفريات يعيد تنظيم أيام العطلات الرسمية لتصبح أكثر تناسبا مع حب المواطنين للسفر , و السؤال الذي أطرحه عليكم , هل تشعر فعلا بأن الكويت تقزيرة ؟ و ان كان الجواب بنعم فأي البلدان تراها دائمة ؟
.
_________________________________________
.
بغض النظر عن اجابتك على الموضوع أعلاه , تحتفل الكويت بذكرى يوم الشيخ عبدالله السالم و التوقيع على دستور دولة الكويت , و بهذه المناسبة ندعوكم لحضور ثلاثة مناسبات قيمة لاحياء هذه الذكرى
.
غدا الثلاثاء , دار معرفي
.
.
الأربعاء , ساحة الارادة
.
.
الأربعاء , دار قرطاس للنشر
.