عند قرائتي لتعليقات الأخوة القراء على الموضوع السابق لفت نظري تعليق الأخ – أو الأخت – أتش أس أس
.
HSS said
كل عام و الكويت بالف خير نتمنا أن نفرح دايما
أخيرا بوست فيه لمحة فرحة هل سنة غير بوستاتك الي قبل سنة و سنتين
.
سأحاول أن أكون صريحا معك يا صديقي , نعم حاولت قدر الإمكان أن لا أُظهر أمامكم مشاعري الحقيقية في هذه المناسبة , ربما لم أحاول أن أظهر الفرحة قدر ما حاولت أن أخفي الحزن العميق الذي أصبح يسيطر علي كلما فتحت شاشة الكمبيوتر للكتابة
.
هل تعلم يا صديقي كم مرة حاولت أن أكتب عن هذه المناسبة ؟ مرة كتبت قصة و مرة كتبت نكته و مرة كتبت دعاء و مرة و مرة و مرة لكن ما النتيجة ؟ قررت مسح كل ما كتبت و فضلت الصمت و وضع هذه الصورة الرمزية للأغنية التي أعتبرها النشيد الوطني الحقيقي لكويت ما بعد التحرير و هي أغنية – أو ملحمة – وطن النهار للفنان القدير عبالكريم عبدالقادر
.
أوكيه أوكيه , لست أفضل من يلعب دور الدراما كوين أو الضحية هنا , و لا أريد أن العب هذا الدور , فبالرغم من اتهامات القراء المتواصلة لي بالتشاؤم الا أنني لا أعتبر نفسي متشائما , أنا فقط ابتُليت بعقل قوي الملاحظة و ذاكرة نشيطة لا تكفُّ عن ايذائي بالمقارنات و التحليلات ذات الحساسية المفرطة
ان هذه الذاكرة اللعينة لا تكف عن فرض صور يوم التحرير على عقلي , في سته و عشرين فبراير واحد و تسعين
.
الجو كان جميل , جميل جدا
برد ربيعي لطيف
مطر خفيف يؤنس أرض و أهل الكويت
نعم كانت السماء سوداء من دخان حرائق النفط
الا أننا كنا نرى نور الشمس من خلفه و نعلم يقيناًّ أننا في النهار
لا أُنكر وجود الدمار من حولنا
لا أنكر تمكن الخوف – أو الرعب – منا , حتى أن الساكنين في بيت عمي رفضوا الخروج من السرداب عندما أخبرتهم بأن الكويت تحررت , كانوا يعتقدون أنه كمين من الجيش العراقي البائس
لم نكن نعيش في أمان
كانت الألغام منتشرة في كل مكان
و لم تكن هناك أبسط أنواع الخدمات
و لم يكن الطعام متوفرا
و لم يكن هناك ماء
و لم يكن هناك كهرباء , الشموع كانت هي البديل الناجح
.
مع كل ذلك , شيء واحد كان موجود و بوفرة غريبة عند الناس , الأمل
.
أقسم بالله أنني أتذكر كم الأحلام و الأمنيات التي كنا نواسي أنفسنا بها على أمل أنها ستتحقق بعد التحرير , بعد التحرير راح يصير جذي , بعد التحرير راح يصير جذاك
.
اليوم تحقق التحرير بتوفيق من الله و جهود الأوفياء حول العالم , عادت الكويت حرة , و عادت الشمس تظهر بوضوح من جديد لتضيء نهار وطن النهار , و لكننا للأسف لم نعد نتحمل ضوء هذه الشمس , فضوءها بدأ يُظهر عيوبنا و نواقصنا , بل أنه أصبح يكشف عوراتنا أمام العالم
.
عادت الكويت دولة غنية
و عادت الحكومة الشرعية
و عادت الديموقراطية الممثلة للأسف بمجلس الأمة
و عادت حرية الصحافة و الاعلام المتعدد
و عادت ملامح التقدم و التطور
أبراج شاهقة , و مباني ذكية , و بورصة يتحول فيها التراب الى كباب , و الفلس الى دينار
و عادت المدارس و الجامعات و المولات و المطاعم و المستشفيات و النوادي الرياضية
.
و لكني للأسف أفتقد الى شيء واحد لم يعد له وجود بيننا أو حتى بالقرب مننا , الأمل
لم أعد اتحسس الايمان بالأمل في قلوب الناس , و لا أرى أي اشارة للحب و التسامح في نظرات أهل الكويت , الكل أصبح طير جارح يتحين الفرصة الذهبية للانقضاض على ضحيته القادمة , و أصبح الناس يصفقون للأقل أدبا في الحوار , و الأشطر نصباًّ , و الأبرع تصنعاً , و الأكثر كذباً , و الأنتن عنصريةً , و الأشرس نهشاً في لحم أبناء وطنه
أنا هنا لا أتكلم عن الحكومة و مجلس الأمة , فهؤلاء غسلت ايدي منهم من زمان , أنا أتكلم عني و عنك , زميلي و زميلك , جاري و جارتك , المواطنين العاديين
.
كتبت و كتبت و كتبت , لا أريد شيئا , فقط أريد الأمل , حتى و ان عدنا نواسي أنفسا و نداعب أحلامنا بما سنحققه بعد التحرير
.
و لكن المشكلة هي التحرير مِن ماذا أو مَن؟
HSS said
كل عام و الكويت بالف خير نتمنا أن نفرح دايما
أخيرا بوست فيه لمحة فرحة هل سنة غير بوستاتك الي قبل سنة و سنتين
.
سأحاول أن أكون صريحا معك يا صديقي , نعم حاولت قدر الإمكان أن لا أُظهر أمامكم مشاعري الحقيقية في هذه المناسبة , ربما لم أحاول أن أظهر الفرحة قدر ما حاولت أن أخفي الحزن العميق الذي أصبح يسيطر علي كلما فتحت شاشة الكمبيوتر للكتابة
.
هل تعلم يا صديقي كم مرة حاولت أن أكتب عن هذه المناسبة ؟ مرة كتبت قصة و مرة كتبت نكته و مرة كتبت دعاء و مرة و مرة و مرة لكن ما النتيجة ؟ قررت مسح كل ما كتبت و فضلت الصمت و وضع هذه الصورة الرمزية للأغنية التي أعتبرها النشيد الوطني الحقيقي لكويت ما بعد التحرير و هي أغنية – أو ملحمة – وطن النهار للفنان القدير عبالكريم عبدالقادر
.
أوكيه أوكيه , لست أفضل من يلعب دور الدراما كوين أو الضحية هنا , و لا أريد أن العب هذا الدور , فبالرغم من اتهامات القراء المتواصلة لي بالتشاؤم الا أنني لا أعتبر نفسي متشائما , أنا فقط ابتُليت بعقل قوي الملاحظة و ذاكرة نشيطة لا تكفُّ عن ايذائي بالمقارنات و التحليلات ذات الحساسية المفرطة
ان هذه الذاكرة اللعينة لا تكف عن فرض صور يوم التحرير على عقلي , في سته و عشرين فبراير واحد و تسعين
.
الجو كان جميل , جميل جدا
برد ربيعي لطيف
مطر خفيف يؤنس أرض و أهل الكويت
نعم كانت السماء سوداء من دخان حرائق النفط
الا أننا كنا نرى نور الشمس من خلفه و نعلم يقيناًّ أننا في النهار
لا أُنكر وجود الدمار من حولنا
لا أنكر تمكن الخوف – أو الرعب – منا , حتى أن الساكنين في بيت عمي رفضوا الخروج من السرداب عندما أخبرتهم بأن الكويت تحررت , كانوا يعتقدون أنه كمين من الجيش العراقي البائس
لم نكن نعيش في أمان
كانت الألغام منتشرة في كل مكان
و لم تكن هناك أبسط أنواع الخدمات
و لم يكن الطعام متوفرا
و لم يكن هناك ماء
و لم يكن هناك كهرباء , الشموع كانت هي البديل الناجح
.
مع كل ذلك , شيء واحد كان موجود و بوفرة غريبة عند الناس , الأمل
.
أقسم بالله أنني أتذكر كم الأحلام و الأمنيات التي كنا نواسي أنفسنا بها على أمل أنها ستتحقق بعد التحرير , بعد التحرير راح يصير جذي , بعد التحرير راح يصير جذاك
.
اليوم تحقق التحرير بتوفيق من الله و جهود الأوفياء حول العالم , عادت الكويت حرة , و عادت الشمس تظهر بوضوح من جديد لتضيء نهار وطن النهار , و لكننا للأسف لم نعد نتحمل ضوء هذه الشمس , فضوءها بدأ يُظهر عيوبنا و نواقصنا , بل أنه أصبح يكشف عوراتنا أمام العالم
.
عادت الكويت دولة غنية
و عادت الحكومة الشرعية
و عادت الديموقراطية الممثلة للأسف بمجلس الأمة
و عادت حرية الصحافة و الاعلام المتعدد
و عادت ملامح التقدم و التطور
أبراج شاهقة , و مباني ذكية , و بورصة يتحول فيها التراب الى كباب , و الفلس الى دينار
و عادت المدارس و الجامعات و المولات و المطاعم و المستشفيات و النوادي الرياضية
.
و لكني للأسف أفتقد الى شيء واحد لم يعد له وجود بيننا أو حتى بالقرب مننا , الأمل
لم أعد اتحسس الايمان بالأمل في قلوب الناس , و لا أرى أي اشارة للحب و التسامح في نظرات أهل الكويت , الكل أصبح طير جارح يتحين الفرصة الذهبية للانقضاض على ضحيته القادمة , و أصبح الناس يصفقون للأقل أدبا في الحوار , و الأشطر نصباًّ , و الأبرع تصنعاً , و الأكثر كذباً , و الأنتن عنصريةً , و الأشرس نهشاً في لحم أبناء وطنه
أنا هنا لا أتكلم عن الحكومة و مجلس الأمة , فهؤلاء غسلت ايدي منهم من زمان , أنا أتكلم عني و عنك , زميلي و زميلك , جاري و جارتك , المواطنين العاديين
.
كتبت و كتبت و كتبت , لا أريد شيئا , فقط أريد الأمل , حتى و ان عدنا نواسي أنفسا و نداعب أحلامنا بما سنحققه بعد التحرير
.
و لكن المشكلة هي التحرير مِن ماذا أو مَن؟
.
.
أُقسم
.
أُقسم
.