Thursday, March 26, 2009

هكذا تكلم النوخذة - سعادة

اقترب الوقت من الفجر , و بدأت خيوط النور تطل من بين ثقوب السواد , انها الحفرة السادسة و الأخيرة , وقف النوخذة بجانبها , و نظر حولها , فوجد البحار مطروحا على الأرض بالقرب من الشاطيء , فسارع النوخذة اليه , و مسح وجهه بماء البحر
.
فتح الشاب عينيه ليجد نفسه بين يد النوخذة , كان مشوشا و لا يرى بوضوح , قال بصوت مسحوب , الماء الماء , أنا عطشان , اسعفني يا هذا بالماء
.
و لكن اتفاقي معكم أن تجدوا لي الكنز أولا , ثم تحصلون على الماء و الطعام , و أنا غير قادر على كسر شروط هذا الاتفاق , قال النوخذة
.
جلس الشاب بصعوبة ثم قال , أرجوك يا سيدي , ما الذي ستخسره لو سقيتني الماء ؟
.
فرد النوخذة , سأخسر التزامي و احترامي لعقودي و اتفاقاتي , و أنت أيضا ستخسر التزامك و احترامك لعقودك , و هذا ليس من صالحك في هذه السن المبكرة
.
انا ملتزم بعقودي , و لكننا نمر الآن في حالة طواريء , فالمسألة مسألة حياة او موت
.
انا اكبر منك سنا و أعرف أن هذه ليست حالة طارئة , لا تخف يا بُني , ستعودون من حيث أتيتم , رد النوخذة , ما اسمك ؟
.
و ما شأنك في اسمي يا هذا , هل أنت سعيد بهذه اللعبة السمجة ؟ انا عطشان
.
سعيد ؟ لا أعتقد أني سعيد بما تعانيه , و لست حزيناً به أيضا , فالسعادة بشكل عام ليست حالة دائمة , هي حالة مؤقته جدا تصيب الانسان عند تحقق ما ينتظر وقوعه من أحداث ايجابية , أو حتى في حالة وقوعها من دون أن يتوقع , فلو سقيتك بالماء الآن ستكون سعيدا للحظات معدودة , ثم ستلتفت الى حاجاتك الأخرى و تطلب مني الطعام , فأعطيك قليلا من الطعام , ستدخل في حالة السعادة مرة أخرى , ثم ستلتفت الى حاجاتك الأخرى و تبدأ بالتفكير في كيفية الحصول عليها , هكذا أنت أيها الانسان , تسعى للحصول على حاجتك الملحة , ثم تشعر بالسعادة , و بعدها تبدأ اوتوماتيكيا بالبحث عن حاجة أخرى , و هكذا دواليك
.
بل أن الانسان يصل في بعض الأحيان الى حالة اشباع جميع حاجاته الأساسية , فينتقل من حالة البحث عن الحاجات الى حالة السعي لتطوير هذه الحاجات , كأن يسعى للحصول على نوعية أفضل من الأطعمة و الملابس و غيرها من الرفاهيات
.
ليست السعادة هي ما أبحث عنه , لكنني أبحث عن الرضا , و أنصحك بالبحث عنه أيضا , فالرضا بما لك و ما عليك هو أقصى مراحل الايمان و التسليم , و الانسان في العادة يكون راضيا بما لديه الى أن تقع عينه على ما عند غيره , و عندها تبدأ المقارنة , ليشعر بأن ما عند غيره أفضل مما عنده , فيبدأ بسؤال الأرض و السماء عن سبب تفضيلهما غيره عليه ؟ و يستسلم بعدها للشعور بالظلم و عدم العدالة , ثم يتحول شعوره السابق بالرضا الايجابي الى خمسة و سبعين شعور سلبي كالحسد و البغض و الحقد اتجاه الآخرين , لا لشيء , الا لأنه يعتقد بأن ما عندهم أفضل من ما عنده
.
فالأب راضٍ بأبنائه , الى أن يرى أبناء أخيه الأكثر تفوقا من ابنائه , ليشعر بعدم الرضا من ما لديه , و الزوج راضٍ عن زوجته , الى أن تقع عينيه على جمال زوجة جاره , فيرمي الرضا جانبا و يتفرغ لاستعراض مساويء زوجته مقابل محاسنها , و العامل راضٍ بأجره الى أن يكتشف أجر زميله فيبدأ بالضجر و الاهمال بالعمل لشعوره بالظلم و عدم العدالة
.
آه
.
لقد تعبت منكم أيها البشر , أتعبتموني بتفننكم باتعاب انفسكم , و بتضييع جهود عقولكم في ما لا ينفعكم , تعجزون عن حل أصغر مشكلاتكم , و تجتهدون لحشر أنوفكم في مشكلات غيركم , تشهرون ألف سيف و عشرات المدافع على زلّات الآخرين , ثم تذرفون أنهار الدموع لأن الآخرين لم يسامحوكم على أخطائكم
.
عليك بالرضا يا بدر , عليك بالرضا يا بني
.
و هنا التفت النوخذة الى بدر فوجده طريح الأرض ينازع الموت , فذهب اليه , و قبّله على رأسه , أسدل أجفانه على عينيه , فخرجت روحه حالا , ثم حمله النوخذة و وضعه في حفرته , و أهال عليه التراب و قال
.
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ , وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ
.
ثم انصرف النوخذة الى الحفرة الأولى , فوجد فهد و قد فارق الحياة داخل حفرته , فأهال عليه التراب و قال
.
لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ
.
ثم توجه النوخذة الى الحفرة الثانية , و هناك وجد أحمد ميت بجانب حفرته , فكرر معه ما فعله مع رفاقه ثم قال
.
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
.
و عند صالح وقف النوخذة برهة ليتأمل في وجهه المبتسم , فوضعه داخل حفرته و دفنه ثم قال
.
وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
.
و عند وصوله الى حفرة علي , كرر النوخذة ما فعله مع أصحابه ثم ابتسم بلطف و قرأ
.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
.
و جاءت الحفرة الخامسة , عميقة جدا , ليس بها كنز , هو باسل فقط , يبكي مرتعبا من رؤية وجه النوخذة , فقد عرف من هو , و عرف سبب وجوده معهم , فقال باسل
.
اتركني أرجوك
.
لقد تركتك قبل ثلاثة أيام بين أمواج البحر يا باسل , ان الامواج هي من أوصلت جثتك الى هذه الجزيرة مع أصدقائك , فاترك هذا الجسد و تعال معي , ليس لدي المزيد من الوقت
.
لم يستجب له باسل , و لكنه أغمض عينيه فقط
.
فقبّله النوخذة على رأسه منتزعا روحه بدون ألم و قال
.
وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ , لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا , وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ .

هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف ليكمل أعمال يومه الجديد
.
انتهى

Wednesday, March 25, 2009

هكذا تكلم النوخذة - مال

كان الوقت قد اقترب الى منتصف الليل , و بدأت الرياح بمداعبة أهل الجزيرة , مذكرة إياهم بليلة البارحة , وصل النوخذة الى الحفرة الخامسة فوجد الشاب و قد انتهي بالفعل من حفر حفرة عميقة

توقف عن الحفر يا صديقي , فلا أتوقع أن يكون الكنز على عمق أبعد من هذه الحفرة

تباًّ , ترى من منا سيجده ؟

لا أعرف , فلم تظهر بوادره على أي منهم حتى الآن , ما اسمك؟
.
اسمي باسل , هل تستطيع أن تقيِّم القيمة الاجمالية للكنز في وقتنا الحاضر؟
.
لست خبيرا اقتصاديا و لكن لنفكر معا , لقد كان مردخاي أحد كبار تجار مملكة اسرائيل القديمة , و كانت مملكة اسرائيل من أغنى المدن في العالم القديم بعد حكم داود و سليمان الحكيم , فقد عقد سليمان تحالفات سياسية مع الكثير من الدول المجاورة عن طريق التزاوج معهم , و قد كان يحظى بحماية المصريين , الا أن ابنه لم يستطع الحفاظ على هذه الثروة , فقد انشقت أغلب القبائل الاسرائلية عنه و كونت مملكة يهودا , و من هنا بدأت الانقسامات الداخلية و الأطماع الخارجية بالتزايد , و هذا ما أدى الى النتيجة الحتمية , و هي غزو البابليين و حرقهم اسرائيل عن بكرة أبيها
.
و قد كان مردخاي يتمتع بذكاء شديد , مما جعله يشعر مبكرا بصدق تنبؤات النبي إرميا بالدمار الذي سيلحق باسرائيل و هذا ما جعله يعد العدة للهروب بأمواله مبكرا , لذلك سعى مردخاي الى التخلص من ارتباطاته التجارية في اسرائيل و بيع كل ما يملك من أصول غير سائلة , و قد صدق عليه القول , أخذ كل ما خف وزنه و زادت قيمته , و استطاع أن يخرج من الأرض المنكوبة برفقة عائلته القريبة و قافلة من العبيد قبل أن تحل الكارثة
.
لقد بدأ رحلته شمالا الى صور في لبنان و منها انتقل الى دمشق و منها الى آرام لينتقل منها الى آشور و من ثم يسلك الطريق المحاذي لنهر دجلة الذي اوصله جنوبا الى ارض الكويت اليوم , و في الحقيقة أنا لم أتوقع سلوكه هذا الطريق الخطر , فالمفروض أنه يهرب بعيدا عن البابليين عبر المتوسط أو باتجاه أفريقيا حتى يكون أبعد ما يكون عن متناول أيديهم , و لهذا قضيت أغلب فترة البحث في تلك المناطق , الا أن مردخاي كان أذكى مني و من رجال نبوخذنصر , فقد تمكن من المرور بمحاذات سلطاتهم بدون أن يتمكنوا من التعرف والقبض عليه , و هذا ما جعله يأتي الى هذه الجزيرة لدفن جزء كبير من ثروته فيها
.
و ما الذي حدث بعد ذلك ؟ سأل باسل
.
لم يذكره التاريخ بعد ذلك , و أنا أعتقد بأنه نجح في تغيير هويته كما فعل غيره من اليهود في تلك الحقبة خشية من التعذيب و التنكيل و التصفية العنصرية , فكرت كثيرا في سبب عدم عودته للكنز و لكني أعتقد أنه مات بعد ذلك بشكل أو بآخر بدون أن يخبر أحد عن مكان كنزه , هه لم تأتي سمعة حرص اليهود على المال صدفة يا صديقي
.
ليس اليهود فقط هم من يحبون المال , كنت اتمنى أن يكون الكنز من نصيبي , لم تجبني يا نوخذة , كم تتوقع ان تكون قيمة الكنز في يومنا هذا ؟
.
كما قلت لك , معلوماتي ليست دقيقة في هذا المجال , الا أن قيمته المادية و التاريخية قد تصل الى عشرات الملايين ان لم يكن المئات , كل هذا يعتمد على الحالة التي سنجده فيها و كيف سنحتفظ بما نريد و كيف سنبيع ما نقرر بيعه
.
رائع رائع يا نوخذة , عاش مردخاي عاش مردخاي , كلمني أكثر عن المال يا نوخذة ؟ كيف سنبيع الكنز و على من ؟ سأل باسل منتشيا
.
واضح انك تحب المال أكثر من اليهود يا باسل , ابتسم النوخذة
.
جدا , جدا , ارجوك لا تدعيّ انك لا تحبه ؟
.
احبه و لا احبه , قضيت نصف عمري في البحث عنه , و سأقضي نصف عمري الآخر في حمايته , ثم سأموت كما مات صاحبنا مردخاي تاركا ماله في بطن الرمال , أو في بطون من لم يتعب عليه يوما , و سيقوم بمسح عرقي بمنديل متعته , هذا هو المال يا باسل
.
لا أفهم ما تقوله , و لكنك لا تبدو لي شغوفا به , فلماذا أضعت حياتك في البحث عنه ؟
.
المال و البنون زينة الحياة الدنيا , و أنا ليس لي بنون , فلم يبقى أمامي الا المال من زينة حياة الدنيا , في الحقيقة أنا لم أعد أعلم ما الذي يدفعني للبحث عن المال , ربما كنت أحد ضحايا غسيل المخ الرأسمالي , فكل ما حولك يدفعك لجمع المال , فأغلب المشاكل التي تراها و انت صغير تدور حول موضوع المال , فوالدك لم يحضر لك اللعبة التي طلبتها بسبب المال , و والدتك غاضبة من والدك بسبب عدم موافقته على سفرتها الصيفية بسبب المال , بالطبع تكرر هذه القصص و المشاهد تجعلك تعرف مبكرا أهمية المال – و كثرته – لسعادتك في حياتك المستقبلية
.
و بعد وصولك الى سن النضوج تبدأ بملاحظة اختلاف معاملة و نظرة الناس للأغنياء عن غيرهم , و يترسخ في ذهنك مفهوم الشخص او العائلة ال ﭬفي آي بي , فكيف تهرب من فخ حب المال و جمعه ؟ ألا تلاحظ اهتمام وسائل الاعلام بكل ما يتعلق بحياة الأغنياء , فوسائل الاعلام و المجتمع يهدر الكثير من الوقت و الطاقات في الحديث عن حياة الأغنياء , اين يسكنون ؟ ماذا يأكلون ؟ أين يتسوقون ؟ كم يربحون ؟ ثم كم يخسرون ؟ بل أن وسائل الاعلام بدأت هذه الأيام بترويج فكرة المسابقات المالية عبر ترويج قائمة أغنياء العالم , و كأنهم يريدون اقناعنا بأننا نعيش في مسابقة من الأغنى ! و أنك ان لم تشترك في هذه المسابقة فأنت فاشل و خارج دائرة الاهتمام
.
أقول يا باسل ربما , ربما نجح المال في تنصيب نفسه المعيار الأول و الأهم للنجاح , هذا ما تعلمناه كشعب و عائلة و أفراد , و قليل من ينجح في الهروب من فخ حب المال , و الأقل من ينجح في الهروب من فخ حب المال و لا يسقط في فخ حب شيء آخر , أسوأ من المال
.
المال يا باسل هو الأمان , هو النجاح , هو العمل , هو تقدير الناس لك , و هذا ليس سيء , فالناس يقدرون كل ما ظاهره يلمع , و يعجزون عن اكتشاف لمعان الباطن , لكني أحذرك يا باسل من استعمال المال في تقييمك لنفسك , و قياس مدى نجاحك , فكما قلت لك , ستقضي نصف عمرك في جمعه , و النصف الآخر في الخوف عليه , ثم تموت و يسعد به من يأتي بعدك
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة السادسة
.
يتبع

Monday, March 23, 2009

هكذا تكلم النوخذة - حب

كان الظلام دامسا , و الليل هادئا على الجزيرة , فتقدم النوخذة ببطيء اتجاه الحفرة الرابعة , و هناك وجد البحار جالسا بقرب حفرة صغيرة جدا لا تتناسب مع الوقت الذي قضاه في الحفر , فسأله النوخذة عن السبب؟
.
فرد الشاب عليه , بدأت بالحفر و لكنني متعب و شعرت بالملل , فأنا لا أعرف شيئا عن مكان الكنز و لكنني على يقين بأني لن أجده , حتى لو قمت بحفر الجزيرة كلها , فأنا أعرف حظي التعيس
.
ما هذا التشاؤم ؟ ما اسمك؟ سأله النوخذة
.
اسمي علي , و أنا لست متشائما , لكن كل يوم يمر في حياتي يثبت ذلك
.
فقال النوخذة , هل أحتاج الى توجيهك لرؤية الجانب الممتليء من الكأس؟ على الأقل أنت اليوم حي ترزق بينما أغلب من كان معك فقد روحه بين الأمواج
.
أنا لا أتكلم عن أحداث الأيام السابقة , فسوء الحظ يلازمني لسنوات طويلة
.
مسكين هو الحظ , فهو المتهم الثاني بعد الدين في اخفاقاتنا و سوء تصرفاتنا
.
هل تعلم أنني قررت الاشتراك في هذه الرحلة هروبا من الحزن و حظي السيء , لقد تطلقت من زوجتي في الاسبوع الماضي , و انظر ماذا حصل , لحقني حظي السيء الى البحر و غرق مركبنا
.
ابتسم النوخذة و قال , ربما كان ذلك من صالحك , هوّن عليك يا بني , فالطلاق و الزواج قسمة و نصيب و لا تُحمل الأمور أكثر من ما تتحمل , عندما تعود سنبحث لك عن زوجة أخرى
.
لا أعتقد أني سأتزوج مرة أخرى , فقد قضيت ست سنوات من عمري مع زوجتي السابقة , خمسة سنوات علاقة حب و سنة زواج , و النتيجة كانت مأساوية
.
ما الذي حصل؟ سأل النوخذة
.
لا اعرف , كانت علاقتنا مضربا للأمثال في الحب و الوفاء قبل الزواج , الا أن الحال انقلب بعد أن تم الزواج , فقد اصبحت العلاقة مملة و معقدة , أضف الى ذلك تدخلات الأهل من الجانبين , و أعتقد أننا لم نستطع استيعاب هذه التغيرات ففضلنا الانفصال
.
لا تقسو على نفسك , و لا تتذمر من حظك , فقد وقعت في فخ يقع فيه الكثير من الشباب حديثي الزواج , فخ المقارنة بين العلاقة قبل و بعد الزواج , و اختلاف لون و درجة حرارة الحب بين العلاقتين
.
فللأسف تساهم البيئة و المعتقدات و المسلّمات و الروايات و الأفلام على رسم صورة واحدة – غير دقيقة – لمعنى كلمة حب , و أنا لا أعترض على ذلك , الا اني أعتقد بأن المعاني الأخرى للحب قد تعرضت للتهميش و الظلم المتعمد
.
أنواع الحب ؟ ماذا تقصد يا نوخذة ؟
.
نعم , الحب أنواع , و لكل نوع متعته , لكن الشعراء و الرواة استثمروا جل طاقاتهم و مهاراتهم في الترويج لنوع واحد من الحب , و هو حب العشاق , و حرارة اللقاء بعد الفراق , و اختلاس القبلات خلف الأبواب و غيرها من التصاوير الاسطورية الخالدة لما تمثله معاني الحب و الغرام
.
حب العشاق يا بني تحكمه عدة عناصر أساسية , و هذه العناصر قد لا تتوفر بالضرورة في علاقة الأزواج , فالحب كالشعلة , تهيجها بعض العوامل و تطفئها عوامل أخرى
.
فأول عامل يزيد اشتعال ما تسميه الحب هو عامل الشوق , في علاقات ما قبل الزواج يقضي الحبيب معظم وقته بعيدا عن حبيبته , فهو محروم من الاقتراب منها وقتما شاء , و هذا ما يجعلهما يعيشان في حالة اشتياق دائم
.
أما علاقة الأزواج فهي غالبا ما تفتقد لهذ العنصر المهم , فالمتزوجون يقضون أغلب أوقاتهم معا , و تتوفر لهم فرصة اللقاء متى ما أرادوا , و هذا بالطبع يُخرج عنصر الشوق من المعادلة , لذلك نقرأ اليوم آلاف القصائد التي تحكي عن الشوق و لوعة فراق العشاق , و لا نقرأ عُشر هذه القصائد عن شوق و لوعة الأزواج
.
أما العنصر الثاني فهو الغموض , فالانسان بشكل عام تزداد اثارته اتجاه كل غامض و جديد , و هذا ينطبق على علاقة الأحباب قبل الزواج , فهم يقضون الفترة الأولى من العلاقة في مرحلة الغموض و الاكتشافات , فكل يوم يحمل مفاجأة أو معلومة جديدة عن الطرف الآخر , و هذا يساعد على ايجاد عنصر المفاجأة و التحفيز الدائم في العلاقة
.
و بالعودة الى علاقة الزواج , فإن عنصر الغموض يكون فقط في فترة البداية , لكنه يتلاشى مع مرور الوقت , فالزوج و الزوجة يصبحان كتاب مفتوح و محفوظ و مكرر لبعضهما البعض , فهما يعرفان أدق تفاصيل حياة بعضهما البعض , و هذا ما يقتل عنصر الغموض شر قتلة , و الأسوأ من ذلك أن أي عادة أو حركة جديدة غامضة تدخل على العلاقة ستجعل الطرف الآخر يشك في أن شيئا ليس على ما يرام
..
و العنصر الثالث هو القدرة على انتقاء وقت اللقاء , فالعشاق و لأنهم يعيشون في حالة اشتياق دائم نتيجة للبعد يستثمرون الكثير من طاقاتهم الذهنية و الفيزيائية في لحظات اللقاء , فالبعد يجعل الحبيب يحبس أو يخزن عواطفه الجياشة اتجاه محبوبته ليطلق سراحها عند اللقاء , و هذا ما يجعل لحظات اللقاء مليئة بالمشاعر الفياضة و الكرم العاطفي
.
أيضا علم الطرفين المسبق بموعد و فترة اللقاء تجعلهم قادرين على تجهيز أنفسهم معنويا و ماديا له , فالحبيبة تستعد بلبس أفضل ما تملك من الملابس و العطور التي ستبهر حبيبها , و الحبيب لن يخيّب ظن محبوبته في اظهار مدى شوقه لها
.
لكن علاقة الزواج تختلف تماما , فالزوج و الزوجة يعيشان تحت سقف واحد , و لقائهم شبه دائم في المنزل , و لذلك لا تُتاح لهم المدة الكافية لتخزين المشاعر , أيضا وجودهم الدائم معا يجعلهم مطّلعين على حالاتهم المتعددة , فالزوجة ترى زوجها و هو يشخر نائما , و هو يراها و هي مريضة تسعل , ثم تراه يمارس عاداته الذكورية السيئة , و هو يراها بالملابس المنزلية بلا مكياج أو اكسسوارات جمالية , أعتقد أن مقصدي واضح و لا أحتاج الى الشرح؟
.
فهمت , قال علي
.
نأتي الآن على العنصر الرابع و هو عدم الالتزام في علاقة العشاق , فبالرغم من الارتباط العاطفي بين العشاق الا أنهم غير معرضين لضغط الالتزام في العلاقة , فعندما يهدي العاشق محبوبته وردة حمراء في أحدى المناسبات يتحول الى أروع رجل على وجه الكرة الأرضية و سيد أسياد الرومانسية , بينما يكون الزوج تحت ضغط الواجب في احضار الهدايا للزوجة في المناسبات و ان أغفل ذلك سيتعرض لشتى أنواع الارهاب النفسي و الاتهامات اللاذعة بالاهمال و الخيانة و عدم الأهلية
.
و عندما تعلن الحبيية لحبيبها عن رغبتها في طبخ طبقه المفضل على العشاء ترتفع أسهمها في بورصة الحبيب الى الحد الأعلى , حتى و ان كانت قدراتها المطبخية متواضعة , بينما تعيش الزوجة تحت رحمة هواجس تذمر زوجها يوميا من الطعام لأنه مالح زيادة أو ملحه ناقص , و لن يكون الحظ حليفها لو ربط الزوج سبب زيادة ملح الطعام بمؤامرات أخرى تهدف جميعها الى اغاضته
.
أما العنصر الخامس فهو عدم توفر بيئة تساعد على تفاقم المشاكل بين العشاق , بينما يعيش الأزواج في حقل ألغام لسهولة انفجار المشاكل في أي لحظة و من ثم اجترارها لسلسلة أخرى من الانفجارات الجانبية لكل سبب و لأي سبب و بلا سبب أحيانا , فترتيب المنزل و مدارس الأولاد و الزيارات العائلية و غلاء الأسعار و حفلة عيد ميلاد بنت الجيران كلها قنابل موقوته تنتظر أقل فرصة للانفجار
.
و العنصر السادس و ليس الأخير هو انحصار علاقة العشاق بين شخصين اثنين يحلون مشاكلهم بأنفسهم في أغلب الأحيان , بينما يتدخل في علاقة الزواج أطراف نعرف أولهم و لا نتوقع آخرهم , فأسرار العلاقات الزوجية و مشاكل الأزواج هي ملح جلساتنا العائلية , بل أن الزوجين يتحولون أحيانا الى كومبارس هامشيين عند تفاقم المشكلة و تدخل الأهل من الطرفين , و هذا ما يجعل السيطرة على المشاكل و آثارها شبه مستحيل في الزواج
.
نعم يا علي , فعلاقة الزواج ليست كعلاقات العشاق , و شعلة حب العشاق ليست كشمعة حب الأزواج , و انتم مبرمجون مسبقا على السعي للحصول على حب العشاق , و عدم الالتفات الى مزايا حب الزواج
.
و هل في الزواج أي شيء ايجابي بعد كل هذه السلبيات؟
.
أولا أنا لم أقل أنها سلبيات , بل هي اختلافات , و على الانسان المقدم على الزواج أن يعرفها مسبقا حتى لا يصاب بالصدمة كما حصل معك , ثانيا نعم , الزواج مليء بالمميزات الايجابية و لكنها للأسف مُهمَلة اعلاميا
.
فالزواج هو الكأس الذي يجمع مشاعر الانسان المتناثرة , و هو البرواز الذي يهذب حدة ردود أفعالنا على ما يدور حولنا , و هو المدرسة التي نتعلم من خلالها الرعي بعد أن كنا رعية , الزواج يوفر عنصر الأمان النفسي و الاستقرار العاطفي , و هذا الشعور لا يتوفر بسهولة في العلاقات الأخرى , أيضا انجاب الأبناء يضيف الى حياة الانسان بُعد آخر لا يشعر به من لم يجربه , فلا متعة تفوق لهفة ابنائك اليك , و لا أمان لك في غير حجر زوجتك
.
هنا بدأ الإعياء يظهر على جسد الشاب من نقص الماء و الطعام , فحاول النوخذة أن يساعده على الجلوس للراحة و قال
.
كل شيء قسمة و نصيب , قسمة و نصيب يا علي
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة الخامسة
.
يتبع

Saturday, March 21, 2009

هكذا تكلم النوخذة - دين

شارفت الشمس على المغيب , و وصل النوخذة الى الحفرة الثالثة , هناك وجد البحّار يحفر بجد و اجتهاد , فبادره التحية و قال

جديتك في العمل تذكرني بأجدادك , أهل الكويت السابقين , ما اسمك؟

اسمي صالح , العمل عبادة كما تعرف

أجل أجل , العمل عبادة , جميل , أنت تعمل بجد للفوز بجائزة الآخرة , و ليس للحصول على الكنز الدنيوي؟

ليس بالضبط , فأنا أطمع للحصول على الاثنان معا , رد صالح

تبدو لي أكثر هدوءا و سكينة من رفاقك , هل التزامك الديني سببا في ذلك ؟

بالطبع , فأنا على ثقة بأن هذه المصيبة اختبار من الله , و أننا انشاءالله سنتجاوزها و نعود الى الديار , و ماذا عنك يا نوخذة ؟ هل تعتقد أننا سننجو ؟

أتمنى ذلك , و لكن تفكيري الآن مرتكز على كيفية الحصول على الكنز, الدنيوي طبعا
.
الكنز ! قال صالح , و ما الذي سيفعله رجل في مثل عمرك بالمال؟ أنت اليوم أقرب الى الآخرة منك الى الدنيا , أنصحك بالاهتمام بشأن آخرتك و ركن الأطماع الدنيوية جانبا

أنت محق يا صالح , أنا أيضا أفكر في مالذي سأفعله بالمال , أعتقد أنني جعلت الحصول على الكنز هدفا لي بالحياة , كما جعلت أنت الدخول الى الفردوس هدفا لك في الحياة

أرجوك , لا تقارن كنزك الدنيوي الزائل بجنة الله الخالدة , فالموضوع مختلف تماما , ألا تؤمن بالأديان ؟
.
فأجاب النوخذة , لقد قضيت عمري كله في التنقل و الترحال من جزيرة الى أخرى , و بلد الى آخر , تعرفت خلالها على عشرات الأديان و المذاهب و الطوائف و المعتقدات , فلم أعد أعرف من منكم على صواب و من على خطأ
.
أنا سألتك عن الأديان و لم أسأل عن الناس ؟ ألا تؤمن بالأديان ؟
.
و ما هي الأديان من غير الناس؟ يا صديقي ان الفكرة الاساسية لكل الأديان تتشابه , فهي جاءت لتجاوب الانسان على ثلاثة اسئلة أساسية , من أين أتينا ؟ و كيف علينا أن نعيش ؟ و الى أين سنذهب بعد الموت ؟ هذه هي الأديان يا بُني
.
أما بقية التفاصيل و التعقيدات فهي تتشكل على شكل القالب الذي تُصب فيه , و البيئة التي تنشأ فيها , و الزمن الذي تتطور من خلاله , و الظروف المحيطة حول من يمارسها , و هذا ما يجعل تفاصيل المعتقدات الدينية تتغير بتغير الزمان و المكان و ظروف الفئة المؤمنة فيها
.
اندهش صالح من كلام النوخذة ,فحاول أن يصحح له أفكاره , لكنك لا تستطيع أن تساوي بين جميع الأديان , فهناك أديان صحيحة و هناك أديان خاطئة ,و لا تستطيع أن تساوي بين الاثنان ؟
.
نعم نعم , أنت محق يا صالح , فالصحيح بالنسبة لك خطأ عند غيرك , و الصحيح عند الآخرين خطأ عندك , و من هنا نشأت الأديان و المذاهب و الطوائف المتعددة , فالاختلافات بين الأديان تبدأ من فكرة نشأة الخلق و تنتهي الى أدق تفاصيل الممارسات الدينية ككيفية مسح القدم في الوضوء و غيرها من التفاصيل الكثيرة
.
كما قلت لك يا صالح , الأديان عبارة عن معتقدات و تعليمات عامة , و الانسان هو من يفسر و يحلل و يطبق هذه التعليمات حسب مفاهيمه الخاصة , فأنا لا أرى للدين رجال , و لكني أرى أديان فصِّلت لكل رجل , و أعتقد أن الأديان تلعب دور ايجابي ان تمت ممارستها حسب هذه المفاهيم العامة, لكنها تتحول – أو يحولها الانسان - الى آلة مدمرة تولد الكراهية عندما يتعامل معها كمقياس وحيد لتقييم الآخرين , المختلفين معهم في الأفكار العامة أو التفاصيل الخاصة للأديان
.
فهمهم صالح ثم قال , و ما رأيك في الاسلام؟
.
فرد النوخذة , لكم اسلامكم و لي اسلامي
.
و ما هو اسلامك ؟ سأل صالح
.
اسلامي هو الحياة البسيطة و العقل الصافي و الأخلاق المتسامحة , اسلامي هو ترك الآخرين يديرون شؤونهم بلا تطفل و لا أحكام مسبقة , اسلامي هو التأمل في الخلق و الخالق , اسلامي هو معرفة الله , و الخشية من الافراط في استعماله و التجني على الآخرين بسلطاته , اسلامي هو عدم تأليه الناس و عدم أنسنة الخالق , اسلامي هو رسالة الأذان الذي علمه محمد – ص - لبلال الحبشي
.
الله أكبر , أن الله عظيم , و هو أكبر من أي شيء و كل شيء
.
أشهد أن لا اله الا الله , أعترف بأن الله هو الإله الوحيد , لا شريك له
.
أشهد أن محمد رسول الله , و محمد هو رسوله
.
حي على الصلاة , و فيها نحمد الله و نتواصل معه
.
حي على الفلاح , و نعمل الخير للجميع و نتعامل به مع الجميع
.
لا اله الا الله , تأكيد على أن الله هو الاله الوحيد
.
فقط ؟ سأل صالح
.
فابتسم النوخذة و قال , لكم اسلامكم و لي اسلامي
.
و في هذه الأثناء كان الظلام يودع النور و قد حل وقت صلاة المغرب فقال صالح
.
هل نصلي المغرب جماعة ؟
.
فأجاب النوخذة صالح , و صلى الاثنان جماعة , و بعد انتهاء الصلاة ودع النوخذة صالح
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة الرابعة
.
يتبع

Thursday, March 19, 2009

هكذا تكلم النوخذة - الديموقراطية

عندما وصل النوخذة الى الحفرة الثانية , كان البحار جالسا على أطراف حفرته الصغيرة , فبادره النوخذة بالسؤال

هل وجدت الكنز ؟

هه , ليس بهذه السرعة

لماذا توقفت عن الحفر اذا؟

اعذرني و لكني لم أشرب أو آكل شيئا منذ أكثر من 24 ساعة

ما اسمك؟ سأله النوخذة

اسمي أحمد

و ما هو عملك يا أحمد؟

أنا لا زلت أدرس في الكلية , رد عليه أحمد

همـــم , غريب , تبدو لي أكبر بقليل من سن الدراسة ؟

نعم , نعم , و لكني متأخر قليلا في الدراسة نتيجة انشغالي الدائم في الأنشطة السياسية الانتخابية

ممتاز ممتاز , أخبرني , ما هي الديموقراطية يا أحمد ؟

الديموقراطية هي أن تحدد أغلبية الشعب الطريقة التي تريد أن تُحكم بها

آه , و هل أنتم تحددون طريقة حكمكم فعلا؟

تقريبا , فنحن من نختار أعضاء مجلس الأمة و هم من يشرعون القوانين و يراقبون الحكومة , ألا تؤمن
أنت بالديموقراطية ؟

فرفع النوخذة رأسه و قال , أنا لا أؤمن بالعناوين المعلبة , و لكني أحلل الممارسات و نتائجها , النظام الديموقراطي قائم على عقيدة أساسية و هي أن الناخب سيصوِّت للمرشح الأفضل للمصلحة العامة, و من بين هؤلاء المرشحين الجيدين سينجح أفضلهم و هو الحاصل على أكبر عدد من الأصوات , لكن الممارسة العملية للديموقراطية عندكم تُظهر عكس ذلك
.
فأنتم يا سيدي تمارسون الديموقراطية العرجاء لنصف قرن , و مع ذلك فأنا أشك في توفر القاعدة الأساسية للديموقراطية عندكم كناخبين , فلا أعتقد أن الناخب الكويتي تتوفر فيه القدرة على التمييز بين المرشح الجيد و المرشح السيء , فأغلب الناخبين لا يقيّمون المرشح من ناحية قدرته على القيام بدوره التشريعي و الرقابي , بل هم يقيّمونه على مدى قدرته على تحقيق المنفعة الشخصية الضيقة لهم , فالمذهب و القبيلة و العائلة و القدرة على تخليص المعاملات – الغير قانونية - لها الأولوية في معاييركم الانتخابية , فعن أي ديموقراطية تتحدث بحق السماء؟
.
و المشكلة هي أن هذا الضياع التام في تحديد الناخب لأولوياته انتقل سريعا الى
جبهة المرشحين فأصبح المرشح يضع كل ثقله على تعزيز أسلحته المذهبية و القبلية و العائلية و قدرته على تخليص المعاملات – الغير قانونية – و تحقيق المنافع الشخصية للناخبين بدلا من استثمار جهده في تطوير مهاراته التشريعية و الرقابية , و هذا ما أدى بالتأكيد الى عزوف المشرّعين و المراقبين الأكفاء عن خوض الانتخابات كونه يعلم مسبقا عدم استساغة المزاج العام لثقل دمه , و تفضيل أغلبية الناخبين لجاره , مندوب تخليص المعاملات
.
و هذا ما جعل أوراق الناخبين مكشوفة أمام السلطة و الحكومة , فالمعادلة هنا سهلة , الناخب يريد المنافع الشخصية و لا يكترث كثيرا للرقابة و التشريع و المصلحة العامة , فما علينا اذا الا تسهيل تخليص معاملات مرشحينا المفضلين في الدوائر الحكومية حتى نضمن حصولهم على الكم الأكبر من الأصوات
.
, و الطريف في الأمر أنهم درسوا طبيعة كل ناخب و النكهة التي يفضلها , فأصبحوا يدعمون مرشح حكومي قبلي النكهة في الدوائر القبلية , و مرشح حكومي مذهبي النكهة في الدوائر المذهبية , و مرشح حكومي دِفِّيــع في الدوائر التي تعتمد على شراء الأصوات , و النتيجة بالطبع مجالس تضيّع تسعين بالمئة من وقتها في توافه الأمور و عندما تريد أن تُفعِّل دورها في الوقت الاضافي من المباراة فإنها تراقب بالصراخ و تُشرِّع قوانين عوراء
.
هذه هي ديموقراطيتكم يا بنيّ , مسرحية متكررة و مملة و لكنها متقنة يؤدي فيها كل ممثل دوره بلا زيادة أو نقصان , حكومة تصريحات , جامدة في الأفعال و ملتهبة على ردود الأفعال , مجلس أمة مزعج , نصف نوابه من الغوغاء , و النصف الآخر دمى تتحرك عن بعد عبر الأقمار الصناعية , و الشعب يقطع التذاكر كل ليلة ليشاهد هذا العرض الهزيل , يدخل المسرحية سعيدا , و يخرج منها غاضبا يقسم بأنه لن يعيد الكرّة , و لكنه سرعان ما ينسى ليلة البارحة و يعود له حماسه في الغد ليشاهد نفس العرض , و حتى لا أكون ظالما فإن أبطال المسرحية قد يصيبهم التماس كهربائي و يقومون بالخروج عن النص , و هذا ما يجعل المخرج يتدخل ليطلق صافرته معلنا توقف المباراة الى أجل مسمى , ليعود بعده العرض بنفس الأبطال و نفس الأدوار مع تغييرات طفيفة غير مؤثرة
.
هذا أنتم , و هذه هي ديموقراطيتكم يا بنيّ , انتخابات و تصريحات و اهدار لأموال البلاد و أوقات العباد , و تناحر ليس له آخر , و النتيجة لا شيء , جعجعة بلا طحين , العالم يتغير من حولكم و أنتم لا زلتم تتساخفون على السخافة بسياستكم و ديموقراطيتكم السخيفة , عُد يا بنيّ الى مدرستك , و كرِّس وقتك لدراستك , فالشهادة قد تنفعك بعد انتهاء المسرحية , و انكشاف الستار عن الكواليس , لتظهر على الجمهور بشاعة وجوه أبطالهم
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة الثالثة
.
يتبع

Tuesday, March 17, 2009

هكذا تكلم النوخذة - المرحلة الخامسة

ذهب النوخذة الى قاربه الصغير و أخرج منه عدة الحفر , ثم قام بتسليم كل واحد منهم مجرفه و بدأ باصطحابهم الواحد تلو الآخر الى المواقع المحددة على الخريطة , و قد كان يحث كل منهم على عدم الانشغال بشيء آخر غير الحفر , و بعد ذلك بدأ النوخذة بجولة اشرافية ليتأكد من سير العمل حسب المطلوب

توقف النوخذة عند أول موقع للحفر و بادر الشاب بالسؤال , ما اسمك ؟

فهد , رد عليه الشاب

كم عمرك ؟

27 سنة

تعمل أم تدرس؟ سأل النوخذة

أنا أعمل

أين ؟

في وزارة الاعلام

و ما هي وظيفتك بالضبط؟

فرد فهد , أعمل في قسم العلاقات العامة , الا أنني لا أداوم بصراحة

فنظر اليه النوخذة بحدة

هل هذا سيء؟ سأل فهد

لا لا , أبدا , لست بهذا السوء يا ابني , رد النوخذة

فأنا لا ألومك على عدم الالتزام بالعمل , و لا ألوم والدك أيضا , فهناك من أرضعكم حليب الاتكالية و التسيب مذ أن كنتم صغارا في المهد , لقد شهد الكويتيون عملية تغيير جيني بعد اكتشاف النفط , فالكويت مرت بثلاثة مراحل رئيسية , و أعتقد أنها ستمر بمرحلتين لاحقتين في المستقبل

فتوقف فهد عن الحفر و بدأ يحدق باستغراب الى هذا العجوز , عن ماذا تتكلم ؟ أي مراحل و أي حليب و أي عمليات جينية؟

إعرف يا ابني أن كل دولة تمر بمراحل مختلفة , و بلادك مرت أيضا بمراحل غير ثابته , و ستنتقل من المرحلة الحالية الى مرحلة مختلفة في المستقبل

فاللبنة الأولى لتأسيس الكويت ككيان مستقل يسكنه شعب ذو خصوصية بدأت قبل ثلاثمائة سنة تقريبا , و قد واجهت الكويت الكثير من الأحداث السياسية و التاريخية الصعبة خلال هذه الفترة , حتى أن بعض هذه الأحداث كادت أن تلغي استقلال الكويت بلمح البصر , فأنت تعلم بأن الكويت تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يجعل السيطرة عليها هدفا للقوى العظمى في المنطقة
.
و عندما أتذكر حياة أهل الكويت في تلك المرحلة فإنني أتذكر كيف كان هذا الشعب يعاني من ظروف الحياة القاسية و الفقر الشديد في تلك الفترة , مما جعل أغلبهم يعملون في أخطر المهن السلمية في ذلك الوقت و هي مهنة صيد اللؤلؤ و السفر الى الهند عبر البحر لأشهر طويلة , يحدث فيها كل ما تتوقعه و ما لا تتوقعه من أحداث و مآسي كثيرة كما حصل معكم في رحلتكم , فكم من أم مات أولادها بعيدا عن عينها في البحر , و كم من طفل وُلد بدون أن يعرف والده الذي مات غريبا في هذا البحر المظلم

و بالرغم من انغماس أهل الكويت في الكفاح من أجل لقمة العيش و تكيف جيناتهم مع قسوة الحياة الا أنهم لم يستطيعوا السيطرة على نفوسهم بشكل جيد في المرحلة الثانية , و هي مرحلة اكتشاف أهم ثروة في العالم , و في الوقت الصحيح و هي ثروة النفط التي نقلت الكويت و شعبها من حالة الكفاح من أجل البقاء الى حالة الازدهار و الاسترخاء , و هذه حالة طبيعية تصيب أي انسان أو دولة تحصل على الثروة بوقت قصير و من دون جهد يذكر , فبدأت الحكومة بتدليل شعبها - المكافح سابقا – من خلال ضمان السكن و التعليم و العلاج و فرص العمل للجميع , مع ضمان الرواتب لمن يعمل و من لا يعمل , أيضا بدأ ضخ الأموال عبر التثمين و انشاء المشاريع العمرانية العملاقة من بناء للمناطق و الشوارع الجديدة مما فتح المجال أمام كل من كان يرفض الاسترخاء و يتمسك بالعمل و الكفاح ليصبح تاجرا لا يشق له غبار
.
هكذا كان وجه كويت ما بعد النفط , ثروة , رفاهية , عمران , نهضة في جميع المجالات , لكن هذا كله لم يحدث بلا سلبيات , فقد تحولت جينات هذا الشعب المكافح المقاتل من أجل البقاء الى جينات طفل مدلل يعتمد على رعاية حكومته في كل شيء , حتى أنهم أصبحوا لا يقبلون بتحمل مسؤولية أخطاؤهم الجسيمة كما حصل قبل نهاية المرحلة الثانية في أزمة المناخ , حيث اعتمد الخاسرون على أموال الحكومة لانقاذهم , و من تلك اللحظة اتفق الشعب و الحكومة ضمنياًّ على مبدأ عدم محاسبة كل منهم للآخر على أخطائه , و سقطت من قاموس الكويت كلمة مسؤولية
.
أما المرحلة الثالثة يا صديقي فقد بدأت بأعنف صدمة تاريخية تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في القرن العشرين , عندما غزا الجيش العراقي بلادك و شرد شعبها المسالم , و بالرغم من عودة أرض الكويت حرة و اعادة اعمار الدمار المادي للغزو , الا أن الشعب لم يتحرر نفسيا من آثار هذا الدمار الذي خلفته هذه الهزّة العنيفة, فقد تغلغل الشعور بأن كيان الدولة مؤقت و غياب الأمن و عدم قدرة الحكومة على ادارة الدولة و تطبيق القانون في نفوس المواطنين , و هذا ما جعل الغالبية يسعون شعوريا أو لا شعوريا الى تأمين أنفسهم ماديا و جغرافيا من أي احتمالات مستقبلية
.
و مع سيطرة هاجس عدم الشعور بالأمان و تراكم الشعور بعدم الثقة اتجاه الادارة الحكومية أصبح من السهل على المواطنين القيام بكسر القانون و التعدي عليه , و بالطبع فإن هذه العادة السيئة بدأت بالانتقال من الخاص الى العام و من الكبير الى الصغير و من المواطن الى المقيم حتى وصلتم الى مرحلة الفوضى الأخلاقية و القانونية التي يُعتبر فيها الالتزام بالقانون فعل شاذ يستحق عليه التأنيب و التقريع
.
كل ذلك يتم بخطوات واضحة و ثابته أمام مرأى و مسمع من السلطة العاجزة , و التي شاركت بدورها بشكل فعال في خلق هذا الوضع و لم تبذل أقل جهد للسيطرة عليه , و اليوم أنتم كشعب و دولة تستطيعون ارتكاب كل هذه الأخطاء الضخمة و أكثر , فأموال النفط أضخم بكثير من أخطائكم و تستطيع – مؤقتا - أن تستر عوراتكم , الا أن النفط لن يدوم , و تاريخ الانسانية لن يتوقف بتوقف النفط , فسيأتي اليوم الذي تنضب فيه هذه الثروة أو تفقد قيمتها كمصدر وحيد للطاقة في العالم , و عندها ستقف سفينتكم عارية في وجه العاصفة , و أنت تعلم النتيجة
.
و لأنكم تنتمون الى دول العالم الثالث و لستم كالسويد أو النرويج فالمتوقع دخولكم المرحلة الرابعة بدون أي استعداد مسبق أو خطة بديلة, و هي مرحلة شح مصادر الدخل المادية و عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المادية , و في ظل ازدياد معدل الفساد الحكومي و الانحدار العام للقيم الأخلاقية , مع غياب سلطة القانون لا أستبعد أن تشهد هذه المرحلة فوضى عارمة تجتاح البلاد , و توقع أن ترى حدة التجاذبات و الصراعات الداخلية تصل الى مرحلة استخدام العنف و المواجهات المسلحة , نعم يا فهد , وفرة المال اليوم تستطيع أن تطفيء مستصغر الشرر هنا و هناك , الا أن غياب المال سيحرق يابسكم قبل أخضركم
.
هنا توقف فهد عن الحفر و قد ازدحمت الدموع في عينه , فسأل النوخذة ؟ ما الذي تقوله يا رجل ؟ و هل بعد كل هذه الأحداث سنشهد مرحلة خامسة ؟

لم يبتسم النوخذة و وجّه نظرته الثاقبة الى فهد ثم قال

ستنتهي المرحلة الرابعة على تفكك عام في الداخل , و مؤامرات متشابكة بين أطراف الداخل و الخارج , مع استمرار ضعف سيطرة الحكومة و السلطة , و شح في الأموال , و غياب للقانون , و ضمور روح الانتماء الوطني لأبناء الشعب , و فتور في استعجال الدول الكبرى لحمايتكم , و هذا ما سيجعلكم تعودون الى المربع الأول لتتكرر ظروف المرحلة الأولى , و تنتقلون من حالة الرفاهية و الرخاء الى حالة القتال من أجل البقاء و مواجهة التهديدات المستمرة للحفاظ على استقلال دولتكم , و أنا أشك في قدرتكم على ذلك , لأنكم أصبحتم شعب قابل للذوبان
.
سيأتي هذا اليوم , عاجلا أم آجلا
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة الثانية
.
يتبع

Sunday, March 15, 2009

هكذا تكلم النوخذة - العاصفة

.
.
في يوم حار من أيام صيف عام 2009 اشتدت الزوابع البحرية على مجموعة صغيرة من الشباب الكويتي المشارك في رحلات الغوص التابعة للنادي البحري الكويتي , و قد اشتدت العواصف و الزوابع على مركبهم الذي بدأ يرقص كالريشة بين أمواج البحر مما جعلهم يفضلون الهروب و القفز من على ظهره الى البحر مباشرة عل و عسى يستطيعون النجاة بأرواحهم من مخالب هذه الكارثة

و بعد صراع طويل بين السابحين و أمواج البحر العاتية استطاع ثلة قليلة منهم الوصول الى جزيرة قاروه الكويتية , تلك الجزيرة الصغيرة و البعيدة نسبيا عن شواطيء مدينة الكويت , و هناك تغلب الجهد و التعب على أجسامهم النحيلة مما جعلها تتسابق الى الانبطاح على رمال الجزيرة محاولين نسيان ما مروا به من أحداث مرعبة و خلدوا جميعا في نوم عميق
.

.
مع اشراقة اشعة شمس اليوم التالي نهض أحدهم من نومه ليرى بجانبه خمسة من رفاقه , فبدأ بإيقاظهم من النوم ثم نظر حوله للبحث عن ناجين آخرين قد تمكنوا من الوصول الى الجزيرة بعدهم , الا أنهم لم يجدوا احدا

و من هنا بدأ بالتفكير في كيفية العودة الى أراضي المدينة و كيفية الصمود في هذه الجزيرة المهجورة بلا ماء أو طعام , خاصة و أن حرارة الشمس لم تكن أرحم عليهم من عاصفة البارحة , و بينما هم يفكرون فيما سيفعلونه وقف أحدهم أمام الشاطيء مطلقا نظراته في عمق الأفق ليبتسم فمه بدون أن يشعر و يبدأ بالتلويح و القفز و الصراخ , نعم , انه قادم
.
.
كان القارب الخشبي الصغير يقترب الى الشاطيء ببطيء شديد بينما اصطف البحارة على الشاطيء منتظرين وصوله اليهم عله يكون فرصتهم الأولى و الأخيرة للنجاة و العودة الى أراضي المدينة

و عند وصول القارب الصغير نزل منه رجل طاعن في السن ذو جسد نحيل و ملابس رثة حتى أنهم شكوّا في أنه يحتاج الى مساعدتهم أكثر من حاجتهم الى مساعدته , وقف الرجل صامتا يتفرس وجوههم بنظرات تختلط فيها حدة الاتهام باضطراب الاستفسار , فبادر أكبرهم سنا بالترحيب به

هلا هلا عمي , حمدلله أننا وجدناك , لقد غرق مركبنا بالأمس و لم ينجو منه أحد الا نحن السته
.
لم يبدي الرجل أي تعاطف معه , فنظارته لا زالت حادة , و لكنه رد عليهم السلام بهدوء و وقار مع مسحة من عدم الاهتمام

و من هنا التف الشباب حوله و بدأ كل منهم يوجه له مجموعة من الأسئلة و الاستفسارات

فسأل الأول , من أنت و مِن أين أتيت ؟

فرد عليه الرجل , ليس مهما من أنا , و ليس مهما من أين أتيت , تستطيع أن تناديني باسم النوخذة

فسأل آخر , حسنا يا نوخذة , يبدو لي أنك قد تجاوزت الثمانين عاما ؟ هل أنت من أهل الكويت ؟

فرد عليه النوخذة , ثمانين عاما هي أكثر من نصف عمري بقليل , و أنا أعيش بين بحار و جزر العالم , لكني أعرف الكويت جيدا و لي فيها الكثير من الذكريات

فسأله ثالث , و ما الذي أتى بك الى هنا , في هذه الأحوال الجوية المضطربة ؟
.
عمري تجاوز المئة عام , قضيت آخر سبعين منها في البحث عن كنز مردخاي , و بعد أن اقتصصت أثره في عشرات الجزر حول العالم القديم , اكتشفت أنه شوهد آخر مرة مع الكنز عندما توقف في هذه الجزيرة الصغيرة للراحة , و بعدها لم يعد له ذكر

هنا بدأ الجميع بالتساؤل , من هو مردخاي ؟ و ما قصة هذا الكنز ؟ و ما الذي جعله يمر من هنا ؟

مردخاي هو أغنى أغنياء مملكة اسرائيل القديمة , و قد تمكن من الهرب من جيوش نبوخذنصر الذي حرق اسرائيل عن بكرة أبيها و قام بتهجير أهلها قبل حوالي الفان و خمسمئة سنة , و قد ظل مردخاي يهرب من سلطات نبوخذنصر مع ثروته من مكان الى آخر , و كانت أغلب ملاجئه في الجزر الغير مأهولة , و أنا هنا أتقفى أثره

فسأل أحدهم , و هل انت قادر على تحديد مكان الكنز بالضبط ؟

رد النوخذة عليه بعد أن همهم طويلا , لا استطيع تحديد الموقع بالضبط , الا أنني تمكنت من تحديد ستة مواقع على هذه الجزيرة , و سيكون الكنز تحت أحدها بالتأكيد

بدأت نظرات الريبة تنتقل بين البحارة و قد بدى عليهم الاعياء و الجهد نتيجة عدم الأكل و الشرب بالاضافة الى حرارة الشمس اللاهبة , فبادر أحدهم قائلا

هل نجد عندك شربة ماء؟ أو لقمة نسد بها جوعنا و نصبِّر بها أجسادنا ؟

ابتسم هنا النوخذة و قال , سيكون لكم ذلك و أكثر , لكن عليكم تنفيذ شَرطي أولا

فرد عليه الجميع , و ما هو شرطك؟

كما ترون يا رفاقي , أنا شيخ طاعن في السن , و لم تعد لي قوة على الحفر , خصوصا و أنني بحاجة الى حفر ستة مواقع , لذلك فإنني أطلب من كل واحد منكم أن يقوم بحفر أحد مواقع الكنز , و بعد انتهاءكم من الحفر و الحصول على الكنز , سأقتسم نصفه معكم , و سأعطيكم كل ما معي من شراب و طعام , أيضا سآخذ أحدكم معي الى مدينة الكويت حتى يطلب النجدة لرفاقه , فما هو ردكم ؟

تشاور البحارة لبرهة ثم اتفقوا على ان لا خيار أمامهم غير القبول بهذا العرض , فمن يعلم , قد يكونوا بالأمس ناجين من الموت بإعجوبة , و يصبحوا في الغد من أصحاب الملايين

هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى قاربه الخشبي الصغير

.
يتبع

Thursday, March 12, 2009

لقطة نادرة

لقطة نادرة لاجتماع تم خلف الكواليس في الاسبوع الماضي
.

Saturday, March 07, 2009

الوضع السياسي

.


.


.
أفضل تحليل للوضع السياسي في الكويت
.
سلطان ما الدنيا الا حديقة غنّاء
.
عادل انا عمري ما مثلت بطولة أي مسلسل مو من تأليفي
.
محبوبة هذا ولدنا , تربيته من شأننا , ما نخلي الأجانب يربونه
.
سلطان صعب وايد الريال يعتذر
.
محبوبة لكن سهل وايد انه يغلط
.
سلطان كان يتمنى طول عمره اني اكون طبيب , لكن هذي امكانياتي
.
محبوبة الوالدة الوالدة الوالدة , كل مشاكلكم تحطونها على ظهر الوالدة
.
عادل أبي نصيبي من ورث أبوي
.
قماشة الفلوس وززز طارت
.
قماشة خلالنا الفين و خمسين فلس
.
نسمة القهر ان انا وياه بدار وحده .. لا علمني لا قالي
.
مرزوق بايق خمس ملايين و رايح سويسرا يتشقق هناك
.
محبوبة الحب يا خالتي ماهو امتلاك
.
حنان احنا صحيح عايشين ببيت واحد , لكن يا خالتي كل واحد بصوب
.
حنان طاعي شسويتي بعادل من دلالج , يبيلي خمس سنين عشان اعالجه
.
سلطان هذي أمنا و اللي تسويه احنا راضين فيه
.
سلطان اللي مو عاجبه , الباب ياسع جمل
.
سلطان حنضل عنده عقارات و عنده اراضي و عنده فلــــــــــوس
.
بعد فوات الأوان