Wednesday, November 28, 2007

سياسة السماء - 5

و الآن نأتي الى خاتمة السلسلة و مناقشة فكرة مدى تقبل الدولة الاسلامية - الدولة و ليس الدين - لمفاهيم الليبرالية و العلمانية و الديموقراطية ؟

نجحت التيارات السياسية الاسلامية في تبني و نشر فكرة الدولة الاسلامية الحديثة التي تطبق أحكام الشريعة و تعتبرها المصدر الوحيد للتشريعات , و لا أبالغ ان قلت أن الكثير من الشباب المؤمن – المتحمس سياسيا – اقتنع بهذه الفكرة الى حد الهوس

و قد تطورت هذه الفكرة الى أن أصبحت الهدف الأسمى الذي يسعى لتحقيقه غالبية أتباع التيارات السياسية الدينية , بل أنهم أصبحوا يروجون هذه الفكرة كحل مثالي لحل مشاكلنا الحالية من خلال ترويج شعار الاسلام هو الحل

و السؤال المطروح هو , ما هي مكونات الدولة الاسلامية ؟ و من أين جاءت الفكرة ؟ و السؤال الأهم من أين جاءت هذه الصورة المثالية للدولة الاسلامية ؟

تختلف نظريات الدولة الاسلامية و مفهومها من شخص لآخر و من تيار لآخر , الا أن الفكرة الرئيسية تنحصر في دولة تحكمها حكومة تستقي قوانينها و تطبيقاتها مباشرة من الشريعة الاسلامية و لا تعترف بالمصادر الأخرى للتشريع , و تعتبر المملكة العربية السعودية و جمهورية ايران الاسلامية نموذج حي على أحد انواع الدول الاسلامية , الا أننا نجد المتحمسين لفكرة الدولة الاسلامية يرفضون مقارنة فكرتهم الوردية بهذين المثالين كون المستمسكات كثيرة على النظامين

و هذا ما يجعلنا نسأل , اذن ما هو نموذجكم المثالي؟

ما هو منظوركم لتطبيق الشريعة في دولتكم المنتظرة؟ الى أي حد ستتعمقون في التطبيق؟ نحن نعلم أن الدين ينقسم الى جانبين , معنوي و مادي , فكيف ستطبقون الجانب المعنوي؟ و الأجدر هنا أن نسأل كيف ستطبقون الجانب المادي؟

كيف ستقنعوننا بصحة – و شرعية – قوانينكم المستحدثة من اجتهاد قابل للصواب و الخطأ ؟ و ما هو ضمانكم على صحة تطبيق هذه القوانين؟ هل تضمنون لنا الجنة مقابل الالتزام بقوانينكم ؟ هل تضمنون الجنة لأنفسكم ؟ هل عندكم دليل قاطع على ضمانكم – لنا و لكم – للجنة ؟

كيف ستحلون اشكالات الاختلاف في التفسير و الفتاوى؟ هل تضمنون لنا أن حل هذه المشاكل سيتم بطريقة سلمية ؟ و السؤال الأهم

ما هو مصير الأسرة الحاكمة ؟ هل تريدون سلبهم و تعيين الخليفة أميرا للمؤمنين ؟

ما هو وضع الدستور ؟ ما هي المواد التي ستعبثون و تبربسون بها بعد الأسلمة؟

أعتقد ان رواج فكرة الدولة الاسلامية ازدهرت لسببين متشابكين

السبب الأول هو الحالة التعيسة و الأوضاع الصعبة - فقر و جهل و قمع - التي تعيش فيها معظم دول الشرق الأوسط – أغلب سكانها مسلمين – المحكومة بالنظم الجمهورية و الدساتير الوضعية الغير اسلامية

السبب الثاني هو ترسخ الصورة المشرفة و الشبه مثالية التي تروج لها التيارات الاسلامية عن تاريخ المسلمين الأوائل الذين تمكنوا من حكم العالم في زمن سابق

و من هنا استطاعت التيارات السياسية الاسلامية دمج هذين السببين لاقناع الأمة بفكرة جوهرية و هي أن ما نعانيه اليوم من ضعف و هوان و فقر يعود بالأساس الى ابتعادنا عن الاسلام و الرب و أن السبيل الوحيد للصعود مرة أخرى هو العودة الى الاسلام من خلال اعادة دولة الخلافة و تطبيق الشريعة

و لكن السؤال الأهم هو , هل هذه الصورة المثالية صحيحة؟ و هل تطبيق الاسلام و الشرع هو سبب نجاح دولة الخلافة في السيطرة على العالم؟

من خلال قرائتي البسيطة جدا في التاريخ الاسلامي – لا أدعي التبحر به – اكتشفت أن تاريخ الدول الاسلامية لم تكن مصبوغة باللون الوردي دينيا , ففساد و اسراف الحكام و الولاة كان أمرا شائعا , و ظلم علماء الأمة و سجنهم أيضا كان أمرا شائعا , و الحروب بين الدويلات و العوائل الحاكمة كان أمرا متكررا , نعم كانت الدولة مزدهرة دنيويا – عسكريا , علميا , اقتصاديا – لكنها لم تكن دولة الفضيلة الدينية

أيضا لا أعتقد - شخصيا - بأن تطبيق الدين – قانونيا - هو الوصفة السحرية التي ستعيد المسلمين الى سابق عهدهم , فالدول العظمى – الغرب الكافر - اليوم لا تطبق أي دين بشكل صحيح,الا أنها تسيطر على العالم من خلال قوتها الاقتصادية و العسكرية و العلمية و الصناعية و السياسية . أعترف بأن الدين له الكثير من الجوانب الأخلاقية الايجابية الا أن الأخلاق الحميدة ليست السلاح المثالي لمواجهة عسكر و صناعة و اقتصاد الأعداء

و بالمناسبة هل ستكون هزيمة الأعداء – الكفار – أحد أهداف الدولة الاسلامية ؟ هل ستنشيء دولة كويت ستان جيشا عملاقا يغزو الدول الأخرى لنشر الاسلام و استعادة أمجاد الأجداد في الأندلس و القسطنطينية؟

على طاري كويت ستان , ألا تمنع كويت ستان الخمور ؟ ألا يمنع دستورها اقامة الملاهي و المراقص الليلية ؟ ألا تحرّم قوانينها – الحالية – لعب القمار ؟ أليس قطاعها المالي متخم بالمؤسسات المالية الاسلامية ؟ ألا تمنع كويت ستان طلابها من أكل صمون الفلافل مع طالباتها تحت سقف واحد؟ ألا تفرض علينا حكومة كويت ستان دفع زكاة – المسخ – الواحد بالمئة؟ ألا تغرم كويت ستان من يجاهر بالافطار في نهار رمضان؟ ألا تغلق أبواب السينما في العشر الأواخر لعدم الهاء المؤمنين – أتعب عالايمان – عن العبادة؟ ألم تمنع كويت ستان عبر مجلسها البلدي – الموقر – توسعة و اقامة دور عبادة للديانات الأخرى ؟

هل هناك مجال حقيقي لاضافة قوانين دينية – تنموية – أخرى بعد تحول كويت ستان الى دولة اسلامية رسميا؟

الى متى - و الى أين - سيستمر هذا الهوس الديني الدنيوي؟ ألا تشعرون بمدى التلوث الذي أصاب الدين من جراء هوسكم – أو هلوستكم بمعنى أصح؟

ألا ترون أن صلاة و صيام و زكاة الاجبار تعتبر تلويثا للدين ؟ ألم يخبركم علمائكم بأن الجانب المادي للعبادات الدينية لا معنى له ان لم يكن مقرونا بنيّة صادقة في الجانب المعنوي لهذه العبادات؟ أم أن تطوركم التكنلوجي يسّر لكم اختراع جهاز يكشف النوايا المعنوية ؟

أبلغوني أن تمكن أحدكم من الاجابة على نصف هذه الأسئلة حتى أرسل له بقية تساؤلاتي حول جنتكم الدنيوية المنشودة , نعم أعترف بأن النظام العلماني – فصل الدين عن الدولة – ليس مثاليا الا أن تطبيقه مع معرفة عدم كماله أفضل الف مرة من خداع الأمة بسراب الدولة الاسلامية المثالية
.
الجواب على السؤال الأول
.
الدولة الاسلامية لا تتفق مع الدين الاسلامي حتى تكون متفقة مع الليبرالية و العلمانية و الديموقراطية
.
نقطة

ألخص هذه السلسلة

ضرورة التعامل بدقة شديدة مع التسميات و المصطلحات حتى لا نخلط الأمور

ضرورة الفصل بين المنهج الفكري العام و الأشخاص الذين يمارسونه على أرض الواقع

ضرورة الاعتراف بعدم وجود نماذج الخير و الشر المطلق بعد انقطاع الوحي الالهي بوفاة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

ضرورة الفصل بين اسلام الوحي في عهد الرسول – ص – و اسلام الاجتهاد القابل للصواب و الخطأ

العلمانية لا تعادي الأديان و لكنها حل محايد لضمان عدم صراع و اقتتال أتباع هذه الأديان

مع وجود الرسول – ص- في سدة الحكم تنتفي الحاجة الى مدارس الفكر الأخرى , و لكن وجودها ضرورة حتمية عند اختلاف المعتقدات و الطوائف بعد وفاة الرسول

رغم النجاح الباهر في نشر الاسلام , الا أن الدول الاسلامية السابقة لم تكن مثالية دينيا

تزدهر فكرة الدولة الاسلامية نتيجة الأوضاع التعيسة التي يعيشها المسلمين حاليا في ظل حكم الأنظمة الوضعية

تطور و ازدهار الدولة يرتبط أساسا بالقوة العلمية و العسكرية و الاقتصادية بغض النظر عن مدى التزام الحكومة للدين

الدولة الدينية هي أول عدو و مخرب للدين

انتهى

Sunday, November 25, 2007

سياسة السماء - 4


هل يتعارض الاسلام مع الليبرالية؟

هل يتعارض الاسلام مع العلمانية؟

هل يتعارض الاسلام مع الديموقراطية؟

للجواب على هذه الأسئلة سأحتاج للعودة الى الحلقة الأولى و تعريف الاسلام كدين , ثم يجب علينا التفريق بين هذا الدين و بين معتقدات من يمارس هذا الدين في وقتنا الحالي

فالاسلام كدين يرتكز على الأركان الخمسة – شهادتين , صلاة , صيام , زكاة , حج – بالاضافة الى بعض الأحكام و الممارسات التي قام بها الرسول صلى الله عليه و سلم أثناء حياته و هي تحمل الطبيعة المتسامحة و الأخلاق الطيبة في مجملها

أما ما يمارسه المسلمين اليوم فهو الاسلام الأساسي بالاضافة - أو باستثناء - الى الكثير من المعتقدات المكتسبة عن طريق الاجتهاد الذي مارسه الصحابة و من أتى بعدهم منذ وفاة الرسول الى يومنا هذا , و هي كما ذكرت سابقا جديرة بالاحترام الا أنها ليست حجة و برهان قاطع

قد يتسائل البعض عن سبب اصراري – و تكراري – لفكرة عدم توفر صفة الحجة و البرهان على ما حدث – اسلاميا – بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم , الجواب ببساطة أن الرسول كان انسانا معصوما لا ينطق عن الهوى و هو من أسّس الاسلام بأفعاله و أقواله , أما من اتى بعده فهم بشر مجتهدون و قد تكون اجتهاداتهم صحيحة و قد تكون خاطئة

أيضا يجب علينا الانتباه و عدم الغفلة عن أن اجتهادات هؤلاء كانت تختلف في الكثير من الأحيان و قد وصلت حدة هذه الاختلافات الى اشتعال الحروب و الفتن بين المسلمين , فكيف أعتمد عليها او على بعضها في تسيير أمور حياتي الآن بعد الف و أربعمئة سنة؟ و كيف أعالج بهذه الاجتهادات مصاعبي اليومية و تفضيلها على الحلول العصرية الأكثر تأقلما مع العقل و الزمن الحالي؟

و هنا يجب علينا التفريق بين اسلام المرحلة الأولى المدعوم بالوحي و عصمة الرسالة – الرسول - و بين اسلام ما بعد الرسول المعتمد أساسا على الاجتهاد في التفسير لارادة الوحي و عصمة الرسالة . و من هنا يجب علينا استيعاب حقيقة انتمائنا الى اسلام الاجتهاد و التفسير القابل للصحة و الخطأ, و علينا عدم المكابرة على هذه الحقيقة و وضعها أمام أعيننا بشكل دائم – خصوصا عند اختلاف المسائل الفقهية – و خصوصا مرة أخرى عند مناطق تعارض المسائل الفقهية مع المسائل العلمية و السياسية و غيرها من المجالات

و السؤال هو ما الذي يربط المفاهيم – أعلاه – ببعضها البعض؟

سأبدأ بالاجابة على هذا السؤال بأن هذه المفاهيم و التوجهات الفكرية لم تبدأ مرتبطة بالاسلام و تولد خصيصا لمحاربة الاسلام – الدين – فمعظم من أسس و بلور هذه المفاهيم أوجدها لحل مشاكله و سد احتياجاته الخاصة و التي تحوم أغلبها في فلك المجتمع المسيحي – العلمانية و الليبرالية خصوصا

و بالرغم من ارتفاع احتمالية اشتراك الشخص في الايمان بهذه التوجهات الفكرية , الا أنه من الخطأ الخلط بينها و التعامل معها بالجملة كما يفعل البعض, فالفكر الليبرالي يروّج للحرية و الاختيار و المساواة في مواجهة الفكر الديني – التقليدي الحالي – الذي يؤمن بصحته المطلقة و عدائيته الواضحة و انتقاصه لغيره من المعتقدات و الأديان

و من هنا نشأت فكرة العلمانية – فصل الدين عن الدولة – كضرورة ملحة تضمن – على الأقل – عدم سيطرة معتقدات دين أو مذهب واحد على المجتمع المكون من نسيج اجتماعي تختلف فيه الأديان و المذاهب و المعتقدات , فالعلمانية هي من جعلت المسيحي الكاثوليكي يعيش بسلام الى جانب المسيحي البروستنتاني , و العلمانية هي من جعلت اليهودي يطمئن للعيش في بلد غالبية سكانه من المسيح , و العلمانية هي من تضمن حقوق العراقي السنّي أمام العراقي الشيعي في ربوع شارع ادجور رود الانجليزي رغم تناحرهم الطائفي في بلدهم الأم

و بسبب حساسية المعتقدات الدينية – التقليدية - و تشنج الفكر السياسي – المبالغ به - و من يمارسه فقد ارتبطت كلمة العلمانية بمحاربة الديانات مما جعل الناس يربطون بينها و بين الالحاد – عدم الايمان بالآلهة و الأديان - و التعامل معهما كوجهان لعملة واحدة و هذا التعامل غير صحيح , ففكرة العلمانية تسعى لوضع نظام سياسي واضح – متفق عليه - يضمن الحرية و الاختيار للجميع من غير تمييز أو تفضيل لفئة على أخرى , فالعلمانية هي من تكبح جماح الطغيان الديني – التقليدي - الذي يعتمد بشكل كبير على فكرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – حسب الاجتهاد القابل للصح و الخطأ – و نشر الدعوة و هداية الآخرين – غصب طيب – لترك معتقداتهم و اعتناق الدين الأقوى و الأكثر سيطرة – و ليس الأفضل و الأصح

و هنا نصل الى مظلة النظام السياسي الديموقراطي التي تغطي احتياجات المبادئ الليبرالية و العلمانية الضامنة لاشتراك جميع فئات المجتمع في تشكيل الدولة و قوانينها , أيضا يساهم النظام الديموقراطي في حفظ احترام حقوق الأقلية و ضمان ايصال صوتها الى متخذي القرار و التعايش السلمي بين الجميع

و السؤال الحاسم هو هل يتعارض الاسلام – الدين و ليس الدولة الاسلامية – مع هذه المفاهيم؟

الجواب هو عن أي اسلام نتكلم؟ هل نتكلم عن اسلام المرحلة الأولى أثناء حياة الرسول – ص- ؟ أم أننا نتكلم عن اسلام المرحلة الثانية و ما بعدها؟

ان كان المقصود بالاسلام هو زمن الرسول صلى الله عليه و سلم , فأي ليبرالية و حرية فكر ستحل مكان فكر الرسول المدعم بالوحي الالهي؟ و أي عدالة علمانية ستكون أفضل من عدالة خير البشر؟ و أي ديموقراطية ستخرج لنا حاكم أفضل ممن اختاره الرب سبحانه و تعالى للحكم و الولاية؟

أما ان كنا نتكلم عن اسلام زمن ما بعد الرسول صلى الله عليه و سلم , فاننا نتكلم عن المرتدين سنة 11 للهجرة في عهد الخليفة أبو بكر و عن الخوارج سنة 35 هجرية في عهد عثمان و عن حرب صفين و الجمل سنة 36 للهجرة في عهد علي و عن قتل الحسين سنة 60 للهجرة في عهد يزيد بن معاوية

نحن نتكلم عن زمن لم تنجح فيه مظلة الاسلام من منع الفتنة و الأحداث الدموية , و لم ينجح فيه المسملين الأوائل من الاتفاق التام و عدم الانشقاق , زمن كان فيه الاسلام الضحية الاولى لأطماع البشر و الوسيلة التقليدية لتحقيق الغايات الدنيوية

ففي زمن كهذا ليس أمامنا بديل عن الفكر الليبرالي و ما يضمنه من هامش حرية في التفكير و الاعتقاد , و ليس أمامنا طريق نسلكه غير طريق الدساتير العلمانية حتى لا ندخل في نفق الصراعات الدينية و ظلمتها , خصوصا و أن التاريخ – و الحاضر – مليء بأمثلة واضحة و صريحة على فشل الشعارات الدينية – منفردة – في تحقيق التقدم و الرخاء و السلام للدولة

أيضا ليس أمامنا بديل عن النظام الديموقراطي لتطبيق العدالة في الدولة و حفظ حقوق جميع فئات الشعب بعيدا عن التفرقة و ظلم الأقلية
.

طيّب , هذا بالنسبة للاسلام الدين؟ فما هو حال الاسلام الدولة؟

يتبع

Friday, November 23, 2007

سياسة السماء - 3


ينقسم التاريخ الاسلامي الى ثلاث مراحل أساسية
.
المرحلة الأولى من 13 – ه الى 10 ه : تأسيس الدين


و هي مرحلة بداية الرسالة و نبوة الرسول محمد – صلى الله عليه و سلم – و قد استمرت ثلاثة و عشرون سنة مقسمة الى ثلاثة عشر سنة في مكة و عشر سنوات في المدينة

هذه المرحلة موثقة بشكل شبه دقيق من خلال القرآن الكريم و الاحاديث الشريفة – الموثوقة - و روايات الصحابة الكرام , و تعتبر أحداثها حجة دينية قوية على المسلمين الى يومنا هذا

المرحلة الثانية من 11 ه الى 40 ه : الدولة

و هي مرحلة خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة , بداية بأبو بكر ثم عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان الى الانتهاء في يوم وفاة الامام علي بن أبي طالب في عام 40 هجرية

و تتميز هذه المرحلة بالكثير من الاحداث المثيرة الايجابية و السلبية , فهي من ناحية مرحلة شهدت الانتشار السريع للاسلام و لكنها أيضا شهدت بعض الأحداث و الخلافات – الدينية و الدنيوية - بين الصحابة مما ترك أثره الى يومنا هذا

أيضا يتسم توثيق هذه المرحلة بالدقة نسبيا من خلال الروايات مع التركيز على أنها غير مدعمة بنصوص دينية كالقرآن الكريم

المرحلة الثالثة تبدأ من 41 ه الى نهاية الدولة العباسية حوالي العام 655 تقريبا : الامبراطورية

تنقسم هذه المرحلة الى قسمين , القسم الأول هو حكم الدولة الأموية و التي كان لخلفائها أثر لا بأس به على الدين الاسلامي كممارسة و على انتشاره . أما القسم الثاني فهو مرحلة حكم الدولة العباسية و التي ساهم خلفائها أيضا في تشكيل الدين الاسلامي و انتشاره

و من المعروف أن هذه المرحلة شهدت الكثير من الانقسامات و المعتقدات الدينية الى أن أتى حكم الدولة العثمانية في العام 678 تقريبا ليساهموا أيضا في انتشار الاسلام مع ملاحظة عدم تأثيرهم الجذري على تغيير الدين الاسلامي

و من هنا يتضح لنا بأن ما نمارسه اليوم من دين و نطلق عليه الاسلام يعتمد أساسا على أحداث و شخصيات هذه المراحل الثلاث مع اختلاف درجات قوة حجتها علينا , فأحكام عهد الرسول – ص – أقوى حجة من أحكام عهد الخلفاء الراشدين , و أحكام عهد الخلفاء الراشدين أقوى حجة من أحكام عهد الدولة الأموية و العباسية و ما بعدها من تشعبات كثيرة

و هذا ما يجعلني أصل الى استنتاج وجوب الاعتراف و دراسة التاريخ الاسلامي بشكل عام , الا أن الحجة و البرهان الديني تقتصر على مرحلة حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و ما يدعمها من آيات قرآنية و أحاديث شريفة موثوقة , أما ما حدث بعد وفاة الرسول فانه جدير بالاهتمام لكنه لا يرقى الى درجة الحجة و البرهان الديني لما قد يصحبه من سوء اجتهاد و تقدير

و السؤال المطروح هنا , هل كل ما نمارسه اليوم من أفعال و معتقدات دينية ترجع الى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ؟ أم أن معتقداتنا اليوم تختلط بها الكثير من الاضافات و الشوائب المتراكمة عبر السنين نتيجة للتغيرات السياسية و التاريخية و الجغرافية ؟

يتبع

Wednesday, November 21, 2007

سياسة السماء - 2


من المعروف علميا وجود رابطة وثيقة بين ما يتعلمه و يلتقطه الانسان في مراحل طفولته المبكرة و ما يعتقده من أفكار في مراحل النضوج المتأخرة , فعقل الطفل مسّلح بأجهزة رادار جبارة تجعله قادر على تسجيل كم هائل من المعلومات الجديدة التي يتعرض لها يوميا , و معظم هذه المعلومات تحفظ بين أطناب هذا العقل بطريقة لا شعورية للرجوع اليها عند الحاجة في المستقبل

مفهوم الخير و الشر يعتبر من أهم مفاهيم و أفكار مرحلة الطفولة , فالطفل كائن بسيط لا يستطيع التعامل بعمق مع الأفكار المركبة مما يجعله يفضل التعامل مع الأفكار المبسطة الواضحة , فهو مبرمج على التعامل مع الخير و الشر لكنه غير مهيأ على استيعاب خليط الخيّر الشرير و الشر الخيّر , أيضا يتعامل مع الأسود و الأبيض, لكنه لا يستطيع التمييز بين درجات اللون الرمادي

و قد ساهمت قصص الأطفال المبسطة و قصص القرآن الكريم المختصرة على ترسيخ النظرة المبسطة لأطفال الأمس و انتقالها معهم الى مرحلة النضج و الرجولة , فقصص الأطفال تعتمد بشكل أساسي على قطبي الخير و الشر و الصراع الدائر بينهما , فسندريلا تمثل الخير المطلق و هي من تزوجت الامير رغما عن أنف مؤامرات زوجة أبيها الشريرة , و ليلى الفتاة المرحة الخيرة انتصرت في النهاية بشق بطن الذئب الشرير و اخراج جدتها المسكينة

أيضا ساهمت قصص القرآن الكريم على تبسيط الشخصيات التاريخية و حصرها في قالب الخير و الشر المطلق , فكل الانبياء يمثلون الخير المطلق بالشخصية و الشكل و الصفات و الأفعال و الأقوال, و كل أعدائهم يمثلون الشر بكل رزاياه و مساوئه , فهذا موسى – ع – يمثل الخير أمام فرعون الظالم و جبروته , و هذا يوسف – ع – بجماله الساحر و تدبيره الحكيم ينتصر على كيد اخوته و امرأة العزيز بشرورهم , و هذا نبينا محمد – ص – خير البشر ينتصر على أبولهب الشرير و كفار قريش الأشقياء

أنا هنا لا أحاول التشكيك بهذه القصص أو الانتقاص من قيمتها التاريخية و الدينية , لكنني أود التركيز على نقطة النظرة المبسطة المترسخة في هذه القصص و توضيح بعدها النسبي عن مفاهيم الخير و الشر في واقعنا الحالي , فقصص القرآن الكريم تلتزم اسلوب المختصر المفيد و تلخص أحداث عشرات السنين في عشرة أسطر ليستخلص منها القاريء الحكمة و الموعظة المرجوة من القصة , الا أنها لا تسهب في تفصيل الأحداث و الشخصيات و انعكاساتها و أبعادها المتغيّرة واقعيا

فاليوم نحن نعيش في عالم معقد و نواجه شخصيات مركبة يغلب عليها اللون الرمادي و يستحيل معها وجود اللونين الأبيض و الأسود الا في ما ندر , فالواقع البشري نسف فكرة الخير و الشر المطلق المتواجدة في القصص كون أغلب من نراهم في الواقع تتشكل ألوانهم من موزاييك صفات الخير و الشر , بل أن الكثير من الناس تجد فيه تضارب الصفات مع اختلاف الأشخاص و المواقف

فتجد أكثر الناس قسوة رحيما حليما مع أبنائه , و تجد أخبث الناس و أكثرهم خسة كريما مضحيا في مواقف أخرى . بل أنك أحيانا تجد شخصا واحدا تتغير فيه مقاييس الخير و الشر مع مرور الزمن, فبالأمس كان الطفل البريء الخير ثم انقلب الى ذلك المراهق الشقي و بعدها أصبح أكثر الرجال نفاقا و انتهازية ثم انقلب حاله عند المشيب و أصبح العجوز الطيب المسكين المحب لعمل الخير و مساعدة الناس

أجزم بأن الكثيرمنكم بدأ بالتساؤل عن علاقة هذا الموضوع بالموضوع السابق؟

العلاقة هي تسيد النظرة الطفولية المبسطة للخير و الشر على كتابات أغلب الشباب الناشطين سياسيا و المنتمين الى التكتلات و المجاميع السياسية , فللأسف نجد اليوم الشباب المثقف يجتهد و يكتب مواضيع سياسية بنظرة سطحية بعيدة عن واقع مركب و معقد للغاية , فهذا ليبرالي يصبغ على الليبرالية براءة سنو وايت و يصوّر المتدينين على أنهم الساحرة الشريرة , و ذاك متديّن يستعرض أمامنا صفات الخير المتأصل في أصحابه و كأنهم أنبياء مرسلين ثم يوصم العلمانية بكل ما حفظه من صفات الخسة و الدنائة

بل أن البعض منهم يحاول بشتى الطرق تظليل القاريء – أو تظليل نفسه – من خلال التلاعب بالمسميات و خلط المفاهيم كالصاق الالحاد بالعلمانية و المقارنة بين الاسلام كدين بالليبرالية – فكر - حتى يختلط الأمر على المتلقي المسكين فتجده يردد كالببغاء ما يسمع دون فحص أو دراسة لصحة المعلومة

أيضا ألاحظ جنوح الشباب الى ربط هذه المفاهيم و المصطلحات الفكرية ببعض الشخصيات العامة الممثلة لهذه المصطلحات , فتجد هنا من يعمد الى مهاجمة الاسلام – دين عمره تجاوز الألف سنة – من خلال أفعال أسامة بن لادن , و تجد الآخر يعاير الليبرالية – الفكر – بأفعال أحد الليبراليين الكويتيين مما أدى الى انحدار مستوى النقاش بين الفريقين الى قاع الفوضى و وحل العشوائية

و قد ساهمت هذه المباريات الكتابية في تسطيح عقل القاريء المؤيد و اشعال نيران الغضب و الحنق للقاريء المعارض مما أدخلنا في نقاشات تملأها الاهانات و التحقير للآخر , طبعا تتزامن هذه العملية مع أنيميا حادة في مستوى المصداقية للطرفين

يتبع

Monday, November 19, 2007

سياسة السماء - 1


أراقب منذ فترة مسلسل الحرب الكتابية بين كتاب معسكر الليبرالية و كتاب المعسكر الاسلامي – تسمية جوازية لا أتفق معها – مما جعلني أفكر في سر هذا التناحر اللانهائي بين المعسكرين؟ أيضا كانت لي الكثير من الملاحظات السلبية على طريقة ايصال المعلومة للقاريء و محاولة كل طرف توجيه رأي القاريء لمصلحته عبر اخفاء او تدليس بعض المفاهيم و المصطلحات

ستكون هذه السلسلة محاولة متواضعة مني لشرح وجهة نظري في الموضوع , ليلتمس مني الأخوة العذر ان لم تعجبهم استنتاجاتي و عقلي مفتوح للنقاش و الحوار بعيدا عن العدائية و التقليل من شأن الآخرين

شكرا
.
ستكون المقالة الأولى عبارة عن تعريفات بسيطة و المفروض أنها معروفة للجميع و سأحتاج لاستعمالها في المقالات اللاحقة

الليبرالية
.
الليبرالية هي منهج فكري يتمحور حول نقطتين أساسيتين هما , الحرية و الاختيار

فالانسان حر في معتقداته و أفكاره و حر في ممارستها و مناقشتها و اختيار الأنسب منها , الليبرالية ترفض فرض الأفكار و المعتقدات و ترفض التفرقة بين الخلق بناء على معتقداتهم و أجناسهم , فهي تدعو للحرية و المساواة بشكل عام, أيضا تشجع الليبرالية على سماع الرأي و الرأي الآخر و احترام بقية الآراء حتى و ان كان الاختلاف موجودا

الليبرالية الكويتية

لا أعتقد بوجود فئة ليبرالية – بالمعنى الحرفي – في الكويت , لكن الليبرالية أصبحت مظلة يستظل بها كل من يرفض سيطرة الأفكار الدينية و المتدينين على الدولة , قد نجد بعض المتمسكين بفكرة ليبرالية هنا و هناك , الا أن معظم رموز التيار السياسي الليبرالي ساهموا بشكل مقصود أو غير مقصود بتكويت الليبرالية و اعادة خياطتها بمقاسات الدشداشة الكويتية الخاصة

العلمانية
.
تعتبر العلمانية حركة سياسية تدعو الى فصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة , و هي حركة ازدهرت نتيجة لما عانته أوربا خلال القرون الوسطى من سيطرة الكنيسة و الدين المسيحي على الدولة و المجتمع و ما جلبته لهم من تخلف – علمي و انساني - و حروب مأساوية

و هنا يجب علينا التفريق بين الليبرالية كمنهج فكري و العلمانية كاسلوب – أو حركة – سياسي

الالحاد
.
الالحاد فكرة دينية فلسفية لا تؤمن بالآله و الأديان المعروفة , و الملحدين ينقسمون الى مدارس مختلفة كثيرة الا أنهم يتفقون على عدم الاعتراف بالأديان و الآلهة المعروفة كونهم يعتقدون بأنها من صنع الانسان

الديموقراطية
.
الديموقراطية باختصار شديد هي نظام سياسي يحكم فيه الأغلبية مع الحفاظ على حقوق الأقليات , و في العادة يتم التعرف على رأي الأغلبية من خلال اجراء انتخابات عامة يشارك فيها الشعب , أيضا يضمن النظام الديموقراطي آلية الفصل بين السلطات بطريقة متوازنة تضمن لكل سلطة القيام بواجباتها و التعرض للمحاسبة في حال الاخلال في أداء هذه الواجبات

الاسلام
.
الاسلام هو آخر الأديان السماوية و هو يدعو الى الايمان بالله و الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و الملائكة و اليوم الآخر و القضاء و القدر

يرتكز الاسلام على خمس أركان

الايمان بالله و الرسول عبر نطق الشهادتين , أشهد ان لا اله الا الله و أشهد ان محمدا رسول الله

الصلاة خمس مرات في اليوم

الزكاة و هي نظام اجتماعي اقتصادي لتوزيع الثروة و مساعدة المحتاجين على تحسين أوضاعهم المعيشية

صوم رمضان و هو نوع من العبادات التي تهدف الى الاحساس بالفقراء و الخشوع للخالق سبحانه و تعالى

الحج الى مكة للمستطيع ماديا و صحيا

المسلم

هو أي شخص يؤمن بالله و محمد – صلى الله عليه و سلم – و يشهد بذلك و يؤمن بالاسلام و يؤدي أركانه

الاسلامي أو الاسلامية

الاسلاميين – بشكل عام – هو مسمى يطلق على الفكر السياسي للمسلمين المطالبين بالدولة الاسلامية التي تطبق الشريعة على قوانين الدولة و ترفض القوانين الوضعية المقتبسة من الدساتير الغربية الوضعية, و ينقسم الاسلاميين الى فئات و أنواع و مدارس كثيرة و مختلفة

حدس
.
حدس هو اختصار لاسم الحركة الدستورية الاسلامية و هي فرع حركة الاخوان المسلمين في دولة الكويت و الممثلة في مجلس الأمة الكويتي بعدد ستة نواب تجعلها الثقل البرلماني الأكبر حاليا , و من أهم أسباب تفوقها السياسي هو قواعدها الجماهيرة و تنظيمها السياسي – و الاجتماعي - المتقن

تطبيق الشريعة

هو الهدف الأسمى للحركات الاسلامية السياسية و جماهيرها الضخمة , و بالرغم من كثرة ترديد هذا الشعار الا أن آلية تطبيقه و أهدافها غير واضحة حتى الآن, فهي محصورة في منطقة تطبيق الجزاءات و الميراث و أمور أخرى متفرقة

حاولت في هذا الموضوع أن أشرح مفهومي الخاص لكل مصطلح , و قد تعمدت تخصيص هذه الحلقة للمصطلحات كون الصورة ضبابية أمام الكثير من القراء الذين يعانون من آثار خلط المفاهيم و المصطلحات, فمصطلح العلمانية يوازي الكفر عند البعض و مصطلح ليبرالية تعني الانحلال الأخلاقي عند البعض الآخر
.
سأحاول في هذه السلسلة معالجة الموضوع من زوايا مختلفة و عدم تكرار النهج المتداول على الساحة

.

يتبع

________________________________

صحح بعض الأخوة تعريفي لحدس

التعريف المفضل هو

الحركة الدستورية هي الواجهة السياسية للاخوان المسلمين في الكويت

Thursday, November 15, 2007

للحرية ثمن

تحديث
.


.
هذه نسخة من آخر عملية شراء كتب قمت بها في الاسبوع الماضي
.
كلفتني الكتب 73 دولارا
.
و لكن الشحن سيكلفني ضعف هذا المبلغ
.
و هذا هو ثمن عدم الانصياع لوصاية الرقيب و تطفله على حريتي
.
أيها الرقيب الغير محترم
.
الى الجحيم تذهب
.
يوم السبت
.
17 نوفمبر
.
الساعة السادسة مساء
.
اعتصام سلمي
.
في ساحة معرض الكتاب
.
أرض مشرف
.
رفضا لوصاية المتخلفين
.
و انتصارا لحرية العقل
****
.
وصلت الاعتصام ساعة سبع و كانوا الجماعة خالصين
.
معرض الكتاب هالسنة مكثرين جرعة الكتب الجنسية
.
المعرض بكل صراحة يستحق الزيارة
.
مع تحفظنا على منع الكتب و لكن القراءة بشكل عام تستحق الواحد يتعنى لها
.
شكرا

Tuesday, November 13, 2007

لمصلحة من؟

أتفهم جيدا دأب جريدة الوطن
.
الهجوم على بعض أعضاء المجلس
.
كالسعدون و مسلم البراك سابقا
.
و مرزوق الغانم حاليا
.
فتعارض المصالح واضح و صريح بين الطرفين
.
أما ما لا أستطيع أن أفهمه
.
أو أتفهمه
.
فهو سر محاولات الوطن الدؤوبة على تأزيم العلاقات الكويتية الايرانية
.
أين المصلحة في ذلك؟
.
كلنا نعلم أن منطقة الخليج تمر بأوضاع سياسية متوترة
.
فالعراق يتفجر في اليوم عشرين مرة
.
و أمريكا تهدد ايران في اليوم عشرين مرة
.
و الكويت - اوتوماتيكيا - تعيش في علاقة متوترة مع ايران
.
فهل للكويت مصلحة مباشرة في حرب أمريكا ضد ايران؟
.
هل للكويت القدرة على الدخول كطرف ثالث في النزاع الأمريكي الايراني؟
.
هل للكويت القدرة - الفعلية - على صد الهجمات الايرانية ؟
.
هل يعرف ملاك الوطن الحجم الحقيقي للكويت في هذا الصراع؟
.
أجزم بأن لايران جواسيس في الكويت
.
و أجزم بأن ايران لا تستبعد خيار جر الكويت الى المعركة في حالة الحرب
.
لكن السؤال
.
هل نعاجلهم نحن في اشعال فتيل الحرب؟
.
و نكرر السؤال, هل للكويت مصلحة من هذه الحرب؟
.
أو لنسأل
.
هل لجريدة الوطن مصلحة في اشعال الحرب و تسخين الطيران استعدادا لها؟
.
للتاريخ فقط
.
84
.







87
.


.
سؤال بريء
.
شنو راي فحول جريدة الوطن بالجرف القاري؟
.

Sunday, November 11, 2007

ضيّع الصقلة

واضح جدا أن الموضوع السابق

.

كان حسّاس و صاحبه الكثير من شد الأعصاب

.

أحاول في هذا الموضوع أهدي النفوس و أضيع الصقلة

.


.
اسمه صوس و الا سوص و الا صوص و الا سوس؟
.

.

تلوموني اذا وصمت شعبنا بالتخلف؟

.

.
هذا جزا اللي يلاحق يهال
.

.

احترق فلمها شارون ستون

.



.

انزين اذا بتتبرون من الريال مو المفروض تحطون أساميكم؟




Wednesday, November 07, 2007

أمّة تختنق تطرفا


لاحظت في الآونة الأخيرة دخولي في حالة هدوء نفسي غريب جعلتني أتريث كثيرا في الكتابة حول المواضيع المثارة على الساحة , لا أعلم السبب الرئيسي لهذه الحالة الا أنها قد تكون خليط من النضوج الفكري و حالة الخوف على خسارة ما كسبته مؤخرا من شعبية في عالم التدوين

مع بداية العام 97 رحلت عن الكويت للدراسة في الولايات المتحدة الامريكية , كانت بدايتي مع مدينة – أو قرية – صغيرة جدا في بنسلفانيا تسمى ستيت كولج , أذكر جيدا احساسي بالوحشة و الغربة فور وصولي الى هذه القرية النائية و كيف بدأت يوما بعد يوم بالتعرف على الطلبة الكويتيين و العرب الى أن تأقلمت مع الوضع الجديد
.
.

و في ثاني اسبوع من الرحلة صحبني الأصدقاء للصلاة في مسجد القرية, و قد كان مبني أساسا على طراز كنيسة حسب ما أتذكر , و قد صلينا هناك و تناولنا وجبة الافطار ثم قمنا بالدخول في بعض النقاشات الخاصة بشؤون المسلمين في أمريكا و قد كان لهذا المسجد مجلس ادارة منتخب و كان أحد أصدقائنا الكويتيين يستعد للترشيح لهذا المنصب

و بعد انتهائي من مرحلة دراسة اللغة انتقلت الى مدينة توسان في ولاية أريزونا و هناك كان الوضع مختلف قليلا , فالمدينة أكبر و الطلبة العرب أكثر من الأمريكان و الجو صحراوي حار يذكرني كثيرا في الكويت , لا أخفي عليكم عشقي لتوسان و احساسي فيها بالود و الحميمية حتى أني كنت أفكر بالعيش هناك و عدم العودة الى الكويت للأبد


أيضا في ثاني اسبوع من الوصول الى أريزونا صحبني الأصدقاء للصلاة في مسجد الجامعة و كان مسجد كبير يقع في منطقة استراتيجية و أعتقد أنه تبرع كريم من المملكة العربية السعودية , تناولنا الافطار بالمجلس و تباحثنا في شؤون المسلمين في أمريكا

و المثير هنا أن توسان مدينة صغيرة نسبيا الا أنها تستقبل أكثر من مسجد و كلها تقع في مواقع استراتيجية و أذكر جيدا أن أحد المساجد كان لطائفة من المسلمين تسمى طائفة الأحمدية – ذاكرتي ليست قوية في هذه التفاصيل – التابعة للشيخ يوسف أحمد الذي لم أسمع به الا هناك, و لا أنسى هنا قيامنا مع عدد كبير من المهاجرين الايرانيين و العراقيين في احياء ذكرى عاشوراء مقتل الامام الحسين مع ما تحتويه من طقوس طق الصدر و سماع المقتل



بعد التعثر الدراسي في أريزونا أقنعني أحد الأصدقاء في الانتقال الى نيو يورك للتسجيل في جامعة هوفسترا في لونج آيلند كونها جامعة جيدة و ليس فيها أي طلبة كويتيين أو عرب للتشويش علي في الدراسة , و فعلا انتقلت الى نيو يورك و بطبيعة الحال بدأت بالبحث عن مسجد و حسينية في نيو يورك , و بالفعل وجدنا مسجد مانهاتن المقام على حساب دولة الكويت و أيضا اكتشفت وجود مركز الامام الخوئي الاسلامي و هو مسجد و مدرسة و حسينية عملاقة مكونة من ثلاث طوابق و تقام فيها المراسيم بثلاث لغات و هي العربية و الفارسية و الأوردو

لا أعتقد أني بحاجة هنا الى ذكر وجود مسجد أو اثنان على الأقل في كل مدينة أمريكية و أوربية كان لي الحظ في زيارتها و هو ما كان يشعرني بالألفة و الارتياح اتجاه هذه المدينة و أهلها لقدرتهم على استيعاب و استقبال كافة الأفكار و المعتقدات مما كان له انعكاس مباشر على رقي و تقدم هذه المجتمعات حتى أصبح أبناء بقية شعوب العالم يتقاتلون للحصول على فرصة – شرعية أو غير شرعية - للهروب من جحيم بلدانهم و الهجرة الى هذه الدول للعيش هناك بحرية و كرامة

اليوم , أجد الكويت أمام اختبار حقيقي لقياس مستوى الحرية و الرقي الفكري الذي يعيشه هذا الشعب و المجتمع من خلال استيعابه للمعتقدات المختلفة كطائفة البهرة – المسلمة – و أكثر من طائفة مسيحية الا أننا و للأسف سقطنا في وحل التخلف العنصري و التطرف الفكري من خلال وقوف نوّابنا المنتخبين ضد بناء و توسعة دور عبادة لهذه الطوائف

أنا شخصيا لست مهتما كثيرا بصلاة البهرة أو المسيح في دور عبادة خاصة بهم , الا أن ما يهمني هو وصول الكويت – و شعبها – الى هذه المرحلة المرعبة و المشمئزة من العداء اتجاه مختلف الديانات و المعتقدات و الشعوب , كيف سمحنا لأنفسنا بالوصول الى هذه المرحلة ؟ نحن نتبجح أينما كنا بسماحة الاسلام و لكننا في الواقع حوّلنا الاسلام الى دين شرس و متخلف يسعى الى قمع بقية المعتقدات و التضييق على المؤمنين بها , نحن نردد كالببغاوات الغبية رغبتنا في تحويل الكويت الى مركز مالي و في نفس الوقت نحارب الوافدين و نتسابق في اهانتهم و منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية . لم أكن لأكتب عن هذا الموضوع لو كان الممانعين أقلية متخلفة منبوذة اجتماعيا , الا أن المصيبة هي اقتناع الغالبية العظمى من أبناء وطني بالاثم الذي ارتكبته أيديهم و مشاركتهم بهذه الرقصة البشعة على أنقاض كرامة الانسان و قيمه

اغفر لنا يا رب

اغفر لنا تخلفنا

تعصبنا

تطرفنا

تشويهنا لك

و استغلالنا لدينك

و تحريفنا لرسالتك

اغفر لنا يا رب

نفسنا الأمّارة بالسوء , نفسنا و جهلنا الذي جعلنا نتكلم باسمك

و مزاحمتنا لك في صلاحياتك

نحاسب بنيّ آدم متجاهلين حسابك

دمّرنا الجهل يا رب

نحن ضعفاء يا رب

اغفر لنا

اغفر لنا

اغفر لنا

آمين
--------------------------------------------------------------

أشكر الزميل مشاري العدواني على اشارته للمدونة في مقاله الجميل

Monday, November 05, 2007

عهدي الميمون


عمره ما تبخر... تبخر و احترق

.

الطويل ما صارله ثلاث أيام بالوزارة و يتكلم عن

.

عهده

.

روح يا بو عهد و خنشوف وين بتكون بعد شهرين انت و عهدك

.





يا سلام عليك يالفريح

.

الجن سنة و شيعة؟

.

عسى بس يصومون و يعيّدون بنفس اليوم؟

.

مو مثلنا كل سنة نجرة على الرؤية؟

.

سؤال أون ذ سايد

.

الجن البهرة وين يصلون؟

.




حلو وايد الدمج بين العلم و الغيب

.

قبل التوسع في الوطن العربي

.

اتمنى الشيخ العوضي

.

يشرحلنا شلون حسبها؟

.

من وين ياب نسبة الثلاثة و ثمانين بالمية؟

.

صكيتوا عالملائكة بارك الله فيكم

.



الاخت ضحى


.


أصرّت


.


أن تكلمنا عن دور الخبير


.


و كيف أدخل فيها الارادة و القوة


.


لتنجح في عملية التخصيييييييييير


.


و تستطيع ان تلبس الملابس التي تتمنى


.


من تحت النقاب طبعا


,


و للعلم النظام يصلح للاستخدام المنزلي


.


و هو للنساء فقط


.


يمكن صعبة الخبير يدخل في الرجال العزيمة و الارادة على التخصير


.


سؤال, الخبير ليش ما يطبق النظام للتخلص من لغاليغه؟






نصيحة من ابنك البار العم صالح

.

بتقويم 2008 لا تحدد يوم العيد و رمضان

.

خل التقويم ميلادي فقط منعا للاحراج

.





درينا


.


درينا


.


درينا


.


و هم انا أحترم جميع المذاهب





.


البعارين


.


تنبذ


.


الارهاب


.


العصبية القبلية


.


و تجمع أبناء القبائل


.


هل نتوقع منها النجاح في حل مشكلة فلسطين و تكشف لنا من قتل الحريري؟


Saturday, November 03, 2007

نقطة نظام


للاستماع الى حلقة
.
برنامج نقطة نظام
.
موضوع المدونات
.
اضغط
.
كل الشكر
.
للمذيع اللطيف ناصر المجيبل
.
المخرج الهاديء عبدالله القلاف
.
الأخت قيادية على الدعوة
.
الأخ بو سند على المشاركة السلمية
.
و الشكر لكل العاملين بالبرنامج الذين لم أتعرف عليهم
.
و الشكر لكل المستمعين و المتصلين
.
خصوصا
.
الطارق
.
Gucciya