Saturday, August 29, 2009

التاريخ

يسألني أحدهم عن التاريخ
.
و مدى دقة ما جاء فيه من معلومات
.
و درجة التزامنا بمصداقية هذه المعلومات
.
فأقول
.
.
:)

Wednesday, August 26, 2009

الارهاب و الكباب

نشرت الموضوع في يوم 16-8-2009 قبل وقوع حريق الجهراء بساعات قليلة , تم سحب الموضوع للتركيز على الحريق و أعيد نشره الآن
.
***
.
سأعترف لكم بأمر , بالرغم من عدم حماسي و تشجيعي للعمليات الانتحارية الا أنني أتفهم وجهة نظر من يقوم بتنفيذها , خصوصا عندما تجتمع عناصر معادلة الانتحار في نفس المكان و الزمان و الانسان
.
.
احتلال + احساس بالظلم + اضطهاد + جهل + فقر + يأس + وعد بالجنة = عملية انتحارية
.

و بالعودة الى المعادلة السابقة أجد نفسي أتفهم جيدا شعور الشاب الفلسطيني أو العراقي الذي يقدم على هذه الخطوة التعيسة , فهذا الشاب لم تُتح له فرصة عادلة لايجاد حلول أخرى لمشاكله الا الانتحار او الاندحار
.
.
فلا أحد يستطيع أن ينكر مقدار الألم و القهر عندما ترى أقدام المحتل تدوس ليل نهار على أرضك , و لا أحد يستنكر شعورك بالظلم عندما يتحكم بك هذا الأجنبي و يهين أهل بلدك , و لن يستطع أحد تخفيف احساسك بالاضطهاد النفسي , خصوصا عندما يحيط بك شبح الفقر من كل جانب , و يكبح الجهل كل آمالك بمستقبل أفضل , و هل هناك مستقبل أفضل من دخول الجنة مباشرة ؟ و هل هناك أفضل من مرافقة الأنبياء و الرسل و الشهداء في الفردوس ؟ و التمتع بما فيها من انهار و حور و حدائق غنّاء؟
.
نعم أنا ضد القيام بهذه العمليات , الا أنني أتفهم جيدا شعور من يعيش تحت هذه الظروف الصعبة و سواد الدنيا في وجهه , فلا أمل و لا عمل و مستقبل , و لا خلاص الا بكبسة زر يُنهي بها مشواره في الدنيا مع بعض من يعتقد أنهم أعداءه و كان الله غفورا رحيما
.
لكن , ما لا أفهمه في الحقيقة هو اقدام مجموعة – أو مجاميع – من الشباب الكويتي على التفكير بالقيام بالعمليات الانتحارية , خصوصا و أن المجموعة الأخيرة لا تعاني من احتلال , و لا أعتقد أن ابن المليونير يعاني من الظلم و الاضطهاد , أو ان الطبيب و المحامي و المهندس يعانون من الجهل و الفقر و اليأس لكي يستعجلوا الذهاب الى الجنة عبر تفجير أجسادهم في شبرات معسكر عريفجان
.
لا أخفي عليكم بأني أشعر بالغرابة و الدهشة و القلق كلما عدت الى أسماء و شخوص أفراد هذه المجموعة , فقد حطموا كل معتقداتي السابقة حول نظرية عناصر العمليات الانتحارية , و السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو أين الخلل ؟
.
كيف اقتنع هؤلاء الشباب بالتفريط بأرواحهم و مستقبلهم و احراج أهاليهم و أمن موطنهم من أجل تحقيق هدف سخيف لن يغير من الواقع شعرة ؟ من الذي أقنعهم بأن أرواحهم أرخص من كونكريت سور مبنى أمن الدولة ؟ ما هي الظروف القاهرة التي جعلتهم يزهدون بإكمال مشوار الحياة و التخطيط للمستقبل ؟ ما هو النصر العظيم الذي كانوا سيحققونه ليقبلوا بالضغط الهائل الذي ستواجهه عائلاتهم بعد انتحارهم ؟ و الأهم من هذا و ذاك , كيف و متى و أين سقطت الكويت و أمنها من قائمة أولوياتهم ؟
.
هناك سبب – أو أسباب - بالتأكيد , و على الجهات المختصة – حكومة هلسينكي – أن تسارع في البحث عنها و استئصالها , أما الخوف , كل الخوف , أن يكون فاقد الشيء لا يعطيه , و نكتشف أن طبيبنا يحتاج الى طبيب

Sunday, August 23, 2009

ماكرو جهراء - 2

اذا أردت أن تحلل الأحداث بالطريقة الكلية – ماكرو – فعليك أن تتخيل نفسك تنظر الى أحداثيات الكارثة الجغرافية و الزمنية من الأعلى , ثم تحاول أن تضغط على زر الزووم آوت لتتمكن من الاحاطة بأكبر قدر ممكن من العوامل المتعاونة على تجسيد هذه الفاجعة
.
فبداية القصة كانت زواج مبكر ساهم فيه كلا الزوجين بتعاسة الآخر , الا أن ثقافة هذا المجتمع تقدس مقولة الرجّال شايل عيبه , لذلك يتمكن الرجل – السيء حسب كلام الزوجة – من ترقيع تعاسته الحالية بالزواج من أخرى , أما هي و بالرغم من سنها الصغيرة و أمومتها لطفلين صغيرين – و حملها بالثالث
- فليس أمامها الا الصبر و السلوان
.



.
و نظرتي الكلية تبحث في مجموعة العِلل المتعلقة بهذا الزواج , فهل ثقافتنا تسمح لنا بتزويج البنت في سن مبكرة ؟ و هل تستوجب بروتوكولات ما قبل الزواج عندنا تعارف الزوجين بالشكل المطلوب ؟ و هل نحرص في العادة على اطمئنان الفتاة لعريس المستقبل و موافقتها الفعلية عليه ؟ أم أن الكثير منهن يتزوجن بسبب أبوي عطاه كلمة ؟ و هل مجتمعنا يفرض على الزوج احترام الزوجة ؟ أو حتى يملك المقومات التي تساعد الزوج على احترام الزوجة ؟ دورات , كتب , وسائل اعلامية تعلم الزوج كيف يتعامل مع المرأة ؟ أم أننا نتزوج و نتعامل مع زوجاتنا و نربي أبناءنا اعتمادا على عاداتنا و تقاليدنا ؟
.
و هل عاداتنا و تقاليدنا تتبع منهج احترام المرأة كـ إنسانة ؟ أم أنها تستهوِن اهانة كرامة الزوجة و لا تستنكر اللجوء الى الضرب في حالة تمردها على ولي أمرها ؟ و على الجانب الآخر أتساءل الى أي حد يستطيع الرجل أن يشيل عيبه ؟ ضرب الزوجة ؟ ادمان المخدرات – حسب كلام الزوجة ؟ الطرد من العمل ؟ دخول السجن ؟ اساءة معاملة الأولاد ؟ هل هناك سقف أعلى لا تستطيع ذكورة الرجل من بعده أن تشيل عيبه ؟ و يتزوج من أخرى بكل سهولة ؟ أم أن عيبه حسب عاداتنا و تقاليدنا مفهوم مطاطي آخر يبعبع علينا بمناسبة و من غير مناسبة ؟
. .



.

و بعد انتصار الذكورة في الجولة الأولى نأتي الى الجولة الثانية , انتقام المرأة , المرأة الذكية تنتقم بدموعها و كيدها , أما المرأة الغبية و اليائسة فتنتقم بطريقة الأرض المحروقة – أو الخيمة المحروقة في هذه الحالة – فهي تعترف بأنها اجتهدت في البحث عن عدة وسائل للانتقام , و بسبب سيطرة الجهل و تدني مستواها العلمي و الثقافي كانت خياراتها تبدأ بعمل سحر تخفيه تحت الكوشة و تنتهي بـ بُطُل بانزين تحرق فيه طرف الخيمة , لكن القدر يُصر على أن يُرينا وجهه الأبشع فيجعل هذه الجاهلة تفضل خيار الحرق على السحر , و شبَّت النار

.



..
لتسمح لي أرواح من كان في تلك الخيمة بالتحدث عنهم , لكن السؤال الذي يسبق شرارة النار هو لماذا خيمة ؟ و لماذا هذا النوع الرخيص من الخيام ؟ و لماذا لم يُكلف القائمين عليها باستشارة أحد عن شروط سلامة الخيمة و مخارجها قبل حبس تلك الأرواح في ذلك التنور ؟ لنقف للحظة , فهل لو تم السؤال و أتى الجواب بأن
.
" القانون لا يسمح باقامة الخيام , و ان هذا النوع الرخيص من الخيام لا يصلح , و لو أصررتم على استخدامها فالمفروض أن تتوفر مخارج كافية في الخيمة تحسبا لأي طاريء "
.
كم منا سيأخذ هذه الاستشارة على محمل الجد ؟ كم واحد منا سيتكبد عناء البحث عن صالة أفراح أو يتكلف ماديا لتأجير قاعة فندقية التزاما بالقانون ؟ و كم منا سيضرب بالقانون عرض الحائط لأن احترام القانون ليس من ثوابتنا و عاداتنا و تقاليدنا ؟ كم منا سيتوقع أسوأ الاحتمالات و يدقق في اختيار جودة الخيمة و توافر شروط السلامة فيها ؟ و كم منا سيستهين باحتمالات وقوع الأسوأ و يتجاهل شروط السلامة ؟

.



.

دون مجاملات و حب خشوم , الجواب هو أن الأغلبية مبرمجة لتتخذ نفس القرار الذي اتخذته الأسرة المنكوبة في الجهراء , فليس الآخرين أفضل منهم بشكل أو بآخر , كلنا كويتيون , نشأنا و ترعرعنا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , خصوصا في ما يتعلق بالالتزام بالقوانين التنظيمية , فنحن من نستخدم طرق ملتوية للالتفاف على نسبة البناء , و نحن من أصبحنا بالكاد نقف احتراما للاشارة الحمراء و كامرات السرعة , و نحن من نفتخر بحصولنا على وظيفة من غير دوام و عمل , و نحن من أغلب شبابنا يدخن السجائر و الشيشة من أعمار مبكرة رغم علمهم بضرره , و عندما أقول نحن فأنا أتكلم عن نحن الحكومة , و نحن المجلس , و نحن المواطنين , و نحن المقيمين بكل فئاتنا و مشاربنا
.
نعم , أسرة عرس الجهراء لم تشذ عنا بمخالفتها القانون و شروط السلامة في اقامة هذه الخيمة , فمخالفة القانون حق أصيل لكل مواطن كويتي بلا استثناء , و السؤال هنا هل من يعمل في الجهات الحكومية المعنية بالحادث مواطنون كويتيون أم أنهم جاؤوا من اليابان ؟
.
الجواب هو أن رجال وزارة البلدية و الصحة و الداخلية و الإطفاء هم أيضا مواطنون كويتيون , نشؤوا و ترعرعوا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , فالعُرف العام يسمح لموظف البلدية بأخذ اكرامية من أجل التجاوز عن مخالفات البناء , و الجو الاعلامي و السياسي و الاجتماعي العام اختزل الاهتمام بالصحة في بقاء أو رحيل وكيل وزارة الصحة السابق و مناقصات مستشفى جابر , أما الاهتمام بنظافة المستشفيات و تنظيمها و تطوير أجهزتها الطبية و تدريب العاملين فيها فهو مهم اليوم , و لكنه لم يكن مهما في السابق , و لن يكون مهما في المستقبل , أما كفاءة رجال وزارة الداخلية و اعادة تأهيلهم لمعرفة المفهوم الحضاري لكلمة رجل شرطة فهي ليست أولوية , خصوصا و أننا استجوبنا الوزير حول أهم قضية أمنية عندنا و هي تجاوزات عقد اعلانات انتخابات 2008 و مبلغ الخمسة ملايين و ستمئة و ثلاثة و عشرين الف و ميتين و اربعة و ستين دينار
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا نجتهد للبحث عن كبش فداء لتحمل اخفاقاتنا – المشتركة – في التعامل مع هذه الكارثة ؟ فعند العودة الى النظرة الجزئية – مايكرو - للموضوع أجد أن الجانية – بإعترافها – هي الزوجة الأولى و الضحايا هم المدعوين المنكوبين من شهداء و جرحى , أما نظرتي الكلية – ماكرو – للموضوع فهي أشد إيلاما , فما حصل ممكن أن يتكرر مرة و مرتين و ثلاثة في المستقبل , فالجاني هو جينات و عادات الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , و المجني عليه أيضا هم الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , نحن الجاني و نحن المجني عليه , و في هذه الحالة لا علاج الا الكي , و لا كي قبل كي الذات , فهل نحن مستعدون لـ كي أنفسنا ؟
.
أشك في ذلك
.
رحم الله أرواح كل من رحل ضحية لهذه الكارثة و الله يشفي من الناجين منهم
.
تحية احترام و تقدير لرجال الاطفاء و وزارة الصحة و الداخلية على جهودهم و تفانيهم في التعامل مع الحدث , يعطيكم العافية

Wednesday, August 19, 2009

ماكرو جهراء

عندما درسنا مادة الاقتصاد كانت المواد تنقسم الى قسمين , القسم الاول هو الاقتصاد الجزئي – مايكرو – و هو الذي يركز على الحدث و اسبابه و انعكاساته الصغيرة و المباشرة , أما القسم الثاني من المواد فهي الاقتصاد الكلي – ماكرو – و هو التركيز على الحدث و تحليل اسبابه و انعكاساته المتراكمة و الغير مباشرة
.
و كلما فكرت بجريمة الجهراء ينقسم عقلي اوتوماتيكيا الى نصفين , نصف يفكر بطريقة جزئية محدودة – مايكرو – و النصف الآخر يفكر بطريقة شاملة كلية تحليلية – ماكرو – مما يجعلني في نهاية الأمر أصاب بحالة انهيار فكري يؤدي في العادة الى تفضيل الصمت على الكلام
.
.
عندما أفكر بالطريقة الجزئية يسهل علي حصر الموضوع نظريا , فأبطال القصة قليلين و الأحداث محدودة , زوجة تعيسة , زوج تعيس يفضل الزواج بأخرى , تشتعل الغيرة و الاحساس بالاهانة في قلب الزوجة الأولى , تفكر بطريقة تنتقم بها من زوجها و تسترجع بها جزء من كرامتها , ترتكب فعل أحمق باختيارها حرق خيمة العرس للانتقام من زوجها , تشتعل النيران في الخيمة و يحترق من كان فيها , محاولات اجتهادية من الجهات المختصة للسيطرة على الموضوع الا أن الفوضى و الربكة تتسيد الموقف و عدد الضحايا كارثي , ردود أفعال رسمية و غير رسمية متفاوته
.
النتيجة استشهاد خمسة و اربعين روح بريئة و اصابة العشرات , يتم القاء القبض على الزوجة التعيسة , تعترف بجريمتها و تحاول مساعدة الناس في ايجاد العذر لها عبر تسليط الضوء على مظلوميتها كزوجة و ليس كمجرمة ظالمة , اختفاء كامل للزوج و عروسه الجديدة , بحث اعلامي مكثف عن سخريات القدر في قصص ضحايا هذه الكارثة , انقسام الجهات الرسمية الى فسطاطين , فسطاط الحكومة يتفانى في الدفاع عن الأجهزة المعنية و عدم تحملها ذنب تفاقم النتائج , و فسطاط مجلس أمة المهايط الذي يستقتل على الباس الحكومة ثوب القاتل الأوحد و يحملها كل المسؤولية الحاضرة و الماضية و المستقبلية
.
.
أتوقع المزيد من المهايط على الجانب النيابي و ربما يتفذلك أحدهم باستخدام دماء الضحايا كـ مادة مثيرة لاستجواب تعيس آخر , أتوقع أن تحكم المحكمة بإعدام المجرمة أو حبسها مؤبد ان لم يسبق السيف العذل و يقتلها أحد ذوي الضحايا , أما الزوج و عروسه الجديدة فـ سيعيشون بهدوء بعد انشغال البلد و الاعلام بقصة جديدة
.
.
لن يستفيد أحد من الدرس أو الدروس , سنعود مرة أخرى الى تفاهاتنا اليومية , استجواب , مناوشة سنية شيعية بين المهري و هايف , مناكفة حضرية بدوية بين البراك و جويهل , شوية هجوم على خدود علي الراشد , و شوية مضادات طائرات تدافع عن ذات السعدون , و الجمهور ينفعل و يصفق , و يصفق و ينفعل , الى أن تحدث مصيبة أخرى تريحنا من تفاهاتنا لأسابيع قليلة , ثم نعود و نعود
.
هذه هي نظرتي الجزئية للموضوع , أما نظرتي الكلية فسأحاول توضيحها في موضوعي القادم
.
يتبع

Sunday, August 16, 2009

Thursday, August 13, 2009

بين الفصل و الواقع

.

مع انتهاء العطلة الصيفية و اقتراب موسم العودة للمدارس أتساءل بيني و بين نفسي عن الفائدة أو الهدف الذي نطمح لتحقيقه من خلال الدراسة في المدارس ؟
.
قد يكون الجواب على هذا السؤال بديهي جدا , فالطالب يذهب الى المدرسة و يتدرج في المراحل التعليمية ليحصل على العلوم الحيوية كالرياضيات و اللغات و مواد العلوم الأخرى التي ستُعينه على خوض معترك الحياة عندما يدخل سوق العمل في المستقبل
.
نعم , هذه الاجابة بديهية جدا , و لكن اذا كان الهدف من الدراسة في المدارس تعليم الطالب و تزويده بما سيحتاجه من فنون و علوم للمستقبل فأعتقد بأن المواد الموجودة حاليا - بالرغم من ضرورتها - لا تحقق هذا الهدف على أكمل وجه
.
فـ معترك الحياة و سوق العمل هذه الأيام يحتاج الى مؤهلات أكبر بكثير من براعة الشخص في جدول الضرب أو علمه المتقن لقواعد اللغة الانجليزية , فهو يحتاج بشكل أكبر لمعرفة كيفية استغلال الواسطة و تكوينها , أيضا يحتاج الى اتقان مهارة دهان السيور لتسليك أموره عند الحاجة , و لا أنسى هنا حاجته الى فن التزلف و مسح الجوخ للوصول الى أهدافه , هذا بالاضافة الى القليل من النفاق و التصنع الديني
.
فـ في بيئتنا العملية و الحياتية اليوم يتركز اهتمام الناس على فلان من ولده ؟ و منو ظهره ؟ و كم يدفع ؟ و محسوب على منو ؟ و منو مرجعيته الدينية ؟ حتى أنني لا أتذكر آخر مرة لاحظت فيها اهتمام أي كان بالمؤهلات العلمية و العملية للانسان , خصوصا مع اختلاط أنساب الجامعات العريقة بالجامعات الغريقة و انتشار ثقافة " احصل على شهادة ماجستير مع كل علبة معسل تفاحتين "
.
و من هنا فإني ألحق سؤالي السابق بسؤال أخير و هو هل وصلنا الى الوقت الذي نحتاج فيه الى ادخال مادة جديدة على المناهج الدراسية نُسميها مادة فن تحقيق الأهداف 101 ؟ يتعلم فيها الطالب أهم أساسيات مبدأ من سبق لبق و من صادها عشّا عياله لتأسيس جيل جديد قادر على محاكاة متطلبات الحياة العصرية و جاهز لإثبات وجوده في سوق العمل ؟
.
و إن لم نُدخل هذه المادة في مناهج الطلبة , فكيف سنُجاوب على أسئلتهم حول اختلاف المباديء و تناقض الأولويات بين ما تعلموه في المدارس و ما يعايشونه في الحياة الواقعية ؟
.

Tuesday, August 11, 2009

مدرسة القبس

.
القبس
.
كانت
.
و ستظل
.
مدرسة
.
نتعلم منها الوطنية و المصداقية
.
اعتذاركم مقبول
.
و أتمنى أن تحذو بقية الصحف حذوكم
.
حتى نفرق بين السمين و الغث
.
شكراً

Thursday, August 06, 2009

وداعا هاري

.
في الاسبوع الماضي توفي الجندي البريطاني هاري باتش عن عمر يناهز المئة و أحد عشر عاماً , و يعتبر هاري آخر جندي بريطاني شارك في الحرب العالمية الأولى مما يجعل رحيله نقطة انقطاعنا الحي عن هذه الحرب
.
وُلِد هاري في عام 1898 و شارك في معركة باشن دايل – بلجيكا - في عام 1917 , اي عندما كان يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً , و قد استمرت هذه المعركة لمدة تسعين يوما , كانت بريطانيا تخسر في كل يوم منها ثلاثة آلاف جندي , و قد انتصرت بريطانيا و الحلفاء في هذه المعركة على الألمان
.
المثير في قصة هاري أنه كان يرفض الحديث عن الحرب طوال سنوات حياته و لم يشارك وسائل الاعلام بذكرياته عن تلك الحرب الا مؤخرا , فقد فَقَدَ هاري خلال هذه المعركة ثلاثة من أعز أصدقائه مما جعله يشعر بالمرارة و الألم كلما تذكر تلك المعركة
.
في عام 1996 التقى هاري بأحد الجنود الألمان الذين حاربوا على الجبهة الأخرى في معركة باشن دايل , و قد أصبح الاثنان صديقين حميمين بعد هذا اللقاء , يقول هاري قبل تسعة و سبعين سنة كنا سنقتل بعضنا البعض , و اليوم نحن أصدقاء , فلأي سبب ذهبت كل هذه الأرواح و تسبّبنا بكل هذا الدمار ؟
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هل يفكر كل جندي بالسبب الذي يضحي بروحه من أجله ؟ و هل يفكر بالهدف الذي يجعله يقتل الآخرين لتحقيقه ؟ و هل لو عاش كل جندي الفترة التي عاشها هاري سيستوعب أن عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم ؟
.
اللهم ارحم شهداء الكويت الأبرار
.


Sunday, August 02, 2009

رُبع كوب من الجوز

.
منذ بلوغي سن الثلاثين و أنا أعيش هواجس الشيخوخة المبكرة , أو كما أسميها مرحلة الكهولة , فقد أصبحت أُكثر من النوم و أشعر بالكسل الشبه دائم و قد لاحظت الغزو الغير مبرر للشعر الأبيض الى رأسي و انتشار بعض التجاعيد في مناطق مختلفة من وجهي و خصوصا حول العينين , بالطبع برر – أو بربر – الأصدقاء بأن ما أعانيه هو نتيجة عاداتي الغذائية السيئة و اعتيادي على أكل المطاعم مع انعدام ادخال الخضار و الفاكهة كجزء أساسي من وجباتي اليومية , بل أنني حتى لا آكل الأسماك و ثمار البحر فأنا كائن بري حسب تسميتي الغير علمية
.
و بما أنني أجبن من الاعتراف بهذه الأعراض فقد تجنبت استشارة الأطباء و فضلت الاستماع الى بربرة و فتاوي الأصدقاء , فهذا ينصحني بالمالتي فيتامين و ذاك ينصحني بالأوميغا 3 و ثالث ينصحني بزيت الخروع و الكركم و هكذا , لكن المشكلة هي أنني أيضا أكره الالتزام بأي نوع من الأدوية أو ما يشبه شكله شكل الأدوية , يعني ما احب آكل الكبسولات فهي تشعرني بالمرض
.
المهم أنني في نهاية الأمر بدأت بالبحث عن بديل طبيعي آخر للحصول على الفيتامينات و غيرها من الدهون المفيدة كالأوميغا 3 , و لحسن الحظ فقد علمت بأن ثمار الجوز غنية بهذه المادة , بل أنها تحتوي على فوائد أخرى كثيرة , استعدوا
..
.
فبالرغم من أن الجوز يعتبر من النباتات الدهنية و المحتوية على كم كبير من السعرات الحرارية الا أن الدراسات المختبرية تشير الى أن تناول رُبع كوب من الجوز – 25 غرام - بشكل منتظم يساهم بشكل كبير على تغذية الجسم بما يحتاجه من نحاس و منغنيز , أيضا ستُزود هذه الكمية جسمك بتسعين بالمئة من حاجته من الأحماض الدهنية المهمة كالأوميغا 3 , و تأتي أهميتها بصفة خاصة لأن جسم الانسان لا يفرزها ذاتيا
.
.
وعند الحديث عن الأوميغا 3 فانني لا اعلم بصراحة من أين أبدأ و الى أين سأنتهي , فالـ أوميغا 3 يساعد على انتظام النوم و يساهم في حماية الانسان من الاضطرابات الدماغية و الدخول في حالات الاكتئاب المزمنة , أيضا يساهم الـ أوميغا 3 في تقوية العظام و حمايتها من التآكل نتيجة التقدم في السن , هذا بالاضافة الى المساعدة على انتظام ضربات القلب و حماية الأوعية الدموية
.
أيضا يحتوي الجوز على مضادات الأكسدة الداعمة لجهاز المناعة و المقاومة للأمراض السرطانية و تخفض من مستوى الكوليسترول الضار على الشرايين القلبية , فالجوز يساهم في تخفيض الليبوبورتين أ المساعد على تخثر الدم و تصلب الشرايين , و هي عوامل رئيسية للتعرض للجلطات و السكتات القلبية
.
و لا أنسى هنا ذكر احتواء الجوز على الأحماض الأمينية الأساسية كالـ ل أرجينين الذي يساهم في حماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم و يساهم في استرخاء و ليونة الجدران الداخلية للأوعية الدموية , و هذا يساهم بشكل غير مباشر في حماية الجسم من الاصابة بمرض السكر , و يساهم الجوز و قشره في الحماية من المرارة و الحصوات و بعض الأمراض الجلدية كالأكزيما و الصدفية
.
.
بالطبع أنا لا أدعي هنا معرفتي الطبية و لا أعتقد بأن تناول الجوز سيحل جميع مشاكل الكويت , فالانسان عليه أيضا مراعاة العوامل الأخرى كعدم الافراط في الأكل و النوم المنتظم و ممارسة التمارين الرياضية و عدم التدخين و الادمان على الكحول و عدم متابعة أخبار و تصريحات السياسة الكويتية
.
و من هنا فإني أنصح وزير التجارة السيد أحمد الهارون بأن تحتوي هديته الرمضانية على
كيلو مخلط مع زيادة نسبة الجوز لكل أسرة حتى نضمن صحة و نفسية أفضل لأبناء هذا البلد
.
و في النهاية ألفت انتباهكم الى أن اليوم هو الذكرى التاسعة عشر للغزو العراقي الغاشم , لكن بما أن كبار القوم ما يبون أحد يذكرهم بـ سواد الوجه فقد فضلنا الحديث عن الجوز
.
رحم الله شهداءنا الأبرار و الله يستر من المستقبل