Saturday, August 29, 2009
التاريخ
Wednesday, August 26, 2009
الارهاب و الكباب
.
و بالعودة الى المعادلة السابقة أجد نفسي أتفهم جيدا شعور الشاب الفلسطيني أو العراقي الذي يقدم على هذه الخطوة التعيسة , فهذا الشاب لم تُتح له فرصة عادلة لايجاد حلول أخرى لمشاكله الا الانتحار او الاندحار
.
نعم أنا ضد القيام بهذه العمليات , الا أنني أتفهم جيدا شعور من يعيش تحت هذه الظروف الصعبة و سواد الدنيا في وجهه , فلا أمل و لا عمل و مستقبل , و لا خلاص الا بكبسة زر يُنهي بها مشواره في الدنيا مع بعض من يعتقد أنهم أعداءه و كان الله غفورا رحيما
.
لكن , ما لا أفهمه في الحقيقة هو اقدام مجموعة – أو مجاميع – من الشباب الكويتي على التفكير بالقيام بالعمليات الانتحارية , خصوصا و أن المجموعة الأخيرة لا تعاني من احتلال , و لا أعتقد أن ابن المليونير يعاني من الظلم و الاضطهاد , أو ان الطبيب و المحامي و المهندس يعانون من الجهل و الفقر و اليأس لكي يستعجلوا الذهاب الى الجنة عبر تفجير أجسادهم في شبرات معسكر عريفجان
.
لا أخفي عليكم بأني أشعر بالغرابة و الدهشة و القلق كلما عدت الى أسماء و شخوص أفراد هذه المجموعة , فقد حطموا كل معتقداتي السابقة حول نظرية عناصر العمليات الانتحارية , و السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو أين الخلل ؟
.
كيف اقتنع هؤلاء الشباب بالتفريط بأرواحهم و مستقبلهم و احراج أهاليهم و أمن موطنهم من أجل تحقيق هدف سخيف لن يغير من الواقع شعرة ؟ من الذي أقنعهم بأن أرواحهم أرخص من كونكريت سور مبنى أمن الدولة ؟ ما هي الظروف القاهرة التي جعلتهم يزهدون بإكمال مشوار الحياة و التخطيط للمستقبل ؟ ما هو النصر العظيم الذي كانوا سيحققونه ليقبلوا بالضغط الهائل الذي ستواجهه عائلاتهم بعد انتحارهم ؟ و الأهم من هذا و ذاك , كيف و متى و أين سقطت الكويت و أمنها من قائمة أولوياتهم ؟
Sunday, August 23, 2009
ماكرو جهراء - 2
.
فبداية القصة كانت زواج مبكر ساهم فيه كلا الزوجين بتعاسة الآخر , الا أن ثقافة هذا المجتمع تقدس مقولة الرجّال شايل عيبه , لذلك يتمكن الرجل – السيء حسب كلام الزوجة – من ترقيع تعاسته الحالية بالزواج من أخرى , أما هي و بالرغم من سنها الصغيرة و أمومتها لطفلين صغيرين – و حملها بالثالث
و نظرتي الكلية تبحث في مجموعة العِلل المتعلقة بهذا الزواج , فهل ثقافتنا تسمح لنا بتزويج البنت في سن مبكرة ؟ و هل تستوجب بروتوكولات ما قبل الزواج عندنا تعارف الزوجين بالشكل المطلوب ؟ و هل نحرص في العادة على اطمئنان الفتاة لعريس المستقبل و موافقتها الفعلية عليه ؟ أم أن الكثير منهن يتزوجن بسبب أبوي عطاه كلمة ؟ و هل مجتمعنا يفرض على الزوج احترام الزوجة ؟ أو حتى يملك المقومات التي تساعد الزوج على احترام الزوجة ؟ دورات , كتب , وسائل اعلامية تعلم الزوج كيف يتعامل مع المرأة ؟ أم أننا نتزوج و نتعامل مع زوجاتنا و نربي أبناءنا اعتمادا على عاداتنا و تقاليدنا ؟
.
.
و بعد انتصار الذكورة في الجولة الأولى نأتي الى الجولة الثانية , انتقام المرأة , المرأة الذكية تنتقم بدموعها و كيدها , أما المرأة الغبية و اليائسة فتنتقم بطريقة الأرض المحروقة – أو الخيمة المحروقة في هذه الحالة – فهي تعترف بأنها اجتهدت في البحث عن عدة وسائل للانتقام , و بسبب سيطرة الجهل و تدني مستواها العلمي و الثقافي كانت خياراتها تبدأ بعمل سحر تخفيه تحت الكوشة و تنتهي بـ بُطُل بانزين تحرق فيه طرف الخيمة , لكن القدر يُصر على أن يُرينا وجهه الأبشع فيجعل هذه الجاهلة تفضل خيار الحرق على السحر , و شبَّت النار
.
..
لتسمح لي أرواح من كان في تلك الخيمة بالتحدث عنهم , لكن السؤال الذي يسبق شرارة النار هو لماذا خيمة ؟ و لماذا هذا النوع الرخيص من الخيام ؟ و لماذا لم يُكلف القائمين عليها باستشارة أحد عن شروط سلامة الخيمة و مخارجها قبل حبس تلك الأرواح في ذلك التنور ؟ لنقف للحظة , فهل لو تم السؤال و أتى الجواب بأن
.
" القانون لا يسمح باقامة الخيام , و ان هذا النوع الرخيص من الخيام لا يصلح , و لو أصررتم على استخدامها فالمفروض أن تتوفر مخارج كافية في الخيمة تحسبا لأي طاريء "
.
كم منا سيأخذ هذه الاستشارة على محمل الجد ؟ كم واحد منا سيتكبد عناء البحث عن صالة أفراح أو يتكلف ماديا لتأجير قاعة فندقية التزاما بالقانون ؟ و كم منا سيضرب بالقانون عرض الحائط لأن احترام القانون ليس من ثوابتنا و عاداتنا و تقاليدنا ؟ كم منا سيتوقع أسوأ الاحتمالات و يدقق في اختيار جودة الخيمة و توافر شروط السلامة فيها ؟ و كم منا سيستهين باحتمالات وقوع الأسوأ و يتجاهل شروط السلامة ؟
.
.
دون مجاملات و حب خشوم , الجواب هو أن الأغلبية مبرمجة لتتخذ نفس القرار الذي اتخذته الأسرة المنكوبة في الجهراء , فليس الآخرين أفضل منهم بشكل أو بآخر , كلنا كويتيون , نشأنا و ترعرعنا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , خصوصا في ما يتعلق بالالتزام بالقوانين التنظيمية , فنحن من نستخدم طرق ملتوية للالتفاف على نسبة البناء , و نحن من أصبحنا بالكاد نقف احتراما للاشارة الحمراء و كامرات السرعة , و نحن من نفتخر بحصولنا على وظيفة من غير دوام و عمل , و نحن من أغلب شبابنا يدخن السجائر و الشيشة من أعمار مبكرة رغم علمهم بضرره , و عندما أقول نحن فأنا أتكلم عن نحن الحكومة , و نحن المجلس , و نحن المواطنين , و نحن المقيمين بكل فئاتنا و مشاربنا
.
نعم , أسرة عرس الجهراء لم تشذ عنا بمخالفتها القانون و شروط السلامة في اقامة هذه الخيمة , فمخالفة القانون حق أصيل لكل مواطن كويتي بلا استثناء , و السؤال هنا هل من يعمل في الجهات الحكومية المعنية بالحادث مواطنون كويتيون أم أنهم جاؤوا من اليابان ؟
.
الجواب هو أن رجال وزارة البلدية و الصحة و الداخلية و الإطفاء هم أيضا مواطنون كويتيون , نشؤوا و ترعرعوا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , فالعُرف العام يسمح لموظف البلدية بأخذ اكرامية من أجل التجاوز عن مخالفات البناء , و الجو الاعلامي و السياسي و الاجتماعي العام اختزل الاهتمام بالصحة في بقاء أو رحيل وكيل وزارة الصحة السابق و مناقصات مستشفى جابر , أما الاهتمام بنظافة المستشفيات و تنظيمها و تطوير أجهزتها الطبية و تدريب العاملين فيها فهو مهم اليوم , و لكنه لم يكن مهما في السابق , و لن يكون مهما في المستقبل , أما كفاءة رجال وزارة الداخلية و اعادة تأهيلهم لمعرفة المفهوم الحضاري لكلمة رجل شرطة فهي ليست أولوية , خصوصا و أننا استجوبنا الوزير حول أهم قضية أمنية عندنا و هي تجاوزات عقد اعلانات انتخابات 2008 و مبلغ الخمسة ملايين و ستمئة و ثلاثة و عشرين الف و ميتين و اربعة و ستين دينار
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا نجتهد للبحث عن كبش فداء لتحمل اخفاقاتنا – المشتركة – في التعامل مع هذه الكارثة ؟ فعند العودة الى النظرة الجزئية – مايكرو - للموضوع أجد أن الجانية – بإعترافها – هي الزوجة الأولى و الضحايا هم المدعوين المنكوبين من شهداء و جرحى , أما نظرتي الكلية – ماكرو – للموضوع فهي أشد إيلاما , فما حصل ممكن أن يتكرر مرة و مرتين و ثلاثة في المستقبل , فالجاني هو جينات و عادات الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , و المجني عليه أيضا هم الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , نحن الجاني و نحن المجني عليه , و في هذه الحالة لا علاج الا الكي , و لا كي قبل كي الذات , فهل نحن مستعدون لـ كي أنفسنا ؟
.
أشك في ذلك
.
رحم الله أرواح كل من رحل ضحية لهذه الكارثة و الله يشفي من الناجين منهم
.
تحية احترام و تقدير لرجال الاطفاء و وزارة الصحة و الداخلية على جهودهم و تفانيهم في التعامل مع الحدث , يعطيكم العافية
Friday, August 21, 2009
Wednesday, August 19, 2009
ماكرو جهراء
.
.
.
هذه هي نظرتي الجزئية للموضوع , أما نظرتي الكلية فسأحاول توضيحها في موضوعي القادم
.
يتبع
Sunday, August 16, 2009
Thursday, August 13, 2009
بين الفصل و الواقع
.
قد يكون الجواب على هذا السؤال بديهي جدا , فالطالب يذهب الى المدرسة و يتدرج في المراحل التعليمية ليحصل على العلوم الحيوية كالرياضيات و اللغات و مواد العلوم الأخرى التي ستُعينه على خوض معترك الحياة عندما يدخل سوق العمل في المستقبل
.
نعم , هذه الاجابة بديهية جدا , و لكن اذا كان الهدف من الدراسة في المدارس تعليم الطالب و تزويده بما سيحتاجه من فنون و علوم للمستقبل فأعتقد بأن المواد الموجودة حاليا - بالرغم من ضرورتها - لا تحقق هذا الهدف على أكمل وجه
.
فـ معترك الحياة و سوق العمل هذه الأيام يحتاج الى مؤهلات أكبر بكثير من براعة الشخص في جدول الضرب أو علمه المتقن لقواعد اللغة الانجليزية , فهو يحتاج بشكل أكبر لمعرفة كيفية استغلال الواسطة و تكوينها , أيضا يحتاج الى اتقان مهارة دهان السيور لتسليك أموره عند الحاجة , و لا أنسى هنا حاجته الى فن التزلف و مسح الجوخ للوصول الى أهدافه , هذا بالاضافة الى القليل من النفاق و التصنع الديني
.
فـ في بيئتنا العملية و الحياتية اليوم يتركز اهتمام الناس على فلان من ولده ؟ و منو ظهره ؟ و كم يدفع ؟ و محسوب على منو ؟ و منو مرجعيته الدينية ؟ حتى أنني لا أتذكر آخر مرة لاحظت فيها اهتمام أي كان بالمؤهلات العلمية و العملية للانسان , خصوصا مع اختلاط أنساب الجامعات العريقة بالجامعات الغريقة و انتشار ثقافة " احصل على شهادة ماجستير مع كل علبة معسل تفاحتين "
.
و من هنا فإني ألحق سؤالي السابق بسؤال أخير و هو هل وصلنا الى الوقت الذي نحتاج فيه الى ادخال مادة جديدة على المناهج الدراسية نُسميها مادة فن تحقيق الأهداف 101 ؟ يتعلم فيها الطالب أهم أساسيات مبدأ من سبق لبق و من صادها عشّا عياله لتأسيس جيل جديد قادر على محاكاة متطلبات الحياة العصرية و جاهز لإثبات وجوده في سوق العمل ؟
.
و إن لم نُدخل هذه المادة في مناهج الطلبة , فكيف سنُجاوب على أسئلتهم حول اختلاف المباديء و تناقض الأولويات بين ما تعلموه في المدارس و ما يعايشونه في الحياة الواقعية ؟
.
Tuesday, August 11, 2009
مدرسة القبس
Thursday, August 06, 2009
وداعا هاري
.
وُلِد هاري في عام 1898 و شارك في معركة باشن دايل – بلجيكا - في عام 1917 , اي عندما كان يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً , و قد استمرت هذه المعركة لمدة تسعين يوما , كانت بريطانيا تخسر في كل يوم منها ثلاثة آلاف جندي , و قد انتصرت بريطانيا و الحلفاء في هذه المعركة على الألمان
.
المثير في قصة هاري أنه كان يرفض الحديث عن الحرب طوال سنوات حياته و لم يشارك وسائل الاعلام بذكرياته عن تلك الحرب الا مؤخرا , فقد فَقَدَ هاري خلال هذه المعركة ثلاثة من أعز أصدقائه مما جعله يشعر بالمرارة و الألم كلما تذكر تلك المعركة
.
في عام 1996 التقى هاري بأحد الجنود الألمان الذين حاربوا على الجبهة الأخرى في معركة باشن دايل , و قد أصبح الاثنان صديقين حميمين بعد هذا اللقاء , يقول هاري قبل تسعة و سبعين سنة كنا سنقتل بعضنا البعض , و اليوم نحن أصدقاء , فلأي سبب ذهبت كل هذه الأرواح و تسبّبنا بكل هذا الدمار ؟
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هل يفكر كل جندي بالسبب الذي يضحي بروحه من أجله ؟ و هل يفكر بالهدف الذي يجعله يقتل الآخرين لتحقيقه ؟ و هل لو عاش كل جندي الفترة التي عاشها هاري سيستوعب أن عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم ؟
.
Sunday, August 02, 2009
رُبع كوب من الجوز
.
و بما أنني أجبن من الاعتراف بهذه الأعراض فقد تجنبت استشارة الأطباء و فضلت الاستماع الى بربرة و فتاوي الأصدقاء , فهذا ينصحني بالمالتي فيتامين و ذاك ينصحني بالأوميغا 3 و ثالث ينصحني بزيت الخروع و الكركم و هكذا , لكن المشكلة هي أنني أيضا أكره الالتزام بأي نوع من الأدوية أو ما يشبه شكله شكل الأدوية , يعني ما احب آكل الكبسولات فهي تشعرني بالمرض
.
أيضا يحتوي الجوز على مضادات الأكسدة الداعمة لجهاز المناعة و المقاومة للأمراض السرطانية و تخفض من مستوى الكوليسترول الضار على الشرايين القلبية , فالجوز يساهم في تخفيض الليبوبورتين أ المساعد على تخثر الدم و تصلب الشرايين , و هي عوامل رئيسية للتعرض للجلطات و السكتات القلبية
.
و من هنا فإني أنصح وزير التجارة السيد أحمد الهارون بأن تحتوي هديته الرمضانية على كيلو مخلط مع زيادة نسبة الجوز لكل أسرة حتى نضمن صحة و نفسية أفضل لأبناء هذا البلد
.
و في النهاية ألفت انتباهكم الى أن اليوم هو الذكرى التاسعة عشر للغزو العراقي الغاشم , لكن بما أن كبار القوم ما يبون أحد يذكرهم بـ سواد الوجه فقد فضلنا الحديث عن الجوز
.
رحم الله شهداءنا الأبرار و الله يستر من المستقبل