"نهج"
يعيد إحياء الحراك الشعبي
عنوان بسيط بين العناوين المتزاحمة
على الصفحة الأولى لجريدة "عالم اليوم" الكويتية، والتي يمكن اعتبارها
البوابة الإعلامية الأولى للمعارضة في السنوات الخمس السابقة، عنوان بسيط قد لا
يلفت الانتباه إلا أنه نزع انتباهي واستوقفني لبرهة جلست أسترجع فيها شريط أخبار
السنوات السابقة، ثم أعدت قراءته ببطء..
"نهج".. يعيد.. إحياء..
الحراك.. الشعبي !!
فتزاحمت على ذهني عاصفة من
التساؤلات كان أولها هل يجوز إطلاق صفة "إعادة الإحياء" على الكائن الحي
أصلاً؟ بالطبع لا فـ إعادة الإحياء تنطبق على الأموات فقط.. إذاً في هذا العنوان
اعتراف ضمني بأن "الحراك الشعبي" ميت ويحتاج إلى من يعيد
"إحيائه"!!
هنا سألت نفسي عن مصداقية
"الحراك الشعبي" مع نفسه في حاجة البلد للمطالبات التي كان يطرحها، فلو
كانت المطالبات نابعة من حاجة حقيقية للناس فكيف تموت قبل أن تتحقق؟ هل نحن بحاجة
فعلا إلى مطالبات "الحراك الشعبي" من أحزاب ودائرة واحدة وحكومة
شعبية!!؟
أم أن هذه شعارات استهلاكية طرحها
الشباب واقتات عليها نواب المعارضة للحصول على الحشود المطلوبة لإضفاء صفة
"الشعبي" إلى حراكهم؟
ثم.. من الذي يملك حاكمية الموت
والحياة؟ من الذي لديه القدرة على أن يحيي ويميت؟ أليس هو الرب الذي قال في محكم
كتابه الكريم: "اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ"؟
والسؤال
"المنطقي" هنا.. من هو "رب" الحراك "الشعبي" الذي
بيده أن يحييه ويميته متى شاء ذلك؟ وهل السياسيين من نواب حركة "نهج" هم
"رب" هذا الحراك؟ يحيونه ويميتونه حسب المصلحة والتفرغ؟
هل
ما شهدناه في السنوات الخمس السابقة حراك "شعبي" نابع من حاجات حقيقية
أم "شعب" يتحرك بتحريض من نواب "نهج" متى ما قرروا تحريكهم أو
إعادة إحياء حراكهم الميت؟
وما
هي العوامل التي تجعل "نهج" تقرر أن تضغط دقمة (زر) إحياء الحراك متى
شاءت؟ هل يتم ذلك حسب العوامل المناخية؟ فتتم إماتة الحراك في فصول الصيف وإعادة
إحيائه مع موسم العودة من الإجازة واقتراب اعتدال المناخ؟
أم
أن ذلك يتحدد بظروف انتهاء انتداب وليد الطبطبائي من سوريا وعودته للبلاد
متفرغاً.. فيملأ أوقات فراغه بإحياء "الحراك الشعبي" عبر إقامة كم تجمع
في ساحة الإرادة!!؟
أكرر
مرة أخرى..
هو
عنوان بسيط بين العناوين المتزاحمة..
وكان
يجب أن أتجاهله ليمر مرور الأموات..