Tuesday, June 30, 2009

بداية مباركة


.
في البداية أود الاعتذار عن عدم الالتزام بالسُنّة التدوينية في الاعلان عن موعد سفري و قدومي و حلي و ترحالي , عنوان هذه الصيفية هو – مالي خلق – لذلك فلم يكن لي خلق حضور الاستجواب و لم يكن لي خلق التعليق عليه و لم يكن لي خلق السفرة و حتى بعد ما سافرت مالي خلق اتابع أخبار الكويت
.
لكن ما لفت نظري هو الكم الكبير من المقالات التدوينية حول الاستجواب و جلسة طرح الثقة في الغد , أستغرب فعلا مِن الحماس الكبير لمؤيدي طرح الثقة و اعتقادهم بأنه سيصلح أحوال البلد , أيضا أستغرب ممن يرفض طرح الثقة بالوزير بحجة شوفوا منو المستجوِب و منو واقف معاه ؟
.
أنا شخصيا أعترف بتمكن وزير الداخلية من دخول قلبي الصغير من أوسع أبوابه , و أقولها بالفم المليان أحبه , اي نعم أحبه و ما أظن أنه حرامي , لكني أيضا رفضت توزيره من الأساس و حذرت رئيس الوزراء من ارتكاب هذا الخلل الفني عندما كان في طور تشكيل وزارته الخامسة , لا لا كانت الرابعة , ربما كانت السادسة فقد نسيت كم وزارة شكّل الشيخ ناصر , و قد كتبت في شهر ديسمبر الماضي مقالة خاصة عن
رامبو الداخلية و لكن الشيخ ناصر كِسر فيني للمرة الألف و وزّر الشيخ جابر كيوت
.
أما بالنسبة للاستجواب فهو كلمة حق أُريد بها باطل , نعم أعتقد أن مسلم البراك شخصاني و أعتقد أن الهدف الأكبر من الاستجواب هو الانتقام من الوزير الذي أهدر كرامة زميله الطاحوس و ابن قبيلته بو رمية , نعم عقد البوردات بوقه , بوقه , بــــــــــــــــوقه , و الوزير يستحق النفي الى غابات الأمازون بسببها , لكني أعلم علم اليقين بأنها بوقة فريق الناشئين تحت التسعتعش , فالسرقات موجودة في كل الوزارات و مبالغها أكبر بكثير من الخمسة ملايين و الثلاثمئة الف و الميتين و خمسة و ستين دينار , و لو تم استجواب كل وزير على البوقات بوزارته لاضطررنا لاستيراد الوزراء من دولة غرغيرستان الصديقة
.
أنا هنا لا أعترض على مبدأ محاسبة الوزير على سرقاته أو سرقات موظفيه , لكن عندما أفكر بالدكتور هلال الساير أو أحمد الهارون أو العفاسي أو الحماد و أقول هل من الممكن أن يجد نائب اليوم خلل في وزارة الصحة أو وزارة التجارة أو الشؤون أو العدل يستجوب عليه الوزير و لن يتمكن الوزير من الرد على هذا الخلل ؟ أبسولوتلي , و العملية تتكرر مع جميع الوزارات و الوزراء , ففي الكويت أسهل ما عليك ان تجد سرقات أو خلل في وزارات الدولة , و عملية اصلاح الذمم تحتاج الى دراسة و جهد و عمل أكبر من استجواب و طرح ثقة
..
أيضا ما لم يعجبني في الاستجواب هو عدم تطرقه لمحاور أهم بكثير من بوقة البوردات و كاميرا ساحة الارادة و الجويهل , فالمفروض أن يُسأل وزير الداخلية عن أعمال وزارته , الجرائم التي يرتكبها أفراد الشرطة , قوانين حفظ حقوق و كرامة المواطنين و المقيمين , انتشار المخدرات بين الشباب , تخصر شرطة شارع الحب عند الاشارة للرضاع و التدخين تاركين شباب 2009 يعبثون بالشارع و قائدي المركبات الأخرى , عدم التزام الشرطة بقانون منع الحديث بالهاتف أثناء القيادة و ربط حزام الأمان , عدم ايجاد حل لاستهتار قائدي الدراجات النارية و الخمة اللي يستخدمون حارة الأمان , و غيرها الكثير من المشاكل المتعلقة بعمل وزارة الداخلية و لكنها للأسف لا تهم نواب الأمة و ضمائرها
.
أقول أنه كلمة حق يراد بها باطل , و لكن منذ متى نحكم على الأمور بترك الحق و رؤية الباطل؟ الوزير أخطأ , و الوزير غير كفوء , و الوزير يستحق طرح الثقة بدون الحاجة لاستعراضات مسلم البراك و صور حديد أمغرة
.
أما توقعاتي لجلسة الغد فهي للأسف لا تبشر بخير , أتوقع أن يركب بو الفهود طائرته الخاصة و ينتقل من نائب الى آخر يوزع عليهم الأوسمة الأولمبية لتنتصر الحكومة في صد حجب الثقة عن الوزير , و بهذا يضرب لنا بو الفهود ثلاثة طيور بحجر واحد , فهو من ناحية سيقنع اللي فوق بأنه لم يفقد قدراته التضبيطية السابقة , و من ناحية أخرى سيؤكد لزملائه الوزراء بأنه وزير بلا وزارة نعم , الا أنه أقوى منهم و سيحتاجون رضاه للاستمرار على كراسيهم , أما الطير الأخير فهو بورد 8 متر بثلاثتعش متر يضعه أمام مكاتب نواب المعارضة و يكتب عليه بالبنط العريض أنا هنا , و حكومة أحمد الفهد ليست كحكومة البدون أحمد الفهد
.
دعوني الآن أستمتع بالجو اللندني

Monday, June 22, 2009

ليلة الحسم

تحديث
.
.
كما توقعت
.
التأثير كان واضحاً على لاعبي العربي
.
فأجسادهم كانت في الملعب , أما عقولهم و أفئدتهم كانت تحلق هناك
.
في سماء طهران و تبريز و أصفهان
.
مع اخوانهم المتظاهرين تأييدا
.
للسيد مير حسين موسوي
.
حتى أن المهاجم العرباوي حسين الموسوي لم يستطع اللعب من شدة التأثر
.
كيف لا و قريبه يخوض معركة حاسمة هناك في إيران
.
و دام السالفة جذي
.
سيخرج جماهير العربي غدا الى ساحات منطقة بنيد القار
.
مطالبين بإعادة المباراة
.
و قد أعذر من أنذر
.
لا يخرعنا باسيج و لا عباس الشعبي

Friday, June 19, 2009

ايران , أرض النبلاء

تكلمت في يوم من الأيام عن أحد المواضيع التي لم أكن أعرف عنها الكثير فتفضل علي أحد الأصدقاء بقوله " لا تهرف بما لا تعرف " و من يومها و أنا أفكر مرتين و نص قبل الكتابة أو الحديث عن موضوع لا أعرف عنه ما يكفي للكتابة , و بالرغم من أني لا أعرف الكثير عن تفاصيل الحالة السياسية في ايران و حيثيات الأمور هناك الا أنني لا أستطيع تجاهل هذه الأحداث , و أجد أن من واجبي طرح وجهة نظري – الشخصية – في الموضوع , مع التشديد على أنها وجهة نظر شخص عيمي لم يزر ايران أو يملك معلومات تفصيلية عنها
.
.
أعتقد أننا لا نستطيع تحليل ما يحدث اليوم في ايران بشكل منفصل عن تاريخ ايران بشكل عام , و تاريخ الثورة الاسلامية بشكل خاص , فعند الحديث عن ايران يجب أن نذكر أنها دولة أو أمة يمتد تاريخها الموثق الى أربعة آلاف سنة على الأقل , و هي أمة لعبت دور تاريخي رئيسي في العالم القديم و الحديث , فالفرس حكموا العالم أكثر من مرة منذ آلاف السنين و لم يتوج ملك – أجنبي - نفسه على العالم الا بعد هزيمتهم , و الحديث عن حضارة فارس يطول بما لا تحتمله هذه المقالة البسيطة
.
.
و عند الحديث عن الثورة الايرانية على الشاه محمد بهلوي فإننا لا نستطيع تجاهل نقطتين أساسيتين , النقطة الأولى هي أن جذور الثورة بدأت و تراكمت منذ خمسينات القرن المنصرم الا أنها وجهت الضربة القاضية للنظام الشاهنشاهي في أواخر السبعينات بعد هروب الشاه الى مصر بالتزامن مع عودة الامام الخميني من منفاه الطويل حاكما فعليا على ايران , أما النقطة الثانية فهي أن أطراف الثورة على الشاه لم يكونوا فقط من الاسلاميين , بل أن رموز الثورة كانوا من جميع فئات الشعب الايراني كالليبراليين و الشيوعيين كالشهيد شريعتي و بازركان و مصدق , لكن الصبغة الاسلامية على الثورة ترسخت بسبب الحضور الطاغي للامام الخميني و رمزيته – زعامته - التي لم يتجرأ أحد على منافسته فيها

.

.
فالامام الخميني هو الأب الروحي للثورة و هو القائد المؤسس لنظرية ولاية الفقيه , هذه النظرية التي لعبت الدور الأهم في ترسيخ الدولة الاسلامية و الفكر الديني الشيعي , فالشيعة الاثناعشرية يؤمنون بأن الخلافة بعد الرسول تذهب مباشرة للامام علي بن أبي طالب , و من ثم تنتقل الخلافة – أو الزعامة الدينية – الى أبناء الامام علي جيل بعد جيل , الى أن تصل الى الامام الثاني عشر و هو المهدي المنتظر الذي يعتقد الشيعة بولادته و من ثم غيبته في فترة الحكم العباسي , و نظرية ولاية الفقيه قائمة على أن لكل زمان إمام , و بما أن إمام هذا الزمان غائب , فـ ولي الفقيه هو نائبه الى حين ظهوره , و بالطبع لـ ولي الفقيه صلاحيات لا محدودة , فهو بمثابة أمير المؤمنين , أي أن زعامته سياسية و دينية في آن واحد
.
و هنا نحتاج أن نضع جميع هذه العوامل كجزء رئيسي في معادلة زعامة الخميني , انحدار شعبية الشاه , قيادة الثورة , ولاية الفقيه , الحرب العراقية الايرانية , و أعتقد شخصيا أن العامل الأخير هو الأهم في اصطفاف الشعب الايراني بجميع فئاته خلف الامام الخميني , فحتى من كان يخالف فكرة ولاية الفقيه أو غير مقتنع بفكرة الدولة الدينية لم يتجرأ على معارضة الامام و ايران تخوض حرب دامية ضد العراق و من خلفه الدعم الخليجي و العالمي
.

.
بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية في العام 88 تعرض الشعب الايراني بشكل خاص و الشيعة بشكل عام لاختبار صعب سببه وفاة الامام الخميني , و قد توقع البعض أن تنهار نظرية ولاية الفقيه و الحكم الديني في ايران مباشرة بعد وفاة الامام , الا أن قادة الثورة تجاوزا هذا الاختبار بذكاء شديد عبر اختيار السيد علي خامنئي لمنصب ولاية الفقيه و فوز الشيخ علي رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية , و بهذا الاختيار استمرت الثورة و استمرت ولاية الفقيه و استمرت الدولة الدينية
.

.
و بطبيعة الحال فإن الثائر يحتاج الى ما يثور عليه , و قد كان حكم الشاه و الحرب مع العراق كعداوات مباشرة تُغذي الحس الثوري عند الشعب الايراني , فعند وجود العدو على الأبواب لا صوت يعلو فوق صوت المعركة , الا أن الشاه رحل , و الحرب مع العراق انتهت , بل أن العراق كقوة عسكرية انتهى بعد حرب تحرير الكويت , فمن هو العدو الذي ستتغذى عليه الثورة ؟ و كانت الاجابة الطبيعية على هذا السؤال هو أن أمريكا و صنيعتها اسرائيل هم الأعداء الآن , و على الشعب الايراني أن يتمسك بمباديء الثورة حتى ينتصر عليهم , أو ينتصر لمقاوميهم
.
.
أعتقد شخصيا بأن استراتيجية استخدام الشيطان الأكبر الأمريكي و الشيطان الأصغر الاسرائيلي كأعداء دائمين لإيران نجحت الى حد ما في ابقاء حماس الشعب الايراني للثورة , الا أن العالم يتغير , فعلى الجانب الآخر من الثورة الاسلامية كانت هناك ثورة اعلامية عبر انتشار القنوات الفضائية و ثورة أخرى معلوماتية عبر انتشار سلاح لم يكن على الحسبان و هو الأنترنت , فالفضائيات و الأنترنت جعلا العالم قرية صغيرة و أصبح الناس بشكل عام و الشباب بشكل خاص قادرين على معرفة ما يحدث حول العالم بكبسة زر , فالشاب الايراني اليوم يريد استخدام الآي فون و البلاك بري كما يفعل شباب دول العالم الأخرى , و الفتاة الايرانية تتابع آخر صرعات الموضة في باريس و هي لا ترى سببا معقولا يحرمها من حقها في ارتداء ما تحب من لباس , و آذان هؤلاء الشباب اليوم لا تطرب لسماع الخطابات الثورية و الكلام عن الصواريخ و القنابل و الحروب
.

.
و في هذه الأثناء تسلل الى الساحة السياسية الايرانية أحد أفراد الحرس القديم بشخصية متجددة و هو المرشح مير حسين موسوي , و بالرغم من أن ولاءَه معروف للثورة الاسلامية و ولاية الفقيه الا أنه أحسن اعادة تعريف نفسه للجماهير كشخص اصلاحي صاحب مشروع ايراني يختلف قليلا عن مشروع الرئيس الحالي محمود نجاد , أكرر مرة أخرى بأن السيد موسوي رئيس وزراء ايران أثناء الحرب العراقية و هو أحد الحرس القديم للثورة و لا يختلف كثيرا عن نجاد
.
.
بالطبع أنا هنا لا أملك أي دليل على تزوير الانتخابات الايرانية لمصلحة الرئيس نجاد و لم أقرأ عن اتهام مباشر و محدد يوضح كيفية التزوير و من قام به الا أنني أتابع بقرب الخطوات التي اتخذتها الحكومة الايرانية في مواجهة هذه المظاهرات , و أستطيع بسهولة أن أصرح بأن هذه الحكومة تعيش في حالة اضطراب و هي تحارب طواحين الهواء في محاولات قمع المتظاهرين و منعهم من نقل ما يحدث للعالم
.
.
أيضا أعتقد بأن خروج هؤلاء المتظاهرين ليس بالضرورة اعتراضا على تزوير الانتخابات , بل أنه ليس كرهاً بـ نجاد , أو عشقا لـ موسوي , هم ثائرون على استمرار الثورة , قد لا يتجرؤون على الاعتراض على شخص ولاية الفقيه – السيد خامنئي – الا أنهم ثائرون على فكرة السلطة الغير محدودة لولاية الفقيه و التضييق المستمر على حريتهم و التدخل في شؤون حياتهم , نعم أنا لا أملك دليل ملموس على ذلك الا أن هذا ما كنت سأشعر به لو كنت في مكانهم
.

.
أنا هنا لا أتحدث عن انقلاب على النظام أو السلطة الدينية , فالوقت لا يزال مبكرا للتنبؤ بذلك , الا أنني أعتقد بأن الكرة اليوم في ملعب السيد علي خامنئي , فطريقة تعامله مع الأحداث هي من ستحدد وجه ايران المستقبلي , هل سيتعامل معها بـ ليونة سياسية ليعيد اكتساب الشباب و يفوِّت على أعدائه فرصة استغلال هذه الثغرة ؟ أم أنه سيتعامل معها بقبضته الدينية الحديدية , مما سينحو بالأحداث الى المجهول ؟ هذا ما سنعرفه من خطبة صلاة الجمعة – اليوم – و أحداث الأيام القليلة القادمة
.
.
في نهاية المقال أوضح مرة أخرى بأنني لا أدعي المعرفة في الشأن الايراني و من حق القاريء أن يضع هذا التحليل في خانة الهرف و البربرة
.
.
خُدا هافز

Tuesday, June 16, 2009

مؤتمر كُتاب الأنترنت و الصحافة الالكترونية في الخليج

في الأسبوع الأخير من شهر مايو المنصرم شاركت في ورشة عمل تحت عنوان – كتاب الأنترنت و الصحافة الألكترونية في الخليج – و قد أُقيمت الورشة في مدينة دبي الجميلة بتنظيم خاص من مؤسسة آيركس للصحافة و بالتعاون مع جمعية الصحفيين الإماراتية و بمشاركة مدونين و صحفيين من دول الخليج العربي مع بعض المشاركين من الخارج
.
قبل الدخول في تفاصيل المؤتمر أود التوجه بالشكر الجزيل و الامتنان للقائمين على مؤسسة آيركس بشكل عام و فرع لبنان بشكل خاص على هذه الدعوة الكريمة و أيضا أتوجه بالشكر و التقدير لجمعية الصحافيين الإماراتية على احتضاننا في دبي و توفير البيئة المناسبة للمشاركة الفعالة في هذا المؤتمر
.
.
أيضا أود التوجه بالشكر الجزيل و الاشادة لجميع المشاركين في المؤتمر , فالجميع كان ايجابيا في المشاركة و لأول مرة أحضر مؤتمر يتسابق فيه الجميع للمشاركة الحماسية بلا خجل أو كسل , و قد شارك في المؤتمر رئيس جمعية صحفيين الامارات و رئيس جمعية صحفيين مملكة البحرين و رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية و الأخ العزيز زايد الزيد رئيس تحرير جريدة الآن الألكترونية الكويتية و الكثير من الصحفيين و المدونين الذي سنأتي على ذكرهم لاحقا
.
بدأ المؤتمر يومه الأول بموضوع تأثير المدونات و المنتديات الألكترونية على الحياة السياسية في العالم , و قد بدأ الأخ عبدالعزيز العتيقي – أكسزومبي – من الكويت بالحديث عن تأثير المدونات الكويتية , خصوصا في قضية أزمة الحكم و قضية نبيها خمسة و قضية تغيير القوانين الرياضية , أيضا كثافة النشاط التدويني الكويتي في مواسم الانتخابات و المساجلات السياسية
.
.
ثم تحدث الأخ توفيق الرياش – البحرين – عن أوضاع المدونين في مملكة البحرين و الصعوبات التي تواجههم , خصوصا و أنه أول المدونين الذين تم اعتقالهم هناك , و مما لفت نظري في حديث الأخ توفيق ذكره لنقطة أنهم استبشروا خيرا بوزير الاعلام الجديد كونه شخص متعلم و فاهم لاحتياجات الاعلاميين و المدونين , الا أنهم انصدموا حين تحول هذا الوزير الى جبهة الاعلام الرسمي المتزمت و بدأ بالتضييق على المدونين بعد تقلد المنصب
.
و النقطة التي اثارتني في حديث الأخ توفيق هو لماذا يتغير الانسان بعد تقلد المناصب الرسمية ؟ خصوصا و أن هذه الحالة ليست مقصورة على الوزيرة البحرينية و لكنها تكاد تتكرر مع أغلب المسؤولين في العالم بشكل عام , و العالم العربي بشكل خاص؟ و السؤال الأهم هو هل لو كنت أنا أو انت مكانه سنتغير أيضا؟
.

.
بعد الأخ توفيق تكلم الأخ ايفغني موروزوف – روسيا البيضاء – عن الصحافة و التدوين الالكتروني في روسيا و الملفت للنظر في حديثه هو نقطة تعرض الصحفيين و المدونين المعارضين هناك للتخوين و التشكيك في ولائهم لـ روسيا من قِبل السلطات الرسمية , بل أن بعضهم اتُّهم بالعمالة لـ جورجيا بسبب كتاباته المعارضة , و تعليقي الوحيد على ذلك هو أن العالم أصبح قرية صغيرة فعلا
.
و كان المتحدث الرابع هو الأخ فيكنيسان – ماليزيا - و هو محرر في صحيفة ماليزيسياكيني الألكترونية , أيضا تحدث عن المشاكل التي تعرضت لها صحيفته و قيام السلطات هناك باقتحام مكتبه و مصادرة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بكتاب الصحيفة و التحقيق معهم , و قد تعاطفت معه الى درجة أنني وددت اهدائه لقب مطقوق الماليزي
.

.
بعد الأخ فيكنيسان تحدثت الأخت كاثرين زالسكي – أمريكا – عن الصحافة الألكترونية الشعبية في أمريكا , و الغريب في حديثها أنني كنت أتساءل ما الذي يجعل المواطن الأمريكي اللجوء للكتابة الألكترونية و هو يعيش في بلد الاعلام الحر و لديه الآلاف من وسائل الاعلام المتاحة , طبعا الجواب الصدمة هو أن حتى الأمريكان لا يثقون ثقة كاملة بوسائل الاعلام الرسمية و الخاصة التي تتعامل مع الخبر حسب المصلحة و تتحكم بشكل كبير في كيفية نقل الخبر و تحديد أهميته
.
أعرف أن الموضوع طويل و قد يكون مملا لكم , لكني أحتاج الى تحليل فلوس التذكرة و الاقامة هناك
.
بدأت الجلسة الثانية للمؤتمر تحت عنوان علاقة المدونات بالاعلام التقليدي , و هل هذه العلاقة تعتبر علاقة تنافس أم تكامل ؟ و قد تحدث خلالها الأخ العزيز عامر الهلال – الكويت – و الأخ حسين مرهون – البحرين – و الأخ معاوية الرواحي – عمان – و الأخت صبرية جوهر من السعودية
.

.
أعتقد شخصيا أن المتحدثين خلال هذه الجلسة شعللوا المؤتمر و أسبغوا عليه النكهة التدوينية التمردية , فقد بدأ كل منهم في سرد مزايا المدونات في مقابل عيوب الصحافة التقليدية , و لا أذكر شخصيا أي تعاطف مع الصحافة الا من الأخت صبرية , فهي كانت الأقل انتقادا للصحافة في مقابل الانتقادات العنيفة التي وجهها بقية المشاركين للصحافة التقليدية و قد ركز المشاركين على رفض الوصاية الرسمية على المدونات و رفض أي محاولة لتنظيمها بغرض التقليل من حيز الحرية التي تتمتع بها
.
و قد كانت الجلسة الثالثة تعني بشؤون التطور التكنلوجي في الأنترنت و استخدام تقنية ويب 2 , و قد حاضر في هذه الجلسة الأخ علي عبدالامام – البحرين – و كاثرين زالسكي للمرة الثانية و الأخ العزيز زايد الزيد من الكويت
.

.
و المميز في هذه الجلسة كان قصة انشاء جريدة الآن الالكترونية و كيفية بداية الفكرة كجريدة تقليدية الا أن الكلفة المالية العالية جعل المؤسسين يفضلون تحويلها الى صحيفة الكترونية لتحقق نجاح ملحوظ في الوسط الصحفي الكويتي المزدحم
.
و في اليوم الثاني من المؤتمر بدأت الجلسة الرابعة و الأخيرة لتركز على موضوع أدبيات الصحافة و الكتابة الألكترونية التي تحدث فيها الأخوة محمد اليوسف – الامارات – و الأخ داود كتاب – الأردن – و الأخ جمال خاشقجي – السعودية – و الأخ موروزوف للمرة الثانية
.

.
و بطبيعة الحال و شخوص المتحدثين – رؤساء تحرير صحافة تقليدية – فقد كانت هذه الجلسة رد من الصحفيين على الهجوم التدويني في الجلسة الثانية , و بالطبع كانت أهم نقاط الهجوم هي انعدام مصداقية المدونات كون أغلب كتابها مجهولي الهوية و ضرورة تحمل المدونين مسؤولية ما يكتبون أسوة بالمسؤولية الملقاة على عاتق الصحفيين و غيرها الكثير من النقاط
.
و قد شهدت هذه الجلسة الكثير من المساجلات و الردود المعاكسة من المدونين الذين اتهموا الصحافة بالعجز أمام حرية المدونات و محاولاتهم الدائمة للسيطرة أو للتأثير على المدونات من خلال المقارنة الغير عادلة بين الوسيلتين , خصوصا و أن الكثير من الصحفيين اتجهوا الى انشاء مدونات بأسماء مستعارة ليكتبوا من خلالها ما عجزوا عن نشره في الصحيفة التقليدية
.
و بعد هذه الجلسة المشحونة تم اختتام المؤتمر من قبل المنظمين و اتجه الجميع لتناول وجبة الغداء و من ثم صلوح ملوح اللي يدل بيته يروح
.
أعتقد شخصيا بأن فرصة التواجد و المشاركة في هذا المؤتمر كانت اضافة كبيرة بالنسبة لي , فقد لفت انتباهي تشابه الخطوط العريضة لهموم أغلب المشاركين من مختلف الدول الخليجية و العالمية , فالجميع ينشد الحرية و الجميع يريد التعبير عن رأيه و الجميع يتعرض بشكل أو بآخر للمضايقة من قبل السلطات و السؤال هو لماذا ؟
.
لماذا يتضايق المسئولون من الانتقاد أو حتى الأخبار الغير دقيقة ؟ مالذي يمنعهم من التوضيح و النفي ؟ و لماذا تلجأ السلطات الى استخدام العنف لتكميم الأفواه ؟ بل كيف يفكر أي عاقل بتكميم الأفواه و السيطرة على الناس في زمن الأنترنت و القنوات الفضائية ؟
.
أعتقد شخصيا بأن هذا الصراع طبيعي جدا في هذا التوقيت , فالمدونات و الاعلام الالكتروني المفتوح تجربة جديدة نسبيا على العالم , فالصحافة التقليدية و القنوات التلفزيونية الرسمية تشكلت و تطورت و تأسست قواعدها خلال تجارب امتدت لعشرات السنين حتى وصلت الى ما وصلت اليه , و حتى الحكومات لم تستطع ايجاد التشريعات الحالية المتعلقة بالاعلام الا من خلال تطور امتد الى عشرات السنين , فلماذا الاستعجال و التشنج في التعامل مع تجربة لم يمضي عليها خمسة عشر سنة في أحسن الأحوال؟
.
لقد عاش الناس خلال الحقبة الماضية في زمن القنوات الاعلامية المحدودة , زمن وكالات الأنباء الرسمية , الاعلام الذي يحرص على نقل معلومة صحيحة في أغلب الأحيان , لذلك لم يُتعب المتلقي نفسه في فحص المعلومة و التأكد من صحتها , أما اليوم , فالبيئة الاعلامية و المعلوماتية تغيرت تماما عن السابق , فالمتلقي اليوم يقف أمام نهر جارف من المعلومات المنهمرة من كل صوب و اتجاه , قنوات فضائية , صحف , مجلات , مدونات , مسجات , بلوتوث , و المشكلة هنا أن لا أحد يستطيع السيطرة الكاملة على ما ينقل من معلومات من خلال هذه الوسائل , و لا أحد يستطيع التأكد من صحتها , لذلك أعتقد بأن هذه البيئة نقلت مسؤولية التأكد من الخبر أو المعلومة الى المتلقي , فهو المسؤول اليوم عن فحص الكم الهائل من المعلومات التي تصله , حتى لا يقع ضحية للاشاعات و المعلومات المغلوطة
.
رسالتي الأخيرة أوجهها للأخوة المدونين و المدونات , نحن نعيش اليوم في منطقة حيوية و مهمة للعالم , و وسائل الاعلام و أجهزة الرصد في هذه الدول تتابعكم و تتابع تطوركم الفكري من خلال ما تكتبون , لذلك علينا أن نهتم أكثر بالمواضيع التي نكتب عنها و الطريقة التي نتعامل معها , كنت أتمنى فعلا أن تتاح الفرصة لكم جميعا في المشاركة , ملحوقة في الجايات انشاءالله
.
الصور مسروقة من مدونة الأخ معاوية الرواحي

Thursday, June 11, 2009

جميلة يا كويت

.
لي عادة – حميدة – و هي اصطحاب العائلة للغداء في يوم الجمعة من كل اسبوع تقريباً , و مطعمي المفضل لهذه الوجبة هو لورينزو الواقع في منطقة الصالحية التجارية , فهناك يجتمع الطعام الجيد و الخدمة المتميزة و الأهم من هذا و ذاك الهدوء و السكون و الخلوة الذهنية التي اسعى للتمتع بها
.
و بطبيعة الحال تزدحم منطقة الصالحية و دوار الشيراتون بالوافدين من الجنسية الهندية و الفلبينية في هذا الوقت من الأسبوع , و من خلال موقعي المتميز في مطعم لورينزو أتمكن من مراقبة تصرفات هؤلاء الوافدين و التمعن في طريقة استمتاعهم بهذه العطلة
.
و المثير في الأمر أن أغلب هؤلاء يأتون من مناطق ذات جمال طبيعي خلاب تختلط فيه الجبال بالوديان و الأنهار بالبحيرات , الا أنهم يقفون أمام نافورة ميدان الصالحية لالتقاط الصور التذكارية و توثيق لحظاتهم السعيدة مع الأحباب و الأصحاب
.
قد تعتقدون أني أُبالغ عند الاعتراف أمامكم بأني أشعر بالمتعة و الراحة الشديدة عند مشاهدة جموع الوافدين و هم يتبادلون الصور في هذا المكان , فعقلي يسرح و يمرح في التفكير بتفاصيل حياة كل منهم , فهذا يعمل سائق في منزل عائلة كويتية , و ذاك يعمل في مطعم للوجبات السريعة , أيضا أفكر في ماذا سيكتبون لأحبابهم في بلدانهم عن الكويت و عن هذه الصورة بالذات , هل سيُعبرون عن سعادتهم لوجودهم بيننا ؟ هل سيذكرون الكويت بالخير و الامتنان لأهلهم ؟ هل سيشكرون الله لأنهم تمكنوا من العمل هنا ؟ أم أنهم سيقولون أن الكويت قطعة من الجحيم و هم لا يستطيعون الانتظار ليلة واحدة اضافية للخروج منها ؟
.
في الغالب أشعر أنهم سعداء , أو هم كذلك في لحظة التقاط الصورة , و هذا ما يجعلني أشعر بالارتياح و الولاء الاضافي لهذه الأرض , نعم أعرف أننا لسنا الأفضل في التعامل مع الوافدين و أعرف أن طبيعة بلادنا ليست الأجمل بين دول العالم , لكنني أعتقد بالفعل أن بلدنا بلد خير , و أرضنا أرض الطيبة و التسامح , أقول ذلك حتى و ان كنت الوحيد الذي يؤمن به
.
لا أنكر أيضا أنني أشعر بالضيق أحيانا عندما أرى أبناء هذا البلد يعيشون في جو من الكآبة و الاحباط الدائم , هذا الاحباط الذي يعمي أبصارهم عن ملاحظة الجمال من حولهم , فأنا لم أشاهد كويتي واحد يلتقط لنفسه صورة بجانب نافورة الصالحية ؟ لم أصادف كويتي يصوّر نفسه في ساحة الصفاة ؟ هل التذمر المتواصل جعلنا أصحاب نظرة سوداوية لا تحسن الاستمتاع بالجمال البسيط ؟ هل نجحت وسائل الاعلام في تغليف حياتنا بالسلبية و البؤس ؟
.
لا أعلم في الحقيقة لماذا أستمر في التطفل على هؤلاء بتصويرهم , ربما أبحث عن راحتي النفسية في راحتهم , ربما أكون أحد التعساء الذين لا يرون الجمال الا من خلال عيون الآخرين , أو ربما أحببت فقط أن اقول ان الكويت جميلة
.
جميلة يا كويت

Monday, June 08, 2009

كفّارة توزير الفهد

.
قبل سنتين تقريبا , و أيام حملة نبيها خمسة بالتحديد , كان الشيخ أحمد الفهد هو العدو اللدود لنا , و لا أذكر أني كتبت مقالة تخلو من سطر أو سطرين لعرض سيئات هذا الرجل , و الحمدلله أن الدوائر الخمس قُرَّت و أعادت السلطة النظر في توزير الشيخ أحمد
.
و بطبع وزير الطاقة السابق قد تمكن بسهولة من تحويل طاقته الوزارية الى نشاطات أخرى كالتضبيط الانتخابي و رئاسة الأمن القومي و إقامة الغبقات الأسطورية و تكريم مزايين الإبل و رعاية الحمام الزاجل و مناكفة رئيس الاتحاد الآسيوي و مرافقة سمو الأمير في الحل و الترحال
.
ما يهمني هنا هو أن الشيخ أحمد الفهد اختتم هذه النشاطات برئاسة اللجنة الانتقالية لاتحاد كرة القدم , و هذه اللجنة اختتمت أعمالها بفضيحة من العيار الثقيل و هي تزوير محاضر اجتماعات رسمية , و سبب هذا التزوير ليس تظليل السلطات المحلية فقط , بل الهدف من التزوير هو تمكين الشيخ أحمد الفهد – و ليس دولة الكويت – من التصويت ضد محمد بن همام في انتخابات اتحاد كرة القدم الآسيوي و التي فاز بها بن همام بلا طائرة خاصة و لا توزيع أوسمة على زيد و عبيد
.
.
و بطبيعة جميع القضايا المتعلقة بالشيخ شيخ أحمد الفهد تعاون الجميع – باستثناء الرجل عادل الصرعاوي – لطمطمة قضية التزوير الأخيرة , فالشيخ أحمد لم يكلف نفسه الرد على هذه الاتهامات , بل أنه حتى لم يتكلف تحويلها للنيابة كما فعل مع قضية هاليبرتون , و بالرغم من ذلك قام الشيخ ناصر المحمد باسناد وزارة المادري شنو و التنمية و التخطيط و الاسكان لإبن عمه الشيخ أحمد الفهد
.
أعتقد شخصيا بأن الشيخان أحمد و ناصر لم يحترما الشعب الكويتي في هذه العملية , فكيف يتم توزير شخص متهم بالتزوير قبل شهر بمنصب وزير تنمية ؟ و كيف يسكت بقية الوزراء – المحترمين – على ذلك ؟ بل هل كيف يستعبط علينا كتاب الصحافة بترحيبهم و تهليلهم لتوزير الشيخ أحمد الفهد بحجة أنه وزير سياسي و قوي و الحكومة بحاجة الى خدماته , خدمات ايش يا حظي؟ هل ستنمو الكويت و اقتصادها بالتزوير و التضبيط؟
.
على العموم , أعلم بأني أنفخ في جربة مخرومة , و أعلم أنني قد لا اتمكن من الكتابة بحرية في الفترة القادمة , لذلك سأنضم الى قائمة الدمبكجية و أرحب بتوزير القوي الأمين أبو الفهود , لكني سأضع شرط واحد لهذا الموقف , شرط واحد قد يحول أحمد الفهد من عدوي اللدود الى صديقي الصدوق
.

.
شَرطي يا وزير التنمية و الاقتصاد و الأسكان و التخطيط هو أن تُسخر طاقاتك و سلطاتك و امكانياتك و مكرك و سحر ابتسامتك و خزة عيونك و تضبيطاتك لتحرير من 1 الى 5 بالمئة من أراضي دولة الكويت بالتعاون مع وزيري النفط و الدفاع , هذه هي كفارتك التي ستمسح بها خطاياك السابقة و اللاحقة , فالمساحة المأهولة من الكويت اليوم نتفة , و ما نبي منك الا أن تجعلها نتفتان , و كان الله غفورا رحيما

Friday, June 05, 2009

خيرا ما رأيت

في البداية نتابع هذا اللقاء الطريف









.






.





.






.






.

أعرف يقيناً بأن لقاء سلوى المطيري سيكون حديث الناس للأيام القليلة القادمة , و اعلم أيضا أنها ستكون مادة دسمة للمسجات و النكت التي يحترفها خفيفي الطينة من شبابنا و بناتنا
.
لكني بصراحة مؤمن بأن الأخت سلوى انسانة محترمة - جدا - و صادقة تماما في ما تقول , فالواضح أمامي أنها ليست كاذبة أو مختلقة للقصص التي تسردها أمام الشاشة , فهي صادقة في أحلامها بالصحابة و الأنبياء و الملائكة , و هي صادقة بإيمانها أن هذه الأحلام مكرمة مباشرة من الله سبحانه و تعالى , و هي صادقة في سعيها لتفسير هذه الأحلام و ايمانها بصحة تفسيرات المشايخ , و هي صادقة في عرضها الزواج على أحد أبناء أسرة الصباح حتى لا يقوم ابنها بالانقلاب على الحكم و هو من خارج الأسرة , بل هي حتى صادقة تماماً في رؤيتها لإبنها – الذي لم يولد - عند مطعم قيصر بجانب مجمع منيرة
.
نعم هي ليست كاذبة و هي أيضا ليست الوحيدة التي تؤمن بكل هذه العلامات المستقبلية , فأنا أعرف الكثير من نساء و رجال هذا البلد من الذين يؤمنون فعلا بأن أحلامهم هي رؤيا - مباشرة - من الله تعالى و يسعون لتفسيرها عند الملالوة و المشايخ , لكن ما يميز سلوى عنهم هو أنها لم تخجل من اعلان ايمانها بما ترى و بدأت تسعى عمليا لتحقيق هذه الرؤى
.
كيف لا تؤمن بذلك و هي تعيش في دولة تزخر مكتباتها بكتب تفسير الأحلام ؟ و كيف لا تؤمن بذلك و هي تعيش في بيئة يختلط فيها الدين بالشعوذة ؟ بلد يتبنى إعلامه الرسمي مشايخ تفسير الأحلام و العلاج بالرقية الشرعية و التلبس بالجن و فك السحر ؟ بل أن علية القوم فيه يتسابقون للتبرك و التمسح بهؤلاء
.
نعم سلوى ليست أسوأ من يؤمن بالأحلام , فهناك من قتل أبنائه بسبب الأحلام , و هناك من تطلقت من زوجها و دمرت عائلتها بسبب تفسير الأحلام
.
أعتقد أن سلوى اليوم تدق ناقوس الخطر أمامكم جميعا , و على الهواء مباشرة , فهي تقول لكم اتقوا الله بهذا الوطن , و شباب هذا الوطن , اتقوا الله بعقول هؤلاء الشباب , الى متى تتركونهم عرضة لهذه البيئة الخصبة بالخزعبلات و الغيبيات الخرافية ؟ الى متى تسقونهم بماء الدين المُحلّى بسُكر الشعوذة ؟ الى متى تُلمعون مشايخ الشعوذة و تتجاهلون أهل العلم و الثقافة في هذا البلد؟

.

.نعم يا أهل القرار , الخطر اليوم ليس لقطة بوسة تظهر في فيلم أو في كلمة ذات ايحاء جنسي تظهر في كتاب ممنوع , بل الخطر اليوم في نشر ثقافة الايمان بالغيبيات و اسباغ المصداقية – الرسمية - على وكلاء تفسير هذه الغيبيات من المتاجرين بالدين و المشعوذين , هؤلاء هم الخطر , فهل هناك من يسمع ؟

Wednesday, June 03, 2009

طرائف

خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة
.
قام بعض النواب الشرفاء بالانسحاب من الجلسة
.
اعتراضاً على عدم تقديم الحكومة لبرنامجها التنموي
.
بعد دُوتَا يوم من أداءها للقسم
.
كانت حركة الانسحابات متوقعة بالنسبة لي
.
لكن الطريف في الأمر ان العضو - الفعال - عسكر معاملات العنزي
.
كان من ضمن المنسحبين من الجلسة
.
.
و لا كأن بو عسكر مصرح قبلها بكم يوم
.
عن استعداده التام لـ بوس الأيادي من أجل معاملاتكم
.
.
بالاضافة الى أنه ينام في الديوانية
.
حرصا على التواجد الدائم للبوس
.
.
و هذي دعاية لمن يريد أن يصبح مشهورا
.
.
:*

Tuesday, June 02, 2009

فهد العثمان

.
منذ عودتي من السفر و أنا أشاهد هذا الاعلان يوميا على الصفحات الأولى من جرايدنا المحلية و أتساءل شعنده فهد العثمان يقط هالفلوس على اعلانات الجرايد و حاجز قاعة الراية عشان يعطينا محاضرة ؟ من له خلق عقب الانتخابات يروح محاضرات؟ لا و في نفس يوم نهائي كأس سمو ولي العهد !؟

لكن لا أخفي عليكم أن بلاغة الشف اللي فيني جعلتني أطنش متابعة النهائي و أبرمج يومي لحضور هذه الندوة , و عند وصولي الى مواقف مجمع الراية تلاقيت مع بعض الأشخاص و كان شعورنا متطابق تماما و هو شسالفة ؟ و شعنده الأخ العثمان؟ هل الموضوع مجرد دعاية لشركاته و معاهده؟ أم ان الأخ مدزوز؟ لكن وجهة نظري كانت في عدم استباق الأحداث و اللي في الجدر يطلعه الملاس
.
دخلنا القاعة و الا هالكوكبة الجميلة من الشباب و الشابات الحلوين , الكل يبتسم و يرحب و تقريبا يوصلونك الى كرسيك , صراحة انبهرت بالتنظيم الجميل للمكان و الجو العام للقاعة و كم الشباب و الشابات المنظمين للمحاضرة , أيضا بهرني كم الحضور الكبير للمحاضرة و الذي جعلني أتحسر على ما وصلت اليه الكرة الكويتية , معقولة كل هالناس كاشتين بالنهائي و جايين لندوة مبهمة و لشخص غير سياسي و نص مشهور؟
.
بدأت المحاضرة بعد خمسة عشر دقيقة من الوقت المحدد و بصراحة الأستاذ فهد العثمان عجبني بأسلوبه الشعبي البسيط و طريقة شرحه لأفكاره , المحاضرة تناولت لمحة تاريخية عن الأزمات الاقتصادية في الكويت و من ثم تم استعراض اختلاف الآراء حول القضايا العامة مثل اسقاط القروض و قانون الاستقرار المالي
.
لب المحاضرة كان في تشخيص مشكلة الكويت الأساسية و هي من وجهة نظر المحاضر في تبني الكويت قديما سياسة الاقتصاد الرعوي , و من وجهة نظره فإن هذه السياسة لم تكن مشكلة في بداية تشكيل الدولة كونها ساعدت على تمسك الشعب بالقيادة السياسية في مواجهة المد القومي و نقل الكويت الى دولة مؤسسات, الا أن هذه السياسة لا تصلح للحاضر و المستقبل
.
فالاقتصاد الرعوي يستنزف أصول الدولة المعتمدة على مصدر واحد للدخل و يشجع المواطنين على البطالة المقنعة و عدم ترجمة ما يملكونه من معلومات الى معارف يستفيدون منها عمليا , أيضا هذه البطالة المقنعة و العمل لدى الحكومة يساهم بشكل كبير في احباط العاملين و استسلامهم أمام الضغوط النفسية و قتل الطموح لديهم
.
و من هنا دعى المحاضر الى تحويل اقتصادنا الرعوي الى اقتصاد منتج يستثمر أصول الدولة و يضيف مصدر جديد للدخل للدولة , و كان الحل الذي قدمه في انشاء مدن اقتصادية و صحية جديدة تشجع الابداع و تستغل مواهب الشباب الكويتي , و ضرب مثال لنا في مدينة الأحمدي و بداياتها التي حددت لها الهوية النفطية
.
بغض النظر عن اتفاقي و عدمه مع الأخ المحاضر الا أنني أشجعه و أشد على يديه في اتخاذ هذه الخطوة الشجاعة في التعبير عن رأيه و مشاركة الآخرين به , فالكويت تحتاج الى رجال – و نساء – شجعان يعبرون عن رأيهم لتحقيق التنمية , خصوصا و أن رئيس الوزراء اليوم لم يعد يفرق بين تنمية الوطن و تنمية المصالح الشخصية , فأنا لا أعلم ما هي التنمية المرجوة من وزير كالشيخ أحمد الفهد؟
.
عموما , لا أريد افساد ما سمعناه بالمحاضرة في الحديث عن حكومة التكتيك