في البداية أود الاعتذار عن عدم الالتزام بالسُنّة التدوينية في الاعلان عن موعد سفري و قدومي و حلي و ترحالي , عنوان هذه الصيفية هو – مالي خلق – لذلك فلم يكن لي خلق حضور الاستجواب و لم يكن لي خلق التعليق عليه و لم يكن لي خلق السفرة و حتى بعد ما سافرت مالي خلق اتابع أخبار الكويت
.
لكن ما لفت نظري هو الكم الكبير من المقالات التدوينية حول الاستجواب و جلسة طرح الثقة في الغد , أستغرب فعلا مِن الحماس الكبير لمؤيدي طرح الثقة و اعتقادهم بأنه سيصلح أحوال البلد , أيضا أستغرب ممن يرفض طرح الثقة بالوزير بحجة شوفوا منو المستجوِب و منو واقف معاه ؟
.
أنا شخصيا أعترف بتمكن وزير الداخلية من دخول قلبي الصغير من أوسع أبوابه , و أقولها بالفم المليان أحبه , اي نعم أحبه و ما أظن أنه حرامي , لكني أيضا رفضت توزيره من الأساس و حذرت رئيس الوزراء من ارتكاب هذا الخلل الفني عندما كان في طور تشكيل وزارته الخامسة , لا لا كانت الرابعة , ربما كانت السادسة فقد نسيت كم وزارة شكّل الشيخ ناصر , و قد كتبت في شهر ديسمبر الماضي مقالة خاصة عن رامبو الداخلية و لكن الشيخ ناصر كِسر فيني للمرة الألف و وزّر الشيخ جابر كيوت
.
أما بالنسبة للاستجواب فهو كلمة حق أُريد بها باطل , نعم أعتقد أن مسلم البراك شخصاني و أعتقد أن الهدف الأكبر من الاستجواب هو الانتقام من الوزير الذي أهدر كرامة زميله الطاحوس و ابن قبيلته بو رمية , نعم عقد البوردات بوقه , بوقه , بــــــــــــــــوقه , و الوزير يستحق النفي الى غابات الأمازون بسببها , لكني أعلم علم اليقين بأنها بوقة فريق الناشئين تحت التسعتعش , فالسرقات موجودة في كل الوزارات و مبالغها أكبر بكثير من الخمسة ملايين و الثلاثمئة الف و الميتين و خمسة و ستين دينار , و لو تم استجواب كل وزير على البوقات بوزارته لاضطررنا لاستيراد الوزراء من دولة غرغيرستان الصديقة
أيضا ما لم يعجبني في الاستجواب هو عدم تطرقه لمحاور أهم بكثير من بوقة البوردات و كاميرا ساحة الارادة و الجويهل , فالمفروض أن يُسأل وزير الداخلية عن أعمال وزارته , الجرائم التي يرتكبها أفراد الشرطة , قوانين حفظ حقوق و كرامة المواطنين و المقيمين , انتشار المخدرات بين الشباب , تخصر شرطة شارع الحب عند الاشارة للرضاع و التدخين تاركين شباب 2009 يعبثون بالشارع و قائدي المركبات الأخرى , عدم التزام الشرطة بقانون منع الحديث بالهاتف أثناء القيادة و ربط حزام الأمان , عدم ايجاد حل لاستهتار قائدي الدراجات النارية و الخمة اللي يستخدمون حارة الأمان , و غيرها الكثير من المشاكل المتعلقة بعمل وزارة الداخلية و لكنها للأسف لا تهم نواب الأمة و ضمائرها
.
أقول أنه كلمة حق يراد بها باطل , و لكن منذ متى نحكم على الأمور بترك الحق و رؤية الباطل؟ الوزير أخطأ , و الوزير غير كفوء , و الوزير يستحق طرح الثقة بدون الحاجة لاستعراضات مسلم البراك و صور حديد أمغرة
.
أما توقعاتي لجلسة الغد فهي للأسف لا تبشر بخير , أتوقع أن يركب بو الفهود طائرته الخاصة و ينتقل من نائب الى آخر يوزع عليهم الأوسمة الأولمبية لتنتصر الحكومة في صد حجب الثقة عن الوزير , و بهذا يضرب لنا بو الفهود ثلاثة طيور بحجر واحد , فهو من ناحية سيقنع اللي فوق بأنه لم يفقد قدراته التضبيطية السابقة , و من ناحية أخرى سيؤكد لزملائه الوزراء بأنه وزير بلا وزارة نعم , الا أنه أقوى منهم و سيحتاجون رضاه للاستمرار على كراسيهم , أما الطير الأخير فهو بورد 8 متر بثلاثتعش متر يضعه أمام مكاتب نواب المعارضة و يكتب عليه بالبنط العريض أنا هنا , و حكومة أحمد الفهد ليست كحكومة البدون أحمد الفهد
.
دعوني الآن أستمتع بالجو اللندني