لكني تفاجأت اليوم بأن سبب كل هذه الضجة كتاب اسمه شيكاغو للكاتب المصري علاء الأسواني – مؤلف رواية و فيلم عمارة يعقوبيان – و من محاسن الصدف أنني اشتريت الكتاب من مطار دبي الدولي في طريق العودة الى الكويت بلد الثقافة و الحريات, و أنا حاليا واصل الى نصف الكتاب تقريبا
الكتاب عبارة عن رواية تتناول حياة مجموعة من الطلبة و الأساتذة المصريين المغتربين في مدينة شيكاغو الأمريكية, و أحداث الرواية المثيرة تتلامس مع الكثير من الظواهر و الأحداث السياسية و الاجتماعية و الدينية و الفكرية, اعتقد شخصيا – الى صفحة 230 من 450 – أن الكاتب لم يتخطى أي خطوط حمراء أو يأتي بأفكار طارئة تجعل من الكتاب ممنوعا و سببا رئيسيا في تشميع فيرجن ميغا ستور في الكويت
نعم الرواية توجه انتقادات شديدة الى الحزب الحاكم في مصر الاّ أنهم لم يمنعوه في مصر فلماذا تمنعه الكويت؟ أما اذا كان العذر في احتواء الكتاب على ايحاءات جنسية فهذا عذر أقبح من ذنب كون أغلبية روائع الأدب العربي للكتاب العظام امثال نجيب محفوظ و غازي القصيبي و غيرهم الكثير تحتوي على ايحاءات جنسية عنيفة جدا و هذا واقع الكاتب الذي يريد أن يوصل مقصده الى القاريء بطريقة تفصيلية
السبب الآخر الذي أعتقد أنه قد يكون سببا لمنع الكتاب فهو احتوائه على بعض النقاشات الدينية البسيطة و هي أيضا منتشرة في الكثير من الكتب بشكل عام و الدينية منها بشكل خاص , كما تلاحظون هنا فانني محتار و مرتاب في سبب منع الكتاب و جعلها سبب تشميع متجر سيكلف صاحبه الآلاف
أعتقد شخصيا بأن أزمة فيرجن ستنحل خلال وقت قصير و سيعاد فتح المعرض في القريب العاجل من خلال العلاقات و الضغط على الحكومة , الا أننا اليوم نريد أن نعرف ما هي معايير منع الكتب في الكويت؟ و من هي اللجنة المخولة بمنع هذه الكتب؟ و ما هي مؤهلاتها العلمية و الأدبية؟ و هل ستكون هذه اللجنة – البائسة – قادرة على قراءة كل الكتب و الحكم عليها ؟
حرية الرأي و البحث العلمي مكفولة