.
.
*************************************************
أعتقد أن الجميع سمع أو قرأ خبر تعرض الأخ محمد الزعبي - السكرتير الثالث - في السفارة الكويتية في طهران للضرب و الاهانة من قبل عناصر مسلحة , أيضا تعرضت السفارة الكويتية للحصار لمدة أربع ساعات
تأتي هذه الحادثة في وقت شديد الحساسية للحكومة الايرانية , فهي تتعرض للضغوطات و التهديدات الأمريكية المتعلقة في تخصيب اليورانيوم , و على الجانب الآخر فان ايران متهمة بدعم حزب الله و اثارة الفتنة في العراق و دعم النظام السوري المتهم في اغتيال الحريري – حسب رأي الغرب و الكثير من العربان و ليس رأيي الشخصي– باختصار شديد , ايران في وضع سياسي لا تحسد عليه محليا و اقليميا و عالميا
و السؤال اللي يطرح نفسه , هل الايرانيين ناقصين مشاكل عشان يثيرون هالبلبلة بالاعتداء على الديبلوماسي الكويتي؟
لا أخفي عليكم بأنني أشعر أحيانا – و ربما أكون مخطئا – بأن الكثيرين ينتظرون مني – كوني شيعي و عيمي - رد أو دفاع أو تبرير أو اعتذار على أي خبر أو فعل سيء يقوم به الايرانيون اتجاه الخليج عموما و الكويت بشكل خاص
و لا أخفي عليكم سرا ان قلت أن هذه النظرة - أو النطرة - تشعرني بالتوتر العصبي كوني لا أرى أي علاقة سياسية بيني و بين ايران, و ما يزيد هذا التوتر هو رؤية بعض الكتاب أو المواطنين الشيعة الذين يحاولون أحيانا ترقيع هذه التصرفات الايرانية و كأنهم هم المسؤولون عنها
أعتقد أن هذه المشكلة معقدة جدا الا أنني سأحاول شرح فهمي لها و أكرر بأني قد أكون مخطئا و كل هالكلام و الأفكار خرابيط برابيط
طرف المشكلة الأول هو نظرة بعض الأشخاص الاتهامية الى المواطنين الشيعة و العيم خصوصا – كويتيين منحدرين من أصول فارسية – على أنهم موالين لايران
طرف المشكلة الثاني هو المواطنين الشيعة و العيم الذين اقتنعوا بفكرة أن ولائهم للكويت موضع شك و اتهام و أن من واجبهم الدفاع الدائم عن كويتيتهم أمام اتهامات الآخرين
و من هنا فأجدني أواجه تساؤل مهم و هو هل هناك علاقة خاصة بين الكويتيين الشيعة و دولة ايران؟
الجواب هو نعم , هناك علاقة عاطفية خاصة جدا – و طبيعية – بين الكويتيين العيم مع ايران كون أصولهم ترجع لها و تربطهم فيها علاقات عائلية كغيرهم من الكويتيين المرتبطين بالعراق أو السعودية نتيجة مسألة الأصل, و معروف ان الكثير من الكويتيين يفتخرون و يبالغون أحيانا بالفخر بأصولهم العربية و العراقية – خاصة قبل الغزو – و أعتقد ان العيم لم يشذوا عن القاعدة و من حقهم يفتخرون بفارسيتهم
أيضا يرتبط الكثير من الشيعة بايران من الناحية الدينية كون ايران أصبحت مركز الشيعة في العالم و هي دولة ترحب بالشيعة الراغبين في زيارة عتباتهم المقدسة كزيارة ضريح الامام علي الرضا في مشهد و غيره من المعالم الشيعية المهمة
أيضا لايران قوة دينية خاصة كونها موطن الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة و هي أهم مركز تجمع لعلماء الدين الشيعة في العالم , اضافة الى حوزة النجف الأشرف في العراق
و السؤال الأهم الآن , هل هذه العلاقة العاطفية و الدينية تقلل من كويتية المواطنين الشيعة؟
بالنسبة لي , لا أرى أي نقص في كويتية المواطن الشيعي أو العيمي عن بقية الكويتيين , و الشواهد التاريخية كثيرة على أن الأصل أو الدين ليس له علاقة بولاء الشخص و حبه لوطنه, و قد يتفذلك البعض بذكر حوادث تفجيرات النفط في الثمانينات و محاولة اغتيال الأمير الشيخ جابر رحمه الله في الثمانينات و يدلل عليها بأنها دليل دامغ على ولاء الشيعة لمذهبهم و تفوقه على ولاءهم لوطنهم
لكن خلونا نعالج الموضوع بطريقة احصائية و نحسبها , كم عدد الكويتيين الشيعة المتورطين في حوادث الارهاب؟ و متى كانت آخر حادثة تورط فيها كويتي شيعي في عمل ضد الكويت؟ و هل تقل هذه النسبة عند بقية فئات – أصول و مذاهب – المجتمع؟
نعم أنا شيعي و نعم أصلي فارسي , لكن في البداية و النهاية أنا كويتي, و لا أقبل من أي شخص أو فذلوك أن يأتي و يشكك في ولائي لوطني أو يتنططلي على كل فعلة او تصريح ايراني و يقولي ها شرايك؟ شفيهم ربعكم؟
وطني الكويت سلمت للمجد
و على جبينك طالع السعد
_________________________________________