غضب .. بأثر رجعي

أعتقد أن موضوعي السابق نجح في التنفيس عن غضبي بتقدير جيد جدا, الا أنه فشل فشلا ذريعا في ايصال الفكرة أو العبرة منه, فالكثيرين اعتقدوا أني غاضب من موقف شخصي أو سالفة سمعتها أو مقالة قرأتها, في الحقيقة أن غضبي – أو حنقي – على الضحية و المبدأ أكبر بكثير من غضبي على المذنب الجاهل

عموما , بعد ان قرأت الكثير من التعليقات التي تلومني على اشعال الفتنة و الكتابة عن المواضيع الطائفية جلست قليلا في خلوة – شرعية – مع نفسي و بدأت في سحب حبل الذكريات ليوصلني الى موقف حصل معي في عام الفين و أثنين جعلني أغضب كثيرا الا أنني في تلك الفترة لم أكن أملك نعمة الكتابة و التعبير عما يدور في خلدي

في عام 2002, كنت على وشك التخرج من الجامعة في الولايات المتحدة , و بطبيعتي كنت متعلق جدا بأخبار الكويت و كنت أقرأ الجرايد و أتأثر بالأخبار كما هو حالي الآن, و في تلك الفترة حصلت جريمة هزت كيان المجتمع الكويتي و هي جريمة قتل و اغتصاب الطفلة آمنة

أذكر جيدا أني كنت غاضب و حزين جدا على هذه الجريمة و بالفعل كنت أعتقد أن حتى الحيوانات لا يمكن ان ترتكب جريمة من هذا النوع , مستحيل حيوان يغتصب ثم يقتل ضحيته , فما بالك ان كانت هذه الضحية طفلة لم تبلغ من العمر الخامسة

موضوعي اليوم ليس غضبي على قتلة آمنة – فهذا لا يحتاج الى مقال – لكن غضبي اليوم على حادثة أخرى تسللت على هامش هذه الجريمة البشعة , و احداثها بدأت بعد انتقال أهالي مرتكبي الجريمة من منزلهم الواقع في منطقة الصليبية – مكان وقوع الجريمة - الى منزل آخر في منطقة الرميثية تحاشيا للضغط النفسي و التعرض للنظرات الاتهامية المسددة من الجيران

و بعد هذا الانتقال قام أحد الخبثاء – يعتقد أنه شاه جمهورية الرميثية – بنشر اعلان – أو مقال – يعبر فيه عن عدم ترحيبه بأهالي المجرمين – في جمهوريته - و أنهم غير مرغوب فيهم في الرميثية و يطالبهم بالرحيل و الانتقال الى منطقة أخرى بعيدة عن جمهوريته , و قد ذيل مقاله بلقب الناطق الرسمي باسم أهالي الرميثية

هذا الفعل الخسيس جعلني أستشيط غضبا و أتمنى لو تمكنت من الرد عليه , ألا يعلم هذا الأحمق أنه مجرد مواطن تعيس لا يحق له التصرف بأي أرض لا ينام صكها في تجوريه, ألا يعلم أن هؤلاء المساكين يكتوون بلهيب الذنب و العار من فعلة أبناءهم و لولا هذا الشعور لما تركوا – مضطرين – منزلهم و أتوا لجيرتكم البائسة

أعتقد أن هذا النوع الخسيس من الجينات هو نفس الجين الذي يدغدغ البعض للتشفي و التلذذ بالتصيد في الماء العكر و استغلال نقاط ضعف الخصوم باثارة هذه التفاهات و تعميق الجراح و احراج الناس ليس طمعا في الاصلاح انما رغبة مريضة في الصعود على أنقاض كبوات الآخرين

حاولت البحث عن الاعلان بلا فائدة , لكنني وجدت مقالة للدكتور عايد المناع حول نفس الموضوع تجدونها هنا