هذا الشبل من ذاك الأسد

.

عاصفة من التصفيق الحار زمجرت في تلك القاعة

بعد أن أعلن ملياردير صناعة مواد البناء عن سر نجاحه

دموع الحاضرين كانت ظاهرة

و امتنان الابن لأبيه كان نجم الأمسية

كيف لا , و الأب هو السيد حمد الرب__ي

أفضل أب عرفته الأوساط الاقتصادية مؤخرا

فعندما كان علي يخطو خطواته الأولى , أحاطه الوالد برعاية نصف دزينة من الخدم و الحشم , يمارس عليهم نبوغه القيادي المبكر

و عندما كبر قليلا و لم يوفّق في مادة الرياضيات , انتقلت مدرّسة الرياضيات فجأة الى مدرسة أخرى , فقد فشلت في التنبؤ بمواهب علي الصغير

و بعد انتقال علي الى المرحلة الثانوية , بدأ اجتهاده الدراسي الاتيان بثماره , بمساعدة الدروس المنزلية المقدمة من مدرسيه الصباحيين

و قد أصبح علي نجم نجوم جامعته العربية , فالوالد حمد من أكرم الداعمين للمؤسسات العلمية المحترمة

و فور حصوله على الشهادة الجامعية , عاد علي ليتسلم دفة القيادة في احدى الشركات التابعة لامبراطورية والده المالية

و ساهمت عقليته الفذة في متابعة تحصيل دراساته العليا و الحصول على شهادة الماجستير و الدكتوراه في فترة قياسية , رغم انشغاله المتواصل في ادارة شركاته

و بعد الحصول على الدكتوراه , أهدى الوالد ابنه العصامي أحد المناصب القيادية في الدولة , لم يكن الأمر صعبا في ظل شبكة العلاقات الوثيقة بين السيد حمد و كبار رجالات الدولة

و هكذا بدأ الدكتور علي بتلبية احتياجات الدولة و التصدي الى نواقصها من خلال الدخول في منافسة شريفة للحصول على مناقصات وزارته

و هكذا استمر الدكتور علي في تحقيق النجاح تلو الآخر , و أستمر الجمهور – بمن فيهم أنا – بالتصفيق الحار و ذرف دموع الاعجاب و السعادة لنجاحات هذا النابغة , و لسان حال الجميع يردد

هذا الشبل من ذاك الأسد

________________________________________

القصة من وحي الخيال و يستحيل أن تحصل في الواقع