Monday, March 23, 2009

هكذا تكلم النوخذة - حب

كان الظلام دامسا , و الليل هادئا على الجزيرة , فتقدم النوخذة ببطيء اتجاه الحفرة الرابعة , و هناك وجد البحار جالسا بقرب حفرة صغيرة جدا لا تتناسب مع الوقت الذي قضاه في الحفر , فسأله النوخذة عن السبب؟
.
فرد الشاب عليه , بدأت بالحفر و لكنني متعب و شعرت بالملل , فأنا لا أعرف شيئا عن مكان الكنز و لكنني على يقين بأني لن أجده , حتى لو قمت بحفر الجزيرة كلها , فأنا أعرف حظي التعيس
.
ما هذا التشاؤم ؟ ما اسمك؟ سأله النوخذة
.
اسمي علي , و أنا لست متشائما , لكن كل يوم يمر في حياتي يثبت ذلك
.
فقال النوخذة , هل أحتاج الى توجيهك لرؤية الجانب الممتليء من الكأس؟ على الأقل أنت اليوم حي ترزق بينما أغلب من كان معك فقد روحه بين الأمواج
.
أنا لا أتكلم عن أحداث الأيام السابقة , فسوء الحظ يلازمني لسنوات طويلة
.
مسكين هو الحظ , فهو المتهم الثاني بعد الدين في اخفاقاتنا و سوء تصرفاتنا
.
هل تعلم أنني قررت الاشتراك في هذه الرحلة هروبا من الحزن و حظي السيء , لقد تطلقت من زوجتي في الاسبوع الماضي , و انظر ماذا حصل , لحقني حظي السيء الى البحر و غرق مركبنا
.
ابتسم النوخذة و قال , ربما كان ذلك من صالحك , هوّن عليك يا بني , فالطلاق و الزواج قسمة و نصيب و لا تُحمل الأمور أكثر من ما تتحمل , عندما تعود سنبحث لك عن زوجة أخرى
.
لا أعتقد أني سأتزوج مرة أخرى , فقد قضيت ست سنوات من عمري مع زوجتي السابقة , خمسة سنوات علاقة حب و سنة زواج , و النتيجة كانت مأساوية
.
ما الذي حصل؟ سأل النوخذة
.
لا اعرف , كانت علاقتنا مضربا للأمثال في الحب و الوفاء قبل الزواج , الا أن الحال انقلب بعد أن تم الزواج , فقد اصبحت العلاقة مملة و معقدة , أضف الى ذلك تدخلات الأهل من الجانبين , و أعتقد أننا لم نستطع استيعاب هذه التغيرات ففضلنا الانفصال
.
لا تقسو على نفسك , و لا تتذمر من حظك , فقد وقعت في فخ يقع فيه الكثير من الشباب حديثي الزواج , فخ المقارنة بين العلاقة قبل و بعد الزواج , و اختلاف لون و درجة حرارة الحب بين العلاقتين
.
فللأسف تساهم البيئة و المعتقدات و المسلّمات و الروايات و الأفلام على رسم صورة واحدة – غير دقيقة – لمعنى كلمة حب , و أنا لا أعترض على ذلك , الا اني أعتقد بأن المعاني الأخرى للحب قد تعرضت للتهميش و الظلم المتعمد
.
أنواع الحب ؟ ماذا تقصد يا نوخذة ؟
.
نعم , الحب أنواع , و لكل نوع متعته , لكن الشعراء و الرواة استثمروا جل طاقاتهم و مهاراتهم في الترويج لنوع واحد من الحب , و هو حب العشاق , و حرارة اللقاء بعد الفراق , و اختلاس القبلات خلف الأبواب و غيرها من التصاوير الاسطورية الخالدة لما تمثله معاني الحب و الغرام
.
حب العشاق يا بني تحكمه عدة عناصر أساسية , و هذه العناصر قد لا تتوفر بالضرورة في علاقة الأزواج , فالحب كالشعلة , تهيجها بعض العوامل و تطفئها عوامل أخرى
.
فأول عامل يزيد اشتعال ما تسميه الحب هو عامل الشوق , في علاقات ما قبل الزواج يقضي الحبيب معظم وقته بعيدا عن حبيبته , فهو محروم من الاقتراب منها وقتما شاء , و هذا ما يجعلهما يعيشان في حالة اشتياق دائم
.
أما علاقة الأزواج فهي غالبا ما تفتقد لهذ العنصر المهم , فالمتزوجون يقضون أغلب أوقاتهم معا , و تتوفر لهم فرصة اللقاء متى ما أرادوا , و هذا بالطبع يُخرج عنصر الشوق من المعادلة , لذلك نقرأ اليوم آلاف القصائد التي تحكي عن الشوق و لوعة فراق العشاق , و لا نقرأ عُشر هذه القصائد عن شوق و لوعة الأزواج
.
أما العنصر الثاني فهو الغموض , فالانسان بشكل عام تزداد اثارته اتجاه كل غامض و جديد , و هذا ينطبق على علاقة الأحباب قبل الزواج , فهم يقضون الفترة الأولى من العلاقة في مرحلة الغموض و الاكتشافات , فكل يوم يحمل مفاجأة أو معلومة جديدة عن الطرف الآخر , و هذا يساعد على ايجاد عنصر المفاجأة و التحفيز الدائم في العلاقة
.
و بالعودة الى علاقة الزواج , فإن عنصر الغموض يكون فقط في فترة البداية , لكنه يتلاشى مع مرور الوقت , فالزوج و الزوجة يصبحان كتاب مفتوح و محفوظ و مكرر لبعضهما البعض , فهما يعرفان أدق تفاصيل حياة بعضهما البعض , و هذا ما يقتل عنصر الغموض شر قتلة , و الأسوأ من ذلك أن أي عادة أو حركة جديدة غامضة تدخل على العلاقة ستجعل الطرف الآخر يشك في أن شيئا ليس على ما يرام
..
و العنصر الثالث هو القدرة على انتقاء وقت اللقاء , فالعشاق و لأنهم يعيشون في حالة اشتياق دائم نتيجة للبعد يستثمرون الكثير من طاقاتهم الذهنية و الفيزيائية في لحظات اللقاء , فالبعد يجعل الحبيب يحبس أو يخزن عواطفه الجياشة اتجاه محبوبته ليطلق سراحها عند اللقاء , و هذا ما يجعل لحظات اللقاء مليئة بالمشاعر الفياضة و الكرم العاطفي
.
أيضا علم الطرفين المسبق بموعد و فترة اللقاء تجعلهم قادرين على تجهيز أنفسهم معنويا و ماديا له , فالحبيبة تستعد بلبس أفضل ما تملك من الملابس و العطور التي ستبهر حبيبها , و الحبيب لن يخيّب ظن محبوبته في اظهار مدى شوقه لها
.
لكن علاقة الزواج تختلف تماما , فالزوج و الزوجة يعيشان تحت سقف واحد , و لقائهم شبه دائم في المنزل , و لذلك لا تُتاح لهم المدة الكافية لتخزين المشاعر , أيضا وجودهم الدائم معا يجعلهم مطّلعين على حالاتهم المتعددة , فالزوجة ترى زوجها و هو يشخر نائما , و هو يراها و هي مريضة تسعل , ثم تراه يمارس عاداته الذكورية السيئة , و هو يراها بالملابس المنزلية بلا مكياج أو اكسسوارات جمالية , أعتقد أن مقصدي واضح و لا أحتاج الى الشرح؟
.
فهمت , قال علي
.
نأتي الآن على العنصر الرابع و هو عدم الالتزام في علاقة العشاق , فبالرغم من الارتباط العاطفي بين العشاق الا أنهم غير معرضين لضغط الالتزام في العلاقة , فعندما يهدي العاشق محبوبته وردة حمراء في أحدى المناسبات يتحول الى أروع رجل على وجه الكرة الأرضية و سيد أسياد الرومانسية , بينما يكون الزوج تحت ضغط الواجب في احضار الهدايا للزوجة في المناسبات و ان أغفل ذلك سيتعرض لشتى أنواع الارهاب النفسي و الاتهامات اللاذعة بالاهمال و الخيانة و عدم الأهلية
.
و عندما تعلن الحبيية لحبيبها عن رغبتها في طبخ طبقه المفضل على العشاء ترتفع أسهمها في بورصة الحبيب الى الحد الأعلى , حتى و ان كانت قدراتها المطبخية متواضعة , بينما تعيش الزوجة تحت رحمة هواجس تذمر زوجها يوميا من الطعام لأنه مالح زيادة أو ملحه ناقص , و لن يكون الحظ حليفها لو ربط الزوج سبب زيادة ملح الطعام بمؤامرات أخرى تهدف جميعها الى اغاضته
.
أما العنصر الخامس فهو عدم توفر بيئة تساعد على تفاقم المشاكل بين العشاق , بينما يعيش الأزواج في حقل ألغام لسهولة انفجار المشاكل في أي لحظة و من ثم اجترارها لسلسلة أخرى من الانفجارات الجانبية لكل سبب و لأي سبب و بلا سبب أحيانا , فترتيب المنزل و مدارس الأولاد و الزيارات العائلية و غلاء الأسعار و حفلة عيد ميلاد بنت الجيران كلها قنابل موقوته تنتظر أقل فرصة للانفجار
.
و العنصر السادس و ليس الأخير هو انحصار علاقة العشاق بين شخصين اثنين يحلون مشاكلهم بأنفسهم في أغلب الأحيان , بينما يتدخل في علاقة الزواج أطراف نعرف أولهم و لا نتوقع آخرهم , فأسرار العلاقات الزوجية و مشاكل الأزواج هي ملح جلساتنا العائلية , بل أن الزوجين يتحولون أحيانا الى كومبارس هامشيين عند تفاقم المشكلة و تدخل الأهل من الطرفين , و هذا ما يجعل السيطرة على المشاكل و آثارها شبه مستحيل في الزواج
.
نعم يا علي , فعلاقة الزواج ليست كعلاقات العشاق , و شعلة حب العشاق ليست كشمعة حب الأزواج , و انتم مبرمجون مسبقا على السعي للحصول على حب العشاق , و عدم الالتفات الى مزايا حب الزواج
.
و هل في الزواج أي شيء ايجابي بعد كل هذه السلبيات؟
.
أولا أنا لم أقل أنها سلبيات , بل هي اختلافات , و على الانسان المقدم على الزواج أن يعرفها مسبقا حتى لا يصاب بالصدمة كما حصل معك , ثانيا نعم , الزواج مليء بالمميزات الايجابية و لكنها للأسف مُهمَلة اعلاميا
.
فالزواج هو الكأس الذي يجمع مشاعر الانسان المتناثرة , و هو البرواز الذي يهذب حدة ردود أفعالنا على ما يدور حولنا , و هو المدرسة التي نتعلم من خلالها الرعي بعد أن كنا رعية , الزواج يوفر عنصر الأمان النفسي و الاستقرار العاطفي , و هذا الشعور لا يتوفر بسهولة في العلاقات الأخرى , أيضا انجاب الأبناء يضيف الى حياة الانسان بُعد آخر لا يشعر به من لم يجربه , فلا متعة تفوق لهفة ابنائك اليك , و لا أمان لك في غير حجر زوجتك
.
هنا بدأ الإعياء يظهر على جسد الشاب من نقص الماء و الطعام , فحاول النوخذة أن يساعده على الجلوس للراحة و قال
.
كل شيء قسمة و نصيب , قسمة و نصيب يا علي
.
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى الحفرة الخامسة
.
يتبع

19 comments:

مَـــــعْــــمَــــعَـــــه said...

والله دكتوووور يا مطقوق ومن اجمل فصول الرواية الجميله لي ألحين وناطرين القادم واكيد القادم بكون احلى

why me said...

بداع



انت مدرسه في الابداع


هالبوست حده عجيب





بانتظار الحفره الخامسه
على احر من الجمر

Anonymous said...

Okay .. Now I understand why being in love looks mostly hotter than being married! And why lovers are always more intresting than married pairs :)

Basically because it falls under the curve of (forbidden), and forbidden fruits are always sweet.

Another thing, getting anything frobidden usually include a challange and what comes with challange usually taste better.

The LOVE of LOVERS maight look hotter BUT The LOVE of A spouse is always safer.

Now how was the post??

Well written OR well written?

I would vote for both :)

You displayed ur great, powerfull thoughts in a fabulous style.

Extremely pleasing ma6goog :)

May God Bless u, and bless ur keyboard.

bo bader said...

رائع !!

برأيي الزوجين السعيدين هما اللذان يعيشان حياة العاشقين .

من السهل ان يتحول الزواج الى
Dull routine

لكن الحكمة تكون في تحويله الى حالة مستمرة من الهيام والعشق الجميل

وكل واحد وشطارته

;>)

بو محمد said...

طرحت قضايا مهمة جدا يا بوسلمى ذات طابع أسري و انا على يقين تام بأن المجتمع يعاني منها
الفقه الحياتي المقارن و قد فنده النوخذه، و لكن الطريف هنا ان من عاشوا العلاقات قبل الزواج كلهم عاشوا لحظات هذا الفقه، و من لم يحمل القدرة على استخلاص حكم حياتي يوزن كفتي قبل الزواج و بعده يصبح وضعه كعلي
السؤال هنا، هل الفقه الحياتي المقرن حاجة أم أمر أتى به الناس أنفسهم؟؟
أنا مؤمن بأن هناك قنوات كثالية لبناء الأسرة سنها الله جل و علا تجنب الوقوع بكل هذا
أعتقد انك تعرف رأيي و توجهي الفكري بحيث تتضح لك وجهة نظري بخصوص هذه الجزئية
أما عن
على تداول الناس أحداث حياة غيرهم لمجرد التداول و قتل الأوقات فهذه من أعظم مصائبنا، و هذه الحالة لها مسببات اجتماعية كثيرة جدا
و تحتاج موضوع كامل لحالها
أعتقد أنه إن حرص الزوجان على أن تكون حياتهما لهما وحدهما بدون أن يشاركهما صريب أو صديق لحافظوا على سريتها
أما إحباط علي و عملية الحفر فلي على ذالك تعليق
يربط الكثير منا جوانب حياته ببعضها ربطا محكما بحيث تقفز المشاكل من جانب إلى آخر قفز الضفادع مهلكة الفرد
على الإنسان عدم الربط بين جوانب الحياة الشخصية و العملية حتى يعدل بينها و بين الشخصيات التي تنتمي لكل جانب، ليكن هو فقط العامل المشترك بينها و ليس حيثياتها بمجملها
علي ليس له ميول للحفر للحصول على الكنز حتى ينجو من الجزيرة و يغير حياته لأنه يعتقد أن حياته ليس لها قيمة، فلم لم يفكر مثلا بأنه لو حصل على الكنز فإن من معه سنجون من الجزيرة و سحيون حياة أفضل و بالتالي بات هو سببا لسعادة غيره إن لم يجد ما يحقق السعادة في حياته

جني طولت، أكتفي بهذا المقدار
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

سليل الجرح said...

رائعة

كنت اتمنى ان اكون كاتبها


مبدع

بارك الله فيك

Hashemy said...

حلقة اليوم ابدااااااااااااااااع مطقوق انا الكلام اللي فيها بسجله عندي

الحب أنواع , و لكل نوع متعته , لكن الشعراء و الرواة استثمروا جل طاقاتهم و مهاراتهم في الترويج لنوع واحد من الحب , و هو حب العشاق , و حرارة اللقاء بعد الفراق , و اختلاس القبلات خلف الأبواب و غيرها من التصاوير الاسطورية الخالدة لما تمثله معاني الحب و الغرام

حلقة دروس في الحب

انا اقوول انت مطقوق انور عكاشة القادم :))))))

في انتظار البوست القادم

beezo said...

راائع يا مطقوق كالعاده بس عندي لك سؤال

ليش دايما النوخذه ديوده كبار وطايحين؟؟

Mohammad Al-Yousifi said...

هاشمي

وينك مختفي من سنين؟

عسى ما شر؟

بيزو

الجنك فود و ما يسوي

Joonna said...

ابـــــدعت كل كلمه صح يعطيك العافيه

Safeed said...

نعم اتفق معك
ابتذال كلمة الحب و كثرة استعمالها سلب منها المعنى الحقيقي لها ، أصبحت مجرد "لفظة" تنطق على كل شيء و كل شعور
الشيخ الرئيس يقول بان الحب هو المشاكلة ،يعني ان الحب هو الإتباع بالإرادة مع الرغبة ، اتباع بكامل التوافق العقلي و العاطفي و ليس انجذابا لغاية أخرى ، لذلك كان التعبير عن أسمى المراتب دائما مرتبطا بالحب .

حاطب ليل said...

كله من الشعراء
حاسونا:)

White Wings said...

سأعود لأقرأ بتمعن
الحين لازم أنام
:)
بس حبيت أمر أسلم
كيفك أبو سلمى؟

Alikingkw said...

طفله كويتيه تبلغ من العمر 4 سنوات تعاني من اللوكيميا(سرطان الدم) وهي بحاجه ماسه جدا جدا الى 3 اكياس من صفائح الدم

يوميا ليس مهم نوع فصيلة الدم







وكذلك بحاجه الى دم فصيله



O+

حتى يستطيعوا الدكاتره بدء العلاج معها ولم تجد المتبرعين الكافيين ..



وبسبب نقص صفائح الدم لم تعالج الطفلة

فمن يريد الأجر والثواب هذا رقم والدها

00965-66434363

00965-97828381

اسم الطفلة : اسماء عبدالله عيسى السماك

عند التبرع الرجاء ذكر اسم الطفلة



تؤخذ بطاقه التبرع من بنك الدم وتعطى لوالدها ويكتب اسم الطفله على البطاقه



أو اخذ كرت التبرع الى

مستشفى الصباح

قسم الاطفال

قسم امراض الدم -بنك الدم الوطني

الدور الاول -الجناح الثاني

غرفه رقم 2



ويسلم للغرفه





وان لم تستطيعوا فنرجوا منكم الدعاء لها بالشفاء



ونشر الرساله



أسأل الله العظيم ان يشفي كل مريض وان لايريكم مكروه بعزيز



جزاكم الله خير

فريج سعود said...

الحين باطلع اقز وادور لي عشيقة

الحين الحين مو بعد شوي

azoori said...

قصص روعه
واسلوب اروع

وننتظره حفره حفره :)


لتكتمل الرؤيه وتكتمل خيوطها

Hashemy said...

مطقوق ماشر والله ياخوي اشغال بس كلني رديت وانشالله هالمره مانختفي لانه خلاص الواحد مايقدر يسكت على طول لازم يتحلطم بالبلوق ومثلك عارف :)

BoMarzoog said...

Excellent article , keep up your good work.

Kuw_Son said...

تفصيل رائع و مقارنة منطقية بين حياة العشاق و حياة الأزواج :)