Monday, October 12, 2009

هايف , كشف التسلل - 1

.
استهجن بعض الأصدقاء ردة فعلي المتفائلة على نجاح النائب الفاضل محمد هايف المطيري في انتخابات مجلس الأمة الماضية , و استهجن نفس الأصدقاء و بشدة ردة فعلي السوبر متفائلة تعليقا على رد ادارة الفتوى في وزارة الأوقاف على سؤال النائب حول مدى التزام النائبات بالمادة الأولى من قانون الانتخابات و التي تنص على شرط الالتزام بالقواعد و الأحكام الشرعية للمرأة عند المشاركة السياسية , و خصوصا في التوزير و الانتخاب و الترشيح , و قد كان رد الادارة بالآتي
.
يجب على المرأة المسلمة عند ظهورها أمام الرجال الأجانب عنها الالتزام بالحجاب الشرعي , و هو ما يستر عامة بدنها سوى الوجه و الكفين , و يشترط فيه أن لا يشف حتى لا يرى منه شيء من البدن , و ألا يكون ضيقا يصف تفاصيل البدن , و أن لا يكون لافتا لنظر الرجال اليها
.
و قد طالبني أحد هؤلاء الأصدقاء بشرح وجهة نظري – المتفائلة – في الموضوع على طريقة ضحكنا معاك يالحبيب , و بالرغم من أن الموضوع يطول شرحه الا أنني سأختصر الشرح في حلقتين و لن أحول الموضوع الى مسلسل رمضاني كالعادة
.
بسم الله الرحمن الرحيم
.
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا
.
من طبيعة البشر أن يجنحوا نحو التدين عند التعرض للأزمات و المصائب , و بالعودة الى تاريخ الكويت القريب نجد أن شعب الكويت تعرض لعدة مصائب منذ بداية الثمانينات , كانت الأزمة الأولى في سوق المناخ ثم انعكاسات الحرب العراقية الايرانية و أخيرا ختام حقبة الثمانينات بالغزو العراقي الغاشم الذي استمر لسبعة شهور لم تمر على الكويت أمرّ و أشد منها
.
و بطبيعة الحال خرج الكويتيون من هذه الأزمات و هم يتساءلون عن سبب تعرضهم لهذه الكوارث ؟ و كان الجواب الطبيعي أن سبب تعرضهم لهذه الكوارث هو ابتعادهم عن الله و انشاغلهم بالدنيا عن الآخرة , و قد ترسخت هذه النظرية في أذهان شرائح كبيرة من المجتمع مما جعلهم يحاولون التقرب الى الله لكسب رضاه من خلال عودتهم الى الدين و التزامهم به
.
و بسبب الفقر الثقافي و الكسل الفكري المتجذر عند غالبية أبناء الشعب تحولت محاولاتهم للتقرب الى الله الى هوس التدين الظاهري و التسابق المحموم على نشر كل شيء اسلامي , فالاقتصاد اسلامي و الاعلام اسلامي و الجامعة إسلامية و الملابس إسلامية و حتى الحفلات الغنائية لم تسلم من فيروس الأسلمة , و نتيجة لهذه الفوضى الفكرية بدأت تطفو على السطح تجمعات سياسية تقتات و تعيش على استغلال هذا الهوس العام بكل ما هو اسلامي
.
و قد اكتسبت هذه التجمعات الاستغلالية الثقة في بداية الأمر فحصلت على تأييد شعبي كبير لتمرير قوانينها المسماة زورا و بهتانا اسلامية , و لكن أساس نجاحها كان بلا شك اتقانها للعبة السياسة التي تتطلب اجادة فن المساومة و المقايضة للوصول الى أنصاف الحلول
.
فهم يريدون انجاز قانون يحمل صفة الزكاة الاسلامية بأي شكل من الأشكال , فكان الطلب 2 و نص بالمية و عند عدم قدرتهم على ذلك قبلوا بالواحد بالمئة الغير اسلامية و أكتفوا بإطلاق لقب الزكاة عليها , أيضا يطالبون بمنع اقامة الحفلات الغنائية و عند عدم القدرة على ذلك دسّوا ضوابطهم في القانون حتى يسبغوا عليه الصفة الاسلامية , و هم كما يعلم الجميع ضد حصول المرأة على حقوقها السياسية من الأساس و عند عدم قدرتهم على الوقوف في وجه هذا الحق اشترطوا فيه الالتزام بالـ " زي " الشرعي للمرأة حين تمارس هذا الحق
.
و بهذا أصبحت هذه الفئة تتقن فن المساومة و الابتزاز السياسي أفضل من ابليس نفسه , فأغرقوا البلد بقوانين هشة ليست قابلة للتطبيق الا أنها - و على خرابها - كافية لإرضاء غرور جماهيرهم الساذجة المتعطشة لكل ما يحمل ماركة إسلامي , و الطريف في الأمر أن ازدياد انتشار هذه القوانين السخيفة بدأ يكشف الغطاء شيئا فشيئا عن قيادات هذه التجمعات أمام جماهيرهم , فالقوانين مبهمة و غير قابلة للتطبيق , و عند محاولة تطبيقها يصطدمون بمساحة المزاجية فيها , و هذا ما جعلهم يتناسونها و لا يتذكرونها الا في أوقات الحاجة كالمواسم الانتخابية و فترات حاجتهم لإبتزاز الحكومة
.
.
و هكذا تشرذمت البلاد و قوانينها تحت رحمة هذه العصبة , الى أن انقشعت الغبرة عن النائب الفاضل محمد هايف , هذا الفارس القادم من عصور الظلام لتطبيق فهمه للاسلام حرفيا على البلاد , فلا تلاعب سياسي و لا مساومات و لا ابتزازات , فـ هايف لا يهمه مستقبله السياسي و لا يهمه تحالفه مع الآخرين , فهو لا يسعى للمكاسب المادية و لا يمثل حركة سياسية تتجار في الدين من أجل بعض المناصب القيادية
.
و هكذا كشف هايف تسلل التيارات السياسية الاستغلامية , فهو كالبلدوزر قادم بقوة و لن يفوت أي فرصة للأسلمة , مما أوقع الاخونجية و السلفجية في مأزق , فهم ان تخاذلوا في نصرته سيخسرون جماهيرهم الساذجة المتعطشة للاسلامبيري , و ان نصروه سيخسرون فرصة المساومة على المكاسب السياسية و سيصبحون متطرفين إقصائيين في نظر أتباع المذهب الوسطي المحافظ
.
يتبع

16 comments:

well_serviceman said...

تحليل منطقي ، وعجبتني فكرة التصادم بين الأسلمه والافكارالأخرى ، والمساومه ايضا على الامور الدينيه لإرضاء حاجتهم الملحه بأسلمة الدوله

ولكن ماعتقد بأن هايف يختلف عنهم حتى ولو بالقليل ، بل هو الوحيد الذين استطاع ان يفضح فكره بنفسه دون اللجوء للف والدوران من قبل من كانوا يحملون نفس فكره

بإنتظار الجزء الثاني حتى تكتمل الصوره ومن ثم نرى مايحدث :)

تحاتي لك

Eng_Q8 said...

اعجبتني كلمة الاسلام الظاهري

ناطر الجزء الثاني

جبريت said...

والله حتى محمد هايف مو دايم الدوم لهم ولا يبي يعيش لهم على طول لذا شباب الاخونجي والسلفجي مرده بيلعب لعبته الغبيه المكشوفه

الدســتور said...

الضجه حول هايف تضحكني
شخص طبيعي يمثل جماعه تريده على طبيعته
يمثل فئة معينة وعلينا احترامها

والسؤال هل باستطاعته املاء الحكومة بأوامره السامية

ممكن اذا كانت حكومة ناصر المحمد

ZooZ "3grbgr" said...

اتمنى ان الجزء الثاني يحمل بين طياته تحليلاً للجات اللي تم بين هايف وسمو ناصر المحمد على المسجد الكيربي

:")

بانتظار الجزء الثاني

بت أنتيل ذن

المقايظه = المقايضه

Someday said...

متابعه

مـغـاتيــــــــــــر said...

هايف هو أصدق انسان فيهم كلهم

متصالح مع ذاته ، ومع مبادئه

واضح و بعيدا عن كل أبجديات السياسة

:)

Zolo said...

الموضوع مثير جدا
لكن
التعليق بعد الجزئ الثاني

Safeed said...

وصول هايف للمجلس، حدّ من نوعية خطاباته وتحركاته
غلطة عمره من وجهة نظري إنه دخل المجلس
والسبب هو أن الحرية وانعدام الرقابة عليه خارج المجلس أكبر من كونه عضو فيه
يمكن يكون صريح ومباشر، لكن هالاشياء بعد ممارسة السياسة راح تتحول لمجرد شعارات وهمية
والدليل، هو بعض الاسلاميين وماني ذاكر اسماء ممن كانت خطاباتهم كأنها واصلة بالفاكس من عين جالوت .. وبعد سنتين تحولت لكلمات مطاطة ومجاملات حتى حليمة بولند تترفع عنها

واصبروا إني معكم من الصابرين

باقي التعليق اتركه للجزء الثاني
:)

9ahba'a said...

waiting and anticipating!

emptypages said...

أشكرك على هذا التنفيس ولا أسميه تحليل .. فهو كلام يحمل في طياته التحليل الشخصي الغير مبني على حقائق ودلائل وإنما تم تحميل ماتعتقده مسبقا لأحداث حملا بنية التبرير .. والأمر ليس كذلك في الواقع .. مجرد سؤال واحد أبين به وجهة نظري: ألا تعتقد معي أن الإنسان يعود للقيم الإنسانية السليمة حين وقوع الأزمات أو المصائب ، بغض النظر عن دينه أو معتقده كالعودة للتعاون والصدق والتواضع وغبرها من القيم الإنسانية .. ومن عاصر الكويت فترة الستينات والسبعينات يدرك أنها كانت صحوة وليست جنحوا )من باب يجنح( وهي سنة من سنن الكون .. فعبر التاريخ كان هناك إقبال وإدبار وهي من باب حفظ الذكر وتجديد أمر الدين يكون التجديد والعودة إلى الفطرة كما يسميها النبي صلى الله عليه وسلم

وأنا هنا أتكلم عن التدين العام والمظاهر العامة للتدين ، وليس التشدد بالدين بطبيعة الحال والخروج عن قواعده الأساسية .. لكن السؤال الجوهري هو: ماهو المطلوب ممن يحمل الدين منهجا ونبراسا له ، وعمارة الأرض تكليفا ومسئولية ؟

مع تحياتي الصادقة لك بالتوفيق

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام

افضل اجاوب على التعليقات بعد الانتهاء من الموضوع لكن رد سريع على الأخ صفحات فارغة

امبتي بيجز

ربما يظهر الموضوع كالتنفيس و اعترف بأن الموضوع صعب من ناحية الكتابة خاصة اذا كنت مصر على الاختصار و عدم الاطالة , هناك امثلة و مؤشرات كثيرة استطيع ان اوردها في الموضوع لكنها تحتاج مني الى جهد اكبر للبحث و الكتابة و صراحة اقولك هالايام كلش ما عندي وقت لذلك شطفتها عالسريع


المشكلة الأكبر عندنا بالكويت هو اختلاف التسميات او التعريفات تماما كما حرص التيار السياسي المستغل للاسلام على ترسيخها

فالحركة الدستورية حاطة الاسلام جزء من اسمها فغصبا عليك تجرح الاسلام في حالة انتقاد هذه الحركة السياسية

أيضا كلمة تدين ظاهري القصد منها مو العودة الى الأسس السليمة و الفطرة الانسانية لكن القصد منها مظاهر المبالغة او الاستعراض التديني و هذي منتشرة و واضحة ما للجميع

ما تشوف كثرة الملصقات الدينية على السيارات ؟

ما تشوف لزقة فداك روحي يا رسول الله على باب كل حراس المدارس و كاشيرية المواقف العمومية ؟

قد ينظر لها البعض بتبسيط أو والله و شالمانع منها ؟ لكن هناك نزعة استعراضية واضحة في اظهار الانتماء للفئة الدينية مع ضحالة فكرية و اخلاقية أيضا واضحة عند اغلب هؤلاء

ترصدها بشكل بسيط من الكم الكبير من الناس اللي مستعد يسفط غلط و يخالف القانون و يضايق خلق الله بس عشان يلحق عالصلاة , بكرة حزة المغرب مر صوب مسجد البحر بالسرة او المسجد اللي على تقاطع كيفان و الشامية و شوف بعينك

ردا على سؤالك , نظرية جنوح الناس للتدين في الازمات استنتجتها من دراسة تاريخ اليهود بشكل خاص و هو تاريخ فيه الكثير من الدروس و العبر , و القرآن ايضا يؤيد هذا المعنى , لكن اسلوب القرآن فيه الكثير من الجمال البلاغي مقارنة بالتوراة العربية التي تظهر بشكل اكبر مدى غضب الرب على هؤلاء

بالنسبة لسؤالك الاخير , انا شخصيا صاحب اعتقاد بأن الدين شيء شخصي , حاول تطبقه على نفسك و تزرعه في ابنائك او من يمون عليك من البشر , لكن اسلوب القالا قالا في التطفل على الآخرين من أجل هدايتهم غير مناسب في هذا الزمن

الموضوع طويل و الحديث فيه ما يخلص , نكمل المقالة الثانية و بعدين نتناقش

شكرا مرة أخرى للجميع

:)

نـاقـوس said...

تحليل رائع ، وهايف - أدام الله ظله - فضح و أزال الاقنعة عن أفكار و أشخاص كثر يعيشون بيننا ، كما فعل ذلك سلفه بن لادن في سبتمبر الأغبر .

فالعالم جميعه بحاجة الى بن لادن ، و الكويت بحاجة الى هايف :)

سرحان said...

صحيح 100%

التصادم ما بين هايف و المتاسلمين أوقعهم في حرج، ما أنسى عبارته الشهيرة لما قلبوا عليه..

"قَوْمي و إن جاروا عليّ كرامُ"

المقوع الشرقي said...

حقيقة جنوح العامة الى الدين بعد الأزمات وأضيف عليهافي وطنا العربي انحسار لما يسمى المد القومي بعيد النكسة
الامال والمصداقية والأحلام والشعارات
سقطت

أو لنقل تراجعت بقوة فى أحسن الأحوال
السياسة لا تحتمل الفراغ

وكذلك مشاركتهم العامةفى الحياة اليومية سواء بالمسجد
أو الجمعيات التعاونية أو لجان الخير
او حتى بيت الزكاة
ونفوذهم في الوزارات والهيئات
باختصار تواجدهم ..أينما أدرت وجهك


أتفق معاك ومع سفيد
غلطة عمره

أعتقد أسس لمى يسمى الدين القبلي والدين الحضري
خلط بين الدين والقبيلة
واستنصر الدين القبلي
شلون
أنتصاره ومدافعته الشرسة عن مساجد الشينكو
بل هدد بالأستجواب
مقابل مسجدين تراثيين من مائة سنه لم يحرك ساكنا
بشأنهما..لأنهم بالديرة
المبادئ لا تجزأ

الخطأ الآخر
لجوئة لهيئة الافتاء وليته لم يفعل
هل أنتهاكه للقانون بفرعيته المجرمة
حلال أم حرام

هجومه على مفتي الأزهر
مقابل سكوته عن الاختلاط بالسعودية

سؤال
هل تزايد أصوات ناخبيه عن 2008
وحصولة على المركز الثانى
لانتشار مثلا التدين فى دائرته
أم لاسباب..طرحه العنصري المغلف بالدين

وهذا أيضا سيحرج التيارات المتأسلمة
في تقاطعاتها معه
آسفة على الأطالة

AyyA said...

تسجيل متابعه

تحياتي