الركادة زين أيها البورصويون

.
في الأمس ساقتني الأقدار للجلوس - صدفة - في ديوانية ثلث من فيها يدقّون حديد و الثلث الثاني من ربع البورصة , و الأخطر من هذا و ذاك هو الثُلث الثالث و هم بورصويون و يدقون حديد في نفس الوقت , عاد تعال فَجِّج
.

.ننن

و مع البداية كانت الجلسة ودية جدا و الجو لطيف الى أن جرّتنا السوالف نحو صفقة زين أفريكا لـ يزلّ لساني و أفصح للجميع عن تشككي – مجرد شك , حرام؟ - من جدية الصفقة و توقعي أن لا تتم حسب الشروط المعلنة , و الله يا جماعة الخير ما بغيت الّا عمري , ربع الحديد لم يهتموا بالأمر , لكن رَبع البورصة هاجوا و ماجوا و بدأ أحدهم بالتدخين بينما حذفني الآخر بـ قوطي كلينكس و أخذ الثالث بالصراخ و النقاش و هو يأكل البيدزا حتى أنني لم أفهم شيئا مما يقول , لكن كل ما فهمته هو أنني – حسب وجهة نظر الأخ اللي ياكل بيدزا - حمار و ما أفهم بالبورصة
.
فالجميع متفائل بالصفقة و يجزمون على أنها ستتم هذه المرة , و هذا ما جعلني أخرج من الديوانية بأقل الخسائر المادية و الأضرار الجسدية و أقرر بأني سأنتقم منهم في المدونة , و هذا ما سأفعله الآن
.
أولا , يا راعي البيدزا , أنت الحمار مو أنا , أنا أفهم منك و من اللي يابك
.
ثانيا , أحرص جيدا عند الكتابة عن المواضيع الاقتصادية و المالية أن أحتكم للمعايير الاقتصادية الرصينة و أن لا أدخل مشاعري و أهوائي في هذا التحليل , فـ للإقتصاد لغة , و هذه اللغة هي الأرقام , و عندما تكون الأرقام أمامي غير طبيعية لا أتردد في الإعلان عن هذا , حتى و إن لم يعجب ذلك المعضلين من أهل البورصة
.
ثالثا , من الضروري أن نعود هنا الى موضوعنا السابق و الذي نشرناه بعد أيام قليلة من الإعلان عن صفقة بيع زين لـ 46% من أسهمها لتحالف هندي مكون من أربعة شركات مقابل مبلغ و قدره 13.7 مليار دولار
.
و قد كان استنتاجي النهائي حول تلك الصفقة بأنها لن تتم حسب الشروط المعلنة , فـ الأرقام لم تكن طبيعية
.
طيب يا مطقوق , ماذا عن الصفقة الحالية ؟ و ما الذي لا يعجبك بها ؟ أو أين هي الأرقام الغير طبيعية ؟

. .
أكرر مرة أخرى ما قلته في السابق و هو أن هذه الصفقات تحتوي على الكثير من الأسرار التي لا يعلمها غير البائع و المشتري , و أنا لا من ربع بو مرزوق و لا من ربع بهارتي , لذلك أعتمد دائما على المعلومات المعلنة في الصحف مع بعض الإجتهادات التحليلية
.
من الصعب الكتابة عن هذه الصفقة بمعزل تام عن الصفقة السابقة خلال هذه الفترة القريبة , و عند العودة الى صفقة السابقة نجد أن التحالف الهندي كان سيشتري 46% من أسهم زين مقابل 13.7 مليار دولار , أي أن المشتري سيدفع 13.7 مليار دولار مقابل 46% من أرباح زين
.
و السؤال الذي يطرح نفسه , كم هي أرباح زين ؟
.

.
لم أحصل على إجابة رسمية حول هذا الموضوع لكني حصلت على هذا الجدول الذي يوضح أرباح زين للتسعة أشهر الأولى من عام 2009 و هو مبلغ 762 مليون دينار
.
و عند إعادة توزيع المبلغ على سنة كاملة نجد أن الربح المتوقع لـ زين للعام 2009 هو مليار و ستة عشر مليون دينار
.

.

و السؤال الآن ما هي نسبة أرباح زين أفريقيا – المعروض للبيع – من الأرباح الكلية لـ زين الأم ؟
.
الجواب على ذمة جريدة الوطن المملوكة من أحد كبار ملاك زين هي 15% , أي أن أرباح زين أفريقيا هي 15% من المليار و ستة عشر ملايين
.

.
هنا أعرض أمامكم الجدول التالي و الذي أوضح فيه مقارنة بسيطة بين الصفقتين
.

.
و الملاحظ هنا هو الفارق الكبير بين معامل سعر الصفقة مقابل الأرباح بين الصفقتين , فـ في الصفقة السابقة كان المشتري سيدفع 8 دولار مقابل كل 1 دولار ربح , أما في الصفقة الحالية فالمشتري سيدفع 19 دولار مقابل كل دولار ربح , و هذا الفارق لا يمكن تجاوزه , خاصة و أن المشتري سيحتاج للإقتراض من أجل تمويل هذه الصفقة , و أنا أشك في قدرته على ذلك
.
رأيي الشخصي , من الصعب جدا – مستحيل - أن تتم هذه الصفقة , إلا إن كان هناك ما نجهله
.
الحكمة من الموضوع
.
لا تدق حديد و تاكل بيدزا في نفس الوقت