Sunday, June 15, 2014

بين الفاضح والمفضوح... يفتح الله !!

موضوع الشريط، وبغض النظر عن رأيك في مدى مصداقيته، يؤكد لنا بأن أغلب ما نراه أو نعيشه من أزمات سياسية مفاجِئة، هي في الحقيقة أزمات "مفتعلة"، أي أن صعودها إلى السطح وظهور تفاصيلها للعامة لم يكن مجرد صدفة، بل تم من خلال تدبير متقن، ومن أطراف متعددة، تحاول في الكثير من الأحيان نفي ارتباط أجندتها السياسية، وتشتيت الأنظار عن أهدافها الموحدة.

نعود على سبيل المثال إلى الظهور الأول لقضية "الشريط"، فنجد أن عنوانها الرئيسي كان مؤامرة اغتيال سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وكان تركيز الأتباع من المغردين على هذه القضية، وكان هناك ترويج لفكرة إلقاء ولي العهد لبيان بهذا الخصوص إلا أن ذلك لم يتم.



بعد ذلك ظهرت قضية أخرى حول "الشريط" هي اغتيال سمو الأمير، وتعاملات مالية مشبوهة مع إيران وحزب الله، وكان هناك تلميح بأن هذه التعاملات ستضر علاقة الكويت بالمملكة العربية السعودية.

بعد ذلك اختفت تماماً هذه المواضيع وحلت محلها قضية فساد القضاء وغسيل الأموال في إسرائيل، ولم يكن لذلك ارتباط مباشر بـ"الشريط"، لكنه جاء بمستندات أعلن عنها النائب السابق مسلم البراك.

إلى أن جاء لقاء الفهد أمس، ليكشف لنا عن الارتباط الوثيق بين "الشريط" و"المستندات"، وبينه وبين مسلم البراك، لتكتمل أمامنا الصورة، وتعود بنا الذاكرة إلى مراحل الكشف عن هذه الفضيحة، وعن الأدوات التي تم استخدامها، سواء الأشخاص أو الرسائل التي قاموا ببثها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هو "العفوي" من كل ما شهدناه وما هو "المفتعل" !؟ من كان يتكلم أمامنا بحرقة "صادقة" ومن كان يؤدي "الدور" المطلوب منه !؟  من كان يكتب 30 ألف تغريدة في اليوم من باب الحرص على "وطنه" ومن كان يفعل ذلك مقابل "كومشن" !؟

كل ذلك يجب أن يكون في الحسبان عندما تظهر "الفضيحة" أو "الأزمة" القادمة، سواء كانت من هذا الطرف أو الطرف المقابل، فليس من المقبول أن نكون "وقوداً" لمعركة "مصالح"، ولا "عدداً" يتفاخر فيه "سماسرة" الشيوخ على بعضهم البعض، ولا "مرتزقة" مجانيين لتنفيذ أجندة "مرتزقة" قابضين !!  

No comments: