جريدة الوطن السعودية
غالبية أهل التاريخ، يتفقون على أن
تأسيس الدولة السعودية الأولى تم باللقاء التاريخي بين رجل الدين المتشدد الشيخ
محمد بن عبدالوهاب ورجل السياسة محمد بن سعود (حاكم الدرعية) سنة 1745م تقريبا.
ففي هذا اللقاء عرض بن عبدالوهاب
على بن سعود نصرته في "الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل
الله تعالى، وبأن كل بدعة ضلالة، وأخبره أيضاً بما عليه أهل نجد من البدع[1]
والجور والاختلاف والظلم"[2].
وقد رحب بن سعود بهذه المطالب،
وأعلن الاثنان تحالفهما تحت شعار "الدم بالدم والهدم بالهدم"[3].
وهكذا بدأ الاثنان رحلتهما في دعوة
القُرى والمدن والبلدان المجاورة إلى "التوحيد" وترك الشرك والكفر
والبدع[4]
حسب منهج "التوحيد" الذي وضعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولذلك سُمي
بالمنهج "الوهابي"[5].
وهو يقوم بشكل أساسي على التوحيد
الخالص لله، وعدم إشراك الأنبياء والأولياء والقبور والنذور والأحجار والأشجار في
القدرات الإلهية، وهي أي قدرة ذاتية أو وسيطية على جلب الخير ودفع الشر، أو
الإضرار والإفادة[6].
وبذلك أصبح غالبية المسلمين
المتساهلين في هذه المسألة تحت مرمى نيران الحلف الوهابي/السعودي، وكان مصير هذه
البلدات والأقوام إما الدخول في الطاعة وهدم ما لديهم من قبور ونذور والخضوع لابن
سعود، أو الحكم عليهم بالكفر والشرك والردة، وبالتالي وجوب إقامة الحد عليهم وهو
غالباً ما يكون الغزو والقتل والسبي[7].
وقد استمر هذا التحالف بين أبناء بن
عبدالوهاب وأبناء بن سعود إلى يومنا هذا، وصمد أمام ضربات موجعة كانهيار الدولة
وإعادة تأسيسها للمرة الثانية (1824م) والثالثة (1902م)، ولم يتغير الأسلوب "التبشيري الوحشي"
للدعوة طوال السنوات السابقة للثلاثينيات من القرن الماضي، وعن أعمالهم وصِفاتهم
كتب الصحفي الفرنسي إدوار دريو:
"كانوا غلاظ القلوب يأنفون
زينة الأماكن المقدسة، فابن سعود انتزع السجادة النفيسة المصنوعة من الذهب والحرير
التي وجدها عند قبر إبراهيم، وقوّضوا قبب القبور منها قبة محمد، وانتزعت المآذن،
لكن الكعبة حفظت وأبقي على الحجر الأسود"[8].
وقد امتدت غاراتهم (التي يطلقون
عليها صفة الفتوحات) إلى "النجف" و"كربلاء"
و"الحجاز"، وقد كتب "دريو" عما فعلوه في "كربلاء"
في الشهر الرابع من العام 1802م:
"ما لبث الوهابيون أن دخلوا
حرم القبر المقدس ودمروا محتوياته وقدموها قربانا وتعبدا لشعائرهم الجديدة اعتقادا
منهم بأن ما قاموا به هو أمر محبب لدى الله مما زادهم ميلا إلى إراقة الدماء، فقضوا على الرجال والنساء والأطفال إلا من استطاع الهرب والنجاة من غضبهم الجامح.
وما إن انتهت المذبحة وفرغت من أي
ضحايا جدد حتى بدأ البعض منهم يفكر بالاستيلاء على الكنوز الطائلة التي جمعت من
تبرعات المؤمنين الذين أتوا من جميع أنحاء آسيا وغيرها، كما ذهب بعضهم الآخر الظن
إلى أن قبة المسجد قد غُلفت بأوراق الذهب، فأخذوا بإزالتها"[9]
[10].
وبعد سيطرتهم على "الحجاز"،
قام الوهابيون بمنع الحج لعدة سنوات، بسبب ما تمارسه قوافل الحجاج من بدع حسب
رأيهم[11]،
وقد تعرضت الكويت لعدة غارات وهابية، كان آخرها وأشهرها ما يُعرف باسم "معركة
الجهراء" في العام 1920م[12]،
والتي شنها الوهابيون على الكويت كي يعود أهلها إلى "الإسلام"، ويتركوا
المنكرات والدخان، ويُكفّروا الأتراك، ويُخرجوا القنصل البريطاني من الكويت،
ويهدموا المستشفى الأمريكاني، ويطردوا أطبائه، ويُرحّلوا الشيعة من الكويت !![13]
ولم يتوقف وهج الغارات الوهابية
سوى في العام 1926م، وذلك بعد استقرار أركان حكم "نجد"
و"الحجاز" في يد السلطان عبدالعزيز بن سعود، وتوحيده لجزيرة العرب،
وإعلان قيام المملكة العربية السعودية، وانشغاله في تأسيس الدولة والبناء، بدلا من
الغارات والغزوات، وهنا كان أول انشقاق فكري "داخلي" في الحركة
الوهابية، حيث قرر الحاكم الاستقرار و"تعطيل" فرض الجهاد، بينما رغب
بقية القادة في الاستمرار بالغزوات والجهاد، فمارس هؤلاء "المزايدة" على
ابن سعود وتمردوا عليه، فقضى عليهم في معركة "السبلة" في العام 1929م.
وبعد ذلك استقر الحكم السياسي في
المملكة، لكن انشقاق الحركة الوهابية "الداخلي" لم يستقر، فقد نجح حكام
آل سعود في ضمان تحالف تلاميذ الشيخ محمد عبدالوهاب معهم، لكنهم فشلوا في نزع فتيل
"الجهادية التبشيرية" من الجينات الوهابية، فبين فترة وأخرى، يخرج إلى
السطح من يُزايد عليهم، ويطرح نفسه لـ"الأُمة" كـ بديل أكثر تمسكا
بالمنهج الوهابي من آل سعود وشيوخ بلاطهم.
وقد شهدنا ذلك في العام 1979م مع
حركة "جهيمان العتيبي" واحتلاله للحرم المكي، وشهدناها مرة أخرى مع حركة
"أسامة بن لادن" في العام 2001م، وشهدناها مع حركة "أبو مصعب
الزرقاوي"، و"أبو محمد الجولاني"، و"أبو بكر البغدادي"،
وأخيرا مع "خالد المولد" الذي أعلن قبل أيام عن أن الحكومة السعودية
والشعب السعودي "كفرة"، وأنه المسلم الوحيد بالعالم.
كل هؤلاء ينتمون إلى المنهج الوهابي، ويستخدمون فتاوى الشيخ محمد عبدالوهاب وابن تيمية وابن القيم في التبرير
لأعمالهم الجهادية أو سمِّها الإرهابية إن شئت، يقتلون الأبرياء، ويهدمون الأضرحة،
ويُهجِّرون الآمنين من بيوتهم.
يفعلون ذلك دون تردد أو تململ، لأن
تاريخ الوهابية المرتبط بتاريخ الدولة السعودية مارس كل هذه الأعمال سابقاً، ولا
عُذر للحكومة السعودية وأسرتها الحاكمة في رفض هذه الممارسات وإنكارها عليهم اليوم،
فكيف يرفضونها وهذه الفتاوى لعبت الدور المحوري في تأسيس دولتهم !؟
وهم لا زالوا يتمسكون بمرجعياتهم،
ويفرضونها في المناهج الدراسية على طلابهم، وينشرونها حول العالم في وسائل
إعلامهم، ويُصدِّرونها إلى فقراء العالم مع مساعداتهم، كيف يرفضونها، وهي جزء
أساسي في ممارساتهم؟
فكيف سـ يحاجج "الوهابي"
الموالي للحكومة السعودية "الوهابي" الداعشي أو القاعدي وهم يستخدمون
نفس الفتاوى ونفس الرموز ونفس الشِعارات؟
كيف سيعترض "الوهابي"
السعودي على قيام "داعش" بهدم الأضرحة وتهجير مخالفيهم في المعتقد وتطبيق العقوبات
الجسدية كقطع الرؤوس وجلد الظهور، والدولة السعودية هدمت الأضرحة سابقاً، ولا
زالت تطبق العقوبات الجسدية إلى يومنا هذا، وعلى أتفه الأسباب كما حصل مع المدون
رائف بدوي !!
الخلاف بين
"الوهابي" الموالي للحكومة السعودية و"الوهابي" الموالي
لداعش أو النصرة أو القاعدة، هو خلاف على "المرجعية السياسية" وليس خلاف
على "المرجعية الدينية" أو الممارسة الرجعية، أي أنهم يختلفون فقط في
مسألة من هو "ولي الأمر" المعاصر الذي تجب طاعته وتنفيذ أوامره، وليس
على مدى صحة أو خطأ تطبيق فتاوى ابن تيمية وابن عبدالوهاب الخاصة بالتكفير وإقامة
الحدود.
ان الدولة السعودية اليوم، بـ
نسختها الوهابية، تطرح نفسها كـ "رأس حربة" أو قائدة للإسلام "السُني"
حول العالم، وهم في ذلك يتشابهون مع خصمهم اللدود إيران، التي تطرح نفسها كقائدة
للإسلام "الشيعي" في العالم، لكن الفرق هنا أن إيران تنفرد في قيادة
الشيعة بالعالم، فالمكونات الشيعية الأخرى لا تمتلك المؤهلات والقدرات الإيرانية
في القيادة، لذلك نجدها تكسب تأييد الشيعة في الخليج ولبنان والعراق وباكستان
بسهولة.
بينما الوضع على الجانب السُني يختلف،
فهناك البديل التركي بتاريخه العثماني العريق، وهناك البديل المصري الأزهري
المعتدل، وإلى جانبه البديل المصري الإخواني الثوري، ثم نأتي للوهابية السلفية
ونسخها المتعددة، من القاعدة التي تحارب الأمريكان، إلى داعش التي تجرأت بإعادة
الخلافة، والنُصرة التي تحارب "النصيرية" و"حزب الله" في
الشام، إلى النسخة السعودية التي فقدت بريقها "الثوري" بعد انصراف آل
سعود لإدارة شؤون حكمهم.
فإن كان هناك خطر على الدولة السعودية
وحكامها اليوم، فهو خطر اتساع الفجوة الطبقية والفكرية بين الحاكم والمحكوم في
الدولة، وعجز الحاكم عن تقديم ما يُشبع الحاجات الحقيقية لشباب الوطن، والفشل في إعادة
صياغة جريئة وجذرية للمنهج الوهابي، حتى يتأقلم مع فكرة الدولة الحديثة في القرن
الواحد والعشرين.
فـ نموذج الجهادي الوهابي العابر
للقارات.. التهجيري المهاجر.. قاطع الرؤوس.. المُمثل بالجثث.. هادم الآثار.. ناسف
الأضرحة والمساجد.. التكفيري الفارض لمعتقداته على الآخرين.. لم يعد له مكان ضمن
الإطار الزمني الذي نعيش فيه اليوم، فالعالم أصبح يراه ويرى كل ما يرتبط به كـ عبء
ثقيل يجب التخلص منه بأي ثمن، أيا كان شكله، وأيا كانت جنسيته، وأيا كانت
"ماركته" أو اسم تنظيمه.
فلن يطول الأمد حتى يستوعب "الرأي
العام" الغربي ارتباط "داعش" و"النصرة"
و"القاعدة" بالمنهج الوهابي، وسيكون الوقت قصيرا جدا للربط بين
"وهابية" هؤلاء و"وهابية" الدولة السعودية ووسائل إعلامها
ومناهجها الدراسية، خصوصا بعد احتلال الشباب السعودي للمركز الثاني في عدد
المقاتلين الأجانب في هذه التنظيمات الإرهابية[14]،
والمركز الأول في عدد منفذي العمليات الانتحارية.
والخطر الحقيقي على حكم آل سعود،
ليست إيران "الشيعية" كما يظنون، لكنه الفشل في تطوير شكل الدولة وأسلوب
إدارتها، والفشل في تجديد أو "عَصرنة" خطابها الديني والسياسي، مما
يضعهم في مواجهة خطر انجذاب الشباب السعودي لأحد البدائل "السُنية"
المذكورة في الفقرات السابقة.
فـ إيران "الشيعية"، لن
تتمكن في يوم من الأيام من جذب الشباب "القصيمي"، أو كسب تعاطف
"سُنة" الرياض، لكن النسخة الوهابية "الداعشية" ستتمكن من ذلك
بسهولة، خاصة وأن هناك مساحة واسعة من "الأرضية المشتركة" بين ما يمارسه
الخليفة البغدادي وما يدرسه الطالب السعودي في المدرسة.
صفحات من منهج التوحيد للصف الثالث الثانوي
نقول ما سبق من باب النصيحة أولاً،
والمصلحة المشتركة ثانياً، فما حصل في الأيام السابقة من تفجيرات داعشية لمساجد
الشيعة في "القديح" و"العنود" ينذر بأن السكين قد بدأت بالفعل
بتقطيع العظم، وأنا هنا لا أتحدث عن التفجيرات نفسها، فهي كانت متوقعة سابقاً،
وأتوقع المزيد منها مستقبلاً.
لكن الخطر الأخطر هو ردود
أفعال نخبة المجتمع السعودي على هذه الحادثة، فـ تسارع الجميع إلى التفذلك عبر
اتهام "إيران" و"حزب الله" بدفع "داعش" لتفجير
مساجد الشيعة لدق إسفين الفتنة في المجتمع السعودي، رغم أن التاريخ والجغرافيا
والأيدلوجية والدفع العاطفي والتوجيه الإعلامي الذي يجعل الداعشي يفجر نفسه –
مطمئناً - بمساجد الشيعة معروف مصدره، وهو نفس المناهج الوهابية التي تصف زيارة
القبور والصلاة عندها والتوسل بالأولياء بالكفر والشرك والزندقة.
وهو نفس الإعلام السعودي الذي غسل
أدمغة الشباب بتحويل كل مصيبة في العالم إلى حرب سُنية - شيعية بين السعودية
وإيران، فالثورة في البحرين سببها التدخل الإيراني، والحرب في سوريا بين النظام
"العلوي الشيعي" والسُنة المغلوب على أمرهم، رغم أن الكل يعلم بأن نظام "بشار
الأسد" يعُج بالقادة السُنة، وأولهم رئيس وزرائه وائل الحلقي، ووزير دفاعه
جاسم الفريج، ووزير خارجيته وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد !!
وتكرر الأمر في اليمن، فأصبح
المذهب "الزيدي" الأقرب إلى "السُنة" شيعي ويقتل السُنة، رغم
أن الحوثيين دخلوا في ستة حروب مع عدوهم السابق (وحليفهم الحالي) علي عبدالله صالح
الذي ينتمي بالمناسبة إلى المذهب "الزيدي" أيضاً !!
وأنا هنا لا أنكر
وجود العامل المذهبي بالمعادلة، ولا أنكر وجود مصالح إيرانية في هذه المعركة أو
تلك، لكن استثمار العامل الطائفي والشحن المكثف الذي مارسته النخبة الخليجية تسبب في
"استحمار" الجماهير وبرمجتهم على الموجة الطائفية فقط، دون الالتفات إلى
العوامل الأخرى، والتي قد تكون ممارساتهم إحداها[15].
والنتيجة هنا، أن اتهام
"الأطراف الخارجية" و"إيران" بالوقوف خلف العمليات الإرهابية،
يعني بأننا لا نعاني من مشاكل "داخلية" أياً كان نوعها، وأننا نعيش في
دولة "يوتوبية"[16]،
ولسنا بحاجة إلى إصلاح نظامنا السياسي أو خطابنا الديني أو رسالتنا الإعلامية، بل
أننا سنقطع الطريق على المتضرر إن حاول المطالبة بالإصلاحات، وسـ نتهمه بالولاء
الخارجي وتنفيذ الأجندة الإيرانية، وبذلك على الجميع أن يصمت، فنحن بخير و"الله
لا يغير علينا" !!
وسؤالي هنا إليكم، في
حال اقتناع العامة بأن إيران وقاسم سليماني الذي يحارب "داعش" في
العراق، هم من يغسلون أدمغة الشباب السعودي بأدبيات المناهج الوهابية التكفيرية، وهم
من يدفعون بهؤلاء الشباب لتفجير أنفسهم في المساجد الشيعية، فما الذي يمنع من أن يستخدم
عوام الشيعة نفس الحجة، ويتهمون الحكومة السعودية بنفس التهمة، وأنها هي من تمول ياسر الحبيب
ومتطرفوا الشيعة لإثارة الفتنة عبر سب الصحابة وأمهات المؤمنين، و"الله لا
يغير علينا" أيضاً !؟
إن الشجاعة اليوم، ليست في استعداء الآخر وشيطنته حتى نشعر بملائكيتنا البريئة، بل هي في مواجهة النفس، والبحث عن مواطن الخلل، والغوص فيها حتى نصل للجذور، وعلينا اتخاذ إجراءات جراحية لقطع دابر الفتنة، وتحجيم التراث الديني بكل مراحله ومذاهبه وأديانه، فالدين يجب أن يكون علاقة روحانية بين الإنسان وربه، ولا دخل للدولة أو الآخرين فيها، ولولا ذلك لما جاء في الآية الكريمة من سورة يونس:
"لَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا، أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"
[1] قد يتفاجأ البعض بأن أول قبر هُدمَ بأمر من
الشيخ محمد عبدالوهاب هو قبر الصحابي الجليل زيد بن الخطاب، وهو الأخ الأكبر
للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد سبقه للإسلام.
محمود الآلوسي، تاريخ نجد، طبعة دار الوراق،
ص151
[4] حسب الرؤية "الوهابية"، فإن التوسل
بالأولياء وزيارة قبورهم ونذر النذور باسمهم هي أشد مظاهر الشرك والكفر والبدع،
وهذا ما جعل أتبعاع المذهب الجعفري (الشيعة) والصوفيين على رأس المشركين والكفار
في معتقدهم.
[5] يتبع الشيخ محمد عبدالوهاب المذهب السُني على
طريقة الإمام أحمد بن حنبل، وهو من مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية وخليفته ابن القيم
الجوزية.
[10] حدثت هذه الحادثة في عهد الإمام عبدالعزيز بن
محمد بن سعود، وقد تم اغتياله بعدها بعام واحد على يد رجل شيعي من العراق.
محمد اليوسفي، الكويت من النشأة إلى
الاستقلال، ص38
[15] مع بداية الثورة السورية، كانت التحليلات غير
التابعة لدول الخليج تضع بعض التحليلات التي تشرح الأسباب الاقتصادية للصراع،
خصوصا فيما يتعلق بخطوط الغاز وحقول النفط التي تحاول تركيا الاستفادة منها،
والعامل السني الشيعي لم يكن يوما الأولوية الأولى في الصراع، وخير دليل على ذلك
سلسلة المعارك والتقتيل التي مارستها "داعش" و"جبهة النصرة" و"الجيش
الحر" ضد بعضها البعض، رغم أنهم كلهم ينتمون إلى المذهب "السُني"،
بل أن النصرة وداعش ينتمون إلى المنهج "الوهابي".
والطريف هنا، أنه كلما احتدم القتال بين فصائل
المعارضة السورية السُنية، حاول أحد الخليجيون التدخل لحل الخلاف وتقريب وجهات
النظر من باب أننا كلنا "سُنة"، وعلينا اليوم التفرغ لمحاربة النظام
"النصيري الشيعي".
No comments:
Post a Comment