Tuesday, January 17, 2006

الى جنة الخلد انشاء الله

ربما يتساءل البعض و يقول لم كتابة مقالة مدعمة بالصور عن القيام بواجب العزاء و ما المقصود منها في هذا التوقيت؟ هل هو للتحلطم و الانتقاد؟ أم هو للرزة ؟ أم لعدم وجود مواضيع أخرى في الوقت الحالي.

أرد على هذه التساؤلات بأنني كنت مترددا بكتابة هذه المقالة الى أن كتب الأخ زيدون* عن تجربته فتشجعت على الكتابة عن تجربتي. أيضا هناك الكثير من الاخوة و الأخوات اللذين لم يقدروا على متابعة أو حضور العزاء فأعتقد أن المقالة و الصور ستوضح لهم بعض الأمورالمخفية عنهم

و السبب الأهم لهذه المقالة هي أن هذا العزاء كان لشخصية اسطورية بالعديد من أبعادها و جوانبها, ربما يعتقد البعض أني أبالغ قليلا بهذا الوصف فأنا شخصيا لم أعرف المرحوم و لن تفرق معي شخصيا من يتسلم منصب الامارة في الكويت. أجل أعترف بأنه لن تفرق معي من كان أو سيكون أمير الكويت فالسياسة و الخطوط العريضة واضحة. و لكني أعتقد شخصيا بأن ما يميز الشيخ جابر رحمة الله عليه هي صفاته الشخصية أكثر من صفاته العملية أو كيفية ادارته للدولة, فالمرحوم كان يتميز بتواضع مخجل, و خجل هادىء, و هدوء وقور, و وقار محترم, و احترام بسيط, و بساطة طيبة, و طيبة واضحة تجعل شخصا مثلي لم يقابله يشعر بالحزن و لوعة الفقدان لرحيله.

كل هذه الأسباب تجعل من هذا العزاء حدث غير عادي من حيث شخص المتوفي الكريم, و شخصيات المعزين الكبار, و أعداد المعزين الكبيرة, و مكان العزاء المميز, و أخيرا و ليس آخرا تنظيم عملية العزاء.

اذا كان القارىء من الشيوخ و الامراء و أصحاب المعالي فالمقالة منتهية بالنسبة له لأنه سيتمكن من الدخول لقصر بيان من بوابة الدائري الخامس و سيعزي و يخرج في أقل من نصف ساعة
**

أما ان كنت من المواطنين العاديين فستضطر الى دخول منطقة بيان و سيقودك الشارع الى بوابة بجانب السفارة الأمريكية, و هناك ستضطر مرة أخرى لأن تسفط سيارتك بأي مكان بالشارع و التوجه للبوابة. عند البوابة المغلقة ستجد ديوان آل الصباح أمامك, و ستجد الحرس واقفين. عملية الدخول تتم بطريقة الجرعات أي أنهم يدخلون المواطنين جرعة جرعة. كل جرعة تتكون من ثلاثين الى أربعين مواطنا. بعد انتظار عشرة الى خمسة عشر دقيقة تفتح البوابة و يندفع المواطنون للتوجه للديوان

عند الديوان تجد بوابة أخرى مغلقة و يقف خلفها رجال الحرس الأميري, للأسف رجال الحرس الأميري يتعاملون مع المعزين كما يتعاملون مع جمهور مباريات كأس الخليج فالاسلوب و العقلية واحدة. يسكرون البوابة ثم يفتحونها نصف فتحة ليندفع الناس فيردون الباب بوجه الناس , و بعد الترجي و التحلطم و الصراخ يوجهون الناس لبوابة أخرى




يتجه الناس للبوابة الأخرى فيكتشفون انها مغلقة و يوجههم الحرس للذهاب مباشرة الى الباصات, كان عدد الباصات أربعة و عدد المعزين ثلاثمائة على الأقل مما أضطرهم للتدافع و المراعص للدخول في الباص. و كالعادة تفرض عقلية الحرس نفسها فيقولون للناس عودوا الى الديوان فلن يفتح الباص, و لأنني من الخبراء في التعامل مع الحرس كوني راعي مباريات فقد وقفت بجانب الباص و لم أدخل الديوان.

بعد توجه الناس للديوان فتح الباص كما توقعت فدخلت بسرعة و رشاقة و حجزتلي كرسي في مقدمة الباص و اندفعت أفواج من الناس الى الباص حتى امتلأ


طبعا القعدة بالباص مريحة و لكنها مملة جدا اذا طالت عن العشر دقائق. صراحة كان الجالس بجانبي رجل في الخمسينات من عمره و كان مقدرا جدا و معجبا جدا بالتنظيم فلم يدعني أتحلطم , كل ما أتحلطم يقولي لا تلومهم و زين منهم و من هالكلام. أيضا قتل المعزين الوقت بذكر مآثر المرحوم و حجم الفراغ الذي سيتركه و أخذ كل منهم يروي قصة أو عبرة من قصص الفقيد.

جلسنا بالباص لمدة تقارب الأربعين دقيقة ثم تحرك الباص و عبرنا مسافة تقارب الأربعة كيلومترات الى داخل القصر ثم نزلنا الى داخل القاعة. كان الجميع يتبادلون التسليمات و التعزيات خلال الطريق الى أن وصلنا الى الطابور الأخير قبل الدخول الى القاعة, هنا كان الجو جيدا نظرا لمرور العديد من الشخصيات المشهورة و الوفود من أمامنا.

بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا دخلنا القاعة الكبيرة و بدأنا بتعزية العائلة الكريمة و سارت العملية بنظام و احترام و سلاسة الى أن خرجنا من القاعة و توجهنا مرة أخرى الى الباصات و من ثم الى الديوان ثم الى البوابة للخروج


لا أود هنا أن أصبغ المقالة بصبغتي الساخرة المعتادة, و لكن لدي بعض الملاحظات للجهة المنظمة و رجال الحرس المحترمين.

عتبي على الجهة المنظمة هي عدم وجود معلومات كافية للناس. يا اخوان أنتم رأيتم الزحمة في أول يوم و الازدحام الشديد كان متوقعا. الواجب أنكم تكثفون الارشادات و الاعلانات بالتلفزيون و الراديو عن أماكن بوابات العزاء و أوقاته. أيضا كان يجب عليكم توضيح مراحل العزاء من وقوف و مشي و ركوب للباصات و انتظار, ليس من أجلي و لكن هناك الكثير من كبار السن اللذين لو عرفوا بكل هذه الخطوات لجلسوا في بيوتهم لمرضهم و عدم قدرتهم على هذه الأشياء. أيضا كان من الممكن ان تعرفوا الناس بوسائل الاعلام عن أوقات الانتظار المتوقعة, كما قلت الكثير من الناس لا يستطيعون الانتظار و كان من الممكن تجاوز الكثير من المشاكل لو أن المعلومات كانت واضحة و كاملة.

أما لرجال الحرس الأميري, فيا شباب يجب عليكم الالتزام بالأدب و معرفة كيفية التعامل مع الجمهور في هذه الأوقات. الصراخ و الاسلوب العنتري ليست الطريقة المثلى للتعامل مع الناس, فمن ضمن هؤلاء الجماهير كبار سن و دكاترة و أصحاب مناصب جاؤوا ليعزون برحيل الامير و لم يأتوا للقيام بأعمال الشغب و المظاهرات لتستخدموا معهم هذا الاسلوب الفج و التحايل الطفولي لتصريفهم.

بالأخير كانت التجربة جيدة و لم أندم عليها للحظة فالأمير الراحل كان أبا لجميع المواطنين و قد قام في عزه و قمة انشغالاته بتعزية الكثير من المواطنين شخصيا فلن نبخل عليه في رد الجميل.

الله يرحمه و يغمد روحه الجنة و يلهم أهله و أهل الكويت الصبر و السلوان و آسف جدا ان كنت جرحت أحدا
_________________________________________________

*www.kuwait-unplugged.com

**استغرقت العملية ساعتين بالضبط

16 comments:

Jewaira said...

Thank you for sharing your experience with us.

It seems that we need to implement some training on crowd control and research logistics of crowd dynamics to facilitate events like this.

LiL ALiEN said...

يعطيك العافية .. وجزاك الله خير

نرجوا ان توصل كلمتك للمسؤولين عن تعامل الحرس مع الشعب

Raed said...

رحم الله ميتكم وأحسن عزاكم وألهمكم الصبر والسلوان. عندي تعليق بسيط على العنوان كثير من الناس يخطئون فيكتبون إن شاء الله مدغمة كما عنونت المقالة.

امرؤ القيس said...

عظم الله أجرنا وأجركم
تمنيت اني اكون موجود لاحضر العزاء فشكرا على الصور التي حسستنا كأننا موجودين معاكم
أما الحرس فاقترح ياخذونهم دورة عملية في الحج علشان يتعلمون شلون يتعاملون مع ملايين ,, مو بضعة آلاف

kuwaite said...

فعلا تعامل الحرس الأميري

كان تعامل مباريات او تجمعات

وهذا الشئ تعرضة له شخصيآ

ولكن كله لجل شخص يستحق الاحترام والتقدير

الله يرحمك يا جابر المحبه والخير


ومشكور

Zaydoun said...

العزيز مطقوق

أنا شفت ان الحرس كانوا مهذبين إلى أن تمادى المواطنون ولم يردوا على توجيهاتهم مما اضطرهم إلى رفع صوتهم... كل هذا من عدم التنظيم

Unknown said...

a dear friend recommended for me 2 check out your blog, just wanted to drop this note to say hi

Mohammad Al-Yousifi said...

أشكركم جميعا و كما قلنا في البداية هذه المقالة متعلقة بعزاء شخص عزيز على قلوبنا

وتي
والله يعني اذا انت ذرب و متعود عالذرابة ممكن تتضايق, بس مثل ما قلت أنا راعي مباريات فمتعود على هالسوالف و كانت أوكي حقي

جويرة
أتفق معاك و الشكر لك اختي

ليل ألين
انشالله توصل , من بؤك لباب السما

رائد
انشاء الله أغيره

امرؤ
حبي ما أعتقد ربع الحج مثال يحتذى به من خبرة شخصية

كويتي
نعم أخي هو يستحق أكثر من ذلك, و للأسف رجال الحرس هذه مشكلتنا الأبدية معاهم

بو الزيد
أتفق معاك أنهم كانوا نوعا ما محترمين, حتى بالدزز كانوا مو وايد عصبيين

لكن مشكلتهم انهم ما يحتزمون الي جدامهم, مثال واقفين عند الباب, افتحوا الباب شوي دشوا الناس جان يسكرون الباب غصب بويه الباجي.
نطرنا شوي جان يقولون أوقفوا عاليمين لأنه محنا فاتحين الباب الي عاليسار, وقفنا عاليمين. نطرونه شوي جان يقولون محنا فاتحين الباب روحوا الباب الثاني و ما يحتاي أكمل

يعني عيب يعاملون ناس كبار يايين من الصبح بهالشكل, محنا أراجوزات ولا يهال عشان يطمرونه بهل الشكل

مثل ما أقولك الوضع بالنسبة لي طبيعي لأني من رواد المباريات و عندي وياهم مواقف أخس من جذي أيام كاس الخليج و نهائيات كاس الأمير. لكن مو حلوة حق الدكتور أو الشخص الغريب انه يشوف هالمعاملة

موسان الموسان
حياك أخوي بيتك و مطرحك

Unknown said...

Thanks
One more thing Kuwaitis anyway do not know how to queue up even if you paid them

متفرغ said...

في ميزان حسناتك انشالله.... حق اهل لندن سفارة الكويت فتحت باب التعازي اليوم و امس اذا مب غلطان يعني ما في مشكلة بالنسبة للزحمة.... الله يرحمه و يغمد روحه الجنة

illusion said...

ya36eek al3afya

It’s unfortunate that till this day and with all the wealth Kuwait has (mashalla), major events can never be organized in a professional way.

Maybe in this situation they didn’t have much time to organize things, but I know from past experience that we lack in the area of organization.

However in the end, allah yer7oma o yghamad ro7a al jana

Mohammad Al-Yousifi said...

موسان
كوني كنت أشتغل تلر بأحد البنوك فمضطر اني أتفق معك

هاج
ليش هاج , هق أحلى

أتفق معك

دكتر كويت
مثل ما انت ما تلوم الحرس , هم انا ما ألوم الي يبتسمون بالأحاديث الجانبية و الي اييبون عيالهم

على طاري بوس الخشوم و الجتوف و الايد مادري شقول الصراحة بس تلوع جبدي من أي بوسه مو عل الخد او الراس

متفرغ
لا تطقني عالوتر و تقول لندن, انشالله ياي جريب

ايلوجن
أتفق معاك , استعداداتنا دايمن متواضعة و خاصة في المباريات المهمة

سوري بس والله احب الكرة

مشكورين في النهاية صراحة نختلف كثيرا و نتفق على شيء واحد و هو الحزن على فراق الشيخ جابر و الوضع المتكهرب الي صاير بين قروب سالم العلي و قروب صباح سلاش خرافي

الله يحفظ هذه الأرض و ما عليها آمين

3ateeja said...

قواك الله ويزاك الله خير وخوش تغطيه : )

طائر بلا وطن said...

مشكور استاذي على التغطية و قواك الله

بس بخاطري كلمة تقرقع و اسمحلي

بالنسبة للأخ المحترم اللي فوقي

تأدية واجب العزاء مو فضاوة و فراغة وقت و ترزز

تعلمنا و تربينا انّا نعزي أهل الميت حتى لو كنّا على خصومة معاهم .. فما بالك لو كان الفقيد إنسان مثل ابونا جابر

عسى الله يرحمه و يسكنه فسيح جناته

و أكيد الحزن بالقلب

خالص إحترامي

Mohammad Al-Yousifi said...

الشكر للجميع على الاطلاع و المشاركة

عتيجه
الله يقويج و مشكورة

أم أر أكس كويت
رايك محفوظ و شكرا جزيلا

الاستاذ الطائر
خذ راحتك حبيبي انت راعي الدار
و مثل ما قلت اليوم أكو ناس اطلعوا مسيرة تعبيرا عن حبهم للأمير

أنا أقول ان كل هذه الأشياء هي وسيلة للتعبير, و وسيلة التعبير المفضلة تختلف من شخص لآخر حسب وضعه الاجتماعي و العمري و الثقافي و التعليمي و و و

فنجد بالعيد الوطني هناك ناس يقعدون بالبيت و هم فرحانين و هناك ناس يعلقون الأعلام و هناك ناس يطلعون مسيرات يرشون صابون

كل هذه الممارسات هي وسائل تعبير و كل واحد حر في اختيار وسيلة تعبيره ما لم يعتدي على غيره

و الشكر للجميع

DareDevil said...

I like your post :)