Friday, April 07, 2006

الكويت, من أين و الى أين؟

تعليقا على المقال السابق طلب مني الأخ تمتور الكتابة عن الموضوع بجدية, و أنا هنا ألبي طلبه

في البداية أحب أن أقول أن المشكلة ليست مشكلة خمور و بارات , المشكلة أكبر و أعمق و أخطر من ذلك بكثير

المشكلة تبدأ من فكرة الكويت كدولة, و ما هي أهداف و مبادىء و مقياس النجاح في هذه الدولة

الدول من منظوري الشخصي المتواضع ثلاث أنواع

أول نوع هي الدول الاقتصادية الرأسمالية التي يقاس نجاحها أو فشلها اقتصاديا من خلال مقياس الناتج القومي للدولة و متوسط الدخل السنوي للفرد. بريطانيا و فرنسا و امريكا تعتبر من هذه الدول فعندما تتكلم الحكومات في هذه الدول عن انجازاتها تجد أن المعايير الاقتصادية طاغية على العرض كمعدل البطالة و الناتج القومي و مستوى الضرائب

في هذه الدول تجد أن الدين و الاعتقاد متروك لاختيار الأفراد و رغبتهم, فتجد المسيحي و المسلم و اليهودي و البوذي يعيشون بسلام و كل واحد بحاله ماله شغل بالثاني


النوع الثاني من الدول هي الدول الرأسمالية الغير ديمقراطية كدولة الامارات العربية المتحدة و دولة قطر الشقيقتين. في هذه الدول كل شيء مرتبط برغبة الحاكم, ان كان الحاكم مهووس بالاقتصاد تتحول الدولة الى اقتصادية و ان كان الحاكم متدين تجد ان الدين طغى على الدولة. و لحسن الحظ حكام هذه الدول في الوقت الحالي مهتمين بالاقتصاد, في دبي يمشي بن مكتوم و يقول أبي ملعب, ثاني يوم مسويله الملعب, يقول أبي أكبر مسرح بعدها باسبوعين مسويله مخطط مسرح بدون لا أحد فعلا يعرف أو يحاسب كم كلّف المسرح و منو استفاد من المناقصة و بي أو تي و عماة عين

في هذه الدول أيضا الدين و الالتزام به متروك للحرية الشخصية للأشخاص. فتجد الملهى و المسجد جنبا الى جنب, و للناس حق الاختيار بينهما. مقياس نجاح أو فشل هذه الدول أيضا مرتبط بالازدهار الاقتصادي فعندما ستعرض حكومة دبي و قطر انجازاتها تجدها تتكلم بلغة اقتصادية بحته و كيف انهم طوروا السياحة في بلدهم و كيف أنهم استقبلوا بطولات عالمية و كيف أنهم بنوا مدن جديدة و هلم جر


النوع الثالث من الدول هي الدول الاسلامية, كالسعودية و ايران و باكستان. هذه الدول تقيس نجاحها و فشلها بمدى استمساكها و تطبيقها للشريعة الاسلامية التقليدية, أقول هنا تقليدية لأنني مؤمن بأن الدين أعمق من صلاة و حجاب و اختلاط و خمور و زكاة

لا أعرف شيئا عن باكستان, و لكنني من خلال متابعتي السطحية لما يحدث في ايران و السعودية أجد أن معظم فئات الشعب تشعر بالتذمر و الكبت للسطوة الدينية و الاغتصاب الديني لأقل حقوقهم الشخصية. في السعودية يعيث رجال الهيئة في كل مكان يزجرون الناس للصلاة و تغطية الوجه و كبت النساء و سلبهن حقوقهن في القيادة و الملابس. أما في ايران تجد الأغلبية الساحقة من الشعب تعيش دون مستوى الفقر و البؤس ينخر في حياتهم نخرا و الدولة لم تحقق أي تقدم ملحوظ على المستوى الاقتصادي

في هذه الدول الدين الزامي على الأفراد, غصبا عليك ان تصلي و غصبا عليك أن تتحجبي و غصبا عليك اغلاق متجرك وقت الصلاة و الويل و الثبور لمن له اعتقاد آخر و من يعتبرون من الأقلية


الآن دعونا نعود مرة أخرى للكويت درة الخليج, و سؤالنا هو أين تقع الكويت بين هذه الدول؟

هل هي دولة رأسمالية ديمقراطية كأمريكا و أوربا؟ أم هي دولة رأسمالية شبه ديكتاتورية للحاكم فيها الكلمة الاولى و الأخيرة كالامارات و قطر؟ أم هي دولة اسلامية تقليدية كالسعودية و ايران؟

و ما هو مقياس نجاح الدولة؟ هل هي الرفاهية الاقتصادية أو التطور الاسلامي و التطبيق الكامل للشريعة؟

هذا هو أهم سؤال في هذا الجانب, فالاجابة عن هذا السؤال المعقد سيجعلنا نعرف كيف نقيس فشل و نجاح الدولة, و سيمكننا من معرفة ماذا نريد؟ و كيف نستطيع تحقيق ما نريد؟

يتبع انشاءالله

_________________________________________________________

الجزء الثاني مكتوب بس حبيت أريحكم و اترك مجال للمناقشة حول هذا السؤال و من يرى ان الكويت دولة رأسمالية و من يرى أنها دولة دينية؟

12 comments:

Temetwir said...

شفيك, نسيت؟

احنا ياخوي ديرة اصلاح

مو دولة
لا خوي .. احنا ديرة اصلاح
يقوم وزير عدلها المحترم يقولي "لا لا تطبق القانون, راعوا عاداتنا وتقاليدنا

على العموم نحن اقرب ما نكون الى دولة ديموقراطية ولكن "مكس" جذي حليو مع الشريعة الاسلامية بس هم لك علينا شوي فينا ملامح الدولة الاشتراكية بس لا تسرع بحكمك ترى هم علينا جم حركة تقولك ان احنا دولة راس مالية


سؤالك ما إلو جواب يا استاظ

Anonymous said...

e7na dawlat "boog o latkhaaf"

miqyas il najaa7 shkithir floos enbagat bil deera

wa shukran

Erzulie said...

inzain tara ana ma garait il post bes wein the doc? ma garaina shay 3ana...bagra il post now :P

Unknown said...

Derat ba6ee'7 wem'7ama6 3alaih ba3d...

Kuwait is close to an Oligarchy, but susceptible to sudden changes in its politics mainly due to internal effects such as wala2aat el qaba2el weljama3at leslamiya.. and thats the core. o salemli 3al 7okooma el ragla

Second the reason why you might see us as capitalists or democrats is because we have a relatively FEW # of citizens who pull the strings in that direction, but again the core won't let it go too far.

Mohammad Al-Yousifi said...

الشكر و المحبة من طرفي لكم

ليالي
كلامك صح الكويت بالنص , و بالنص مو شرط يكون صح

تمتور
بالضبط سؤال ماله جواب و هني المصيبة

أنونمس
لوول شي مؤسف بس صج

أريزولي
الدكتور و الأقرع يبون زيادة معاش, و مجلس الادارة متوهق لأنه نتايج الربع الأول ما تشجع. قاعدين نحاول نقنعهم يكتبون بس ماكو فايدة

داش متأور
كلامك ممتاز و حطيت ايدك عالجرح الغزير اللي خصبقنا و مخلينا ما ندري احنا شنو بالضبط

و اهو ردا الحكومة

مثل ما قلت المقالة الثانية خالصة بس ناطر يومين و احطها و فيها نشوف الكويت شنو بالضبط

Anonymous said...

هاي خوش موضوع

واتمنى انك تتعمق فيه اكثر بالجزء الثاني...

سيد مطقوق
اعتقد انه الكويت فيها صراع بين الرأسماليين والاشتراكيين والمسلمين والدكاتوريين

يعني مثل ما قالوا ممكن انكون دولة كوكتيل يعني بتاع كلوا.... بس بالأخير المفروض نرسى على بر ولا راح انظل نرجع لي ورا مثل الوضع الحالي...

بما ان ماما أمريكا موجوده مو بعدية وايد، فتفائلوا بالخير ...!

اتمنى انه الكويت اتصير دولة اقتصادية ورأسمالية حالها حال البشر يعني تكمل الديمقراطية مع الاقصاد القوي(جنة قاعده احلم؟ )

ثانكس

Shurouq said...

كله مطقوق..
الرؤية اللي تدور عليها مفقودة من زمان.. بس ما أظن عندنا خيارات غير الرأسمالية

العالم كله يتوجه نحو الرأسمالية على الطريقة الأمريكية، ومهما حاربها الإسلاميون أو أشباه الشيوعيين/الاشتراكيين (أمثالي) فلا مفر منها

الرأسمالية ممكن الحد من أضرارها إذا فعلنا مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان

الكويت من أين وإلى أين؟

الكويت ماشية عالبركة بعد أن تخلى التجار عن دورهم في بنائها

نعتذر على الهذرة
وفي انتظار الجزء الثاني

شرقاوي said...

الحرية، حرية الفكر، متى ما حبستها عطلت طاقات العالم الإبداعية.

فكل ما تراه في دول الشرق من إعمار يتم عن طريق عمالة اقرب ما تكون إلى عمل السخرة. ولا تبعد عن العبودية بكثير.

لا ينمو المجتمع إذا لم يعرف كيف يفكر.

ورجاء كله مطقوق، لا تصف دولتنا بالديموقراطية...

Anonymous said...

انا اقول دولة بوق
وكل واحد مهتم بنفسه
قليل إلي يهتم بالشعب

Mohammad Al-Yousifi said...

الشكر و المحبة للجميع

توضيح بسيط قبل أن أحط الجزء الثاني,كوني أكتب بعكس اتجاه المتدينين و الاسلاميين لا يعني بأنني أروج للأفكار اللا اسلامية, فأنا لا أروج لشرب الخمر و قلع الحجاب و القمار و الربى

أنا فقط أقول بأن الدين حرية شخصية و من حق أي انسان أن يعتقد ما يشاء كما قال عز و جل , لا اكراه في الدين

فقط للتوضيح, لأن الجزء الثاني ممكن يزعل اللي في بالي

العزيز دافنشي
صح لسانك و تعقيباتك الكريمة تحرجنا والله

ناني
أنا أحلم بنفس الحلم و انشاءالله يتحقق

شروق
مشكورة على تعليقك الاشتراكي, شلي وداك ذاك الصوب؟

شرآوي
ايه الحرية ,هذا اللي نبيه, و لن أصف الكويت بالديمقراطية الكاملة و لكن يعني 30% عندنا ديموكراسي

دانداني
أجل كل واحد مهتم بحساب بنكه, اليأس و الاحباط

و الشكر مرة أخرى

Shurouq said...

Where's part deux?


:توضيح
آنا مو "ذاك الصوب".. آنا متعاطفة وايد مع ذاك الصوب

عايشة هالصوب، بس أطالع "ذاك الصوب" من بعيد وأبتسم

Zaydoun said...

الكويت مثل اللي رقصت على السلالم (باللهجة المصرية)

متدودهة مو عارفة تراضي عوير ولا زوير