Wednesday, November 21, 2007

سياسة السماء - 2


من المعروف علميا وجود رابطة وثيقة بين ما يتعلمه و يلتقطه الانسان في مراحل طفولته المبكرة و ما يعتقده من أفكار في مراحل النضوج المتأخرة , فعقل الطفل مسّلح بأجهزة رادار جبارة تجعله قادر على تسجيل كم هائل من المعلومات الجديدة التي يتعرض لها يوميا , و معظم هذه المعلومات تحفظ بين أطناب هذا العقل بطريقة لا شعورية للرجوع اليها عند الحاجة في المستقبل

مفهوم الخير و الشر يعتبر من أهم مفاهيم و أفكار مرحلة الطفولة , فالطفل كائن بسيط لا يستطيع التعامل بعمق مع الأفكار المركبة مما يجعله يفضل التعامل مع الأفكار المبسطة الواضحة , فهو مبرمج على التعامل مع الخير و الشر لكنه غير مهيأ على استيعاب خليط الخيّر الشرير و الشر الخيّر , أيضا يتعامل مع الأسود و الأبيض, لكنه لا يستطيع التمييز بين درجات اللون الرمادي

و قد ساهمت قصص الأطفال المبسطة و قصص القرآن الكريم المختصرة على ترسيخ النظرة المبسطة لأطفال الأمس و انتقالها معهم الى مرحلة النضج و الرجولة , فقصص الأطفال تعتمد بشكل أساسي على قطبي الخير و الشر و الصراع الدائر بينهما , فسندريلا تمثل الخير المطلق و هي من تزوجت الامير رغما عن أنف مؤامرات زوجة أبيها الشريرة , و ليلى الفتاة المرحة الخيرة انتصرت في النهاية بشق بطن الذئب الشرير و اخراج جدتها المسكينة

أيضا ساهمت قصص القرآن الكريم على تبسيط الشخصيات التاريخية و حصرها في قالب الخير و الشر المطلق , فكل الانبياء يمثلون الخير المطلق بالشخصية و الشكل و الصفات و الأفعال و الأقوال, و كل أعدائهم يمثلون الشر بكل رزاياه و مساوئه , فهذا موسى – ع – يمثل الخير أمام فرعون الظالم و جبروته , و هذا يوسف – ع – بجماله الساحر و تدبيره الحكيم ينتصر على كيد اخوته و امرأة العزيز بشرورهم , و هذا نبينا محمد – ص – خير البشر ينتصر على أبولهب الشرير و كفار قريش الأشقياء

أنا هنا لا أحاول التشكيك بهذه القصص أو الانتقاص من قيمتها التاريخية و الدينية , لكنني أود التركيز على نقطة النظرة المبسطة المترسخة في هذه القصص و توضيح بعدها النسبي عن مفاهيم الخير و الشر في واقعنا الحالي , فقصص القرآن الكريم تلتزم اسلوب المختصر المفيد و تلخص أحداث عشرات السنين في عشرة أسطر ليستخلص منها القاريء الحكمة و الموعظة المرجوة من القصة , الا أنها لا تسهب في تفصيل الأحداث و الشخصيات و انعكاساتها و أبعادها المتغيّرة واقعيا

فاليوم نحن نعيش في عالم معقد و نواجه شخصيات مركبة يغلب عليها اللون الرمادي و يستحيل معها وجود اللونين الأبيض و الأسود الا في ما ندر , فالواقع البشري نسف فكرة الخير و الشر المطلق المتواجدة في القصص كون أغلب من نراهم في الواقع تتشكل ألوانهم من موزاييك صفات الخير و الشر , بل أن الكثير من الناس تجد فيه تضارب الصفات مع اختلاف الأشخاص و المواقف

فتجد أكثر الناس قسوة رحيما حليما مع أبنائه , و تجد أخبث الناس و أكثرهم خسة كريما مضحيا في مواقف أخرى . بل أنك أحيانا تجد شخصا واحدا تتغير فيه مقاييس الخير و الشر مع مرور الزمن, فبالأمس كان الطفل البريء الخير ثم انقلب الى ذلك المراهق الشقي و بعدها أصبح أكثر الرجال نفاقا و انتهازية ثم انقلب حاله عند المشيب و أصبح العجوز الطيب المسكين المحب لعمل الخير و مساعدة الناس

أجزم بأن الكثيرمنكم بدأ بالتساؤل عن علاقة هذا الموضوع بالموضوع السابق؟

العلاقة هي تسيد النظرة الطفولية المبسطة للخير و الشر على كتابات أغلب الشباب الناشطين سياسيا و المنتمين الى التكتلات و المجاميع السياسية , فللأسف نجد اليوم الشباب المثقف يجتهد و يكتب مواضيع سياسية بنظرة سطحية بعيدة عن واقع مركب و معقد للغاية , فهذا ليبرالي يصبغ على الليبرالية براءة سنو وايت و يصوّر المتدينين على أنهم الساحرة الشريرة , و ذاك متديّن يستعرض أمامنا صفات الخير المتأصل في أصحابه و كأنهم أنبياء مرسلين ثم يوصم العلمانية بكل ما حفظه من صفات الخسة و الدنائة

بل أن البعض منهم يحاول بشتى الطرق تظليل القاريء – أو تظليل نفسه – من خلال التلاعب بالمسميات و خلط المفاهيم كالصاق الالحاد بالعلمانية و المقارنة بين الاسلام كدين بالليبرالية – فكر - حتى يختلط الأمر على المتلقي المسكين فتجده يردد كالببغاء ما يسمع دون فحص أو دراسة لصحة المعلومة

أيضا ألاحظ جنوح الشباب الى ربط هذه المفاهيم و المصطلحات الفكرية ببعض الشخصيات العامة الممثلة لهذه المصطلحات , فتجد هنا من يعمد الى مهاجمة الاسلام – دين عمره تجاوز الألف سنة – من خلال أفعال أسامة بن لادن , و تجد الآخر يعاير الليبرالية – الفكر – بأفعال أحد الليبراليين الكويتيين مما أدى الى انحدار مستوى النقاش بين الفريقين الى قاع الفوضى و وحل العشوائية

و قد ساهمت هذه المباريات الكتابية في تسطيح عقل القاريء المؤيد و اشعال نيران الغضب و الحنق للقاريء المعارض مما أدخلنا في نقاشات تملأها الاهانات و التحقير للآخر , طبعا تتزامن هذه العملية مع أنيميا حادة في مستوى المصداقية للطرفين

يتبع

31 comments:

Anonymous said...

كلام جميل
بعلق بعدين
ناطرين الباجي


----------
بس اتمنى ما اييك احد يقولك غير هالشي وتغيره
:)

Mohammad Al-Yousifi said...

حبيبي السمي

انا ما غيرت شي و لكني أضفت وجهة نظرهم و هي ليست نقطة جوهرية بالموضوع , ان كانت جملة حدس واجهة للاخوان المسلمين تريّح الشباب فما عندي مانع أضيفها و يرتاحون

صدقني حدي مالي خلق النجرة و قاعد امر شطف على الأفكار

شكرا

Anonymous said...

:)

Unknown said...

بو سلمي
فى اخر هذا المقال ذكرت كلمة الليبرالين الكويتين
وانا اعتقد كما قلت في المقال السابق بانه لا يوجد ليبراليين بالمعني الحقيقي وانما لدينا كل من يستظل بالليبرالبية من الذين يكون ضد الفكر الديني

وايضا يا بوسلمي قصص القران هانك العديد منها من يطول فيه السرد فى كتب كثيرة ولكن ما تنشأنا عليه هو المختصر المفيد فمن يريد التفاصيل يجده في كتب عديدة
وفكرة الخير والشر فكرة تكون مطاطية نوعا ما وتحتاج لتقنين وتختلف من شخص لي أخر

Q8Sky said...

كتابه موفقه يا مطقوق وبننطر لمه تكمل الفكره

بو حامد said...

بو سلمى يمكن لك هدف نعرفه بعدين من انك طلعت شوي عن الموضوع ..

لكن على قوله حمودي نعلق بعدين

حمد said...

بانتظار البقية

تحياتي لك وجهد واضح

فراوله said...

مساالورد والجوري
عزيزي بوسلمي
دائما
علي الانسان التحقق من صحة اي مصدر قبل اخذ اي معلومه
وعدم تداول اي حقيقه من الحقائق قبل الوقوع بالمحظور
تحياتي لك
:)

bo9ali7 said...

كبير
وناطرين
....
ما شفناك بالندوة؟

bo3moor said...

اخي بوسلمى
اعتقد ان علاقة اي شخص بماضيه وتركمات الحياة لديه هي الاساس قديما قيل العلم بالصر كالنقش على الحجر
كل انسان لديه معتقد او فكر يؤمن به سواء صحيح او خطأ
فالطفل في مرحلة لطفوله يكون مخسير وير مخير ان تربى على اي عاده او معتقد امن بها وعندما يبل مرحلة النضوج يبدأ في فرز هذه المعتقدات اما بقبولها كلها او تنحية بعضها ولكن الاهم والمهم

انه لايستطع الائها بالكامل لأنها بكل بساطه محفوره

blacklight said...

عزيزي مطقوق
افهم من كلامك أنك لا تؤمن بالنظره
المطلقه أو كما يقول الفرنجه you dont take things for granted.

بدايه جميله جدا
وإقرار منك أنك تفضل منهج التجريب والملاحظه المستمره بدلا من إطلاق الأحكام قطعيا.

زميلي العزيز طلبت منك بالموضوع السابق التحدث عن الأصوليه وها قد نفذت طلبي بالجزء الثاني قبل ان تقرأ تعليقي هناك أشكرك على هذه الخطوه.

ردي على هذا الموضوع أنه لا يوجد إنسان بالعالم حيادي 100% لا تأتيه لحظة تعصب بالرأي سواء على مستوى سياسي كالصراع الفكري بين الليبراليين والإسلاميين أو على مستوى نقاش سطحي كالتعصب لفريق كرة قدم مثلا.

هذه الطبيعه البشريه عزيزي وفطرة الناس يوجد بينهم من يتحكم بمشاعره ويريد قياس الأمور بشكل عقلاني ويوجد بينهم كما تفضلت مشكورا من يختار الحلول السهله ويقفز لإستنتاجات ونتائج معينه دون الملاحظه والتجريب .
لكن أسئلك يا مطقوق ان اخترت أن تكون ضمن الفريق الأول هل ستختلف عن الفريق الثاني؟ :)
بنظرك أنت أنهم يدعون المعرفه المطلقه لماذا لا تكون انت بنظرهم من يدعي الإطلاق بنهجك الذين يختلفون عنك فيه

آسف ان اتعبت عقلك وعقل من يقرأ تلك السطور لكن آراء البشر وتوجاهتهم مختلفه تماما عن التجارب والنظريات العلميه برأيي الخاص إختلافهم الحاد وتباينهم بسرعة تكوين القناعات وإطلاق الأحكام يعزز مفهوم إستقلال العقول وتميزها.

The Voice Within said...

أختلف معك في أن الإرث الديني من سنة و نصوص قرآنية ترسخ نمطي الشر و الخير المطلقين.
فحتى الأنبياء وقعوا في الزلل لكونهم بشرا.
الفرق بين ممثلي الخير ( ما راح اقول المطلق) و ممثلي الشر هو ان الفئة الأولى اذا وقعت في الخطأ اعترفت بذلك أولا و حاولت تصحيحه و اظهرت الندم لفعلتها.

و مثل ما قلت وضع الناس في قوالب معنونة بالخير و اخرى بالشر هو مبرر لتهميش الآخر و مثل ما تفضلت هذا نتاج تربية غير سوية ترفض وجود الآخر و جهل بالآخر يوازيه في بعض الحالات جهل بنفس الطرف اللي يدعي الانتماء اليه



يعطيك العافية

[ ناخشنودي ] said...

صباحك لطيف يا مكفوخ

أولا:

من صجك هالروابط الي انت حاطها ؟ :I

صور كرتون و هدى حسين وبيبتو ؟؟

تاخذ فلوس عليها يعني ولا شالسالفة ؟؟ كنت حطيتها ضمن البوست ولا هي شغلة نفتح ونسكر الدرايش ؟؟

صبعي عورني يا أخي .. ماعلينا


...............

" قصص الأطفال المبسطة و قصص القرآن الكريم ( المختصرة ) " !!!؟؟؟؟

" ساهمت قصص القرآن الكريم على ( تبسيط ) الشخصيات التاريخية ..."!!!؟؟؟

"فكل ( الأنبياء ) (!) يمثلون الخير المطلق بالشخصية و الشكل و الصفات و الأفعال و الأقوال " ؟!!!؟؟؟


في ناس شكلها مكثره لبن دوغ الأمس .. لوووووووووووووووووول ..إحمم كح ..كح

الأنبياء لا يقعون تحت المساءلة والتشكك .. لماذا؟ لأنهم أنبياء .... ببساطة .. تميزهم بالشخصية والشكل والصفات هو ما قدره الله عليهم ليصطفيهم بعدها ليكونوا أنبياء ..وهم يمثلون الخير كله و الحقيقة كلها فمن يحمل كلمة الله يجب أن يكون أقرب للكمال في صفاته وهم بشر مثلنا فقط.. لنعلم إن الخير قابل للتحقق فينا

و نعم يوجد هذا الفاصل بين الشر والخير في كل شئ وبوضوح .. بس في ناس متلخبطه و في ناس تتعمد ان تكون متلخبطه! وفي ناس ( شريره ) تبغي تلخبطها كلها

المشكلة الأخطر أن هناك من يحاول جعل فكرة " شريرة " تبدو كأنها فكرة طيبة فيقبل عليها الناس ظنأً بأنها ستصلح الحال والمال ..

وتطلع زومبة كبيرة .. وقد كثرت " الزومبب " في منطقتنا فعلينا أن نتعلم ونحذر .. لا تفرقع فينا زومباية كده ولا كده

..............

ذهبت إلى صديكي العزيز " ويكي " لأستطلع عن بعض من الفلسفات . فوجدت أفلاتون في الصفحة العربية ..موضوعه عن الدول وحكمها

في آخر الصفحة عن فلسفته السياسية

عن الديموقراطية :P

طبعا الترجمة الإنجليزية مختلفة ..طماماً

تظن حد من " حدس " هو الي ترجم ؟ لووووول

Pla6O !

و إيه .. إنت شرير يا مكفوخ يا آكل السنافر

:)

someone_q8 said...

السلام عليكم

الله يعطيك العافية اخوي بوسلمى
راح اعلق بعد اكتمال رؤيتك للموضوع
ولك مني كل تحية واحترام

bass said...

كلام موزون

بانتظار البقية

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام هلا بالحلوين

مشاري
انا بالموضوع السابق وضحت وجود فئة اللليبراليين الكويتيين و لكن اعتراضي كان على انهم لا يمثلون الفكر الليبرالي بحذافيره و أساسياته

بوصالح
للأسف تكيسلت

بو عمور
اتفق

بلاكي
خوش سؤال

أعتقد ان الجهل أو الريبة من المجهول هي من تجعل الانسان يجعل من هذا المجهول عدوا له و يحاربه بكل ما اوتي من قوة بدون حتى محاولة اكتشاف هذا المجهول و السبور في اغواره

انا شخصيا لا اتحفظ على المجهول و احاول دائما التعرف على الأفكار الأخرى و معرفة جذورها و أهدافها , طبعا هذا لا يعني اني منزه عن التعصب و غيره من الصفات الانسانية الغريزية

و صدقني لو تسولف معاي بالصج ستجد ان اسلوبي بالتفكير و الكلام اعنف بكثير من لطافتي في الكتابة , يعني أفكاري الحقيقية أكثر حدة من الأفكار اللي أكتبها كوني حريص جدا على ان اكتب بموضوعية و أشرح للقاريء وجهة نظري بدون لا ادزه دز للاقتناع بها

شكرا و تابعنا

نفيسة
شكرا على التعليق الجميل

لو تقرئين قصص الانبياء في التوراة و الانجيل فانكي ستشاهدين صورة مختلفة جدا عن الانبياء من صورتهم في القرآن الكريم

فالاسرائيليات تتعامل مع الانبياء على انهم بشر و لهم الكثير من الاخطاء و الصفات البشرية كالجبن و الكذب و الظلم و حتى انهم يدعون ان نبي الله يعقوب تهاوش مع الرب!

لكن صورة الانبياء في القرآن - و هي الأصح حسب قناعتي - تختلف فهي تظهرهم محصنين بالعصمة و حتى الزلل اللي تقولين عنه جدا بسيط و لا يرقى الى درجة الشر , يونس عليه السلام أخطأ عندما ترك الدعوة و لكنه لم يفعلها بطريقة شريرة و كانت اقرب الى اليأس , اسمحيلي مابي اتعمق اكثر في هالنقطة

عموما المقصود بالموضوع هو ليس التشكيك لا سمح الله و لكني قصدت اننا مبرمجين منذ الصغر على رؤية الخير و الشر المطلق و صعوبة وجود شخص تختلط فيه هذه المعاني

شكرا

13
رغم اعجابي بتطور الفكر الفلسفي الاغريقي و لكن ترى عندهم وايد مشاكل و عيوب

اقرئي ردي على نفيسة

سوم ون شكرا

أدري يا جماعة الخير الموضوع ماشي برتم بطيء و لكن طولوا بالكم

شكرا

الطارق said...

بوسلمى أذكر مرة أنك قلت لي : لي متى تبقى نظرتك للخير والشر بهذه البساطة؟! .

لذلك اراك تعنيني في جزء كبير من مقالك ، ما يخالف تمون :)

على أية حال ، يا عزيزي ليس دائما من يطرح الأفكار ببساطة يكون ذو قراءة بسيطة للأحداث .

كما أن الأفكار البسيطة في طرحها لا يعني أنها لا تحوي العمق في طياتها .


ومن ذلك قصص القرآن الكريم على سبيل المثال وهو ما استشهدت به حضرتك ، حين تطرح الصراع بين الخير والشر لا تخاطب فئة معينة من البشر وقدر محدد من التفكير العقلي ، بل هي تطرح لعامة الناس وخاصتهم .

العامة تتوقف عند ظاهر الآيات ، فتفهم أن نهاية الصراع في قصة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وفرعون ، أن الحق انتصر على الباطل أو الخير على الشر بنجاة موسى ومن معه وغرق فرعون وانتهت القصة .


ومن الناس من يفهم أن ، نتيجة التكبر والاغترار بالقوة نتيجة مدمرة كما حدث لفرعون ونتيجة الثقة بالله وبذل الأسباب والاحتياطات اللازمة مع عدم الاستهانة بقوة الخصم نتيجة ايجابية وجيدة كما حدث مع موسى .

ومن الناس أيضا من يفهم ، ظعف الامكانات ( موسى ) لا يعني الهزيمة أمام ذو الامكانات الأقوى ( فرعون ) .

وغير ذلك من أفهام وقراءات لحادثة وحده وقصة واحدة فقط من قصص القرآن ، وواضح تعدد تلك القراءات واختلاف مستواها كمثال دون ان استرسل فيها .

يا عزيزي اراك وقعت فيما نبهت على عدم الوقوع فيه ، وهو توقفك على سبيل المثال عن الآيات الكريمة عند القراءة السطحية لها ولم تشر لا من قريب أو بعيد إلى إمكانية العمق فيها !!


يا عزيزي بو سلمى ، اتمنى أن لا تكون قراءتك لما يكتب البعض من حولك قراءة بسيطة ، تقف عند حدود الصراع والتراشق بين التيارات والمنتمين لها ، ربما البعض بالنسبة لبعض من يكتب أكبر من مسألة تراشق لفظي وردود أفعال .

بالنسبة لي شخصيا لا يعنيني كثيرا الرد على الآخرين ومهجامتهم بقدر ما تعنيني أمور أخرى ، ليست سطحية كما ترها :)


تحياتي

فتى الجبل said...

يا سلام عليك
والله ما خليت لنا كلمة نقدر نعلق فيها
كفيت ووفيت للحين وبانتظار البقية

Kuw_Son said...

أخي الكريم ..

شكرا للفرشة و التوطئة الجميلة بتاعت الأطفال :)

بعد جبدي .. مسألة قصص سندريلا و القصص لاعالمية الأخرى التي ليس لها أصل و هي خرافية ..
لا ينبغي مقارنتها مع قصص القرآن و ما جاء فيها من أخبار الأنبياء و الرسل ..

فلا وجه للمقارنة كلية !

التفكير و محاولة التعمق في قصص سندريلا و من على شاكلتها لا يعود بنتيجة غير توضيح معنى الخير و الشر المطلق و من يقول غير ذلك و يبحث وراء الأسطر فما عنده سالفة لأن هذه القصص لا تحتاج لعمق في التفكير و لن تستنبط منها شيئا آخر !

أما بالنسبة للقرآن .. فقصصه غنية بالعبر و الأمور الأخرى التي يعجز كثير من العامة عن رصدها و استنباطها ..
فمنظارهم لا يرى سوى الأبيض و الأسود - الخير و الشر - لكن هناك أناس كثير لهم القدرة على استنباط أمور قد لا تراها ولا أراها في تلك الآية ..

و ميدان الكتابة مفتوح يا أخوي .. و من أراد أن يكتب ببساطة فلا نتهمه بالسطحية .. لأنه قد يكون في نيته إيصال معلومات بسيطة للقراء .. و كما تعلم القراء ليسوا على مستوى واحد من الفهم ..
الكاتب الحذق له القدرة على تبسيط أسطره قدر الإمكان و يريد إيصال النقطة للجميع ما استطاع ..

أما إن أردت استيضاحا أكثر من الكاتب فيكفيك أن تجلس معه أو تحاوره و يمكنك اكتشاف ما إن كان ضحل التفكير أو تنسحب من مناقشته لتفوقه عليك :)

و دمتم

Organic Kuwait said...

I loved it I loved it im speechless I so enjoyed this article. El bedaya el nehaya el tadreej el wit el truth. It’s a very clever article.

Mozart said...

وجهة نظر نحترمها لكني استشفيت محاولات مستميته لارضاء جميع الأطراف من خلال هذا الموضوع و هذا بالطبع من المستحيلات

اتفق معك في الكثير مما تفضلت به لكن سوف أذكر الاختلافات لضيق الوقت :

أولا:
اصرار العقيدة الاسلاميه على عصمة الانبياء ليس لتبسيط الامور لكن هدفه الحقيقي عدم فتح الباب لمحاسبه النبي محمد على افعاله و مع ذلك يبقى عندي موضوع العصمه من المتناقضات لأن العصمة منطقيا توصل الأنبياء الى مرتبة الألوهية و هذا يفسر سبب انتشار ملصقات محمد في قلب كل مسلم على السيارات و خلافه بينما ملصقات الرب عددها أقل ان وجدت


ثانيا:
هناك الكثير من المسلمين ممن يصنفون بن لادن على أنه المسلم الصحيح و ليس فقط مهاجمي الاسلام , بن لادن لديه الآيات و الأحاديث التي تدعمه و لا أحد ينكر أن الجهاد هو فريضه على كل مسلم و كل من يصنف نفسه كمعتدل يختلف مع بن لادن فقط و حط خط احمر على كلمه فقط بالتوقيت و ان المسلمين في حاله ضعف حاليا ...الخ لكن قتال اليهود و الصليبيين مذكور في القرآن و السنه
النبويه و هو من علامات الساعه

اكمل لاحقا و شاكر لك على مجهودك

سدرة العشـــاق said...

تسلم يمناك على الشرح الوافي و ناطرين التكملة

:)

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام

الأخ الطارق
الأخ كويت سن

أشكركم على الملاحظات القيمة , لكن واضح انكم لم تفهما ما قصدته بالشكل المطلوب

عندما اتكلم عن الشخصيات المركبة و المعقدة فأنني اتكلم عن شخصية تجتمع فيها معاني الخير و الشر في نفس الوقت , شخص حرامي و لكنه يجاهد في سبيل الله , يتبرع بالمال لبناء مدارس و لكنه يشرب خمر , يعالج الناس ببلاش و لكنه يزني ,,,, الخ الخ الخ

انا فقط استخدم هذه الأمثلة لتقريب الصورة , أعتقد ان اغلبنا اليوم يتدحرج ما بين الخير و الشر بدرجات مختلفة
النقطة اللي كنت بوضحها ان قصص القرآن الكريم - في القرآن - لا تعطيك صورة الخير و الشر في نفس الشخصية في الغالب فهي تتناول شخصية فرعون من جانب واحد و هو الشر , بغض النظر عن جوانبه الايجابية - ان كانت موجودة

و دم انك تذكر تعليقي على موضوع الفلم اللي قام بتمثيله الاخوة

تذكر الفلم؟

الولد المتدين كان طيب و خوش واحد و شاطر و كل معاني الخير فيه

تذكر الشباب الصيع؟

صيّع و مو محترمين و يسهرون و كسالى و حرامية و و و و و و

لذلك قلتلك ان نظرتكم للخير و الشر مبسطة

عموما أفضل تأجيل النقاش بهالمواضيع الهامشية لأن فيه اشياء أهم جاية بالطريج

شكرا

الأخ موزارت
أولا
هذه قناعتك و انا احترم رأيك و لكنه ليس رأيي الشخصي محاولتي ليست مستميته لارضاء أحد

انا اكتب قناعتي و هي بالتأكيد ليست متطابقة مع الجميع

ثانيا
لا يعنيني هنا شنو نص و الا كل و الا ربع المسلمين يفكرون

تعمدت في المقالة الاولى الى التفريق بين الاسلام كدين و المسلم كانسان و الاسلامي كشخص يريد تطبيق الشريعة و بين الاحزاب الاسلامية

شكرا

shosho said...

I have always had similar thoughts on the rigid & unrealistic demarcation between good and evil and you have expressed them lucidly in this post, bravo!

AseeL said...

لفيت سبع لفات.. والزبدة في اخر ثلاث فقرات ونص

الأزمة تختصر بكلمتين: التطـــرف.. وخلط الأوراق.. ينشرون الغث والسمين.. هذا عيب عالم التدوين.. وكثير ممن يقرءون هم ممن يبحث عن فوانيس تضيء جنبات العقل وكل اللي يحصلونه فقارة.. لويه وتخبص

1.التطرف

2.عدم تقبل الآخر

3.عدم التعايش

مصطلحات تكاد تفيض في العقول والقناعات.. لذا لن نكون أبدا في ركب الشعوب المتقدمة..

شكلها سلمي ميننـّتك :)

AseeL said...

بس عندي كلمتين من زمان ودي أقولهم: عالم التدوين ياما يلمّ أشكال وارناق وناس مخها طبل مسوية نفسها فهمانة وصاحبة فكر ومنطق... المسؤولية "معكوسة" في التدوين وعلى القارئ لا الكاتب التمييز واختيار السمين.. مع احترامي للجميع

وعذرا.. زاحمناكم بتعليقين.. عجبني الموضوع ومن زمان ما علقت :)

أبو جيج يدور نعاله said...

القصص الموجودة بالكتب السماوية كافة...تبقى قصص لا يمكن إثباتها أو التأكد من وقائعها ....و المعانى المستنبطة منها تختلف بإختلاف عقلية من يقرأها

قصص الخير و الشر ظهرت مع بداية البشرية و هى متداولة بين الناس قبل الإسلام و ...المسيحية و اليهودية

بتصورى المتواضع كل القصص يجب أن تقرأ من منظور ما تحمله من رموز و معانى غير مباشرة

من يقرأ قصة ليلى و الذئب على إنها قصة أطفال و معانيها واضحة و مبسطة...قد يستغرب مثلا من النظرة المتعمقة لهذه القصة الكلاسيكية

فليلى مثلا بردائها الأحمر ترمز للفتاة التى وصلت لتوها لمرحلة البلوغ من خلال الطمث و ما يصاحب ذلك من تغييرات فسيولوجية و نفسية

و لهذا هى تخالف تعليمات والدتها فى رحلتها مع مرحلة المراهقة - الغابة - و تأخذ الطريق الخاطئ - الإنحراف - لتقابل الرجل الذئب الشرير المخادع الذى يطمع بعذريتها

جدة ليلى ترمز للقيم و الأخلاق إللى تربت عليها ..و بالطبع الرجل الذئب إلتهمها أو دمرها ليتمكن من ليلى و يسلبها إرادتها

و طبعا هناك شخصية الحطاب الطيب و هو يمثل الصورة الإيجابية للرجل...هو من شق بطن الذئب و أعاد جدة ليلى ..أعاد لها قيمها و إحترامها لنفسها و أنقذها من الإنحراف


ماكو قصة كتبها إنسان أو نزلت فى كتاب سماوى دون معانى خافية و رموز لمفاهيم إنسانية كبيرة

على القارئ أن يستغل ما يحشو جمجمته ما إستطاع بالبحث عن الرموز فى قصص الكتب السماوية...و لا يقرأ لمجرد القراءة و حفظ الكلمات بمعانيها المباشرة...و هذه للاسف من أكبر المشاكل إللى إتواجه المسلمين و نتائجها السيئة واضحة للعيان و هى سبب ظهور التطرف الدينى
بمختلف أشكاله (ذرب- غير ذرب)....شكرا و ننتظر بقية المقالات

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام

أسيل
اتفق معك تماما

خصوصا و انج مانعة الكومنتس بمدونتج

بو جيج
تحليل فوق الممتاز و عجبتني فيه الصراحة

لكن بس عشان نقطتي ما تضيع لاحظ ان الذئب سواء كان يمثل ذئب حقيقي او شخص يتربص بالفتاة المسكينة فهو يظل عنصر شر مطلق في القصة

القصة ما ركزت على ان هذا الذئب مسكين و جائع او انه يريد ان يصطاد فريسة عشان يوكل عياله المساكين , القصة ركزت على الشر في الذئب و لا شي غير الشر

عموما ممتاز جدا تحليلك بالنسبة للقصص في الكتب السماوية

شكرا

فريج سعود said...

جميل جدا
ومثلما قلت انه عندنا الكتاب السطحيون ايضا هناك القاريء السطحي الذي يتاثر يمينا بهذه المقالة وبعدها بقليل يتاثر شمالا بتلك المقالة
فلا يملك رؤية محددة ولا راي واضح فمشاعره رأيه لعبه بيد الكتاب

lawyer said...

بدون مجامله مطقوق

نصيحه اختك في الله

انتقل من كتابتك في المدونات للجرايد

حرام تضييييييع هالكلام في بلوج و بس
ممكن تفكر بجديه في وجود كولم خاص فيك

AseeL said...

الاتفاق شي زين.. ياليت حكومتنا تتفق

منعت التعليقات مؤقتا لأني أحسها وشوشات لذاتي.. وذاتي
فقط... وللتعليقات عودة
فأنا من أشد المؤيدين لحرية التعبير وتبادل الأفكار بشكل صحي وأنيق

ملاحظة: د.فوزية الدريع ذكرت في إحدي حلقاتها بأن أصل قصة ليلى هو الاعتداء عليها من قبل رجل.. وسنو وايت وأقزامها السبعة أيضا وتم تحوير القصتين لتناسبا الأطفال.. وتحليل الأخ بوجيج في محله