Friday, November 06, 2009

لعنة جيل


.
يُعتبر كتاب آوت-لايرز للكاتب الكبير مالكولم جلادويل من أكثر الكتب تأثيرا في مجال التحليل البديل ( كلمة أنا مخترعها ) , فالكتاب يتحدث عن الكثير من العوامل الغائبة في العادة عن الأغلبية عند تحليل عوامل النجاح و الابداع , و يركز الكاتب على عامل التوقيت و الدور الذي يلعبه في نسبة نجاح أو فشل أي شخص في عمل ما , فـ ميلاد الشخص خمس سنوات قبل أو بعد موعد ميلاده الحقيقي قد يؤثر بشكل كبير على نجاحه أو ابداعه في مجال ما

.
و قد استخدم الكاتب أحد الأمثلة للتدليل على نظريته من خلال استعراض أكبر الأسماء في عالم برامج الكمبيوتر – بيل جيتس و ربعه - و كيف أنهم ينتمون الى نفس الفئة العمرية تقريبا , فغالبيتهم من مواليد الأعوام ما بين 1953 و 1956 , و هذا ما جعلهم مصداقا للمثل القائل الشخص المناسب في المكان المناسب و في التوقيت المناسب , فلو أنهم وُلدوا قبل خمسة سنوات من موعد ميلادهم الأصلي لن تُتاح لهم الفرصة لاستخدام الكمبيوتر و الابداع في برمجته لعدم توفره , و لو أنهم وُلدوا بعد خمسة سنوات من موعد ميلادهم الأصلي لكانت اختراعاتهم متأخرة جدا في مجال البرمجة و لن تكون لها نفس القيمة و الأثر
.

.
و عند العودة للكويت أجد أن نظرية التوقيت تنطبق على حالة الاحباط العامة التي يعاني منها الكثير من أبناء جيلي و الأجيال السابقة له , فالكويت كما تعلمون عاشت مرحلة النهضة المادية و الثقافية و السياسية و العمرانية بعد الاستقلال في بداية الستينات , و قد استمرت هذه النهضة عشرين سنة حتى نهاية السبعينات عندما بدأت عجلة التنمية تتجه للأسفل مع تعرض البلاد لعدة ضربات اقتصادية و سياسية و ثقافية مما جعلها تنحدر في كل شيء الى أن وصلنا الى ما نحن فيه الآن
.
و نظريتي هنا أن أجيال ما قبل التسعينات تعاني من لعنة الماضي الجميل التي لا يستطيعون التخلص منها أو استيعاب رحيلها بلا عودة , فأجيال مواليد العشرينات الى منتصف الثمانينات شهدوا أو عاصروا من عاش فترة انتقال الكويت من بلد صغير فقير يعيش أهله حياة هادئة صعبة الى الدخول في دائرة الاهتمام العالمي باكتشاف النفط و الاستقلال و من ثم النهضة و الانتعاش الاقتصادي و الثقافي الذي كوّن شخصية ابناء هذا الجيل , و هي شخصية معتزة بنفسها و فخورة بما حققته من انجازات و نقلة سريعة في كافة المجالات , لذلك نجد أبناء هذه الأجيال دائم التحسر على كويت الماضي أمام الواقع الحالي – التعيس – للبلاد
.
.
فجيل العشرينات و الثلاثينات يفتخرون بالكفاح و التعب حتى حققوا الاستقلال و تأسيس الدولة , و جيل الأربعينات و الخمسينات يفتخرون بما حققوه من طفرة اقتصادية و ثقافية من خلال التعليم و الانفتاح على العالم , أما جيل الستينات فهو وجه الخير الذي عاش أبناءه أفضل فترات الكوت من الاستقلال الى الازدهار في كافة المجالات الاقتصادية و الثقافية و الفنية و الرياضية , أما جيل السبعينات و الثمانينات فلا زالوا يفتخرون بذكريات الطفولة المُزينة بأهداف الدخيل و مسرحيات الثنائي عبدالحسين و سعد
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا , هل لكل ما سبق نصيب في ذاكرة جيل التسعينات و بداية الألفية الثانية ؟ هل لكويت النهضة علاقة بـ جيل ما بعد الغزو ؟ هل سيتحسر هذا الجيل على أهداف الدخيل و الوصول الى كأس العالم الذي لم يعاصروه؟ و هل ستتألم قلوبهم على كويت الانفتاح و هُم من فتحوا أعينهم على مطويات عذاب القبر و الانتقام من الغرب الكافر؟
.
.
أنا شخصيا أعتقد بأن كل جيل ابن لأحداث مرحلته و انعكاساتها , فجيلنا كثير التحسر لأنه لسوء – أو حُسن – الحظ عاصر تبعات ذروة النهضة في الكويت من الستينات الى نهاية السبعينات , أما أجيال ما بعد الغزو فهم أبناء لكويت مختلفة , كويت الفساد و التقهقر , كويت باهته ليس لها لون و لا رائحة , تتغطى بالنقاب خجلا من انكشاف قبحها و فشلها عند مقارنة تخلفها بنهضة دول الجوار , و لحُسن – أو سوء – الحظ فلن يتحسر هذا الجيل على هذه الكويت , فهو وجدها في القاع و أي تقدم بسيط سيكون ايجابي جدا بالنسبة له
.
لذلك فإن نصيحتي لأبناء جيلي بالتخفيف من التحسر و التذمر و مقارنة ما نعيشه الآن بالماضي الجميل فالمسألة كانت مسألة توقيت فقط , و لو تأخر مولدنا عشرين سنة لما وجدنا ما نتحسر عليه غير المركز القبل الأخير في كأس الخليج و مسلسلات نفخ الخدود و الشفايف , الحمدلله على كل حال

24 comments:

Q8PEN said...

رائع ..
فعلاً كلام يلامس كبد الحقيقة ..
ولضرب أبسط أبسط الأمثلة انظر الى شعور من عاصر الغزو العراقي ممن لم يكن مولوداً أو واعياً حينها ..
ستجد الكثير من الاختلاف .. انا عن نفسي سألت الكثير من الجيلين فكانت فعلا اجابات مختلفه .. خاصة لمن رابط بالكويت اثناء الازمه ..
وانا اقرأ البوست .. تذكرت احد مواليد الخمسينات في احد مجالس العائلة وهو يسهب في انجاز الكويت بالفوز على ايران بكأس آسيا المضحك انه آخر انسان بالكون يهتم بالرياضه .. لكنه عاش بالزمن الجميل كما قلت
ابدعت !!

Anonymous said...

تقرير مميز جدا وذكي
وقراءة جديدة للواقع الكويتي بصورة مختلفة، تلامس الحقيقة، وفعلا دائما أفكر وغيري بهذه الطريقة، ونتحسر طبعا
وإن بدأت أخيرا أنظر للأمور بشكل مختلف، كي أستطيع الآستمرار بالحياة، وإلا بنموت قهر من الوضع السيئ اللي عايشين فيه، وربما تقريرك راح يساهم في التخيف من وطأة الواقع.
فقط ملاحظتي، لماذا ربطت الوضع بأمثلة رياضية، مع وجود أمثلة في كل المجالات
عموما، good luck
تحياتي
عبدالله

الأستاذ مزيكا said...

لام
فعلا كلام واقعي
بس عندنا دائما نتهم فئة من الشعب بذلك حجة الضعفاء وذلك عندما ترد عليه وتقول هذه الفئة لاتجدها مثلا بالفن يعني الخراب منكم وفيكم هم مايقتنع

لاتتحسر على الماضي وهذا عموما تجده حتى عند اللبنانيين والمصريين كما نحن الكويتيين لان اعتقد هذه الدول الثلاث كانت لها الرياده بالدول العربيه
دمت بود

Shurouq said...

صح، التوقيت عامل مهم

التحسر والمقارنة الغرض منهم أحيانا هو توضيح ما قد يخفى على الأجيال الجديدة، على أمل أن تلهمهم صورة الكويت اللي وعينا احنا عليها وتساعدهم في تشكيل كويت المستقبل

بس حاضر، راح نخفف تحسر

may said...

هل في نسخة مترجمة من الكتاب؟

عادل الكويتي said...

نحن نعيش فى عصر الحسرة

Safeed said...

من يتسبب بالاختراع، التوقيت؟ أم الشخص وعقليته؟
التوقيت مهمته صنع الظروف الموائمة، أما العقلية والشخصية فهي التي تستغل هذه الظروف وتصنع الاختراع
النفط كمثال .. في أيام الحرب الصليبية يذكر المؤرخون بأن النفط كان يخرج من أرض العراق دون أن يكلفوا انفسهم عناء التعب ولكنهم احتاروا بهذه المادة السوداء اللزجة فاعتقدوا انها تفيد في العلاج الطبي! لم يعرفوا قدرها الا بالقرن الماضي

كانت امامهم لقرون، لكن فقدان العقلية القادرة على الاستغلال والاكتشاف هو الذي أخرهم

بيل غيتس لو ولد بعد خمس سنوات لاخترع الكمبيوتر بعد سنوات .. الكمبيوتر ليس (اختراعا) ينتظر على راس العاير ليصل له الانسان، ولكنه (اختراع) من صنع الانسان

لكن على الضفة الأخرى، القراءة الاجتماعية لهذه النظرية صحيحة جدا
الدول (حقب ومراحل) تتغير بتغير الظروف حولها

في مثال أوضح، إذا كان توافر المادة ولله الحمد لازال يغطي على عيوب كثيرة في الكويت

فهناك مثال افضل، مصر .. مصر الملكية ومصر عبد الناصر .. ومصر مبارك حاليا

مو فقط اسلوب الحياة، النفوس تغيرت، القيم الاجتماعية تبدلت ... صار المصري القديم يعيش حالة اغتراب وسط المصريين الجدد

وشوي شوي احنا قاعدين ندخل حالة الاغتراب .. لأننا سرنا على خط في بداية حياتنا وفجأة هذا الخط انحدر إلى مستويات رهيبة

شكرا

بـنـت بـطنـهـا said...

للتوقيت تاثير كبير ولكن ليس على الظروف المحيطة .. الظروف لا تختار توقيتا لتنشأ .. فالأزمة على سبيل المثال ايا كان نوعها قد تأتي بشكل تدريجي او بشكل مفاجيء .. مشكلتنا اننا لم نعتاد على إدارة الازمات ايا كانت.
وان كنت اثرت فضولي تجاه الكتاب إلا انني لا اتمنى لو ولدت قبل عشرين سنة فبعد قراءتي لهذه الجملة قلت في قلبي " لماذا .. انا لم امت .. ولازلت على قيد الحياة ولربما تنقلب كل هذه الامور الى الافضل "

لا اخفيك ما اشعر به بين الحين والآخر حزن واحباط وقلق ولكن يبقى الأمل هو مخرجنا الوحيد

دمت بود

Anonymous said...

فأذن تؤمن .. إن الأحداث صايرة صايرة بوقتها, و الأشخاص ما هم سوا وسيلة لإحداثها
اما اختفائهم فلا يؤثر على النتيجة.. لأنه غيره بداله

-mate said...

The post is amazingly up to time, very well compared from what you have read from the book and description in the ststus quo .. I aslo admire Malcom Gladwell as I read the tipping point .. Good job knocked knocking :P
From my bb smartphone

الحوري said...

الحين آنا مواليد سنة ١٩٧٠
ويوم صار عمري ١٠ سنين صارت حرب العراق وايران
وعشنا طول فترةالثمانينات انشوف بالتلفزيون القناة الاولى والثانيه وقناة العراق
ويوم خلصت الحرب وتونا شامين العافيه وتوني امطلع اجازه قياده ومتخرج من الثانويه وداش لجامعه
صار الغزو

بالله اي طفره عشتها كوني من جيل السبعينات

error said...

right, i remember flom's story as for his misfortune and jewish heritage went into scrappy less prestigious merger and acquisition, in his time, which later on, turns out to be a great successful industry.

generally i like the 10000 hour rule. its very true, your shitty writing style has really improved, you started to write shorter, more interesting posts, with less words, and i started to enjoy reading them.

i think my generation is a hybrid generation, or a turning point for both generations.

what is unique, and in greater masses, my generation are more likely to defend their rights, thus willing to publicly demonstrate. i think older 60s or so generation, are more reluctant to do so and therefore were hugely neglected by authorities.

as for future generations, an apatite for lawlessness is present.

catastrophic future lies ahead.

استذئبوا قبل أن تأكلكم الذئاب said...

رائع

EXzombie said...

انا معارض للفكرة

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام

في البداية انا انصح الجميع بقراءة الكتاب , فهو ممتع جدا و مفيد

بو ايمن
انا شخصيا عشت الثمانينات و اذكرها الا اني احدد اسعد ايام حياتي في يومين , يوم التحرير و يوم فزنا بكاس الخليج 96 بعمان

معبوج
اتفق معك بأن الامثلة في المثير من المجالات لكن اختصرتها بالفن و الرياضة لأن الكل يفهم لغتهم و يلاحظهم , اما المجال السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي فسيضطرني للاطالة الغير متاحة في هذه المساحة

الوسمي
التحسر على الماضي طبيعة بشرية ازلية و لك في بعض النصوص السومرية و الفرعونية خير برهان على ذلك

شروقة
شكرا

مي
للأسف ما طحت على نسخة عربية من كتب جلادويل , لكني مع نشاط حركة الترجمة اعتقد اننا سنرى ترجمة لجميع كتبه في القريب العاجل , خصوصا مع وجود مؤسسة جرير و البابطين و ابو ظبي و بن مكتوم للثقافة

الكاتب عنده اربع كتب

عادل
الأمل موجود

سفيد
ممتاز و اتفق معك في اثارة نقطة من اللي يخترع الانسان او الظروف الزمنية
اعتقد شخصيا ان العملية ففتي ففتي يعني عبقري في المكان و الزمان الخطأ لن يحقق الانجازات نفسها لعبقري من نفس المستوى و لكن يعيش في بيئة و زمن يساعد على الاختراع

و لك في احمد زويل و مئات العباقرة الآخرين خير مثال

شكرا

بنت بطنها
بالطبع نحن لا نتوقع ان يتمنى شخص ان يعيش في غير زمانه , فنحن ابناء زماننا و زماننا ابن لنا

و المفكر في العادة يجد ما يشغل به عقله و جهده في اي زمان و مكان , فكل زمان له مميزاته و عيوبه , و الجميل في زماننا أن حواجز الجغرافيا و انتقال المعلومات شبه معدومة , فمن الممكن ان اعيش بالكويت و لكني اعمل في امريكا عبر الانترنت و العكس صحيح

مثال جيد على ذلك الدكتور عيسى العيسى , الرجل يمارس عمله اليومي في عيادته بالكويت و لكن له تجارة انترنتية تستهدف ناس عايشين في امريكا

ورق مخطط
تقريبا , يعني محد ينكر غبقرية نيوتن , لكن اعتقد بأن اكتشاف الجاذبية الارضية كانت ستكون مسألة وقت في حالة عدم وجوده

هناك كثير من الاختراعات التي يكتشفها شخصين في مكانين مختلفين من العالم و في نفس الوقت تقريبا

ميت
البي بي اختراع بن حرام

متفائل
ياخي مو ذنبي انك طالع بأسرة سياسية نكدت عليك عيشتك بالثمانينات و السبعينات

يعني ما مر عليك وصول الكويت كاس العالم ؟
ما مر عليك فوز الكويت بكاس آسيا
فوزنا بكاس الخليج؟
قمة العطاء المسرحي و الفني و الموسيقي ؟

و مهمى كان سوء تلك الفترة فلا تنكر ان مرحلة بعد الغزو اسوا بكثير

ئرور
مشكور عالـ شتي كومنت

و اتفق معك
جيل ال60 دلوع و لكن لاحظ انهم جاؤوا مع الخير و الدلع و قد يكون الامر فيه ردة فعل على الجيل السابق لهم و اللي كان نشيط سياسيا بالمظاهرات و غيرها

اما الجيل القادم فاتفق معك ايضا

استأذبوا
مشكور

اكزومبي
مو مهم
:P

thanks all

Musaed said...

هالمقال ضروري ينشر بالجرايد

Unknown said...

الحين كل هالبوست عشان تنتقد عذاب القبر والمطويات السنية؟

طيّح الله حظك يا طائفي

someone_q8 said...

السلام عليكم
اخوي بوسلمى اذا ما تتحلم سواء كنت من جيل العشرينات ولا الثلاثينات ولا قبل الغزو او بعد الغزو ماتصير كويتي
على كثر ما نتكلم ما انطبق ربع هالكلام

Temetwir said...

salam,
bill gates o sheleta mn steve jobs to even sergey brin all owe their success and billions to 3ammhom el3ood dr robert noyce.. hence, in essence, noyce was the man who was born at the right time

based on that, and as far as Kuwait is concerned, i am CERTAIN that you bo salma are following dr qanim elnajar's articles in aljarida.. and i think he has proved for once and for all that despite the fact that elmar7om sh. 3abdala elsalem was a very "eccentric soba7i", his actions were more guided by his surroundings than his intuition.. hence, in essence, it was a series of unfortunate events that has led kuwait start its journey into supposed institutional/civilization

yet still, this is all in hindsight, so it is not surprising to sum up a whole era, a decade, a year, a month, a week, even a day, by a single event
when that simply CANNOT be the case.. for example, currently, 3endek salfetain laa thaaleth lahoma shaghleen eldeera: bai3at hawatif, o chaikat ra'es elwozara..
whichever has the more "effect" in the upcoming weeks will sum up, at least, november 2009.. when that cannot be true, because by the same token, one can argue that foz nady elkwait eb (madry sheno?) as being the highlight and thus portray it as an achievement

ya3ne elzebda..
life as it is lived is not as it will be perceived and illustrated in the future history pages..
thus, self-pity is just a loser's way of claiming s/he wudve been a winner had the circumstances aided him/her

ocean said...

شنو علاقة الصورتين بالموضوع؟؟؟
بصراحة!!!!! i didnt get it?
please explain?

alala said...

كلام جميل !!!

انا مواليد آخر السبيعينات

عشت العصر الذهبي للكرة و تابعت الفن الجميل و شفت النهضة في بلدي

و حاليا اعيش النكسة و الحسرة في جميع المجالات و اهمها "الكويتي" كشخص اصبح في الركب الاخير فكريا و ثقافيا

و "الكويت" كبلد تمحو آثار الماضي قدر المستطاع حتى من لم يعش تلك الفترة لا يجد ما يدل على وجودها/حدوثها

كلامك له جوانب منطقية!!!

Sami said...

لو بس منولد قبل خمس سنوات ...جان الحين بحسابي واحد يمه تسع ارقام

مـغـاتيــــــــــــر said...

صاج :-(

[MaDry-Shakw~] said...

Klaam chbeer ;p