Saturday, August 07, 2010

مقال . . إلى الأرض - 3

بسم الله الرحمن الرحيم
.
فـ اخلع نعليك إنك بالوادِ المقدس طُوى
.
سورة طه

.
تتشارك الكثير من الأديان في إطلاق صفة القدسية على بُقعة معينة من الأرض , و عند بحثي عن سبب قدسية هذه البُقع على وجه الخصوص وجدت أنها تعود الى خصوبة هذه الأرض و جُود باطنها في إحتضان مسببات العيش الكريم لمن يسكن عليها , و بطبيعة معطيات الحياة القديمة كانت الصلاحية الزراعية هي السبب الأصيل لـ قدسية الأرض , أما أرض الكويت , فهي مقدسة لسبب آخر , و هو إحتضان باطنها لـلنفط , أهم سلعة في المئة سنة الأخيرة على سطح كوكب الأرض , لذلك , أرجو أن يسمح لي القاريء بـ إطلاق صفة القدسية على أرضي و مخاطبتها بـ إسم أرضي المقدسة
.
الى أرضي المقدسة , أرض الكويت
.
تقبلي مني التحية و الإجلال , أعلم يا عزيزتي بأنك تتسائلين عن سبب مخاطبتي إياك في هذا المقال , و الحقيقة هي أني لم أجد من هو أقرب منك إلَيّ , فأنت تفهمينني و تُعينينني على فهمك , يا أرضي الجميلة أنتِ الشاهدة الصادقة على هذا العصر , فأنتِ خير من يعلم ما جرى على سطحك , و كم تم إستنزاف باطنك , و لا يخفى عليك أن أحشاءِك قد تكون في طريقها نحو الجفاف , فالنفط لن يدوم الى الأبد , و الحاجة اليه لن تستمر الى الألفية الثالثة , هذا هو حال الزمن , فـ لكل زمان دولة , و لكل دولة رجال , و لكل رجال رزقهم , و نحن عاجزون عن تجديد مصادر أرزاقنا
.
أيتها الأرض المقدسة
.
نحن نحمدك و نشكر أفضالك , فقد أوفَيتي و أكفَيتي , و كل ما يُقلقني هنا هو مصيري و مصيرك , هل ستتمسك ذُريّتي بك كما تمسك الأجداد بـ تُرابك ؟ هل سـ تُقاومين قوانين الطبيعة و تُخرجين من باطنك ثروة أخرى تُجبرهُم على التعلق بأغصان سِدرتِك ؟ أم أن جفاف باطنك سـ يجُر المصائب و الويلات على من يقطُنك , و بهذا سـ يُعلنون – أو يَلعنون – موعد الرحيل منك الى غيرك , لا تحزني و لا تأسفي يا عزيزتي , فهذه سنة الحياة , و لكل حكاية نهاية , كما كان لها بداية
.
فمن أين تبدأ الرواية ؟
.
يتبع

16 comments:

le Koweit said...

بداية مشوقة..

حتى الان لا يوجد شيء اعلق عليه
ولكن أليس بدلا من شكر الأرض
علينا أن نشكر رب الأرض الذي وضع فيها النفط؟

بانتظار البقية...

ButterFlier said...

يا بو الشباب

بالقطارة ؟

اقطع الشريطه

يزاك الله خير

Mohammad Al-Yousifi said...

حقوقي
طوّل بالك

بترفلير
ليلحين ما تعودت على مسلسلات رمضان ؟ اخوي هذا موسم المط

مططها لين تقول سمع الله لمن حمده

:)

من المقال القادم نبدأ بالجد

وعد

AyyA said...

ما أدري ليش تذكرت أغنية فيروز
البيت لنا...الأرض لنا
:)
ليلحين ناطره

The Bodyguard said...

I started reading the articles, looking forward to the next one :)

aziz said...

"هل سـ تُقاومين قوانين الطبيعة و تُخرجين من باطنك ثروة أخرى تُجبرهُم على التعلق بأغصان سِدرتِك ؟"

نعم هالثروه موجودة وحاولوا يستثمرون فيها الألمان بالكويت بآخر الثمانينات لكن المشروح حاشته مشاكل والروتين الحكومي وقلة الاهتمام فية ادى إلى توقفة.

الحين الألمان شغالين عليه مع الأردن واتوقع بيبلشون عن قريب مع السعودية والإمارات. مع الاسف الكويت مالها اي دور فيه مع ان برأيي الشخصي الحين اهول الوقت المناسب ان نستثمر فيه.

Anonymous said...

حر و صوم و سلسلة مكفوخ يا رررررب الرحمة
:I

وبما إني من موريتانيا الشقيقة فلا حق لي في التعليق , فقط النظر

بنت الشاميه said...

انا صاده عن التفكير الجاد " وبوستات الوضع الكويتي "اللي تغث
لكن موضوعك سحبني للتفكير

اعتقد ان الارض الكويتيه لا ينطبق عليها تحليلك في قدسيتها
بمجرد ان ارضها نفطيه ...لو القدسيه
بثروات باطن الارض
لكانت السودان مقدسه ! وهي سلة العالم العربي
لصلاحية ارضها لجميع المنتجات الزراعيه
ومكه شرفها الله واكرمها هي اقدس بقاع الارض

والايه تقول ...انت في واد بغير ذي زرع

انت تبي تسمي ديرتك مقدسه هذا راجع لك
ولك الشكر

deeratna said...

Great intro .. Goodluck

Mohammad Al-Yousifi said...

العزيزة بنت الشامية

مفهوم القدسية الذي اتكلم عنه هنا اوسع من المفهوم الديني المعتاد

عند دراسة أغلب الأديان الأخرى ستجدين ان مفهوم قدسية الأرض مرتبط مع ما تعطيه من رزق , أي كان نوعه

و لا اعتقد ان هناك خلاف على كرم ارض الكويت بالرزق على اهلها و اللي كلنا عايشين ببركاته

القدسية مفهوم عام و ليس محدود , بمعنى قدسية مكان لا تعني بالضرورة نجاسة غيره

و بالأخير نعم , من حقي أن أُقدِّس ما أشاء , و هو حق عام للجميع

شكرا

عزيز
لن انشر تعليقك الآخر

هذه المقالة طويلة جدا و ستحتاج الى تخزين طاقتك للقادم من الأيام

شكرا

M said...

keep on posting ;)

S-Q8 said...

كنت افكر تقريبا بنفس الموضوع اليوم.. اذا خلص النفط.. و نباق اللي ينباق.. منو بيبقى و منو بيمشي؟
بس تفكيري خذاني لنواحي اجتماعية مو سياسية

basees@bloggspot.com said...

النفط إلى الألفية الثالثة؟
NO WAY
العقد الثالث نعم
الرابع يمكن
الخامس باي باي

التقديرات الرسمية من أرقام شركة البترول تسمى
Wishful thinking
If not worse

Mozart said...

شكرا مطقوق

Anonymous said...

" أم أن جفاف باطنك سـ يجُر المصائب و الويلات على من يقطُنك , و بهذا سـ يُعلنون – أو يَلعنون – موعد الرحيل منك الى غيرك
"

مطقوق

ليش فكرة اعتبار الكويت ضرع ان جف تنتفي الفائدة من وجوده؟
وليش هاجس رحيل أهل البلد عنها لا أجده الا عند الكويتيين؟

ترا سالفة ان ننتشر في أرجاء المعمورة طلبا للرزق لا يعني فناء ديرتنا وانتهاءها فلا نروج كثيرا لهالفكرة ببث قلقنا وتخوفنا من حدوثها.

جهد مشكور وبانتظار مقالاتك

Mohammad Al-Yousifi said...

عظم الله أجر الكويت بوفاة المفكر الدكتور أحمد البغدادي

للأسف لم أقرأ له الكثير لكن الصدفة جعلت كتابه عن الشيخ عبدالله السالم يقع في يدي الليلة

:(