قُضيَ الأمر , و لا مردّ لما قضاه الله
.
مبارك الصباح , بعد دفن أخويه و تلقي البيعة – المستودع و المستحضر
.
.
مبارك الصباح , بعد دفن أخويه و تلقي البيعة – المستودع و المستحضر
.

في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الدول المتقدمة قطف ثمار الثورة الصناعية مع بروز ملحوظ لقوى جديدة تُزاحم القوى العظمى القديمة في تقاسم كعكة المصادر و المصالح حول العالم , و قد كانت الولايات المتحدة الأمريكية أبرز هذه القوى الصناعية الجديدة , و من الطبيعي أن يؤدي هذا التزاحم و التغير في موازين القوى الى اضطرابات سياسية متعددة
.
ففي تلك الأثناء كانت بوادر العجز و المرض تظهر على وجه الدولة العثمانية , و في نفس الوقت برزت قوة التاج البريطاني بأسطوله البحري الفتاك , على الجانب الآخر نجد الإستعدادات التوسعية لـ ألمانيا و روسيا و فرنسا , و كأن كل منها يقوم بعملية إحماء للقادم من الأيام , ففي بداية القرن العشرين كان موعد المواجهة الحاسمة , حرب عالمية أولى ذهب ضحيتها قرابة الأربعين مليون إنسان بين قتيل و جريح و أسير و مفقود , الحرب العالمية الأولى التي أعادت صياغة موازين القوى العالمية و رَقَعَت نقاط الهيمنة الإستعمارية فوق الحروف السياسية
.
أما في الكويت , فقد كانت المدينة على موعد مع مرحلة تاريخية جديدة , مرحلة صراعات و إضطرابات سـ تُنسيها هدوء الأيام السابقة , ففي صباح يوم الثامن من مايو 1896 قام الشيخ مبارك بن صباح – الحاكم السابع – بقتل شقيقيه الشيخ محمد – الحاكم السادس – و الشيخ جراح لـ يستولي على الحكم , و قد إختلفت الروايات في تفسير أسباب هذه الجريمة إلا أن السبب الأكثر شيوعاً هو ما يرويه الشيخ يوسف القناعي حيث يقول
.
لا أرى لها سبباً سوى الدراهم , لأن مباركا حاكم و يريد أن يظهر بمظهر حكام العرب من البذل سواء كان البذل في محله أم لا , و جراح يخالفه في ذلك , و يقتر عليه , لأنه يرى المؤسس الوحيد للمال , و لا يرى ما يراه مبارك من البذل , و محمد عليه الرحمه ينصاع لما يراه جراح
.
و عن الكيفية التي تم فيها الإغتيال يُنقل على لسان جابر بن مبارك الآتي
.
فأمرت خادمي أن يأتي بسلاحي من البيت و لما طلع الفجر خرج صباح بن محمد للمسجد و صار البيت مفتوحاً فحينئذ دخلنا البيت و الكل نيام , فأمرني الوالد ان اتوجه لجراح و توجه الوالد الى جهة محمد و وقف سالم بالباب كيلا يدخل علينا أحد و لما صعدت على سطح البيت و توجهت الى عمي جراح رأيت بابا صغيرا مغلقا بين سطحين فحركته فانفتح و دخلت عليه فاذا هو قاعد على سريره و زوجته واقفة بقربه , فصوبت عليه البندقية فلم تصدق , فتأخرت الى الخلف و امرت الفداوية فصوبوا اليه بنادقهم و هو يقول : عمك . عمك ( أي إتق الله في عمك ) ,
.
صفحات من تاريخ الكويت ص 25 إلى ص 27
.

و بغض النظر عن هذه التفاصيل ما يهمنا من هذا الباب هو نجاح الشيخ مبارك في تنصيب نفسه حاكماً على الكويت , لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن , فقد نجح أبناء القتيلين بالهرب من الكويت و التوجه الى قريبهما الثري الوجيه يوسف آل إبراهيم في منطقة الدورة و منها إنتقل الجميع الى البصرة حيث بدؤوا منها العمل المنظم لإسترداد الحكم و الإنتقام من الشيخ مبارك , أما مبارك , فقد كان يسابق الزمن للحصول على إعتراف رسمي من الدولة العثمانية به كـ حاكم للكويت خلفا لأخيه محمد الذي كان يحمل لقب قائمقام على الكويت من الدولة العثمانية
.
و من المهم هنا أن نذكر إعتماد مبارك المباشر على الشعب الكويتي في سحب الإعتراف العثماني به , فقد قامت مجاميع شعبية بالتوقيع على أكثر من رسالة الى السلطان يلحّون عليه بـ سرعة الإعتراف و تعيين الشيخ مبارك حاكما على الكويت , و من الطريف هنا أن هؤلاء كرّروا المرة تلو الأخرى بأن أرض الكويت فيها من قسوة العيش ما لا يُطاق مما يجعلهم غير متمسكين بالعيش فيها , و هذا بعض مما كُتِب
.
لولا انتظار الحكومة العلية لما أخذنا الكويت لنا وطناً و لا مسكناً حيث أنها أراض قفراء لا نخيل و لا مزارع , خالية من المصالح خيرا و أهاليها على الإطلاق بدو و سكان البلد الذين تكون بهذه الصفة ما تتحمل تعيش لأجلها فراق و مصائب من قبل الوالي المعرض المتسلط يعمل بما يشاء و غاية استرحامنا من مراحم الدولة أن تؤمنا في أوطاننا و تزيل وحشتنا بتنصيب رئيسنا الشيخ مبارك الصباح قائمقام بمحل المتوفي و إذا لم نتوفق لذلك فمهّلنا مقدار شهرين حتى نؤكد لنا وطناً آخر و نهاجر من هذه البلدة لغيرها
.
بيان الكويت ص 24
.
إلا أن تأثير يوسف الابراهيم على والي البصرة جعل الدولة العثمانية تتريث في الرد على طلب أهل الكويت , فما قام به مبارك بقتل شقيقه قائمقام الكويت قد يُعتبر تمرداُ على الدولة العلية , و ليس من المستحب هنا مكافأة المتمرد , خصوصا و أن أغلب حُكام المنطقة أدانوا هذا العمل , هكذا لم يبقى لـ مبارك إلا أن يبادر هو بإرسال الكتب للدولة العثمانية يستجدي فيها الإعتراف به من جهة , و يطالب الدولة بـ لجم والي البصرة و يوسف الإبراهيم من التحرش به و إيذائه , إلا أن الدولة العثمانية لم تستجب
.

.
لم يستسلم مبارك أمام هذا التجاهل , فقد استمر في المراسلة لـ يُذكر الدولة العثمانية بخدماته السابقة لها في نجد و حصوله على الوسام المجيدي من الدرجة الخامسة , أيضا لم يتوانى مبارك عن توقيع إسمه مسبوقا بكلمة عبدكم في رسائله , و في نفس الوقت أظهر ولائه القطعي للدولة العثمانية من خلال رفضه لتوقيع معاهدة حماية مع الإنجليز , إلا أن الدولة العثمانية كانت تعيد دراسة خياراتها في التعامل مع الكويت , فمن جهة هي لا تريد مكافأة مبارك على فعلته حتى لا يتشجع الآخرين على التمرد , و من جهة أخرى هي تُثمّن ولاء مبارك لها و عدم إستسلامه للمغريات الإنجليزية , أما الخيار الثالث و الأهم فهو الإستجابة لنداء وُلاة العراق و وضع الكويت تحت الحكم المباشر , خصوصا و أن حالة إستقلال الكويت تعتبر حالة إستثنائية , هذا ما يقوله قائد الجيش العثماني في بغداد
.
فإن الكويت مكان مهم يتوسط مركز ولاية البصرة و لواء نجد . و هي ميناء ذو أهمية كبيرة على خليج فارس . و لأمر ما , فإنها لم توضع تحت الإدارة على النحو المطلوب و بقيت في حالة إستثنائية , حتى إنه لم تكن فيها ما يشير و يؤكد حقوق السيادة و يحافظ عليها , مثل وجود موظف يتقاضى راتباً أو دائرة رسمية
.
بيان الكويت ص 53
.
و بهذا فقد أحس الشيخ مبارك بالخطر يحدق به و بأملاكه في الفاو و البصرة العثمانية , هذا ما جعله يُعجل بالإستجابة لنصيحة صديقه الشيخ عيسى – حاكم البحرين - بالتواصل مع الإنجليز و توقيع معاهدة الحماية معهم , و قد تم توقيع هذه المعاهدة في 22 يناير 1899 , حيث أنها كانت نسخة شبيهة بالإتفاقية الموقعة مع مسقط في العام 1891 , و من أهم شروط هذه الإتفاقية هو الآتي :
.
سرية الإتفاقية و عدم إعلان الطرفين عنها
.
عدم تنازل أو بيع أو رهن مبارك لأي جزء من إقليمه من دون موافقة حكومة صاحبة الجلالة
.
عدم إستقبال ممثلين من القوى الأخرى
.
إلتزام بريطانيا بالدفاع عن الكويت و مساندتها في الأزمات
.
وعد شفوي من المسؤولين البريطانيين بمتابعة موضوع أملاك الشيخ مبارك في البصرة
.
بيان الكويت ص 83
.
و بهذا تمكنت بريطانيا من قطع الطريق أمام الألمان و الروس و الفرنسيين و العثمانيين من الإستفادة من الكويت و موقعها الإستراتيجي لتنفيذ مشاريعهم الحيوية , و هكذا توالت الأحداث التي أشعرت أجهزة الدولة العثمانية بعدم الإرتياح إتجاه تصرفات الشيخ مبارك , خصوصا بعد رفضه تعيين مسؤول تركي لإدارة ميناء الكويت , لذلك , قررت الدولة العلية قمع تمرد الشيخ مبارك و تأديبه بـ خطوتين , الخطوة الأولى هي إفهامه بأن ما يقوم به يعتبر خيانة للإسلام بشكل عام , و الخلافة السنية بشكل خاص , يظهر ذلك من محضر المجلس المخصوص لرئيس الوزراء حيث يقول
.
أنه بإرسال واحد من المشار إليهما الى مبارك الصباح و إفهامه بلغة مناسبة أن الحيلولة دون تحقيق الأطماع الأجنبية في الكويت , و ما تورثه هذه الأطماع من الأضرار الكبيرة على مصالح الدولة و مصالح المسلمين , يتوقف على وحدة أهل الإسلام الذين يشعرون بالرابطة الدينية القوية تجاه مقام الخلافة العظمى فيما يتعلق بأمور الدين و الدولة , و إبراز الحمية الدينية الإسلامية
.
بيان الكويت ص 102
.
أما الخطوة الثانية فهي إعطاء الضوء الأخضر لأعداء الشيخ مبارك – بن رشيد , الإبراهيم , آل ثاني - في الهجوم على الكويت , و هذا ما سـ يفسح المجال أمام السلطات العثمانية للتدخل لفض النزاع و السيطرة الكاملة على الكويت
.
بيان الكويت ص 88 و 92
.

هكذا بدأت أنباء هذا التحالف بإزعاج الشيخ مبارك الذي بادر بجمع أكبر عدد ممكن من الحلفاء إستعدادا لهذه المواجهة , و قد تكوّن فريق الشيخ مبارك من عبدالرحمن آل سعود , قبيلة مطير , قبيلة العوازم , قبيلة الرشايدة , قبيلة العجمان , قبيلة بنو هاجر , قبيلة بنو خالد , و الشيخ سعدون المنتفق – و آخرين حسب بعض المصادر - حتى أنهم وصلوا الى 59 ألف مقاتل , و قد بدأ الشيخ مبارك بتقسيم الجيش الى وحدات أرسل كل منها الى جهة , فعبدالعزيز آل سعود الى الرياض و آخرين الى نجد و القصيم , و بالرغم من أن الأمور سارت لمصلحة جيش مبارك في البداية إلا أن بقاء الحال من المحال , ففي صباح يوم 17 مارس 1901 تواجه الجيشان في منطقة الصريف بالقرب من بريدة , و قد إنتهت المعركة بهزيمة نكراء لمعسكر الشيخ مبارك , و قد قُتِل فيها أخيه الشيخ حمود بن صباح و ابن أخيه الشيخ خليفة بن عبدالله , و في وصف أحداث هذه الفجيعة يذكر لنا يوسف القناعي التالي
.
أما جند مبارك فإنهم , لما بدت لهم طلائع خيل ابن رشيد استبشروا بها لأنهم يعتقدون أن النصر لا محالة لهم لكثرتهم , فأخذوا يركضون لملاقاة العدو بلا نظام و لا تدبير . و لما التقى الجمعان غارت الخيل من جند مبارك من بدو و حضر , فردت على أعقابها , ثم جاءت أخرى من الجناح الآخر فكسرت , أما الحضر من أهل الكويت فإنهم لما ساق ابن رشيد عليهم المسيوق ردوه خاسراً . فأخذ الأمير ابن رشيد مع عمدة قومه يردون المسيوق الى الحضر الكويتي , و لما تبين لابن رشيد أن بدو مبارك انهزموا جميعهم و لم يبق إلا الحضر أمر خيله أن تحيط بهم , فصار حضر الكويت بالوسط يرمون من الأمام و من الخلف . و انهزم مبارك مع المنهزمين و ترك الحضر يجاهدون حتى قُضيَ عليهم بالإنكسار و التشتت
.
صفحات من تاريخ الكويت ص32
.
و في الوقت الذي شهدت فيه القوى المحلية تنافس و حروب متفرقة كان هناك تنافس آخر يدور بين القوى العظمى في المنطقة , فقد كان الإنجليز يتابعون الأحداث المحلية عن كثب و يعيدون تقييم توازنات القوى المحلية و إمكانية جذب ابن رشيد للتعاقد معهم , و مدى تأثير إتفاق من هذا النوع على علاقتهم بـ مبارك , أما الأتراك , فقد كانوا يشعرون بالإختناق من هذه التحركات البريطانية , هذا ما دفعهم للتفكير جدياً في غزو الكويت و فرض الوصاية القسرية عليها , إلا أنهم حاولوا جس نبض الإنجليز أولا بإرسال سفينة حربية الى شواطيء الكويت لتتم المواجهة الأولى مع قبطان البارجة الإنجليزية , و هذا ما يقوله قائد بحرية البصرة عن هذه المواجهة
.
لدى وصول السفينة زحاف الى الكويت جاء على الفور قبطان البارجة الإنجليزية بحجة الزيارة و أدلى بالتصريح التالي : لقد وضعت دولة إنجلترا الشيخ مبارك في حمايتها , و قام قنصل بو شهر بإعطاء معلومات لحكومتكم . إذا حاولتم إنزال العساكر و المهمات و غيرها إلى البر أو انزلتم العساكر من السفينة إلى السنابيك فسأحارب , إننا مدينون لمبارك بالحماية . ليس هدفنا هو رفع الراية في الكويت , بل الحماية , إنها أوامر و تعليمات تلقيناها . أنا هنا بصفة مأمور , فإذا حدث أي شيء فإنني سأحارب , و إذا ظهر أي شيء يخالف الأوامر و التعليمات فسأحارب. لدي أمر بالقتال إذا أنزلتم السلاح أو الذخائر أو البنادق الى البر
.
بيان الكويت ص 154
.
لم تتقبل السلطات العثمانية هذه الصفعة من مبارك , فكان ردها على الإنجليز شرسا حيث أوضحت لهم بأن الكويت جزء لا يتجزأ من الدولة العلية , و أن معاهدتهم مع مبارك باطلة حيث أن مبارك قائمقام تابع لهم , و لو أرادوا أن يلتزموا بمعاهدتهم معه فهي تعني حماية شخص الشيخ مبارك فقط , أما أرض الكويت فهي تابعة للدولة العلية , و أمام هذا الإصرار العثماني قرر الإنجليز تهدأة الوضع و قرروا عقد إتفاق مع العثمانيين يهدف الى إبقاء الوضع على ما هو عليه و عدم إقدام أي من الدولتين على التدخل في الشؤون الخاصة للكويت و فرض السيطرة عليها
.
بالطبع لم تصدق نوايا الطرفين في هذا الإتفاق , فلكل منها مصالح خاصة لا تحتمل الإنتظار , فالدولة العثمانية قلقة من إنتقال عدوى مبارك و إتفاقيته الثنائية الى بقية حكام الخليج , لذلك كان قادتها المحليين يتعطشون للإنتقام من مبارك , و نخص منهم الفريق مصطفى نوري باشا , الذي وضع خطة متكاملة لغزو الكويت نذكر منها هذه الفقرة
.
إمكانية تخليص بلدة الكويت من يد الدساس مبارك الصباح بسوق العساكر السلطانية , و عدم وجود أي احتمال بمقابلة الأهالي و القبائل العساكر السلطانية بالسلاح , و حتى لو كان احتمال حملهم السلاح لا يزيد عن خمسة في المائة , فإن المأمول من خمسة و تسعين منهم ان يقبلوا بالطاعة و يستسلموا فوراً . و مع ذلك فمن الممكن أن يبدي أهالي الكويت بعض الدعم لمبارك الصباح خوفاً منه , فسيكون دفاعا لا أمل منه , كما أن الأهالي في الأصل يكرهون مبارك الصباح لظلمه و حقده كما يكرهون أن يسلم وطنهم للأجنبي دون سبب
.
بيان الكويت ص 184
.

و هكذا قررت حكومة الدولة العلية وضع مبارك أمام الأمر الواقع فطلبت من والي البصرة فعل الآتي
.
بأمر السلطان , أبلغ نقيب البصرة كي يحاول إقناع الشيخ مبارك بأن يتصرف كما يتصرف سادة و حكام تلك المناطق , و على الشيخ مبارك إما الحضور الى القسطنطينية للانضمام إلى بلاط و ديوان الحكومة أو الموافقة على الاستقرار في موقع بالقرب منا حيث نضمن له الأمن و العيش الكريم
.
بيان الكويت 186
.
حاول الشيخ مبارك المماطلة في الرد على هذا الأمر من خلال طلب مهلة ثلاثة أيام للتفكير و التشاور مع شعبه , و في نفس الوقت قام بمراسلة الإنجليز طالباً منهم الحماية من كيد الأتراك أو اضطراره لمصالحة الدولة العثمانية و النزول على أمر السلطان , فرد الإنجليز عليه و نصحوه بعدم الرد على طلب الدولة العلية و قاموا هم بالرد على الأتراك بإعتبار هذا الأمر مخالف لإتفاقيتهم السابقة بإبقاء الأمر على ما هو عليه , و من هنا بدأت المباحثات الأنجلو عثمانية حول الكويت من جديد , و من خلال هذه المباحثات طغت مصالح الدول العظمى على مصلحة الشيخ مبارك , فقد طرح الإنجليز فكرة الإعتراف بأحقية الدولة العثمانية بالكويت مقابل الحصول على حصة من المشاريع المُزمع إقامتها في المنطقة
.
لاحظ الشيخ مبارك هذا البرود و عدم الإكتراث من الجانب الإنجليزي و قد عاتبهم على ذلك في كثير من المراسلات , و هذا ما جعله يتبنى سياسة جديدة و هي التلاعب على موازين القوى العالمية من خلال إثارة حفيظة كل دولة على الأخرى , فعند الحاجة الى الإنجليز كان يتعمد إظهار الود إتجاه الأتراك ليسارع الإنجليز في تلبية مطالبه حتى يعود الى جانبهم من جديد , و هكذا كان يفعل مع الأتراك من خلال التقرب الى الإنجليز , بل أنه في بعض الأحيان أثار حفيظة الدولتين برفع شعار الدولة الفارسية على قصره , و هذا ما جعل الإنجليز يطالبونه برفع علمهم أيضا , إستمر الشيخ مبارك في هذه الألاعيب السياسية حتى تمكن من حل الجزء الأكبر من مشاكله , ففي العام 1903 تمت تسوية الخلافات المالية و السياسية بينه و بين أبناء شقيقيه محمد و جراح , و في 1905 ساهم في الإتفاق بين آل سعود و الدولة العثمانية , و في العام 1907 إنتهت آخر مشاكل الشيخ مبارك بوفاة الأمير بن رشيد , و هكذا عاش الشيخ مبارك بهدوء نِسبي حتى وفاته في العام 1915 و انتقل الحكم الى ابنه الأكبر الشيخ جابر بن مبارك
.
بيان الكويت ص 325 و 326
.
و بهذا فارقت الكويت ذلك الرجل القوي الصاخب , إلا أن الأحداث الصاخبة لم تفارقها من بعده
.
يتبع
و بهذا فارقت الكويت ذلك الرجل القوي الصاخب , إلا أن الأحداث الصاخبة لم تفارقها من بعده
.
يتبع
11 comments:
جميل
سرد معمق "للمهمل الذكر" من تاريخنا
أحيانا، تقود المقدمات إلى فهم النهايات
وتبدو "يابسة" النهاية كأنها تأخذ ملامحها
بما يُفهم من هذا السرد
interesting!
very interesting!
جانب مهمل من تاريخنا
بعضه اعرفه
وبعضه اقرأه للمرة الاولى
جميل :)
قواك الله
كلاااام كبييييييير
والياي اكبر وانا ناطر الكبييييييييييييييييره
الله يعطيك العافيه
متابع وبشغف
lol
ممتاز
هذي أقصر وحدة من اللي ياي
ترقبوا
:)
beautiful and smooth way in telling the facts.
we are more attached now in the rest :)
Very interesting facts of history to know.
متابع باهتمام وشغف
مشكور عزيزي على الجهد الحلو
تحياتي
Post a Comment