Saturday, July 19, 2014

طاخ طيخ 9


اعتدت أن آتي في مثل هذا اليوم من الأعوام السابقة للاعتذار عن الانقطاع عن التدوين أولاً، وتقديم الوعود بالانتهاء من إصدار كتابي خلال السنة اللاحقة ثانياً، وكنت في العادة أتخلف عن الوفاء بهذا الوعد لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا.

لكني اليوم، آتي هنا وأنا مكلل بعلامات النصر المؤزر بسبب تمكني من الوفاء بوعودي أخيراً، فقد أصدرت كتابي الأول في الشهر العاشر من 2013، ولله الحمد، نفدت طبعته الأولى من الناشر، وبدأت قبل أيام في الإعداد لإصدار الطبعة الثانية.

الكتاب مكون من ثلاثة مجلدات (أو أجزاء) يتناول كل منها فترة مختلفة من تاريخ الكويت السياسي، فالجزء الأول، عنوانه الكويت: من النشأة إلى الاستقلال.


وهو يتناول تاريخ الكويت منذ وصول "العتوب" (آل صباح) إليها إلى استقلالها عن المملكة المتحدة في 1961.

أما الجزء الثاني، فعنوانه الكويت: من الدستور إلى الاحتلال.


وهو يتناول تاريخ الكويت منذ انتخاب "المجلس التأسيسي" وتشكيل "لجنة الدستور" إلى أحداث الاحتلال العراقي للكويت وتحريرها في العام 1991.

أما الجزء الثالث، فعنوانه الكويت: من التحرير إلى الاختلال.


وهو يتناول تاريخ الكويت السياسي في مرحلة ما بعد تحرير البلاد من الاحتلال العراقي إلى انتخابات مجلس الأمة الحالي في أغسطس 2013.

ويتميز الكتاب عن غيره من كتب تاريخ الكويت بالكثير من المميزات، أهمها الفترة الزمنية التي يغطيها، فأغلب كتب تاريخ الكويت السياسي تناولت فترات محددة، أو عهد حاكم محدد، لكن لم يغط أي منها الفترة الممتدة من 1701م إلى 2013م.

أيضاً يتميز الكتاب باتباعه منهج "التسلسل التاريخي" للأحداث بدلاً من "التسلسل الموضوعي" وهو الدارج في أغلب الكتب التاريخية، وتساهم هذه الآلية بشكل كبير في فهم القارئ للحدث التاريخي بأبعاده الشاملة وفق آلية "الفعل ورد الفعل".

أما الميزة الأخيرة التي سأذكرها هنا، فهي اهتمام الكتاب بالأحداث العالمية والإقليمية التي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على المشهد المحلي، وتعمدت القيام بذلك كي يتمتع القارئ بفهم أعمق للأحداث المحلية ويرى ارتباطاتها الخارجية.

هذا فيما يخص الكتاب، أما فيما يخص المدونة، فهي ستظل بيتي الأول، وملجئي الأقرب للتعبير عن آرائي وأفكاري حول المستحدثات اليومية، أزورها بشكل دائم للبكاء على حوائطها، والبحث بين دهاليزها عن أفكار يقينية لم تصمد أمام التجربة، وعن قراء متفاعلون سرق حماسهم منا "تويتر"، وعن أصدقاء أصبحوا خصوم، وعن رموز فقدوا قداستهم، وعن نوايا صادقة لوثتها المصالح، وعن طموحات ومشاريع شاب عشريني عرقلها الاقتراب من الأربعين.

هنا آتي باستمرار.. للاطلاع كثيراً.. وللكتابة قليلاً، فـ وقوفي أمام هذه المدونة يسيل من عيني دمعة، ويرسم على شفتي ابتسامة، ويفرقع في عقلي فكرة، ويشحذ في يدي هِمة، ويجعلني أطمح دائماً إلى تكرار التجربة، فكما أصبحت سلسلة "مقال إلى الأرض" كتاباً من ثلاثة أجزاء، قد تتحول مقالات أخرى إلى كتب أخرى..

هو العيد التاسع لميلاد "طاخ طيخ"، فكل عام وهي وأنتم بخير.

محمد اليوسفي

No comments: