.
فبداية القصة كانت زواج مبكر ساهم فيه كلا الزوجين بتعاسة الآخر , الا أن ثقافة هذا المجتمع تقدس مقولة الرجّال شايل عيبه , لذلك يتمكن الرجل – السيء حسب كلام الزوجة – من ترقيع تعاسته الحالية بالزواج من أخرى , أما هي و بالرغم من سنها الصغيرة و أمومتها لطفلين صغيرين – و حملها بالثالث
و نظرتي الكلية تبحث في مجموعة العِلل المتعلقة بهذا الزواج , فهل ثقافتنا تسمح لنا بتزويج البنت في سن مبكرة ؟ و هل تستوجب بروتوكولات ما قبل الزواج عندنا تعارف الزوجين بالشكل المطلوب ؟ و هل نحرص في العادة على اطمئنان الفتاة لعريس المستقبل و موافقتها الفعلية عليه ؟ أم أن الكثير منهن يتزوجن بسبب أبوي عطاه كلمة ؟ و هل مجتمعنا يفرض على الزوج احترام الزوجة ؟ أو حتى يملك المقومات التي تساعد الزوج على احترام الزوجة ؟ دورات , كتب , وسائل اعلامية تعلم الزوج كيف يتعامل مع المرأة ؟ أم أننا نتزوج و نتعامل مع زوجاتنا و نربي أبناءنا اعتمادا على عاداتنا و تقاليدنا ؟
.
.
و بعد انتصار الذكورة في الجولة الأولى نأتي الى الجولة الثانية , انتقام المرأة , المرأة الذكية تنتقم بدموعها و كيدها , أما المرأة الغبية و اليائسة فتنتقم بطريقة الأرض المحروقة – أو الخيمة المحروقة في هذه الحالة – فهي تعترف بأنها اجتهدت في البحث عن عدة وسائل للانتقام , و بسبب سيطرة الجهل و تدني مستواها العلمي و الثقافي كانت خياراتها تبدأ بعمل سحر تخفيه تحت الكوشة و تنتهي بـ بُطُل بانزين تحرق فيه طرف الخيمة , لكن القدر يُصر على أن يُرينا وجهه الأبشع فيجعل هذه الجاهلة تفضل خيار الحرق على السحر , و شبَّت النار
.
..
لتسمح لي أرواح من كان في تلك الخيمة بالتحدث عنهم , لكن السؤال الذي يسبق شرارة النار هو لماذا خيمة ؟ و لماذا هذا النوع الرخيص من الخيام ؟ و لماذا لم يُكلف القائمين عليها باستشارة أحد عن شروط سلامة الخيمة و مخارجها قبل حبس تلك الأرواح في ذلك التنور ؟ لنقف للحظة , فهل لو تم السؤال و أتى الجواب بأن
.
" القانون لا يسمح باقامة الخيام , و ان هذا النوع الرخيص من الخيام لا يصلح , و لو أصررتم على استخدامها فالمفروض أن تتوفر مخارج كافية في الخيمة تحسبا لأي طاريء "
.
كم منا سيأخذ هذه الاستشارة على محمل الجد ؟ كم واحد منا سيتكبد عناء البحث عن صالة أفراح أو يتكلف ماديا لتأجير قاعة فندقية التزاما بالقانون ؟ و كم منا سيضرب بالقانون عرض الحائط لأن احترام القانون ليس من ثوابتنا و عاداتنا و تقاليدنا ؟ كم منا سيتوقع أسوأ الاحتمالات و يدقق في اختيار جودة الخيمة و توافر شروط السلامة فيها ؟ و كم منا سيستهين باحتمالات وقوع الأسوأ و يتجاهل شروط السلامة ؟
.
.
دون مجاملات و حب خشوم , الجواب هو أن الأغلبية مبرمجة لتتخذ نفس القرار الذي اتخذته الأسرة المنكوبة في الجهراء , فليس الآخرين أفضل منهم بشكل أو بآخر , كلنا كويتيون , نشأنا و ترعرعنا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , خصوصا في ما يتعلق بالالتزام بالقوانين التنظيمية , فنحن من نستخدم طرق ملتوية للالتفاف على نسبة البناء , و نحن من أصبحنا بالكاد نقف احتراما للاشارة الحمراء و كامرات السرعة , و نحن من نفتخر بحصولنا على وظيفة من غير دوام و عمل , و نحن من أغلب شبابنا يدخن السجائر و الشيشة من أعمار مبكرة رغم علمهم بضرره , و عندما أقول نحن فأنا أتكلم عن نحن الحكومة , و نحن المجلس , و نحن المواطنين , و نحن المقيمين بكل فئاتنا و مشاربنا
.
نعم , أسرة عرس الجهراء لم تشذ عنا بمخالفتها القانون و شروط السلامة في اقامة هذه الخيمة , فمخالفة القانون حق أصيل لكل مواطن كويتي بلا استثناء , و السؤال هنا هل من يعمل في الجهات الحكومية المعنية بالحادث مواطنون كويتيون أم أنهم جاؤوا من اليابان ؟
.
الجواب هو أن رجال وزارة البلدية و الصحة و الداخلية و الإطفاء هم أيضا مواطنون كويتيون , نشؤوا و ترعرعوا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب , فالعُرف العام يسمح لموظف البلدية بأخذ اكرامية من أجل التجاوز عن مخالفات البناء , و الجو الاعلامي و السياسي و الاجتماعي العام اختزل الاهتمام بالصحة في بقاء أو رحيل وكيل وزارة الصحة السابق و مناقصات مستشفى جابر , أما الاهتمام بنظافة المستشفيات و تنظيمها و تطوير أجهزتها الطبية و تدريب العاملين فيها فهو مهم اليوم , و لكنه لم يكن مهما في السابق , و لن يكون مهما في المستقبل , أما كفاءة رجال وزارة الداخلية و اعادة تأهيلهم لمعرفة المفهوم الحضاري لكلمة رجل شرطة فهي ليست أولوية , خصوصا و أننا استجوبنا الوزير حول أهم قضية أمنية عندنا و هي تجاوزات عقد اعلانات انتخابات 2008 و مبلغ الخمسة ملايين و ستمئة و ثلاثة و عشرين الف و ميتين و اربعة و ستين دينار
.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا نجتهد للبحث عن كبش فداء لتحمل اخفاقاتنا – المشتركة – في التعامل مع هذه الكارثة ؟ فعند العودة الى النظرة الجزئية – مايكرو - للموضوع أجد أن الجانية – بإعترافها – هي الزوجة الأولى و الضحايا هم المدعوين المنكوبين من شهداء و جرحى , أما نظرتي الكلية – ماكرو – للموضوع فهي أشد إيلاما , فما حصل ممكن أن يتكرر مرة و مرتين و ثلاثة في المستقبل , فالجاني هو جينات و عادات الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , و المجني عليه أيضا هم الكويتيين حكومة و مجلساً و شعباً , نحن الجاني و نحن المجني عليه , و في هذه الحالة لا علاج الا الكي , و لا كي قبل كي الذات , فهل نحن مستعدون لـ كي أنفسنا ؟
.
أشك في ذلك
.
رحم الله أرواح كل من رحل ضحية لهذه الكارثة و الله يشفي من الناجين منهم
.
تحية احترام و تقدير لرجال الاطفاء و وزارة الصحة و الداخلية على جهودهم و تفانيهم في التعامل مع الحدث , يعطيكم العافية
13 comments:
اخوي العزيز اضيف لك معلومه وصلتني امس
الخيمه مو من شركة افراح كانت لصاحب المنزل نفسه
الرجل يدخن و يشرب و يسكر و يدمن و يضرب و يكسر اللي جدامه و وراه و يضل رغم كل هذا شايل عيبه
الذكوره طول عمرها بتظل منتصره في مجتمعنا .. قد نتطور في كل شيء الا سالفة هذا رجال و هذي بنت
الزوجه الأولى غبيه
هذا الشي الوحيد اللي اقدر اقوله عنها
كان ممكن تحقق مبتغاها من غير المجزره اللي سوتها بس هذا اللي وصلها تفكيرها له
الله يغفر لمن مات و يشافى من بقى منهم
ابا سلمى ..
الحقيقة تجرح وتؤلم للأسف ..
لكنها السبيل الوحيد لحلول واقعية
لكل مأساة نتائج ايجابية , لعل نتائج مأساة الجهراء تكون إهتمام اكبر بالنظام الصحي والأمن والسلامة العامين !!
السلام عليكم
اخوي الحبيب بوسلمى , الجاهل من يقول ان الآخرين هم السبب في كل ما يحصل له من مآسي و كوارث , والعاقل من يقول اين الخلل في نفسي او في ذاتي حتى اعرف كيف حصل ذلك واصحح هذا الخلل
الواقع يقول بأن المواطن والمقيم يعرف اين يلجأ في حالة الحصول على اي تجاوز ويذهب اليه طواعيه , والحكومة تبي هالشيء لان ما عندها قرار حازم يطبق بشكل صحيح , فا شيء طبيعي تلقى الناس تتساهل
من افضل ما قرات
عن الحادثة
رحم الله من توفي
صدقت يا مطقوق
العلة فينا وبتصرفاتنا
ومثل مل قالت أختنا الكبيرة الكاتبة فاطمة حسين قبل كم يوم تعليقا على الحادثة بزيادة ثقافة الوقاية عند المواطنين
أما بالنسب للرجولة والعيب فكلامك صحيح وفي حالة الشخص اللي نتكلم عنه فأعتقد ليست سيرته وأخلاقه هي السبب في زواجه بأخرى وإنما إغرائه الناس للحصول على الجنسية بطريقة الزواج هي السبب
في إغماض العين عن عيوبه الكثيرة
!!!!
أحلى تحليل منطقي قرأته لحد الحين
تسلم يا بوسلمى
:)
تحليل طيب ومقاله جميله ، بالفعل شكرا على هالبوست الرائع
وفعلا أمور واقعيه تؤلم البعض
رحم الله من مات والله يحفظ الحي منهم
الملّخص أنه الجانية لا يجوز النظر لها على أنها وحدها من قامت بالعمل، بل الكل مساهم بذلك .. و هذا صحيح
لكنه لا يبرر سوء الفعلة، المجتمع بثقافته يساهم في خلق الجو المساعد و لكن من يبلور هذا الجو و يصيغه في قالب اجرامي هو مجرم
مجتمعنا ليس سوى،كاتاليست أو عامل محفز فقط
فمخالفة القانون حق أصيل لكل مواطن كويتي بلا استثناء
اي من اللي عودنا
"كلنا كويتيون , نشأنا و ترعرعنا على حب مخالفة القانون و الاستهتار و التسيب"
هذا تلخيص كل مشاكل الكويت
مو بس جريمة الجهراء
كفيت ووفيت
لا حول و لا قوه الا بالله
عظم الله اجر الكويت و اهلها في مصابها العظيم
حسبي الله عليها سمعت اصوات الي بالحريق تقطع قلبي
يارب ترحمهم بواسع رحمتك :(
قدر الله وما شاء فعل
المشكلة أننا نعرف المشكلة و لا نحاول أن نتداركها بل " نطمطم عليها " .. لذا حديث مثل حديثك هذا بات يوجعنا !
الزوجة الاولى غبية.. و الثانية اغبى!!و الريال اناني.. و بعدين منو يقول الريال يحق له 4! في فرق بين يحق له و بين "يجوز" و فيه شروط و هذا يقول انه كان طالع ويا زوجته الاولى و عياله قبل العرس بكم يوم يتعشون!! عيل شكو تتزوج وحده ثانية اذا علاقتكم زينة!!! صج تخلف!! :@
اللي يقهر اكثر و اكثر من سوالف الرياييل و انانيتهم.. يقول لك ان الخميس اللي طاف و بعد مرور اقل من 10 ايام
على الكارثة.. يقول لك مبنى التأمينات الاجتماعية مزدحم من الرياييل "اهل ضحايا عرس الجهرا" رايحين يستلمون فلوس زوجاتهم اللي توفوا!!!!
يا اخي شنو ماكو احساسسسسسسسسسسسسسس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :@
Post a Comment