Thursday, June 03, 2010

قافلة الحرية وصلت


.
في البداية أود المباركة للأمتين العربية و الإسلامية – الشيعية و السنية – على تحقيق قافلة الحرية البحرية هدفها الأهم و هو تسليط ضوء الإعلام – العالمي – على قضية حصار غزة و الحالة اللا إنسانية التي تتعامل فيها إسرائيل مع هؤلاء البشر , فاليوم تتعرض الحكومة الإسرائيلية للإنتقاد و التقريع العالمي سياسيا و إعلاميا بسبب حماقتها و طفاقتها في التعامل مع الحدث , و الأهم من ذلك هو الغضب الإسرائيلي الداخلي على الحكومة و وزير دفاعها ئيهود باراك
.
و الآن , لـ نسترح قليلا و نعيد حساباتنا لتحديد قائمة الرابحين و الخاسرين من هذه القضية
.
الرابحين
.
أول الرابحين هم المشاركين في هذه القافلة كونهم حققوا هدفهم المنشود و هو لفت أنظار العالم الى غزة و الظروف السيئة التي يعيش فيها أهلها , و أتوقع أن نرى تبعات ردود الأفعال السياسية و الإعلامية خلال الأيام المقبلة , و على المستوى الفردي فقد أصبح أفراد هذه القافلة أبطال مُتوَّجين في بلدانهم , فمنذ اليوم الأول و أنا أتلقى عشرات الرسائل المتعلقة بالقافلة التي تبدأ دائما بأسماء المواطنين الكويتيين المشاركين بها , حتى أنني ظننت لوهلة بأن الـ 16 قائمة نازلة في انتخابات غرفة التجارة و ليسوا محتجزين في قافلة مساعدات إنسانية
.
أما الرابح الثاني فهو بلا شك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان الذي استطاع كالعادة أن يسلب – و ليس يلَسِّب – الأضواء الإعلامية و قلوب الجماهير العربية من خلال إنتقاداته و تهديداته الصريحة لإسرائيل على فعلتها النكراء
.
و الغريب في أمر أوردغان ... أو بالأصح الغريب في علاقة فِتيان العِربان بـ أوردغان هو هذا الحماس و التطبيل المبالغ فيه لهذا القائد , فما قاله أوردغان يقوله أحمدي نجاد منذ خمس سنوات , و مع ذلك لم نجد له حماسة بين الفِتيان , بل أنهم حذروا سوريا منه و رفضوا حشر الفُرس أنوفهم في شؤون عربستان , مع أن أحمدي محمود يدعم حماس و حزب الله المحاربين ضد إسرائيل و الطغيان , فهل أصبح الحرام على الفُرس حلال على العُثمان ؟
.
بل أن بعض الأصدقاء همزوا و لمزوا و تعنطزوا في عقد المقارنات بين الموقف المُشرِّف للحكومة التركية و المواقف المتخاذلة للحكومات العربية بشكل عام , و الحكومة الكويتية بشكل خاص , و السؤال لهؤلاء الكُتاب و المثقفين ألا تعلمون بأن الأتراك هم ورثة الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم نصف العالم في يوم من الأيام ؟ ألا تعلمون بأن تركيا اليوم دولة عظمى و قوية لها مصالح متشابكة مع بقية الدول العظمى و هي تستخدم كافة الوسائل المتاحة للتفاوض عليها , نعم تركيا اليوم تستطيع أن تهدد و تتوعد , فهي حليفة قديمة لـ إسرائيل و هذه لن تسعد بخسارة مصالحها معها , أما نحن , فـ بماذا نهدد ؟ و على ماذا نتوعد ؟ , فهل تمكنّا خلال الستين سنة الماضية من صُنع مسدس حتى نواجه الرؤوس النووية ؟
.
باختصار شديد , تركيا اليوم , تُغطي الدور القيادي الذي تتعطش له الجماهير السُنية , كما غطّت إيران نفس الدور للجماهير الشيعية , فالسيطرة على ورقة الشرق الأوسط ستنتقل الى طهران و أنقرة , بعد أن كانت في يد الرياض و القاهرة
.
الرابح الثالث هم أهل غزة , فاليوم هم محط أنظار العالم , و عليهم استغلال هذا الإهتمام لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية و الإنسانية , لكني أرجو أن لا تُضَيِّع عنتريات العربنة هذه الفرصة , فعادة العربي ينتفخ بسرعة إعلاميا , و يفِش أسرع على طاولة المفاوضات خلف الأبواب المغلقة
.
الرابح الرابع هم كل المتاجرين في القضية الفلسطينية بمن فيهم من باعها بأبخس الأثمان , فـ مصر تفتح المعابر , و محمود عباس يعلن الحِداد , و هايف يطالب بالعودة الى الدين , و جوهر يطالب الحكام العرب بالسكوت , و كلها تسعة أيام و يبدأ كأس العالم ليذهب كل في طريقه
.

..
الخاسرين
.
أعتقد أن الخاسر الوحيد من هذه المعركة – بجانب من قُتِلوا – هو الحكومة الإسرائيلية , و لا أستبعد إستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي أو وزير دفاعه على أقل تقدير , فالحماقة و التهور هم المسيطرين على عضلات إسرائيل كالعادة , هجوم على سفينة خارج الحدود الإقليمية , إنزال جوي مفاجيء في الظلام , إطلاق النار و قتل و ترويع الركاب , إجرام همجي ماركة مسجلة لإسرائيل , و الله يعين أوباما عليهم
.
في الأمس جاءتني رسالة من صديق يسأل عن نِيّتي في التسجيل للمشاركة بالقافلة القادمة ؟ بالطبع ليس لي نية في المشاركة و أرجو أن لا يستعجل الأخوة في الإقدام على هذه الخطوة , و أتمنى أن يتم تأجيلها حتى تتضح الرؤية على إنعكاسات الحدث , يجب أن لا ننسى أن هناك من فقد حياته , و يجب أن لا ننسى أننا نتعامل مع دولة لا تربطنا فيها أي علاقة , بل أننا نعتبرها عدو مغتصب و من الصعب التفاهم معه , فالأمور كان ممكن أن لا تنتهي الى ما انتهت اليه هذه المرة

.

أيضا علينا متابعة المواقف العالمية – غير تركيا – اتجاه الحدث , و استشعار ردود الأفعال و التأكد من أن تكرار سلسلة القوافل لن يقلل من تأثيرها السياسي و الإعلامي على مستوى العالم

.
في النهاية نبارك مرة أخرى على وصول قافلة الحرية , و السؤال الذي لا أجد عليه اجابة هو متى ستصل الينا قافلة العقل؟

21 comments:

فيلسوف said...

عشان نضمن اكبر قدر ممكن من الفائده
لازم نكون احنا السبب في نشر هذه القضيه اعلامياً
بواسطة الانترنت
اتمنى تشوف موضوعي اللي مقترح فيه شلون نوصل قضيتنا بأنفسنا

http://felsoof.blogspot.com/2010/06/blog-post.html

Safeed said...

ثلاثة مواضيع بموضوع واحد، كل منها بحاجة لمعالجة منفصلة
ولكن باختصار: أثبت ما حصل أن إسرائيل مثل جيمس بوند، يتم تقريعه من المديرة في بداية الفيلم ليحصل على شكرها في نهايته!
وما بين البداية والنهاية نرى عشرات الكومبارس .. وخصم واحد رئيسي

le Koweit said...

خوش تحليل ....

Sami said...

صبحك الله بالخير...بالضبط هذا الي نقوله

alala said...

أسعد الله صباحك و ممساك :)

صدقت :)

Frankom said...

اطالب بتسجيل اسماء الـ 16 بطل على شوارع ومطارات الكويت ومشاريعها حتى يتم تكريمهم وتخليدهم ذكرى للاجيال القادمة وعلى رأسهم الطبطبائي

The Bodyguard said...

و كلها تسعة أيام و يبدأ كأس العالم ليذهب كل في طريقه

This is the truth
;-)

Nbn said...

لا تحرش بالعثمانيين

:)

حسام بن ضرار said...

قافلة العقل توصل لما نضحك على ادعاء 1 من الستعش انه الاسرائيليين طقوه و سبوه و اهانوه

الله اكبر، خلوا كل الشباب و البنات المشاركين بالحمله و ما طقوك إلا انت؟

ولا كل هذا استماته على الدعايه؟

شر البلية ما يضحك

:)

EXzombie said...

غير مقتنع بالحملة او المشاركين بها

Anonymous said...

" فالسيطرة على ورقة الشرق الأوسط ستنتقل الى طهران و أنقرة , بعد أن كانت في يد الرياض و القاهرة"

:I

But why not Israel ? :I

بالعربي , يا إنك تخورها صح يا إنك تاكل صمونة لوووووووووووول , يخرب بيت الثقة يا شيخ

Flona said...

دشيت مواقع الجرايد الإسرائيلية
و قريت تصريحات غريبة لوزير دفاعهم إيهود باراك مثل " يجب ألا نرحم الضعفاء و من لايستطيع ان يدافع عن نفسه فاليقتل",
و لاحظت انهم يستخدمون نفس اسلوب صدام, يقول حق الجيش "انتوا كنتوا تدافعون عن نفسكم و ارضكم, و انتم ابطال !!!"
و كان في صور وايد بالجريدة حق طلاب الجامعة الإسرائيلية و هم يمجدون فعل جيشهم,و اغلبهم يقول انه الهدف من وراء هذة القافلة هو الإرهاب و تسليط الضوء الإعلامي
------------
عجايب, اطلعوا الإسرائبلبن مثل جماعتنا

ifahad said...

لول غريب جدا اللي تتكلمون عنه قافلة الحرية يا غافلين لكم الله شنو عالخرابيط اللي تتحجون عنها ناس مهبل ومعتدية علي حدود ناس عندكم صارت حققوا نصر !!! انتوا بالكويت بلاليط
سيد حسن لما اهو بدا بالهجوم وفضح اسرائيل عسكريا واستراتيجيا وكبار الاسماء سقطت كالدجاج وسقوط وفضح الدبابات الميركافا وفضح الرادارات الغبيه الاسرائيلية وفاحت ريحة اسرائيل بعد تنفيذ شروط سير حسن نصرالله وعودة الاسرى وانتصر بشهادة الخبراء والمحللين العسكريين وانقصم ظهر البعير الاسرائيلي!!!
ما اعتبرتوه انتصار ههههههه حقيقة عرب مافيكم خير للعرب

مَـــــعْــــمَــــعَـــــه said...

احسنت يا بو سلمى

Street 965 said...

اعتقد ان الحكومة الاسرائيلية بعثت برسالة الى العالم بان غزة جزء من اسرائيل ، والحكومة الاسرائيلية ذكية عندها النظرة المستقبلية في هذا الشان

ولا في دولة في العالم تحاصر من دولة ثانية دون تحرك دولي؟

اسرائيل عندها الضوء الاخضر لعمل ما تشاء

someone_q8 said...

السلام عليكم

نتفق ونختلف هذا شيء طبيعي لكن اتقارن ايران بتركيا ؟
ايران اتهدد دول المنطقة بالرايحة والجاية وكل ساعة امهدده دول الخليج بتسكير مضيق هرمز وقطع الامدادات النفطية للعالم

ايران تتبع سياسة التهديد المباشر والغير مباشر لدول الخليج سواء بالقول او بالفعل منها احتلال الجزر الاماراتية واحيانا نسمع ان البحرين جزء من ايران
ايران اكثر من تصريح لها تهدد المنشئات النفطية الخليجية


لكن تركيا اذكى من هذه المهاترات التي تعملها ايران , تركيا عندنا تقول تفعل حتى ولو كان هذا الفعل يعتبر بسيط يمكن اتفق معاك ان تركيا بعد ما فرغت ايدها من الاتحاد الاوربي في الانضمام له وجهت البوصلة للشرق الاوسط , لكن انا ما اقارن دولة اتهدد جيرانها بدولة تفعل باليسير لخدمة الشعب الفلسطيني المسلم

ملاحظة : كلامي عن ايران لا يختص بالشعب الايراني بل يختص بالسياسة الايرانية وانت تعرف ما هو الفرق في الجانبين

لك مني كل تحية واحترام

Mohammad Al-Yousifi said...

سوم ون كويت

لا تاخذ الامور بالعواطف

ايران و تركيا و امريكا و بريطانيا و كل الدول الكبيرة هي دول استعمارية طبيعتها تحتم عليها التمدد و شر السيطرة على جيرانها االاقل حجما و الاضعف جسما

اترك عنك خرابيط الجزر الاماراتية و تهديد الجيران كله كلام جرايد

و على فكرة تركيا محتلة جزء من قبرص و هذا احد اهم اسباب عدم رغبة الدول الاوربية في ضمها للاتحاد الاوربي

الموضوع له تاريخ طويل و تفاصيل كثيرة , بالنسبة لي الدولتين سيم سيم , و كله على حساب السعودية و مصر اللي فقدوا اهميتهم في قيادة العرب

بالطبع تركيا و ايران ما يسوون هالسوالف عشان سواد عيون غزة , العملية كلها بناء تكتل كبير يسمح لها بأخذ مساحة اكبر في المفاوضات على مصالحها مع الكتل الاخرى

شكرا جزيلا

AyyA said...

http://www.youtube.com/watch?v=H7fIk7ygYb8&feature=player_embedded

Abdullah said...

الواضح والاكيد ان الوضع والموضوع مايستحملون نهائيا " فلسفة الكويتيين " الغريبة

كل الشعب محللين سياسيين
كل الشعب يفهمون في الاستراتيجيات
كل الشعب يتحلطم ومو عاجبهم العجب

اعتقد يا مطقوق
اللي صار صار وانت سيد العارفين
شنو صاير في العالم بعد الهجوم على السفينة ، ولا بعد ماتشوف التلفزيووون ؟؟؟؟

وعلى فكرة الجهله هم بس اللي يفكرون تفكير طهران وانقرة ؟

انا سني ولكني افتخر بدعم حزب الله .. لانه مقاوم ضد اسرائيل
موعيب ولا حرام

يعني بالعربي الفصيح اتمنى تلفظون ثقافة الاستسلام
وتفكرون شوي

ولكن الفكر الكويتي المتميز اللي لازم يحط العقدة في المنشار


للاسف بطون ممتلئة وعقول خاوية

واختم مداخلتي
بهذه الكلمات







Teşekkür ederim Erdoğan‏
بسم الله الرحمن الرحيم


شكرا أردوغان
شكرا أيها العربي ولولم تلدك أمك عربيا
شكرا أيها الفلسطيني ولو لم تلدك أمك فلسطينيا
شكرا أيها الرجل في وقت قل فيه الرجال
شكرا أيها المسلم
شكرا أيها الشجاع
شجاع لأنك الوحيد الذي وقفت مدافعا عن الحق بكل صدق وشجاعة
شجاع بأحاسيسك الإنسانية التي استفزتها آلات القتل و الدمار الصهيونية




شكرا أردوغان



لأنك الوحيد في العالم الذي ذكر اليهود بماضيهم وبفضل المسلمين عليهم
ولأنك الوحيد الذي رد على إهانة الصهيوني بيريز أمام العالم ولم تخش أحد




شكرا أردوغان



لأنك تصرفت بما أوجبه عليك ضميرك الأنساني دون خوفا من أحد
ولم تضرب أخماسا في أسداس وترتعد خوفا من الصهاينه ولا من أيديهم الطويلة



فقد كنت عربيا أكثر من كل عربي وقد كنت مسلما أكثر من كل مسلم وقد كنت صادقا أكثر من كل صادق




أعذرنا يابطل
فإننا جبلنا على الصمت

azoori said...

اهنيك على التحليل
ورؤيتك

اصبت في تحليلك

واقنعت في رؤيتك

الكويت said...

الصراحه تحليلك عجبني وشفته ماشي مع فكري بس انا وحده يأست من شي اسمه ميديا !!!
يااخي الاعلام مشكله ويشتت الواحد ويخليه في حاله تخبط داااائم
ابي احد يقولي الصيج وبعيد عن السيايه والعنصريه والطائفيه .....الخ
ابي الحقيقه بالعين المجرده شلون؟؟
لني محبطه من الواقع