Wednesday, September 01, 2010

مقال . . إلى الأرض - 8

لو احتاج أحد من أفراد شعبي إلى عباءتي لخلعتها من على ظهري و سلمتها له
.
الشيخ عبدالله السالم الصباح , من هنا بدأت الكويت ص 159
.

.
قبل وفاة الشيخ أحمد الجابر بـ عشرة سنوات إندلعت شرارة الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها 100 مليون جندي يمثلون جيوش سبعين دولة تقريباً , و قد إستمرت هذه الحرب لـ ست سنوات متواصلة و راح ضحيتها ما يقارب الـ ستين مليون نسمة , أي ما يعادل 2 بالمئة من سكان العالم في ذلك الوقت , و تمتد جذور أسباب هذه الحرب الى نتائج شقيقتها الحرب العالمية الأولى حيث فرضت الدول المنتصرة فيها شروطاً مادية و معنوية قاسية على الدول المنهزمة , و بالأخص ألمانيا التي حُرِمت من حق بناء ترسانتها العسكرية , بطبيعة الحال ساهمت هذه الشروط بـ جرح كرامة دولة عظمى مثل ألمانيا مما فجّر بين أفراد شعبها المشاعر القومية التي تحولت لاحقاً الى قومية إقتصادية و منها الى حرب عسكرية دفع العالم أجمع ثمنها غالياً
.
أسدل عالمنا البائس الستار على هذه الحرب في العام 1945 , و قد كان الدمار و الإنهيار البشري و الإجتماعي و الأخلاقي و البيئي و الإقتصادي من أهم نتائج هذه الحرب , خصوصا في الدول الأوربية التي كانت ساحة القتال الرئيسية بجانب الساحة الآسيوية المنكوبة , و هذا ما أدى الى تتويج الإتحاد السوفييتي الشيوعي و الولايات المتحدة الأمريكية الرأس مالية على عرش العالم , فقد نجحت أمريكا في تحويل إقتصادها المنهار في 1933 الى أكبر خزينة ذهب في العالم عام 1945 , و هذا ما ساعدها على جعل الدولار الأمريكي العملة الأولى في التعاملات الدولية
.
أيضاً ساهم الضعف و الوهن الذي أصاب الدول الإستعمارية العريقة في تشجيع حركات التحرر حول العالم , و هذا ما أدى الى قيام الحكومة العراقية بإنقلاب فاشل ضد الإستعمار البريطاني في العام 1941 , على الجانب الآخر نجحت سوريا و لبنان في الحصول على إستقلالهما – الصوري – في نفس العام و الإستقلال الفعلي في العام 1943 , و من أهم نتائج هذه الحرب تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945 و تأسيس جامعة الدول العربية في نفس العام , و قد تحاشت الدول المنتصرة – الحلفاء – تكرار نفس الخطأ الذي وقعت فيه بعد الحرب العالمية الأولى بتطبيقها خطة مارشال التي أسست خطط إعادة بناء و إعمار الدول المنهزمة بمساعدة الدول المنتصرة , و قد تقاسمت الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي حق الوصاية على هذه الدول , فأصبحت الدول التابعة للأولى رأس مالية ناجحة كـ ألمانيا و اليابان , و أصبحت الدول التابعة للثانية إشتراكية لم تحقق الكثير من النجاح الإقتصادي
.

.
و على الساحة الإقليمية فالأحداث لم تكن أقل غلياناً , ففي العام 1948 إنسحبت بريطانيا من فلسطين مُسلِّمةً إياها للقوات الإسرائيلية التي حصلت على إعتراف الأمم المتحدة بها في نفس العام , و في العام 1952 نجحت ثورة جمال عبدالناصر في الإطاحة بالحكم الملكي في مصر و من ثم الإتحاد مع سورية لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة في العام 1958 , و على الجانب الآخر من القطب العربي إتحد العراق مع الأردن لتشكيل الإتحاد العربي الذي حاول مراراً و تكراراً حث الكويت على الإنضمام اليه , و قد وصلت ذروة هذه المحاولات في العام 1958 حيث تم الإتفاق مبدئيا بين الإتحاد و بريطانيا على ضم الكويت اليه , لكن الأقدار إبتسمت للكويت – مؤقتاً – بـ قيام عبدالكريم قاسم بإنقلاب ناجح على الحكم الملكي في العراق و كسر الدولة المتحدة
.
لم تكن الكويت شعباً و حكومةً بعيدةً عن هذه الأحداث , فقد بادر الشيخ عبدالله السالم بتهنئة العراق بـ ثورة تموز المجيدة , و تحمس الكثير من أبناء الشعب الكويتي للقومية العربية و زعيمها جمال عبدالناصر فخرجت المظاهرات المنددة بـ بريطانيا إثر قيامها بالعدوان الثُلاثي – عام 1956 - على مصر , و قد حاولت الحكومة الكويتية السيطرة على هذه المظاهرات كونها لا زالت تحت الحماية البريطانية إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل , فقد رفض رئيس الشرطة آنذاك جاسم القطامي قمع المتظاهرين كونه أول من رفع شعار الشرطة في خدمة الشعب , أيضا لم يكن القطامي بعيداً عن الإيمان بالأفكار القومية مما جعله يستقيل من منصبه على الفور
.
الكويت : من الإمارة الى الدولة ص 162
.

و بعيداً عن هذا الوضع الدولي و الإقليمي المتفجر , كانت الكويت تعيش حالة من الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة من حكم الشيخ أحمد الجابر , فـ عند وفاته في العام 1950 لم يتنازع أقطاب الأسرة على الحكم و إجتمع القرار على تنصيب و مبايعة الشيخ عبدالله السالم – الحاكم الحادي عشر – تلقائياً , و بالرغم من هذا الإجماع إلا أن الحكومة البريطانية تأخرت في الإعتراف به حيث أنها لم تطمئن يوماً الى نوايا الشيخ عبدالله , و هكذاً بادرت بتحديد ثلاث مطالبات من أجل الحصول على هذا الإعتراف , الطلب الأول هو تسمية ولي العهد , الطلب الثاني كان تعيين مستشارين إنجليز يساعدونه في إدارة الدولة على غرار ما يحدث في البحرين , أما الطلب الثالث و الأخير فهو تنحية السيد عزت جعفر من منصبه كـ سكرتير و مستشار للأمير حيث أنهم يعتقدونه عميل لصالح الحكومة الألمانية
.
مقال زمن عبدالله السالم للدكتور غانم النجار , جريدة الجريدة في 7 سبتمبر 2009
.

واجه الشيخ عبدالله السالم هذه الطلبات بـ حكمة فـ لم يعترض على الطلب الأول و عيّن الشيخ صباح السالم – أكبر رجال الأسرة بعد وفاة الشيخ فهد السالم و رحيل الشيخ عبدالله المبارك - ولياً للعهد في العام 1962 , أما الطلب الثاني فلم يقبل به لكنه إقترح تعيين خبراء إنجليز يعملون لصالح الحكومة الكويتية بدلاً من مستشارين إنجليز يمثلون الحكومة البريطانية في الكويت , و لم يهتم الشيخ بالطلب الثالث كثيراً , و بهذا نال الإعتراف البريطاني في 25 فبراير 1950
.
هكذا بدأ الشيخ عبدالله السالم بالعمل مباشرة لتطوير البلاد , ففي السنوات الأولى من حكمه دعا لإنتخاب مجالس متخصصة لـ دائرة المعارف و البلدية و الأوقاف , أيضا حاول منذ الأيام الأولى من حكمه إيجاد حل لمشكلة المياه الأزلية في الكويت , فـ بادر للتشاور مع العراق لمد أنابيب المياه بين البلدين إلا أن هذه الفكرة لم تنجح , و هذا ما دعاه لحفر الآبار التي لم تكفي , فكان الخيار الثالث هو إنشاء أكبر محطة تقطير مياه في العالم
.
و على صعيد آخر دشّن الشيخ عبدالله السالم عصر النهضة بخطة تنمية ميزانيتها 18 مليون جنيه استرليني , لكنها لم تسلم من أيدي التمصلح و الفساد من خلال تجيير العقود الكبرى لمصلحة ثلاثة متنفذين قريبين من السلطة , إلا أن عبدالله السالم وقف لهذا العبث بالمرصاد و أعاد الشفافية الى عملية ترسية المناقصات, و من أعماله في هذا المجال تشكيل لجنة تنفيذية عليا لمراقبة أعمال الدوائر الحكومية و التي تطورت في ما بعد الى ديوان المحاسبة
.
.
و بسبب تنامي الثروة النفطية إتخذ الشيخ عبدالله السالم قراره التاريخي بـ توزيع الثروة , فقد قام بسداد ديون جميع أبناء أسرة الصباح و قرر صرف مخصصات شهرية لهم من الدولة , أيضا قام برصد ميزانية قدرها 200 مليون دينار من أجل تثمين العقارات المملوكة للمواطنين , لكن أيدي التمصلح و الفساد إمتدت الى هذه العملية مما دعاه لإصدار قرار بتأميم أراضي الدولة في العام 1954 , و بهذا توزّعت الثروة , و أصبح لكل مواطن نصيباً منها , و هذا ما أصاب التركيبة الإجتماعية للمجتمع الكويتي بالخلل , فقد تحول المواطنين الكادحين في هذا المجتمع الى موظفين حكوميين ينعمون بالبحبوحة المادية , و لم يعد الحداد بحاجة للعمل حداداً و لا النجار نجاراً و لا الخباز خبازاً , فـ لماذا يمتهن المواطن هذه الأعمال الشاقة و الحكومة توفر له وظيفة حكومية مريحة و موظفين جدد يعملون بدلاً منه , فلا ننسى هنا بأن هذه المرحلة تزامنت مع النكبة الفلسطينية و هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين الى الدول العربية بشكل عام , و دول الخليج الثرية بشكل خاص
.
أعتقد شخصياً بأننا نحتاج الى دراسة آثار هذه المرحلة بشكل أكثر عمقاً , فقد إتفقنا سابقاً بأن المجتمع الكويتي كان ينقسم الى ثلاثة فئات رئيسية , الشيوخ و التجار و عامة الشعب , حيث كان التجار هم أصحاب اليد العليا في الدولة , فهُم يُموِّلون الشيوخ من جانب , و هُم أرباب عمل عامة الشعب من الجانب الآخر , لكن هذه المعادلة تغيرت بعد اكتشاف النفط و إنغماس الدولة في بحار الرخاء المادي , فقد أصبحت الأموال في يد الحكومة , و الحكومة تحت سُلطة الشيوخ , مما جعل هؤلاء في غِنى عن تمويل التجار , بل أن المعادلة إنقلبت رأساً على عقِب , فـ عنصر الحاجة إنتقل الى معسكر التجار الذين يقتاتون على المناقصات الحكومية الكبرى , و هذا ما جعلهم بحاجة دائمة الى إرضاء الشيوخ و مسايرتهم
.
على الطرف الآخر تغيرت العلاقة جذرياً في معسكر عامة الشعب , فقد رزح هؤلاء جيلاً بعد جيل تحت رحمة التجار و قسوة الحاجة للعمل لديهم , و اليوم أتت لحظة الخلاص التي أصبح فيها المواطن معززاً مكرماً , فالوظيفة الحكومية مريحة و مضمونة حسب المادة 41 من الدستور
.
لكل كويتي الحق في العمل و في اختيار نوعه . . . و تقوم الدولة على توفيره للمواطنين و على عدالة شروطه
.

و بهذا حلّت الحكومة محل التجار في توفير العمل لـ عامة الشعب , فـ إنتقل ولاء الناس للحكومة التي يسيطر عليها الشيوخ , أما التاجر فقد أصبح مُهمشاً , فهو يعيش بين مطرقة التذلل للحكومة من أجل الحصول على مناقصاتها , و سندان فقدان المكانة الرفيعة لدي عامة الشعب الذين أصبحوا ينادون بالمساواة كما تنص المادة 29 من الدستور
.
الناس سواسية في الكرامة الإنسانية و هم متساوون لدى القانون في الحقوق و الواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين
.

بل أن عامة الشعب بدأوا في التساؤل عن مدى أحقية التاجر بالتمتع بالإمتيازات الطبقية الوراثية ؟ فلماذا يحصل التاجر على المناقصة الفلانية ؟ و لماذا توفر له الحكومة الأرض العلانية ؟ من حقنا اليوم أن نأخذ كما أخذ , و أن نستفيد كما إستفاد , هكذا إنشغل أهل البلد بـ الإقتتال على تقاسم الكعكة بدلاً من الإنتاج و العمل , فأين أنت يا عبدالله السالم ؟ و أين الشعب الذي يستحق توزيع الثروة ؟
.
.
و في نفس الأثناء التي كان عبدالله السالم يوزِّع فيها الثروة كانت هناك أحداث متفجرة في المحيط الإقليمي , ففي بداية الخمسينات قام الدكتور مصدق بتأميم النفط في إيران , و في هذه الفترة أيضا قام عبدالناصر بتأميم قناة السويس مما أضر بالمصالح البريطانية , ثم قام بدعم الثورة الجزائرية ضد فرنسا و عقد إتفاقيات تسليح مع الإتحاد السوفييتي إستعداداً للحرب مع إسرائيل , و هذا ما جعل المنطقة تدخل في نفق التوتر الذي إنتهى بالعدوان الثلاثي - الإسرائيلي الفرنسي البريطاني - على مصر , و كما قلنا سابقاً بأن الشعب الكويتي تفاعل بقوة ضد الإنجليز بسبب هذا العدوان , مما جعل قيادات الأسرة الحاكمة تتخوف من تحول بُغض المواطنين للإنجليز الى بُغض مباشر للحكم و الأسرة
.
في العام 1958 شهدت الساحة العربية حدثين متعاكسين , ففي العراق إنقلاب و تفكك للوحدة مع الأردن , و في مصر إتحاد مع سوريا لتكوين الجمهورية العربية المتحدة , و قد تحمس الشعب الكويتي لهذه الوحدة حيث قامت المجاميع الشعبية بالإحتفال في ثانوية الشويخ بمناسبة مرور سنة على الإتحاد , و في هذا الإحتفال ألقى جاسم القطامي كلمة قال فيها
.
إن رضي الكويتيون أن يحكموا من عهد صباح الأول حكماً عشائرياً فقد آن الأوان لحكم شعبي ديموقراطي يكون للشعب فيه دستوره و وزراؤه
.
الكويت : من الإمارة الى الدولة ص 203
.

و قد نجحت هذه الكلمة في إستفزاز الشيخ عبدالله السالم الذي فهمها كـ إهانة لحكمه و تصويره بالعشائري , خصوصا و أنه لم يكن مطمئناً من مدى حب الكويتيون لكثرة تمجيدهم للقومية و زعيمها عبدالناصر , و يذكر الدكتور الخطيب قصة سؤال عبدالله السالم لنصف اليوسف عند رؤيته صور عبدالناصر على السيارات
.
ألا يعرف هؤلاء أن عبدالله السالم هو حاكم الكويت ؟
.
الكويت : من الإمارة الى الدولة ص 206
.

و هكذا كانت رد فعله على إحتفال ثانوية الشويخ قاسياً , حيث أنه أصدر الأوامر بـ منع الأنشطة العامة , و إغلاق الأندية الرياضية الثقافية , و الصحف , و إعتقال بعض النشطاء , ثم قام بـ إصدار البيان التالي
.
يا شعبي العزيز
.
من الواضح الجلي أنني سعيت ومازلت أسعى إلى توفير جميع أسباب الرفاهية والطمأنينة لبلادنا العزيزة في السر والعلن
.
ومازلت أسمع ما لا أحب أن أسمعه عن بعض الشباب الذين لا يقدرون عواقب الأمور ولا ينظرون النظرات البعيدة , ولكني أتحاشى تكديرهم راجياً أن ينتبهوا من أنفسهم ويسمعوا نصائح العقلاء ، ولقد نبهت المرة تلو المرة عن تكدير العلاقات بيننا وبين جميع أصدقائنا وإخواننا من العرب ، وذلك حسبما تقتضيه مصلحة البلاد ؛ إذ لا فائدة لنا من تكدير علاقات يجب المحافظة عليها طيبة ما أمكن
.
ولكن هؤلاء الشباب ركبوا رؤوسهم وتعاموا عن المصلحة العامة حتى بلغ بهم الجهل إلى التمادي عليّ شخصياً في المجتمعات على الرغم مما عُرف عن عهدي من رفاهية وخيرات نحمد الله عليها ويغبطنا عليها الكثير من الأمم ، أما الأخطاء والانتقادات التي يرون أنها موجودة في بعض الدوائر فإنها أخطاء لا يخلو منها أي بلد مهما بلغ من التمدن والنظام ، وهي حالات سائرة إلى التعديل والإصلاح في القريب العاجل إن شاء الله
.
ولقد أوعزت بردع هؤلاء عن التمادي في جهلهم مؤملاً أن يكون بذلك سد ثلمة قد تأتينا منها ريح لا نريدها , وكما قيل ( و من السموم الناقعات دواء ) وإني أرجو كافة أفراد الشعب العزيز أن يهتموا بصلاح أمورهم الخاصة ، وبابي مفتوح لمن يتقدم بإقتراح أو شكوى أو بيان صحيح ، ففي ذلك تعاون صحيح بين الحاكم والمحكوم و وطنية صادقة , أما الجهل فعاقبته معروفة
.
والله يهدي الجميع
.
زمن عبدالله السالم , د. غانم النجار , جريدة الجريدة
.
.
و الغريب في الأمر أن هذه الأحداث و الإستفزازات لم تُولِّد رغبة بالإنتقام عند الحاكم إتجاه شعبه , فقد إستمر عبدالله السالم بالعمل لمصلحة البلد , و هذا ما جعله يبدأ بالمباحثات الثنائية مع الحكومة البريطانية لإستكمال إجراءات الإستقلال , و أهم هذه الإجراءات هو تحمل مسؤوليات تسيير الشؤون الداخلية و الخارجية للبلد , فـ للحصول على الإستقلال يجب أن يكون للدولة جيش يدافع عنها , و سلطة قضائية مستقلة , و عُملة خاصة بها , و هيئات حكومية و شعبية لها إرتباطات مع المنظمات الخارجية كـ العضوية في أوبك و العضوية في إتحاد البريد العالمي , و أخيراً و ليس آخراً فالمفترض على دولة تطمح للإستقلال أن يكون لها دستور ينظم الحياة فيها , على هذا الأساس عمل عبدالله السالم , و كانت شروط هذا الإتفاق كالتالي
.
أولا , تلغي اتفاقية 1899 – المعقودة بين الشيخ مبارك بن صباح و حكومة صاحبة الجلالة – لكونها تتنافى مع سيادة و إستقلال الكويت
.
ثانيا , تستمر العلاقات بين البلدين مسيرة بروح الصداقة الوثيقة
.
ثالثا , عندما يكون ذلك مناسباً فإن الحكومتين ستتشاوران مع بعضهما في الأمور التي تهم الطرفين
.
رابعا , لا شيء في هذه النتائج سيؤثر على إستعداد حكومة صاحبة الجلالة في مساعدة حكومة الكويت إذا طلبت الكويت مثل هذه المساعدة
.
19 يونيو 1961
.
من هنا بدأت الكويت ص 377
.

فور إعلان الكويت و بريطانيا الإتفاق على إستقلال الكويت قام الشيخ عبدالله السالم بتوجيه كلمته السامية الى شعبه بهذه المناسبة و هذا جزء منها
.
شعبي العزيز , إخواني و أولادي
.
في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب , في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ و نطوي مع إنبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله و ما إنطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الإتفاقية التي تقرأونها الآن , و التي نالت بموجبها الكويت إستقلالها التام و سيادتها الكاملة
.
و يقول أيضا
.
و لقد كان للتعاون الوثيق بين الحكومة ممثلة في المسؤولين من أبناء الأسرة الحاكمة و بين الشعب المخلص من المغزى الجميل ما أشاع الغبطة و الإستحسان في نفسي , و جعلني أتمنى إستمرار مثل هذا التعاون لخير البلد و دوام تقدمه و إزدهاره
.
و يقول
.
كما أن الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الإنتماء للجامعة العربية و هيئة الأمم المتحدة و غيرهما من المنظمات التي تعمل لخير العالم و امنه و سلامه كلما كان ذلك في الإمكان والله ولي التوفيق
.
من هنا بدأت الكويت 386
.

بادر الرئيس المصري جمال عبدالناصر بتهنئة الكويت , أما الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم فقد قام بـ إرسال برقية تحمل في ظاهرها شكل التهنئة , لكن باطنها المشؤوم يقول عكس ذلك , و هذا بعض مما جاء فيها
.
علمت بسرور بان الإنكليز قد اعترفوا في يوم 19 يونيو 1961 بإلغاء الإتفاقية المزورة غير الشرعية و غير المعترف بها دولياً و التي سموها إتفاقية 1899 بعد ان عقدوها بالباطل مع الشيخ مبارك الصباح قائمقام الكويت التابع لولاية البصرة دون علم إخوته و دون علم السلطات الشرعية في العراق آنذاك
.
ثم يتابع فيقول
.
و نذكر لكم باننا سنبقى و نحن اخوانكم في الجمهورية العراقية الخالدة لا تنطلي علينا خدعة الاستعمار و سنظل نعمل بقوة و عزم لنصرة العرب و المسلمين و النصر من عند الله . و ختاما فإننا نرجو لشخصكم الكريم بالذات و لإخواننا الكرام أهل الكويت الشقيق كل خير و تقدم و رفاه
.
عبدالكريم قاسم في 20 يونيو 1961
.
العيدروس
.

و بعد هذه البرقية بـ خمسة أيام أعلن قاسم ضم الكويت للعراق في حديث طويل ننقل منه المقاطع التالية
.
إن من يقوم بعقد إتفاقيات عن الكويت هي الجمهورية العراقية لا غيرها
.
لا يحق لأي فرد سواء في الكويت أو خارج الكويت مهما كانت أوضاعهم و مراكزهم و مناصبهم أن تتحكم بشعب الكويت فشعب الكويت من الشعب العراقي و الشعب العراقي بالذات إن الجمهورية العراقية قررت حماية الشعب العراقي في الكويت و المطالبة بجميع الأرض التي تعسف بها الإستعمار و التابعة لقضاء الكويت و المرتبط بلواء البصرة بكامل حدوده دون الإستعداد للتخلي عن شبر واحد من تلك الأرض و عندما نقول ذلك فأن باستطاعتنا تنفيذ ذلك و عليه فإننا سنصدر المرسوم الجمهوري بتعيين شيخ الكويت الجليل الحالي قائمقام لقضاء الكويت يكون تابعا للواء البصرة و سوف ننذر هذا الشيخ بعدم التعسف بحق شعب الكويت الذي هو حق الشعب العراقي نفسه و إن أساء التصرف فسيلقى العقاب الصارم و يحسب بعداد المتمردين
.
العيدروس
.

فور وصول أصداء هذه الإدعاءا ت للكويت خرج الرجال و النساء في مظاهرات ضخمة معلنة تمسكها بإستقلال الكويت , و وقوفها الداعم للشيخ عبدالله السالم الذي قام بـ إتخاذ عدة خطوات مضادة للتصدي لهذه التعديات , و كانت الخطوة الأولى توجيه كلمة الى الشعب الكويتي نقتبس منها المقتطفات التالية
.
شعبي العزيز , إخواني و أولادي
.
في هذه الآونة من تاريخ الكويت المجيد و قد هببتم جميعكم كتلة متراصة تعربون عن شعوركم الطيب الجياش و إستعدادكم التام للتضحية بالنفس و النفيس في سبيل الذود عن حياض الوطن مندفعين غير مدفوعين و طائعين غير مكرهين
.
في هذه الآونة من تاريخ الكويت المجيد و قد قمتم بشتى مظاهر التأييد للموقف الحق الذي لا دافع لنا عنه , فسرتم بالتظاهرات التي عمت أنحاء البلاد تستنكر تصريحات بغداد و رفعتم برقيات التأييد التي تكشف عما يختلج في جوانحكم من وفاء و حب و ولاء
.
في هذه الآونة من تاريخ الكويت المجيدة و قد كان لموقفكم الرائع الذي شددنا به أزرنا أطيب الأثر في نفسي , أشكركم يا أبنائي الأعزاء و أحييكم فرادى و جماعات بارك الله فيكم و وفقكم و سدد خطاكم إلى كل ما فيه خير الوطن و السلام عليكم
.
من هنا بدأت الكويت ص 391
.

أما الخطوة الثانية فكانت إصدار دائرة المطبوعات و النشر لعدة بيانات تدحض فيها إدعاءات عبدالكريم قاسم , و من أهم النقاط التي أثارتها هذه البيانات هي التالية
.
الكويت لم تكن في يوم من الأيام خاضعة للحكم العثماني و لم يكن للدولة العثمانية في أي يوم من أيام حكمها الطويل في بلاد العرب أي ممثل لها في إمارة الكويت
.
إستجارة الفارين السياسيين من السلطات العثمانية بالكويت , و لو كانت الكويت خاضعة للحكم العثماني في العراق لما إستطاعت أن تحميهم
.
قيام الكويت بالدفاع عن نفسها بنفسها عند التعرض للهجمات الخارجية , و لو كانت الكويت تابعة للدولة العثمانية لما تجرأت هذه القوات الصغيرة على مهاجمتها
.
حكومة العراق لم تمارس في الكويت أي سلطة بريدية
.
الكويت إستكملت منذ زمن جميع العناصر التي يجب أن تتوافر لأي دولة مستقلة ذات سيادة و كيان ظاهر , و من بين الحكومات التي كانت تخاطب الكويت كدولة مستقلة حكومة العراق منذ أن إستقل العراق و إستكمل سيادته . و لم يتغير هذا الوضع بعد إستبدال النظام الملكي بالنظام الجمهوري الحاضر
.
إنضمام الكويت إلى أكثر من منظمة من المنظمات العربية و الدولية
.
تقديم الكويت طلبها للإنضمام الى جامعة الدول العربية و لهيئة الأمم المتحدة
.
من هنا بدأت الكويت من ص 393 إلى ص 410
.

أما الخطوة الثالثة فكانت فتح أبواب مراكز التطوع للشباب الذين هبّوا للدفاع عن وطنهم
.
.
و الخطوة الرابعة و الأهم توجيه مجموعة من الشكاوى الى المنظمات الدولية و منها مجلس الأمن , أيضا قام الشيخ عبدالله السالم بطلب تفعيل بند الدفاع المنصوص عليه في إتفاقية 19 يونيو 1961 مع الحكومة البريطانية , و قد تحركت القوات البريطانية خلال 24 ساعة للدفاع عن الكويت و صد أي عمل مجنون يقوم به قاسم العراق
.
و يُنقل عن الشيخ سعد العبدالله حول هذا الموضوع أن أباه ( الشيخ عبدالله السالم ) بكى و هو بسبيل طلب المساعدة من الحكومة البريطانية و قال " إن جندياً بريطانياً واحداً لم تطأ قدماه أرض الكويت مع وجود معاهدة بيننا بين بريطانيا عمرها ستون عاماً . لكني مضطر إلى طلب هذه المساعدة اليوم , طبقاً لأتفاقية الإستقلال , لأحمي شعب الكويت و في مقدمته الشيوخ و الأطفال , فإنهم جميعا أولادي و أنا مسئول عنهم و عن سلامتهم و لا أحب أن يضاروا , او ان يساء إليهم "
.
الشيخ عبدالله السالم , إنساناً . . و رجل دولة ص52
.

أما الدول العربية فقد كان تحركها بطيئاً كالعادة – بـ استثناء جلالة الملك سعود - , خصوصاً و أن عبد الناصر كان لا يزال يعاني من آثار العدوان الثلاثي , و هذا ما جعله يعبر عن عدم تأييده للضم بالقوة و تفضيله دخول الدول العربية في الوحدة الإرادية , و في نفس الوقت أظهرت الدول العربية قلقها بشأن إستدعاء الكويت للقوات البريطانية , مما جعلها تهدد الكويت بعدم التصويت بالموافقة على عضويتها لهيئة الأمم المتحدة , لكنها طرحت بديلاً آخر و هو إرسال قوات عربية تحل محل القوات البريطانية , و هذا ما حدث فعلاً , إلا أن هذه القوات كانت رمزية و ليس لها أي فاعلية
.
و بالرغم من تلاشي إحتمالات العدوان العسكري على الكويت إلا أن العراق لم يألو جهداً في تعطيل إستكمال إستقلال الكويت من خلال تعاونه مع حليفه السوفييتي الذي إستخدم حق الفيتو مرتين لرفض عضوية الكويت في الأمم المتحدة , و لم تنجح الكويت في إكتساب هذه العضوية إلا بعد إنقلاب عارف - البكر على عبدالكريم قاسم في العام 1963 , و قد قامت الكويت بـ إقراض العراق 30 مليون جنيه إسترليني بفائدة مخفضة في تلك الفترة , و بهذا أصبحت الكويت العضو رقم 111 في هيئة الأمم المتحدة
.
الكويت : من الإمارة الى الدولة ص 275
.

أما عبدالله السالم , فقد كان يعرف مدى أهمية إستكمال قوامات الدولة المدنية الحديثة لقطع الطريق أمام أي تحرشات مستقبلية من العراق أو غيره , فأسرع في الدعوة لإنعقاد إنتخابات المجلس التأسيسي الذي إنعقدت أولى جلساته في 20 يناير 1962 , و تم تشكيل لجنة إعداد الدستور بعضوية رئيس المجلس التأسيسي عبداللطيف الغانم , وزير العدل حمود زيد الخالد , عُضويّ المجلس يعقوب الحميضي و سعود العبدالرزاق , و الشيخ سعد العبدالله وزير الداخلية و ممثل الأسرة الحاكمة في اللجنة , فكان الإجتماع الأول لهذه اللجنة في 17 مارس 1962 و إستمرت في الإجتماع على مدى 23 جلسة تم فيها النقاش و البحث المكثف حول كل مادة من مواد الدستور , و قد تم الإتفاق على النص النهائي في 27 أكتوبر 1962 , و من هنا قام رئيس اللجنة بتقديم الدستور للشيخ عبدالله السالم في 8 نوفمبر 1962 ملقياً الكلمة التالية
.
إنه لشرف كبير لزملائي أعضاء لجنة الدستور ولشخصي أن نتقدم الى سموكم فى هذا اليوم التاريخي نيابة عن المجلس التأسيسي بمشروع الدستور الذى رأيتم وضعه للبلاد على اساس المبادئ الديمقراطية المستوحاة من واقع الكويت
.

.
قام الشيخ عبدالله السالم بالتصديق على الدستور في 11 نوفمبر 1962 و تمت الدعوة لإنتخابات مجلس الأمة فعقد أول جلساته في 29 يناير 1963 , و قد أصر الشيخ عبدالله السالم على إلقاء كلمة إفتتاحية أدى من خلالها القسم الدستوري رغم عدم حاجته الى ذلك كونه كان أميراً للبلاد
.
بسم الله العلي القدير
.
نفتتح الدورة الأولى لمجلس الأمة الذي نبدأ بإنعقاده مرحلة العهد الدستوري في دولة الكويت المستقلة في هذه المرحلة التي تعتبر حلقة من حلقات سير دولتنا الصاعدة نحو هدفها الأعلى يسعدني أن اهنئكم بثقة الشعب بكم حين إختاركم لتحملوا أمانة تمثيله و أن أكرر وصيتي لكم – كوالد لأبنائه – أن تحرصو على وحدة الصف في هذه الدولة العربية المتمسكة بدينها و تقاليدها
.
و إنه ليسعدني في هذا اليوم الأغر من تاريخ بلادنا أن أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور و قوانين الدولة و أذود عن حريات الشعب و مصالحه و أمواله و أصون استقلال الوطن و سلامة أراضيه
.
والله ولي التوفيق
.

.
و في 23 أكتوبر 1965 إفتتح مجلس الأمة دوره الإنعقادي بحضور الشيخ عبدالله السالم الذي إشتد عليه المرض فسقط أرضاً لتوافيه المنية بعد شهر كامل من هذه الجلسة , و برغم مرور أكثر من 45 سنة على وفاته إلا أن كل من عاصره يتذكر يوم وفاته و كأنه الأمس , بل حتى من لم يعاصره لا يمتلك إلا أن يشعر بالألم لفراقه , و لا أخفي عليكم سراً بأن الدموع بدأت تنهمر من عيني و أنا أكتب هذه الكلمات , رحمك الله يا والدي , و كيف لا تكون والدي و قد بدأت أغلب خطاباتك بـ يا شعبي العزيز , إخواني و أولادي
.
يتبع

8 comments:

le Koweit said...

رحمه الله رحمة واسعة
كان أميرا وقائداً فذاً
ووالداً عطوفاً حنوناً حريصاً على أبنائه

فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته

والشكر لك مطقوق على الحلقة الثامنة
وبانتظار البقية
أصبحت حلقاتك بالنسبة لي مثل المسلسل
اللي احرص على متابعته أولا بأول :)

aziz said...

الله يرحمة

...

ذكرت نقطتين، الاولى: "تعيين خبراء إنجليز يعملون لصالح الحكومة الكويتية بدلاً من مستشارين"

ماتعتقد ان هالمستشارين اهم احد اسباب النهظة السريعة اللي مرت على الكويت؟ وعندك دبي اقرب مثال شلون صار حالهم عقب ما اعتمدوا على هالمستشارين الانجليز.

وثاني نقطه: "و في نفس الأثناء التي كان عبدالله السالم يوزِّع فيها الثروة"

انا ما اعتقد ان الشيخ عبدالله السالم كان يوزع ثروة، ولكنه كان يحط الأساس اللي راح يمكن المواطنين من انهم يتفوقون على اغلب مجتمعات العالم. توفير التعليم والعلاج والسكن والوظيفة ليش يفسر على انه دعوه للخمول والكسل؟ على العكس هالاشياء يفترض فيها انها تساعد الناس انهم ما يتشتتون ورى الماده ويركزون على تنمية انفسهم. وهذا برآي اهم شي في دولة مثل الكويت ماعندها اي ثروة غير النفط الناضب وماراح يبقى غير شعبها اللي اهو الثروة الحقيقيه. المشكلة ان من قت عبدالله السالم إلى وقتنا الحين وفي فتره بالنص اكو شي تغير وتحول الناس من انهم يسعون وراء الابداع والعمل إلى ناس بليدين يبون راتب وياكلون وينامون. وكل واحد فينا يقدر يشوف اهله وربعه ويقارن بين الاجيال ويمكن راح يفهم قصدي.

moayad said...

ساهم في نهضة الكويت السريعة في عهد عبدالله السالم العديد من العوامل ، الخبراء الانجليز قد لا يكونون من أهم هذه العوامل لأن في تلك الفترة الخبراء الأجانب كانوا يتوافدون على الكويت من كل جانب و ليس من بريطانيا و حسب ، قد تكون الوفرة النسبية لأبناء البلد ممن عادوا من بعثاتهم الخارجية خلال الخمسينات و الستينات أيضا من أهم تلك العوامل.. بالإضافة إلى جني ثمار نظام التعليم المحدث في الكويت ذاتها

لا نود أن نضفي على الحاكم -أيا كان- صفات خارقة بجعله بطلا أو عبقريا أو فلتة زمانه... و لكن الحق يقال -و بشهادة حتى من المراقبين الأجانب- فإن الشيخ عبدالله السالم تفرد باتخاذه قرارات سياسية و اقتصادية عادت على الكويت و شعبها بخير لم يحلم به الآخرون! فمسألة "توزيع الثروة" إن نظرنا لها بقليل من التعمق هي أمر لم يكن الشيخ "مضطرا" للقيام به ، النظام السائد قبل تلك الفترة في الكويت و بقية الدول المجاورة هو أن ثروة البلد لحكامها و منها "يتفضلون" على الشعب ، لكن الشيخ عبدالله رأى غير ذلك ، كذلك الأمر بالنسبة للدستور و الديمقراطية و التي أطلقت عليها بعض المصادر الأجنبية بأنها كانت "هدية" من الشيخ عبدالله لشعبه ، فرغم المبادرات الشعبية و رغم الضغوط الخارجية فهو لم يكن "مضطرا" للسير في طريقها.. حاله كحال غيره !

مرة أخرى... توزيع الثروة رغم كونها خدمة للشعب الكويتي إلا أن تطبيقها لم يخلو من المشاكل و العيوب التي سرعان ما ظهرت آثارها الاجتماعية و الثقافية على سكان هذه الدولة ، فرغم أن الكثير من الناس اليوم يتحسرون على أيام الستينات و السبعينات بكونها عصر الكويت الذهبي الا أن الحقيقة هي أن تلك الفترة تمثل بذرة أغلب المشاكل الاجتماعية التي نعاني منها اليوم كالإتكالية و التعالي و الافتتان بكل ما هو غربي و التفكك الاجتماعي بشكل عام ، بل قد يكون الأمر أسوأ في تلك الفترة لأن تلك الفترة جمعت المشاكل الجديدة الطارئة مع تراكمات التخلف الاجتماعي البائد الذي قد نكون اليوم تخلصنا من بعض آثاره

bo bader said...

الله يرحمه ...

رجل صنع تاريخ ، مو مثل بعض أشباه الرجال الحين اللي يزورون التاريخ لصناعة رجولتهم ...

مشكور على السلسلة الحلوة

Sami said...

ـ متابعين

الدســتور said...

قواك الله على نقل المعلومات القيمة

Blog 3amty said...

رحم الله الأب القائد .. والأبن البار بوطنه

The Bodyguard said...

Very important information, and nice flow of details
you make us wait for the next chapter :)