لست من هواة الأفلام الهندية , فأسوأ ما فيها أن البطل ما يِنطق !! و هذا بالطبع يخالف القاعدة التي بنيت عليها شخصيتي التدوينية و هي "كله مطقوق", لذلك أعطي للطرف الآخر الحق في ضربي كما أعطي لنفسي الحق في ضربه , و أحيانا أستمتع بـ استمتاعه في ضربي أكثر من استمتاعه هو بذلك !! و هذا ما يجعلني أفضل في كثير من الأحيان الانسحاب بهدوء من النقاشات الغير مثمرة حتى و إن كانت النتيجة 6-1 للطرف الآخر , فأنا زاهد بالانتصارات الوهمية .
يعلم متابعيني أني أنشر في كثير من الأحيان
أخبار و صور من الصحف تهدف إلى كشف تناقضات سياسينا و خصوصا المنتمين إلى المعارضة و التيار الديني
, و تثير هذه العادة تساؤل الكثيرين من عدة نواحي سأحاول الإجابة عنها كل على حدة
.
التساؤل الأول هو لماذا التركيز على المعارضة
و التيار الديني دون بقية التيارات ؟ أو بالأصح لماذا لا نراك تنتقد نواب الشيعة و
الحكومة ؟
الإجابة ببساطة لأن هؤلاء لم يتشدقوا على أحد
و يزايدوا عليه بالوطنية و الحرية و الكرامة و المطالبات بالدولة المدنية التي
تتناقض مع أفكارهم الحقيقية , يعني دميثير و عسكر و عدنان المطوع و القلاف و زلزلة
لم يدعوا أو يزايدوا علينا بالوطنية و الحرية و الكرامة و الدولة المدنية حتى
أتصيد عليهم تناقضاتهم , هم فاضحين نفسهم بنفسهم و مصلعين أمام الجميع بأنهم
يوالون الحكومة أو الشيخ فلان و علنتان , فأين المتعة في كشف موالاة حسين القلاف و
عسكر العنزي للشيخ ناصر المحمد ؟ لكنكم تتفقون معي بمتعة كشف تبعية من يدعي
الكرامة و الحرية للشيخ أحمد الفهد أو مجموعة سالم العلي .
التساؤل الثاني هو لماذا لا تنتقد الحكومة و
تركز فقط على انتقاد المعارضة , هل الحكومة بلا أخطاء و هل تقبل بأفعالها ؟
الإجابة هي لا , الحكومة أسوأ من السيء , و
إدارة الشيوخ للدولة أسوأ من السيء , هذا كلام خالصين منه من أيام مبارك الصباح و
لم يعد الحديث فيه "يغريني" , أي أن هالـ إعظمة عجعجت فيها لين قلت بس و
تركتها اليوم لمنتخب الهواة و القادمين الجدد إلى الساحة السياسية يطقطقون فيها و
عليهم بألف عافية .
لكن الوضع يختلف مع المعارضة بجميع أطيافها و
خلطاتها الفاسدة , هم يطالبون بتغيير الحكومة من أجل "الأفضل", إذا من
الطبيعي لكل انسان أن يقف مع من يطالب بالأفضل , لكن خبرتي السياسية تقول بأن
"أفضل" المعارضة سيكون أتعس من خيبة الحكومة و الشيوخ , و ذلك على جميع
المستويات السياسية و التنموية و الحقوقية , و للأسف تعاسة الحكومة سهلت على
المعارضة جذب بعض المحبطين اليائسين الجائعين في الإنضمام لها و قاعدين يلعبون
اليوم لعبة الأرقام و لذلك أجد أن من واجبي كشف عورات أفكارهم للناس حتى نتمكن من
إنقاذ ما يمكن إنقاذه .
ثانياً , أنا أعتبر نفسي شخص صاحب – مشروع -
رؤية مستقبلية إصلاحية للكويت – لم أكشف عنها بعد – و أنتظر بفارغ الصبر الوقت
المناسب لطرح رؤيتي التي أعتقد بأنها أكثر إنتاجية و تطوراً من الرؤية الـ سعدو
طبطبائية المخلوطة بالبهارات الهايفية و الموالح الحدسية , و هذا ما يجعلني بطبيعة
الحال أحارب هؤلاء كي أفسح المجال لطرح رؤية جديدة و اسلوب جديد في المعارضة و أنا
لست مستعجلاً على ذلك .
التساؤل الثالث هو التعليق الساذج بأن ليس من
حقك انتقاد المعارضة فيكفيها و يكفي شبابها شرفاً أنهم قاموا بـ"فعل
شيء" مو مثلك قاعد بالبيت حاط ريل على ريل و تنتقد !!
الإجابة على هذا التساؤل هي أنني جربت اسلوب
"فعل" أي شيء بدلاً من الجلوس في البيت و للأسف كانت النتائج كارثية كما
هي نتائج ممارسات المعارضة و شبابها اليوم , و لم يعد يليق بي و بالنفق المظلم
الذي أرى الكويت تدخل فيه أن أكذب على نفسي و عليكم و أقوم بأي "فعل" دون
أي إحساس بالمسؤولية , سهل جداً أن أكون أحد قادة المعارضة و أدبج المقالات التي
تفضح سرقات الشيوخ و فسادهم , سهل جداً أن أدعو للمسيرات و الاعتصامات و أحقن عقول
الشباب بشعارات "الأمة مصدر السلطات جميعا" و "الحقوق تبي
حلوق" , سهل جداً أن أحرق بلدي بحجة حسرتي عليه و لكن من قال بأني أريد الـ"سهل"
؟
من قال بأني أريد الظهور لمجرد الظهور و وضع
بصمة لمجرد الإحساس "بالوجود"!! أنا من أتباع مدرسة فلتقل خيراً أو تصمت
و لذلك أتقبل حبس أفكاري لسنوات إلى أن تنضج و تصبح ذات فائدة بدلاً من طرحها نص
ناضية لتذهب أدراج الرياح حالها حال الكثير من الأفكار , و تأكدوا جيداً بأنني لن
أُسوق أفكاري بالصراخ و المظاهرات و المسيرات و تهيئة المسرح لتلقي الضربات و بناء
البطولات الوهمية , لن أفعل ذلك , فالفكرة الجيدة تفرض نفسها دون إجبار و لا إلحاح
, و هذا ما يعيب الأفكار التي تطرحها المعارضة بشقيها الشبابي و السعدو طبطبائي .
التساؤل الأخير و المطروح من الأخ العزيز
سعود العصفور و هو هل يتساوى الإستدعاء للتحقيق بالمشاركة في نشاط سياسي ؟
الإجابة يا سعود هي الآتي , سأتهرب متعمداً
من التعمق في مناقشة البنية الفكرية و المشروع المستقبلي للمعارضة و التي يتم
التسويق لها من خلال الإقتتات على أخطاء الحكومة و الشيوخ لإظهار فشلهم في إدارة
الدولة و بالتالي منطقية مطالبتهم بالتخلي عن الإدارة , و بطبيعة الحال تطرح
المعارضة نفسها أو جماهيرها أو "الشعب" كجهة مسؤولة يحق لها إختيار
الإدارة الأفضل للبلد , و لأن الشيوخ معجعجين بالحكم و الإدارة فلم يعد أمام أنصار
المشروع الـ"معارضي" سوى الخروج في الساحات و استخدام المنابر الميدانية
و الألكترونية لإيصال سخطهم على حقران السلطة لهم .
أكرر بأني سأتعمد عدم التعمق و التفلسف في
هذه البنية الفكرية و منطقيتها و سأناقش فقط الفكرة التي طرحتها أنا في تغريدتي و
الإجابة على سؤالك الذي أيده و إستحسنه بعض الأصدقاء .
تغريدتي كانت تعليقاً على تخصيص
"الإناث" في إعتراض الصواغ و الحربش على الإستدعاء للتحقيق بصفتهن
"إناث" لا مواطنات , و هذا – بالنسبة لي على الأقل – يتناقض مع دعوة
هؤلاء للـ"إناث" للمشاركة في الكفاح الميداني ضد السلطة سواء في حضور
ساحة الإرادة أو المواجهة مع قوات الأمن أو المبيت في مجلس الأمة أو ساحة البنوك ,
ففي حال إيمانك بأن المواطنة تتساوى مع المواطن في الحقوق و الواجبات و عليها أن
تمارس دورها كاملاً في التعبير عن رأيها فالأجدى بك أن تؤمن أيضاً بأن على هذه
المواطنة تحمل تبعات ما تقوم به من أفعال و تطرحه من آراء بنفس الدرجة التي
يتحملها المواطن الرجل .
أنا ليبرالي و اتعامل مع الموضوع من مبدأ
الحرية الشخصية فلكل انسان الحق في فعل ما يشاء في إطار القانون "الجيد"
, لذلك لا أعترض على حضور النساء للمسيرات و غيرها من الأنشطة , لكني أدين الصواغ
و الحربش من مبدأ "من فمك أدينك .
هذا المثال ينطبق أيضا على بيع الخمر و شربه
, كوني أؤمن بالحريات فأنا لا أعطي لنفسي الحق في منع الآخرين من شرب الخمر أو
بيعه , لكن عندما يقوم السلفي خالد السلطان ببيع الخمر في محلاته و هو من يطالب
بتطبيق الشريعة و تغيير المادة الثانية و المادة 79 من الدستور فمن حقي أن أدينه
أو على الأقل كشف تناقضاته .
و للإجابة على سؤالك بـ هل تتساوى الدعوى
للمشاركة في مسيرة مع الإستدعاء للتحقيق فنقول لا , لا يتساوى الأمران على المفعول
به و هو "بنات الكويت" في هذه الحالة , لكن هل الإستدعاء إلى التحقيق من
إهانة لـ"بنات الكويت" ؟ الإجابة أيضاً لا , خصوصاً و أن بعض رموز
"بنات الكويت" المعارضات دخلن في لعبة رفع القضايا على من يعتقدون بأنه
أهانهم و هذا بدوره أيضاً سيتم استدعائه للتحقيق , لذلك لا أجد في الأمر مشكلة ,
النيابة إدارة حكومية تقوم بعملها و عملها هو استدعاء المتهمين و الشهود للتحقيق
في حال الشكوى ضدهم , و ربما في الغد يرفع علي بعض من ذكرت أسماءهم في هذا المقال
شكوى و سأخضع أنا أيضا للتحقيق , و لا بأس في ذلك بغض النظر عن إعتقادي بكيدية
التهم .
أعلم جيدا بأن السؤال كان أبسط من الإجابة
الطويلة لكن زلقة بطيحة قلت دام إني بجاوب خل أجاوب على أكثر التساؤلات المطروحة .
4 comments:
كل مرة أقرأ بوست في مدونتك
ازداد قناعة بموضوعيتك
عجيب
الله يعينك على الأسئلة ما دامت قانونية ...
تقديري لفكر يبحث عن الحقيقة
/ الزّمن الجميل فضاء للإستراحة من عناءات السّفر في الأيام تدعوك لتصفّح ورقاتها و ترك بصماتك ، شكرا لجميل التفاعل
http://zaman-jamil.blogspot.com/
Post a Comment