Sunday, June 22, 2008

القوة العظمى - 1

منذ بداية تاريخ الحضارات الانسانية و نظام الحكم في العالم لم يختلف كثيرا عما نعيشه اليوم , فالنظام كان يعتمد بشكل أساسي على جمع الضرائب من الناس , و الضرائب بطبيعة الحال تتنوع و تختلف أسمائها و نسبتها من بلد الى آخر و من زمن الى آخر , ففي زمن الحرب و التوسع تختلف الضرائب عن زمن الرخاء
.
.
لنتخيل العالم القديم مكون من دولة عظمى يحكمها امبراطور كالأسكندر المقدوني أو يوليوس قيصر و تحتل هذه الامبراطورية مساحة كبيرة من العالم المعروف في وقتها, ستتكون هذه الامبراطورية من دول كبيرة كدول أوربا و فارس و مصر و غيرها من الدول الكبرى التي يحكمها في العادة أحد كبار ضباط جيش الامبراطور أو الموالين له , و تنقسم هذه الدول الكبرى الى دويلات صغيرة أو محافظات يحكمها في العادة حكام محليون موالين للامبراطورية و هؤلاء يعيّنون من يواليهم على القرى الصغيرة في دويلاتهم

و السؤال الآن , لماذا كانت الدول العظمى تتصارع على احتلال الدول الأخرى ؟

الجواب على هذا السؤال هو أن أغلب الحروب – ان لم يكن جميعها – قد قامت لأسباب اقتصادية بحته , فالنظام يقوم على أن الشعوب تعمل و تكسب المال لتدفع جزء منه للحاكم المحلي الذي يقوم بدوره بتسليم جزء منه لحاكم الدولة الذي يسلم جزء منه للامبراطور , و الامبراطور بطبيعة الحال يستخدم كل هذه الأموال في بناء قصوره و مدنه و تسليح جيشه الآلة الأساسية لاحتلال المزيد من الدول و جني المزيد من الضرائب و الأموال, و الامبراطور هنا لا يجد خيار غير التوسع حيث انه ان لم يحتل الدول الأضعف فسيأتي منافسه ليحتلها
.
.
بطبيعة الحال لا تتم هذه العملية بالبساطة المكتوبة بل انها عملية معقدة جدا و أي شخص مطلع على التاريخ يستطيع ذكر مئات الأمثلة على سقوط الدول العظمى و الخيانات و الانقلابات التي كانت سببا في انهيار عظيم و سطوع نجم عظيم آخر , و أنا هنا لاأستثني أي دولة عظمى من استخدام هذا النظام بمن فيهم الدول العظمى الاسلامية بدء بالدولة الأموية ثم العباسية و العثمانية

و لا أنسى هنا تسليط الضوء على نقطة مهمة جدا و هي التعقيد الشديد الذي يصاحب حكم الدول العظمى , خصوصا في التعامل مع دول أجنبية ذات لغات و أديان و عادات و تقاليد و ثوابت مختلفة كثيرا عن الامبراطورية , و ما قد يصاحب هذا الاختلاف من احتكاكات مستمرة نتيجة لتمسك بعض الشعوب بثوابتها التي تتعارض مع رغبات الامبراطورية و طموحاتها الاقتصادية , كأن يتمرد البعض على الامبراطورية بتمسكهم بالمعتقدات الدينية التي تستخدم كعذر للتوقف عن العمل في أيام محددة قد تؤثر على كمية الضرائب التي سيدفعونها للامبراطور

و هذا ما جعل الدول العظمى تتعامل بجدية عنيفة و قسوة شديدة اتجاه أي شعب يحاول أن يتمرد على الامبراطورية كالقيام بحرق البيوت و التعذيب و القتل الجماعي و هدم دور العبادة و اجبار الناس على تغيير أديانهم من أجل توحيد الدخل الضريبي للامبراطورية و المحافظة على استقرارها الاقتصادي و السياسي
.
.
و لا يفوتنا قبل أن نختم الموضوع الاشارة الى أن الدول العظمى الفارسية و الدول العظمى الاسلامية تصنف من أكثر الدول العظمى ليبرالية من حيث اعطاء الشعوب القابعة تحت حكمها الحرية في ممارسة الأديان و ضمان العدالة الاجتماعية


يتبع

26 comments:

Maximilian said...

متابع

Mok said...

متابع

Anonymous said...

مو كأنه " مساحة " الدول(!) العظمى الفارسيه أكبر من " مساحة " الدول العظمى الإسلاميه ؟

:I

لوول


و بعدين إيش هي الأديان الي قبلتها الدول ( مرة ثانية ) العظمى و الفارسية ؟ و الأديان الي قبلتها الدول العظمى الإسلامية ؟

:I


مو ( مرة و ثانية ) كأن في دولة ( دويلة ما ) صغيرونه إختفت من قائمة الدول و العظمى و الإسلامية ؟ وين وديتها ؟ طلعها أهو ..

:I

" سقوط الدول العظمى "

إنزين الحين أي واحده تقصد ؟؟

:I

لووووووووول


طيب كم جزء هالمقال ؟ لا تقول عشر على كل يومين أنشرهم ..إحنا في صيف و مخنا مطفي كهربته .

:I

مهياوة said...

من المتابعين

Kuwaiti said...

قامت زوجتي بأخذ بناتنا الثلاث إلى مركز الوزان الصحي في منطقة المنصورية بسبب معاناتهم من مرض جلدي مختلف الأعراض في كل واحده منهم أبعد الله عنكم و عن أبنائكم كل مرض وكللكم بالصحة والعافية. فقيل لها أنه تم نقل قسم الجلدية إلى ضاحية عبدا لله السالم فتشكرت من الموجودين و انتقلت لمركز الضاحية و في الضاحية قيل لها لا يجب التوجه للصحة المدرسية ولأنها بحاجة العلاج توجهت حيث قيل لها. و في الصحة المدرسية قيل لها يجب عليك إحضار تحويل من المنصورية فقالت لا حول ولا قوة إلا بالله مشكورين و أنا راح أأخذ البنات لمستشفي خاص لنلقي العلاج. و إلى هنا لا توجد مشكلة فنحن نتفهم الروتين الصحي و إلا حد ما تعودنا عليه و لم يجبرنا أحد للذهاب للعلاج بالمستشفيات الخاصة و لكن الجديد هو نصيحة احدي العاملات في الصحة المدرسية لزوجتي بأن توفر المال و تستخدم زيت الزيتون و الفازلين لعلاج البنات.
وهنا أتذكر نصيحة الوالد لنا أطال الله في عمرة فهو ينصحنا بأن نعتني بصحتنا و اليوم تأكدت بأنها نصيحة غاية في الأهمية . فازلين وزيت زيتون يا وزارة الصحة.

Ibn-Seena said...

تستهويني هذه المواضيع كثيرا، متابع و اتمنى ان لا تتأخر.

Anonymous said...

النقطة الاخيرة مهمة ويجهلها الكثير من الناس

لاحظ ان هذا في السابق فقط

Blog 3amty said...

متابعين :)

Anonymous said...

ممكن تشرح لي شلون كانت الدوله الاسلاميه لبراليه ؟

Mozart said...

البداية أوكي لكن هل كنت ساخرا أم جادا بالمقطع الختامي ؟

Salah said...

بالانتظار

Mohammad Al-Yousifi said...

حمودي

اقرأ جيدا و تشوف اني قارنتها بالدول العظمى الأخرى

ما سمعنا عن المسلمين يحرقون الخضر و اليابس كما فعل التتار

ما سمعناهم يهجرون شعوب بكاملها كما فعل نبوخذ نصر

و لا سمعنا عن اضطهادهم لليهود في فلسطين كما حصل في الحروب الصليبية

عموما الأمثلة كثيرة و التاريخ مليء بهذه القصص و لكن نريد من يبحث عنها

لا أعتقد أنك تتوقع مني ان اكون ساذجا و اقول ان كل حاجة تمام يا فندم و مافيش ظلم حصل

لكني اقارن ظلمهم بظلم غيرهم

بعالم الأعمال نسميها
benchmarking

بالصدفة وجدت هالمقالة بالقبس , خذلك طلة

http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=406240

نفس الرد ممكن يرضي غرور الأخ موزارت

MaCHBoS said...

مادري بس جنه قويه الدول الاسلاميه ليبراليه @@ خبري اللي يرتد عن دينه يطيرون راسه @@

Amethyst said...

Yay! History & Politics!

The names in Arabic are really funny;$

Oh, and what question are we answering in this series? I couldn't pinpoint it. Is it why they tried conquering smaller areas?

Snow White said...

بإنتظار البقية :)

Anonymous said...

عند مقارنتهم مع غيرهم ممكن خاصه مع عدم حيادية المؤرخين في ذيج الفتره واظهار فترة الدوله الاسلاميه بانها الذهبيه لجميع الاشياء
لكن كان هناك عمليات تكفير كبيره لمن يخرج عن النص منها للمعتزله وغيرهم
كما ان فكرة الفتوحات الاسلاميه بحد ذاتها غير مقبوله بالنسبه لي
الهجوم على دوله ثانيه بهدف نشر ايدلوجيتي واذا لم يقتنع اصحاب هذه الدوله اقوم بقتلهم او اجبرهم بدفع تاكس او جزيه وتكون فقط لغير المسلمين
مع ملاحظة ان عصر الفتوحات بدأ بعد وفاة الرسول

AyyA said...

مطقوق
هنالك خطا و تزوير تاريخي بشان الحضاره الاسلاميه، فلا يوجد في عمر التاريخ حضاره تنسب الي الدين بل الي شعوب، مثل الحضاره الرومانيه و الفارسيه و البابليه و السومريه و هكذا. و من الاصح ان تسمي الحضاره الاسلاميه بالحضاره العربيه لانها حضرتهم و مدنتهم من بدو رحل الي مدنيين، هذا اولا
اما الجزء الاخير من موضوعك فهو غير دقيق و احادي النظره، و اذا كنت تقصد بمعامله العرب في اسبانيا لليهود فذلك كان لمده لا تزيد عن قرن واحد من تسعه قرون عاشها العرب في الاندلس و عاثوا فيها فسادا و ظلموا اليهود و غيرهم٠ علي العموم انا في انتظار البقيه، و شكرا

AyyA said...

العرب "المسلمون" عندما فتحوا "احتلوا" الدول الاخري اعطوا الشعوب هذه الاختيارات الثلاثه:
اما الاسلام
او دفع الجزيه اذا كانوا من اهل الكتاب
او القتل
فاين هي الرحمه
و من يدفع الجزيه عليه ان يتقبل هذه الشروط:٠
ان لا يلبس كما يلبس المسلمون و يربطوا علي ملابسهم احزمه عريضه لسهوله تفريقهم من قبل المسلمون
و لا يحيون بتحيه الاسلام
و عليهم ان يلتزموا طرف الطريق عند الحائط و ليس وسط الطريق
لا يبنوا بيوتهم بعلو او اعلي من بيوت المسلمين
لا يسمح لهم ان يبيعوا او يشربوا الخمور علانيه و لا لحم الخنزير
لا يسمح لهم بترتيل التوراه و الانجيل بصوت مسموع
لا يسمح لهم بالاحتفال او تعزيه ميت من موتاهم خارج بيوتهم
لا يسمح ببناء كنائس او معابد جديده و لا ترميم قديمهم
و هذا ماخوذ من ابن اسحاق

AyyA said...

الاحتفال مقصود به الاحتفال الديني

Eng_Q8 said...

ممممممممممم

حاس ان في اشياء بين السطور راح اتخليني انا وياك نتهاوش :p

ما راح استبق الاحداث

ناطر :)

Mohammad Al-Yousifi said...

حمودي + آيا

يا جماعة صلوا عالنبي

أقول ثور قلتوا احلبوه

كلامي واضح , مقارنة مقارنة مقارنة مقارنة

الكلمة فيها شي صعب ما ينفهم؟

كتبت مقارنة بالدول العظمى الأخرى

دول عظمى

دول ع

عظ

عظم

عظمى

و عشان نوقف هالنقاش العقيم أرجو من الأخ حمودي و الاخت العزيزة آيا أن تذكرلي دولة عظمى لم تقتل و تنكل و تقمع معارضيها

تفضلوا

AyyA said...

لووووول
يللا حبيبي خلاص ما راح اناشبك، ناطره الجاي

Mohammad Al-Yousifi said...

سلام

أعتقد اني مضطر للتوضيح

كتبت هذا الموضوع تحت عنوان القوة العظمى , و سياق الموضوع ماشي بمقارنة الدول العظمى مع بعضها البعض

يعني على قولة اخوانا الأمريكان

comparing orange to orange

لم احاول مقارنة سوريا بدولة الفراعنة , أو مقارنة أمريكا بالبحرين

أنا هنا أقارن دول عظمى , و جزء أساسي أو الجزء الأهم من تسميتها دولة عظمى هو قدرتها و جرأتها على احتلال أغلب دول العالم المعروفة في وقتها

سويسرا اليوم و بالرغم من تقدمها الا انها لا تعتبر دولة عظمى بالمقاييس التاريخية لأنها لم تحتل او تسعى لاستعمار دول اخرى

الاحتلال و الاستعمار و خوض الحروب جزء أساسي من عظمة الدول التي أصنفها هنا كدول عظمى

و نعم , في الحروب هذي يقتل الكثير من الأبرياء و ترتكب الجرائم التي ليس لها نهاية و أنا عندما اقول دولة عظمى فلا أقصد المدح و لكن النقل التاريخي

الآن

انا اعتمد على تكوين وجهة نظري من عدة مصادر و أراء محلية و دولية , و عندما كتبت الدولة الفارسية و العربية - عشان آيا - أو الاسلامية الاكثر ليبرالية أو تحررا في التعامل مع الأجانب اعتمدت فيها على آراء كتاب غير مسلمين و حتى يمكن غير معاصرين بالاضافة الى مقارنتها بالدول العظمى الأخرى

بالنسبة لتعليق العزيزة آيا , أكرر بأني هنا اقارن المسلمين بغيرهم , و أعتقد ان المعلومة وصلت و بالفعل ودي تعطيني أمثلة على دول عظمى لم تضطهد الشعوب الأجنبية التي تعيش تحت مظلتها و لم تفرض عليها اسلوب معين للحياة

شكرا مرة أخرى

فتى الجبل said...

هم آنا متابع

Amethyst said...

http://anamethystworld.blogspot.com/2008/06/stronger-than-me.html

:)

Anonymous said...

خلاص عظمى عظمى اوكي
:)