Wednesday, August 26, 2009

الارهاب و الكباب

نشرت الموضوع في يوم 16-8-2009 قبل وقوع حريق الجهراء بساعات قليلة , تم سحب الموضوع للتركيز على الحريق و أعيد نشره الآن
.
***
.
سأعترف لكم بأمر , بالرغم من عدم حماسي و تشجيعي للعمليات الانتحارية الا أنني أتفهم وجهة نظر من يقوم بتنفيذها , خصوصا عندما تجتمع عناصر معادلة الانتحار في نفس المكان و الزمان و الانسان
.
.
احتلال + احساس بالظلم + اضطهاد + جهل + فقر + يأس + وعد بالجنة = عملية انتحارية
.

و بالعودة الى المعادلة السابقة أجد نفسي أتفهم جيدا شعور الشاب الفلسطيني أو العراقي الذي يقدم على هذه الخطوة التعيسة , فهذا الشاب لم تُتح له فرصة عادلة لايجاد حلول أخرى لمشاكله الا الانتحار او الاندحار
.
.
فلا أحد يستطيع أن ينكر مقدار الألم و القهر عندما ترى أقدام المحتل تدوس ليل نهار على أرضك , و لا أحد يستنكر شعورك بالظلم عندما يتحكم بك هذا الأجنبي و يهين أهل بلدك , و لن يستطع أحد تخفيف احساسك بالاضطهاد النفسي , خصوصا عندما يحيط بك شبح الفقر من كل جانب , و يكبح الجهل كل آمالك بمستقبل أفضل , و هل هناك مستقبل أفضل من دخول الجنة مباشرة ؟ و هل هناك أفضل من مرافقة الأنبياء و الرسل و الشهداء في الفردوس ؟ و التمتع بما فيها من انهار و حور و حدائق غنّاء؟
.
نعم أنا ضد القيام بهذه العمليات , الا أنني أتفهم جيدا شعور من يعيش تحت هذه الظروف الصعبة و سواد الدنيا في وجهه , فلا أمل و لا عمل و مستقبل , و لا خلاص الا بكبسة زر يُنهي بها مشواره في الدنيا مع بعض من يعتقد أنهم أعداءه و كان الله غفورا رحيما
.
لكن , ما لا أفهمه في الحقيقة هو اقدام مجموعة – أو مجاميع – من الشباب الكويتي على التفكير بالقيام بالعمليات الانتحارية , خصوصا و أن المجموعة الأخيرة لا تعاني من احتلال , و لا أعتقد أن ابن المليونير يعاني من الظلم و الاضطهاد , أو ان الطبيب و المحامي و المهندس يعانون من الجهل و الفقر و اليأس لكي يستعجلوا الذهاب الى الجنة عبر تفجير أجسادهم في شبرات معسكر عريفجان
.
لا أخفي عليكم بأني أشعر بالغرابة و الدهشة و القلق كلما عدت الى أسماء و شخوص أفراد هذه المجموعة , فقد حطموا كل معتقداتي السابقة حول نظرية عناصر العمليات الانتحارية , و السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو أين الخلل ؟
.
كيف اقتنع هؤلاء الشباب بالتفريط بأرواحهم و مستقبلهم و احراج أهاليهم و أمن موطنهم من أجل تحقيق هدف سخيف لن يغير من الواقع شعرة ؟ من الذي أقنعهم بأن أرواحهم أرخص من كونكريت سور مبنى أمن الدولة ؟ ما هي الظروف القاهرة التي جعلتهم يزهدون بإكمال مشوار الحياة و التخطيط للمستقبل ؟ ما هو النصر العظيم الذي كانوا سيحققونه ليقبلوا بالضغط الهائل الذي ستواجهه عائلاتهم بعد انتحارهم ؟ و الأهم من هذا و ذاك , كيف و متى و أين سقطت الكويت و أمنها من قائمة أولوياتهم ؟
.
هناك سبب – أو أسباب - بالتأكيد , و على الجهات المختصة – حكومة هلسينكي – أن تسارع في البحث عنها و استئصالها , أما الخوف , كل الخوف , أن يكون فاقد الشيء لا يعطيه , و نكتشف أن طبيبنا يحتاج الى طبيب

14 comments:

Mohammad Al-Yousifi said...

عنيف said...
ما هو النصر العظيم الذي كانوا سيحققونه ليقبلوا بالضغط الهائل الذي ستواجهه عائلاتهم بعد انتحارهم ؟


تلومني لما كتبت البوست يا اخي العزيز

انا جربت الاحراج بعد مقتل انس بفيلجا

شعب الكويت يحب التعميم على العائله ولا يحب التخصيص بشخوص المشكله

Mohammad Al-Yousifi said...

ma6goog said...
ما الوم زعلك , لكن لمت مفرداتك

عموما , انا اليوم جدا جدا مضطرب و حزين


الأخبار اللي بالتلفزون ما تبشر بالخير

كارثة كارثة عظيمة حصلت في الجهراء

الله يرحمنا برحمته و يصبر اهل القتلى و الجرحى

:(

اشعر بالألم

Mohammad Al-Yousifi said...

Dark angel said...
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ( التوبة - 29 ).




فقاتلوا ائمه الكفر انهم لا ايمان لهم ) ( سورة التوبه 12 :9





( قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزيهم،،،، ويشف صدور قوم مؤمنين ) ( سورة التوبه 13 : 9 )



(جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم ) ( سورة المائدة 33 : 5 )




ولولا ان كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم فى الدنيا ولهم فى الاخره عذاب النار ذلك لانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فان الله شديد العقاب ) ( سورة الحشر 2 :59- 4 ).




كتب عليكم القتال ) سورة البقرة 216:3



وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله ) ( سورة الانفال 39 :


وقاتلوا المشركين كافه ) ( سورة التوبه 36 :9

Mohammad Al-Yousifi said...

حـمد said...
عزيزي مطقوق

اعتقد بأن الوضع يختلف مابين فلسطين والعراق

اتعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني واقدر طريقة تفكير الشباب هناك , اما العراق فلازالت المساجد والاسواق تتفجر بالرغم من ان المدن العراقية اخليت من الوجود الاميركي

تحية لك اخي الكريم

Mohammad Al-Yousifi said...

آسف على اعادة كتابة التعليقات مرة اخرى بس عندي مشكلة بسيطة مع المدونة

شكرا

Bad-Ran said...

أحمد الصراف يقول بمقابلة ببرنامج اضاءات:

إحنا مو قاعدين نهتم بتعليم الانسان، احنا قاعدين نهتم بتثوير الإنسان بجعله مقاتل، بجعله انسان فدائي

........

ممكن يكون واحد طبيب أو مهندس بس اهو جاهل، لأنه تعلم مهنة، ما اكتسب علم .. ولا تعلم التفكير النقدي

........

عقل تتقاسمه الأفكار والأشباح - فهد راشد المطيري
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=74390

الحارث بن همّام said...

أوافقك الرأي بخصوص الشباب الكويتيين

سيدة التنبيب said...

أعتقد أن التطرف الفكري مرض

وحتى الأطباء يمرضون

White Wings said...

الحرمان ليس مادي فقط يا مطقوق
الحرمان نفسي، حرمان من الأمان وتخويف مصيري
ثقافة كاملة متكاملة تجعل الحياة تبدو رخيصة

فيديو احتراق الخيمة خوفني وأعاد علي كل أحزان حادثة الجهراء...الله يسامحك

اي...وكل عام وأنت بخير
قبلاتي لسلمى

الطارق said...

معادلتك يا عزيزي ليست مضطردة فلا تنطبق على الوقائع في كثير من الأحيان ، وإن أردت أن تفهم فإليك المعادلة التي ينطلق منها هؤلاء الشباب :

هم يا عزيزي وبكل وضوح يرون بأن هذه الأنظمة غير شرعية أصلا ، وأن وجودها هو ظلم يجب إزاحته ، وإن قبولهم بالتواجد الأجنبي في بلادهم هو احتلال لا يمكن قبوله تحت أي مبرر والنظم القائمة لا تملك حق إعطاء تلك القوات المحتلة أي رخصة بالإقامة أو المرور بأراضي المسلمين ، فضلا عن أن تلك القوات الصليبية تحارب المسلمين وتفتك بهم وتحتل دولهم عسكريا منذ سنوات فكيف نسمح لهم في التواجد بأرضنا واستخدامها قاعدة لضرب المسلمين وقتلهم ؟! هذا وحده كفيل بإسقاط شرعية الأنظمة فكيف إذا كانت هي أصلا غير شرعية ومغتصبة للسلطة ؟!


هذا يا عزيزي منطلقهم ، وليس الجوع والجهل والاضهاد ، إذا كان ما يحمل الإنسان على فعل بعض التصرفات هو العقيدة والقناعة عندها لا يحتاج لأي دوافع أخرى مع إمكانية أن تكون تلك الدوافع سببا في بعض الأحيان لكنه لا ينطبق في هذه الواقعة .


وتحياتي يا أبو سلمى

ملاحظة : ما سبق من تعليق ليس على خلفية الاعتقال الأخير حيث أنني أصلا أشكك في صدقيته ولست مقتنعا برواية الداخلية .

bakah said...

المعادلة لا تنطبق مئة بالمئة على حالات العمليات الفدائية في لبنان على سبيل المثال ..

كثير من الشهداء الفدائيين رحمهم الله كانوا على قدر عالي من التعليم والثقافة ..

انا انظر للعمليات الفدائية على انها مجرد حل عملي لنقص السلاح والتكنلوجيا وعدد القوات ..

سأشرح انطلاقا من حالة لبنان :
في حالة لبنان لم تكن العمليات الفدائية هي الحل الأول , لكن لأن المواجهة بالقتال مع العدو لم تكن تأتي بنتائج نتيجة لبساطة السلاح الذي كان يحمله المجاهدين , فكان لابد من عمليات مختلفة نوعيا عن المعهود , لكسر تفوق العدو ..

ولأن النتيجة شبه المحتومة والمنطقية لأي قتال مباشر مع العدو كانت الشهادة أو الأسر , ولأن الأسر كان أشد بألف مرة من الشهادة , فلم يكن خيار العمليات الفدائية خيارا مجنونا او غريبا ولا يائسا , بل إن القتال المباشر كان هو اليائس , اما العملية الفدائية فكانت تعطي معنى معنويا وماديا لكل شهيد يفقد في ساحة القتال ..

..
اما في حالة الكويت .. فالقضية قضية اختلاف بالتعريفات ..

انا عن نفسي اعتبر اي جندي امريكي في الكويت قوات صديقة وحليفة ولا يجوز مساسهم ولا التعرض لهم , لأن لهم بعد الله الفضل الأول والأخير لتحرير الكويت ..

لكن هناك من له تعريفات اخرى ..

Safeed said...

الظروف المحيطة عي عامل مؤثر جانبي، لكن العامل المؤثر الأساسي هو الآيدلوجية، المنظومة الفكرية التي تقود هؤلاء

الأرضية التي يقفون عليها هي التي تمكننا من تحديد أي العوامل الجانبية أثّر و أيها لم يكن له أثر

العراق و فلسطين و لبنان و غيرها هي حالات على حدة، يجب أن تدرس كل منها لوحدها

اغلب من يفجر نفسه بالعراق ليسوا عراقيين! على عكس فلسطين و ما حدث في لبنان بالثمانينات

فالمسألة غير قابلة لان تفسر وفق قالب واحد

ظــامـي ســـراب said...

دائما ما يقال بأن المستوى العلمي لا يعكس بالضرورة المستوى الثقافي...لذا فبالمقدور، متى ما تجردنا من الفئوية الضيقة والعصبيةالمقيتة، أن نجد عناصر تدفع بزهرة شبابنا إلى ذاك المصير المجهول...أين ثقافة الحياة وما هي مناهله ومشاربه في مجتمعاتنا؟ البعض منا لا يورثنا سوى الموت. شكرا لرؤاك وتصوراتك.

Mohammad Al-Yousifi said...

دارك انجل
عند قراءة كتب السيرة تجدين ان لكل آية من هذه الآيات قصة و لا اعتقد ان وضع الامريكان عندنا اليوم ينطبق على اي منها

حمد
اشركت بينهم لتشابه الظروف الاخرى و اهمها الجهل و الفقر و اليأس و عدم وجود سراب لمستقبل افضل

بدران
شهادتي بالكاتبين مجروحة

حارث
زين توافقنا بشي

تنيب
و مشكلة الكويت جذورها في اللي المفروض انهم اطباء

وايت
سلمى تسلم عليج وايد , مستانسة من انفلونزا الخنازير لأن اجلنا دخولها المدرسة

الطارق
بالضبط , هذه هي نقطتي من الموضوع

لو كانوا في فلسطين و العراق لقلت عنهم جهلة و فقارة و على نياتهم

لكن شباب متعلمين و كويتيين غريبة انهم يريدن ان يحاربوا الكفار بتفجير سور مبنى امن الدولة و جبرة في مخيم عريفجان

هل الحماقة تجعلهم يعتقدون ان الامريكان بينحاشون من الكويت اذا تفجر طرف مخيمهم؟ هل سينهار جهاز امن الدولة بتفجير سورهم الذي لن يكلف الدولة اكثر من 2000 دينار؟

شنو خلوا للبسطاء؟

شي يقهر الصراحة

مطعم
حالة لبنان تختلف بالنسبة لي من جهة واحدة فقط

و هي انهم استطاعوا بهذه الطريقة استرجاع جزء لا بأس به من اراضيهم و هذا ممكن يشجع البقية على الانخراط في هذا الطريق

سفيد
ما اتكلم عن التفاصيل و تفاصيل التفاصيل

اتكلم بشكل بسيط , هناك عوامل مساعدة على التفجير الانتحاري و حاطها بالمعادلة , اجدها متوفرة في بقية الدول و لكنها مو موجودة بالكويت و خصوصا للمجموعة الاخيرة

ظامي
مشكور حبيبي و اهلا فيك في عالم المدونات

:)